ـ ٧ ـ
من الشريف حسين الى مكماهون
بسم الله الرحمن الرحيم
مكة في ٢٥ صفر ١٣٣٤ (أول يناير ١٩١٦)
تلقينا كتابيكم المؤرخين في ٩ صفر فسرني ما جاء فيهما وذهب ما يقلقني ، واظن ان فخامتكم قد ادركتم بعد وصول الشريف محمد فاروق واجتماعه اليكم بأن اعمالنا حتى الان لم تكم لغايات وميول شخصية ، بل أن كل شيء كان نتيجة مطالب ورغائب شعبنا ، واننا لسنا سوى ناقلين ومنفذين لرغائب الشعب والحاحه ، وهذه الحقائق هي دوما في فكري اهتم لها كل الاهتمام وأرجوا ان تجد في نفسكم مكانها من الانتباه والاعتبار.
إن ما يتعلق بقضية العراق ، وقضية التعويض الذي اقترحناه لقاء احتلاله فانني رغبة في تقوية ثقة بريطانيا بنوايانا وغايتنا في القول والعمل ادع امر تقدير المبلغ الى حكمتها وعدالتها ، اما فيما يتعلق بالاقسام الشمالية ومرافئها فقد ابدينا لكم في كتابنا السابق أقصى ما يمكن ان نوافق عليه من تعديلات ونحن لم نتساهل هذا التساهل الا لتحقيق الرغائب التي يريدها الله العلي الاعلى أن تتحقق وهذا الشعور هو الذي حدانا لان نتجنب كل ما من شأنه أن يسيء الى تحالف انكلترا او فرنسا ، والاتفاق المعقود بينهما خلال الحرب ومصائبها.