تنقيح المقال - ج ١

الشيخ عبد الله المامقاني

تنقيح المقال - ج ١

المؤلف:

الشيخ عبد الله المامقاني


المحقق: الشيخ محمّد رضا المامقاني
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-319-382-9
ISBN الدورة:
978-964-319-380-5

الصفحات: ٥٢٨

شهر رمضان (١).

وتوفّي صلوات اللّه عليه ليلة إحدى وعشرين منه (٢).

__________________

وفي إعلام الورى : ١٦٠ : قبض ليلة الجمعة لتسع بقين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة .. وقد خرج لصلاة الفجر ليلة تسعة عشر من شهر رمضان.

(١) وقال الشيخ المفيد في الإرشاد : ١٢ [٩/١ تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام] : وكانت وفاة أمير المؤمنين عليه السلام قبل الفجر ليلة الجمعة إحدى [حادي] وعشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة.

وحكاه في العدد القوية : ٢٣٥ ـ ٢٣٦ ، وكذا في صفحة : ٢٤٢ عنه ، وأورده عن مصادر عدّة هناك ، ومواليد الأئمّة : ٢ ، ونقل الطريحي في جامع المقال : ١٨٧ قولا في ليلة الأحد ، وهو مختار الشيخ الكليني في اصول الكافي ٤٥٢/١ [٣٧٦/١] باب مولد أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه ، قال : وقتل عليه السلام في شهر رمضان لتسع بقين منه ليلة الأحد منه ليلة الأحد سنة أربعين من الهجرة وهو ابن ثلاث وستين سنة.

أقول : هناك خلط بين يوم الضربة وليلة الشهادة ، حيث الأخيرة ـ على المشهور ـ ليلة الجمعة وتلك صبيحة الأربعاء ، فتدبّر.

(٢) استشهد صلوات اللّه عليه ليلة الجمعة بالكوفة لتسع ليال بقين من شهر رمضان ، كذا في الدروس ٦/٢ وقارن بما هنا ، وهو مضمون ما ذكره الشيخ في التهذيب ٧/٢ ـ وحكاه عنه في بحار الأنوار ٥/٣٥ ـ ، والتهذيب ١٩٦/٤ حديث ٥٦١ ، ونقد الرجال ٣١٩/٥ ، وعدّة الرجال ٥٥/١ .. وغيرها.

وذهب ابن الأثير في جامع الاصول ٣١٠/١٢ ـ ٣١١ ـ بعد ما ذكر ما في المتن ـ إلى أنّه صلوات اللّه عليه وآله مات بعد ثلاث ليال من ضربته ، ثمّ قال

٢٢١

ودفن في النجف الأشرف ، في قبر أعدّه له نوح النبي صلوات اللّه عليه.

ومدّة عمره الشريف خمس وستون سنة (١).

وقالت العامة (٢) وبعض الخاصّة (٣) : إنّه توفّي وعمره ثلاث وستون

__________________

وقيل : ضرب ليلة إحدى وعشرين ومات ليلة الأحد ، وقيل : يوم الأحد ..إلاّ أنّ الحاكم النيسابوري في معرفة علوم الحديث : ٢٠٣ ، قال : وقتل عليه السلام ليلة الجمعة لسبع عشر من رمضان سنة أربعين ، وهو يومئذ ابن(٦٣)سنة ، ولاحظ : تاريخ اليعقوبي ٢١٢/٢.

(١) قاله ابن طولون في الأئمّة الاثني عشر : ٥٨ ، وزاد : على الأصح وقول الأكثر.

ثمّ قال : وقيل : ابن تسع وستين ، وقيل : خمس وستين ، وقيل : ثمان وخمسين ، وقيل : سبع وخمسين.

وجاء في التهذيب ٧/٢ ، والمناقب ٣٠٧/٣ ، وجامع الاصول ٣١١/١٢ .. وغيرها.

وهنا زيادة في مرآة الكمال للمصنف طاب ثراه ، قال : فيكون بعد الهجرة بأربعين سنة ، وهو سهو.

(٢) سترد مصادرهم مفصّلا ذيل هذه الترجمة.

(٣) وقد جاء في تاريخ أهل البيت عليهم السلام : ٦٩ كما نصّ عليه الشيخ المفيد رحمه اللّه في مسارّ الشيعة : ٢١ : .. وفيها [أي ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان] كانت وفاة أمير المؤمنين عليه السلام سنة أربعين من الهجرة ، وله يومئذ ثلاث وستون سنة.

وكذا ذهب إليه الطريحي في جامع المقال : ١٨٧ ، ولاحظ : نقد الرجال ٣١٩/٥ ، ومنتهى المقال ١٢/١ ـ ١٣ .. وغيرهما.

٢٢٢

سنة (١) ، فيكون بعد الهجرة بأربعين سنة (٢).

__________________

(١) كما في اصول الكافي ٥١٩/١ ، وتهذيب الأحكام ١٩/٦ ، والإرشاد ٩/١ ، وإعلام الورى ٣١١/١ ، ومجمع الرجال ١٨٥/٧ ، ومنتهى المقال ١٣/١ ، وعدّة الرجال ٥٥/١ ، ونقد الرجال ٣١٩/٥ ، وخير الرجال : ٣٨ ـ ٣٩ (من النسخة الخطية عندنا) .. وغيرها.

إلاّ أنّ أبي إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء : ٤٢ ، قال : .. وهو ابن ثمان وخمسين سنة ، وقيل : ابن ثلاث وستين سنة.

ثمّ قال : وكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر وأياما ، وعكس ابن عماد في شذرات الذهب ٢٢٢/١ في اختيار مقدار عمره عليه السلام ، وكذا ابن قتيبة في المعارف : ٢٠٩ ، وفي تذكرة الحفاظ ١٣/١ : .. قال : وقد استشهد أمير المؤمنين [عليه السلام] في سابع عشر رمضان في عام أربعين ، وسنّه ستون سنة أو أقل أو أكثر بسنة أو سنتين!!

