تنقيح المقال - ج ١

الشيخ عبد الله المامقاني

تنقيح المقال - ج ١

المؤلف:

الشيخ عبد الله المامقاني


المحقق: الشيخ محمّد رضا المامقاني
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-319-382-9
ISBN الدورة:
978-964-319-380-5

الصفحات: ٥٢٨

ربيع الأوّل من عام الفيل (١) على ما اتّفقت عليه

__________________

ـ ونقله عن أكثر من مصدر ، وجاء في مناقب آل أبي طالب ١١٨/١ ـ ١١٩ ، وكذا في إعلام الورى : ٤ ، وصفحة : ٥ ، والفضائل : ١٥ ـ ٣١ ، ونقد الرجال ٣٦٨/٥ ، وجامع الرواة ٤٦٣/٢ ، ومجمع الرجال ١٨٣/٧ ، وعدّة الرجال ٥٢/١ ، ومنتهى المقال ١١/١ .. وغيرها.

وفي التهذيب ٢/٦ باب ١ .. وعنه في حاوي الأقوال ٤٦٥/٤.

ثمّ إنّ في يوم ولادته صلوات اللّه عليه وآله أقولا : فالمشهور بين علمائنا ومدلول أخبارنا أنّه كان يوم الجمعة ، والمشهور بين العامة يوم الاثنين. ثمّ الأشهر بيننا وبينهم أنّه صلّى اللّه عليه وآله ولد بعد طلوع الفجر ، وقيل : عند الزوال.

قاله غير واحد ؛ منهم : صاحب بحار الأنوار فيه ٢٤٩/١٥ ، والإربلي في كشف الغمة ١٨/١ .. وحكى هناك أقوالا شاذة كثيرة.

وفي الإقبال : ٦٢٣ ، قال : إنّ الحمل بسيدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان ليلة الجمعة لاثنتي عشرة ليلة بقيت [استظهر هنا كلمة(مضت)إلاّ أن(بقيت)يوافق كون حمله أيام التشريق وولادته في شهر ربيع ، فتدبّر] من جمادى الآخرة ..

(١) كما جاء في تهذيب الأحكام ٢/٦ باب ١ ، انظر : أحاديث الباب وغيره .. وعنه في حاوي الأقوال ٤٦٥/٤.

قال المولى المازندراني في شرح اصول الكافي ١٣١/٧ : ذهب الشيخ والشهيد في الدروس إلى أنّه ولد يوم السابع عشر منه عند طلوع الفجر من يوم الجمعة.

وحكاه في كشف الغمة ١٧/١ عن أبي علي الطبرسي ، وكذا في حاشية تكملة الرجال ٧٥٦/٢ ، ولاحظ : نقد الرجال ٣١٨/٥.

وفي بحار الأنوار ٢٤٩/١٥ : .. وكان في عام الفيل بعد مضيّ خمس وخمسين أو أربعين من الواقعة ، وقيل : في يوم الواقعة ، وقيل : بعد ثلاثين سنة منها ، وقيل : بعد أربعين ، والأصح أنّها كانت في تلك العام.

١٨١

الإماميّة (١) ، إلاّ من شذّ منهم (٢).

__________________

(١) قاله جمع ، منهم : الشيخ الطوسي في التهذيب ٢/٦ باب ١ ، وكذا في : العدد القوية : ١١٠ ـ ١٤٧ ، والإقبال : ٦٠٣ ، وصفحة : ٦٢٣ ، ومسارّ الشيعة : ٥٠ (الصفحة ٢٤ من الطبعة الحجرية) ، قال : عند طلوع الفجر من يوم الجمعة في عام الفيل ، وقصص الأنبياء : ٣٣١ ، والمصباح : ٧٣٣ .. ـ وعنه في بحار الأنوار ١٩٣/٩٨ ـ .. وغيرها.

وقد أدرج العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ٢٤٨/١٥ ـ ٣٣١ باب ٣ ، تاريخ ولادته صلّى اللّه عليه وآله وما يتعلّق به .. جملة من الروايات ، وكذا في مصباح المتهجد : ٥٥٣ ـ ٥٥٤ (الحجرية) ، وأبو علي الطبرسي في إعلام الورى : ١٣ ، والطريحي في جامع المقال : ١٨٦ .. وغيرهم.

وعن الزبير بن بكار ، بإسناده : .. عن جمع ، قالوا : ولد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله عام الفيل ، وسميت قريش(آل اللّه)وعظمت في العرب ، وقاله الذهبي ـ أيضا ـ في تاريخ الإسلام : ٣٥ (السيرة).

وفي المعارف لابن قتيبة : ١٥٠ : ولد رسول اللّه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم عام الفيل ، وبين عام الفيل وعام الفجار عشرون سنة.

(٢) وبه قال أغلب العامّة ؛ كما نصّ عليه ابن سعد في الطبقات ١٠١/١ ، والحاكم في المستدرك ٦٠٣/٢ ، والفسوي في المعرفة والتاريخ ٢٥٠/٣ ، والنووي في تهذيب الأسماء واللغات ٢٣/١ ، وابن هشام في السيرة ١٨١/١ ، والطبري في التاريخ ١٥٥/٢ ، والذهبي في تاريخه(السيرة) : ٢٢ ، وابن حجر في تهذيب التهذيب ٤٠٢/٨ ، والرازي في الجرح والتعديل ١٠٣/٧ ، وابن كثير في البداية والنهاية ٢٦٢/٢ ـ ٢٦٦ .. بل تسالمت عليه كتب الحديث عندهم ، كما في الجامع الصحيح ٢٤٩/٥ ، ومسند أحمد بن حنبل ٢١٥/٤ ، وتاريخ خليفة : ٥٢ ، وطبقاته : ٩ .. وغيرها.

١٨٢

وذهب أكثر المخالفين إلى أنّه ولد في الثاني عشر من ربيع الأوّل (١). وذكره الكليني (٢) رحمه اللّه اختيارا أو تقيّة.

وذهبت شرذمة منهم إلى أنّها كانت في الثامن منه (٣).

وذهب شاذّ منهم إلى أنّه ولد في الثامن من شهر رمضان (٤).

