ولا تفصل عن معمولها ولا بغيره ، وليس أصل لا الطلبيّة لام الأمر زيدت عليها الألف ، فانفتحت خلافا لبعضهم ، وليست لاء النافية والجزم بعدها بلام الأم مقدّرة حذفت كراهة اجتماع لامين خلافا للسهيّلي ، لأنّ ذلك دعوي لا يقوم على صحّتها دليل ، وجزمها فعل المتكلّم مطلقا نادر كقوله [من البسيط] :
٧١٥ ـ لا أعرفن ربربا حورا مدامعها |
|
... (١) |
وقوله [من الطويل] :
٧١٦ ـ إذا ما خرجنا من دمشق فلا نعد |
|
... (٢) |
وقولك : لا أخرج ولا نخرج ، وما وقع في الأوضح من التفصيل بين كونه مبنيّا للفاعل فقليل ، أو مبنيّا للمفعول فكثير فطريقة لبعضهم ، قاله بعض المحقّقين.
وجزمها فعل الغائب والمخاطب كثير قال الرضّي : على السواء ، ولا يختصّ بالغائب كاللام ، وقال أبو حيّان في الإرتشاف : الأكثر كونها للمخاطب ، ويضعف كونها للغائب كالمتكلّم ، ومن أمثلته : (فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ) [الإسراء / ٣٣] ، (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ) [آل عمران / ٢٨]. وهل فصلها عن معمولها بمعموله قليل أو ضرورة؟ خلاف ، حكاه في الإرتشاف ، ومنه قوله [من الطويل] :
٧١٧ ـ وقالوا أخانا لا تخشّع لظالم |
|
عزيز ولا ذا حقّ قومك تظلم (٣) |
أي ولا تظلم ذا حقّ قومك.
قال في شرح الكافية : وهذا رديّ ، لأنّه شبّه بالفعل بين حرف الجرّ ومجروره ، وجوّز ابن عصفور والأبذيّ حذف مجزومها وإبقاؤها لدليل ، نحو : أكرم زيدا إن جاءك ، وإلا فلا ، وهو حسن.
الثالث : لم ، نحو (لَمْ يَلِدْ) [التوحيد / ٣].
والرابع : «لمّا» ، نحو (لَمَّا يَقْضِ) [عبس / ٢٣]. والجمهور على أنّها مركّبة من لم الجازمة وما الزائدة كما في أمّا ، وقيل : بسيطه.
ما تشترك فيه لم ولمّا وما تتفرد به كلّ : «ويشتركان» أي لم ولمّا «في» أمور الحرفيّة والاختصاص بالمضارع والجزم و «النفي والقلب إلى الماضي» وجواز دخول همزة
__________________
(١) تمامه «كأنّ أبكارها نعاج دوّار» ، وهو للنابغة الذبياني. اللغة : الربرب : القطيع من بقر الوحش ، دوار : اسم موضع.
(٢) تمامه «لها أبدا مادام فيها الجزاضم» ، وهو للفرزدق ، أو لوليد بن عقبه. اللغة : الجاضم. الأكول الواسع البطن.
(٣) لم يعيّن قائله.