(٢) انظر الرواية المفصّلة في المقام التي أوردها العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ١٠/٣٥ ـ ١٦ عن روضة الواعظين : ٦٨ ـ ٧١ ، والفضائل : ٥٧ ، وجامع الأخبار : ٥٧ ، فإنّها كافية في المقام.

ومن العجيب ما ذكره القزويني في كتابه عجائب المخلوقات : ٤٦ عن أيام ذي الحجة ، قال : .. الثاني عشر منه : عيد الغدير!وهو اليوم الذي آخى النبي صلّى اللّه عليه وآله عليا رضي اللّه تعالى عنه [عليه السلام].

انظر ترجمته صلوات اللّه عليه في كتب العامة من باب المثال :

اسد الغابة لابن الأثير ١٦/٤ [٩١/٤] ، الاستيعاب ١٠٨٩/٣ ـ ١١٣٣ ، الإصابة لابن حجر ٢٦٩/٤ [١٠٥/٢ ، وفي طبعة اخرى ٥٠٧/٢ ـ ٥١٠] ، البداية والنهاية ٣٢٣/٧ ـ ٣٦١ ، و ١/٨ ـ ١٣ ، تاريخ ابن الأثير ١٩٤/٣ ـ ٢٠٢ ، تاريخ بغداد ـ

٢٢٣

__________________

ـ للخطيب ١٣٣/١ ، تاريخ خليفة : ١٩٨ ـ ١٩٩ ، تاريخ الذهبي ١٩١/٢ ، التبيين في أنساب القرشيين : ١٢٠ ـ ١٢٥ ، تاريخ اليعقوبي ١٥٤/٢ ـ ١٩٠ ، تاريخ الطبري ٨٣/٦ ـ ٩١ ، تاريخ الخلفاء : ١٦٦ ، تاريخ الخميس ٧٦/٢ ، الجرح والتعديل ١٩١/٧ ، تذكرة الحفاظ ١٠/١ ـ ١٣ برقم ٤ ، جامع الاصول ٣٠٩/١٢ ـ ٣١١ ، تهذيب التهذيب لابن حجر ٣٣٤/٧ ، حلية الأولياء ١٦١/١ ، خلاصة تهذيب الكمال : ٢٣٢ ، شذرات الذهب ٤٩/١ [٢٢١/١ ـ ٢٢٧] ، شرح الرياض النضرة ١٣٢/٣ ـ ٣٠٦ ، شرح ابن أبي الحديد على النهج ١١/٤ ، صفة الصفوة ١١٨/١ ـ ١٢٦ ، الطبقات لابن سعد ١٩/٢ ـ ٣٣ ، طبقات خليفة : ٤ ، وصفحة : ١٢٦ ، وصفحة : ١٨٩ ، طبقات الفقهاء : ٤١ ، طبقات القراء لابن الجوزي ٥٤٦/١ ، طبقات القراء للذهبي ٣٠/١ ، العبر ٤٦/١ ، العقد الفريد لابن عبد ربّه ٣١٠/٤ ـ ٣٦٠ ، غاية الاختصار : ١٥٨ ـ ١٦٣ ، الفصول المهمة : ٢٩ ـ ١٤٣ ، كفاية الطالب(غالب صفحات الكتاب) ، مروج الذهب للمسعودي ٢٥٨/٢ ـ ٣٣٨ [صفحة : ٣٥٨] ، معجم الأدباء ٤١/١٤ ـ ٥٠ ، مقاتل الطالبيين : ٢٤ [صفحة : ٥٢ من المحقّقة] ، النجوم الزاهرة ١١٩/١ ، نسب قريش : ٣٩ ـ ٤٦ ، البدء والتاريخ ٣٧٣/٥ .. وغيرها.

٢٢٤

وأمّا :

الصّديقة الكبرى فاطمة الزهراء سلام اللّه عليها

فقد ولدت بمكة بعد النبوة بخمس سنين (١) ، في العشرين من جمادى الآخرة (٢) ، يوم الجمعة (٣) ، وقيل : ولدت بعد

__________________

(١) قاله غير واحد من الخاصة ، كالكليني في الكافي ٤٥٧/١ ـ ٤٥٨ باب مولد أمير المؤمنين عليه السلام ، وتكرر في باب مولدها صلوات اللّه عليها فيما رواه عن أبي جعفر عليه السلام ، وكذا ما بعده من الأحاديث وغيره من المصادر الآتية ، كالمناقب وأكثر من مورد في بحار الأنوار ، وكذا التفرشي في نقد الرجال ٣١٨/٥ .. وغيره.

وقد ذهب إليه مشهور العامة ، كابن الأثير في جامع الاصول ٢٧٣/١٢ .. وغيره.

وقال : وقيل : ولدت سنة إحدى وأربعين من الفيل ، كما نصّ على ذلك القهپائي في مجمع الرجال ١٨٥/٧ ، والسيّد الأعرجي في عدّة الرجال ٥٦/١ ، والكليني في اصول الكافي ٥٢٥/١ ، والطبرسي في إعلام الورى ٢٩٠/١ ، وتاريخ أهل البيت عليهم السلام : ٧١ ، وابن الأثير الجزري في المختار في مناقب الأخيار : ٥٦ [طبعة دمشق] .. وغيرهم بعد الاتفاق من الكلّ على محل الولادة.

(٢) في العدد القوية : ٢١٩ ـ وعنه في بحار الأنوار ٧٧/١٦ حديث ٣٠ ـ بزيادة : يوم العشرين منه ، سنة خمس وأربعين من مولد النبي صلّى اللّه عليه وآله ، ولاحظ : دلائل الإمامة : ٩ ، وصفحة : ٤٥ ، وروضة الواعظين ١٤٣/١ .. وغيرهما.

