المدخل لعلم تفسير كتاب الله تعالى

أبي النصر أحمد بن محمّد بن أحمد السمرقندي [ الحدّادي ]

المدخل لعلم تفسير كتاب الله تعالى

المؤلف:

أبي النصر أحمد بن محمّد بن أحمد السمرقندي [ الحدّادي ]


المحقق: صفوان عدنان داوودي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار القلم ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٧٦

باب

«إمّا» بكسر الألف

ـ اعلم أنّ «إمّا» يأتي في القرآن على وجهين :

أحدهما : إذا كان مقرونا ب «أن» ، كقوله تعالى : (إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً) (١).

والثاني : إذا كان مذكورا بغير «أن» كقوله تعالى : (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً) (٢).

ـ فما كان مذكورا مع «أن» فهو في معنى الأمر ، كأنّه يقول : إما تعذيبها وإمّا اتخاذ إحسان ، لأن الفعل المضارع مع «أن» يكون اسما للمصدر ، وقد يكون الأمر بلفظ المصادر إذا عزبت عن الألفاظ الموضوعة لها ، فيكون حينئذ : إمّا اتخذ اتخاذا ، وإمّا عذّبهم تعذيبا.

ومنها قوله تعالى : (إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ) (٣).

كأنه قال : ألق أنت أولا.

ـ وأمّا إذا لم يكن معه «أن» فهو للإخبار فقط ، كقوله تعالى : (إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ) (٤) ، وقوله تعالى : (إِمَّا الْعَذابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ) (٥) ،

__________________

(١) سورة الكهف : آية ٨٦.

(٢) سورة مريم : آية ٢٦.

(٣) سورة الأعراف : آية ١١٥.

(٤) سورة التوبة : آية ١٠٦.

(٥) سورة مريم : آية ٧٥.

١٨١

وقوله تعالى : (فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً) (١).

قال الكميت (٢) :

١٥١ ـ إلى خير من يأته الطارقو

ن إمّا عيادا وإمّا اعترارا

وقال الآخر :

١٥٢ ـ فسيرا فإمّا حاجة تقضيانها

وإمّا مقيل صالح وصديق

وقال الآخر :

١٥٣ ـ ترى الناس إمّا جاعلوه وقاية

لمالهم أو تاركوه فضائع

هذا وأشباهه للإخبار.

قال الشيخ الإمام رضي الله عنه : قد يكون «إمّا» للشرط ، كقوله تعالى : (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ) (٣).

وقد قيل : إنهما شرطان ، فالشرط الأول جوابه محذوف ، فالمعنى : فإمّا يأتينّكم مني هدى فاتبعوه ، فمن تبع هداي فلا خوف عليهم.

وقوله تعالى : (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي) (٤) ، وقوله تعالى :

__________________

(١) سورة محمد : آية ٤.

(٢) هو الكميت بن زيد الأسدي. كان يعلم الصبيان في الكوفة ، وكان أصمّ لا يسمع شيئا ، وكان رافضيا معاصرا للفرزدق ، وله «الهاشميات» في مدح أهل البيت.

١٥١ ـ البيت في أحكام القرآن لابن العربي ٣ / ١٢٩٣.

١٥٢ ـ البيت لم ينسب.

وهو في معاني القرآن للفرّاء ٢ / ١٥٨ ، وتفسير الطبري ١٦ / ١٨٥ ، وإعراب القرآن للنحاس ٢ / ٢٩٢.

١٥٣ ـ البيت ذكره الفراء في معاني القرآن. وقال : أنشدني بعض بني عكل ، ٢ / ١٥٨.

(٣) سورة البقرة : آية ٣٨.

(٤) سورة مريم : آية ٢٦.

١٨٢

(وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ) (١) ، وقوله تعالى : (فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ) (٢).

ف «إمّا» في هذه الآيات يحتمل أن تكون للشرط ، دخلت عليه «ما» صلة ، والله أعلم.

