المدخل لعلم تفسير كتاب الله تعالى

أبي النصر أحمد بن محمّد بن أحمد السمرقندي [ الحدّادي ]

المدخل لعلم تفسير كتاب الله تعالى

المؤلف:

أبي النصر أحمد بن محمّد بن أحمد السمرقندي [ الحدّادي ]


المحقق: صفوان عدنان داوودي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار القلم ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٧٦

قلنا : ذكرها في سورة المائدة وهو قوله تعالى : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ) (١) الآية كأنّه قال : وأحلت لكم الأنعام إلا المتلو عليكم ذكرها من قبل.

ـ فإن سئل عن قوله تعالى : (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها) (٢) الآية.

ففي أيّ موضع من القرآن نزّل عليهم ذلك؟

قلنا : في سورة الأنعام. وسورة الأنعام مكية ، وقد نهاهم الله عن مجالسة الكفرة بقوله : (وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ) (٣) الآية.

فلمّا قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة أنزل الله تعالى في سورة النساء هذه الآية ، وذكّرهم ذلك التقديم الذي كان منه إليهم وهم بمكة ، وقال : (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ) (٤) وأنتم بمكة : (أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ.)

ـ وإن سئل عن قوله عزوجل في قصة يعقوب عليه‌السلام حين قال لبنيه :

(أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) (٥).

متى قال لهم؟ وهل في القرآن ذكره؟

قلنا : نعم ، قد قال لهم هذا ، وذلك قوله : (وَأَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) (٦).

__________________

(١) تتمتها : (وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَما أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ) [سورة المائدة : آية ٣].

(٢) تتمتها : (فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ) [سورة النساء : آية ١٤٠].

(٣) سورة الأنعام : آية ٦٨.

(٤) سورة النساء : آية ١٤٠.

(٥) سورة يوسف : آية ٩٦.

(٦) سورة يوسف : آية ٨٦.

٣٨١

مسألة :

فإن سئل عن قوله تعالى : (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ* وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ) (١).

في أيّ موضع من القرآن سبق ذكر هذا القول من الله تعالى؟

قلنا : أمّا النصرة ففي قوله تعالى : (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا) (٢).

وأمّا الغلبة فقوله تعالى : (كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي) (٣).

ـ مسألة : فإن سئل عن قوله تعالى : (ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ) (٤) ، أيّ خصومة كانت من الملائكة؟

قلنا : ذكر عن الكلبي أنّ تلك الخصومة حيث قالوا : (أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها) (٥).

وقال الضحاك : هذه المناظرة كانت من الملائكة في الكفارات والدرجات والمنجيات والموبقات فقد بلغنا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : هل تدرون فيم يختصم الملأ الأعلى؟

قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : يختصمون في الكفارات وإسباغ الوضوء

__________________

(١) سورة الصافات : آية ١٧١ ـ ١٧٣.

(٢) سورة غافر : آية ٥١.

(٣) سورة المجادلة : آية ٢١.

(٤) سورة ص : آية ٦٩.

(٥) سورة البقرة : آية ٣٠.

٣٨٢

في المكروهات ، والمشي على الأقدام إلى الجماعات ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة. (١)

ـ فإن سئل عن قوله تعالى : (وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ) (٢).

متى قال لهم ذلك؟ وفي أيّ موضع من القرآن ذكر هاتين الكلمتين؟

قلنا : أمّا ذكر الشجرة فحين قال : (وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ) (٣).

وأمّا ذكر عداوة إبليس : (فَقُلْنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ) (٤).

__________________

(١) الحديث أخرجه الترمذي وصححه والطبراني والحاكم وابن مردويه عن معاذ بن جبل قال : احتبس عنا رسول الله ذات غداة من صلاة الصبح ، حتى كدنا نتراءى عين الشمس ، فخرج سريعا فثوّب بالصلاة ، فصلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما سلّم دعا بسوطه فقال : على مصافكم كما أنتم. ثم انفتل إلينا ثم قال : أما إني أحدثكم ما حبسني عنكم الغداة. إنّي قمت الليلة ، فقمت وصليت ما قدّر لي ، ونعست في صلاتي حتى استثقلت ، فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة ، فقال : يا محمد ، قلت : لبيك ربي. قال : فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت : لا أدري.