(٣) كما في اصول الكافي ٤٥٨/١ باب مولد الزهراء فاطمة سلام اللّه عليها .. وغيره.

٢٢٥

البعثة بسنتين (١).

وروت العامّة أنّ مولدها قبل البعثة بخمس سنين (٢) ، والأوّل

__________________

(١) الروضة من الكافي ٣٣٨/٨ ـ ٣٤٠ حديث ٥٣٦ ، وفي الإقبال لابن طاوس ١٦٢/٢ [الطبعة المحقّقة] : عن كتاب حدائق الرياض للشيخ المفيد أنّ مولد الزهراء سلام اللّه عليها كان سنة اثنين من المبعث ، وأورد بنصّ ما هنا في العدد القوية : ٢١٩ ، ومسار الشيعة : ٥٤ .. وغيرهما.

وفي مصباح الشيخ رحمه اللّه : ٧٣٣ ، قال : وفي رواية اخرى : سنة خمس من المبعث ، والجمهور يرون أنّ مولدها قبل المبعث بخمس سنين ، ورواه في مناقب آل أبي طالب ١٣٢/٣ : عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري ، ثمّ قال : وأقامت مع أبيها بمكة ثمان سنين ، ثمّ هاجرت معه إلى المدينة ، فزوّجها من علي [عليه السلام] ـ بعد مقدمها المدينة ـ بسنتين أوّل يوم من ذي الحجة ، وروي أنّه كان يوم السادس ، ودخل بها يوم الثلاثاء لست خلون من ذي الحجة بعد بدر ، وقبض النبي ولها يومئذ ثماني عشرة سنة وسبعة أشهر ، وولدت الحسن ولها اثنتا عشرة سنة .. وحكاه عنه في بحار الأنوار ٦/٤٣ .. وجاء في الهداية الكبرى : ١٧٦.

وهناك أقوال اخر في مدة عمرها بعد أبيها سلام اللّه عليهم أجمعين ذكرها الإربلي في كشف الغمة ٦٢/٢ ـ ٦٣ .. وغيره.

(٢) ستأتي مصادرها في آخر المقام ، وقاله الطبري في دلائل الإمامة : ٤٥ في خبر الوفاة والدفن ، وكذا الكفعمي في المصباح : ٥١٢.

وحكاه في كشف الغمة ٤/٢ عن ابن الخشاب في تاريخ مواليد ووفاة أهل البيت ذكر خمس سنين ، وفي إعلام الورى : ١٥٤ ، قال : الأظهر في روايات أصحابنا أنّها ولدت سنة خمس من المبعث بمكة في العشرين من جمادى الآخرة.

٢٢٦

أظهر (١) ، لتسالمهم على أنّها كانت عند الهجرة بنت ثمان سنين ، وأنّ الهجرة كانت بعد النبوة بثلاث عشرة سنة (٢) ، فلو كانت ولادتها قبل النبوة بخمس سنين ، للزم أن تكون عند الهجرة بنت ثمانية عشر سنة (٣) ، وهو مقطوع

__________________

(١) وقيل : قبل النبوة باثنتي عشرة سنة ، كما نصّ عليه ابن عياش ، وحكاه في المصباح الكبير : ٥٦٠ عنه ، وجاء في الإقبال : ٦٥٥ ، وكشف الغمة ٨٥/١ .. وانظر بقية الأقوال في بحار الأنوار ٦/٣٥ ، بل كل الباب الأوّل من تاريخ ولادتها سلام اللّه عليها من بحار الأنوار ٢/٣٥ ـ ٤٤.

(٢) حكاه في كشف الغمة ٦٦/٢ عن غير واحد ، وقال في المناقب ٣٥٧/٣ : روي أنّ فاطمة عليها السلام ولدت بمكة بعد المبعث بخمس سنين وبعد الإسراء بثلاث سنين .. وحكاه في العدد القوية : ٢٢٠ ، ومصباح المتهجد : ٥٥٤ ، وجامع المقال : ١٨٧ ، وقال : وقيل : ثالث شهر رمضان.

وفي دلائل الإمامة للطبري : ١٠ (طبعة النجف) ، قال ـ بعد ذلك ـ : سنة خمس وأربعين من مولد النبي (صلّى اللّه عليه وآله) ، ثمّ قال : فأقامت بمكة ثمان سنين ، وبالمدينة عشر سنين ، وبعد وفاة أبيها خمسة وسبعين يوما ..

وقاله الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد : ٥٥٤ (الطبعة الحجرية) ، ثمّ قال : وفي رواية اخرى : سنة خمس من المبعث ، والعامة تروي أنّ مولدها قبل المبعث بخمس سنين.

ومن هنا قال في مقاتل الطالبيين : ٣٠ : .. كان مولد فاطمة عليها السلام قبل النبوة .. وكان تزويج علي بن أبي طالب إياها في صفر بعد مقدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم المدينة ، وبنى بها بعد رجوعه من غزوة بدر ، ولها يومئذ ثمان عشر [ة] سنة.

(٣) كذا ، والظاهر : ثماني عشرة سنة.

٢٢٧

البطلان ، ولو كانت ولادتها بعد النبوة بسنتين للزم كونها عند الهجرة بنت إحدى عشرة سنة ، وهو أيضا مبيّن العدم ، فتعيّن الأوّل.

وقد زوّجها النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من أمير المؤمنين عليه السلام أوّل يوم من ذي الحجة ، وزفافها يوم الثلاثاء لست خلون من ذي الحجّة ، بعد غزوة بدر (١) ، وقد دخلت حينئذ في السنة العاشرة

__________________

(١) كما صرّح بذلك غير واحد من الأعلام ؛ كالشيخ والكفعمي في المصباحين : ٥١٤ ، ومصباح الشيخ الطوسي : ٤٦٥ [من الطبعة الحجرية] ، ومرّت مصادر أخر لها.