قال الشاعر :

١٥٤ ـ فإمّا تري لمّتي بدّلت

فإنّ الحوادث أودى بها

__________________

(١) سورة يونس : آية ٤٦.

(٢) سورة الأنفال : آية ٥٧.

١٥٤ ـ البيت للأعشى في ديوانه ص ٢٣.

وهو في شواهد سيبويه ١ / ٢٣٩ ، والأمالي الشجرية ١ / ٢٢٧ ، وشرح المفصل لابن يعيش ٥ / ٩٥ ، ومعاني القرآن للفراء ١ / ١٢٨ ، ومعاني القرآن للأخفش ١ / ٥٥.

١٨٣

باب

المؤنّث التي لم يكن تأنيثها حقيقيا

ـ إن سئل عن قوله تعالى : (نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ) (١) ، وقد قرىء بالياء (٢) على ما لم يسمّ فاعله ، أليست الخطايا جمع خطيئة ، فكيف عبّر عنها بالتذكير؟

الجواب عنه ـ وبالله التوفيق :

إنّ كلّ اسم لمؤنث تأنيثها تأنيث لفظ لا تأنيث حقيقة ، جاز في فعلها التأنيث والتذكير إذا تقدم ، لا سيما إذا حال عن الاسم حائل.

فمن ذلك قوله تعالى : (وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ) (٣) ، فالحائل بينهما «منها».

وقوله تعالى : (فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى) (٤) ، وقوله تعالى : (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ) (٥) ، وقوله تعالى : (لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ) (٦).

وقوله تعالى : (وَجاءَهُمُ الْبَيِّناتُ) (٧) ، وقوله تعالى : (وَأَخَذَ الَّذِينَ

__________________

(١) سورة البقرة : آية ٥٨.

(٢) وهي قراءة نافع وأبي جعفر المدنيين.

(٣) سورة البقرة : آية ٤٨.

(٤) سورة البقرة : آية ٢٧٥.

(٥) سورة البقرة : آية : ١٨٠.

(٦) سورة الحديد : آية ١٥.

(٧) سورة آل عمران : آية ٨٦.

١٨٤

ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ) (١) ، وقوله تعالى : (وَإِنْ كانَ طائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا) (٢) ، وقوله تعالى : (قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ) (٣) وأشباهها.

وقال الشاعر :

١٥٥ ـ فإمّا تري لمتي بدّلت

فإنّ الحوادث أودى بها

ولم يقل : أودت.

* * *

__________________

(١) سورة هود : آية ٦٧.

(٢) سورة الأعراف : آية ٧٨.

(٣) سورة آل عمران : آية ١٣.

١٥٥ ـ البيت للأعشى وقد تقدم قريبا برقم ١٥٤.

١٨٥

باب

التقديم والتأخير

ـ وهو شبية بالمقلوب أيضا.

ـ فإن سئل عن قوله تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ) (١) ، كيف يجوز تشبيه الكافر بالناعق ، إذ الكافر هو المنعوق به؟

الجواب عنه :

قال أهل التفسير والمعاني : معناه : مثل واعظ الذين كفروا كمثل الناعق الذي ينعق بالغنم ـ وهو الراعي ـ فالغنم لا تفهم حقيقة قول الراعي.

كأنه حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.

والثاني : تقدير الكلام : مثل الذين كفروا ومثلنا معهم كمثل الذي ينعق ، أي : مثلهم في الإعراض ومثلنا في الدعاء كمثل الناعق والمنعوق به ، فحذف المثل الثاني اكتفاء بالأول ، كقوله تعالى : (وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ) (٢). وله باب أفردناه ، وستقف عليه إن شاء الله (٣).

والجواب الثالث : مثل الذين كفروا في دعائهم الأصنام ، كمثل الراعي في رعاية الأغنام.

