جاء صاحبها وإلا استمتع بها (١) ، أخرجه البخاريّ أو في ضرورة كقوله [من البسيط] :
٧٣٣ ـ من يفعل الحسنات الله يشكرها |
|
... (٢) |
وزعم الأخقش أنّ حذفها واقع في النثر الفصيح وأنّ منه قوله تعالى : (إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ) [البقرة / ١٨٠] ، وعن المبرّد أجازة حذفها في الإختيار ، لكن قال أبو حيّان : في محفوظي قديما أن المبرّد منع من حذفها في الضرورة ، وأنّه زعم في قوله [من البسيط] :
٧٣٤ ـ من يفعل الحسنات الله يشكرها |
|
... (٣) |
أنّ الرواية من يفعل الخير فالرحمن يشكره قال : وهذا ليس شيء ، لأنّه على تقدير صحّة الراوية لا يطعن ذلك في الراوية الأخرى.
قد تحلّ في بعض المواضع «إذا» محل الفاء : الثالث : يجوز أن تنوب إذا الفجائية عن الفاء في الربط ، لأنّها تشبهها في كونها لا يبتدأ بها ، ولا تقع إلا بعد ما هو معقّب بما بعدها ، وذلك إذا كانت الأداة إن والجواب جملة اسميّة غير إنشائية ولا منفية ولا مصدّرة بأنّ ، نحو : (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ) [الروم / ٣٦] ، فلو كانت إنشائية أو منفية أو مصدّرة بأنّ ، تعيّنت الفاء نحو : إن أطاع زيد فسلام عليه ، وإن قام زيد فما عمرو قائم ، وإن قام زيد فإنّ عمرا قائم.
عطف مضارع على جواب الشرط : الرابع : إذا انقضت جملتا الشرط والجواب ، ثمّ جيء بمضارع مقرون بالفاء أو بالواو ، جاز جزمه بالعطف على الجواب المجزوم لفظا أو محلّا ، ورفعه على الاستئناف ، ونصبه بأن مضمرة وجوبا ، وهو قليل ، كقوله تعالى : (إِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ) [البقرة / ١٨٤] ، قرأ عاصم (٤) وابن عامر فيغفر ، بالرفع ، وباقيهم بالجزم وابن عباس (٥) بالنصب.
__________________
(١) مسند أحمد حنبل ٥ / ٩١.
(٢) تمامه «والشرّ بالشرّ عند الله مثلان» ، وهو لكعب بن مالك أو لعبد الرحمن بن حسان.
(٣) تقدّم برقم ٧٣٣.
(٤) عاصم بن أبي النجود ، أحد القرّاء السبعة ، تابعيّ من أهل الكوفة ، كان ثقة في القراءات. الأعلام للزركلي ٤ / ١٢.
(٥) عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ، الصحابي الجليل ، لازم رسول الله (ص) وروي عنه الأحاديث الصحيحة ، ينسب إليه كتاب في تفسير القرآن جمعه بعض أهل العلم من مرويّات المفسّرين عنه. مات سنة ٦٨ ه. المصدر السابق ص ٢٢٨.