علي بن موسى الرضا وأحسن عمارته ، وكان أبوه سبكتكين أخربه ، وكان أهل طوس يؤذون من يزوره فمنعهم ابنه عن ذلك ، وكان سبب فعله ذلك أنّه رأى في المنام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب وهو يقول : إلى متى هذا؟ فعلم أنّه يريد أمر المشهد يأمر بعمارته (١).
ويؤيّد ذلك ما رواه البيهقي : انّ المأمون العباسي همَّ بأن يكتب كتاباً في الطعن على معاوية ، فقال له يحيى بن أكثم : يا أميرالمؤمنين! العامة لا تتحمّل هذا ولا سيما أهل خراسان ولا تأمن أن يكون لهم نفرة (٢).
فقد بان ممّا ذكر أمران :
١ ـ انّ التشيع ليس فارسي المبدأ ، وانّما هو حجازي المولد ، والمنشأ اعتنقه العرب فترة طويلة لم يدخل فيها أحد من الفرس ـ سوى سلمان المحمدي ـ وانّ الإسلام دخل بين الفرس مثل دخوله بين سائر الشعوب وانّهم اعتنقوا الإسلام ـ لا التشيّع ـ مثل اعتناق سائر الاُمم وبقوا عليه قروناً وكان التشيّع بينهم قليلا ـ إلى أن ظهر بينهم ، في عهد بعض ملوك المغول أو عهد الصفوية عام ٩٠٥.
٢ ـ انّ كون الامامة منحصرة في علي وأولاده ، ليس صبغة عارضة على التشيّع ، بل هو جوهر التشيّع وحقيقته ولولاه ، فقد التشيّع روحه وجوهره ، فجعل الولاء لآل البيت أو تفضيل علي ، على سائر الخلفاء أصله وجوهره ، وجعل الامامة في علي ونسله أمراً عرضياً فكر خاطئ ليس له دليل.
قال المفيد : الشيعة من دان بوجوب الامامة ووجودها في كل زمان وأوجب
____________
١ ـ ابن الأثير : الكامل في التاريخ ٥ / ١٣٩.
٢ ـ البيهقي : المحاسن والمساوئ ١ / ١٠٨.