فوضع كفه بين كتفيّ ، فوجدت برد أنامله بين ثديي ، فتجلى لي كل شيء وعرفته ، فقال : يا محمد. قلت : لبيك ربي. قال : فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت : في الدرجات والكفارات فقال : ما الدرجات؟ قلت : إطعام الطعام ، وإفشاء السّلام ، والصلاة بالليل والناس نيام قال : صدقت ، فما الكفارات؟ قلت : إسباغ الوضوء في المكاره ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ونقل الأقدام إلى الجماعات. قال : صدقت. قل يا محمد : اللهم إنّي أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات ، وحب المساكين ، وأن تغفر لي وترحمني ، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون. اللهم إني أسألك حبّك وحبّ من أحبّك ، وحبّ عمل يقربني إلى حبّك. قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : تعلموهنّ وادرسوهنّ فإنهنّ حق».

راجع الدر المنثور ٧ / ٢٠٣ ، وعارضة الأحوذي ١٢ / ١١١ ، وشرح السنة للبغوي ٤ / ٣٦.

(٢) سورة الأعراف : آية ٢٢.

(٣) سورة البقرة : آية ٣٥.

(٤) سورة طه : آية ١١٧.

٣٨٣

مسألة ـ إن سئل عن قوله تعالى : (أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً) (١) ، متى زعم؟ وفي أيّ موضع ذكر أنّه يسقط عليهم كسفا من السماء حتى قالوا له زعمت؟

قلنا : في قوله تعالى : (إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِنَ السَّماءِ) (٢).

ـ وإن سئل عن قوله تعالى : (وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ ما حَرَّمَ عَلَيْكُمْ) (٣).

ففي أيّ موضع من القرآن تفصيله؟

قلنا : في مواضع كثيرة ، منها قوله تعالى : (إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ) (٤) الآية وفي المائدة كذلك (٥) ، ونظائرها كثيرة.

مسألة ـ وإن سئل عن قوله تعالى : (وَإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ) (٦) ، ففي أيّ موضع ذكر؟

قلنا : في مواضع ، منها قوله تعالى : (وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) (٧).

__________________

(١) سورة الإسراء : آية ٩٢.

(٢) سورة سبأ : آية ٩.

(٣) سورة الأنعام : آية ١١٩.

(٤) (إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ) [سورة البقرة : آية ١٧٣].

(٥) عند قوله تعالى : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَما أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ.)

(٦) سورة الإسراء : آية ٦٠.

(٧) سورة الطلاق : آية ١٢.

٣٨٤

وقوله تعالى : (وَاللهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ) (١) ، وقوله عزوجل : (أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ) (٢) ، إلى قوله : (إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ.)

قال الكلبي : هذا من المكتوم الذي لا يفسّر. وقال غيره : وعلمه محيط بكلّ شيء.

ـ ويحتمل أنّه صفة من صفات الله تعالى ، لا تشبه صفات المخلوقين ولا ندري كيفيتها ، كالعلم والسمع والبصر والكلام ، والله أعلم.

مسألة ـ فإن سئل عن قوله تعالى : (وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ) (٣) ، متى وعدهم هذا؟ وهل في القرآن ذكر الوعد؟

قلنا : نعم ، وهو قوله : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ) (٤).

المعنى :

أظننتم يا معشر المسلمين أن تدخلوا الجنة ولما يصبكم من العدوّ والخوف والبلاء ما أصاب من قبلكم من البأساء والضّراء ، واستقبلهم العدوّ ، وزلزلوا أي : حرّكوا عند القتال حتى قال الرسول ، ـ قيل : هو اليسع ، والذين معه من المؤمنين ـ : متى نصر الله؟

__________________

(١) سورة البقرة : آية ١٩.

