المدخل لعلم تفسير كتاب الله تعالى

أبي النصر أحمد بن محمّد بن أحمد السمرقندي [ الحدّادي ]

المدخل لعلم تفسير كتاب الله تعالى

المؤلف:

أبي النصر أحمد بن محمّد بن أحمد السمرقندي [ الحدّادي ]


المحقق: صفوان عدنان داوودي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار القلم ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٧٦

الاستثناء إلى النسق حتى يتقدم عدد لا يصلح أن يستثنى منه ، فيجري مجرى الواو حينئذ ، وأمّا ههنا فلا يجوز.

وأمّا غيره من أهل المعاني فقد أجازوا ذلك ، واحتجوا بآي من القرآن والأشعار فمنها قوله تعالى : (إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ) (١).

معناه : ومن استرق السمع فأتبعه شهاب ثاقب.

ـ وأمّا الإثبات في معنى المنقطع فمنها قول الشاعر :

١١٩ ـ ليس عليك عطش ولا جوع

إلا الرقاد والرّقاد ممنوع

معناه : لكن الرقاد ممنوع.

وقال الآخر :

١٢٠ ـ نجا سالم والنفس منه بشدقه

ولم ينج إلا جفن سيف ومئزرا

__________________

ـ فهذا صواب في التفسير ، خطأ في العربية ، إنما تكون «إلا» بمنزلة الواو إذا عطفتها على استثناء قبلها ، فهنالك تصير بمنزلة الواو ، كقولك : لي على فلان ألف إلا عشرة إلا مائة ، تريد ب «إلا» الثانية أن ترجع على الألف ، كأنك أغفلت المائة فاستدركتها فقلت : اللهم إلا مائة ، فالمعنى : له عليّ ألف ومائة ، وأن تقول : ذهب الناس إلا أخاك ، اللهم إلا أباك ، فتستثني الثاني ، تريد : إلا أباك وإلا أخاك ، كما قال الشاعر :

ما بالمدينة دار غير واحدة

دار الخليفة إلا دار مروانا

كأنه أراد : ما بالمدينة دار إلا دار الخليفة ودار مروان.

راجع معاني القرآن ١ / ٩٠.

(١) الآية ١٨ من سورة الحجر (فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ.)

١١٩ ـ البيت لم ينسب.

وهو في تفسير القرطبي ١ / ٢٩٤.

١٢٠ ـ البيت لأبي خراش الهذلي.

وهو في الصاحبي ص ١٨٧ ، وديوان الهذليين ٣ / ٢٢ ، ومجالس ثعلب ٢ / ٥٢٤ ، واللسان مادة جفن. ـ

١٦١

وقال آخر :

١٢١ ـ وبلدة ليس بها أنيس

إلا اليعافير وإلا العيس

قال النابغة :

١٢٢ ـ وقفت بها أصيلالا أسائلها

عيّت جوابا وما بالربع من أحد

١٢٣ ـ إلا الأورايّ لأيا ما أبيّنها

والنؤي كالحوض بالمظلومة الجلد

وقال الآخر :

١٢٤ ـ وسمحة المشي شملال قطعت به

أرضا يحار بها الهادون ديموما

١٢٥ ـ مهامها وحزونا لا أنيس بها

إلا الصوائح والأصداء والبوما

__________________

ـ وقال في اللسان : نصب (جفن) على الاستثناء المنقطع ، كأنه قال : نجا ولم ينج. وقال ابن سيده : وعندي أنه أراد : لم ينج إلا بجفن سيف ، ثم حذف وأوصل.

١٢١ ـ البيت لجران العود ، واسمه عامر بن الحارث.

وهو في كتاب سيبويه ١ / ٣٦٥ ، والمقتضب ٢ / ٣١٩ ، وابن يعيش ٢ / ١١٧ ، وشرح الأشموني ٢ / ٤٤٠ ، وإعراب القرآن للنحاس ٣ / ٧٢١ ، والمقتصد للجرجاني ٢ / ٧٢٠.

١٢٢ ـ ١٢٣ ـ البيتان للنابغة الذبياني.

وهما في كتاب سيبويه ١ / ٣٦٤ ، والمقتصد ٢ / ٧١٩ ، والجمل للزجاجي ١ / ٣٢٨ ، وابن يعيش ٢ / ٨٠ ، والمقتضب ٤ / ٤١٤ ، وديوانه ص ٣٠.