وانظر : أعلام النساء ١٩٩/٣ (طبعة دمشق) ، والسيوطي في الثغور الباسمة في مناقب سيدتنا فاطمة : ٦ (طبعة بمبئي) ، وابن شهر آشوب في المناقب ٣٤٩/٣ ، وصفحة : ٣٥٦ .. وغيرهم.

قال في كشف الغمّة ٨٠/٢ ـ ٨١ : .. قد بنى بفاطمة عليها السلام في ذي الحجة من السنة الثانية من الهجرة.

وانظر الباب الخامس في تزويجها عليها السلام من بحار الأنوار ٦/٤٣ ، وصفحة : ٩٢ ـ ١٤٥.

قال العلاّمة المجلسي في بحاره ١٩٧/٩٨ ـ ولعلّه أخذه من العدد القوية : ٢٦٠ إذ كان هناك بنصه ـ : وفي ليلة إحدى وعشرين من المحرم ليلة الخميس سنة ثلاث من الهجرة كان نقل فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليهما وآلهما إلى أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه وزفافها إليه ، ولها يومئذ ستّ عشرة سنة ، وروي تسع سنين.

وانظر : دلائل الإمامة للطبري : ٩ ، وصفحة : ٤٥ ، وتاريخ أهل البيت عليهم السلام : ٧١ ـ ٧٣ ، وتاريخ ابن الخشاب : ١٦٥ ـ ١٦٦ ، وكشف الغمة ٤٤٦/١ .. وغيرها.

أقول : ولدت الزهراء سلام اللّه عليها الإمام الحسن عليه السلام ولها اثنتا عشرة ـ

٢٢٨

من ولادتها (١).

والرواية الناطقة بأنّ تزويجها يوم السادس من ذي الحجّة يراد بها الزفاف ، فتجتمع الأخبار (٢).

وأمّا وفاتها ؛ فالأقوال والأخبار فيها مختلفة في أنفسها ، ولا تلائم

__________________

ـ سنة ، وقيل : إحدى عشرة سنة ، وكان بين ولادتها الحسن وبين حملها بالحسين عليهم السلام خمسين يوما.

(١) هناك اختلاف في سنها الشريف يوم دخول الأمير عليه السلام عليها ؛ فقد قال الطبري في ذخائر العقبى : ٢٦ (طبعة مصر) ، بأن كان لها خمسة عشرة سنة وخمسة أشهر ، وكذا ابن الجوزي في التذكرة : ٣١٦ [طبعة الغري] بأنّ لها ثمان عشرة سنة ، وكذلك السيوطي في كتابه الثغور الباسمة في مناقب سيدتنا فاطمة عليها السلام : ٦ [طبعة بمبئي] ، ولاحظ : كحالة في الأعلام ١١٩٩/٣.

(٢) إلاّ أنّ الشيخ المفيد رحمه اللّه في مسار الشيعة : ٥٨ في وقائع شهر رجب ، قال : وفي اليوم النصف منه لخمسة أشهر من الهجرة عقد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لأمير المؤمنين عليه السلام على ابنته فاطمة عليها السلام عقدة النكاح .. وسنّها يومئذ إحدى عشرة سنة.

وفي جامع الاصول ٢٧٣/١٢ ، قال : تزوجها علي بن أبي طالب [عليه السلام] في السنة الثانية من الهجرة في شهر رمضان وبنى عليها في ذي الحجة.

ثمّ قال : وقيل : تزوّجها في رجب ، وقيل : في صفر ، وقيل : تزوّجها بعد غزوة احد ..

وفي المعارف لابن قتيبة : ١٥٨ ، قال : .. وابتنى علي بفاطمة [عليهما السلام] بعد وفاة رقية بستة عشر يوما .. وقد ذكر ذلك بعد وقعة بدر سنة اثنين لسبع عشر ليلة خلت من شهر رمضان ..!

٢٢٩

الأقوال والأخبار في ولادتها ، ولا أخبار مدّة عمرها ، ولا الأخبار في مدّة مكثها بعد أبيها (١). وقد استوفينا الكلام في المقام في الجهة الثانية عشرة من الفصل الحادي عشر من مرآة الكمال (٢) ، ورجّحنا كون وفاتها في ثالث

__________________

(١) فصّلها في مناقب آل أبي طالب ٣٦١/٣ ـ ٣٦٦ عن عدّة مصادر ، وذكر فيها أقوال أكثر.

ولاحظ : كشف الغمة ٦٦/٢ [٥٠٤/١] ، والإقبال : ٥٢٢ ـ ٥٢٣ (الحدود) والمصباح : ٥١١ ، وفيه : في الثالث من جمادى الآخرة. وفي محل آخر ، قال : وفي اليوم الحادي والعشرين من رجب كانت وفاة الطاهرة فاطمة عليها السلام في قول ابن عباس ، وحكاه العلاّمة المجلسي رحمه اللّه في بحاره ٢١٥/٤٢ حديث ٤٦ و ٤٧ عن الكفعمي والمصباح.

ولاحظ : تاج المواليد للطبري : ٢٢ ، الذرية الطاهرة للدولابي : ١٥١ برقم ١٩٩ .. وغيرهما ، وفي مستدرك وسائل الشيعة ٢٩٤/٦ حديث ٨ ، حكاه عن كتاب زوائد الفوائد للسيد ابن طاووس رحمه اللّه. وكذا فيه ٢١٠/١٠.

وللعلاّمة المجلسي رحمه اللّه في بحار الأنوار ٢١٥/٤٣ هنا بيان فلاحظه.

(٢) مرآة الكمال ٢٦٦/٣ ـ ٢٧١ بتحقيق شيخنا الوالد دام ظله ، وهو حري بالملاحظة ، ننقله بنصه مع مصادره لكونه بكتابنا أولى وأحرى.

