حرفين لكان مذهبا جيّدا سهلا قليل الدعوي ، وقال : ثمّ رأيت هذا المذهب للسيرافيّ وللخشينيّ (١) ، ونقله عن قوم ، انتهى.
الموصول والمضمر : والرّابع من المعارف ، الموصول الاسميّ ، نحو : «الّذي» للمفرد المذكّر العالم وغيره ، والّتي المفرد المونث كذلك. والخامس من المعارف المضمر ، نحو : «هو» ، وسيأتي الكلام على هذه الثلاثة مستوفيا في المبنيّات ، إن شاء الله تعإلى ، فلينتظر.
تنبيه : في الضمير العائد على النكرة أربعة مذاهب : أحدها : أنّه نكرة مطلقا. الثّاني : أنّه معرفة مطلقا. الثّالث : إن رجع إلى واجب التنكير ، كما في ربّه رجلا فهي نكرة وإلا فمعرفة ، وإنّما قلنا : إنّ رجلا في المثال واجب التنكير ، لأنّه تمييز ، والتمييز واجب التنكير (٢). الرابع : إن رجع إلى نكرة مخصوصة بصفة أو حكم ، نحو : مررت برجل كريم وأخيه ، وجاءني رجل فضربته ، فهو معرفة وإلا فنكرة.
والحقّ أنّ الضّمير العائد إلى نكرة معرفة مطلقا ، لأنّ التعريف هو التعيين أي الإشارة إلى معلوم حاضر في ذهن السامع من حيث هو معلوم وإن كان مبهما في نفسه ، وهذا المعنى موجود ، في الضمير العائد إلى النكره ، ولهذا يجري عليه أحكام المعارف اتّفاقا.
المضاف إلى أحد المعارف : «و» السّادس من المعارف «المضاف إلى أحدها» ، أي إلى أحد الخمسة المذكورة ولو بواسطة ، نحو : غلام أبيك.
«معنى» مفعول مطلق ، أي إضافة مفيدة معنى ، واحترز به عن المضاف إلى أحدها إضافة لفظيّة ، فإنّها لا تفيد تعريفا ، وإنّما يتعرّف بالإضافة ما ليس من الأسماء المتوغّلة في الإبهام ، كغير ومثل ، على ما سيأتي بيانه في باب الإضافة ، إن شاء الله تعإلى.
المعرّف بالنداء : «و» السّابع من المعارف «المعرف بالنداء» ، نحو : يا رجل ، لا نحو : يا رجلا فإنّه نكرة ، ولا نحو : يا زيد ، فإنّه معرفة بغير النداء على الصحيح المختار عند ابن مالك ، وازداد بالنداء وضوحا ، وأغفل أكثرهم هذا النوع لكونه داخلا في المعرّف بأل بناء على أنّ تعريفه بها مقدّرة ، وهو مذهب المتقدّمين.
__________________
(١) سليمان بن عبد الله أبو الربيع الخشينيّ اللغويّ النحويّ ، كان ضريرا من أئمة التجويد للقرآن ، ذا حظّ وافر من النحو ورواية الحديث. بغية الوعاة ١ / ٥٩٩.
(٢) التمييز واجب التنكير سقطت في «س».