ويروى [أصيلانا] بدل [أصيلالا] وهو مصغر جمع أصيل.

والأوراي جمع آري وهي محابس الخيل.

١٢٤ ـ ١٢٥ ـ البيتان للأسود بن يعفر.

وهما في المفضليات ص ٤١٩ ، وخزانة الأدب ٣ / ٢٨٢.

ويروى [إلا الضوابح] بدل [الصوائح].

والشملال : السريعة ، والديموم : القفر التي لا ماء فيها ولا علم ، والمهمه : القفر ، الضوابح : ج ضابح ، وهو الثعلب.

١٦٢

وأمّا «إلا» بمعنى الواو فكقول الشاعر :

١٢٦ ـ إلا كخارجة المكلّف نفسه

وابني قبيصة أن أغيب ويشهدا

وقال الآخر :

١٢٧ ـ من كان أسرع في تفرّق فالج

فلبونه جربت معا وأغدّت

١٢٨ ـ إلا كناشرة الذي ضيّعتم

كالغصن في غوائه المتنبّت

قيل : معناه : وكناشرة.

وقال الآخر :

١٢٩ ـ وكلّ أخ مفارقه أخوه

لعمر أبيك إلا الفرقدان

قيل : معناه : والفرقدان أيضا يفارقان.

__________________

١٢٦ ـ البيت للأعشى من قصيدة قالها لكسرى حين أراد منهم رهائن.

والاستثناء فيه من قوله قبل هذا البيت :

آليت لا نعطيه من أبنائنا

رهنا فيفسدهم كمن قد أفسدا

والبيت في سر صناعة الإعراب ١ / ٣٠٢ ، والمقتضب ٤ / ٤١٨ ، وديوانه ص ٥٦.

١٢٧ ـ ١٢٨ ـ البيتان لعنز بن دجاجة المازني.

وهما من شواهد سيبويه ١ / ٣٦٨ ، والمخصص ١٦ / ٦٨ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٣٠١ ، والمقتضب ٤ / ٤١٦.

قال الأعلم في قوله «إلا كناشرة» : ونصبه على الاستثناء المنقطع ، والمعنى : لكن مثل ناشرة لا جربت لبونة ولا أغدت ، لأنه لم يسرع في تفرق فالج.

وقوله : أغدّت : صار فيها الغدّة ، والغلواء : سرعة الشباب ، والمتنبت : المنمّى والمغذّى ، واللّبون : ذوات اللبن ، تقع على الواحد والجمع ، وفالج وناشرة : رجلان.

١٢٩ ـ البيت لعمرو بن معد يكرب.

وهو في كتاب سيبويه ١ / ٣٧١ ، وخزانة الأدب ٢ / ٥٢ ، ومغني اللبيب ص ١٠١ ، وتفسير القرطبي ١٣ / ١٦١ ، وديوانه ص ١٧٨.

١٦٣

وقال الآخر :

١٣٠ ـ وأرى لها دارا بأغدرة

السّيدان لم يدرس لها رسم

١٣١ ـ إلا رمادا كشفت عنه

الرياح خوالد سحم

وقال الآخر :

١٣٢ ـ ما بالمدينة دار غير واحدة

دار الخليفة إلا دار مروانا

قيل : معناه : ما بالمدينة دار غير دار الخليفة إلا دار مروان ، فيكون الاستثناء منفصلا وقيل : ما بالمدينة دار ودار الخليفة إلا دار مروان. فعلى هذا المعنى يكون الاستثناء متصلا.

* * *

__________________

١٣٠ ـ ١٣١ ـ البيتان للمخبل السعدي.

وهما في المفضليات شرح ابن الأنباري ص ٢٠٨ ، والصحاح ٦ / ٢٥٤٥ ، والصاحبي ص ١٨٥ ، وأمالي المرتضى ٢ / ٣١.

وأغدرة السيدان : موضع بين البصرة والبحرين ، والخوالد : الأثافي ، والسحم : جمع سحمة : وهي لون يضرب إلى السواد ، أي : كانت الأثافي قد دفعت عنه ، ثم أذهبته الرياح.

١٣٢ ـ البيت للفرزدق.

وهو في كتاب سيبويه ١ / ٣٧٣ ، والمقتضب ٤ / ٤٢٥ ، والأبيات المشكلة للفارقي ص ٣٦٨ ، ومعاني القرآن للفراء ١ / ٩٠.

