وبينَ التَّراقي واللّهاةِ حَرارةٌ |
|
مكانَ الشَّجا ما إنْ تبوحُ فتبْرَدُ |
فأهوى ليطير ، فقالت : يا أمير المؤمنين ، إنّ لنا فيك حاجة. فقال : والله ، لأطيرنَّ. فقالت : على مَن تخلف الاُمّة والمُلك؟ قال : عليك والله. وقبّل يدها. وخرجت معه إلى متنزه فرماها بحبة عنب فدخلت حلقها ، فشرقت ومرضت وماتت ، فتركها ثلاثة أيّام لم يدفنها حتّى أنتنَّت وهو ينظر إليها ويبكي فكُلّم في أمرها حتّى أذن في دفنها. وبقي بعدها خمسة عشر يوماً ومات ، ودُفن إلى جانبها.
وامتَلأَ الكونُ بالفضائحِ واسوَدْ |
|
دَ بها وجهُهُ لفعلِ الوليدِ |
هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان. قال ابن الأثير : لمّا ولي هشام بن عبد الملك الخلافة ، ظهر من الوليد مجون ، وشرِبَ الشّرابَ ، واتَّخذ له ندماء. فأراد هشام أنْ يقطعهم عنه فولاّه الحجَّ ، فحمل معه كلاباً في صناديق ، وعمل قبّة على قدر الكعبة ليضعها على الكعبة ، وحمل معه الخمر. وأراد أنْ ينصب القبّة على الكعبة ويشرب فيها الخمر ، فخوَّفه أصحابه وقالوا : لا نأمن النّاس عليك وعلينا. وقال ابن الأثير أيضاً : مما اشتُهر عنه ، أنّه فتح المصحف فخرج (وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) فألقاه ورماه بالسّهام ، وقال :
تُهددُني بجبَّارٍ عنيدِ |
|
فها أنَا ذاك جبَّارٌ عنيدُ |
إذا ما جِئتَ ربَّكَ يومَ حشرٍ |
|
فقُلْ يا ربِّ مزَّقَني الوليدُ |
ومن أعمال الوليد هذا ، أنّه لمّا قُتل يحيى بن زيد بن علي بن الحسين عليهمالسلام ، وبُعث برأسه إلى الوليد ، بعث به الوليد إلى المدينة ، فجُعل في حجر اُمّه ريطة ، فنظرت إليه وقالت : شرَّدتموه عنّي طويلاً وأهديتموه إليّ قتيلاً! صلوات الله عليه وعلى آبائه بكرة وأصيلاً. فهذه مفخرةٌ من مفاخر بني اُميّة تُضاف إلى باقي مفاخرهم.
فلْتُفاخِرْ أشياعُهُمْ ما استَطاعتْ |
|
ولتُناضلْ بما لها من جُهودِ |
بوجوهٍ منَ القبائحِ سُودٍ |
|
وبجمعٍ من المَخازي عتيدِ |
ليسَ ما قدْ أتتْ اُميّةُ ممّا |
|
قدْ أتاهُ منْ بعدِهمْ ببعيدِ |
تبعَ اللاحقونَ فيما جَنوهُ |
|
ما أتَى السَّابقون منْ تمهيدِ |
وسَرَوا مُعنقينَ في ظُلْمِ أهلِ |
|
ال بيتِ منْ مُبدئٍ لهمْ ومُعيدِ |