والرابع : مثل الذين كفروا حين دعوا الأصنام كمثل الذي يصيح في الجبل ، فيجيبه الصدى ولا حقيقة له ؛ لأنه صوّت لغير مجيب.

__________________

(١) سورة البقرة : آية ١٧١.

(٢) سورة القصص : آية ٧٣.

(٣) انظر صفحة ٣٠٥.

١٨٦

ـ وقال بعضهم : هذا على التقديم والتأخير.

فمعناه : مثل الذين كفروا كمثل الغنم الذي لا يفهم حقيقة قول الناعق.

فأضاف المثل الثاني إلى الناعق ، وهو في المعنى مضاف إلى المنعوق به.

وهذا مما لا يستنكر في كلام العرب ؛ لأنهم يقدّمون ما يوضّحه التأخير ، ويؤخّرون ما يوضحه التقديم ، كما قيل : عرضت الناقة على الحوض. أي : عرضت الحوض على الناقة. وكسوت الثوب بدني ، أي : كسوت بدني الثوب ، ولبست الخفّ رجلي.

كما قال تعالى : (ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ) (١). معناه : العصبة تنوء بالمفاتيح.

وقوله تعالى : (ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ) (٢). أي : سنين ثلثمائة.

ولو لا التقديم والتأخير لكان حقّ الكلام : ثلثمائة سنة.

وقيل : هذا على القياس المتروك (٣).

وقوله تعالى : (خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ) (٤). أي : خلق العجل من الإنسان.

__________________

(١) سورة القصص : آية ٧٦.

(٢) سورة الكهف : آية ٢٥.

(٣) إذ قياسه أن يقال : ثلاث مئات أو مئين ، لكن وحّد اعتمادا على العقد السابق ، ومميّز المائة موحّد مجرور ، فقياسه : مائة سنة ، وجمع تنبيها على الأصل.

وقال الفراء : من العرب من يصنع سنين موضع سنة.

راجع إتحاف فضلاء البشر ص ٢٨٩.

(٤) سورة الأنبياء : آية ٣٧.

١٨٧

وقوله تعالى : (فَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ) (١) ، المعنى : مخلف رسله وعده.

وقوله تعالى : (بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) (٢). المعنى : على الإنسان من نفسه بصيرة ، أي : شاهد ، وهو جوارحه. دخلت الهاء للمبالغة.

وقوله تعالى : (وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا) (٣). أي : بلغت الكبر.

وقوله تعالى : (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) (٤). أي : إجعل المتقين لنا إماما.

وقوله تعالى : (فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها) (٥). وقد قيل : فبشرها فضحكت.

ـ وفي بعض القراءة : (وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ) (٦) ، فتقدير الكلام : زيّن قتل شركائهم أولادهم ، على التقديم والتأخير.

وقوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ) (٧).

قال ابن عباس : معناه : ولا تعجبك أموالهم وأولادهم في الحياة الدنيا ، إنما يريد الله أن يعذّبهم في الآخرة.

وقوله تعالى : (وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى) (٨).

__________________

(١) سورة إبراهيم : آية ٤٧.

(٢) سورة القيامة : آية ١٤.

(٣) سورة مريم : آية ٨.

(٤) سورة الفرقان : آية ٧٤.

(٥) سورة هود : آية ٧١.

(٦) سورة الأنعام : آية ١٣٧ ، وقد قرأ ابن عامر : زيّن بالبناء للمجهول ، ورفع (قتل) ونصب (أولادهم). والباقون : زين بالبناء للمعلوم ، ونصب (قتل) وخفض (أولادهم).

(٧) سورة التوبة : آية ٥٥.

(٨) سورة طه : آية ١٢٩.

١٨٨

المعنى : ولو لا كلمة سبقت من ربك وأجلّ مسمى لكان لزاما ، أي : لكان العذاب لازما لهم.

وقوله تعالى : (لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ، وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلاً) (١). قال بعضهم : هذا على التقديم والتأخير.