صرّح طاب ثراه ـ بعد أن ذكر أنّ في وفاتها سلام اللّه عليها أقوالا وأخبارا مختلفة جدا في نفسها ، ولا تلائم أخبار الولادة ، ولا أخبار مدة عمرها ، ولا أخبار مدة مكثها بعد أبيها.

قال في صفحة : ٢٦٧ ما نصه : أمّا ولادتها ؛ فقد سمعت ما ورد فيها.

وأما وفاتها ؛ ففي المناقب لابن شهر آشوب [٣٥٧/٣ فصل في حليتها

٢٣٠

__________________

وتاريخها عليها السلام] : إنّها لثلاث عشرة ليلة خلت من ربيع الآخر سنة إحدى عشرة من الهجرة ، فيكون وفاتها على رواية الخاصة في [بعد] وفاة أبيها بخمس وأربعين يوما إن كانت كلمة(خلت)بمعنى(مضت) ، وبواحد وخمسين يوما إن كانت بمعنى(بقيت).

وعن دلائل الإمامة لمحمد بن جرير الطبري الإمامي [صفحة : ٤٥ ، وفي الطبعة المحقّقة : ١٣٤ خبر الوفاة والدفن وما جرى] مسندا بسند قوي عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام إنّها : «قبضت في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه ، سنة إحدى عشرة من الهجرة» ، ويوافقه ما عن مصباح الكفعمي ، بل المصباحين [المصباح : ٥١١ (جمادى الأولى والثانية) ، ومصباح المتهجد : ٥٥٤ ، وكذلك يوافقه إعلام الورى ٣٠٠/١] ، من أنّها توفّيت في ثالث جمادى الآخرة ، بل في بحار الأنوار [بحار الأنوار ٢١٥/٤٣] أنّه الثبت في ذلك.

وعن ابن عباس أنّها قبضت في الحادي والعشرين من رجب [كما نصّ عليه في بحار الأنوار ٢١٥/٤٣ حديث ٤٧].

وعن العاصمي [كما في طبقات ابن سعد ٢٨/٨] ، بإسناده : .. عن محمّد بن عمر ؛ أنّها توفيت لثلاث ليال خلون من شهر رمضان.

ثمّ قال [٢٦٨/٣] : وأمّا مدّة عمرها ؛ ففي موضع من الكافي أنّه ثمان عشرة سنة [اصول الكافي ٤٥٨/١ باب مولد فاطمة الزهراء عليها السلام] ، وفي كشف الغمّة [٤/٢] : عن الذراع ، أنّه ثمان عشرة سنة وشهر وعشرة أيام. وعن السيّد المرتضى رحمه اللّه في عيون المعجزات [: ٥٥] : أنّه ثمان عشرة سنة وشهران ، وعن موضع آخر من الكافي [اصول الكافي ٤٥٨/١] : أنّه ثمان عشرة سنة

٢٣١

__________________

وخمسة وسبعون يوما ، [وجاء أيضا في كشف الغمة ٤/٢ وهو مختار الطريحي في جامع المقال : ١٨٧].

وعن محمّد بن إسحاق أنّه ثمان وعشرون سنة [ذكره في بحار الأنوار ٢١٤/٤٣ عنه] ، قال : وقيل سبع وعشرون سنة ، وفي رواية ثلاث وعشرون سنة [كما في تهذيب الأسماء واللغات ٣٥٣/٢] ، ثمّ قال : والأكثر على أنّها كانت بنت تسع وعشرين أو ثلاثين [رواه في بحار الأنوار ٢١٣/٤٣ حديث ٤٤ عن عبد اللّه ابن الحسن].

وعن العاصمي بإسناده : .. عن ابن عمر ؛ أنّها بنت تسع وعشرين سنة أو نحوها [وقاله ابن سعد في طبقاته ٢٨/٨].

وأمّا مدّة مكثها بعد أبيها ؛ ففي كشف الغمّة [٦٢/٢] أنّها أربعون يوما.

ورواها في محكي روضة الواعظين [صفحة : ١٥١ مجلس في ذكر وفاة فاطمة عليها السلام] ، وجعله القرماني أصح [كما نقله في الاستيعاب ٧٥١/٢] ، ورواه وهب ابن منبه عن ابن عبّاس. وعن الكافي [٤٥٨/١ باب مولد فاطمة الزهراء عليها السلام ، قال بسنده : .. بقيت بعد أبيها صلّى اللّه عليه وآله وسلّم خمسة وسبعون يوما] أنّها اثنان وسبعون يوما.

وعن كشف الغمة [٤/٢] ، ودلائل الإمامة للطبري [صفحة : ٤٥ ، الطبعة المحقّقة : ١٣٤] ، وإليه ذهب الطريحي في جامع المقال [صفحة : ١٨٧] ، وكذا في عيون المعجزات للسيّد المرتضى [صفحة : ٥٥] أنّها خمسة وسبعون يوما ، ويوافق ذلك ما رواه في الكافي [٤٥٨/١ باب مولد الزهراء فاطمة عليها السلام حديث ١ ، وكذا في الاستيعاب ٧٥١/٢] صحيحا ، عن هشام بن سالم ، عن مولانا الصادق عليه السلام ، وفي رواية أبي الفرج [كما في مقاتل الطالبيين : ٤٩]

٢٣٢

__________________

عن الباقر عليه السلام ؛ أنّها ثلاثة أشهر ، وفي قول ـ كما في المناقب] لابن شهر آشوب ٣٥٧/٣ فصل في حليتها وتواريخها عليها السلام] ـ أنّها أربعة أشهر ، وفي رواية عاميّة أنّها ستة أشهر [كما في تاريخ خليفة خياط ٧٠/١] ، وعن أبي الفرج في مقاتل الطالبيين [صفحة : ٤٩ ، قال : فالمكثر يقول : بستة أشهر .. وعلّق المصحح في النسخة الخطية ب‌ : ثمانية أشهر!] أنّها ثمانية أشهر.

