ورأى الشريف حسن ان الحرم قد انتهك وان كرامته قد اهينت فاجتمع بكبار الحجاج والأهالي في مكان له بأسفل مكة وتشاوروا في الأمر ثم اتفقوا على ندب شخص يتصل بأمير الحج المصري ليبلغه استياء الامارة مما حدث وضرورة تسوية الامر واجلاء الخيول عن المسجد وقد قبل أمير الحج هذه السفارة ووافق على وساطتهم في تسوية الامر فجرى الصلح بينه وبين غلمانه وعاد السلام الى ما كان.
ومن غريب المصادفات أن الرجل الذى وقعت الفتنة بسببه كان اسمه جرادا وقد اشار شاعر مكي الى هذه الحادثة بهذه التورية :
وقع الغلاء بمكة |
|
والناس اضحوا في جهاد |
والخير قل فها هموا |
|
يتقاتلون على جراد (١) |
الغاء البدع : ومما يذكره التاريخ في هذا العهد ان علماء مكة اجتمعوا على توقيع عريضة طلبوا فيها الغاء بدع المؤذنين وما يتغنون به من المدائح النبوية فوق المآذن والغاء الاحتفال بليالي ختم القرآن في رمضان ومنع ايقاد مشاعل المقامات في رمضان وهلال ربيع الأول ورجب فقبل ما عرضوه وصدر بالغاء جميع ذلك ولكنه لم يمض على ذلك عامان حتى سعى بعض الكبراء لدى أمراء مكة لاعادته فأعيد ثم أعيد (٢)
رميثة بن محمد بن عجلان : وما لبث الحسن ان عاد الى الخلاف مع الشراكسة في مصر في عام ٨١٨ فندبوا لقتاله جيشا يقوده رميثة بن محمد ابن
__________________
(١) خلاصة الكلام للسيد الدحلان ٣٨
(٢) افادة الانام للشيخ عبد الله غازي «مخطوط»