تنقيح المقال - ج ١

الشيخ عبد الله المامقاني

تنقيح المقال - ج ١

المؤلف:

الشيخ عبد الله المامقاني


المحقق: الشيخ محمّد رضا المامقاني
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-319-382-9
ISBN الدورة:
978-964-319-380-5

الصفحات: ٥٢٨

__________________

وأما المتوسطين ؛ فيمكن أن يكون مدار توثيقاتهم على العلم فيما لو لم يعلم كونه مبنيا على توثيق بعض القدماء ، ويمكن أن يكون المدار على توثيقات القدماء ، أو الاستنباط من القرائن الخارجة ، أو على الشياع الموجب للظنّ .. هذا فيما لو لم يكن توثيق من عاصرهم أو قارب عصرهم ، أو بعد عن عصرهم ، لكن كان في غاية الاشتهار .. إذ كل هذا نوع من العلم ظاهرا ، أو الظنّ الموجب للاطمئنان ، ومثله الحال في المتأخرين .. وعلى منوال التوثيق حال الجرح.

بل يمكن دعوى أنّ الظاهر من سيرة الرجاليين هو بناء مزكي الرواة للطبقة اللاحقة في التزكية على الركون والسكون إلى أقوال من سلف .. من دون علم ولا ظن بظن العشرة ولو بحسب حسن الظاهر.

ثم لا بدّ من معرفة المقصود بالتزكية والتوثيق ما هو؟هل هو التعديل بالعدالة بالملكة ، فالعلم بالعدالة في كمال الإشكال .. وكذا إذا اريد من العدالة المعنى اللغوي بها.

وعليه ؛ فيمكن أن يكون مبنيا على العلم ، ويمكن أن يكون مبنيا على توثيقات القدماء ، أو الاستنباط ، أو الاشياع الموجب للظنّ .. ففيه وجهان ؛ البناء على العلم ، والبناء على الظنّ ..إلى آخر ما سلف.

ومثله الحال ـ بلا اختلاف ـ حال الجرح ؛ إذ الظاهر من قدحهم العلم بالحال وأن بعد زمانا عن الجارح ، وكلّما ازداد وأكد ازداد الظهور المذكور وعلم ـ كما أن نقل التوثيق والمدح ، وكذا الجرح والقدح يغايرهما.

ويرشد إلى أن مدار التوثيقات على الظنّ هو ما ذكره السيد في عدته [عدة الرجال ١٧٤/١] من أنّ الذي استقامت عليه طريقة أصحابنا من قديم الدهر ـ كما يظهر من كتب الرجال ـ هو الاكتفاء في الجرح والتزكية بالواحد ، خصوصا إذا كان من الأجلاّء.

١٦١

__________________

وقد حكي عن بعض الأواخر [كما في الفوائد الرجالية ٣١٨/١ و ٤٦١] : أنّ الذي يستفاد من كلام النجاشي والشيخ وابن طاوس .. وغيرهم أن اعتمادهم في الجرح والتعديل على الظنّ ، كما يظهر لمن تصفح كتبهم ، وفي المسألة كلام مفصل لا يمكن الإحاطة به هنا.

١٦٢

المقام الرابع

في فوائد متفرّقة (١)

يلزم تحريرها قبل الأخذ في أحوال الرجال

__________________

(١) أقول : سيتعرض المصنف قدّس سرّه في آخر الجزء الثالث من التنقيح ٨٣/٣ [من الطبعة الحجرية] إلى خاتمة في فوائد متفرقة عبّر عنها بأنها : خاصة ، ولعلّها مقابل هذه التي تعدّ عامة ، فلاحظ.

١٦٣

[الفائدة] الاولى

بيان كيفيّة الرجوع إلى كتب الرجال

لإخراج أسامي رجال السند ، وتحصيل أحوالهم

وذلك أنّ أكثر كتب هذا العلم مبوّبة على فصول :

الأوّل : في الأسامي (١).

والثاني : الكنى.

والثالث : في الألقاب.

والوجه في ثبتهم كلاّ من الأخيرين في فصل مستقلّ لأجل أن لا يفوت من لا اسم له وإنّما يعرف بالكنية خاصّة ، أو باللقب خاصّة ، أو شاع التعبير عنه

__________________

(١) الأسماء ترد على مسمّياتها على أقسام ، فهي تارة مفردة ، واخرى مركبة ، أو منقولة أو مرتجلة .. ولا تعدو جميعها أن تكون إمّا أعلاما وضعت بإزاء مسمّاها لا لمعنى اقتضاها ، وإمّا صفات لمعان في المسمّى اقتضاها ، والأخير ما نعتقده من أنّها منزّلة من السماء .. ولي رسالة في هذا الباب أجملتها في مقدمة بحث الإشارات ـ القسم الثاني من معجم الرموز ـ ثمّ أفردتها بالتأليف مع إضافات كثيرة ـ ولا زالت لم تطبع ـ وجعلتها مقدمة لكتابنا : الإشارات السندية.