__________________

(١) كما في السيرة النبوية ١٦٧/١ ، كل ذلك يوم الاثنين ، كما في المحبر : ٨ .. وغيره.

وعن أبي قتادة الأنصاري ـ كما في صحيح مسلم ، كتاب الصيام ، حديث ٢١٦٠ ، ومسند أحمد بن حنبل ٢٩٧/٥ ، وصفحة : ٢٩٩ ، ومستدرك الحاكم ٦٠٢/٢ .. وغيرها ـ أنّه سأل أعرابي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، فقال : ما تقول في صوم الاثنين؟قال : «ذاك يوم ولدت فيه ، وفيه أوحي إليّ».

وفي لطائف المعارف : ١٣٩ ، قال : ولد النبي صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم يوم الاثنين ، وبعث يوم الاثنين ، وهاجر يوم الاثنين ، وتوفّي يوم الأثنين.

(٢) قال في اصول الكافي ٤٣٩/١ [٣٦٤/١] كتاب الحجة ، باب مولد النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ما نصه : ولد النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأوّل في عام الفيل يوم الجمعة مع الزوال ، وروي أيضا عند طلوع الفجر.

(٣) كما قاله المسعودي في مروج الذهب ٢٧٤/٢ .. وغيره.

(٤) كما نصّ عليه المقريزي في إمتاع الأسماع : ٣ ، وهو مختار الزبير بن بكار ، كما حكاه عنه الذهبي في تاريخه : ٢٥ ، وذكر أقوالا شاذة أخر أوصلها إلى خمسة عشر قولا شاذا ، ولاحظ : الروض الأنف ١٥٩/٢ .. وغيره.

وفي كتاب المصباح المضيء في كتاب النبي الأمي ورسله إلى ملوك الأرض : ٢٤ ، قال : ولد(ص)يوم الاثنين من شهر ربيع الأوّل من عام الفيل ، وكان قدوم الفيل في ـ

١٨٣

ومات أبوه في المدينة عند أخواله وهو صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ابن شهرين (١).

__________________

ـ نصف المحرم .. وبين الفيل ومولده(ص)خمسة وخمسون يوما. وأورده ابن الأثير في جامع الاصول ٢٢١/١٢ ، وقال : حملت به امّه في شعب أبي طالب ، وولد بمكة في الدار التي كانت تدعى لمحمّد بن يوسف أخي الحجاج [كذا ، والظاهر : عم الحجاج] ، وقيل : في شعب بني هاشم ، وذلك يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأوّل عام الفيل ، وقيل لثمان خلون منه ، وقيل لاثنتي عشرة ليلة خلت منه .. وثمّ نقل أقوال اخر.

وذكر المقدسي في التبيين في أنساب القرشيين : ٥٨ قولين منهما ، ونصّ البغدادي في المحبر : ٨ ـ ٩ على أنّ مولده صلّى اللّه عليه وآله يوم الاثنين لليلتين خلتا من شهر ربيع الأوّل .. ثمّ قال : ويقال : لثمان ليال خلون من شهر ربيع الأوّل.

وقال أيضا في صفحة : ١٠ : وولد النبي صلّى اللّه عليه وآله بعد الفيل بخمسين يوما. وفي تاريخ اليعقوبي ٧/٢ أنّ ولادته صلوات اللّه عليه لقول الصادق عليه السلام! هو : الجمعة ١٢ شهر رمضان!.

ولاحظ : تاريخ اليعقوبي ٤/٢ ، والسيرة النبوية ١٦٧/١ ، وحكى الطريحي في جامع المقال : ١٨٦ أقوالا آخر كثيرة.

(١) قاله غير واحد ، منهم : القاضي النعمان في المناقب والمثالب : ٦٧ .. وغيره ، ولاحظ : منتهى المقال ١١/١ ، ومجمع الرجال ١٨٤/٧ ، وجامع المقال : ١٨٦ .. وغيرها ، وكذا نقد الرجال ٣١٨/٥.

وفي إعلام الورى : ١٧ [٥٢/١ من الطبعة المحقّقة] أنّه : .. بقي مع أبيه سنتين وأربعة أشهر .. ، إلاّ أنّ هناك قولا بأنّ أباه عبد اللّه مات وامّه حبلى ، كما في المصباح المضيء : ٢٤ ، ثمّ قال : وقيل له شهران .. وقيل أيضا : إنّه مات ـ

١٨٤

وماتت امّه آمنة بنت وهب ، وهو ابن أربع سنين (١).

__________________

ـ والنبي (صلّى اللّه عليه وآله)ابن سبعة أشهر ، وقيل : ثمان وعشرون شهرا.

ولاحظ : طبقات ابن سعد ٩٩/١ ، وعيون الأثر ٢٥/١ ، وتاريخ الذهبي : ٤٩ من السيرة.

أقول : هذه أحد الأقوال في المسألة ، والمشهور أنّه صلّى اللّه عليه وآله حمل في بطن امه ، ومقابل القول بالشهرين قول بأنّه مات أبوه بالمدينة ولرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله سبعة أشهر ، وقيل : سنتان وأربعة أشهر ، قاله في جامع الاصول ٢٢١/١٢ ، وفي المحبر : ٩ إنّه : توفّي عبد اللّه أبوه بعدما أتى له ثمانية وعشرون شهرا. وقيل : مات أبوه قبل ولادته ، وقيل : بعده بشهرين ، وقيل : بسبعة أشهر ، وقيل : بسنتين وأربعة أشهر .. قاله الأعرجي في العدّة ٥٣/١.

(١) كما نصّ عليه غير واحد ، كما في المصباح المضي : ٢٤ .. وغيره ، وقيل : وفي سنة ست من مولده(صلّى اللّه عليه وآله) ماتت أمه .. وجاءت أكثر الأقوال في كتاب المنتقى في مولد المصطفى(صلّى اللّه عليه وآله)الباب التاسع فيما كان من سنة خمس وثلاثين إلى سنة أربعين من مولده(صلّى اللّه عليه وآله) ، وكذا في طبقات ابن سعد ١١٦/١ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٢٨٣/١ ، وتاريخ الإسلام ٥٠/١ .. وغيرها.

