أبي النصر أحمد بن محمّد بن أحمد السمرقندي [ الحدّادي ]
المحقق: صفوان عدنان داوودي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار القلم ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٧٦
وقال الآخر :
٢٣٦ ـ ولو خلّد امرؤ لقديم مجد |
|
ولكن لا سبيل إلى الخلود |
وقال الآخر :
٢٣٧ ـ ولو لا حصين عينه أن أسوءه |
|
وإنّ بني عمرو صديق ووالد |
وقال الآخر :
٢٣٨ ـ فلو في يوم معركة أصيبوا |
|
ولكن في ديار بني مرينا |
فصل
أمّا حذف جواب الاستفهام :
ففي قوله تعالى : (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً) (١).
وقوله تعالى : (أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ) (٢) يحتمل أن جوابه : كمن ليس كذلك.
وكذلك قوله تعالى : (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ) (٣).
وقوله تعالى : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ) (٤) ، وقوله تعالى : (أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ) (٥).
وقوله تعالى : (أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى) (٦) ، جوابه : يؤذيه هذا الكافر.
__________________
٢٣٦ ـ البيت لم أجده.
٢٣٧ ـ البيت تقدم ، ومعناه : منهم الصديق ومنهم الوالد. وكان رقمه ٩٠.
٢٣٨ ـ البيت لامرىء القيس. وهو في ديوانه ص ١٦٩.
(١) سورة فاطر : آية ٨.
(٢) سورة الرعد : آية ٣٣.
(٣) سورة الزمر : آية ٩.
(٤) سورة الزمر : آية ٢٢.
(٥) سورة الزمر : آية ٢٤.
(٦) سورة العلق : آية ١١.
وقوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (١).
فصل
ـ وأمّا حذف الجواب عن القسم ، وتأخيره عن محله فجائزان :
ـ أما حذف الجواب ففي قوله تعالى : (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) (٢) ، جوابه : لتبعثنّ ، يدل عليه قوله تعالى : (أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً) (٣).
وكذلك قوله : (وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً) (٤) ، جوابه : لتبعثنّ ، يدل عليه قوله تعالى : (أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ) (٥).
ـ وأمّا تأخيره عن محله فقوله تعالى : (وَالْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ) (٦) ، جوابه : (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ) (٧).
وقوله تعالى : (ص وَالْقُرْآنِ) (٨) ، جوابه : (إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ) (٩) ، وقيل : جوابه : (إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌ) (١٠).
وقوله تعالى : (وَالشَّمْسِ وَضُحاها) (١١) ، جوابه : (قَدْ أَفْلَحَ) (١٢) ، وقوله تعالى : (كهيعص) (١٣) ، جوابه : (ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ) (١٤).
__________________
(١) سورة هود : آية ١٧.
(٢) سورة ق : الآيتين ١ ـ ٢.
(٣) سورة ق : آية ٣.
(٤) سورة النازعات : آية ١.
(٥) سورة النازعات : آية ١٠.
(٦) سورة الفجر : الآيتين ١ ـ ٢.
(٧) سورة الفجر : آية ١٤.
(٨) سورة ص : الآيتين ١ ـ ٢.
(٩) سورة ص : آية ٧.
(١٠) سورة ص : آية ٦٤.
(١١) سورة الشمس : آية ١.
(١٢) سورة الشمس : آية ٦.
(١٣) سورة مريم : آية ١.
(١٤) سورة مريم : آية ٣٥.
فصل
ـ وأمّا حذف الجواب عن السؤال فكقوله تعالى : (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى) (١).
وقوله : (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ) (٢).
وقوله تعالى : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) (٣).
وأمّا قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) (٤) ، جوابه : شقوا. وفيه إشكال آخر ، حيث عطف الفعل المستقبل على الماضي.
وقيل : معناه العطف ، كأنه قال : إنّ الكافرين والصادين عن سبيل الله.
قال الشاعر :
٢٣٩ ـ خلا أنّ حيّا من قريش تفضّلوا |
|
على الناس أو أنّ الأكارم نهشلا |
__________________
(١) سورة النجم : آية ١٩.
(٢) سورة الشعراء : الآيتين ٢٠٥ ـ ٢٠٦.
(٣) سورة الانشقاق : آية ١ ، وهذا ليس من حذف جواب الاستفهام ، بل من حذف جواب الشرط.
(٤) سورة الحج : آية ٢٥.