١٦٤

في الأسناد بالكنية أو اللّقب ، وإلاّ فهم يذكرون الألقاب والكنّى لمن لهم أسماء في ذيل أسمائهم .. بل قلّ أن لا يذكروا لقب من له لقب ، وكنية من له كنية عقيب اسمه ، إلاّ أنّهم لو لم يعدّوا للكنى والألقاب فصلا يذكر فيه اسم من اشتهر بكنيته أو لقبه ، وأحوال من لا اسم له أصلا لفات الطالب حال جملة من الرواة ، أو لزمه تحمّل المشقّة ؛ ضرورة أنّه قد لا يعبّر في السند إلاّ بالكنية وحدها ؛ ك‌ : ابن أبي عمير ، وابن بكير ، أو اللّقب وحده ؛ ك‌ : البزنطي والسكوني مثلا ، ولولا أنّ للكنى والألقاب بابين مستقلّين يذكر الاسم عقيبهما للزم المراجع أن يستقصي ـ من باب الألف إلى باب الياء ـ الأسماء ، حتّى يقف على اسم صاحب الكنية أو اللّقب ويراجع حاله ، وذلك عسر وحرج شديد لا يمكن تحمّله. فلذا التزموا بوضع فصلين في الألقاب والكنّى على سبيل الاستقصاء ، مع ذكر اسم كلّ خلفه (١).

__________________

(١) قال الصلاح الصفدي في أول تاريخه الوافي بالوفيات ٣٣/١ ـ ٣٤ ، وحكاه عنه السيوطي في كتاب نظم العقيان في أعيان الأعيان : ١٠ ، ولم نعتمد على نقله لما فيه من سقط وتحريف!بل وحتى تشويش.

.. ثمّ إنّه يبدأ في التراجم باللقب ، ثمّ بالكنية ، ثمّ بالاسم ، ثمّ بالنسبة إلى البلد ، ثمّ إلى الأصل ، ثمّ إلى المذهب في الفروع ، ثمّ إلى المذهب في الاعتقاد ، ثمّ إلى العلم أو الصناعة أو الخلافة أو السلطنة أو الوزارة أو القضاء أو الإمرة أو المشيخة أو الحج أو الحرفة .. كلّها مقدم على الجميع.

ثمّ قال : فيقال في الخلافة : أمير المؤمنين الناصر لدين اللّه أبو العباس السامري

١٦٥

ثمّ إنّهم رتّبوا في كلّ من الفصول الثلاثة أبوابا على عدد الحروف الهجائيّة ، وحال ترتيبها نظير ما عليه كتب اللّغة ، ويذكرون في كلّ باب لجميع من صدّر اسمه أو كنيته أو لقبه بحرف ذلك الباب ، مراعيا ترتيب الحروف الهجائيّة في الحرف الأوّل ، ثمّ في الثاني ، ثمّ في الثالث والرابع من حروفه .. وهكذا (١) ، فيقدّمون(آدم)على(أبان) ، لتقدّم الألف ـ الذي ثاني حرفه ـ على

__________________

[إن كان ولد بسر من رأى] البغدادي [يقال : البغدادي فرقا بينه وبين الناصر الأموي صاحب الأندلس] الهاشمي القرشي العباسي الشافعي الأشعري [إن كان شافعي المذهب في الفروع ويميل إلى الاعتقاد بأبي الحسن الأشعري].

وتقول في السلطنة ...

وتقول في الوزراء ...

وتقول في القضاء ...

وهكذا دواليك في بقية العناوين.

ثمّ قال : ويقال في أشياخ العلم : العلاّمة ، أو الحافظ ، أو المسند ـ فيمن عمّر وأكثر الرواية ـ أو الإمام ، أو الشيخ ، أو الفقيه .. وتورد الباقي إلى أنّ تختم الجميع بالأصولي أو المنطقي أو النحوي .. ثمّ ذكر أصحاب الحرف والصنائع ..

وجاء في آخره [الوافي بالوفيات ٣٥/١] : هذا الذي ذكرته ههنا هو القاعدة المعروفة والجادة المسلوكة المألوفة عند أهل العلم ..إلى آخره.

(١) قال الصفدي في الوافي بالوفيات ٤٢/١ ـ ٤٣ ـ ذيل الفصل السابع بعد أن ذكر ترتيب مصنفات الرجال والتراجم والتاريخ ، ما نصّه ـ : .. وأحسن ترتيب في الحروف ما رتب على حروف أهل المشرق ، وهي ألف ، باء ، تاء ، ثاء ، جيم ، حاء ، خاء .. ثم تسرد متماثلين متماثلين إلى : كاف ، لام ، ميم ، نون ، هاء ، واو ، لام ألف ، ياء. وبعضهم قدم

١٦٦

الباء ـ الذي هو ثاني حروف أبان ـ وهكذا يقدّمون(أبان)على(أحمد) ، لتقدّم حرفه الثاني على ثاني حروف(أحمد) ، ويقدّمون(أبان)على(إبراهيم) لأنّهما وإن تساويا في الحرفين الأوّلين ، إلاّ أنّ الحرف الثالث من (أبان) ـ وهو الألف ـ مقدّم على الراء ـ الذي هو ثالث حروف(إبراهيم) ـ.