المعنى : لعلمه الذين يستنبطونه منهم إلا قليلا منهم ، ثم قال : ولو لا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان جميعا.

وقوله تعالى : (أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ) (٢).

قد قيل في معناه : أكان إيحاؤنا إلى رجل منهم عجبا.

وقوله تعالى : (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ) (٣) إلى قوله : (وَكانُوا مُسْلِمِينَ.)

قيل : في الآية تقديم وتأخير ، والمعنى : يا عباد الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون.

وقوله تعالى : (فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً) (٤).

المعنى : حاسبناها في الدنيا عذابا نكرا بالقحط والجوع والبلاء ، وحاسبناها حسابا شديدا في الآخرة. ولها نظائر.

ـ وأمّا الأبيات على هذا :

__________________

(١) سورة النساء : آية ٨٣.

(٢) سورة يونس : آية ٢.

(٣) (إِلَّا الْمُتَّقِينَ ، يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ، الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ) [سورة الزخرف : الآيتين ٦٨ ـ ٦٩].

(٤) سورة الطلاق : آية ٨.

١٨٩

فقول الشاعر :

١٥٦ ـ ترى الثور فيها مدخل الظلّ رأسه

وسائره باد إلى الشمس أجمع

وقال الآخر ـ وهو الحطيئة ـ :

١٥٧ ـ فلما حسبت الهون والعير ممسك

على رغمه ما أمسك الحبل حافره

معناه : أمسك حافره الحبل.

وقال ذو الرّمة :

١٥٨ ـ فكرّ يمشق طعنا في جواشنها

كأنّه الأجر في الإقبال يحتسب

المعنى : كرّ عليها بالطعن لها ، كأنه يحتسب الأجر في الإقبال.

وقال جميل بثينة :

١٥٩ ـ بثينة شأنها سلبت فؤادي

بلا جرم أتيت بها سلاما

قيل : المعنى : سلا بثينة ما شأنها سلبت فؤادي.

__________________

١٥٦ ـ البيت لم ينسب.

وهو في كتاب سيبويه ١ / ٩٢ ، وأمالي المرتضى ١ / ٥٥ ، وتأويل مشكل القرآن ص ١٩٤.

أراد : مدخل رأسه الظل ، فقلب.

١٥٧ ـ البيت في ديوان الحطيئة ص ١٠٠ ، وتفسير الطبري ١٤ / ٨٤ ، وتأويل مشكل القرآن ص ١٩٤.

يقول : ما دام الحمار مقيدا فهو ذليل معترف بالهون ، وهذا مقلوب ، أراد : ما أثبت الحبل حافره.

١٥٨ ـ البيت في ديوان ذي الرمة ص ٢٥ ، وكتاب الأفعال للسرقسطي ٤ / ١٣٩ ، وتهذيب اللغة ٨ / ٣٢٨ ، واللسان مادة جشن.

وقوله : جواشنها ، أي : صدورها ، وهو يصف ثورا طعن كلابا بروقيه في صدرها.

١٥٩ ـ البيت لم أجده في ديوان جميل. وهو في كشف المشكل ٢ / ١٥٥.

١٩٠

وقال الآخر :

١٦٠ ـ عقيلة أخدان لها لا دميمة

ولا ذات خلق إن تأمّلت جانب

والمعنى : إن تأملتها وجدتها لا دميمة ، ولا ذات خلق جانب. والجانب : القصير الغليظ.

وقال الآخر :

١٦١ ـ قد حالف الحيات منه القدما

الأفعوان والشجاع الشّجعما

كان حقّ الكلام : قد حالف الأفعوان القدما.

وقال الأخطل :

١٦٢ ـ مثل القنافذ هدّاجون قد بلغت

نجران أو بلغت سوآتهم هجر

وقال الآخر :

١٦٣ ـ كانت فريضة ما تقول كما

كان الزناء فريضة الرجم

__________________

١٦٠ ـ البيت لامرىء القيس ، وهو في اللسان مادة جنب ، وفي ديوانه ص ٣٠ ، وهو في المجمل ٣ / ٦١٨.