والغريب ما في المحبر : ٩ من أنّه : توفيت امّه بعدما اتت عليه ثمان سنين.

وحكى بعض الأقوال العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ٤٠١/١٥ ـ ٤١٤ إلاّ أنّ في إعلام الورى : ١٧ [المحقّقة ٥٢/١] ، عن ابن إسحاق أنّ أمه سلام اللّه عليها هلكت بالأبواء ورسول اللّه(صلّى اللّه عليه وآله)ابن ستّ سنين ، واختاره ابن الأثير في جامع الاصول ٢٢٢/١٢ ، وحكى قولا بالسبع ، وآخر بثمان ، ولاحظ ما عن معجم ما استعجم ١٠٢/١ ، والمغانم المطابة : ٥ .. وغيرها.

وراجع : جامع المقال : ١٨٦ ، مجمع الرجال ١٨٣/٧ ، عدّة الرجال ٥٣/١ ، منتهى المقال ١١/١ عن الكافي ٤٣٩/١ .. وغيره.

١٨٥

ومات جدّه عبد المطّلب وله نحو من ثمان سنين (١).

وتزوّج خديجة وهو ابن تسع وعشرين سنة (٢).

__________________

(١) قال أبو جعفر البغدادي في المحبر : ١٠ : .. وتوفّي عبد المطلب وله صلّى اللّه عليه واله وسلّم ثماني سنين وشهران وعشرة أيام .. وبدون الأيام قاله ابن قتيبة في المعارف : ١٥٠ ، وذكر ما هنا في شذرات الذهب ١٣٢/١ ، ثمّ قال : على قول ، ثمّ قال : وشهد بناء قريش الكعبة وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة على قول .. وإليه مال في طبقات ابن سعد ١١٩/١ ، ونهاية الأرب ٨٨/١٦ ، وتاريخ الإسلام : ٥١ ، وسيرة ابن هشام ١٩٥/١ .. وغيرها.

(٢) قاله ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب ١١٩/١ ، وقيل : وهو ابن خمس وعشرين سنة ، كما في إعلام الورى : ١٨ ، [٥٣/١] ، وحكاه في بحار الأنوار ١٠/١٦ ، بإسناده : ..إلى أبي عمرو بن العلاء ، ولاحظ صفحة : ١٢ ، وبقية أحاديث الباب إلى صفحة : ٨١ ، وذهب العامة ـ بل مشهورهم ـ إلى أنّه صلوات اللّه عليه وآله كان ابن خمس وعشرين سنة ، وقال في المحبر : ٩ ـ ١٠ : .. ونكح خديجة وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وهي بنت أربعين سنة .. وعدّ له في هامش تاريخ الإسلام للذهبي (السيرة) : ٦٤ ـ ٦٥ عدّة مصادر فلاحظها ، واختار العكري في شذراته ١٣٤/١ كون زواجه وهو ابن خمس وعشرين ، ثمّ قال : وهي بنت أربعين على الصحيح فيهما ، ورجّح كثيرون أنّها ابنة ثمان وعشرين.

قال ابن قتيبة في المعارف : ١٥٠ : وخرج إلى الشام في تجارة لخديجة وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وتزوجها بعد ذلك بشهرين وأيام.

ثمّ إنّه توفّي عمّه أبو طالب وهو ابن ست وأربعين سنة وثمانية أشهر وأربعة وعشرون يوما ، وتوفيت خديجة بعده بثلاثة أيام. قاله غير ـ

١٨٦

وولد له منها قبل مبعثه : القاسم ، ورقيّة ، وزينب ، وأمّ كلثوم.

وولد له بعد المبعث : إبراهيم ، والطاهر ، وفاطمة عليها السلام (١).

وروي (٢) أنّ من عدا فاطمة ولدوا جميعا قبل البعثة (٣).

وبعث صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في السابع والعشرين من رجب ،

__________________

ـ واحد منهم الطبرسي في إعلام الورى : ٦٣ [٥٣/١ تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام].

(١) وفي مجمع الرجال ١٨٤/٧ ، قال : وولد له بعد المبعث : الطيب ، والطاهر ، وفاطمة(عليها السلام) .. ومثله في منتهى المقال ١١/١ ، وقد أخذه من اصول الكافي ٣٦٤/١.

ولاحظ : عدّة الرجال : ٥٣ ، وجامع المقال : ١٨٦ .. وغيرهما.

(٢) حكاه شيخنا الكليني رحمه اللّه في اصول الكافي ٣٦٤/١ [٤٣٩/١ باب مولد النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم] إلاّ أنّ أبو سعيد الواعظ في كتابه : شرف النبي صلّى اللّه عليه وآله ذهب إلى أنّ جميع أولاد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ولدوا قبل الإسلام إلاّ فاطمة وإبراهيم ، راجع : إعلام الورى ٢٩٠/١.

(٣) فصّل القول به شيخنا العلاّمة المجلسي في بحاره /٢٢ باب ١ في عدد أولاد النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأحوالهم : ١٥١ ـ ١٧٠ ، وكذلك الأعرجي في عدّة الرجال ٥٤/١ ، والحائري في منتهى المقال ١١/١ .. وغيرهم.

ولاحظ : قرب الإسناد : ٦ ـ ٧ ، والتهذيب ٢/٦ باب ٢ ، ومقارب لما في المتن في الخصال ٣٧/٢ ، ومناقب آل أبي طالب ١٤٠/١ ، والمنتقى في مولد المصطفى صلّى اللّه عليه وآله الباب الثامن ، وقد حكاه عنه في بحار الأنوار ١٦٦/٢٢ ـ ١٦٧ حديث ٢٥.

١٨٧

باتّفاق الإماميّة (١). وقد كان عمره الشريف عنده أربعين سنة (٢).

__________________

(١) نصّ عليه جميع الأصحاب ، وتواترت به الروايات.