وأيضا يقدّمون المكبّر على المصغّر ك‌ : الحسن والحسين ، وعمر وعمير ، بل كلّ ما فيه حرف زائد يؤخّر عمّا خلا من ذلك الحرف ، فيقدّم (حارث)على(حارثة) ، و (عمّار)على(عمارة) ، و (سلام)على(سلامة) ، و (عبيد)على(عبيدة) .. وهكذا مراعيا في ذلك وجها اعتباريّا ، هو أنّ الزيادة فرع ما زيد عليه فحقّه التأخير .. وهو منقوض بتقديمهم كلّ ما زيادته الألف

__________________

(١) الواو على الهاء ـ ومنهم الجوهري في صحاحه ـ.

ثمّ قال : فأما حروف المغاربه ؛ فإنّهم وافقوا المشارقة من أوّلها إلى الزاي ، ثم قالوا : طاء ، ظاء ، كاف ، لام ، ميم ، نون ، صاد ، ضاد ، عين ، غين ، فاء ، قاف ، سين ، شين ، هاء ، واو ، ياء ..

ثم قال : وترتيب المشارقة أحسن وأنسب ؛ لأنّهم أثبتوا الألف أوّلا وأتوا بالباء والتاء والثاء ثلاثة ، وبعدها جيم حاء خاء ثلاثة متشابهة في الصور أيضا ، ثم إنّهم سردوا كل اثنين اثنين متشابهين إلى القاف ، وأتوا بعد ذلك بما لم يتشابه .. فكان ذلك أنسب.

ثم قال : وبعضهم رتّب ذلك على حروف أبجد وليس بحسن. وبعضهم رتب ذلك على خارج الحروف .. والتحقيق أن تقول : همزة ، ألف ، باء ، تاء ، ثاء .. فإنّ الهمزة غير الألف.

١٦٧

على الخالي منه ، كتقديم(زياد)على(زيد) ، و (سلام)على(سلم) ، و (الحارث)على(الحرث (١)) ، و (عامر)على(عمرو)و (عمر) .. وغير ذلك.

ثمّ إنّ هذا إذا اختلفت الأسماء المصدّرة بحرف الباب ـ ولو في حرف واحد ، ولو اتّفقت في الجميع ـ راعوا الترتيب المذكور في أسماء الآباء ، فيقدّمون(آدم بن إسحاق)على(آدم بن عبد اللّه) ، ـ لتقدّم أوّل حرف من إسحاق ـ على أوّل حرف من عبد اللّه ، وإن تأخّر ثاني إسحاق على ثاني عبد اللّه .. وهكذا في (آدم بن عبد اللّه) ، و (آدم بن المتوكّل) ..

ومع توافق أسماء آباء الجميع يراعى ما ذكر في ثانيها ، ومع الاتّفاق فيه ففي ثالثها .. وهكذا.

ولو تساوت أسماء الآباء أيضا في الحروف ؛ روعي ما ذكر في أسماء الأجداد. فيقدّم(أحمد بن محمّد بن أحمد) ، على(أحمد بن محمّد بن إسحاق) ـ لتقدّم الحاء على السين ـ وهو على(أحمد بن محمّد بن جعفر) ـ لتقدّم الألف على الجيم ـ وهو على(أحمد بن محمّد بن الحسن) ـ لتقدّم الجيم على الحاء .. ـ وهكذا يتصاعد إلى أسامي آباء الأجداد على النحو المزبور (٢).

__________________

(١) سيأتي من المصنف طاب ثراه في حاشيته على التنقيح أنّ دخول الألف واللام على الحرث يكون بمعنى الحارث حتما.

وعليه ؛ فالأولى أن يقال : على حرث.

(٢) لذا كان الاشتراك في أسماء الأجداد أيضا.

١٦٨

ولو كان الاشتراك في الجميع ، أو لم يكن أسامي أجداد الجميع ، أو البعض مذكورة ، روعي الترتيب المذكور في الألقاب والكنى ، سواء كان في مقابل الكنية أو اللّقب في أحدهما في الآخر ، كما في (أحمد بن علي العلوي) حيث يقدّم على(أحمد بن علي الفائدي) ، لتقدّم العين على الفاء. وفي (أحمد بن محمّد بن أبي عبد اللّه)حيث يقدّم على(أحمد بن محمّد بن أبي الغريب) ، ـ لتقدّم العين المهملة على الغين المعجمة ـ وفي (إسماعيل بن أبي فديك)حيث يقدّم على(إسماعيل الأزرق) ، لتقدّم الباء في (أبي)على الزاي في (الأزرق) ، أو كان في مقابله الاسم ، كما في (محمّد بن خالد الطيالسي) ، حيث يقدّم على(محمّد بن خالد بن عبد الرحمن) ، لتقدّم الطاء على العين ، بعد عدم لحاظ الابن في الترتيب. فالمقابلة بين(الطيالسي) و (عبد الرحمن) ..إلى غير ذلك.