ثمّ قال الشيخ الجد طاب ثراه في مرآته [٢٦٩/٣] : انظر أيّها النيقد البصير إلى اختلاف هذه الأقوال والأخبار في كلّ مرتبة ، واختلاف بعضها مع بعض.

وأمّا أخبار مدّة عمرها ؛ فلا تكاد تلتئم مع أخبار وفاتها بوجه ، لأنّه إذا كانت ولادتها في العشرين من جمادى الآخرة لزم أن يكون وفاتها على رواية الكافي المزبورة في مدة عمرها في العشرين من جمادى الآخرة ، ولا قائل به.

وعلى رواية كشف الغمة ـ عن الذارع ـ في آخر رجب ، ولا قائل به أيضا.

وعلى رواية علم الهدى في العشرين من شعبان ولا قائل به أيضا ، وعلى رواية موضع آخر من الكافي في خامس شهر رمضان ، ولا قائل به أيضا ..إلى غير ذلك من الأقوال.

ثمّ قال : وأمّا أخبار مدّة مكثها بعد أبيها صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ؛ فعلى رواية الأربعين يلزم أن يكون وفاتها على رواية الخاصة في وفاة النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في سابع أو ثامن من ربيع الثاني ، وعلى رواية الجمهور في الثاني والعشرين منه ، وعلى هذا الحساب باقي رواياتهم في وفاته صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وعلى رواية مكثها اثنين وسبعين يوما بعده ،

٢٣٣

__________________

فعلى رواية الخاصّة في وفاته صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يصادف وفاتها عاشر جمادى الأولى ، وعلى رواية مكثها خمسة وسبعين بعد وفاته صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يصادف وفاتها ثالث عشر جمادى الأولى ، وعلى رواية أبي الفرج في مدّة المكث يصادف وفاتها الثامن والعشرين من جمادى الأولى ، وعلى القول المحكي في المناقب يصادف الثامن والعشرين من جمادى الأخرة ، وعلى الرواية العاميّة يصادف الثامن والعشرين من شعبان ، ويوافق ذلك ما مرّ من رواية العاصمي في تاريخ وفاتها إن كانت الشهور كلّها ناقصة ، ويقرب منها إن كان بعضها ناقصا ، وعلى رواية اخرى لأبي الفرج في مدة المكث يصادف وفاتها الثامن والعشرين من شوال ..إلى غير ذلك من الاختلافات بين الأقوال والأخبار والاضطراب فيها.

ثمّ قال قدّس سرّه : بل قد وقع الاضطراب في كلام شخص واحد بين صدره وذيله ، مثل قول ابن شهر آشوب في محكي المناقب ٣٥٧/٣ فصل في حليتها وتواريخها عليها السلام] : قبض النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ولها يومئذ ثمان عشرة سنة وسبعة أشهر ، وعاشت بعده اثنين وسبعين يوما ، ويقال : خمسة وسبعين يوما .. إلى أن قال : وتوفيت ليلة الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من ربيع الآخر سنة إحدى عشرة من الهجرة.

فإنّ لازم كونها عند وفاة النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بنت ثمان عشرة سنة وسبعة أشهر هو كون ولادتها في أواخر رجب أو أوائل شعبان ولا قائل به ، وأيضا لازم مكثها عليها السلام بعده صلّى اللّه عليه وآله وسلّم اثنين أو خمسة وسبعين يوما على رواية الخاصّة في وفاته صلّى اللّه عليه وآله وسلّم هو كون وفاتها عليها السلام في عاشر ربيع الثاني ، أو ثالث عشرة ، وعلى رواية الجمهور في الرابع والعشرين من

٢٣٤

__________________

جمادى الأولى ، أو السابع والعشرين منه ، وكلاهما مناف لما ذكره من كون وفاتها عليها السلام في ثالث عشر ربيع الآخر إلاّ أن يكون قد اشتبه قلمه الشريف فأثبت ربيع الآخر بدل جمادى الأولى ، وهو كما ترى.

والذي يترجّح في النظر القاصر أنّ وفاتها سلام اللّه عليها في الثالث من جمادى الآخرة لرواية أبي بصير المتقدّمة الناصّة بيوم الوفاة من دون إبهام ولا تعليق على مدّة مكثها بعد أبيها صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وخلوّ باقي الأقوال عن مستند معتمد ، وعدم صحّة باقي الأخبار لكونها عاميّة إلاّ صحيحي هشام وأبي عبيدة ، ولا ينبغي التأمّل في أنّ قوي أبي بصير أرجح منهما ؛ لاعتضاده بالشهرة التي حكاها في بحار الأنوار ، ورواية مصباح الكفعمي ، والمصباحين ، ونصوصيّته وإبهامهما من جهة عدم التعرض لنقص الشهور الثلاثة كلا أو بعضا أو تمامهما ، مع احتمالهما كون(السبعين) محرّف (التسعين)لتقارب الكلمتين كتبا ، سيّما في الخطّ الكوفي المرسوم سابقا ، وعليه فتوافق الصحيحتان القوي ، واللّه العالم.

أقول : فتحصّل أنّ في تاريخ وفاة الصدّيقة عليها السلام أقوال :

الأوّل : أنّها بقيت بعد المصطفى صلّى اللّه عليه وآله خمسة وسبعين يوما ، وهو المشهور ، كما في اصول الكافي ٣٨٠/١ حديث ١٠ (باب مولد أمير المؤمنين عليه السلام) في الصحيح عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنّه قال : «ولدت فاطمة بنت محمّد صلّى اللّه عليه وآله بعد مبعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بخمس سنين ، وتوفيت ولها ثمانية عشر سنة وخمس وسبعون يوما».

وانظر : معالم الزلفى للسيد البحراني : ١٣٣ ، والاختصاص : ١٨٥ ، وكشف الغمة ٤٤٩/١ .. وغيرها.