قال النحاس : فإن قيل : كيف يعطف مستقبل؟ ففيه ثلاثة أوجه :
منها : أن يكون عطف جملة على جملة ، ومنها : أن يكون في موضع الحال ، وقال أبو إسحاق : هو معطوف على المعنى ؛ لأن المعنى : إن الكافرين والصادين عن المسجد الحرام.
راجع إعراب القرآن للنحاس ٢ / ٣٩٦.
٢٣٩ ـ البيت للأخطل.
وهو في شرح المفصل لابن يعيش ١ / ١٠٤ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٤٦٢ ، والخصائص ٢ / ٣٧٤. ـ
قال عبد مناف :
٢٤٠ ـ الطعن شغشغة والضرب هيقعة |
|
ضرب المعوّل تحت الديمة العضدا |
٢٤١ ـ وللقسيّ أزاميل وغمغمة |
|
حسّ الجنوب تسوق الماء والبردا |
٢٤٢ ـ حتى إذا أسلكوهم في قتائدة |
|
شلا كما تطلب الجمّالة الشّردا |
الشغشغة : إدخال الطعن وإخراجه.
والهيقعة : هو الضرب من فوق.
والمعوّل : صاحب العالة وهي : ظلة يتّخذها الرعاة للبهم.
العضد : ما يقطعه الراعي لبهمه.
والأزاميل : الأصوات ، واحدها : إزمل.
الغمغمة : صوت لا يفهم.
حسّ الجنوب : صوتها ، والقتائدة : هو الطريق.
قوله : حتى إذا أسلكوهم محذوفة الجواب ؛ لأن هذا ماخر القصيدة.
__________________
ـ قال ابن جني : والكوفيون يأبون حذف خبر أن إلا مع النكرة ، فأما احتجاج أبي العباس عليهم بالبيت ، أي : أو أن الأكارم نهشلا تفضلوا.
قال أبو علي : وهذا لا يلزمهم ؛ لأنّ لهم أن يقولوا : إنما منعنا حذف خبر المعرفة مع إنّ المكسورة ، فأما مع أنّ المفتوحة فلن نمنعه.
٢٤٠ ـ ٢٤١ ـ ٢٤٢ ـ الأبيات لعبد مناف بن ربع الهذلي ، شاعر جاهلي من شعراء هذيل يذكر وقعة يوم أنف.
والأبيات في ديوان الهذليين ٢ / ٤٠ ، وخزانة الأدب ٧ / ٤٠ ، والجمهرة ١ / ١٥٣ ، واللسان مادة : شلّ ، زمل ، شغشغ.
والأزاميل : أزملة القسي : رنينها ، والجمّالة : أصحاب الجمل ، وقتائدة : ثنية ، وكل ثنية قتائدة. والشل : الطرد ، أي : حتى إذا أسلكوهم شلّوهم شلا فاستغنى بذكر المصدر عن ذكر الفعل لدلالته عليه وحذف الجواب للعلم به توخيا للإيجاز.
باب
حذف القول إن الكلام والمعنى أنبأ به
ـ ما معنى قوله تعالى : (قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ) (١) خبر ، وقوله : (كُلُوا) أمر ، و (اشْرَبُوا) معطوف عليه؟
قلنا ـ وبالله التوفيق ـ :
هذا من اختصار كلام العرب ، إذا المعرب طريقه في الاختصار والحذف من الكلام إذا كان الحال ينبىء عن المعنى.
فمنها : حذف القول من الكلام ، فتقديره : وقلنا بوحي منا : كلوا واشربوا ، أي : قال لهم موسى : كلوا واشربوا.
ونظائره من القرآن قوله تعالى : (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ* سَلامٌ) (٢).
وقوله تعالى : (يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ) (٣) ، إلى قوله : (رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ.) أي : يقولون يومئذ : ربنا اكشف عنا.
وقوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ) (٤). معناه : يقال لهم : أكفرتم.
__________________
(١) (قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللهِ) [سورة البقرة : آية ٦٠].
(٢) سورة الرعد : آية ٢٤.
(٣) (يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ رَبَّنَا اكْشِفْ...) [الدخان : الآيتين ١٠ ـ ١١].
(٤) سورة آل عمران : آية ١٠٦.
وقوله تعالى : (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ) (١) ، أي : قائلين : ما نعبدهم أو قالوا : ما نعبدهم.
وقوله تعالى : (وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ) (٢) ، يعني : يقال له : لقد كنت.
وقوله تعالى : (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا) (٣). أي : قالوا.
وقوله تعالى : (شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يا وَيْلَنا) (٤). أي : قالوا.
وقوله تعالى : (يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ) (٥) إلى قوله : (وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ ،) أي : يقال لهم : لن ينفعكم.
