المدخل لعلم تفسير كتاب الله تعالى

أبي النصر أحمد بن محمّد بن أحمد السمرقندي [ الحدّادي ]

المدخل لعلم تفسير كتاب الله تعالى

المؤلف:

أبي النصر أحمد بن محمّد بن أحمد السمرقندي [ الحدّادي ]


المحقق: صفوان عدنان داوودي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار القلم ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٧٦

باب

أقسام الحروف

ـ لما عرفت مخارج الحروف فاعلم :

أن الأدوات التي هي وصلة للكلام على ثلاثة أنواع : المبسوطات والمنظومات والمركبات.

ـ أمّا المبسوطات : فمنها ما كان على حرف واحد مثل : ألف الاستفهام وكاف التشبيه ، وباء الصفة ، وواو النسق ، وسائر الحروف التي جعلت على الانفراد أدوات ، إذ كل واحدة منها على معنى أو معان.

ـ والحروف المنظومات : ما ضمت أي : جمعت من حروف الهجاء نحو : من ومذ ، ونحو : كاف التشبيه ضمت إلى أنّ الثقيلة فقيل : كأنّ ، أو ضمّ من ثلاثة أحرف مثل : على وإلى وفوق وتحت وكذلك «لا» الجحد وصلت بألف الاستفهام فصارت بمعنى ليت. و «لا» إذا ضمّت إلى فعل فصارت بمعنى حقا ، مثل لا جرم.

ـ وأمّا المركّبات : فما جمع بين اثنين منها فجعلا أداة واحدة ، وركّب بعضها في بعض ، نحو قولك : «إنما» لأنهما أداتان : إنّ وما ، ومثل : كأيّ هي كاف التشبيه ضمّت إلى أي فصارت أداة بمعنى كم.

وأمّا المبسوطات التي تغيّر المعنى : فالزوائد منها عشرة عند أكثر

٥٠١

النحويين يجمعها في اللفظ [اليوم تنساه] (١) ، ومنهم من يجعلها اثني عشر فيها الكاف والفاء والباء ويجعل الهمزة والألف حرفا واحدا.

باب الألفات :

ـ فالقدماء من النحويين عدوا الألف على أحد عشر وجها :

فمنها ألف وصل ، وألف أصل ، وألف قطع وألف استفهام ، وألف تقرير وألف إيجاب ، وألف جمع وألف زائدة ، وألف ما لم يسم فاعله ، وألف تخيير ، وألف تثنية.

ـ أما ألف الأصل فنحو أبى ، وأتى ، وإنّ. قال الله تعالى : (أَتى أَمْرُ اللهِ) (٢).

ـ وألف الوصل فنحو : اذهب وانطلق واطمئن ، وكل ما جاء على هذه الأمثلة.

ـ وألف القطع نحو أكرم وأحسن. وإذا أمرت منها قطعت الألف أيضا فقلت : أكرم ، وأحسن.

__________________

(١) قال أبو حيّان : ولا يزاد حرف من حروف الزيادة العشر ، وهي حروف سألتمونيها إلا لأحد ستة أشياء :

الأول : أن يكون الزيادة لمعنى ، كحروف المضارعة. وما زيد لمعنى هو أقوى الزوائد.

الثاني : للمدّ نحو : كتاب وعجوز وقضيب.

الثالث : للإلحاق ، نحو : واو كوثر وياء ضيغم.

الرابع : للإمكان ، كهمزة الوصل ، وهاء السكت في الوقف ، نحو : قه.

الخامس : العوض ، نحو تاء التأنيث في زنادقة عوض من ياء زناديق ، ولذلك لا يجتمعان.

السادس : لتكثير الكلمة ، نحو : ألف قبعثرى ، ونون كنهيل.

راجع الأشباه والنظائر ٢ / ١٣٢.

(٢) سورة النحل : آية ١.

٥٠٢

ـ وألف الاستفهام نحو قوله تعالى : (أَفَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ) (١).

ـ وألف التقرير نحو قوله تعالى : (أَإِلهٌ مَعَ اللهِ) (٢) ، وأشباهها ، كأنه يقرر أن ليس مع الله إله آخر.

ـ وألف الإيجاب كقوله تعالى : (أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ) (٣) ، وقوله : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى) (٤).

قال الشاعر :

٤٩٩ ـ ألستم خير من ركب المطايا

وأندى العالمين بطون راح

 ـ وألف الجمع مثل أعين وأنفس.

ـ وألف ما لم يسم فاعله نحو : أكرم وأنعم ، وهي ألف قطع في الحقيقة.

ـ وألف التفصيل فنحو قوله تعالى : (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ) (٥).

ـ وألف التخيير نحو قوله تعالى : (فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً) (٦).

ـ وأما الألف الزائدة : فمنهم من يقول : إن حدّ الألف أن تكون زائدة ، ولو بدلا من ياء أو واو في قولك : دعي ورمي. ومنها ألف الأدوات نحو «أن» و «أو» و «أم».

