أبي النصر أحمد بن محمّد بن أحمد السمرقندي [ الحدّادي ]
المحقق: صفوان عدنان داوودي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار القلم ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٧٦
أراد : مع كتفين.
ـ «إلى» مكان «الباء» :
كقوله تعالى : (وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ) (١).
قال الأخفش : «إلى» ههنا مكان الباء. معناه : خلوا بشياطينهم (٢).
ـ «بعد» مكان «مع» :
قال الله تعالى : (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها) (٣). قيل : مع ذلك دحاها.
وقوله : (وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ) (٤). أي : مع ذلك.
وقوله : (عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ) (٥). أي : مع ذلك.
ـ قال القائل :
٤٥٤ ـ فقلت لها فيئي إليك فإنّني |
|
حرام وإني بعد ذلك لبيب |
أراد : مع ذلك.
ـ وقيل : إنّ قوله تعالى : (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها) (٣). معناه : قبل ذلك. وقد يكون «بعد» بمعنى «قبل» فيجري مجرى الأضداد ، كقولهم : الجون للأبيض والأسود ، والجلل للعظيم والحقير.
__________________
(١) سورة البقرة : آية ١٤.
(٢) انظر معاني القرآن ١ / ٤٦.
(٣) سورة النازعات : آية ٣٠.
(٤) سورة التحريم : آية ٤.
(٥) سورة ن : آية ١٣.
٤٥٤ ـ البيت لمضرّب بن كعب ، وهو في مجاز القرآن ٢ / ١٠٠ ، وأمالي ابن الشجري ١ / ١٦٤ ، وإيضاح الشعر ص ٥.
لبيب : مقيم ، يقال : ألبّ بالمكان : أقام به.
وقوله تعالى : (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ) (١).
قال بعض أهل اللغة : معناه : «قبل» ؛ لأنّ الذكر هو القرآن.
وقال أبو خراش :
٤٥٥ ـ حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا |
|
خراش وبعض الشرّ أهون من بعض |
أراد : قبل عروة.
ـ «عن» مكان الباء :
كقوله تعالى : (وَما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ) (٢) ، أراد : بقولك.
ـ «مع» مكان «من» :
قال تعالى : (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (٣) ، يريد : من الصادقين.
ـ «إلى» مكان «عند» :
كقوله تعالى : (فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ) (٤).
يحتمل أنّ الأيدي مشدودة مع الأعناق ، فتكون الأيدي عند الذقن.
ـ «في» بمعنى الباء :
في قوله تعالى : (فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ) (٥).
قال الأخفش : ردّوا نعم الله بأفواههم ، وأنشد :
__________________
(١) سورة الأنبياء : آية ١٠٥.
٤٥٥ ـ البيت لأبي خراش الهذلي وهو في فصل المقال ٢٤٤ ، وخزانة الأدب ٥ / ٤٠٦.
(٢) سورة هود : آية ٥٣.
(٣) سورة التوبة : آية ١١٩.
(٤) سورة يس : آية ٨.
(٥) سورة إبراهيم : آية ٩.
٤٥٦ ـ وأرغب فيها عن لقيط ورهطه |
|
ولكنني عن سنبس لست أرغب |
يعني : أرغب بها عن لقيط.
ـ «من» مكان «مع» :
كقوله تعالى : (فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي) (١) ، أي : معي.
قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «ليس منّا الأجناد» (٢).
قال القائل :
٤٥٧ ـ إذا حاولت في أسد فجورا |
|
فإني لست منك ولست من |
ـ «دون» مكان «غير» :
كقوله تعالى : (لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ) (٣). يعني : من غيركم.
ـ «دون» مكان «عن» :
__________________
٤٥٦ ـ البيت في معاني القرآن للفراء ٢ / ٧٠ ولم ينسبه المحقق ، وهو لامرىء القيس ، وهو في الخزانة ١ / ٦٤ ، والخصائص ٢ / ٤٢٣.
وسنبس : حيّ من طيىء.
(١) سورة البقرة : آية ٢٤٩.
