واستنفر عبد المطلب القبائل في الطائف من بني سعد وغامد وزهران وسفيان (١) وثقيف فاجتمعت لديه جموع كثيرة استأنف بهم الهجوم على مكة فلم ينجح فعاد الى الطائف وجمع جموعا اخرى أعاد بها الكرة فلم ينجح مرة اخرى فرجع الى الطائف وذلك في اوائل شعبان عام ١٢٧١.
وفي ٨ شعبان رست في جدة الباخرة التي تقل الشريف محمدا بن عبد المعين بن عون فشد ذلك من عزم المقاتلين له واقاموا الزينات ابتهاجا بمقدمه ثم ما لبث على اثر وصوله مكة بأيام ان قاد الجيوش المحاربة الى الطائف فتحصن عبد المطلب فيها اياما ثم هاجموه هجوما شديدا في رمضان عام ١٢٧١ وأسروه ثم ارسلوه مخفورا الى دار السلطنة فعفى عنه الخليفة وأقامه في احد القصور بالاستانة وبذلك انتهت امارته للمرة الثانية بعد حكم خمس سنوات (٢)
محمد بن عبد المعين بن عون للمرة الثالثة : وهكذا تولى الامر للمرة الثالثة محمد بن عبد المعين بن عون عام ١٢٧١ وقد استتبت له الامور ثم ما لبث ان عزل كامل باشا من متصرفية جدة وولى مكانه محمود باشا الكردي ثم عزله وولى مكانه نامق باشا فوصل الى مكة في اوائل عام ١٢٧٤.
وفي ١٣ شعبان من هذه السنة ١٢٧٤ توفي محمد بن عبد المعين بن عون (٣) على اثر مرض لم يمهله الا اياما وبذلك انتهى حكمه للمرة الثالثة بعد اربع سنوات تقريبا.
__________________
(١) بنو سفيان : فرع من ثقيف. (ع).
(٢) افادة الأنام للشيخ عبد الله غازي «مخطوط».
(٣) تذييل شفاء الغرام للشيخ عبد الستار الصديقي ٣١٣