__________________

(١) سورة الطور : آية ١٥.

(٢) سورة النمل : آية ٦٠.

(٣) سورة الزمر : آية ٣٦.

(٤) سورة الأعراف : آية ١٧٢.

٤٩٩ ـ البيت لجرير بن عطية الخطفي ، المتوفّى سنة ١١٠ ه‍ ، وقيل : هذا أجمل بيت قالته العرب في المدح. والبيت في مغني اللبيب ص ٢٥ ؛ ومعاني القرآن للأخفش ١ / ٥٦ ؛ والخصائص ٢ / ٤٦٣ ؛ وشرح ابن يعيش ٨ / ١٢٣ ؛ والأمالي الشجرية ١ / ٢٦٥ ، وديوانه ص ٧٤.

(٥) سورة فصلت : آية ١٨.

(٦) سورة محمد : آية ٤.

ـ ولابن خالويه كتاب مستقل اسمه كتاب «الألفات» وآخر لنفطويه ، وكلاهما مطبوع.

٥٠٣

وألف الحكاية عن نفس المخبر مثل : أذهب وأكتب.

ومنها ألف التثنية نحو قوله تعالى : (إِنْ هذانِ لَساحِرانِ) (١).

وألف الجمع ، مثل : الحيتان والقيعان.

ومنها ألف الفصل نحو : قاموا وقعدوا.

وألف الوقف نحو : قوله تعالى : (وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا) (٢) ، وقوله تعالى : [(قَوارِيرَا) ثم قال : (قَوارِيرَ)] (٣). صرف الأولى لأنها آخر الآية.

ولم تصرف الثانية لأنها ليست بآخرة.

ومنها ألف التأنيث. نحو : حمراء وصفراء.

وألف أفعل. نحو : أحمر وأصفر.

وألف التعجب. نحو : قوله تعالى : (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ) (٤).

وألف النداء. نحو قولك : أزيد ، تريد يا زيد.

قال الشاعر :

٥٠٠ ـ أجبير هل لأسيركم من فادي

أم هل لطالب شقة من زاد

وقال زهير يعاتب نفسه :

٥٠١ ـ أزهير هل عن شببة من معدل

أم هل سبيل إلى الشباب الأولّ

__________________

(١) سورة طه : آية ٦٣.

(٢) سورة الأحزاب : آية ١٠.

(٣) سورة الإنسان : آية ١٥.

(٤) سورة مريم : آية ٣٨.

٥٠٠ ـ البيت للأعشى وقد تقدم ، وهو في ديوانه ص ٥٠ ؛ وجبير مرخم جبيرة.

٥٠١ ـ البيت لأبي كبير الهذلي ، وهو مطلع قصيدة له وليس لزهير كما قال المؤلف. والبيت مر ، وهو في خزانة الأدب ٩ / ٥٣٧. قال البغدادي : وزهير مرخّم زهيرة ، وهي ابنته.

٥٠٤

والألف المقصورة للتأنيث. نحو : حبلى وسكرى ودنيا.

وألف التحقيق وهي التي تسمّى : ألف الإيجاب. نحو قوله تعالى : (أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها) (١).

ومنها ألف الإفخام. يقال للكلكل : كلكال ، والعقرب عقراب (٢).

قال الشاعر :

٥٠٢ ـ أعوذ بالله من العقراب

الشائلات عقد الأذناب

ومنها ألف زيد في قوافي الشعر وأواخر الآيات للإطلاق وامتداد النفس.

أما في الآيات فنحو قوله تعالى : (وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا) (٣).

وأما في الأبيات فكقول امرىء القيس :

٥٠٣ ـ فقلت له لا تبك عينك إنّما

نحاول ملكا أو نموت فنعذرا

ومنها ألف علامة الجمع في الأسماء المعدولة عن واحدها نحو قوله تعالى : (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ) (٤) ، وقوله تعالى : (فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ) (٥).

ومنها الألف المضارعة لألف التأنيث. نحو : سكران وغضبان.

ومنها ألف التفضيل مثل قولك : فلان أكرم من فلان وأزكى منه.

__________________

(١) سورة البقرة : آية ٣٠.

(٢) ويقال : ألف الإقحام.

٥٠٢ ـ الرجز لم ينسب وهو في بصائر ذوي التمييز ١ / ١٠ ؛ ومغني اللبيب رقم ٧٠٠ ؛ وشرح الجمل لابن عصفور ١ / ١٢١ ؛ وضرائر الشعر ص ٣٣.

(٣) سورة الأحزاب : آية ١٠.

٥٠٣ ـ البيت تقدم برقم ٤٥٩.

(٤) سورة الجن : آية ١٨.

(٥) سورة التوبة : آية ٢٥.

٥٠٥

ومنها ما دخلت للمطاوعة. كقولك : صرفته فانصرف. قال الله تعالى : (فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) (١) ، وقوله تعالى : (ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) (٢).