قال الأعلم : الشاهد فيه إجراء «غير» على الدار نعتا لها ، فلذلك ترفع ما بعد «إلا» والمعنى : ما بالمدينة دار هي غير واحدة ـ وهي دار الخليفة ـ إلا دار مروان ، ولو جعل «غير واحدة» استثناء بمنزلة (إلا واحدة) لجاز نصبها على الاستثناء ، ورفعها على البدل.

١٦٤

باب

كان ويكون

ـ فإن سأل سائل عن قوله تعالى : (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ) (١) هل كانوا في الحال غير كاذبين حتى قال : (بِما كانُوا يَكْذِبُونَ؟)

الجواب عنه ـ وبالله التوفيق ـ :

إنّ كلمة «كان» تأتي على أربعة أوجه :

ـ منها ما يدل على الماضي.

ـ ومنها ما يدل على المستقبل.

ـ ومنها ما يدل على الحال.

ـ ومنها ما يكون صلة.

فقوله تعالى : (بِما كانُوا يَكْذِبُونَ) يحتمل المعنيين : الحال والماضي ؛ كأنه يقول : بكذبهم ، أو بكونهم كاذبين ، نظيره قوله تعالى : (بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِ) (٢).

وقوله تعالى : (بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) (٣) ، وقوله تعالى : (وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ) (٤) في الماضي والحال.

__________________

(١) سورة البقرة : آية ١٠.

(٢) سورة الأنعام : آية ٩٣.

(٣) سورة العنكبوت : آية ٣٤.

(٤) سورة الشعراء : آية ٨٦.

١٦٥

وقوله تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ) (١) هذا على قول بعض المفسرين يحتمل الماضي ، ويحتمل الحال أيضا.

وكقوله تعالى : (وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً) (٢) ، (وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) (٣).

ولها نظائر في القرآن.

فهذا يحتمل الماضي والمستقبل والحال كما قال الخليل (٤) وغيره : إنّ هذا خبر عن الله تعالى أنه لم يزل ولا يزال غفورا رحيما ، وهو اليوم يغفر لك ؛ لأن العلم محيط بأنّ الحوادث غير جائزة على الله تعالى.

وأمّا قوله تعالى : (كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا) (٥).

فهذا يدل على الحال فقط ، تقديره : من هو في المهد صبيّ.

وقوله تعالى : (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ) (٦) ، ولها نظائر في القرآن.

ـ وأمّا ما يدلّ على الماضي فقط فقوله تعالى : (كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً) (٧) ، وقوله تعالى : (وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ) (٨) ، وقوله تعالى :

__________________

(١) سورة آل عمران : آية ١١٠.

(٢) سورة النساء : آية ١٦٥.

(٣) سورة النساء : آية ٩٦.

(٤) هو الخليل بن أحمد الفراهيدي ، أخذ علم النحو عن أبي عمرو بن العلاء ، وأخذ عنه سيبويه ، وهو مخترع علم العروض ومعرفة أوزان أشعار العرب ، وأول من صنف في اللغة على حروف المعجم ، له كتاب «العين» ، وطبع مؤخرا ، توفي سنة ١٧٠ ه‍.

(٥) سورة مريم : آية ٢٩.

(٦) سورة الأحزاب : آية ٤٠.

(٧) سورة البقرة : آية ٢١٣.

(٨) سورة النمل : آية ٤٨.

١٦٦

(وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ) (١) ، وقوله تعالى : (وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ) (٢).

ـ وأمّا ما يكون بمعنى المستقبل فقوله تعالى : (وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً) (٣) ، أي : يكون.

وقوله تعالى : (إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا) (٤) ، ولها نظائر.

ـ وأمّا ما يكون بمعنى الصلة فكقوله تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ) (٥) ، أي : لا يعذبهم الله وأنت فيهم.

وقوله تعالى : (ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ) (٦) ، أي : لم يتخذ الله من ولد.

وقوله تعالى : (وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا) (٧) ، وقوله تعالى : (وَما كانَ لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطانٍ) (٨).

وأمّا الأبيات على هذه الأوجه فمنها قول الشاعر :

١٣٣ ـ فأدركت من قد كان قبلي ولم أدع

لمن كان بعدي في القصائد مصنعا

__________________

(١) سورة الواقعة : آية ٤٦.