الثاني : بقيت أربعين يوما ؛ كما في مروج الذهب ٤٠٣/١ ، وروضة الواعظين :

٢٣٥

__________________

١٣٠ ، وكتاب سليم : ٢٠٣.

الثالث : توفيت لثلاث خلون من جمادى الآخرة ، ذكره الكفعمي في المصباح : (راجع الجدول) : ٥٢٢ ـ ٥٢٣ ، والشيخ الطوسي في مصباح المتهجد : ٥٥٤ ، ورواه أبو بصير عن الإمام الصادق عليه السلام كما في بحار الأنوار ٩/٤٢ حديث ١٦ ، عن دلائل الإمامة ، وكذا عنه فيه ١٧٠/٤٢ حديث ١١.

الرابع : العشرون من جمادى الآخرة ، كما في دلائل الإمامة : ٤٦ [الطبعة المحقّقة : ١٣٦].

الخامس : ٧٢ يوميا ، ذكره ابن شهر آشوب في المناقب ١١٢/٢ ، وقال الفتال النيشابوري في روضة الواعظين : ١٤٣ : .. عاشت بعد أبيها اثنين وسبعين يوما.

السادس : مائة يوم ، راجع ابن قتيبة في المعارف : ٦٢ [وفي طبعة صفحة : ١٤٣] ، قال التفرشي في نقد الرجال ٣١٨/٥ : وقبضت بعد أبيها بنحو مائة يوم.

السابع : ٦٠ يوما رواه في مصباح الأنوار ؛ كما في رواية عن أبي جعفر عليه السلام.

الثامن : ستة أشهر. راجع ابن حجر في الإصابة ٣٧٩/٤ ، قال : وقد ثبت في الصحيح عن عائشة أنّ فاطمة عاشت بعد النبي صلّى اللّه عليه وآله ستة أشهر .. ثمّ ذكر أقوالا اخر.

التاسع : خمسة وتسعون يوما ، نقله في بحار الأنوار ٥٢/١٠.

العاشر : ثلاث خلون من شهر رمضان. كما في نور الأبصار : ٤٢ ، ومناقب الخوارزمي ٨٣/١ ، والإصابة لابن حجر ٣٨٠/٤ .. وغيرها.

أما ما يرجع إلى مدفنها [سلام اللّه عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها] ففيه احتمالات :

٢٣٦

جمادى الآخرة سنة عشرة من الهجرة (١) كما رجّحنا كون قبرها في

__________________

[ذكر بعضها في تاريخ أهل البيت عليهم السلام : ١٤٣ ، وإعلام الورى ٣٠١/١ ، وعدّة الرجال ٥٨/١ .. وغيرها]

أحدها : إنّه البقيع.

الثاني : إنّه بين القبر الشريف والمنبر.

الثالث : إنّه دارها خلف قبر النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.

والذي جزمت به عند تشرفي لزيارتها هو الثالث ، واللّه العالم.

(١) وهو مختار جمع من أعلامنا ؛ منهم : شيخ الطائفة في مصباح المتهجد : ٥٥٤ ، والكفعمي في مصباحه : ٥١٤ ، وكذا جاء في بحار الأنوار ٢١٥/٤٣ حديث ٤٧ عن المصباح ، حيث قال : إنّه مشهور .. بعد أن نقل ستة عشر قولا في شهادتها سلام اللّه عليها!

وإليه ذهب الشيخ المفيد في مسار الشيعة : ٥٤ ، إلاّ أنّه زاد تحديدها بسنة إحدى عشرة من الهجرة.

وفي كشف الغمة ٤/٢ نقل عن كتب العامة إنّها توفّيت ولها ثمانية عشر سنة وخمسة وسبعين يوما .. وفي رواية صدقة : ثمانية [ثماني] عشرة سنة وشهرا وخمسة عشر يوما.

وقال في إعلام الورى : ١٥٤ : .. وإن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قبض ولها ثماني عشرة سنة وسبعة أشهر. وانظر صفحة : ١٥٨ ـ ١٥٩ من إعلام الورى في سنة وفاتها.

وقال الطبري في دلائل الإمامة : ١٠ : وقبضت في جمادى الآخر [ة] يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة إحدى عشرة من الهجرة .. ولم يذكر غيره من الأقوال ، ممّا يظهر منه أنّه مختاره.

٢٣٧

دارها (١) ، خلف قبر النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، دون البقيع ، ودون ما بين

__________________

وفي مصباح المتهجد : ٥٦٦ (الحجرية) في وقائع شهر رجب ، قال : وفي اليوم الحادي والعشرين منه كانت وفاة الطاهرة فاطمة عليها السلام في قول ابن عياش [خ. ل : عباس].

وفيه : ٥٥٤ (الحجرية) ، قال : جمادى الآخرة يوم الثالث منه كان فيه وفاة فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم سنة إحدى عشرة.

قال المسعودي في مروج الذهب ٢٨٢/٢ : وتوفيت بعده بأربعين يوما ، وقيل : سبعين يوما ، وقيل : غير ذلك.

وعلى كلّ ؛ فقد ذهب إلى هذا القول الجلّ ؛ ومنهم : السيّد ابن طاوس في إقبال الأعمال ، والشيخ البهائي في توضيح المقاصد .. وغيرهم.

وقالت العامة ـ كما في جامع الاصول ٢٧٣/١٢ وغيره ـ أنّها سلام اللّه عليها ماتت بالمدينة بعد موت النبي صلّى اللّه عليه وآله بستة أشهر ، وقيل : ثلاثة .. ولها ثمان وعشرون سنة ، وقيل : تسع وعشرون ، ثمّ قال : وأهل البيت يقولون : ثماني عشرة ، وغسلها علي [عليه السلام] وصلّى عليها ، ودفنت ليلا!.