ومنها ألف الاختصاص كقولك : أورد فلان لفلان ، وأثرى ، لنفسه أو كان لغيره ، وأنال لنفسه ، وكسب واكتسب. قال الله تعالى : (لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ) (٣) لأن النفس لا تطاوع في الخير. ويحتمل المعنى كأنها عدّت المعاصي والشر لها ، وذكر أولا اكتسبت على معنى حسابها. ولكن الله تعالى قلب عليها فقال لها ما كسب وإن ظنت أن ليس لها فعليها ما اكتسبت وإن ظنت أنه لها. هذا ما بلغنا عن بعض أهل العلم ، والله أعلم بمراده.

ومنها ألف تزاد في الجمع لتدل على أنها جمع فعيل. نحو نبي وأنبياء ، وصفي وأصفياء ، وعليم وأعلماء.

ومنها ألف عماد في الاسم المبهم والإشارة نحو هذا وذلك. لأن الاسم منه «ذا» والهاء للتنبيه والألف عماد.

* * *

__________________

(١) سورة الصّف : آية ٥.

(٢) سورة التوبة : آية ١٢٧.

(٣) سورة البقرة : آية ٢٨٦.

ـ وقال أبو حيان : الافتعال : الالتزام ، وشرّه يلزمه ، والخير يشرك فيه غيره بالهداية والشفاعة.

والافتعال : الانكماش ، والنفس تنكمش في الشر ، وجاء في الخير باللام ، لأنه مما يفرح به ويسرّ فأضيف إلى ملكه ، وجاء في الشرّ بعلى من حيث هو أوزار وأثقال ، فجعلت قد علته وصار تحتها ، وهذا كما تقول : لي مال وعليّ دين. ا. ه.

راجع البحر المحيط ٢ / ٣٦٧.

٥٠٦

باب اللامات (١)

ـ أمّا اللام فإنها تزاد في أول الكلام فقط ، ولا تزاد في آخره إلا في اسمين : قندل وعبدل.

ـ وهي على وجوه كثيرة : تقع مكسورة ومفتوحة وساكنة ، ولا يعلم في أول الكلام لام مضمومة إلا في الشاذ القادر.

ـ فأمّا المكسورة فتتفرع منها ثمانية عشر لاما ، تدخل على الأسماء منها أربعة عشر.

منها : لام الملك ، ولها أربعة أسماء : لام الملك ولام الإضافة ولام الصفة ولام الاستحقاق (٢) وهي لام يكون بعدها مالك أو مملوك.

فأمّا ما كان مالكا فمثل قولك : المال لزيد ، قال الله تعالى : (وَلِلَّهِ

__________________

(١) وقد أفردها بعض الأئمة بالتصنيف لكثرة أقسامها ، حتى أوصل بعضهم اللام إلى أربعين معنى ، وممن ألّف فيها : أبو القاسم الزجّاجي ، وطبع كتابه في دمشق ١٩٦٩ ، وأحمد بن فارس ، وطبع كتابه في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق عام ١٩٧٣ ، وأبو جعفر النحاس ، ولم يطبع كتابه ، وأبو الحسن ابن كيسان ، ولم يطبع كتابه ، وغيرهم.

(٢) قيل : إنّ أصل معاني اللام الاختصاص ، ولم يذكر الزمخشري في مفصّله غيره.

وقال بعضهم : معناها العام الاستحقاق ؛ لأنّه لا يفارقها.

وقال المرادي : والظاهر أنّ أصل معانيها الاختصاص ، وأما الملك فهو نوع من أنواع الاختصاص ، وهو أقوى أنواعه ، وكذلك الاستحقاق ؛ لأنّ من استحقّ شيئا فقد حصل له به نوع اختصاص. ـ

٥٠٧

ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) (١). أي : الله يملكهما.

ـ وما كان مملوكا نحو قولك : لزيد خالق وراحم وإله وهو الله تعالى ، فقد وصفت أنّ له خالقا وإلها.

ـ واللام تدعوها العامة لام الصفة ، كقولهم : شكرت لك وشكرتك ، ونصحت لك ونصحتك.

ـ ولام الاستحقاق نحو قوله تعالى : (فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ) (٢) ، وقوله تعالى : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) (٣). يعني : قد استحق المطففون الويل ، ولا تسمى هذه اللام ملكا ؛ لأنّ الكافر لا يملك السحق وكذلك الأمر في : لأمّك الويل (*).

ـ ولام بمعنى من أجل ، نحو قوله تعالى : (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) (٤). يعني : من أجل حبّ المال بخيل ، وكذلك قوله تعالى : (وَهُمْ لَها سابِقُونَ) (٥). أي : من أجلها.

ـ قال :

٥٠٤ ـ تسمع للجرع إذا استحيرا

للماء في أجوافها خريرا

__________________

ـ وقال ابن هشام : اللام للاستحقاق والاختصاص والملك ، وبعضهم يستغني بذكر الاختصاص عن ذكر المعنيين الآخرين.