وقد يكون نظر الترتيب في الكنّى بينها وبين مثلها ، أو بين الألقاب أو الأسامي إلى ما أضيف إليه الأب ، بإسقاط الأب عن الملاحظة ، كما يسقطون الابن عن الملاحظة في المصدّرة بالابن ، فيقدّم(أحمد بن عبد اللّه الإصفهاني) ، على(أحمد بن عبد اللّه بن أميّة)لتقدّم الصاد ـ الذي هو ثاني حروف(الإصفهاني)على الميم ـ الذي هو ثاني حروف أميّة ـ ولا يلاحظ الابن ، وإلاّ لاقتضى تقديم الثاني على الأوّل ، لتقدّم الباء على الصاد.

وكذا يقدّمون(محمّد بن قيس الأسدي)على(محمّد بن قيس

١٦٩

أبي عبد اللّه) ، لتقدّم السين على العين (١) ، ولو كانوا يعتبرون كلمة الأب للزم تقديم الثاني على الأوّل ، لتقدّم الباء على السين .. فظهر أنّهم في الغالب لا يعتبرون كلمتي الابن والأب.

وأمّا الكنّى والألقاب المذكورة خلف الأسماء ؛ فلا يلاحظون الترتيب المزبور فيها غالبا. فقد يقدّم الكنية على اللّقب ، وقد يعكس من دون مراعاة للترتيب في حروفهما ، فيقال : محمّد بن مروان الدّهلي البصري ، أصله كوفي ، أبو عبد اللّه ومحمّد بن مسعود بن عيّاش السلمي السمرقندي أبو النظر ، ويقال أيضا : محمّد بن يحيى أبو جعفر العطّار القمي.

نعم ؛ الغالب تقديم الكنية على اللّقب.

وقد توسّط الكنية بين لقبين ، أو عدّة ألقاب ؛ كما في محمّد بن جعفر بن محمّد بن عبد اللّه النحوي أبو بكر المؤدّب.

ولعلّ إهمالهم لمراعاة ترتيب الأسماء في الكنّى والألقاب ، وكذا الترتيب عن (٢) الكنّى والألقاب بالالتزام بتقديم أحدهما خاصّة .. هو اختلاف الكنّى والألقاب في الاشتهار ، فيؤخّر الأشهر ـ لقبا كان أو كنية ـ لحصول المعرفة به إن لم يحصل بغيره ، كما هو (٣) القاعدة في التعاريف والرسوم.

هذا كلّه بالنسبة إلى الأسماء والألقاب والكنّى المذكورة عقيبها.

__________________

(١) مع تقدم الباء على السين ظاهرا ، أو على العين ، مع عدم لحاظ كلمة(أبي).

(٢) كذا ، والظاهر : بين ، بدل : عن.

(٣) كذا ، والظاهر : وهي.

١٧٠

وأمّا إذا كان الموجود في السند خصوص الكنية من دون اسم ، أو خصوص اللّقب كذلك ، فينبغي الباحث عن حال السند أن يراجع فصل الكنّى والألقاب ، المرتّب كلّ منهما في فصله ترتيب الأسماء ، معرضا عن كلمتي الأب والابن والأمّ في الألقاب ، فيقدّم في الكنّى(أبو إبراهيم)على (أبي أحمد) ، لتقدّم الباء على الحاء ، ويقدّم(أبو أحمد)على(أبي إسحاق) ، لتقدّم الحاء على السين ، ويقدّم(أبو إسحاق)على(أبي إسماعيل) ، لتقدّم ثالث حروفه ـ وهو الحاء ـ على ثالث حروف الثاني ـ وهو الميم ـ ..

ويقدّم في الألقاب(الآدمي)على(الأبزاري) ، لتقدّم الألف على الباء ، ويقدّم(الأبزاري)على(الإبلي) ، لتقدّم حرفه الثالث ـ وهو الزاي ـ على ثالث صاحبه ـ وهو اللام ـ ، ويقدّم(الإبلي)على(الأجلح)لتقدم الباء على الجيم ؛ وهو على(الأحمري)لتقدّم الجيم على الحاء .. وهكذا.

وقدّموا باب الكنّى على باب الألقاب ، لتصدّر الألف في جميع الكنّى ـ مصدّرة بالابن كانت أو بالأب أو الأمّ أو الأخ أو الاخت ـ.

وقدّموا باب المصدّر بالأب على المصدّر بالابن ؛ نظرا إلى شرف الأب وتقدّمه رتبة ، كما قدّموا باب المصدّر بالأخ على المصدّر بالاخت لذلك.