١٦١ ـ البيت من أرجوزة لمساور بن هند العبسي ، وقيل : للعجاج.

وهو من شواهد سيبويه ١ / ١٤٥ ، والخزانة ٤ / ٢٩٣ ، ومغني اللبيب ص ٩١٧ ، وشرح الجمل لابن عصفور ٢ / ١٨٥.

والشجاع : ذكر الحيات ، والشجعم : الطويل.

١٦٢ ـ البيت في مغني اللبيب ص ٩١٧ ، ومجاز القرآن ٢ / ٣٩ ، والأمالي الشجرية ١ / ٣٦٧ ، والمخصص ٨ / ٩٤ ، وشرح الجمل لابن عصفور ٢ / ١٨٢ ، وديوانه ص ١٠٩. وهداجون ، أي : يتسللون إلى البيوت للسرقة أو الفجور ، من الهدج ، وهو مشي في ضعف.

١٦٣ ـ البيت للنابغة الجعدي ، في ديوانه ص ٢٣٥ ، والقطع والائتناف ١٨٤ ، ومجاز القرآن ١ / ٣٧٨ ، ومعاني الفراء ١ / ٩٩.

١٩١

وقال الآخر ـ وهو طرفة :

١٦٤ ـ سفته إياة الشمس إلا لثاته

أسفّ ولم يكدم عليه بإثمد

يريد : لم يكدم بالأسنان ويذهب بأشره. والأشر : حدّة أطراف الأسنان ، يعني : أسفّ بإثمد.

وقال الآخر :

١٦٥ ـ لقد خفت حتى ما تزيد مخافتي

على وعل في ذي المطارة عاقل

معناه : ما تزيد مخافة وعل على مخافتي.

وقال الفرزدق يمدح خالدا ويهجو أسدا :

١٦٦ ـ فلست خراسان التي كان خالد

بها أسد إذ كان سيفا أميرها

أراد : فلست خراسان التي كان خالد بها سيفا ، إذ كان أسد أميرها الآن.

* * *

__________________

١٦٤ ـ البيت من معلقته ، وهو في القرطبي ١ / ١٤٦ ، وشرح المعلقات للنحاس ١ / ٥٨. سفته : حسنته وبيضته ، وإياه الشمس : ضوؤها ، أسف : ذرّ ، فلم تكدم : لم تعضض عظما فيؤثر في ثغرها.

١٦٥ ـ البيت للنابغة الذبياني ، وقد تقدم برقم ٤٢.

١٦٦ ـ البيت في شرح الجمل لابن عصفور ٢ / ٦٠٩ ، والخصائص ٢ / ٣٩٧ ، وسر الفصاحة ١٠٢.

١٩٢

باب آخر

من هذا النوع

ـ قال الله تعالى : (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ) (١) ، أي : مطهرك ورافعك إليّ.

وقوله تعالى : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) (٢) ، أي : انشق القمر واقتربت الساعة.

وقوله تعالى في سورة النمل : (فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ما ذا يَرْجِعُونَ) (٣) ، المعنى : فانظر ما ذا يردون عليك ، ثمّ تول عنهم.

وقوله تعالى : (ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى) (٤) ، أي : فتدلى جبريل على محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم دنا منه.

وقوله تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ) (٥). أي : مثل أعمال الذين كفروا بربهم.

وقوله تعالى : (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) (٦). أي : أحسن خلق كلّ شيء.

وقوله تعالى : (وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً

__________________

(١) سورة آل عمران : آية ٥٥.

(٢) سورة القمر : آية ١.

(٣) سورة النمل : آية ٢٨.

(٤) سورة النجم : آية ٨.

(٥) سورة إبراهيم : آية ١٨.

(٦) سورة طه : آية ٥٠.

