بعد ما قاسوه من الشدائد في أزمات السنين السابقة. وكم كنت أتمنى لو عاش هذا البلد كبيرا على المتصدقين غنيا بسواعد بنيه عن كل ما ينفحه المحسنون والمتصدقون.
يومان في عرفة : ومن غرائب عام ٦٨٨ أن الناس وقفوا في عرفات يومي الجمعة والسبت لاختلاف ثبوت الرؤيا لدى أمير الركب الشامي عنها لدى الشيخ محي الدين الطبري شيخ الفقه في الحجاز (١) وليست هذه أول حادثة من نوعها فقد تكرر مثلها عدة مرات في تاريخ مكة ، وذلك أن كل ركب كان يعتمد فتوى خاصة به ، ولو كان مصدر الفتوى بين المسلمين موحدا لما وجد مثل هذا الخلاف.
وفي عام ٦٩٨ حدث نزاع في مكة بين الأهالي ورجال البادية ، ويسمونه «هوشه» وكان عدد القتلى نحو ١١ شخصا (٢).
ودام حكم أبي نمي إلى أن توفي في صفر عام ٧٠١ نحو ٥٠ سنة قضى بعضها شريكا مع أبيه ثم عمه أدريس ، وقضى البعض الآخر منفردا بالإمارة إلا في بعض الأيام التي غلب على أمره فيها ، وقد ترك أبو نمي نحو ثلاثين ولدا بين ذكر وأنثى كان يعتد بأكثرهم في ما مر به من شدائد (٣).
وشيع أبو نمي في جنازة طافوا بها حول الكعبة سبعا على عادتهم قبل الدفن.
وقد ذكر الحافظ الذهبي أبا نمي فقال : إنه عاقل سايس شجاع محترم. وقال الفاسي ذكره أبو عبد الله الدماهي فأثنى عليه ، وقال : لولا المذهب لصلح
__________________
(١) المصدر نفسه ٢ / ٢٤١
(٢) المصدر نفسه.
(٣) خلاصة الكرم للدجلان ٢٨