وإذ قد عرفت ذلك كلّه ، فاعلم :

أنّ المراجع إلى الكتب لتشخيص حال سند إن وجد ما أراده من الاسم أو الكنية أو اللّقب منحصرا به في أحد الفصول أو مميّزا بالأب أو الجدّ أو

١٧١

اللّقب أو الكنية ضبطه ، ونظر في حاله ووصفه من مدح أو قدح ، وحكم على السند بما استفاده منها ، ولو لم يجد تعرّضهم لحال الرجل فلا يبادر إلى الحكم بجهالة الرجل ، بل يبذل جهده ليجد تنصيصا بحاله ولو بالجهالة ، وإن لم يقف حتّى على ذلك ، فليراجع حال أخي ذلك الرجل ، أو أبيه ، أو ابنه .. لأنّهم كثيرا ما يتعرّضون لبيان أحوال الرجل في عنوان أحد هؤلاء .. بذكر وصف للجميع أو له خاصّة ، فمع عدم وجدان اسمه في موضعه ، لا ينبغي التسارع إلى الحكم بإهماله ، أو جهالته ، أو ضعفه ، لسعة دائرة حال هذا العلم.

وكذا لا يكتفي بمراجعة كتاب لم يجمع جميع الأسامي والكنّى والألقاب والأوصاف والأقوال ، بل يلاحظ الجامع لجميع ذلك ، كما لا يكتفي بمراجعة كتاب أسقط ذكر المجاهيل ـ كمنتهى المقال ـ إذ كثيرا ما يشترك أسامي الثقاة مع المجاهيل بحيث لا يميّز ، أو يتوقّف التمييز على ملاحظتهما معا ، فيلزم مراجعة كتاب جامع لأسماء المجاهيل أيضا.

ثمّ إن وجد الاسم الذي يريده مشتركا بين جمع ؛ فإن كان مشتركا بين ثقات ، أو بين ضعفاء .. لم يحتج إلى التمييز ؛ للزوم أخذه بالأوّل وتركه للثاني على كلّ حال ؛ إلاّ إذا كان للخبر الذي أحد رجاله فما زاد مشترك بين الثقات مبتلى بالمعارض ، فإنّه يلزمه بذل الجهد في التمييز لتعيين الأخذ بالأعدل والأوثق من المتعارضين ، كما يلزم بذل الجهد في التمييز لو اختلفت طبقات المشتركين ؛ فإنّ التمييز لإحراز اتّصال السند وعدم إرساله لازم ، كما لا يخفى.

١٧٢

وإن كان الاشتراك بين ثقة وضعيف ، لزمه مراجعة المقامات المعدّة لتمييز المشتركات ، وتعيين أنّ الاسم الذي يريده أيّهما ، ليرتّب على كلّ حكمه. ويأتي في الخاتمة (١) بيان كيفيّة التمييز إن شاء اللّه تعالى.

وبالجملة ؛ فينبغي بذل تمام الوسع في هذا الباب ، حتّى يحصل العذر عند الخطأ (٢) ، وفّقنا اللّه تعالى للصواب وتحصيل المعذوريّة عند الخطأ ، بحقّ من حقّه عظيم (٣).

__________________

(١) خاتمة تنقيح المقال ٨٣/٣ ـ ١٠٠ (من الطبعة الحجرية) ، ولم يفرد له بابا خاصا ، فلاحظ.

(٢) قال الشيخ محمّد طه نجف طاب ثراه في كتابه إتقان المقال : ٣٩٧ [الطبعة الحجرية] : اوصيك ـ يا أخي ـ بكثرة التتبع في هذا الفن والتفتيش عن الأمارات الاعتبارية ، فإنّها تفيد خبرة قوية .. وهي كثيرة جدا.

(٣) ويلزمنا درج الفائدة الخامسة من الفوائد الرجالية الخمسة لشيخنا الوحيد البهبهاني طاب رمسه المطبوعة في أول كتاب منهج المقال للأسترآبادي : ١٣ الحجرية ، [وفي المحقّقة ١٧٤/١ ـ ١٧٥] لما فيها من فوائد مهمة لم يتعرّض لبعضها شيخنا طاب ثراه ، فنقول : قال رحمه اللّه : في طريق ملاحظة الرجال وما ذكرته أنا أيضا لمعرفة حال الراوي.

إلتماسي منك ـ يا أخي ـ إذا أردت معرفة حال رجل وراو فانظر إلى ما ذكروه في الرجال وما ذكرت أنا أيضا ، فإن لم تجده مذكورا أصلا ، أو وجدته مذكورا مهملا فلاحظ ما ذكرته في الفوائد الثلاث السابقة يظهر لك حاله ممّا ذكرت فيها ، أو يفتح عليك بالتأمّل فيه وبالقياس والنظر إليه ، فإنّي ما استوعبت جميع الأمارات ، كما أني ـ

١٧٣

__________________

ـ ما استوفيت الكلام فيما ذكرت أيضا ، بل الغرض التنبيه ، ووكلت الأمر إلى التأمل.

ويا أخي!لا تقنع ببعض ما ذكرت فيها ، بل لاحظ الجميع من أوّل الفوائد إلى آخرها حتّى ينفتح لك حاله.