لاحظ : الكافي ١٤٨/٤ ـ ١٤٩ حديث ١ و ٢ ، ومن لا يحضره الفقيه ٥٤/٢ ـ ٥٥ حديث ٢٤٠ ، والتهذيب ٣٠٤/٤ حديث ٩١٩ ، و ٢/٦ ـ ٣ باب ١ ، فضائل الأشهر الثلاث : ٢٠ حديث ٦ ، مسار الشيعة : ٦٠ .. وغيرها.

وكذلك في نقد الرجال ٣١٨/٥ ، وقال : وبعث يوم السابع والعشرين من رجب وله أربعون سنة ، وكذلك في عدّة الرجال ٥٣/١ ، ومنتهى المقال ١١/١ ، وحاوي الأقوال ٤٦٥/٤ ـ عن تهذيب الأحكام ٦/٢ ـ ، ومجمع الرجال ١٨٣/٧ ، وجامع المقال : ١٨٦ .. وغيرها.

إلاّ أنّ في الإقبال : ٦٦٨ ـ ٦٦٩ (الطبعة الحجرية) ، قال : فصل فيما نذكره من الرواية أن يوم مبعث النبي (صلّى اللّه عليه وآله)كان يوم الخامس والعشرين من رجب ، والتأويل لذلك على وجه الأدب .. ثمّ احتمل أنّه يوم بشارته(صلّى اللّه عليه وآله) من اللّه سبحانه بالبعثة.

(٢) اصول الكافي ٤٣٩/١ باب مولد النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، قال المازندراني في شرح اصول الكافي ١٣١/٧ : واختلف في مبعثه ؛ فقيل : على رأس أربعين ، ونقل عن ابن عباس على رأس ثلاث وأربعين سنة.

وانظر : الدروس ٦/٢ ، مناقب آل أبي طالب ٥١/١ ، وصفحة : ٥٢ و ١٥٠ ، ونقد الرجال ٣١٨/٥ ، وعدّة الأعرجي ٥٣/١ ، ولاحظ : بحار الأنوار ٢٠٤/١٨ .. وما بعدها.

وفي كشف الغمة ١٤/١ : عن ابن خشاب ، قال : .. فكان مقامه بمكة أربعين سنة ، ثمّ نزل عليه الوحي في تمام الأربعين.

ومثله قاله ابن قتيبة في المعارف : ١٥٠ ، وزاد : .. بعد بنيان الكعبة بخمس سنين ، ـ

١٨٨

وقيل : في السابع عشر من شهر رمضان (١).

وقيل : لثمان خلون منه (٢).

وقيل : للثاني عشر من ربيع الأوّل (٣).

ومكث في مكّة بعد البعثة ثلاث عشرة سنة (٤) ، ثمّ هاجر إلى المدينة في

__________________

ـ ثمّ قال : وتوفّي عمّه أبو طالب وهو ابن تسع وأربعين سنة وثمانية أشهر ، وتوفيت خديجة بعد أبي طالب بثلاثة أيام.

(١) كما جاء في طبقات ابن سعد ١٩٤/١ ، حيث قال : يوم الاثنين سابع عشر شهر رمضان .. وحكاه غيره.

(٢) كما ذكره الإربلي في كشف الغمة ١٨/١ .. وغيره.

(٣) قاله أبو الفداء في البداية والنهاية ٦/٣ .. وغيره.

(٤) في إكمال الدين للشيخ الصدوق : ١٩٧ : عن الصادق عليه السلام ، قال : «مكث رسول اللّه(صلّى اللّه عليه وآله)بمكة بعد ما جاءه الوحي عن اللّه تبارك وتعالى ثلاثة عشر [ثلاث عشرة] سنة ، منها ثلاث سنين مختفيا خائفا ..».

ومثله قاله الشيخ في غيبته : ٢١٧ .. وعنه في بحار الأنوار ١١٧/١٨ و ١٨٨ ، وتبعهم الشيخ الطبرسي في إعلام الورى : ١٨ [المحقّقة ٥٣/١] .. وغيرهم.

قال في شذرات الذهب ١٣٣/١ : وبعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله على رأس أربعين ، فأقام بمكة ثلاث عشرة ، وقيل : عشرا ، وقيل : خمس عشرة .. وأقام بالمدينة عشرا بالإجماع.

وفي تاريخ أهل البيت(عليهم السلام) : ٦٨ ، قال : وكان مقامه بمكة أربعين سنة ..!!

وهذا ما لا يتلائم مع جميع التواريخ مع فرض بعثته صلوات اللّه عليه وآله في الأربعين ، وقد قال هو بعد ذلك : ثمّ هبط عليه الوحي في عام الأربعين!

١٨٩

شهر محرّم الحرام (١).

وقيل : في أوّل ليلة من شهر ربيع الأول (٢).

__________________

(١) حكاه في بحار الأنوار ٣٨/١٩ عن جمع منهم ما جاء في كتاب المنتقى في مولد المصطفى صلّى اللّه عليه وآله ، الفصل الثاني .. وغيره ، ونصّ عليه الأعرجي في عدّة الرجال ٥٣/١ ، قال : وهاجر إلى المدينة في العام الرابع عشر.

إلاّ أنّ الشيخ أبا علي الطبرسي في إعلامه : ١٨ [الطبعة المحقّقة ٥٣/١] ذهب إلى أنّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم دخل المدينة يوم الاثنين الحادي عشر من ربيع الأوّل وبقي بها عشر سنين.

أقول : كان دخول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله المدينة يوم الاثنين لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأوّل ، فكان التاريخ من شهر ربيع الأوّل فردّ إلى المحرم ؛ لأنّه أول شهور السنة ، كما قاله ابن قتيبة في المعارف : ١٥١ ، وقال ـ قبل ذلك ـ : وهاجر إلى المدينة وهو ابن ثلاث وخمسين سنة.

(٢) قال الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد : ٥٥٣ (الطبعة الحجرية) : وفي أوّل ليلة من شهر ربيع الأوّل هاجر النبي صلّى اللّه عليه وآله من مكّة إلى المدينة سنة ثلاثة عشرة من مبعثه ، وفيها كان مبيت أمير المؤمنين عليه السلام على فراشه ، وكانت ليلة الخميس ، وفي ليلة الرابع منه كان خروجه من الغار متوجها إلى المدينة.