١٩٣

وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ) (١) الآية ، فمعناه : والله جعل لكم السمع والأبصار والأفئدة ، ثم أخرجكم من بطون أمهاتكم.

وقوله تعالى : (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ) (٢).

قال بعضهم : إذا استعذت بالله فاقرأ القرآن ، كأنه قال : إذا أردت أن تقرأ القرآن فاستعذ بالله أولا.

وقوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً) (٣) ، أي : لم ينزله وله عوج.

وقوله تعالى : (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) (٤) ، المعنى : فلعلك باخع نفسك أسفا إن لم يؤمنوا.

الأبيات على هذا :

قال حميد بن ثور (٥) :

١٦٧ ـ وطعني إليك الليل حضنينه إنّني

لتلك إذا هاب الهدان فعول

حضنا الليل : جانباه ، والهدان : النائم الساكن الجبان.

فمعنى البيت : أنا فعول في طعني إليك جانبي الليل ، إذا نام الجبان ، أي : أنا فعول لتلك الفعلة.

__________________

(١) سورة النحل : آية ٧٩.

(٢) سورة النحل : آية ٩٨.

(٣) سورة الكهف : آية ١.

(٤) سورة الكهف : آية ٦.

(٥) صحابي جليل أدرك الجاهلية والإسلام ، كان أحد الشعراء الفصحاء ، وكان كلّ من هاجاه غلبه ، ولما أتى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنشده أبياتا فيها يقول :

حتى أتيت المصطفى محمدا

يتلو من الله كتابا مرشدا

وعاش إلى خلافة عثمان.

١٦٧ ـ والبيت في تفسير الطبري ٢١ / ٩٥ ، ومجاز القرآن ٢ / ١٣٠.

١٩٤

وقال الآخر :

١٦٨ ـ كأنّ هندا ثناياها وبهجتها

يوم التقينا على أدحال دبّاب

معناه : كأن ثنايا هند ببهجها ، والدّباب : موضع.

وقال الآخر :

١٦٩ ـ وإنّي ـ وإن صدّت ـ لمثن وصادق

عليها بما كانت إلينا أزلّت

أي : مثن عليها بما أزلّت إلينا قبل ، وصادق فيما أقول وإن صدّت عنا الآن.

وقال الآخر :

١٧٠ ـ على صلب الوظيف أكرّ يوما

وتحتي فارس بطل كميت

المعنى : على فارس بطل أكرّ يوما وتحتي كميت صلب الوظيف.

__________________

١٦٨ ـ البيت للراعي :

وهو في ديوانه ص ١٢ ، ومجاز القرآن ٢ / ١٣٠ ، واللسان مادة دبب ، وتفسير الطبري ٢١ / ٩٥ ، وتهذيب اللغة ١٤ / ٧٧ ، والجمل للفراهيدي ص ١٠١ ولم يعرفه المحقق د. قباوة وتصحّف عليه.

قال الأزهري : وبالخلصاء رمل يقال له الدبّاب ، والأدحال : جمع دحل ، وهو ثقب فمه ضيق ، ثم يتسع أسفله متى يمشى فيه.

١٦٩ ـ البيت لكثير عزّة :

وهو في ديوانه ٢ / ٤٦ ، وأمالي القالي ٢ / ١٠٩ ، وخزانة الأدب ٢ / ٣٧٩ ، وشرح الجمل لابن عصفور ١ / ٦٢٤.

١٧٠ ـ البيت قال ابن عدلان الموصلي : لمتعسف محدث ، وقال :

في هذا البيت تقديم وتأخير ، وضرورتان وإعراب ، وترتيبه : على فارس بطل أشدّ يوما وتحتي كميت صلب الوظيف.

ف «جرّ فارسا ب «على» و «بطل» صفته ، ونصب (صلب الوظيف) على أنه حال للنكرة وقد تقدمت عليها. ـ

١٩٥

ـ وقال الفرزدق يمدح خال هشام :

١٧١ ـ وما مثله في الناس إلا مملكا

أبو أمّه حيّ أبوه يقاربه

 أراد : وما مثله في الناس حيّ يقاربه ، وهو أبو أم الملك ، وأبوه يقاربه أيضا. فقدّم وأخّر.