ويا أخي!لا تبادر بأن تقول : الرجل مجهول أو مهمل ، ولا تقلّد ، بل لاحظ الفوائد بالنحو الذي ذكرت ، ثمّ الأمر إليك.

وأيضا ؛ ربّما وجدت الرجل في السند مذكورا اسمه مكبّرا ، وفي الرجال يذكر مصغّرا أو [في المحقّقة : و] بالعكس ـ وسيجيء التنبيه عليه في خالد بن أوفى ، فلو لم تجد مثلا(سالم) فانظر إلى(سليم). وكذا(سلمان) .. وأقسامه كثيرة فضلا عن الأشخاص.

وربّما وجدته مذكورا فيه بالاسم ، وفي الرجال باللقب .. مثلا ، وبالعكس.

وربّما وجدته فيه منسوبا إلى أبيه بذكر اسم الأب ، وفي الرجال بذكر [في الحجرية : باسم] كنيته مثلا ، وبالعكس.

وربّما يظهر اسم الرجل من ملاحظة باب الكنّى مثلا.

وربّما يذكر في موضع بالسين ، وفي موضع بالصاد ك‌ : (حسين)و (حصين) ، [و] منه الحصين بن المخارق.

وربّما يذكر في موضع(هاشم) ، وفي موضع(هشام) ، كما سنشير إليه في : هشام ابن المثنّى.

وربّما يذكر في موضع(ابن فلان) ، وفي موضع(ابن أبي فلان)بزيادة أو نقصان ، يشير إليه ما سيجيء في يحيى بن العلاء ، وخالد بن بكار .. وغيرهما.

وربّما يذكر في موضع بالياء المثنّاة ، وفي موضع بالباء الموحّدة ك‌ : (بريد)و (يزيد) و (بشّار)و (يسار) .. ونظائر ذلك. ـ

١٧٤

__________________

وربّما يكتب بالألف وبدونه ك‌ : (الحرث)و (الحارث)و (القسم)و (القاسم) .. ونظائر ذلك.

وأيضا ربّما كانوا يرخّمون ك‌ : (عبيد) في (عبيد اللّه) .. ونظائر ذلك.

وربّما يشتبه صورة حرف بحرف ، كما في (خالد بن ماد)و (خالد [بن] الجواد) .. إلى غير ذلك.

وربّما ينسب في موضع إلى الأب ، وفي آخر إلى الجد مثلا ، وهو كثير.

وربّما يوجد بالمهملة ، وربّما يوجد بالمعجمة ، كما في (رميلة) .. ونظائره.

وربّما يكتب بالمهملة قبل المعجمة ، وربّما يعكس ، كما في (زريق) .. ونظائره .. وقس على ما ذكر أمثاله ، منها أن يكتب بالحاء [في الحجرية : بالحال] وبالهاء ، كما في : زحر [في الحجرية : زجر] بن قيس.

وربّما يتصرف في الألقاب والأسامي الحسنة والرديّة بالردّ إلى الآخر ، كما سنذكر في : حبيب بن المعلّل.

وربّما يشتبه ذو المركّز بالخالي عنه ، كما سيجيء في باب(زيد)و (يزيد) ، و (سعد) و (سعيد) .. ونظائرهما.

وربّما يكتب(زياد)زيدا وبالعكس ، وكذا : (عمر)و (عمرو) .. وكذا نظائرهما.

وربّما تتعدّد الكنية لشخص كالألقاب والأنساب ، وسنذكر في محمّد بن زياد.

وربّما يكتب(سلم)(مسلم) .. ولعلّه كثير ، وبالعكس ، منه ما سيجيء في بشر ابن مسلم.

ثمّ قال رحمه اللّه : ثمّ إذا وجدته ووجدت حاله مذكورا ؛ فانظر إلى ما ذكروه ، ثمّ انظر إلى ما ذكرته إن كان ، ولا تقنع أيضا بهما ، بل لاحظ الفوائد من أولها إلى آخرها على النحو الذي ذكرت حتّى يتّضح لك الحال ، فإنّي ما أتعرّض في كلّ موضع إلى ـ

١٧٥

__________________

ـ الرجوع إلى الفوائد ، وفي الموضع الذي تعرّضت ربّما لا أتعرّض إلى الرجوع إلى جميعها مع أنّه ربّما كان لجميعها مدخل فيه ، ولو لم يتأمّل في الكلّ لم يظهر ولم يتحقّق ما فيه ، ومع ذلك لاحظ مظانّ ذكره بعنوان آخر على حسب ما مرّ لعلّك تطّلع على معارض أو معاضد.

ثمّ قال طاب ثراه : ولا تنظر ـ يا أخي! ـ إلى ما فيه وفيما سأذكره من الخطأ والزلل والتشويش والخلل ؛ لأنّ الذهن قاصر ، والفكر فاتر ، والزمان كلب عسر على ما سأشير إليه في آخر الكتاب إن شاء اللّه تعالى.