(٢) (أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ) [سورة فصلت : آية ٥٣ ـ ٥٤].

(٣) سورة الأحزاب : آية ٢٢.

(٤) سورة البقرة : آية ٢١٤.

وهذا قول قتادة ، ذكره القرطبي في تفسيره ١٤ / ١٥٧.

٣٨٥

قال الله تعالى : (أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ.)

فلما كان يوم الأحزاب وجاء العدوّ ونزلوا دون الخندق وضاق الأمر على المسلمين قال بعضهم لبعض : هذا ما وعد الله ورسوله ، وصدق الله ورسوله.

وقد قيل فيه قوله غير هذا (١).

مسألة ـ فإن سئل عن قوله تعالى : (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) (٢).

أين ذكر هذا في القرآن؟

قلنا : في مواضع كثيرة منها : (وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) (٣).

مسألة ـ وإن سئل عن قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ) (٤) الآية في أيّ موضع من القرآن قيل لهم ذلك؟

قلنا : عند قوله تعالى : (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ) (٥).

__________________

(١) والقول الآخر : ما رواه كثير بن عبد الله بن عمرو المزني عن أبيه عن جده قال : خطب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عام ذكرت الأحزاب فقال :

أخبرني جبريل عليه‌السلام أنّ أمتي ظاهرة عليها ـ يعني على قصور الحيرة ومدائن كسرى ـ فأبشروا بالنصر ، فاستبشر المسلمون وقالوا : الحمد لله ، موعد صادق ، إذ وعدنا بالنصر بعد الحصر ، فطلعت الأحزاب فقال المؤمنون : هذا ما وعدنا الله ورسوله.

راجع تفسير القرطبي ١٤ / ١٥٧ ؛ وتفسير الماوردي ٣ / ٣١٥.

(٢) سورة يس : آية ٦٠.

(٣) سورة البقرة : آية ١٦٨.

(٤) سورة النساء : آية ٧٧.

(٥) سورة الجاثية : آية ١٤.

٣٨٦

وقوله : (وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) (١) ، قوله : (قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ) (٢).

مسألة ـ وإن سئل عن قوله تعالى : (ما يُقالُ لَكَ إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ) (٣) ، أيّ شيء قيل للرسل؟ وأيّ شيء قيل للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟

الجواب عنه :

قد قيل ثلاثة أقاويل :

أحدها : يحتمل أنّه يقال : ما أمرناك بتبليغ الرسالة إلا كما أمرنا به الرّسل من قبلك.

والثاني : ما أمرت بالصبر على أذاهم إلا كما أمر الرسل من قبلك ، فإنّهم صبروا على أذاهم ، فاصبر أنت أيضا.

والثالث : ما يقال لك من الشتم والتكذيب إلا مثل ما قيل للرسل من قبلك ، وهم صبروا فاصبر أنت أيضا كما صبروا ، والله أعلم.

مسألة : فإن سئل عن قوله تعالى : (وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ) (٤).

في أي موضع أمروا بذلك؟

قلنا : قوله تعالى : (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ) (٥) الآية.

* * *

__________________

(١) سورة الحجر : آية ٩٤.

(٢) سورة إبراهيم : آية ٣١.

(٣) سورة فصلت : آية ٤٣.

(٤) سورة النساء : آية ٦٠.

(٥) سورة البقرة : آية ٢٥٦.

٣٨٧

باب «بلى»

ـ إن سئل عن قوله تعالى : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ بَلى) (١).

فقوله : (بَلى) إلى ما ذا يرجع؟

ـ الجواب :

قلنا ـ وبالله التوفيق ـ : علينا أن نبيّن أولا حكم «بلى» وما موضعه.

قيل : إنّ «بلى» له ثلاث مواضع :

ـ أحدها : أن يأتي بعد كلام منفي.

