قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الحدائق النديّة في شرح الفوائد الصمديّة

الحدائق النديّة في شرح الفوائد الصمديّة

الحدائق النديّة في شرح الفوائد الصمديّة

تحمیل

الحدائق النديّة في شرح الفوائد الصمديّة

217/947
*

«و» الرابع : «عكس» وجه «الأوّل» ، أي رفع الأوّل على أنّه اسم لكان محذوفة مع خبرها ونصب الثاني بفعل لائق ، تقديره فيجزون ، أو خبرا لكان محذوفة ، أي إن كان في عملهم خير فيجزون خيرا ، أو فيكون الجزاء أو جزاؤهم خيرا ، إن كان معه سيف فيكون ما يقتل به سيفا.

«و» الوجه «الأوّل أقوي» الوجوه الأربعة ، لأنّ فيه إضمار كان واسمها بعد إن واضمار المبتدإ بعد فاء الجزاء ، وكلاهما كثير مطّرد ، «و» الوجه «الأخير أضعف» الوجوه ، لأنّ فيه حذف كان وخبرها بعد إن ، وحذف الناصب أو كان مع اسمها بعد الفاء ، وكلّه قليل غير مطّرد ، ولذلك لم يذكره سيبويه ، وذكر الثلاثة. «و» الوجهان «المتوسّطان» بين الأقوي والأضعف أعني الأوّل والأخير «متوسّطان» بين القوّة والضعف لاشتمال كلّ منهما على أحد الكثيرين وأحد القليلين ، وظاهر كلامه أنّ هذين الوجهين متكافئان ، وهو كذلك عند الشلوبين ، وقال ابن عصفور : ورفعهما أولى.

وقوع افعل في الكلام لا بمعنى تفضيلية بعد المشاركة : تنبيهات : الأوّل : تعبيره بأقوي وأضعف يقتضي قوة الثلاثة ، وضعفها لاقتضاء أفعل التفضيل المشاركة والزيادة ، فيلزم التناقض ، وهو كثير في عباراتهم ، فينبغي تشريك أفعل في ذلك بما لا مشاركة فيه ، فيكون الأقوي والأضعف بمعنى القويّ والضعيف ، كما قيل في قوله تعالى : (وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) [الروم / ٢٧] ونحوه.

وقال بعضهم : إنّ أفعل قد يقصد به تجاوز صاحبه وتباعده عن الغير في الفعل لا بمعنى تفضيله بعد المشاركة في أصل الفعل ، فيفيد عدم وجود أصل الفعل في الغير ، فيحصل كمال التفضيل ، وهو المعنى الأوضح في أفعل وصفاته تعالى ، وبهذا المعنى ورد قوله تعالى حكاية عن يوسف الصدّيق (رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَ) [يوسف / ٣٣] ، وقول علي (ع) : لأن أصوم يوما من شعبان أحبّ إلى أن أفطر من رمضان (١) ، انتهى.

الثاني : إذا لم يصحّ تقدير فيه أو معه ونحوهما في المسألة ، تعيّن نصب الأوّل خبرا لكان ، نحو : أسير كما تسيران ، إن راكبا فراكب ، وإن راجلا فراجل. أي إن كنت راكبا فأنا راكب ، وإن كنت راجلا ، فأنا راجل ، وربّما جرّ مقرونا بإلا أو بأن وحدها ، إن عاد اسم كان إلى مصدر متعدّ مجرور بحرف ، نحو : المرء مقتول بما قتل ، إن سيف فسيف ، أي إن كان قتله بسيف ، فقتله أيضا بسيف. وحكى عن يونس : مررت

__________________

(١) الشيخ الحر العاملي ، وسائل الشيعة ، ج ١٠ ، موسسة آل البيت ، رقم ١٢٧٣.