ترجمة الشارح
نسبه الشريف ، ولادته ونشأته : هو السّيّد علي خان صدر الدين المدنيّ الشيرازيّ المعروف بابن معصوم ، من أولاد زيد بن الإمام السّجاد زين العابدين علي بن الحسين بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السّلام (١).
ولد رحمه الله ليلة السبت الخامس عشر من جمادي الأولى سنة ١٠٥٢ ه في المدينة المنوّرة ، ولذا لقّب بالمدنيّ ، ونشأ وترعرع فترة طفولته وصباه فيها وبجوار مكّة المكرمة. وقد سافر أبوه الفاضل الأديب السّيّد نظام الدين أحمد إلى حيدرآباد في الهند بطلب من السلطان عبد الله قطب الدين شاه حيث زوّجه ابنته ، وبقي السّيّد ابن المعصوم في أحضان والدته (٢).
واشتغل بالعلم إلى أن هاجر إلى حيدرآباد سنة ١٠٦٨ ه ، وشرع بها في تإليف سلافة العصر سنة ١٠٨١ ه ، وأقام بالهند ثماني وأربعين سنة. وكان في حضانة والده الطاهر إلى أن توفّي أبوه سنه ١٠٨٦ ه ، فانتقل إلى برهان پور عند السلطان أورنك زيب ، وجعله رئيسا على ألف وثلاثمائة فارس ، وأعطاه لقب خان (٣).
إنّ السّيّد المدنيّ في حيدرآباد اغترف العلم ، خاصّة من روّاد مجلس أبيه الّذي كان منتدي يلتقي فيه العلماء والأدباء ، وخلال هذه الفترة ألّف كتاب «الحدائق النديّة» في شرح الصمديّة (٤).
وفي سنة ١١١٦ ه طلب من السلطان إعفاءه والسماح له مع عائلته بزيارة الحرمين الشريفين ، فأذن له ، فغادر الهند ... وتوجّه إلى مكّة المكرّمة ، فأدّي مناسك الحجّ ... ثمّ قصد المدينة المنوّرة ، فتشرّف بزيارة قبر النبيّ الأكرم (ص) وقبور أئمة البقيع (ع) ، ثمّ عرج على العراق فحظي بزيارة العتبات المقدّسة في النجف وكربلاء والكاظمية وسامرّا (٥).
وزار مشهد الرضا (ع) وورد إصفهان في عهد السلطان حسين سنة ١١١٧ ه ، وأقام بها سنتين ، ثمّ عاد إلى شيراز ، وحطّ بها عصى السير زعيما مدرّسا مفيدا (٦).
__________________
(١) الغدير ، ١١ / ٣٤٧.
(٢) السّيّد عليخان المدني ، رياض السالكين ، المجلّد الأوّل ، الطبعة الرابعة ، قم ، مؤسسة النشر الإسلامي ، ١٤١٥ ه ق ، ص ٧.
(٣) الغدير ، ١١ / ٣٤٩.
(٤) رياض السالكين ، ١ / ٨.
(٥) المصدر السابق ، ص ١٠ و ١١.
(٦) الغدير ، ١١ / ٣٤٩.