نسأل اللّه مع العسر يسرا بظهور من يملأ الدنيا عدلا بعدما ملئت جورا.

وانظر في هذا الباب : توضيح المقال : ٨٧ ـ ٩٤ (الطبعة المحقّقة).

١٧٦

الفائدة الثانية (١)

في بيان مواليد أهل البيت صلوات اللّه عليهم

ووفياتهم ، وأسمائهم ، وكناهم ، وألقابهم (٢)

__________________

(١) جاءت هذه الفائدة ـ مستقلا أو منضما ـ في غالب الفوائد الرجالية في كتب المتأخرين في الرجال ، كما في كتاب خير الرجال للاهيجي : ٣٦ (من النسخة الخطية عندنا تحت عنوان فصل) ، وكذا في جامع المقال للطريحي : ١٨٥ ـ ١٩٠ (الفائدة الثانية عشرة مع جدول). وتعرّض لها الشيخ أبو علي الحائري في مقدمة رجاله منتهى المقال في المقدمة الأولى : ٤ ـ ٦ [الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ١١/١ ـ ٢٠] ، قال : فإنّ الناظر في هذا العلم لا بدّ له من عرفانه .. وسبقه التفرشي في نقد الرجال(الخاتمة)٣١٨/٥ ـ ٣٢٥ حيث عقد الفائدة الثانية لهذا الغرض ، وقال هناك : وكل ما في هذه الفائدة نقلناه من كتاب تحرير الفقه [تحرير الأحكام للعلاّمة الحلّي ١٣١/١ من الطبعة الحجرية] ، ولاحظ : الخلاصة [صفحة : ٢٧٣ الفائدة الخامسة] ، والفائدة الاولى من مقدمة كتاب عدّة الرجال ٥٢/١ ـ ٨٧ ، والخاتمة من حاوي الأقوال ٤٦٢/٤ ـ ٤٧٢ (التنبيه الحادي عشر) ، وقال في [٤٦٢/٤ ـ ٤٦٣] : قلت : لا يخفى أنّ في ذكر مواليد الأئمة وتاريخ وفاتهم مدخل في التمييز بين طبقات الرواة والمحدثين ، وأنا اذكر لك على طريق الإجمال ..إلى آخره .. وغيرها كثير.

وجميع الأقوال تنتهي في النقل غالبا إلى التهذيب للشيخ الطوسي ، والإرشاد للشيخ المفيد ؛ إذ هما الأصل فيها ، وقد استعنّا بغيرهما ، ونقلنا مشهور الأقوال مدغمة بالمهم من المصادر من الفريقين .. وعلى اللّه التكلان.

(٢) لاحظ : الباب السادس في تاريخ نبينا صلوات اللّه عليه وآله وأسمائه وعللها في بحار الأنوار ٨٢/١٦ ـ ١٤٣ ، وله الأسماء الحسنى التي لا تعدّ ولا تحصى. ـ

١٧٧

لينتفع بذلك في تمييز المسند من المرسل ؛ فإنّه إذا كانت ولادة الراوي بعد وفات المروي عنه ، أو وفاته قبل ولادة المروي عنه ثبت الإرسال في السند.

فنقول :

أمّا النبي الأكرم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ..

فاسمه : محمّد ، وأحمد (١) ، ابن عبد اللّه بن عبد المطّلب

__________________

ـ وراجع : غيبة الشيخ النعماني : ٣٥ ، وصفحة : ٣٦ ، وعيون أخبار الرضا عليه السلام : ١٣١ ، وصفحة : ١٣٢ ، و : ٢٣٨ ، و : ٢٣٩ .. واصول الكافي ٤٧٩/١ .. وغيرها ، وعلل الشرائع : ٤٥ ، و ٥٣ .. وموارد اخرى ، والخصال ٤٧/٢ ، وصفحة : ٤٨ ، ومعاني الأخبار : ١٩ ، وصفحة : ٢٠ .. وأحاديث كثيرة اخرى ، وأمالي الشيخ الطوسي رحمه اللّه : ٤٤ ، و : ١١٢ ـ ١١٤ ، ومناقب آل أبي طالب ١٠٢/١ ـ ١٠٦ ، وكشف الغمة ١٠/١ ـ ٢٠ ، وإعلام الورى : ١٣ [٤٧/١ طبعة مؤسسة آل البيت عليهم السلام] ، شرح الشفاء ٤٨٥/١ ـ ٥٠٠ .. وغيرها.

(١) لقد نقل العلماء لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أسماء كثيرة ، أكثرها لصفات فيه ، وقد ورد بعضها مسندا إليه ، وآخر نطق الكتاب الكريم بها ، كما أنّ من ألقابه ما عدّ من أسمائه والعكس بالعكس .. وما ذكر هنا هو القدر المتيقن من أسمائه صلوات اللّه عليه وعلى آله.

ثمّ لكلّ من هذه الأسماء والألقاب مداليل لغوية وعلل.