ـ والثاني : بعد استفهام منفي.

ـ والثالث : بعد نهي مجرد.

لأنّ «بلى» و «بل» لاستدراك غلط تقدمهما ، أو لردّ كلام سبق وإثبات كلام آخر أمّا ما جاء بعد استفهام منفي فكقوله تعالى : (قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ : بَلى) (٢) وكقوله : (أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ قالُوا : بَلى) (٣) وقوله : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا

__________________

(١) سورة آل عمران : آية ٧٥.

(٢) سورة البقرة : آية ٢٦٠.

(٣) سورة الأنعام : آية ٣٠.

٣٨٨

بَلى) (١) ونظائرها كثيرة. وأمّا ما جاء بعد النفي فكقوله تعالى : (وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى) (٢).

الآية ، ثم قال : (بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ.)

أي : ليس كما يقولون ، ولكن من أسلم وجهه لله وهو محسن فله كذا.

وقوله : (وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ بَلى) (٣).

يعني : قالت اليهود : ليس لنا في أخذ أموال الأميّين حرج ، وإنّ ذلك حلال لنا ، فردّ الله عليهم ما قالوا بقوله (بَلى.)

أي : ليس كما يقولون ، ولكن عليكم حرج.

والثاني : ما غلطتم فيما قلتم ، ولكن من أوفى بعهده واتقى فإنه لا سبيل عليه.

ومن ذلك قوله تعالى : (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلى إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٤).

وأمّا قوله تعالى : (أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي) (٥).

فإن سئل عنه فقيل : أين النفي ههنا حتى أجاب عنه ب (بَلى؟)

قلنا : قوله : (لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً) فيها معنى النفي ، كأنهم قالوا : الآن

__________________

(١) سورة الأعراف : آية ١٧٢.

(٢) تتمتها : (تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ، بَلى مَنْ أَسْلَمَ) [البقرة : آية ١١١ ـ ١١٢].

(٣) سورة آل عمران : آية ٧٥ ـ ٧٦.

(٤) سورة النحل : آية ٢٨ ـ ٢٩.

(٥) سورة الزمر : آية ٥٨ ـ ٥٩.

٣٨٩

لمّا أبصرنا وسمعنا لو أنّ لنا كرّة فنكون من المحسنين ، فإنّه لم يأتنا أحد في الدنيا يخبرنا عن هذا ، فردّ عليهم فقيل : كذبت ، بلى قد جاءتك آياتنا فكذبت بها.

يدلّ عليه قوله تعالى : (وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ) (١) كأنهم أنكروا مجيء الرسل ، والله أعلم.

وكذلك قوله تعالى : (لَوْ أَنَّ اللهَ هَدانِي) (٢).

فيها معنى النفي أيضا. كأنه قال : لم يهدني ، فقيل : بلى هداك. أي : دعاك الرسول إلى الإيمان. والله أعلم.

ـ وأمّا النفي المطلق : قهو كقولك للرجل : لا تقل ، فيقول : بلى أقول ، كما قال القائل :

٤٠١ ـ بلى فانهلّ دمعك غير نزر

كما عيّنت بالسرب الطّبابا

* * *

__________________

(١) سورة الملك : آية ١٠.

(٢) سورة الزمر : آية ٥٧.

٤٠١ ـ البيت تقدم برقم ٤٧ وبرقم ٧٢.

٣٩٠

باب «بل»

ـ قال الشيخ الإمام الزاهد رضي الله عنه : إنّ «بل» يدخل في الكلام على أحد أوجه ثلاثة :

الأول : إمّا لاستدراك غلط ، أو الرجوع عن جحد محض.

والثاني : لترك شيء من الكلام وأخذ غيره.

والثالث : مبتدأة يليها اسم ، فشبّهت بالواو التي تأتي للاستئناف.

