وفي عام ٧٦٠ أرسل صاحب مصر يستدعي عجلان وثقبة اليه فرفضا ذلك فأصدر مرسومه بعزلهما وتولية أخيهما سند بن رميثة بالاشتراك مع ابن عمه محمد بن عطيفة.
عجلان وثقبة في السجن : وكان محمد بن عطيفة يقيم في مصر فتوجه الى مكة في فرقة عسكرية من المماليك فيهم أربعة من الأمراء واستطاع محمد بن عطيفة أن يتولى الحكم ثم ما لبث أن وصل سند فشاركه فيه (١).
وهدأت الأمور في مكة على أثر ذلك وألغيت المكوس التي كان يتقاضاها عجلان وثقبة فرخصت الأسعار ونادى قائد العسكر في مكة بمنع حمل السلاح فعم الأمن في البلاد.
وهكذا ثبت أن عجلان وثقبة ومن والاهما من الأشراف يسيئون الى ادارة البلاد بتصرفاتهم القاسية وخلافاتهم وأن تأمين البلاد ورخاءها ـ مع كل أسف ـ رهين بادارة عسكرية حازمة تقضي على بواعث الخلاف من اصولها.
واستطاع قائد العسكر أن يقبض على عجلان وثقبة ويصحبهما معه الى مصر ليعتقلا فيها.
ويبدو ان اعمال الخلاف السالفة بين عجلان وثقبة وما ترتب على ذلك من اضطرابات وفتن هيأ للمماليك الاتراك فرصة جديدة للتدخل في شؤون البلاد تدخلا عمليا لأن الفرقة العسكرية التي صحبت مجيء محمد بن عطيفة والتي استطاعت أن تقضي على أسباب الفتن ما لبثت أن أقامت في البلاد بحجة الاشراف على شؤون الامن فيها.
__________________
(١) خلاصة الكلام للسيد أحمد زيني دحلان ٣٣