ويرجّحه أنّ فيه تقليلا للاشتراك ، وأنّه إذا قيل : هذا المال لزيد ، لزم القول بأنّها للاختصاص ، مع كون زيد قابلا للملك ، لئلا يلزم استعمال المشترك في معنييه دفعة وأكثرهم يمنعه. ا ه.

(١) سورة النجم : آية ٣١.

(٢) سورة الملك : آية ١١.

(٣) سورة المطففين : آية ١.

(٤) سورة العاديات : آية ٨.

(٥) سورة المؤمنون : آية ٦١.

(*) قال الآمدي : وهذا معنى شائع على ألسن العرب أن تقول لمن يعقل : وأبيك لقد أجملت ، وكثرت على الألسن حتى تعدوا بها إلى ما لا يعقل ، قسما وغير قسم ، وكذلك قالوا : لأمك الهبل ، ولأمك الويل ، ثم قالوا مثل ذلك لما لا أمّ له. راجع الموازنة ص ٤٠٥ ـ ٤٠٦.

٥٠٤ ـ البيت للعجاج في وصف إبل وردت ماء.

وهو في الاقتضاب ٤٥٥ ، واللسان مادة حير. والاستحارة : ترديد الجرع. وهو في حروف المعاني للزجاجي ٨٥ ، وأدب الكاتب ٥٢٠.

٥٠٨

استحير : أي : أتى الماء وأسرع الابتلاع ، والخرير : صوت الماء ، أي : من أجل الجرع.

ـ ولام بمعنى «من» نحو قوله تعالى : (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ) (١) ، أي : من الناس ، يقال : خضعت له وانقدت له.

ـ ولام تقرب من هذه : عملت ليوم القيامة ، وهيأت ليوم الجمعة.

ـ ولام بمعنى «في» ، كما يقال : اجعل هذا لله. أي : في الله.

قال الشاعر :

٥٠٥ ـ قومي قوم إذا عزّت الخمر

وقامت زقاقهم والحقاق

٥٠٦ ـ المهينين ما لهم لزمان ال

جدب حتى إذا أفاق أفاقوا

ـ ولام بمعنى «إلى» مثل : (وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ) (٢). أي : إلى ما نهوا عنه.

قال الأعشى :

٥٠٧ ـ لبيتك إذ بعضهم بيته

من الشرّ ما فيه من مستكنّ

أي : إلى بيتك.

ـ ولام بمعنى «على» نحو قوله تعالى : (وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي) (٣). أي : على أن تشرك بي.

قال الشاعر :

__________________

(١) سورة الأنبياء : آية ١.

٥٠٥ ـ ٥٠٦ ـ البيتان للأعشى ، وهما في ديوانه ١٤٠ ، والثاني في الصاحبي ٦٠ ، ومقاييس اللغة ٢ / ١٧. والحقاق : جمع حقة ، وهي من أولاد الإبل ما استحق أن يحمل عليه ، يقال : يباع زقّ منها بحقّ.

(٢) سورة الأنعام : آية ٢٨.

٥٠٧ ـ البيت في ديوانه ٢٠٩.

(٣) سورة العنكبوت : آية ٨.

٥٠٩

٥٠٨ ـ وكائن أرينا الموت من ذي تحيّة

إذا ما ازدرانا أو أصرّ لمأثم

أي : احتقرنا أو أقام على الإثم.

ـ ولام بمعنى «عن» كقوله تعالى : (لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ) (١) ، أي : عن ربهم يخافون.

ـ ولام التعجب نحو قوله : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) (٢) ، أي : اعجبوا ، وقوله تعالى : (لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ) (٣). أي : اعجبوا.

قال الشاعر :

٥٠٩ ـ أريد لكم خيرا وتطّرحونني

أكعب بن عمرو لاختلاف الطبائع

أي : اعجبوا لاختلاف الطبائع.

وقد قيل في المثل : يا للمعضلة ، ويا للأقيلة. عند إعظام الأول.

وكما قال طرفة :

٥١٠ ـ تحسب الطرف عليها نجدة

يا لقومي للشباب المسبكرّ

 ـ ولام بمعنى الآلة. قاله الأخفش ، وهو نحو قولك : قل لزيد كذا وكذا ، وموضعها نصب.

__________________

٥٠٨ ـ البيت لجابر بن حني التغلبي ، وهو في الصاحبي ٢٤٨ ، وتأويل مشكل القرآن ٥١٩ ، والاختيارين ٣٣٤. ذي تحية : أي ذي ملك. ولم ينسبه أحمد صقر في تحقيق الصاحبي ومشكل القرآن.

(١) سورة الأعراف : آية ١٥٤.

(٢) سورة قريش : آية ١.

(٣) سورة الحشر : آية ٨.

٥٠٩ ـ البيت لكثّير بن عبد الرحمن الخزاعي ، وهو في ديوانه ٢ / ٩ ، وحماسة البحتري ٢٤٢ ، ولباب الآداب ٣٨٨ ، ويروى : [لاختلاف الصنائع].