وحكاه العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ٨٧/١٩ ، ولاحظ صفحة : ١٢١.

وفي إعلام الورى ٥٣/١ [صفحة : ٧٤ من الطبعة الثانية] ، قال : وقدوم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله المدينة في شهر ربيع الأوّل لاثنتي عشرة ليلة خلت منه يوم الاثنين ، وإليه مال ابن شهر آشوب المازندراني في المناقب ١٥١/١ ، والشيخ المفيد رحمه اللّه في مسار الشيعة : ٦٣ و ٦٥ ، وكذا حكاه في بحار الأنوار ١٢١/١٩ .. وما بعدها عن ـ

١٩٠

ومات مسموما يوم الاثنين (١) الثامن والعشرين من شهر صفر ،

__________________

ـ المناقب وغيره ، ولاحظ : تاريخ الطبري ١١٠/٢ .. وغيره.

قال الحاكم النيسابوري في معرفة علوم الحديث : ٢٠٢ : قد اختلفت الروايات في سنّ سيدنا المصطفى صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ولم يختلفوا أنّه ولد عام الفيل ، وأنّه بعث وهو ابن أربعين سنة ، وأنّه أقام بالمدينة عشرا ، وإنّما اختلفوا في مقامه بمكة بعد المبعث ، فقالوا : عشرا ، وقالوا : اثني عشرة ، وقالوا : ثلاث عشرة ، وقالوا : خمس عشرة .. فهذه نكتة الخلاف في سنه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.

وقال ابن عماد في شذرات الذهب ٩/١ : قدم النبي صلّى اللّه عليه وآله المدينة ضحى يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأوّل ..إلى آخره. وقيل يوم الجمعة قريبا من نصف النهار لاثنى عشرة ليلة خلت من ربيع الأوّل سنة ثلاث وتسعمائة للإسكندر ، وقاله ابن الأثير في جامع الاصول ٢٣٧/١٢ ، ثمّ قال : وكانت العقبة قبل الهجرة لشهرين وليال.

وقيل : قدم المدينة لهلال ربيع الأوّل ، وقيل لثمان خلون منه.

(١) نصّ على ذلك الطبرسي في إعلام الورى ٥٣/١ ، وكذلك الشيخ أبي علي في منتهى المقال ١١/١ ، والسيّد الأعرجي في عدّة الرجال ٥٤/١ ، والمولى التفرشي في نقد الرجال ٣١٨/٥ ، والقهپائي في مجمع الرجال ١٨٣/٧ ، والطريحي في جامع المقال : ١٨٦ ، والجزائري في حاوي الأقوال ٤٦٥/٤ .. وغيرهم في غيرها.

قال الغزالي في إحياء علوم الدين ٤٧٣/٤ : مات رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بين ارتفاع الضحى وانتصاف النهار يوم الاثنين .. حكي ذلك عن فاطمة سلام اللّه عليها وعن أم كلثوم ، ونقل الطبري في تاريخه ١٩٩/٣ ـ ٢٠٣ جملة من الأقوال ، ثمّ قال : أما اليوم الذي مات فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فلا خلاف بين أهل العلم بالأخبار فيه أنّه كان يوم الاثنين من شهر ربيع الأوّل .. غير أنّ المختلف ـ

١٩١

سنة [إحدى] عشرة من الهجرة ، على ما ذهب إليه أكثر الإماميّة (١).

__________________

فيه في أي الأثانين! ..

وقد روى الشيخ الطوسي في أماليه ٢٧٢/١ ـ في المجلس العاشر ، بسنده ـ : قال : توفّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في شهر ربيع الأوّل في اثنتي عشرة مضت من شهر ربيع الأوّل يوم الاثنين ودفن ليلة الأربعاء.

وفي مصباح الكفعمي : ١٨٤ : عن الشيخ المفيد أنّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم توفّي يوم الاثنين.

هذا ؛ وقد قيل : ولد صلوات اللّه عليه يوم الاثنين ، ونبيّ يوم الاثنين. وخرج من مكّة مهاجرا يوم الاثنين ، وقدم المدينة يوم الاثنين ، وفتح مكّة يوم الاثنين ، ونزلت سورة المائدة يوم الاثنين ، وقبض صلوات اللّه عليه وآله ضحى يوم الاثنين في مثل الوقت الذي دخل فيه المدينة ، كذا جاء عن ابن عباس وغيره ، وحكاه المقدسي في التبيين : ٦٧ ، وجاء في السيرة النبوية ١٠٥٦/٤ ، والطبقات ٤٨/٢ ، والمعارف لابن قتيبة : ١٦٦ حكاية ، وجامع الاصول ٢٨٠/١٢ ، وقاله في المعرفة والتاريخ ٢٥١/٣ ، وأورده أحمد في مسنده ٢٧٧/١ .. وغيره في غيره.

(١) وجمع من العامة كما في المحبر : ١٢ ، والمعرفة والتاريخ للفسوي ٢٨٩/٣ ، وفصّل ابن الأثير في جامع الاصول ٢٨٠/١٢ ـ ٢٨١ في مرضه ووفاته ومدة عمره.

أقول : مشهور كتب العامة ـ الحديثية ، والتاريخية ، والرجالية ـ هو القول المتفق عليه عندنا ، كما في صحيح البخاري ١٤٤/٥ في المغازي ، وفي المناقب منه ١٦٣/٤ ، وصحيح مسلم في الفضائل حديث ٢٣٤٨ .. وموارد أخرى فيه ، وفي الترمذي باب المناقب ، حديث ٣٧٠٠ .. وغيرهم ، وقد نقلوا هؤلاء ـ كما في صحيح البخاري ١٦٤/٤ ، وصحيح مسلم في الفضائل حديث ٢٣٤٧ .. وغيرهما ، ولا غرض لنا بهما ـ

١٩٢

وكان عمره الشريف ثلاث وستون سنة (١).