* * *

__________________

ـ والضرورتان : الفصل بالحال بين المجرور وجارّه ، والفصل بالمجرور وصفته بين المبتدأ والخبر.

راجع الانتخاب لكشف الأبيات المشكلة الأعراب ص ٢٤ ، والإفصاح للفارقي ١١٥.

والوظيف : هو لكل ذي أربع ما فوق الرسغ إلى مفصل الساق.

وقال ابن الأعرابي : الوظيف : من رسغي البعير إلى ركبتيه في يديه.

١٧١ ـ البيت في مدح إبراهيم بن هشام بن المغيرة خال هشام بن عبد الملك.

وهو في ديوانه الفرزدق ص ١٠٨ ، والانتخاب ص ٢٠ ، والإفصاح ص ٨٤ ، ومنثور الفوائد لابن الأنباري ص ٥٥ ، والاستغناء في أحكام الاستثناء ٦٥٥.

والبيت فيه ضرورتان.

إحداهما : الفصل بين صفة حي وحيّ ب «أبوه» إذ يقاربه صفة حي.

والثانية : الفصل بين المبتدأ والذي هو : أبو أمه وخبره ـ وهو ـ بحيّ.

١٩٦

باب

ذكر المتضادين باسم واحد

ـ إن سئل عن قوله تعالى : (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ) (١). أليس هذا صفة للمؤمنين؟

والظن هو الشكّ ، فكيف يجوز وصف الموقنين بالشكّ؟

ـ الجواب وبالله التوفيق :

إنّ حدّ الظنّ هو الوقوف بين النقيضين ، فهو اسم من أسماء الأضداد ، فالظنّ هو اليقين والشكّ أيضا (٢) ؛ لأنّ أحد طرفيه شكّ والثاني يقين ، وارد في القرآن ، وفي أشعار العرب موجود.

أمّا نظيره في القرآن فقوله تعالى : (إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ) (٣) ، أي : أيقنت.

وقوله تعالى : (وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها) (٤) ، وقوله تعالى : (إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيما حُدُودَ اللهِ) (٥) ، فهذه بمعنى اليقين.

__________________

(١) سورة البقرة : آية ٤٦.

(٢) قال ابن منظور نقلا عن المحكم : الظن : شك ويقين إلا أنه ليس بيقين عيان ، إنما هو يقين تدبر ، فأما يقين العيان فلا يقال فيه إلا علم.

راجع لسان العرب مادة ظنن ١٣ / ٢٧٢.

(٣) سورة الحاقة : آية ٢٠.

(٤) سورة الكهف : آية ٥٣.

(٥) سورة البقرة : آية ٢٣٠.

١٩٧

وأما بمعنى الشك فكقوله تعالى : (وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ أَحَداً) (١) ، وقوله تعالى : (وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ) (٢).

وأشباه ذلك من المتضادين من قول العرب : الصبح صريم ، والليل صريم (٣) ؛ لأنّ كلّ واحد منهما ينصرم عن صاحبه.

وللضوء سدفة ، وللظلمة سدفة (٤).

حتى قال الخليل : السدفة : وقت انفجار الصبح ، لأنّه جمع بين ظلمة الليل وضوء النهار.

ومنه قوله تعالى : (وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ) (٥). أي : أخفوها ، وقيل : أعلنوها.

وقوله : (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ) (٦). يحتمل للبيع وللشراء.

وقوله تعالى : (حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ) (٧).

قيل : دخل الفزع في قلوبهم ، وقيل : أخرج الفزع عن قلوبهم.

وقوله تعالى : (فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ) (٨). أي : خلف ظهورهم.

__________________

(١) سورة الجن : آية ٧.