(٢) سورة هود : آية ٧.

(٣) سورة الأحزاب : آية ٣٧.

(٤) سورة مريم : آية ٦١.

(٥) سورة الأنفال : آية ٣٣.

(٦) سورة مريم : آية ٣٥.

(٧) سورة مريم : آية ٦٤.

(٨) سورة إبراهيم : آية ١١.

١٣٣ ـ البيت لجرير ، وهو في ديوانه ص ١٥٦.

وذكره ابن الأنباري في الأضداد على أن كان تكون للماضي والمستقبل ، ولم ينسبه المحقق محمد أبو الفضل إبراهيم. انظر الأضداد ص ٦٠.

وهو في الخزانة ١٠ / ٣ ، وأمالي المرتضى ٢ / ١٩٩ من غير نسبة فيهما ، ولم ينسبهما المحقق عبد السّلام هارون ومحمد أبو الفضل إبراهيم.

١٦٧

كان الأول للماضي ، والثاني للمستقبل.

وقال الآخر :

١٣٤ ـ إنّ الفصاحة والسماحة ضمّنا

قبرا بمرو على الطريق الواضح

١٣٥ ـ فإذا مررت بقبره فاعقر به

كوم الجلاد وكلّ طرف سابح

١٣٦ ـ وانضح جوانب قبره بدمائها

فلقد يكون أخا دم وذبائح

أي : كان ، فهذا للماضي.

وقال الآخر :

١٣٧ ـ وإني لآتيكم بشكري ما مضى

من الأمس واستيجاب ما كان في غد

أي : ما يكون ، فهذا للمستقبل.

__________________

١٣٤ ـ ١٣٥ ـ ١٣٦ ـ الأبيات لزياد الأعجم من قصيدة عدّتها خمسون بيتا ، رثى بها المهلب بن أبي صفرة وأوردها القالي في ذيل الأمالي ص ٧ ، وابن خلكان في ترجمة المهلب ٥ / ٣٥٤.

والأبيات في خزانة الأدب ١٠ / ٤ ، والأمالي الشجرية ١ / ٤٥.

وقوله : كوم الجلاد : الكوم جمع كوماء وهي الناقة السمينة ، الجلاد : جمع جلدة وهي أدسم الإبل لبنا. والطرف : الأصيل من الخيل. والسابح : السريع الجريء.وكانوا يعقرون الإبل مكافأة للميت على ما كان يعقر من الإبل في حياته.

١٣٧ ـ البيت للطّرمّاح.

وهو في الأمالي الشجرية ١ / ٤٥ و ٣٠٤ ، و ٢ / ١٧٦ ، وتفسير الطبري ١ / ٤٢ ، واللسان ـ مادة (شكر) ، وديوانه ص ٥٧٢.

ويروى [تشكّر] ويروى [تذكّر] بدل [بشكري].

أي : لنشكر ما مضى ، وأراد : ما يكون ، فوضع الماضي موضع الآتي ، وسيكرر البيت ثانية.

وهو في شفاء العليل شرح التسهيل ١ / ١١٢ ، والخصائص ٣ / ٣٣١.

١٦٨

وأمّا الصلة فكما قال الآخر :

١٣٨ ـ فكيف إذا مررت بدار قوم

وجيران لنا كانوا كرام

«كان» ههنا صلة ، وإلا كان يقول : كراما.

* * *

__________________

١٣٨ ـ البيت للفرزدق من قصيدة يمدح بها هشام بن عبد الملك.

والبيت في كتاب سيبويه ١ / ١٨٩ ، وشرح ابن عقيل ١ / ٢٨٩ ، ومغني اللبيب ص ٣٧٧ ، وديوانه ص ٥٩٧

قال ابن هشام في توضيحه : إنّ شرط زيادة «كان» أن تكون وحدها ، فلا تزاد مع اسمها.

وأنكر زيادتها في هذا البيت موافقا في ذلك المبرد ، وقال : إن قوله «لنا» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر كان مقدم عليها.

١٦٩

باب

وجوه «ما»

إذا كان صلة ، أو بمعنى الذي ، أو كناية عن نكرة ، أو بمعنى الشرط.

