المصدر ، وكذا في العباب للصغائيّ (١) والقاموس لمحمد بن يعقوب (٢) ، ونقل عن سيبويه أنّها لازمة مع كونها للتعريف ، وقطع الهمزة سماعيّ.
والثانية أعني غير اللازمة نوعان ، واقعة في الفصيح بكثرة أو لا ، فالأولي هي الداخلة على علم منقول من مجرّد صالح لها ، كحرث وعباس تقول فيهما : الحرث والعباس ، وهو يتوقّف على السّماع ، فلا يقال في محمد وأحمد : المحمّد والأحمد. والثانية ضربان ، واقعة في شعر أو شذوذ من النّثر. فالأولي الداخلة على علم لا للمح الأصل كعمرو يزيد في قول [من الرجز] :
٣٧ ـ باعد أمّ العمرو من أسيرها |
|
حرّاس أبواب على قصورها (٣) |
وقوله [من الطويل] :
٣٨ ـ رأيت الوليد بن إليزيد مباركا |
|
... (٤) |
وأمّا الداخلة على الوليد فللمح الأصل ، والثانية كالداخلة على ما هو واجب التنكير ، نحو : أدخلوا الأوّل فالأوّل. وجاؤوا الجماء الغفير وأرسلها العراك (٥) ، و (لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَ) [المنافقون / ٨] على قراءة من فتح إلياء. ولم يعتبر الأذلّ مفعولا مطلقا على حذف مضاف ، أي خروج الأذلّ ، ومن اعتبر ذلك لم يحتجّ إلى دعوي الزيادة.
نيابة أل عن الضمير المضاف إليه : مسألة : أجاز الكوفيّون وبعض البصريّين وكثير من المتأخرين نيابة «أل» عن الضمير المضاف إليه ، وخرّجوا على ذلك (فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ
__________________
(١) الصغائي (أبو الفضائل الحسن) (١١٨١ ـ ١٢٥٢) : لغويّ ومحدّث وفقيه حنفي ، من كتبه معجمان : «كتاب التكملة والّذيل والصلة» لصحاح الجوهريّ و «كتاب العباب الزاخر واللباب الفاخر» ومات قبل أن يكمله ، استعملها الفيروزآباديّ لتاليف القاموس. المنجد في الأعلام ص ٣٤٥.
(٢) محمد بن يعقوب الفيروزآباديّ صاحب القاموس المحيط في اللغة ، مات سنة ٨١٦ ه. بغية الوعاة ١ / ٢٧٣.
(٣) هو لابي النجم العجلي. اللغة : أسيرها : أي أسير حبها ، أراد به نفسه. الحراس : جمع الحارس وهو الّذي يحرسك ليلا ونهارا.
(٤) تمامه «شديدا بأعباء الخلافة كاهله» ، وهو من قصيدة لابن ميّادة ، واسمه الرماح بن أبرد بن ثوبان ، وميّادة اسم أمّه سوداء نسب إليها. اللغة : الأعباء : جمع عبء ، وهو الحمل الّذي يثقل عليك ، كاهله : أصل الكاهل ما بين الكتفين ، ويكني بشدّة الكاهل عن القوّة وعظيم التحمّل لمهام الأمور.
(٥) «أرسلها العراك» جزء من بيت للبيد بن ربيعة من بحر الوافر :
فأرسلها العراك ولم يذدها |
|
ولم يشفق علي نغض الدّخال |
اللغة : العراك : إزدحام الإبل أو غيرها حين ورود الماء ، يذدها : يطردها ، يشفق : يرحم ، نغض : مصدر نغض الرجل : إذا لم يتمّ مراده ، ونغض البعير إذا لم يتمّ شربه ، الدخال في الورد : أن يدخل بعيرا قد شرب بين بعيرين ناهلين.