قال ابن قُريعة :
ولأي حــالٍ لحّدت |
|
باليل فاطمة الشريفه |
ولما حمت شيخيكم |
|
عن وطأ حجرتها المنيفه |
أوّه لبنت مـحمدٍ |
|
ماتت بغصّتها أسيفه (١) |
وهكذا جعلت عليهاالسلام من موتها وتشييع جنازتها ودفنها وسيلة جهادٍ وكفاحٍ ، تثير التساؤل عبر الأجيال في نفس كلّ مسلم غيور علىٰ الدين ومبادئه الحقّة ، كي يتوصل الىٰ الحقائق المثيرة من تاريخ تلك الحقبة المهمة ، لقد أرادت سلام الله عليها أن تقول إنها غاضبة علىٰ كل من لايعرف الحق ، ويتنكر لكتاب الله وسنة رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وحاول الشيخان إرضاء الزهراء عليهاالسلام فقال عمر لأبي بكر : انطلق بنا الىٰ فاطمة فانا قد أغضبناها ، فانطلقا جميعاً ، فاستأذنا علىٰ فاطمة عليهاالسلام فلم تأذن لهما ، فأتيا علياً عليهالسلام فكلماه ، فالتمسها فأذنت لهما ، فلمّا قعدا عندها ، حولت وجهها إلىٰ الحائط ، فقالت : « أرأيتكما إن حدثتكما حديثاً عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تعرفانه وتفعلان به ؟ » قالا : نعم.
فقالت : « نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول : رضا فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ، ومن أرضىٰ فاطمة فقد أرضاني ، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني ؟ » قالا : نعم سمعناه من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
قالت : « فاني اُشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن
_______________________
١) كشف الغمة / الاربلي ٢ : ١٣١.