(٢) لم أجده بكتب الحديث بلفظه ، لكن ورد بمعناه كثير فمنها :
ما روي عن المقدام بن معد يكرب أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ضرب على منكبيه ، ثم قال : أفلحت يا قديم إن متّ ولم تكن أميرا ولا كاتبا ولا عريفا. [أخرجه أبو داود].
وفي آخر : «إنكم ستحرصون على الأمارة ، وستكون ندامة يوم القيامة ، فنعمت المرضعة وبئست الفاطمة». [أخرجه الشيخان].
وفي آخر : «ويل للأمراء ، ويل للعرفاء ، ويل للأمناء]. [أخرجه ابن حبان والحاكم].
٤٥٧ ـ البيت للنابغة الذبياني ، وهو في ديوانه ص ١٩٩ ، وكتاب سيبويه ٢ / ٢٠ ، وتفسير القرطبي ٣ / ٢٥٢ ، والبحر المحيط ٢ / ٢٦٤.
(٣) سورة آل عمران : آية ١١٨.
ـ قال الأعشى :
٤٥٨ ـ يزيد يغضّ الطرف دوني كأنّما |
|
زوى بين عينيه عليّ المحاجم |
ـ «في» بمعنى «مع» :
كقوله تعالى : (فَادْخُلِي فِي عِبادِي) (١). أي : مع عبادي.
وقوله : (وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ) (٢) ، أي : مع عبادك.
فصل
ـ أمّا الواو بمعنى «أو» :
ففي قوله تعالى : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ) (٣) ، لأنّ من كفر بواحد من المذكورين فقد كفر بالجميع.
وقوله : (وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ) (٤).
المعنى : عذاب شديد أو مغفرة.
وقوله تعالى : (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ) (٥). معناه : أو ثلاث أو رباع ، وقوله تعالى : (أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ) (٦). معناه : أو ثلاث أو رباع.
ـ «أو» بمعنى الواو.
__________________
٤٥٨ ـ البيت تقدم برقم ١١.
(١) سورة الفجر : آية ٣٠.
(٢) سورة النمل : آية ١٩.
(٣) سورة النساء : آية ١٣٦.
(٤) سورة الحديد : آية ٢٠.
(٥) سورة النساء : آية ٣.
(٦) سورة فاطر : آية ١.
كقوله تعالى : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) (١). أي : ويزيدون.
وقوله تعالى : (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ) (٢). معناه : وكصيّب ، عند بعضهم.
ـ قال ذو الرّمة :
٤٥٩ ـ إذا طرفت في مربع بكراتها |
|
أو استأخرت عنها الثّقال القناعس |
وقوله تعالى : (وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً) (٣). يعني : وكفورا.
ـ و «أن» بمعنى «لن» :
كقوله تعالى : (قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللهِ أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ) (٤).
قال بعض المفسرين ووافقهم الفرّاء : قل إنّ الهدى هدى الله ، فإنّه لن يؤتى أحد. جعل «أن» بمعنى «لن» وهما يتعاقبان ، لأنهما من الحروف الناصبة للأفعال المستقبلة.
ـ قال الله تعالى : (وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) (٥).
يريد ـ والله أعلم ـ أن نسلم ، لأنه قال : (وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ) (٦).
إن جعلت مكان اللام «أن» كان نصبا من طريق اللغة ، وإن جعلت اللام مكان «أن» كان نصبا من طريق المعنى ، والله أعلم بمراده.
__________________
(١) سورة الصافات : آية ١٤٧.
(٢) سورة البقرة : آية ١٩.
٤٥٩ ـ البيت في ديوانه ص ٤١٠ ، وقوله : طرفت ، أي : تطرفت ، القناعس : الضخام من الإبل ، والبكرات : جمع بكرة ، وهي الفتية من الإبل.
(٣) سورة الإنسان : آية ٢٤.
(٤) سورة آل عمران : آية ٧٣.
(٥) سورة الأنعام : آية ٧١.
(٦) سورة الأنعام : آية ٧٢.
