الحديقة الخامسة
الهمزة
ص : الحديقه الخامسة في المفردات :
الهمزة حرف ترد لنداء القريب والمتوسّط ، للمضارعة وللتسوية ، وهي الدّاخلة على جملة في محلّ المصدر ، نحو : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ.) وللاستفهام ، فيطلب بها التصوّر والتصديق ، نحو : أزيد في الدّار أم عمرو؟ وأ في الدّار زيد أم في السّوق؟ بخلاف «هل» لاختصاصها بالتّصديق.
ش : «الحديقة الخامسة في المفردات» ، وهي منها حروف ، ومنها أسماء وظروف ، تضمّنت معنى الحروف ، ومنها ما يرد اسما وحرفا ، والمصنّف (ره) لم يستوف جميعها ، بل اقتصر منها على أدوات مهمّة ، يكثر دورانها ، وتشتدّ الحاجه إليها ، وجملة ما أورده أربع وعشرون كلمة.
أحدها : «الهمزة» وهي اسم محدث للألف المتحرّك ، واسمه الألف ، واسم الساكن لا ، والألف مشترك بينهما وبين الألف ، كذا قال بعض المحقّقين ، وفي كلام بعضهم ما يقتضي أنّ الألف تختصّ بالساكن ، والهمزة بالمتحرّك ، والحقّ أنّ الألف اسم للمتحرّك ، والساكن لغة ، لكنّه خصّ في عرف أهل هذا الفن بالساكن ، وخصّت الهمزة بالمتحرّك ، فما وقع فى كلام بعضهم من أنّ إطلاق الألف على المتحرّك حقيقة مبنيّ على اللغة ، وما وقع من كلام آخرين من أنّه مجاز مبنيّ على العرف. وهو حرف يرد على وجوه :
أحدها : أن يكون «حرف» نداء موضوع «لنداء القريب» كقول امري القيس [من الطويل] :
٩١٠ ـ أفاطم مهلا بعض هذا التّدلّل |
|
وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي (١) |
__________________
(١) البيت من معلقته. اللغة : مهلا : رفقا ، التدلّل : مصدر تدلّلت المرأة على زوجها ، أي تراها جرأة تغنّج ، كأنّها تخالفه وليس بها خلاف ، أزمعت : قصدت ، الصرم : الجهر.