٥١٠ ـ البيت كما قال المؤلف لطرفة بن العبد ، وقوله المسبكرّ : التام ، وهو في مجالس ثعلب ص ٩١٩ ، وديوانه ص ٥٨.

٥١٠

ـ ولام بمعنى بعد. قال النابغة :

٥١١ ـ توهمت آيات لها فعرفتها

لستة أعوام وذا العام سابع

أي : بعد ستة أعوام.

ـ ولام بمعنى مع ، نحو قول القائل ـ وهو متمم بن نويرة ـ :

٥١٢ ـ فلمّا تفرّقنا كأنّي ومالكا

لطول اجتماع لم نبت ليلة معا

أي : مع طول اجتماع.

ـ ولام تكون صلة كقوله تعالى : (أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ) (١) ، وقوله : (إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ) (٢).

ـ ولام المستغاث كقول العرب : يا للمسلمين لظلم فلان.

قال الشاعر :

٥١٣ ـ ألا يا لقوم للأمور العجائب

وصرف زمان للأحبّة ذاهب

فصل

وأربعة منها تدخل على الأفعال : لام كي ، ولام الجحد ، ولام العاقبة عند الكوفيين ، ولام الصيرورة عند البصريين ، ولام عند البصريين ظاهرها لام كي وباطنها قسم ، وهي عند الكوفيين لام كي محضا.

__________________

٥١١ ـ البيت للنابغة الذبياني من قصيدة له في مدح النعمان. راجع ديوانه ص ٤٨ ـ ٥٧ ، والبيت في كتاب سيبويه ١ / ٢٦٠ ، والمقتضب ٤ / ٣٢٢ ، وبصائر ذوي التمييز ٤ / ٤١٠.

٥١٢ ـ البيت لمتمم بن نويرة من قصيدة له يرثي أخاه مالكا ، والبيت في مغني اللبيب ص ٢٨١ ، وبصائر ذوي التمييز ٤ / ٤١٠ ، والجنى الداني ص ١٤٧.

(١) سورة الأنبياء : آية ٩٨.

(٢) سورة يوسف : آية ٤٣.

٥١٣ ـ البيت لأبي طالب عم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو في كتاب الزاهر لابن الأنباري ١ / ٢٣٠٦.

٥١١

ـ فأما لام كي فهي ناصبة للفعل المستقبل كقوله تعالى : (لِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ) (١) ، معناه : لكي يرى الله ولكي يميز من ينصر دينه وأولياءه ، وقوله تعالى : (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ) (٢) وأشباهه.

وعند الأخفش لام كي ولام المصدر واحد ؛ لأنك إذا قلت : جئتك لتكرمني كان بمنزلة قولك : جئت لإكرامك.

ـ ولام الجحد ناصبة أيضا للفعل المستقبل نحو قوله تعالى : (لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ) (٣) ، (وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ) (٤) ، (ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) (٥).

ـ وأما لام الصيرورة والعاقبة فنحو قوله تعالى : (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً) (٦).

قال الشاعر :

٥١٤ ـ فإن يكن الحرب أفناهم

فللموت ما تلد الوالده

وقال آخر :

٥١٥ ـ أموالنا لذوي الميراث نجمعها

ودورنا لخراب الدهر نبنيها

وقال الراجز :

٥١٦ ـ أحمد الله كلّنا سيموت

لخراب البيوت نبني البيوت

__________________

(١) سورة الحديد : آية ٢٥.

(٢) سورة الحديد : آية ٢٩.

(٣) سورة الحجر : آية ٣٣.

(٤) سورة البقرة : آية ١٤٣.

(٥) سورة الأنعام : آية ١١١.

(٦) سورة القصص : آية ٨.

٥١٤ ـ البيت لشتيم بن خويلد ، وهو من شواهد النحو. راجع مغني اللبيب ص ٣٨٧ ، وخزانة الأدب ٤ / ١٦٤.

٥١٥ ـ البيت ذكره القرطبي في تفسيره ١٣ / ٢٥٢ ولم ينسبه المصحح لكن صدره : [وللمنايا تربي كلّ مرضعة]. وهو في اللسان مادة : لوم ، وشرح مقامات الحريري ١ / ١٣٧ وهو لسابق البربري.

٥١٦ ـ لم أجده.

٥١٢

ـ وأما التي عند أهل البصرة ظاهرها لام كي وباطنها لام القسم ، وهي عند الكوفيين لام كي ، فمثل قوله تعالى : (وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا) (١).

قال البصريون : مجازه ليجزينّ ، فحذفت النون فأشبهت لام كي فلذلك كسرت.

ـ وأما اللام المفتوحة فمنها :

ـ لام القسم وهي تكون مبتدأة وجوابا ، أما المبتدأة فنحو قوله تعالى : (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ) (٢). مجازه : والله لتبلونّ. وأما الجواب ، فنحو قوله تعالى : (فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) (٣).

ـ ولام التأكيد يجاء بها في خبر إنّ المكسورة الألف نحو قوله تعالى : (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٤) ، (وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ) (٥).

