١١ ـ أيوب بن سليمان
السّهيلي
من السقط : أنه من
ولد سهيل بن عبد العزيز بن مروان ، ممن خمل ذكره بالفتنة ، كان بقرطبة يخدم ابن
الحاج ، فلما ثار ابن الحاج في مدة الملثّمين أنشده قصيدة منها :
إذا أنا لم أبلغ
بك الأمل الذي
|
|
قطعت به الأيام
فالصّبر ضائع
|
فاعتذر له بالفتنة
، فقال : إن لم يكن ما ارتقبته فليكن وعد والتفات ، أتعلل بهما ، وأعلم منهما أني
في فكر الأمير ، فالسكوت يطمس أنوار الآمال ، ويغلق أبواب الرجاء.
وكان قد حرضه على
بن حمدين ، فلما ظفر ابن حمدين حصل في يده أيوب ، فكلمه بكلام ألان
به قلبه ، إلا أنه أمره أن يغيب عنه ، فرحل إلى سرقسطة وملكها ابن تيفلويت ، فكتب إلى وزيره بن باجّة :
يا من به لاذ
العفاة ونحوه
|
|
رقت الأماني
دلّني ما أصنع
|
إن صنت وجهي عن
سؤال متّ من
|
|
جوع ومثلي للورى
لا يخضع
|
فتسبّب له في
إحسان من قبل الملك ، على أن يرحل عن بلدهم فرارا من هذا النسب ، فقال : الحمد لله
الذي أسعدنا به أوّلا ، وأشقانا به آخرا.
واتفق له في طريقه
أن أكرمه بدويّ نزل عنده ، وقد تخيّل أنه رسول من بعض ملوك الملثّمين ، أو ممن
يلوذ بهم ، فلما أعلمه غلامه أنه من بني أمية هاج وأخذ رمحه ، وحلف أن لا يبقى له
في منزل. فقال لغلامه : إذا سئلت عني فقل إنه من اليهود ، فإنه أمشى لحالنا. وله
من شعر :
قرطبة الغراء هل
أوبة
|
|
إليك من قبل
الحمام المصيب
|
ذكرك قد صيّرته
ديدنا
|
|
وكيف أنساك وفيك
الحبيب
|
ومات بسرقسطة في
المائة الخامسة.
__________________