__________________

القول بأنّه توفّي على رأس ستين سنة ، وعن صحيح مسلم في الفضائل(حديث ٢٣٥٢ أنّه صلوات اللّه عليه [وآله])توفّي وهو ابن خمس وستين .. وهناك أقوال شاذة أخرى منهم ليست بغريبة عنهم ، ولنختم بتوجيه الذهبي في تاريخه : ٥٧٢ من السيرة ، قال : قوله في الأوّل : على رأس ستين سنة على سبيل حذف الكسور القليلة لا على سبيل التحرير ..!؟

انظر : إعلام الورى : ١٨ ، الدروس ٦/٢ ، كشف الغمة ١٨/١ ، وفيه : وقبض صلّى اللّه عليه وآله في شهر ربيع الأوّل يوم الاثنين لليلتين خلتا منه.

ولاحظ : بحار الأنوار ٥٠٣/٢٢ ـ ٥٤٩ باب ٢ في وفاته وغسله والصلاة عليه ودفنه صلوات اللّه عليه وآله ، جامع المقال : ١٨٦ ، منتهى المقال ١١/١ (الطبعة المحقّقة) .. وغيرها.

ونصّ في مسار الشيعة للشيخ المفيد : ٤٦ على ذلك ، وقال : ولليلتين بقيتا منه [أي شهر صفر] سنة إحدى عشرة من الهجرة كانت وفاة سيدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.

وبه قال ابن أبي الثلج في تاريخ الأئمة : ٤ ، وكتاب الأنساب من المقنعة : ٧١ ، وتهذيب الشيخ الطوسي ٦/٢ ، ونقد الرجال ٣١٨/٥ (من الخاتمة) .. وغيرهم.

(١) انظر : الاختصاص : ١٣٠ ، قصص الأنبياء عنه ، بحار الأنوار ٥١٤/٢٢ ، تاريخ أهل البيت(عليهم السلام) : ٦٨ ، كشف الغمة ١٨/١ ، مصباح المتهجد للشيخ : ٥٥٣ (الحجرية) ، نقد الرجال ٣١٨/٥ ، مسار الشيعة : ٦٣ ، عدّة الرجال ٥٤/١ ، وقاله ابن الأثير في جامع الاصول ٢٨١/١٢ ، ثمّ قال : وقيل : خمس وستون سنة ، وقيل : ستون سنة ، ثمّ قال : والأوّل أكثر وأصح .. وبذا صرّح المقدسي في التبيين في أنساب القرشيين : ٦٧ ، والسيرة النبوية ١٠٥٦/٤ ، وطبقات ابن سعد ٤٨/٢ ، وشذرات الذهب ١٣٣/١ ، وقال : على الصحيح.

١٩٣

وذهب جمهور العامّة إلى أنّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم توفّي في ثاني عشر ربيع الأوّل ، وهو المشهور بينهم پ (١) ، واختاره من أصحابنا ـ تقيّة أو اختيارا ـ الكليني رحمه اللّه في الكافي (٢) ، وابن شهر آشوب في مناقبه (٣) .. ولهم في ذلك أقوال اخر :

__________________

(١) له مصادر جمّة ، منها : تهذيب الأسماء واللغات ٢٣/١ .. وقد سلف بعضها ، وسيأتي باقيها.

قال ابن الأثير في جامع الاصول ٢٨٠/١٢ : مات يوم الاثنين ضحى ، في ربيع الأوّل سنة إحدى عشرة من الهجرة .. قيل : كان مستهلّه ، وقيل : لليلتين خلتا منه ، وقيل : لاثني عشرة خلت منه وهو الأكثر ..

إلاّ أنّ ابن عماد الحنبلي في شذرات الذهب ١٤/١ ، قال : وما قيل إنّه توفّي في الثاني عشر ـ أي ربيع الأوّل ـ فيه إشكال ؛ لأنّه صلّى اللّه عليه وآله كانت وقفته في الجمعة في السنة العاشرة إجماعا ، ولا يتصور ـ مع ذلك ـ وقوع الاثنين ثاني عشر شهر ربيع الأوّل من السنة التي بعدها ، ثمّ قال : فتأمل.

وقد نقل جملة من الأقوال في مقدار سنّه صلّى اللّه عليه وآله الطبري في تاريخه ٢١٥/٣ ـ ٢١٦.

ولاحظ : أنساب الأشراف للبلاذري ٥٦٩/١ ، وطبقات ابن سعد ٢٧٢/٢ ، وفتح الباري ١٤٤/٨ ، وتاريخ الذهبي (السيرة) : ٥٦٨ .. وما بعدها ، وهناك أقوال شاذة ، فلاحظها.

(٢) اصول الكافي ٢٩٦/١ [٤٣٩/١] باب مولد النبي صلّى اللّه عليه وآله.

(٣) في المناقب ١٥٢/١ [١٧٦/١] فصل في أحواله وتواريخه عليه السلام ، قال : فلّما دخل سنة إحدى عشرة أقام بالمدينة المحرم ، مرض أياما وتوفّي في الثاني من صفر ـ

١٩٤

فالخوارزمي ؛ على أنّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم توفّي في أوّل ربيع الأوّل (١).

والثعلبي والقاضي أبي بكر ؛ على أنّه في ثاني ربيع الأوّل (٢) .. وحكاه الطبري (٣) ، عن ابن الكلبي ، وأبي مخنف (٤).

__________________

ـ يوم الاثنين ، ويقال : يوم الجمعة ، لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول ، وكان بين قدومه المدينة ووفاته عشر سنين ، وقبض قبل أن تغيب الشمس وهو ابن ثلاث وستين سنة.

(١) كما قاله ابن كثير في البداية والنهاية ٢٥٥/٥ ، وجاء في فتح الباري ١٤٤/٨ ، وصفحة : ١٤٦ ، وأنساب الأشراف للبلاذري ٥٦٩/١ .. وغيرها.

(٢) كما جاء في طبقات ابن سعد ٢٧٢/٢ ، وحكاه عن غير واحد الذهبي في تاريخه(السيرة) : ٥٦٨ ، وفي تاريخ اليعقوبي ١١٣/٢ أنّ وفاته صلّى اللّه عليه وآله هي : الاثنين خلتا من ربيع الأوّل سنة ١١ وله ٦٣ سنة ، وكذلك في تاريخ أهل البيت عليهم السلام : ٦٨ ، ومثله قاله أبو جعفر البغدادي في المحبر : ١٢ ، حيث ذهب إلى أنّه صلّى اللّه عليه وآله قبض يوم الاثنين لليلتين خلتا من شهر ربيع الأوّل ، وهو ابن ثلاث وستين سنة.

