الساعة (١).
بقى بينهم مدّة يفقّههم في الدين ، ويقضي بكتاب اللّه ، ويحلّ المشاكل القضائية ، بما يبهر العقول.
انّ هذا وذاك ، والقتل الذريع الذي ارتكبه عمّال معاوية كبسر بن أرطاة ، سبّب اتّجاه اليمانيين نحو صاحب الولاية من يومهم إلى يومنا هذا وقد خامر التشيّع قلوبهم وعقولهم ولأجل وجود أواصر الحبّ والولاء بين اليمانيين والامام علي عليهالسلام ذكرهم علي في شعره وقال :
فلو كنت بوّاباً على باب جنّة |
|
لقلت لهمدان ادخلوا بسلام |
وممّا يدل على فرط حبّهم وولائهم لعلي عليهالسلام ما قاله سيدهم سعيد بن قيس الهمداني ـ رضوان اللّه عليه ـ في وقعة الجمل :
قل للوصي أقبلتْ قَحْطانُها |
|
فادع بها تكفيكها هَمْدانُها |
همُ بنوها وهمُ اخوانها (٢)
نعم رحل يحيى بن الحسين الرسي العلوي من العراق إلى اليمن في القرن الثالث ودعا إلى المذهب الزيدي في ظل ولاء أهل البيت وأخذ بمجامع القلوب وانتشرت دعوته فانتموا إلى زيد ، فالشيعة إلى اليوم في اليمن زيديّو المذهب يهتفون في الأذان بـ « حيّ على خير العمل ».
ويوجد هناك شيعة إماميون قليلون.
كانت الحكومة منذ دعوة الرسي العلوي بيد الزيدية وكان آخر حاكم مقتدر زيدي يحكم البلاد هو حميد الدين يحيى المتوكّل على اللّه ، ولمّا اغتيل هو وولداه
__________________
١ ـ كنز العمال ٦ / ١٥٨ و ٣٩٢ باب فضائل علي.
٢ ـ ابن أبي الحديد : شرح نهج البلاغة ١ / ١٤٤ ـ ١٤٥.