ـ ولام يجاء بها بعد إن الخفيفة. نحو قوله تعالى : (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) (٦). ومن قرأه بالتشديد معناه : ما كل نفس إلا عليها حافظ.

ـ ولام بمعنى إلا. نحو قوله تعالى : (وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ) (٧). أي : ما نظنك إلا من الكاذبين.

قال الشاعر :

٥١٧ ـ شلّت يمينك إن قتلت لمسلما

حلّت عليك عقوبة المتعمد

__________________

(١) سورة النجم : آية ٣١.

(٢) سورة آل عمران : آية ١٨٦.

(٣) سورة الحجر : آية ٩٢.

(٤) سورة الشعراء : آية ١٩٢.

(٥) سورة الحاقة : آية ٤٩.

(٦) سورة الطارق : آية ٤ ، وقرأ لمّا بالتشديد ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر.

(٧) سورة الشعراء : آية ١٨٦.

٥١٧ ـ البيت تقدم برقم ٤٣١.

٥١٣

أي : ما قتلت إلا مسلما.

ـ ولام يجاب بها الشرط. نحو قوله تعالى : (وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا) (١).

ـ ولام بمعنى لقد. قال امرؤ القيس :

٥١٨ ـ حلفت لها بالله حلفة فاجر

لناموا فما إن من رقيب ولا صال

أي : لقد ناموا.

ـ وأما اللام المبتدأة في غير القسم فعلى وجوه :

ـ منها ما أتى بعدها التمييز. نحو قوله تعالى : (لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً) (٢).

ـ ولام بمعنى المدح : (وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ) (٣).

ـ ولام بمعنى الذم نحو قوله عزوجل : (فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) (٤).

ـ ولام يأتي بعدها التفضيل. مثل قوله : (وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ) (٥).

ـ ولام تسمى المنقولة في نحو قوله تعالى : (يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ) (٦).

قال الكسائي : معناه يدعو الله من ضره أقرب من نفعه.

ـ ولام الصلة عند البصريين ، ويسميها الكوفيون المقحمة. نحو قوله : (عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ) (٧). أي : ردفكم ، وقد تقدم ذكرها.

ـ ولام تبدل من الراء ، نحو قولك : ختر وختل.

__________________

(١) سورة الأنعام : آية ٢٨.

٥١٨ ـ البيت تقدم برقم ٣٩٤.

(٢) سورة الحشر : آية ١٣.

(٣) سورة النحل : آية ٣٠.

(٤) سورة النحل : آية ٢٩.

(٥) سورة البقرة : آية ٢٢١.

(٦) سورة الحج : آية ١٣.

(٧) سورة النمل : آية ٧٢.

٥١٤

ـ ولام تبدل من النون ، نحو : هتنت السماء وهتلت.

ـ ولام أصلية ، نحو : لجم ، ولجام ، ولبن ، ولين.

ـ ولام أمر بمعنى الاستهزاء. نحو قوله تعالى : (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ) (١) ، (وَلْيَدْعُ رَبَّهُ) (٢). ذكر هذا القول عن الحسين بن الفضل (*). وعندي أن هذه لام التعجيز كقوله تعالى : (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ) (٣).

ـ ولام التأكيد والصفة إذا دخلت في الكنايات تنفتح. كقولك : لك ، وله ، ولها. وإذا دخلت على الاسم المظهر انكسرت. نحو : لزيد ولعمرو.

ـ ولام الأمر لها حالتان : فصل ووصل. فإذا فصلت كسرت لأن العرب لا تبتدىء بالساكن ، وإذا وصلت بالواو والفاء وثم فلك فيها الخيار : إن كسرته كسرته على الأصل ، وإن سكنته سكنته بالوصل. قال الله تعالى : (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ) (٤) ، وقال : (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ) (٥).

وأما قوله تعالى : (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ) (٦) ، قيل : إن هذا بمعنى التهديد ، وأبو عبيدة يسمي اللام لام التبكيت. نحو قوله : (فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ) (٧).

قال الأخطل :

٥١٩ ـ فمن يبتغي مسعاة قومي فليرم

صعودا إلى الجوزاء هل هو مؤتلي

__________________

(١) سورة العلق : آية ١٧.

(٢) سورة غافر : آية ٢٦.

(٣) سورة الطور : آية ٣٤.

(٤) سورة الحج : آية ٢٩.

(٥) سورة قريش : آية ٣.

(٦) سورة الكهف : آية ٢٩.

(٧) سورة الحج : آية ١٥.

(*) تقدمت ترجمته ص ١٠٠.

٥١٩ ـ البيت للأخطل التغلبي. وقوله مؤتلي : مستطيع. قال ائتليت : أي استطعت.

والبيت في الزاهر لابن الأنباري ١ / ٢٦٨ ، واللسان : ألا.

٥١٥

ـ قال سيبويه : ومن اللامات لام يأمر بها المرء نفسه وهي ساكنة ، فمن ذلك قوله تعالى : (وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ) (١).