(٣) جاءت نسخة بدل في مرآة الكمال ٢٦٤/٣ : الطبرسي : وهو سهو ، لاحظ : تاريخ الطبري ٢٠٠/٣.

(٤) وبه صرّح في تاريخ أهل البيت عليهم السلام : ٦٨ ، وكأنّ هذا مختار ابن الخشّاب في تاريخه : ١٦١ ـ ١٦٢ ، وقد نقله عنه الإربلي في كشف الغمة ١٤/١ ، وعليه ثبت الخضيبي في الهداية : ٣٨ ، والنووي في تهذيب الأسماء واللغات ٢٣/١ .. وغيرهم في غيرها.

١٩٥

وقيل : لثماني عشر ليلة منه (١).

وقيل : لعشر خلون منه (١).

وقيل : لثمان بقين منه (٣).

وقيل : لثمان خلون منه (٤).

وقيل : في الثالث عشر منه (٥).

وقيل : في الرابع عشر منه (٦).

وقيل : في الخامس عشر منه (٧).

__________________

(١) كما في الاستيعاب ١٣/١ .. وغيره.

(٢) قاله النووي في تهذيب الأسماء واللغات ٢٣/١ .. وغيره.

(٣) نفس المصدر السابق.

(٤) قاله المسعودي في مروج الذهب ٢٧٤/٢ عند تحديد المولد.

قال المصنف طاب ثراه في مرآة الكمال ٢٦٣/٣ : .. وذهب شاذ منهم إلى أنّها كانت في الثامن من شهر رمضان .. وهو ما جاء في الروض الأنف ١٥٩/٢.

(٥) كما في كشف الغمة ٢٧/١.

(٦) نفس المصدر السالف.

(٧) ونقل الأقوال هذه ـ كلا أو بعضا ـ جمع ـ إما تصريحا أو قيلا تضعيفا ـ كالطريحي في جامع المقال : ١٨٦ ـ ١٨٧ ، والإربلي في كشف الغمة ٢٧/١ .. وغيرهما.

أقول : إلى هنا بألفاظ مقاربه في مرآة الكمال ٢٦٣/٣ ـ ٢٦٥.

هذا ؛ وإنّ من المتعارف هنا التعرّض إلى ذكر زوجاته صلّى اللّه عليه وآله وسراريه وأولاده وذراريه ـ كما في غالب المصادر السالفة والآتية ـ منها قول السيوطي في ـ

١٩٦

تكملة (١)

[في الجمع بين الأخبار الواردة في حمل امه صلّى اللّه عليه واله وولادته صلّى اللّه عليه واله] روى في الكافي (٢) أنّ امّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قد حملت به في أيّام التشريق ، وأنّ ولادته صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في ربيع الأوّل ، وعليه فقد أورد جملة (٣) هنا إشكالا (٤) ، وهو أنّ أقلّ مدّة الحمل ستّة أشهر وأكثره تسعة. ولا يزيد على سنة عند علمائنا ، وليس للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم

__________________

ـ الكنز المدفون والفلك المشحون : ٥ ـ ٨ ، حيث قال : قال ابن الكلبي : إنّ النبي صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم تزوج خمس عشرة امرأة ، ودخل بثلاث عشرة ، وجمع بين إحدى عشرة ، وتوفّى عن تسع .. ثمّ عدّدهن وأولادهن .. وهذا مشهور الأقوال فيه.

(١) سيرجع إلى تكرار الإشكال قريبا تحت عنوان(إشكال مشهور) ، فلاحظ.

(٢) اصول الكافي ٤٣٩/١ [٣٦٤/١].

(٣) كذا ، ولعلّه : جمع.

(٤) وقد تعرّض للإشكال وجوابه جملة من أصحابنا ؛ منهم : المولى الصالح المازندراني في شرحه على اصول الكافي ١٣١/٧ ، وحكاه عنه الكاظمي في تكملة الرجال ٧٥٦/٢ ـ ٧٥٧.

قال في الدروس ٥/٢ ـ ٦ [الطبعة الحجرية : ١٥١] : .. وليس فيه إشكال إلاّ أنّه قال : ولد بمكة في شعب أبي طالب يوم الجمعة بعد طلوع الفجر سابع عشر شهر ربيع الأوّل ، وكان حمل امه آمنة .. به أيام التشريق في منزل أبيه ..

ولاحظ : بحار الأنوار ٢٥٢/١٥ ـ ٢٥٤ ، ومنتهى المقال ١٢/١ ، وعدّة الرجال ٥٢/١ ، ومجمع الرجال ١٨٣/٧ .. وغيرها.

١٩٧

خصوصيّة في الزيادة على ذلك أو النقصان عنه (١) ، فمقتضى أنّ امّه حملت به في أيّام التشريق ، ووضعته في ربيع الأوّل أن يكون زمان لبثه في بطن امّه إمّا ثلاثة أشهر ، أو سنة وثلاثة أشهر.

وأجود الأجوبة عن هذا الإشكال أنّ المراد بأيّام التشريق غير الأيام المعروفة (٢) ، بل كانت عند العرب في كلّ سنتين يحجّون في شهر. وسمّي ذلك :

__________________

(١) بل لو كان من خصائصه صلوات اللّه عليه وآله لكان معجزة تذكر له ، ولردّ العامة علينا بها ؛ إذ يمكن عندهم أن يزيد الحمل على سنة تصحيحا لولادة أئمّتهم الأربعة!بل قام الإجماع على بطلانه وصريح الكتاب عليه ، واستدل أمير المؤمنين عليه السلام بكون أقل الحمل ستة أشهر في مقام النقض على عثمان بن عفان بقوله عزّ من قائل : (وَحَمْلُهُ وَفِصٰالُهُ ثَلاٰثُونَ شَهْراً) [سورة الأحقاف (٤٦) : ١٥] مع قوله تعالى : (وَفِصٰالُهُ فِي عٰامَيْنِ) [سورة لقمان(٣١) : ١٤].