فمثلا قالوا : إنّ تسميته ب‌ : محمّد صلّى اللّه عليه وآله ؛ لما اشتمل عليه مسمّاه وهو الجهة ؛ فإنّه صلّى اللّه عليه وآله محمود عند اللّه وعند ملائكته وعند المرسلين ـ

١٧٨

ابن هاشم (١) ..

وكنيته : أبو القاسم (٢).

__________________

ـ وعند أهل الأرض ـ وإن كفر به بعضهم ـ لما فيه من صفات الكمال المحمودة عند كلّ عاقل.

قالوا : ورجل محمود ، فإذا بلغ النهاية في ذلك وتكاملت فيه المحاسن فهو : محمّد .. ونظائر هذا في كلّ ما ورد له صلوات اللّه عليه وآله من أسماء وألقاب ، وكذا لسائر المعصومين سلام اللّه عليهم أجمعين ، وقد كتبت في المقام رسائل كثيرة منها : أسماء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ومعانيها لابن فارس المطبوعة في الكويت(بتحقيق ماجد الذهبي) ، ولاحظ : زاد المعاد شرح معاني أسمائه صلوات اللّه عليه وآله لابن القيم (تحقيق الشيخ عبد القادر الأرناؤوط ، والشيخ شعيب الأرناؤوط)٨٩/١ ـ ٩٧ ، وجامع الاصول لابن الأثير ٢٢٣/١٢ وما بعدها ، وتاريخ الإسلام للذهبي (السيرة) : ٢٩ ـ ٣٤ ، والأخبار الطوال للدينوري : ٧٤ ، والمعرفة والتاريخ للفسوي ٢٩١/٣ .. وما بعدها .. وغيرها.

(١) انظر في نسبه صلوات اللّه عليه وآله : التبيين في أنساب القرشيين : ٥٥ ـ ٧١ ، طبقات ابن سعد ٢٦/١ ـ ٣٠ ، وصفحة : ٤٨ ، تاريخ الطبري ٢٧١/٢ ، جامع الاصول ٢١٦/١٢ ـ ٢١٩ ، وصفحة : ٢٨٢ ، السيرة النبوية ١٠٥٦/٤ ، والمعرفة والتاريخ للفسوي ٢٨١/٣ ـ ٢٩١ في تاريخ الرسول صلّى اللّه عليه وآله ، وأعيان الشيعة ٢١٨/١ ـ ٣٠٦ .. وغيرها. هذا عدا الكتب الخاصة من العامة ، نظير كتب : السيرة النبوية ، وتاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس للديار بكري .. وغيرها.

(٢) ذكر الشيخ الصدوق رحمه اللّه في الخصال ٨٥/٢ علّة تكنيته صلوات اللّه عليه وآله ـ

١٧٩

وألقابه : الأمين ، والصادق ، والنبي ، والرسول ، وربيع الأرامل واليتامى ، والبشير النذير (١).

ولد صلوات اللّه عليه وآله بمكّة (٢) في السابع عشر من

__________________

ـ بذلك ، وأورد له صلوات اللّه عليه وآله ابن الخشاب في تاريخه : ١٦٣ كنيته : أبو إبراهيم.

(١) قد أوعد المؤلف طاب ثراه بذكر جميع أسمائهم سلام اللّه عليهم وكناهم وألقابهم ولم يف بذلك ، ولذا لزم علينا تكميلا للفائدة الاستعانة برسالتنا السالفة مع درج مصادرها ، محيلين التفاصيل إلى هناك ، مستغنين عن تعريف الاسم أو الكنية أو اللقب والمائز بينهما ، إذ لا نجد ضرورة في ذلك.

انظر : كتابنا : الكنى والألقاب التي يعبّر بها في الأخبار عن الرسول والأئمّة الأطهار صلوات اللّه عليه وعليهم أجمعين.

(٢) في شعب أبي طالب يوم الجمعة بعد طلوع الفجر ـ كما في الدروس ٦/٢ وغيره ـ ، في دار محمّد بن يوسف ، في الزاوية اليسرى عن يسارك وأنت داخل الدار ، كما صرّح به في جامع المقال : ١٨٦ ، وقاله في إعلام الورى ٤٧/١ .. وغيره.

وفي العدد القويّة : ١١٠ ـ ١١١ ، قال : وكانت في منزل عبد اللّه بن عبد المطلب ، ولادته في شعب أبي طالب في دار محمّد بن يوسف ، في الزاوية القصوى عن يسارك وأنت داخل الدار ، وقد أخرجت الخيزران ذلك البيت فصيرته مسجدا يصلّي الناس فيه ، وجاء في الكافي أيضا .. وقد هدّمته الزمرة الوهابية .. صبّ اللّه عليهم غضبه وحرّمهم رحمته ..

راجع : اصول الكافي ٤٣٩/١ كتاب الحجة ، باب مولد النبي صلّى اللّه عليه وآله ، وعن تاريخ المفيد ـ كما في العدد القوية : ١١٠ ـ : عند طلوع الفجر من يوم الجمعة ، ـ

١٨٠