به أو بالرفع على لغة هولاء ، وتقول : ما زاد هذا المال غير النقص بالنصب وجوبا في لغة الجميع ، كما تقول : ما زاد هذا المال إلا النقص.
كذلك واختلف في ناصبها إذا وقعت منصوبة في غير تفريغ ، فقال ابن خروف : هو ما قبلها ، كما في الاسم الّذي بعد إلا ، وجعل ذلك دليلا على أنّه الناصب لما بعد إلا لا بإلا ، لأنّ إلا قد عدمت مع غير ، ووجد النصب ، واختاره ابن عصفور.
وقال الفارسيّ على الحال من المستثنى منه ، وفيهما معنى الاستثناء ، وصحّ ذلك ، لأنّ غيرا لا تتعرّف بالإضافة ، واختاره ابن مالك وقيل : على التشبيه بظرف المكان بجامع الإبهام واختاره ابن الباذش (١).
«وسوى كغير» معنى واعرابا «عند قوم» ، وهم الزجاجيّ وابن مالك ومن تبعهما ، وصحّح ابن مالك في أكثر كتبه هذا القول ، وبالغ في نصرته في شرح التسهيل مستدلّا بشواهد من الحديث وغيره نظما أو نثرا.
قال أبو حيّان : ولا سلف له في ذلك إلا الزجاجيّ ، ولا حجّة له في الشواهد الّتي استشهد بها ، أمّا الحديث فلما تقرّر غير مرّة لا يصحّ الاستشهاد به على القواعد النحويّة لاحتمال كونه مروى ا بالمعنى أو لحنا من الرّاويّ ، وأمّا الشعر فضرورة ، قال : وأقوي ما استدلّ به ما حكاه الفرّاء من قول بعض العرب : أتاني سواك ، وهو من الشذوذ بحيث لا يقاس عليه ، انتهى.
قال بعضهم : والاستشكال بما حكاه الفرّاء ليس ممّا نحن فيه ، فإمّا أن يقصد أنّ الخلاف لا يختصّ بحالة ، أو يقال : إنّه استثناء مفرّغ بالتأويل ، ويكون المعنى لم يتخلّف سواك ، فيكون ممّا نحن فيه ، انتهى.
الاستشهاد بالأحديث في النحو : فائدة : لأبي حيّان مع ابن مالك في الاستشهاد بالأحاديث مناقشة طويلة ، فإنّه قال في شرح التسهيل : لهج المصنّف ، يعني ابن مالك في تصانيفه كثيرا بالاستدلال بما وقع في الحديث في إثبات القواعد الكليّة في لسان العرب ، وما رأيت أحدا من المتقدّمين والمتأخّرين سلك هذه الطريقة غيره على أنّ الواضعين لعلم النحو الأولين كأبي عمر وعيسى بن عمرو والخليل وسيبويه من البصريّين ومعاذ (٢)
__________________
(١) اثنان من النّحويّين هما معروفان بابن الباذش : أحدهما أحمد بن على بن أحمد المعروف بابن الباذش النحوّي ابن النحوّي ، عارف بالآداب والإعراب ، إمام نحويّ متقدّم. مولده سنة ٤٧١ ه وتوفّي سنة ٥٤٠ ه. بغية الوعاة ١ / ٣٣٨. والآخر على بن أحمد بن خلف وله : شرح كتاب سيبويه والمقتضب وشرح اصول ابن السراج وشرح الايضاح ، شرح الجمل. المصدر السابق ٢ / ١٤٢.
(٢) معاذ الهراء (ت ٨٠٣) : لغوي من أهل الكوفة ، يقال أنّه هو الّذي وضع علم الصرف ، المنجد في الأعلام. ص ٥٣٦.