وقد ذهب إلى إمكان أن يكون من خصائصه(صلّى اللّه عليه وآله)الشيخ عبد النبي الجزائري في كتابه الحاوي ٤٦٧/٤ ، حيث قال : وجاز أن يكون ذلك من خصائصه ولم ينقل ، لعدم شهرته ووضوح كونه صفة كمال زائدة على المعتاد تتوفّر الدواعي على نقلها مع جوازه في فرد عند المخالفين ..

(٢) وذلك ؛ لأنّ هذه التسمية على هذا المسمّى حدثت بعد الإسلام ، إذ كانت العرب تجتمع أيام كانت تجتمع فيها بمنى ، وتسمّيها : أيام التشريق غير هذه الأيام.

وقيل : إنّهم إذا فاتهم ذو الحجة عوّضوا بدله شهرا وسمّوا الثلاثة أيام بعد عاشره : أيام التشريق ، وهو النسيء المنهي عنه.

يؤيد ذلك ما ذكره ابن طاوس في إقباله : ٦٢٣ (الطبعة الحجرية ، سطر ١٧) : أنّ حمل الرسول كان في جمادى الآخرة ليلة التاسع عشر منه ، وأنّه كان أحد أيام التشريق ـ

١٩٨

نسيئا (١) ؛ كأنّ الشهر الذي حجّ فيه العام السابق قد نسي ، وهو المراد

__________________

في الجاهلية.

وأما الشيخ الصدوق رحمه اللّه ؛ فقال في كتاب النبوة أنّه كان في الليلة الثانية عشر من جمادى الآخرة.

(١) قال السيوطي في كتابه : الوسائل إلى معرفة الأوائل : ١٥٦ : أوّل من نسأ النسيء : حذيفة بن عبد فقيم [كذا] ، وروى أبو بكر الجراعي الحنبلي في كتابه : الأوائل : ١١٩ عن أبي علي القالي أنّه ذكر في الأمالي [٤/١] إنّ الذي نسأ الشهور : نعيم بن ثعلبة.

وقال أبو هلال العسكري في أوائله : ٣٥ ـ ٣٦ [طبعة دار الكتب العربية ـ بيروت] : أول من نسأ النسيء القلمس : وهو حذيفة بن عبد بن فقيم .. وتوارثه بنوه ، فكان آخرهم الذي أدرك الإسلام أبو ثمامة ..إلى أن قال : كانت العرب إذا فرغوا من حجهم اجتمعوا بمنى إليه ـ يعني القلمس ـ فأحّل لهم من الشهور ما أحلّ وحرم ما حرم ، فأحلوا ما أحل وحرموا ما حرم ، وكان إذا حرم أربعة الأشهر ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب الذي حرم اللّه حرموها ، فإذا أراد أن يحلّ منها شيئا أحلّ المحرم فأحلّوه وحرم فكأنّه صفرا فحرموه لتواطي عدّة الأربعة الأشهر ..

وذكر أبو عبد اللّه محمّد بن أبي طالب الأنصاري (شيخ الربوة) في كتابه : نخبة الدهر في عجائب البرّ والبحر : ٣٧٧ ما نصه : أوّل من نشأ الشهور هو : عمرو خزاعة ، وبحر البحيرة ، وسيب السائبة .. ومعنى النسيء : التأخير ؛ كانوا يؤخّرون رجب إلى شعبان ، والمحرم إلى صفر ؛ فإذا قاتلوا في شهر حرام حرّموا مكانه شهرا آخرا من شهور المحلّ .. ثمّ قال : ومن النسيء ـ أيضا ـ تأخير الحج عن وقته في كل سنة أحد عشر يوما حتّى ـ

١٩٩

بقول (١) : (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيٰادَةٌ فِي الْكُفْرِ) (٢).

__________________

ـ يدور الدور بعد ثلاث وثلاثين سنة ويعود إلى وقته ولا يتغير لهم الفصول والأهلة بذلك ، وهو الذي أخبر النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في حجّة الوداع التي حجّها بقوله : «ولا يتغيّر لهم النسيء استدار الزمان كهيئة خلق اللّه السماوات والأرض ..».

(١) كذا ، والظاهر : بقوله تعالى.

(٢) سورة التوبة : (٩) : ٣٧ وفيه : (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيٰادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عٰاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عٰاماً).

وعلى هذا تكون مدة الحمل عشرة أشهر بلا زيادة ونقصان.

قال أبو عبيد في غريب الحديث ١٥٧/٢ ـ ١٥٨ ذيل حديث : «إنّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق اللّه السماوات والأرض ..» : ..إنّ بدء ذلك ـ واللّه أعلم ـ إنّ العرب كانت تحرّم هذه الأشهر الأربعة .. فربّما احتاجوا إلى تحليل المحرم لحرب تكون بينهم فيكرهون أن يستحلّوه ويكرهون تأخير حربهم ، فيؤخّرون تحريم المحرم إلى صفر فيحرمونه ويستحلون المحرم ، وهذا هو النسيء .. والنسيء هو التأخير.

وقال الزمخشري في الفائق ٤٤١/١ ـ ٤٤٢ ـ ذيل الحديث السالف ، دفعا للنسيء ـ : .. والمعنى أنّ أهل الجاهلية كانوا يقاتلون في المحرم وينسئون تحريمه إلى صفر ، فإذا دخل صفر نسئوه أيضا .. وهكذا إلى ان تمضي السنة ، فلّما جاء الإسلام رجع الأمر إلى نصابه ، ودارت السنة بالهيئة الاولى ..

وقال الزمخشري في الكشاف ١٨٩/٢ : النسيء تأخير حرمة شهر إلى شهر آخر .. وله كلام مفصل فراجعه ، وحكاه الجزائري في هامش الحاوي ٤٦٧/٤ ، فلاحظ ، وانظر : المحبر لأبي جعفر البغدادي : ١٥٦ ـ ١٥٧ في بحث النسأة في الشهور .. وغيره. ـ

٢٠٠