أمّا الفصل الأول :

فهو أن تأتي فيه لاستدراك غلط وقع ، أو رجوع عن الجحد فمثل قوله تعالى : (الم تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ ، أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ بَلْ هُوَ الْحَقُ) (١) ردّ عليهم قولهم : (افْتَراهُ) فقال : (بَلْ هُوَ الْحَقُّ.)

يعني : ليس الأمر على ما يقولون بل هو الحق.

وقوله تعالى : (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) (٢) وقوله تعالى : (بَلِ اللهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ) (٣).

__________________

(١) سورة السجدة : آية ١ ـ ٣.

(٢) سورة العنكبوت : آية ٤٩.

(٣) سورة آل عمران : آية ١٥٠.

٣٩١

ـ وأمّا الفصل الثاني :

فهو ترك لشيء من الكلام وأخذ غيره ، كقوله تعالى : (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ بَلْ عَجِبُوا) (١) فترك الكلام الأول وأخذ ب (بَلْ) في الكلام الثاني ، وكذلك قوله : (أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي) (٢).

وهذا بالفصل الأول أليق ؛ لأنهم لمّا أنكروا إنزال القرآن على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقالوا : لم ينزل عليه شيء ردّ الله عليهم جحودهم ب (بَلْ) والله أعلم بمراده.

قال الشاعر :

٤٠٢ ـ...

كالنّخل زيّنها ينع وإفضاح

 ـ والفصل الذي يأتي فيه مبتدأ ، ويشبّه بالواو التي تأتي مبتدأة للاستئناف.

والآيات منها قوله تعالى : (وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) (٣). يحتمل أن يكون معناه : فاعبد الله (٤).

__________________

(١) سورة ق : آية ١ ـ ٣.

(٢) سورة ص : آية ٩.

٤٠٢ ـ الشطر لأبي ذؤيب الهذلي.

وسيأتي البيت بتمامه برقم ٥٩١.

(٣) سورة الزمر : آية ٦٥ ـ ٦٦.

(٤) قال أبو جعفر النحاس : لفظ اسم «الله» جلّ وعزّ منصوب ب «اعبد» ولا اختلاف في هذا عند البصريين والكوفيين ، وقد قال الفراء : يكون نصبا بإضمار فعل ؛ لأنه أمر.

فأمّا الفاء فقال أبو إسحق : إنها للمجازاة ، وغيره يقول : بأنها زائدة. [راجع إعراب القرآن للنحاس ٢ / ٨٢٩].

٣٩٢

وقوله تعالى : (بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) (١).

أي : على الإنسان من نفسه بصيرة وشاهد وهو جوارحه.

قال الشاعر :

٤٠٣ ـ بل منهل ناء من الغياض

...

وقيل : إنّ «بل» أصله «بلى» لأنهما يردّان المتقدم ، إلا أنّه طرحت الياء من «بل» للفرق بين العارف وغيره.

* * *

__________________

(١) سورة القيامة : آية ١٤.

٤٠٣ ـ الشطر لأبي النجم ، وقد استشهد به ابن قتيبة على أنّ «بل» تأتي مبتدأة ، ولم يذكر تتمته. راجع تأويل مشكل القرآن ص ٥٣٧ ، وهو في ديوان أبي النجم ص ١٢٧.

وتتمته : [حامي العشي مشرف القضقاض]

غاض الماء : إذا بعد غوره. القضقاض : ما استوى من الأرض مسرفا لبعده.

٣٩٣

باب

إن سئل عن قوله تعالى : (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها) (١). فعلى ما ذا ارتفع (تُطَهِّرُهُمْ؟)

قلنا : قرىء هذا بقراءتين : الجزم والرفع (٢).

وأمّا الجزم فلا سؤال عليه ؛ لأنّه جواب الأمر.

وأمّا من قرأ بالرفع فالوجه ما قال الفرّاء : إنّه إذا أوقعت الفعل على نكرة كان ذلك فيه وجهان : الجزم على جواب الأمر ، والرفع على أنه صلة النكرة بمنزلة الذي (٣) ، كأنّ تقدير الكلام : خذ من أموالهم صدقة التي هي طهارة لهم وزكاة.

