فعم ضجيج الناس وهرع أمير مكة الشريف مسعود الى المسجد فزعا يتبعه وجوه الناس فأمر بنقل محفوظات الكعبة من الهدايا الى دار آل الشيبي ثم دعا الناس لتنظيف المسجد وازالة ما تراكم فيه من الطين وشاركهم في ذلك ثم نقل ما هدم من حجارة الكعبة الى حواشي المطاف (١)
وفي يوم السبت ٢٢ منه عقد الأمير مجلسا حضره علماء مكة في المسجد فاستفتاهم فيما يجب عمله فاتفقوا على وجوب المبادرة ببناء الكعبة من أموالها صورة الكعبة عندما فاض السيل فهدم جدارها فى العهد العثمانى الأول وهى كما تخليها جير الددى غورى فى كتابه امراء مكة المحفوظة بعد هدم ما تقتضيه الضرورة من جدارها ، وأن يكتبوا في الحال الى خليفة المسلمين ليبادر بالمساعدة اللازمة كما اتفق رأيهم على أن يستروا ما يحيط بالكعبة بأخشاب مكسوة بالحرير الى أن يتم البناء.
وفي ٢٥ رمضان وصلت الأخشاب الخاصة بالستر من جدة فشرع شمس الدين وهو مهندس من مكة في اقامتها حول الكعبة ثم أسدل عليها ستارا أخضر.
وشاع النبأ في بلاد المسلمين فأحدث هياجا شديدا وندب أمير مكة من يخبر والي مصر ليرسل بذلك الى الاستانة.
وفى ١٦ ربيع الثاني عام ١٠٤٠ وصل الى مكة مندوب السلطان مراد وبعد أربعة أيام رست في ميناء جدة سفينة تحمل المؤن والأخشاب وسائر الأدوات اللازمة للبناء.
وفي ٢٢ ربيع الثاني شرعوا النجارون يحيطون الكعبة بسياج من الخشب أوسع من السياج الذي نصبوه من قبل ليعمل البناؤون من ورائه في تعمير الكعبة.
وتوفي الشريف مسعود في أثناء قيام السياج وتولى الامر بعده الشريف عبد الله
__________________
(١) تاريخ الكعبة للشيخ حسين باسلامه ٩٣