ـ فإن سئل عن قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها) (١) ، فأي «ما» هذه؟

قلنا : إنّ أهل المعاني اختلفوا فيها :

قال بعضهم : إنّ «ما» ههنا قام مقام اسم نكرة على معنى : إنّ الله لا يستحي أن يضرب مثلا شيئا ، بعوضة فما فوقها.

جعل البعوضة بدلا ، كما يقال في الكلام : بما خير من ذلك ، يعني لشيء خير من ذلك.

ـ وقال ابن كيسان (٢) : إذا حذفت «ما» عن الكلمة ، ولم تفسد الكلمة فإنها الصلة.

وقيل : «ما» إنما يكون صلة إذا كان في وسط الكلام ، كمثل قوله تعالى : (عَمَّا قَلِيلٍ) (٣) ، أو في آخر الكلام مثل قولهم : [أحبب حبيبك هونا

__________________

(١) سورة البقرة : آية ٢٦.

(٢) هو أبو الحسن محمد بن كيسان ، ممن جمع بين نحو البصريين والكوفيين ، أخذ عن المبرد وثعلب وله كتب نافعة ، توفي سنة ٢٩٩ ه‍.

(٣) سورة المؤمنون : آية ٤٠.

١٧٠

ما] (١) ولا يكون صلة في أول الكلام.

وقيل : إن «ما» ههنا بمعنى الذي ، فتقديره : إنّ الله لا يستحي أن يضرب مثلا الذي هو بعوضة. والذي يقوّي هذا التأويل ما قرىء في الشواذ : (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً) (٢) برفع التاء.

ـ وقيل : إنّ «ما» ههنا أدخل لمعنى ، كما قيل في كلام العرب : [مطرنا ما بين زبالة فالثعلبية] (٣). فتقدير الكلام : ما بين بعوضة إلى ما فوقها.

وقيل : إن «ما» ههنا صلة ، وهو أقوى الوجوه.

فتقدير الكلام : إنّ الله لا يستحي أن يضرب مثلا ببعوضة فما فوقها.

وتقدير آخر : أن يضرب مثلا بعوضة ، على البدل.

ـ وقال البصريون : إنّ «ما» إذا اتصل بما يختص بالأسماء ، فإنه

__________________

(١) هذا حديث شريف وليس من قولهم.

روي عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما».

أخرجه الترمذي والبيهقي ، راجع الفتح الكبير للسيوطي ١ / ٤٨.

(٢) وبها قرأ رؤبة بن العجاج ، وهذه لغة تميم ، جعل «ما» بمعنى «الذي» ورفع بعوضة على إضمار ابتداء.

راجع إعراب القرآن للنحاس ١ / ١٥٣.

(٣) زبالة كثمامة ، والثعلبية بفتح الثاء.

موضعان من منازل طريق مكة إلى الكوفة.

وقال ابن جني : تقول : مطرنا ما بين زبالة فالثعلبية إذا أردت أن المطر انتظم الأماكن التي ما بين هاتين القريتين ، يقروها شيئا فشيئا بلا فرجة ، وإذا قلت : مطرنا ما بين زبالة والثعلبية فإنما أفدت بهذا القول أن المطر وقع بينهما ، ولم ترد أنه اتصل في هذه الأماكن من أولها إلى آخرها.

راجع معاني القرآن للفراء ١ / ٢٢ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٢٢ ، وخزانة الأدب ١١ / ١٠ ـ ٢٠.

١٧١

لا يكون صلة ، كقوله تعالى : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ) (١) ، وقوله تعالى : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا) (٢).

قالوا : إنّ «ما» في قوله تعالى : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ) دخلت للوصف ، يعني : برحمة تامة.

وقوله تعالى : (فَبِما نَقْضِهِمْ) (٣). أي : بنقضهم.

وفي قوله تعالى : (رُبَما ،) أي : ربّ وقت يكون كذا وكذا.

ـ وأمّا إذا كان متصلا بما لا يختص بالأسماء ، فإنه يكون صلة زائدا ، كقوله تعالى : (حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ) (٤). فهذا عند بعض البصريين.

ـ وأمّا عند بعضهم فعلى خلاف ذلك.

وقال غير البصريين : إنّ «ما» في مثل هذه الأماكن صلة زائدة. لا تعمل في الاسم الذي يليها ، فإن قبلها مجرور جررت الاسم الذي يليها ، وإن كان منصوبا نصبته ، وكذلك المرفوع في ذلك فمن ذلك قوله تعالى : (أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً ،) وقوله : (فَبِما رَحْمَةٍ.)

