على أمراء الحج الشامي والمصري ان يساعدوه في لقاء المهاجمين فلم يقبلوا وغادروا مكة بعسكرهم كما غادر مكة صنجق جدة في عسكره وبقي غالب وحده فشعر أن لا طاقة له بالبقاء فارتحل الى جدة وترك في مكة أخاه عبد المعين (١).
ولما تسلم الأمر أخوه عبد المعين كتب الى الامير سعود يعرض طاعته على ان يستبقيه في امارة مكة ثم أشفع ذلك بندب بعض العلماء في مكة وكان فيهم الشيخ محمد طاهر سنبل والشيخ عبد الحفيظ العجيمي والسيد محمد بن محسن العطاس والسيد محمد ميرغني فتوجه الجميع واجتمعوا بالامام سعود في وادي (السيل) (٢) بين الطائف ومكة فقبل منهم وأعطاهم كتابا بالامان وموافقته على بقاء عبد المعين على ولاية مكة.
نص كتاب الامان : بسم الله الرحمن الرحيم : من سعود بن عبد العزيز الى كافة أهل مكة العلماء والأغاوات وقاضي السلطان : السلام على من اتبع الهدى.
أما بعد فأنتم جيران الله وسكان حرمه آمنون انما ندعوكم لدين الله ورسوله (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) فأنتم في وجه الله ووجه أمير المسلمين سعود بن عبد العزيز وأميركم عبد المعين بن مساعد فاسمعوا له وأطيعوا ما أطاع الله والسلام (٣).
__________________
(١ و ٣) افادة الأنام «مخطوط»
(٢) السيل الكبير : بلدة على ٨٠ كيلا من مكة على طريق الطائف الشمالي ، وهي واقعة على وادي قرن ، وكانت تعرف بقرن المنازل وهي ميقات أهل نجد (ع)