ـ ولام يدخلونها ليعدوا بإدخالها الفعل إلى المفعول. مثل قولك : قلت لزيد ، يتعدى إلى القول ، كقولك : قلت لزيد قولا ، وقلت له شيئا ، ومثله قولك : غفر الله لي ولك. فهذا مما يتعدى إلى مفعولين ، فمعناه : غفر الله لي ذنوبي ولك.

ولأنك إذا قلت : قلته ، فالهاء تكون للقول ، فإذا قلت : قلت له ، عديت الفعل إلى من قلت له. وقد ذكرنا أنه يسميه الأخفش لام الآلة.

ـ ولام معناها عند أو بعد. كما تقول : جئتك لمهل الهلال ، ولغروب الشمس. أي : عند إهلال الهلال وعند غروب الشمس. قال الله تعالى :

(أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ) (٢) ، يحتمل عند دلوك الشمس ، ويحتمل بعد دلوك الشمس. ومن ذلك يقال : كتب لثلاث خلون من الشهر ، يعني : بعد ما خلون ، أو عند ذلك.

قال النابغة :

٥٢٠ ـ...

لستة أعوام وذا العام سابع

أي : بعد ستة أعوام.

ـ قال الله تعالى : (لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ) (٣) ، فمن قرأ بكسر اللام وتخفيف «ما» أراد : بعد ما آتيتكم (٤) ، ومن قرأ بفتح اللام وتشديد ما (٥) ،

__________________

(١) سورة العنكبوت : آية ١٢.

(٢) سورة الإسراء : آية ٧٨.

٥٢٠ ـ البيت تقدم قريبا.

(٣) سورة آل عمران : آية ٨١.

(٤) قرأ «لما» بكسر اللام وتخفيف ما على أنها لام الجر : حمزة.

(٥) وهي قراءة شاذة.

٥١٦

فمعناه : حين آتيتكم من كتاب وحكمة ، ومن قرأ بتخفيف اللام وفتحها أراد : الذي آتيتكم (١).

وقد قيل : إن «ما» ههنا للشرط دخل عليها اللام كما دخلت على إذ إذا كان. (وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَ) (٢) الآية ، ههنا دخلت في جوابها لام القسم أيضا ، وقوله تعالى : (لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ) (٣).

وأما قوله تعالى : (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ) (٤) ، فأدخلت هذه اللام للفرق بين «إن» إذا كانت للإثبات ، وبين ما إذا كانت للنفي ، ففي الآية للإثبات لا للنفي. يدلك عليه لام التي استقبلته إلا في مثل قوله تعالى : (إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ) (٥) وأشباهه في القرآن كثيرة.

وأما قوله تعالى : (وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ) (٦) ، فاللام الأولى التي في لما إنما تضعها العرب في غير موضعها الذي يريدون فيذكرون بعدها اللام التي يريدونها ، فكان المعنى : وإن كلا ليوفينهم.

ومن قرأ (وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ) بتشديد الميم (٧) فكأنه يريد لمما (٨).

__________________

(١) وهي قراءة باقي القراء. وقال سيبويه : سألت الخليل عن قوله عزوجل : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ ،) فقال : «ما» بمعنى الذي. ا ه.

وقال النحاس : التقدير : للذي آتيتكموه ، ثم حذف الهاء.

(٢) سورة الإسراء : آية ٨٦.

(٣) سورة آل عمران : آية ٨١.

(٤) سورة يس : آية ٣٢.

(٥) سورة تبارك : آية ٢٠.

(٦) سورة هود : آية ١١١.

(٧) وهي قراءة ابن عامر وحفص وحمزة وأبي جعفر ، بتشديد إنّ ولمّا.

(٨) أي : إنّ أصل «لما» : لمن ما ، على أنها «من» الجارة دخلت على ما الموصولة أو الموصوفة.

٥١٧

ومن خفف الميم جعل «ما» صلة ، وقد قرىء : وإن كلا لما ليوفينهم (١) استعملوا إن الخفيفة كاستعمالهم المشددة وإن كان لفظها خفيفا.

كقول الشاعر :

٥٢١ ـ ووجه مشرق اللون

كأن ثدييه حقان

 ـ ولام تجيء بمعنى القسم وهي كل لام تجيء مع قد وبعدها فعل ماض ، كقوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ) (٢) ، وأشباهه في القرآن كثيرة.

ـ وقد تجيء لام القسم بغير «قد» كقول النابغة :

٥٢٢ ـ لكلفتني ذنب امرىء وتركته

كذي العرّ يكوى غيره وهو راتع

وكقول الآخر :

٥٢٣ ـ لكفى بنا فضلا على من غيرنا

حبّ النبيّ محمد إيانا

__________________

(١) قرأ نافع وابن كثير بتخفيف نون «إنّ» وميم «لما» على أنّها المخففة عن الثقيلة ، وقد عملت. وأمّا «لما» فاللام فيها هي الداخلة على خبر إنّ ، و «ما» موصولة أو نكرة موصوفة ، ولام «ليوفينهم» لام القسم. وجملة القسم مع جوابه صلة الموصول أو صفة لما ، والتقدير على الأول : وإن كلا للذين والله ليوفينهم. وعلى الثاني : وإن كلا لخلق أو لفريق والله ليوفينهم. والموصول أو الموصوف خبر لإنّ. ا ه. راجع إتحاف فضلاء البشر ٢٦٠.