وفي شذرات الذهب ١٣٤/١ ـ بعد قوله بالستة أشهر ـ قال : تزوجها علي رضي اللّه عنه [صلوات اللّه عليه] وهي بنت خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصف ، وعمره أحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر.

ونعم ما أفاده العلاّمة المجلسي رحمه اللّه في موسوعته ٢١٥/٤٣ من قوله : أقول : لا يمكن التطبيق بين أكثر تواريخ الولادة والوفاة ومدّة عمرها الشريف ، ولا بين تواريخ الوفاة وبين ما مرّ ـ في الخبر الصحيح ـ أنّها عليها السلام عاشت بعد أبيها خمسة وسبعين يوما ..إلى آخره ، فراجعه.

(١) قال المرحوم الشيخ الجدّ قدّس سرّه في مرآة الكمال ٢٧١/٣ ـ كما سلف ـ : .. والذي جزمت به عند تشرفي لزيارتها هو الثالث ، واللّه العالم .. وفيه ما لا يخفى.

٢٣٨

القبر الشريف والمنبر ، فراجع.

وألقابها كثيرة .. راجع من شاء مظانّها كالبحار (١) .. وغيره (٢).

__________________

(١) انظر : الباب الثاني من بحار الأنوار في تاريخها سلام اللّه عليها ١٠/٤٣ ـ ١٩.

(٢) وأما أسماؤها سلام اللّه عليها فكثيرة ، وعن أبي عبد اللّه عليه السلام : «لفاطمة عليها السلام تسعة أسماء عند اللّه عزّ وجلّ : فاطمة ، والصدّيقة ، والمباركة ، والطاهرة ، والزكية ، والراضية ، والمرضية ، والمحدّثة ، والزهراء ..» ، كما في الخصال : ٤١٤ حديث ٣ ، وأمالي الشيخ الصدوق : ٥٩٢ ، وعلل الشرائع ١٧٨/١ باب ١٤٢ حديث ٣ ، وكشف الغمة ٢١/٢ ، ودلائل الإمامة : ١٠ .. وغيرها. وكذا لاحظ : خير الرجال : ٣٩ من النسخة الخطية عندنا.

وعدّ في مناقب آل أبي طالب ٣٥٧/٣ كناها خمسة ، وأسماءها ثمانية عشر.

انظر : كتابنا : الكنى والألقاب التي اطلقت على النبي صلّى اللّه عليه وآله والأئمة عليهم السلام في الأخبار.

بعض مصادر العامة حول الصديقة الكبرى سلام اللّه عليها

اسد الغابة لابن الأثير ٢٢٠/٧ ـ ٢٢٦ ، الإصابة لابن حجر ٣٧٧/٤ ـ ٣٨٠ ، تهذيب التهذيب لابن حجر ٤٦٨/١٢ ، حلية الأولياء ٣٩/٢ ـ ٤٣ ، شذرات الذهب ١٣٤/١ ، صفة الصفوة ٥/٢ ـ ٩ ، الطبقات لابن سعد ٢٤٧/٢ وما بعدها ، العقد الفريد لابن عبد ربّه ١٧٩/٢ ـ ١٨٠ ، وصفحة : ٣٨٢ ـ ٣٨٥ ، و ٢٣٨/٣ ، و ٢٤١ .. وموارد اخرى ، الفصول المهمة : ١٤٣ ـ ١٥٠ ، مقاتل الطالبيين : ٢٩ ـ ٣١ ، تاريخ خليفة : ٦٥ ، وصفحة : ٩٦ ، طبقات خليفة : ٣٣٠ ، المعارف : ١٤٢ ـ ١٤٣ ، وصفحة : ٢٠٠ ، الاستيعاب ١٨٩٣/٤ ، أعلام النساء ١٠٨/٤ ـ ١٣٢ ، سير أعلام النبلاء ١١٨/٣ ـ ١٣٤ .. وغيرها.

٢٣٩

وأما :

الإمام أبو محمّد الحسن المجتبى

ابن أمير المؤمنين عليهما السّلام

وأمه : سيدة النساء [صلوات اللّه وسلامه عليها].

فقد ولد بالمدينة المشرفة في يوم الثلاثاء ؛ في منتصف شهر رمضان (١) سنة اثنتين من الهجرة ؛ على ما أفاده في الكافي (٢) ، والتهذيب (٣) ،

__________________

(١) كما جاء في إعلام الورى للطبرسي : ٢٠٥ ، وربيع الشيعة ـ وهما واحد ـ وحكاه عنهما في تكملة الرجال ٧٥٩/٢ ، ثمّ قال : وقيل : سنة اثنتين من الهجرة.

وسبقهم الشيخ المفيد رحمه اللّه في الإرشاد ٥/٢ (من الطبعة المحقّقة) ، وذهبت إليه غالب مصادر العامة كما سيأتي.

(٢) اصول الكافي ٤٦١/١ كتاب الحجة ، باب مولد الحسن بن علي صلوات اللّه عليهما ، ثمّ قال : وروي أنّه ولد في سنة ثلاث ..

وإليه ذهب الشيخ المفيد قدّس سرّه من دون ترديد في مسار الشيعة : ٤٧ ، وكذا الإربلي في كشف الغمة ١١٦/٢ ، إلاّ أنّه في صفحة : ١٦٠ نقل عن إكمال الدين ولادته عليه السلام سنة ثلاث من الهجرة ، وكذا في المناقب لابن شهر آشوب ٢٩/٤ [طبعة قم ، وفي طبعة بيروت ٣٤/٤] ، ثمّ قال : وقيل : سنة تسع وأربعين.

(٣) التهذيب ٣٩/٦ باب ١١ ، قال : ولد بالمدينة في شهر رمضان سنة اثنتين من الهجرة ، وعنه في حاوي الأقوال ٤٦٨/٤ .. وغيره.

٢٤٠