وقال الله تعالى : (يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ) (١) ، ثم قال : (يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ) (٢). وقال كثّير :
يريد : أن أنسى. ـ وقيل إنّ قوله : (أَنْ يُؤْتى) (٣). معناه : إن يؤت. ـ «عن» مكان «مع» : كقوله تعالى : (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها) (٤). يعني : مع نفسها ، عند بعضهم. ـ «من» بمعنى «عند» : كقوله تعالى : (مِنَ الصَّواعِقِ) (٥). أي : عند الصواعق. وأنشد اللغويون في قيام بعض الصفات مقام بعض :
قوله : يافل : معناه يا فلان مرخّم. __________________ (١) سورة النساء : آية ٢٦. (٢) سورة النساء : آية ٢٨. ٤٦٠ ـ البيت في ديوانه ص ١٠٩ ، والمحتسب ٢ / ٣٢ ، ومغني اللبيب ٢١٦ ، وخزانة الأدب ٦ / ٣٣٠ ، ومعاني القرآن للأخفش ١ / ١٦٠ ، وقد تقدم برقم ٢٤٩. (٣) سورة آل عمران : آية ٧٣. (٤) سورة النحل : آية ١١١. (٥) سورة البقرة : آية ١٩. |
٤٦٣ ـ غدت من عليه بعد ما تمّ ظمؤها |
|
... |
«عن» مكان «بعد» :
في قوله تعالى : (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ) (١). يريد : بعد البينة.
ـ «من» مكان اللام.
في قوله تعالى : (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ) (٢). أي : لغير شيء.
ـ «عن» مكان الباء :
كقوله تعالى : (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى) (٣) ، ويقال : رميت عن القوس ، أي : بها.
ـ «أنّ» بمعنى «لعلّ» :
كقوله تعالى : (وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ) (٤). يعني : لعلّها.
__________________
٤٦٣ ـ الصدر لمزاحم العقيلي شاعر إسلامي أموي ، وعجزه : [تصلّ وعن قيض بزيزاء مجهل].
وهو في الأزهية ١٩٤ ، ومغني اللبيب ١٩٤ ، وابن عقيل ١ / ٢٤٣ ، وخزانة الأدب ٤ / ٢٥٣.
ـ وهو يصف قطاة وفرخها ، قوله : تمّ ظمؤها ، أي : كملت مدة صبرها عن شرب الماء.
تصلّ : تصوّت من أحشائها لشدة العطش ، عن قيض : أي طارت عن قيض وهو قشر البيض ، زيزاء : أرض غليظة.
(١) سورة الأنفال : آية ٤٢.
(٢) سورة الطور : آية ٣٥.
(٣) سورة النجم : آية ٣.
(٤) سورة الأنعام : آية ١٠٩.
٤٦٤ ـ أعاذل وما يدريك أنّ منيّتي |
|
إلى ساعة في اليوم أو في ضحى الغد |
__________________
٤٦٤ ـ البيت لعدي بن زيد :
وهو في اللسان مادة أن ، وتفسير القرطبي ٧ / ٦٤ ، وديوان عدي ١٠٣ ، وفيه :
أعاذل وما يدريك إلا تظنّنا |
|
إلى ساعة في اليوم أو في ضحى الغد |
وعلى هذا فلا شاهد فيه.
٤٦٥ ـ فلو مارسوه ساعة إنّ قرنه |
|
إذا خام أخدان الإماء يطيح |
فترك جوابه ، كأنه قال : لعرفوه.
وكقول الآخر :
٤٦٦ ـ فإنّ المنيّة من يخشها |
|
فسوف تصادفه أينما |
معناه : أينما ذهب.
* * *
__________________
٤٦٥ ـ البيت لأبي ذؤيب الهذلي ، وهو في ديوان الهذليين ١ / ١١٧ ، وقوله خام : ضعف ورجع ، وأخدان : جمع خدن ، أي : لو مارسوه لضعفوا ، يقول : يقتله فإذا ضعف هذا قتل هذا قرنه.
٤٦٦ ـ البيت تقدم برقم ٣٢١.