ـ وذكر أبو بكر ابن الأنباري (٥) فقال : ليس من حذّاق النحويين من يدّعي أنّ «ما» لا يوجد بين دخولها وسقوطها فرق ، بل كلهم يخبر أنّها

__________________

(١) سورة آل عمران : آية ١٥٩.

(٢) سورة الحجر : آية ٣.

(٣) سورة النساء : آية ١٥٥.

(٤) سورة فصلت : آية ٢٠.

(٥) هو القاسم بن محمد ، كان علّامة وقته في الآداب ، وأكثر الناس حفظا ، كان صدوقا ديّنا ، يحفظ ثلثمائة ألف بيت شاهد في القرآن الكريم ، له من الكتب «المذكر والمؤنث» وقد طبع ، و «الزاهر» مطبوع ، وله «غريب الحديث» لم يطبع ، قيل : إنه خمسة وأربعون ألف ورقة.

١٧٢

إذا دخلت أحدثت معنى التوكيد للكلام وإن أسقطت سقط معنى التوكيد ؛ لأنّ من قال : عن قليل ما تعرف الخبر ، يكون أوكد من قول من قال : عن قليل تعرف الخبر ، وأنشد قول الشاعر :

١٣٩ ـ وأبوك بسر ما يفنّد عمره

وإلى بلى ما يرجعنّ جديد

والمعنى : وإلى بلى يرجع الجديد ، فأكّد الكلام.

فأما نظائره من الآيات فمنها قوله تعالى : (عَمَّا قَلِيلٍ) (١) ، المعنى : عن قليل.

وقوله تعالى : (قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ) (٢). أي : قليلا شكركم.

وقوله تعالى : (قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ) (٣) ، أي : قليلا إيمانكم.

وقيل : إنّ «ما» ههنا صفة مصدر محذوف ، كأنه قال : فإيمانا قليلا تؤمنون.

وقوله تعالى : (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ) (٤). أي : من خطيئاتهم.

وأما قوله تعالى : (أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) (٥).

فقيل : إنه إذا كان «أين» موصولة ب «ما» كان «ما» صلة.

وإذا كانت مفصولة كان بمعنى الذي ، كأنه قال : أين الذي تعبدون من دون الله.

ـ وقد يكون «أينما» ظرفا واستفهاما ؛ فالاستفهام «أين ما كنتم

__________________

١٣٩ ـ البيت في ضرائر الشعر لابن عصفور ص ٣٠ ، ولم ينسبه المحقق ، وهو للبيد في ديوانه ص ٤٧. وبسر مرخّم بسرة وهي ابنته.

(١) سورة المؤمنون : آية ٤٠.

(٢) سورة السجدة : آية ٩.

(٣) سورة الحاقة : آية ٤١.

(٤) سورة نوح : آية ٢٥.

(٥) سورة الشعراء : آية ٩٢.

١٧٣

تَعْبُدُونَ) (١) ، والظرف كقوله تعالى : (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ) (٢). يعني : أيّ موضع تكونوا.

ـ وأما قوله تعالى : (إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ) (٣).

فإن قرأت «الميتة» بالنصب كان «إنّما» بمنزلة كلمة واحدة ، والميتة منصوبة بإيقاع الفعل عليها.

وإن قرأت بالرفع (٤) كان «ما» بمنزلة الذي ، تلخيصه : إن الذي حرم عليكم الميتة ، أو المحرّم عليكم.

وقوله تعالى : (وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ) (٥). أي : والذي أصابكم.

وقوله تعالى : (وَالسَّماءِ وَما بَناها) (٦). قيل : والذي بناها.

وقيل : إن حاصل المعنى : وبنائها.

وقوله تعالى : (إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ) (٧). أي : الذي صنعوا كيد ساحر.

وقوله تعالى : (وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ) (٨). أي : الذي يدعونه.

فجميع ما وجدته من القرآن فقسه على هذا.

__________________

(١) سورة الشعراء : آية ٩٢.

(٢) سورة النساء : آية ٧٨.

(٣) سورة البقرة : آية ١٧٣.

(٤) لم يقرأ بذلك أحد من القراء ، وإنما ذلك يجوز لغة.

(٥) سورة آل عمران : آية ١٦٦.

(٦) سورة الشمس : آية ٥.

