من الطبقة الثامنة من التابعين من أهل المدينة (١).
قال الشيخ كمال الدين بن طلحة : ومن أمعن نظره وفكره ، وجده في الحقيقة وارثهما ( المراد علي بن أبي طالب وعلي بن الحسين عليهمالسلام ) نمى إيمانه ، وعلا شأنه ، وارتفع مكانته ، وكثر أعوانه ، وظهر برهانه ، حتّى أدخله الخليفة المأمون ، محل مهجته ، وأشركه في مملكته ، وفوّض إليه أمر خلافته ، وعقد له على رؤوس الأشهاد عقد نكاح ابنته ، وكانت مناقبه علية ، وصفاته ثنية ، ونفسه الشريفة زكية هاشمية ، وارومته النبوية كريمة (٢).
وقد عاش الامام في عصر ازدهرت فيه الحضارة الإسلامية وكثرت الترجمة لكتب اليونانيين والرومانيين وغيرهم وازداد التشكيك في الاُصول والعقائد من قبل الملاحدة وأحبار اليهود ، وبطارقة النصارى ومجسّمة أهل الحديث.
وفي تلك الأزمة اُتيحت له عليهالسلام الفرصة للمناظرة مع المخالفين على اختلاف مذاهبهم فظهر برهانه وعلا شأنه. يقف على ذلك من اطّلع على مناظراته واحتجاجاته مع هؤلاء (٣).
ولأجل ايقاف القارئ على نماذج من احتجاجاته نذكر ما يلي :
دخل أبو قرة المحدّث على أبي الحسن الرضا عليهالسلام فقال : روينا أنّ اللّه قسم الرؤية والكلام بين نبيَّين ، فقسم لموسى عليهالسلام الكلام ولمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم الرؤية. فقال أبو الحسن عليهالسلام فمن المبلِّغ عن اللّه إلى الثقلين الجنّ والإنس : انّه ( لا تدركه الأبصار ) و ( لا يحيطون به علما ) و ( ليس
__________________
١ ـ تذكرة الخواص ابن الحوزي ٣١٥.
٢ ـ الفصول المهمة ٢٤٣ نقلا عن مطالب السؤول.
٣ ـ لقد جمع الشيخ الطبرسي قسماً من هذه الاحتجاجات في كتابه الاحتجاج ٢ / ١٧٠ ـ ٢٣٧ طبع النجف.