وهذا كقول القائل : أعرني دابّة أركبها وأركبها.

ـ وإذا كان الفعل الذي بعد النكرة ليس للأول ، ولا يصلح فيه إضمار الهاء فليس فيه إلا الجزم ، كقولك : هب لي ثوبا أتجمّل به ، فلا يصح فيه إلا الجزم ؛ لأنّ الهاء لا تصلح للتجمل فنقول : أتجمله ، وأمّا قوله : أعرني دابة أركبها فالهاء يصلح فيه.

__________________

(١) سورة التوبة : آية ١٠٣.

(٢) قرأ جميع القراء (تُطَهِّرُهُمْ) بالرفع ما عدا الحسن البصري فإنّه قرأ بالجزم ، وقراءته شاذة.

(٣) وعبارة الفراء : وما كان من نكرة قد وقع عليها أمر جاز في الفعل بعده الجزم والرفع.

انظر معاني القرآن ١ / ٣٢٥.

٣٩٤

وقال الزّجّاج : إنّما هو صفة ، فمعناه : خذ من أموالهم صدقة مطهرة.

وأمّا قوله تعالى : (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي) (١) فقد ذكرنا الوجه فيما تقدم.

وقوله تعالى : (رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا) (٢) أي : مائدة كائنة.

* * *

__________________

(١) سورة مريم : آية ٨.

(٢) سورة المائدة : آية ١١٤.

٣٩٥

باب

قوله تعالى : (يُرِيدُ اللهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ) (١). قرىء ههنا بنصب اللام لا غير.

وفي قوله : (آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ) (٢) رفعا ونصبا جميعا.

قال الفرّاء : إذا رأيت «أن» الخفيفة معها «لا» فانظر : هل تصلح فيها الهاء والكاف ، فإن صلحا فيه كان في الفعل الرفع والنصب ، كقوله : (آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ) فإنه يصلح فيه الكاف فتقول : أنك لا تكلم الناس ، وكذلك قوله تعالى : (أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً) (٣). وأمّا إذا لم يصلح فيه الهاء والكاف فالنصب لا غير.

منها قوله تعالى : (يُرِيدُ اللهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ) (٤) لأنّ الهاء والكاف لا يصلحان فيه. فقس على هذين.

__________________

(١) سورة آل عمران : آية ١٧٦.

(٢) سورة آل عمران : آية ٤١ ، وقد قرأ جميع القراء بنصب (تُكَلِّمَ.)

قال النحاس : ويجوز رفع تكلم بمعنى أنك لا تكلم الناس ، مثل : «ألا يرجع إليهم قولا» والكوفيون يقولون : الرفع على أن تكون «لا» بمعنى «ليس» [راجع إعراب القرآن ١ / ٣٢٩].

(٣) سورة طه : آية ٨٩. وقرأ الجميع بالرفع ، قال أبو إسحاق : ويجوز (أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً) بالنصب على أن تنصب ب «أن» والرفع أولى [راجع إعراب القرآن ٢ / ٣٥٦].

(٤) سورة آل عمران : آية ١٧٦.

٣٩٦

ومنها قوله تعالى : (لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (١) فالنصب لا غير ؛ لأنه لا يصلح فيه الهاء والكاف.

* * *

__________________

(١) سورة الشعراء : آية ٣.

٣٩٧

باب

إدخال «إن» الخفيفة في الكلام ،

صلة وتأكيدا للنفي

ـ اعلم أنّه قد يزاد «إن» الخفيفة في كلام يكون فيه «ما» الجحد ، فتكون «إن» للتأكيد كما يقال : ما إن رأيت ، وما إن سمعت. فهذا إذا كانت «ما» للجحد. وأمّا إذا كانت بمعنى الذي أو الاستفهام أو التعجب فلا تدخل فيه «إن» زائدة. فمنها قوله تعالى : (وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ) (١).