(٧) سورة طه : آية ٦٩.

(٨) سورة لقمان : آية ٣٠.

١٧٤

وأمّا الذي بمعنى الشرط فقوله تعالى : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ، وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (١).

وقوله تعالى : (ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها) (٢) الآية.

فأجيب بالفاء ليدلّ أنّ «ما» للشرط.

ـ الأبيات في هذا المعنى :

قال الشاعر :

١٤٠ ـ دعيني إنما خطأي وصوبي

عليّ وإنّما أتلفت مالي

ف «ما» في المصراع الأول صلة ، وفي الثاني بمعنى الذي.

وقال الشاعر :

١٤١ ـ قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا

إلى حمامتنا أو نصفه فقد

وقال الآخر :

١٤٢ ـ إلى أوس بن حارثة بن لأم

ليقضي حاجتي فيما قضاها

__________________

(١) سورة الحشر : آية ٧.

(٢) سورة فاطر : آية ٢.

١٤٠ ـ البيت لأوس بن غلفاء التميمي يخاطب زوجته.

وهو في الأشباه والنظائر للسيوطي ٣ / ٢٣٨ ، وذكر فيه مناظرة نحوية.

وفي مجاز القرآن ١ / ٢٤١ ، وشرح الجمل لابن عصفور ٢ / ١٠١ ، ومقاييس اللغة ٣ / ٣١٨ ، والخزانة ٣ / ٥١٥ ، والمساعد ٢ / ٣٧٧.

١٤١ ـ البيت للنابغة الذبياني من معلقته الدالية.

وهو في ديوانه ص ٤٤ ، وشذور الذهب ص ٣٦٢ ، وأوضح المسالك رقم ١٣٨ ، ومغني اللبيب ص ٨٩.

١٤٢ ـ البيت لبشر بن أبي خازم يمدح أوس بن حارثة ، وبعده :

فما وطىء الثرى مثل ابن سعدى

ولا لبس النعال ولا احتذاها

راجع خزانة الأدب ٩ / ٤٠٢ ، وديوانه ص ٢٢٢.

١٧٥

وقال الآخر :

١٤٣ ـ إذا ما امرؤ حاولن أن يقتتلنه

بلا إحنة بين النفوس ولا ذحل

وقال آخر :

١٤٤ ـ إذا ما الموت حلّ بدار قوم

يحلّ بدار قوم آخرينا

١٤٥ ـ فقل للشامتين بنا أفيقوا

سيلقى الشامتون كما لقينا

وقال امرؤ القيس :

١٤٦ ـ ألا يا لهف نفسي إثر قوم

هم كانوا الشفاء فلم يصابوا

١٤٧ ـ وقاهم جدّهم ببني أبيهم

وبالأشقين ما كان العقاب

فمنهم من جعل «ما» في الأبيات صلة ، ومنهم من جعلها تأكيدا في الكلام.

__________________

١٤٣ ـ البيت لذي الرمة ، وهو في ديوانه ص ٥٧٢.

وهو في أمالي القالي ٢ / ٢٦٤ ، والاقتضاب ص ٢٣٤ ، واللسان ـ مادة (ذحل).

وجواب إذا في بيت آخر ، وبه كمال المعنى ، وهو قوله :

تبسمن عن نور الأقاحي في الثرى

وفترن من أبصار مضروجة نجل

والذحل : طلب الثأر.

١٤٤ ـ ١٤٥ ـ البيتان لخال الفرزدق واسمه العلاء بن قرظة ، وقيل : لذي الإصبع العدواني.

ويروى الأول :

إذا ما الدهر جرّ على أناس

كلاكله أناخ بآخرينا

راجع خزانة الأدب ٢ / ٢٨٧ ، ومجمع الأمثال ١ / ٣٦٧ ، وتفسير القرطبي ٧ / ٢٩١ ، وشرح الحماسة للتبريزي ٣ / ١١١.

١٤٦ ـ ١٤٧ ـ البيتان من مطلع قصيدة له ، قالها حينما قصد خصومه من بني أسد ، وكانوا هربوا ، فوضع السيف في بني كنانة حيث ظنهم مطلوبه ، فلما علم أنهم رحلوا قال قصيدته. والبيتان في ديوانه ص ٤٤.