٥٢١ ـ البيت لم يعلم قائله ، وهو من شواهد سيبويه ١ / ٢٨٠ ، وشرح ابن عقيل ١ / ٣٩١ ، والجنى الداني ٥٢٢ ، وابن يعيش ٨ / ٧٢.

(٢) سورة الأنبياء : آية ٥١.

٥٢٢ ـ البيت للنابغة الذبياني.

وهو في ديوانه ٥٤ ، والصاحبي ٣٨٨ ، والاقتضاب ٣٧١ ، والجمهرة ١ / ٨٤ ، والعقد الفريد ٣ / ٦٥. العرّ : قروح تخرج بالفصال متفرقة في مشافرها وقوائمها ، فتكوى الصحاح منها لئلا تعدى ، وهو مثل يقال للمأخوذ بذنب غيره.

٥٢٣ ـ البيت لحسان بن ثابت وقيل لكعب بن مالك.

وهو في معاني القرآن للفراء ١ / ٢١ ، وكتاب سيبويه ١ / ٢٦٩ ، والأزهية ١٠١ ، والجنى الداني ١١٤ ، والبحر المحيط ١ / ٥٢.

٥١٨

قيل : إن «قد» في البيتين مضمرة كأنه قيل : لقد كلفتني ، وقد كفى بنا.

ـ ولام تجيء بمعنى «أن» كقوله تعالى : (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ) (١). معناه : يريدون أن يطفئوا. يدل عليه قوله تعالى في موضع آخر :

(يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ) (٢) ، وكقوله تعالى : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ) (٣).

ـ ولام تجيء بمعنى الدعاء. تقول : يا رب ليرجعنّ زيد.

ـ ولام بمعنى المصدر. مثل قوله تعالى : (ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ) (٤) ، يعني : ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات سجنه. وفي الكلام : بدا لي لأخرجن معك. يعني : بدا لي الخروج معك.

ـ ولام يقال لها المنتقلة وهي مثل قوله تعالى : (ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ) (٥) ، يعني : ما كان الله ليتخذ من ولد.

ـ ولام يحشى بها الاسم كقولك : هناك ، ثم تقول : هنالك ، وذاك وذلك ، والأصل في ذلك ذا دخلت اللام للحشو والكاف للخطاب.

ـ ولام التعريف ، نحو الرجل والذكر. وكثير من اللامات التي أقيمت مقام سائر الحروف قد تقدم ذكرها في إقامة بعض حروف الصفات مكان بعض ، فتركت إعادتها ههنا.

* * *

__________________

(١) سورة الصف : آية ٨.

(٢) سورة التوبة : آية ٣٢.

(٣) سورة القصص : آية ٥.

(٤) سورة يوسف : آية ٣٥.

(٥) سورة مريم : آية ٣٥.

٥١٩

باب التاءات

ـ فإن سئل عن قوله تعالى : (الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) (١) ما الفرق بينهما؟

قلنا ـ وبالله التوفيق ـ : إن التاءات التي تدخل في الكلام تتفرع على وجوه :

ـ فمنها التاء الأصلية ويقال لها تاء السنخ (٢). نحو قولك ترس وتمر.

ـ وتاء التأنيث في الفعل. نحو : ذهبت وخرجت. وفي المستقبل تفعل. وهي تاء الخطاب للمذكر ، وللمؤنث فعلت وتفعلين يا امرأة وتاء التأنيث في جمعهن مثل السموات والآيات.

ـ وتاء الحكاية عن النفس. نحو : خرجت ، قال الله تعالى : (ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ) (٣).

ـ وتاء التأنيث في الأسماء. نحو : قائمة وقاعدة وما أشبهها.

ـ وتاء تلحق بأن وغيره في آخر الكلام (٤). نحو : أنت وأنتما وأنتم وأنت

__________________

(١) سورة المطففين : آية ٢ ـ ٣.

(٢) قال الخليل : السّنخ : أصل كل شيء. ورجع فلان إلى سنخه الكريم أو الخبيث.

وأسناخ الثنايا : أصولها. وسنخ الكلمة : أصل بنائها. راجع العين ٤ / ٢٠٠.

(٣) سورة المائدة : آية ١١٧.

(٤) قال المرادي : في قولهم : أنت وأخواته ، فإنّ مذهب الجمهور أنّ الاسم هو «أن» والتاء حرف خطاب. وقال : وأمّا تاء الخطاب فهي التاء اللاحقة للضمير المرفوع المنفصل نحو أنت وأنت ، فالتاء في ذلك حرف خطاب و «أن» هو الضمير. هذا مذهب الجمهور. ـ

٥٢٠