ـ فمن جعل «ما» ههنا بمعنى الذي أنكر أن يكون (إِنْ) زائدة. وإلى هذا ذهب ابن الأنباري.

ـ ومن لم يجعله بمعنى الذي يقول : إنّ «إن» ههنا صلة زائدة ، وهو قول القتبي.

وقال القائل :

٤٠٤ ـ غودرت بعدهم

وكنت بطول صحبتهم ضنينا

٤٠٥ ـ ما إن رأيت ولا

سمعت بمثلهم في العالمينا

وقال الآخر ـ وهو دريد بن الصمة ـ :

__________________

(١) سورة الأحقاف : آية ٢٦.

٤٠٤ ـ ٤٠٥ ـ البيتان للبيد في ديوانه ص ٦٣ ، والثاني في مجاز القرآن ١ / ٢٢.

٣٩٨

٤٠٦ ـ ما إن رأيت ولا سمعت بمثله

كاليوم هانيء أينق جرب

وقال امرؤ القيس :

٤٠٧ ـ عفت غير نوء الدار ما إن تبينه

وأقطاع طفي قد عفت في المعاقل

٤٠٨ ـ حلفت لها بالله حلفة فاجر

لناموا فما إن من حديث ولا صال

ف «إن» في الأبيات كلها عماد وصلة.

* * *

__________________

٤٠٦ ـ البيت في مغني اللبيب ص ٨٩٠ ، وديوانه دريد ص ٣٤.

وقوله : أينق : جمع ناقة ، وهانىء : اسم فاعل من هنأ البعير الأجرب إذا طلاه بالهناء وهو القطران.

٤٠٧ ـ ليس في ديوانه ، وليس له ، بل هو لأبي ذؤيب الهذلي. وهو في ديوان الهذليين ١ / ١٤٠ ، والحيوان ٤ / ٣٠٥ ، والمعاقل : المنازل ترتفع عن مجرى السيل ، الطفي : خوص المقل ، وهو ورقه ، وأقطاع : أي قطع.

٤٠٨ ـ البيت في ديوانه ص ١٢٥ ؛ وشرح الجمل لابن عصفور ١ / ٥٢٧ ؛ وابن يعيش ٩ / ٩٧ ؛ ومغني اللبيب ص ٢٢٩ ؛ والخزانة ١٠ / ٧١. والصالي : المستدفىء بالنار.

٣٩٩

باب

إدخال «هو» في الكلام ، صلة وعمادا

ـ إن سئل عن قوله تعالى : (هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً) (١).

بم انتصب (خَيْراً؟)

أليس إنّه يقال : هو رجل ، كما قال الله تعالى : (وَهُوَ اللهُ) (٢) و (قُلِ اللهُ) (٣). فارتفع الاسم ب (هُوَ) لأنّه مبتدأ ، وما جاء بعده خبر له؟

ـ الجواب :

إنّ «هو» عند البصريين زائدة ، وعند الكوفيين عماد.

وإنما يدخل «هو» في أحد المواضع الأربعة :

ـ بين المبتدأ وخبره ، كقولك : زيد هو أخوك يا رجل ، وعمرو هو أبوك. قال الله تعالى : (فَاللهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتى) (٤) وله نظائر.

ـ وأمّا دخوله بين اسم كان وخبرها فكقوله تعالى : (كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثاراً) (٥) وقوله : (كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى) (٦).

ـ وأمّا دخوله بين اسم إنّ وخبرها فكقوله تعالى : (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ

__________________

(١) سورة المزمل : آية ٢٠.

(٢) سورة الأنعام : آية ٣.

(٣) سورة الأنعام : آية ٩١.

(٤) سورة الشورى : آية ٩.

(٥) سورة غافر : آية ٢١.

(٦) سورة النجم : آية ٥٢.

٤٠٠