الضغط على الشريف علي بن الحسين واخراجه من بلادكم فان فعلتم غير ذلك بمساعدته أو موالاته فنحن معذورون أمام العالم الاسلامي وتبعة ما يقع من الحوادث تكون على المتسبب ودمتم) (١).
الوساطات لوقف القتال : لم تذهب صيحة الحزب الوطني في العام الاسلامي واستصراخهم إياه للتوسط بينهم وبين ابن السعود سدى ولقد كان المجلس الاعلى لفلسطين أول هيئة اسلامية لبت الدعوة فأرسل يوم ٤ أكتوبر ٩ ربيع الاول سنة ٤٣ برقيات الى جميع الحكومات والجمعيات الاسلامية طالبا ارسال وفود من قبلها الى جدة للتوسط بين المتحاربين وقال انه سيوفد بعض أعضائه بمجرد تسلمه القبول كما ابرق الى السلطان ابن سعود يطلب وقف القتال فرد عليه يوم ٢٨ ربيع الاول يقول :
«يسوءني أن وساطتكم جاءت بعد أوانها فقد جربنا في السنوات السبع الماضية كل وسيلة في مصالحة الحسين في احلال السلام والوفاق محل الجفاء والخصام فضاعت مساعينا ادراج الرياح. وبقدر ما كنا نظهر من الميل الى الاتفاق كان الحسين يزيد من تعاليه وعناده ودلت منشوراته في شرق الاردن على انه يطمع بلا شك في تقسيم بلادنا وتقطيع اوصالها وقد منع مواطنينا من تأدية شعائر الحج مدة ست سنوات واستمر يدس الدسائس في بلادنا وفي عسير وفي كل مكان. وفي الواقع ان اعماله ومعاملته لحجاج بيت الله الحرام وتصرفاته معهم قد استفحلت بعجزه عن صون الامن في مكة والمدينة وعن المحافظة على سلامة الحجاج المسلمين بهذين المكانين ، فكل هذه الاسباب التي يطول شرحها قد اضطرتنا لاتخاذ التدابير الشديدة لتهدئة الحالة في الحجاز ولضمان مستقبل بلادنا.
__________________
(٢) التورة العربية الكبرى لامين سعيد ٢٠٤ / ٣