(٢) سورة فصلت : آية ٢٣.

(٣) قال ابن منظور : الصرم : القطع البائن ، والصريم : الصبح لانقطاعه عن الليل ، والصريم : الليل لانقطاعه عن النهار.

(٤) قال الصغاني نقلا عن الأصمعي : السّدفة والسّدفة في لغة أهل نجد الظلمة ، وفي لغة غيرهم الضوء ، وهما من الأضداد.

وقال أبو عبيد : بعضهم يجعل السدفة اختلاط الضوء والظلمة معا ، كوقت ما بين طلوع الفجر إلى الإسفار.

راجع العباب ـ مادة (سدف).

(٥) سورة يونس : آية ٥٤.

(٦) سورة يوسف : آية ٢٠.

(٧) سورة سبأ : آية ٢٣.

(٨) سورة آل عمران : آية ١٨٧.

١٩٨

وقوله تعالى : (وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ) (١) ، أي : قدامهم.

وقيل : الخلف : وراء ، وقدام : أيضا وراء (٢) ، وإصدار المواراة.

قال الله تعالى : (وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ) (٣) ، وقال : (مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ) (٤) ، أي : من قدّامه ، وكذلك قوله تعالى : (وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ) (٥).

وكذلك البعض بمعنى الجميع والجزء (٦).

منها قوله تعالى : (وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ) (٧).

وأمّا بمعنى الجميع فقوله تعالى : (أَنَّما يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ) (٨). أي : بجميع ذنوبهم.

__________________

(١) سورة الكهف : آية ٧٩.

(٢) قال شيخنا العلامة أحمد بن محمد حامد الحسني الشنقيطي حفظه الله :

وراء بالفتح وكسر وانضمام

ورادفت خلف ورادفت أمام

وقد أتى مرادفا سواء

فاتل له مستشهدا وراء

بعد «من ابتغى» وفي الإتقان

ما سقته بأوجز البيان

وراء مثلّث الهمزة.

يريد قوله تعالى : (فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ.)

(٣) سورة الأنعام : آية ٩٤.

(٤) سورة إبراهيم : آية ١٦.

(٥) سورة هود : آية ٧١.

(٦) قال ابن منظور : بعض الشيء : طائفة منه. وقيل : بعض الشيء : كله.

وقال ابن سيده : وليس هذا عندي على ما ذهب إليه أهل اللغة من أن البعض في معنى الكل.

وقال أبو العباس أحمد بن يحيى المعروف بثعلب : أجمع أهل النحو على أنّ البعض شيء من أشياء ، أو شيء من شيء إلا هشاما.

راجع لسان العرب مادة بعض ٧ / ١١٩.

(٧) سورة النساء : آية ١٥٠.

(٨) سورة المائدة : آية ٤٩.

١٩٩

باب آخر

قريب من هذه الفصول

ـ خشي ، بمعنى علم ، وبمعنى خاف ، كقوله تعالى : (ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ) (١) ، وقوله تعالى : (فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما) (٢).

ـ وخاف بمعنى علم ، كقوله تعالى : (إِلَّا أَنْ يَخافا أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللهِ) (٣).

وقرىء : (وخاف ربك أن يرهقهما) (*) بمعنى علم.

ـ ورجا بمعنى خاف ، وبمعنى طمع ، منها قوله تعالى : (ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً) (٤).

ـ ويئس بمعنى علم وقنط.

أمّا بمعنى علم فقوله تعالى : (أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا) (٥).

وإنما وضع اليأس مكان العلم ؛ لأنّ من علم شيئا يئس من ضده.

ـ وأمّا الأبيات :

__________________

(١) سورة النساء : آية ٢٥.

(٢) سورة الكهف : آية ٨٠.

(٣) سورة البقرة : آية ٢٢٩.

(٤) سورة نوح : آية ١٣.

(٥) سورة الرعد : آية ٣١.

(*) وهي قراءة شاذة.

٢٠٠