١٧٦

وقال الآخر :

١٤٨ ـ إذا ما مات ميت من تميم

فسرّك أن يعيش فجىء بزاد

* * *

__________________

١٤٨ ـ البيت ليزيد بن الصعق.

ويروى أن معاوية قال للأحنف بن قيس : أخبرني عن قول الشاعر :

إذا ما مات ميت من تميم

فسرّك أن يعيش فجىء بزاد

بخبز أو بتمر أو بسمن

أو الشيء الملفّف بالبجاد

تراه يطوف في الآفاق حرصا

ليأكل رأس لقمان بن عاد

ما هذا الشيء الملفّف في البجاد؟

قال الأحنف : السخينة يا أمير المؤمنين. قال معاوية : واحدة بواحدة ، والبادىء أظلم.

والسخينة : طعام كانت تعمله قريش من دقيق ، وهو الحريرة ، فكانت تسبّ به.

القصة في العقد الفريد ٢ / ٢٦٣ ، والبيت أيضا في طبقات الشعراء ص ٧٥.

١٧٧

باب

«أمّا» ، بفتح الألف

ـ إن سئل عن قوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ، وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا...) (١) الآية ، فلأي معنى دخلت الفاء في جوابهما؟

والفاء إنما تدخل في جواب الشرط ، وأية كلمة هي؟

ـ الجواب ـ وبالله التوفيق :

إنّ «أمّا» كلمة يؤتى بها لتأكيد الكلام وتحقيقه ، ويقضي جوابا بالفاء ؛ لأنّ فيها معنى الشرط والجزاء.

إذا قيل : أمّا زيد فقد آمن ، وأمّا عمرو فقد كفر ، كأنه قال : مهما يكن من شيء فقد آمن زيد ، ومهما يكن من شيء فقد كفر عمرو.

ومنها قوله تعالى : (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ، وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ ، وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) (٢).

فتلخيص الكلام : فأما إن كنت قاسيت اليتم فلا تقهر اليتيم ؛ وأما إن كنت من قبل فقيرا فلا تنهر الفقير ، وأما إن كنت عرفت نعمتي فحدث بها.

__________________

(١) الآية ٢٦ من سورة البقرة وتتمتها : (وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً.)

(٢) سورة الضحى : آيات ٩ ـ ١١.

١٧٨

وقوله تعالى : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ) (١) ، (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ...) (٢) الآية. ومن للشرط فأجيب بالفاء.

وقوله تعالى : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى ،) إلى قوله : (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى ، وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى) إلى قوله : (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى) (٣).

وقوله تعالى : (فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ) (٤).

وقوله تعالى : (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ) (٥) إلى آخر الآية.

فتلخيص الكلام : وأما ثمود مهما هديناهم فاستحبوا العمى على الهدى.

(وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا) (٦).

وجميع ما تجد في القرآن فعلى هذا ، والله أعلم بمراده.

وقيل في «أمّا» بعبارة أخرى :

إنها «أنّ» المفتوحة التي ضمّ إليها «ما» صلة ، وأجيب بالفاء لدخول معنى الجزاء فيه كما بيّنا. قال الشاعر :

__________________

(١) سورة الحاقة : الآيتين ١٩ ـ ٢٠.

(٢) (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ) [سورة الحاقة : آيات ٢٥ ـ ٢٧].

(٣) (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى ، وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى) [سورة الليل : آيات ٥ ـ ٩].

(٤) سورة الواقعة : آية ٨٨.

(٥) (فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى) [سورة فصّلت : آية ١٨].

(٦) سورة الحاقة : آية ٩.

١٧٩

١٤٩ ـ فأمّا تميم تميم بن مرّ

فألفاهم القوم روبى نياما

وقال الآخر :

١٥٠ ـ فأمّا الحرام فمركوبة

وأمّا الحلال فلم تركب

__________________

١٤٩ ـ البيت لبشر بن أبي خازم الأسدي ، وهو شاعر جاهلي ، عدّه ابن سلام في الطبقة الثانية من شعراء الجاهلية ، والبيت في كتاب سيبويه ١ / ٤٢ ، وأمالي ثعلب ص ١٩١ ، ومعاني القرآن للأخفش ١ / ٧٨ ، وديوانه ص ١٩٠.

وقوله : روبى : جمع روبان : وهو الذي استثقل نوما.

١٥٠ ـ البيت تقدم برقم ١٠٩.

١٨٠