وروى الرضي في المقام شعراً للإمام :
فإن كنت بالشورى ملكت اُمورهم |
|
فكيف بهذا والمشيرون غيّب |
وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم |
|
فغيرك أولى بالنبي وأقرب (١) |
٣ ـ الامام لم يكتف بهذه الجمل في بادئ الأمر ، بل استمر على بيان الحق بأساليب مختلفة منها أحتجاجه بحديث الغدير في يوم الشورى سنة ٢٣ ، قال عمر بن واثلة : كنت على الباب يوم الشورى مع علي عليهالسلام في البيت ، فسمعته يقول : « لأحتجنّ عليكم بما لا يستطيع عربيّكم ولا أعجميّكم تغيير ذلك ـ ثمّ قال : ـ أنشدكم اللّه ، أفيكم من وحّد اللّه قبلي؟ » قالوا : لا ... ـ إلى أن قال : ـ « فأنشدكم باللّه ، هل فيكم أحد قال له رسول اللّه : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، ليبلّغ الشاهد الغائب غيري؟ » قالوا : اللّهمّ لا (٢).
٤ ـ كما ناشد يوم الرحبة سنة ٣٥ ، روى الأصبغ قال : نشد علي الناس في الرحبة : « من سمع النبيّ يوم غدير خم ما قال ، إلا قام ولا يقوم إلا من سمع رسول اللّه » يقول : فقام بضعة عشر رجلاً ، فيهم أبو أيّوب الأنصاري ، وسهل بن حنيف ، وخزيمة بن ثابت ، وعبد اللّه بن ثابت الأنصاري ... فقالوا : نشهد أنّا سمعنا رسول اللّه يقول : « ألا من كنت مولاه فعلي مولاه اللّهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وأحبّ من أحبّه ، وابغض من أبغضه ، وأعن من أعانه » (٣).
ولم تكن المناشدة ، منحصرة بهذين الموردين ، بل ناشد الامام في غير واحد من المواقف الاُخرى كما ناشدت زوجة الصدّيقة الطاهرة بحديث الغدير ، وبعده
__________________
١ ـ نهج البلاغة ( قسم الحكم ) برقم ١٩٠.
٢ ـ الصواعق لابن حجر ٧٥ ، المناقب للخوارزمي ١٣٥ برقم ١٥٢ طبع النشر الاسلامي.
٣ ـ اُسد الغابة ٣ / ٣٠٧ و٥ / ٢٠٥.