انها كانت تكسي في هذا العهد سنويا يوم النحر بالديباج الاحمر الخراساني ، وفيه مكتوب حمد الله وتسبيحه وتكبيره وتعظيمه ، فاذا ثقلت عليه الكساوي جردت ، واخذ ذلك بنو شيبة قال : واذا وافى وقت الموسم تفرج الكسوة عن الجزء الاسفل من الكعبة ، ليستر مكانه بالقباطي من الديباج الابيض وتبقى كذلك ما دام الناس محرمين ، وذلك شبيه لحالة اليوم عندما تحرم في ايام الحج اقول : وهي عادة فيها من الاسراف في المال ما كانت البلاد في حاجة الى انفاقه في مرافقها الخاصة براحة الحجاج والسكان ، ولكننا نعنى ببعض المظاهر ونغفل الشؤون الحيوية في مرافقنا.
بعض اوصاف المسجد في هذا العهد : وقد وصف المسجد في هذا العهد صاحب العقد الفريد ، فذكر ان طوله ٤٠٤ وعرضه ٣٠٤ وله ثلاث بلاطات «اروقة» محدقة به ، وهي داخلة في الذرع وفوقها سماوتها مذهبة وحافاتها على عمد جملتها ٤٣٤ عمودا كل عمود منها عشرة اذرع والمذهبة من رؤوس العمد ٣٢٠ رأسا وسور المسجد كله من داخله مزخرف بالفسيفساء ، وابوابه على عمد من رخام ما بين الاربعة والثلاثة الى الاثنين وهي ٢٣ بابا لا غلق عليها يصعد اليها في عدة درجات (١).
ثم تحدث عن بئر زمزم ، وقال ان سقفها قبو مزخرف بالفسيفساء على اربعة اركان تحت كل ركن منها عمودان ، وقد سد بين كل ركنين بشرحب خشب وبشرقي زمزم بيت مقدر مقفل عليه (٢).
__________________
(١) ج ٦ / ٢٥٥ وما بعدها
(٢) لعله بيت المحفوظات