وقوله سبحانه وتعالى : (وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ) (٦). أي : يقولون لهم : هذا يومكم.
وقوله تعالى : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ) (٧) إلى قوله : (وَإِنْ جاهَداكَ.)
وقوله تعالى : (تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجانا) (٨). أي : قائلين : لئن أنجيتنا.
__________________
(١) سورة الزمر : آية ٣.
(٢) سورة ق : الآيتين ٢١ ـ ٢٢.
(٣) سورة آل عمران : آية ١٩١.
(٤) سورة الأنبياء : آية ٩٧.
(٥) (يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ ...) [الزخرف : الآيتين ٣٨ ـ ٣٩].
(٦) سورة الأنبياء : آية ١٠٣.
(٧) (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ وَإِنْ جاهَداكَ) [سورة لقمان : الآيتين ١٣ ـ ١٤].
(٨) سورة الأنعام : آية ٦٣.
وقوله تعالى : (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يا مَعْشَرَ الْجِنِ) (١). أي : نقول : يا معشر الجن.
وقوله تعالى : (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هذا) (٢). أي : يقال لهم : أليس هذا ، وأشباهها.
وأمّا الأبيات في هذا الباب فقول الشاعر :
٢٤٣ ـ تقول بنتي وقد قرّبت مرتحلا |
|
يا ربّ جنّب أبي الأوصاب والوجعا |
٢٤٤ ـ عليك مثل الذي صلّيت فاغتمضي |
|
نوما فإنّ لجنب المرء مضطجعا |
أراد : قلت لها ذلك.
وقال امرؤ القيس :
٢٤٥ ـ ويوما على ظهر الكثيب تعذّرت |
|
عليّ وآلت حلفة لم تحلّل |
٢٤٦ ـ أفاطم مهلا بعض هذا التدلل |
|
وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي |
__________________
(١) سورة الأنعام : آية ١٢٨.
(٢) سورة الأحقاف : آية ٣٤.
٢٤٣ ـ ٢٤٤ ـ البيتان للأعشى ، وهما في تفسير القرطبي ١ / ١٦٨ ، ومجاز القرآن ٢ / ١٣٨ ، وديوانه ص ١٠٥ ـ ١٠٦.
٢٤٥ ـ ٢٤٦ ـ البيتان في معلقته ، راجع شرح المعلقات ١ / ١٤ ، والثاني في مغني اللبيب ص ١٧ ، وهما في ديوانه ص ١١٣.
أراد : قلت لها : أفاطم.
وقال الآخر :
٢٤٧ ـ نبّئت زيدا مخصبا يدعونا |
|
يا بكر هذا عشب فأتونا |
القول مضمر ، أي : قال : يا بكر.
وقال الآخر :
٢٤٨ ـ ما للجفان تخطّاني كأنهم |
|
لم يمس حول ذرابيتي المساكين |
أراد : كأنّهم يقولون.
* * *
__________________
٢٤٧ ـ لم أجده.
٢٤٨ ـ لم أجده.
باب الواوات
ـ إن سئل عن قوله تعالى : (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ) (١).
ما هذه الواو؟
قلنا : قد اختلفوا فيها.
قيل : إنّ الواو واو الاستئناف ، واللام من صلة فعل مضمر ، والتقدير : وفعل ذلك لتكملوا العدّة وكذلك قوله تعالى : (وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) (٢).
وقيل : إن الواو في الآية واو عطف ، عطف اللام ، أي بعدها على اللام المحذوفة.
والتأويل : يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ليسعدكم ولتكملوا العدّة ، فحذفت اللام الأولى لوضوح معناها ، وبقيت الثانية معطوفة عليها ؛ لأنّ قيام معناها في الكلام يجري مجرى إظهارها.
وقيل : إنّ الواو معطوفة على اليسر.
فالتأويل : يريد الله بكم اليسر وتكميل العدة وتكبيركم الله على ما هداكم.
__________________
(١) سورة البقرة : آية ١٨٥.
(٢) سورة الأنعام : آية ٧٥.
فقامت اللام مقام المفعول ، كما قال الله تعالى : (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ) (١). أي : يريدون إطفاء نور الله ، فنابت اللام عن المفعول كقول كثيّر :
٢٤٩ ـ أريد لأنسى ذكرها فكأنما |
|
تمثّل لي ليلى بكلّ سبيل |
أراد : أريد نسيان ذكرها.
وأما قوله تعالى : (وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ) (٢).
ـ فقيل : إن الواو ثبتت ههنا ليعلم أنّ ما بعدها ليس بشرط للأول.
وكذلك قوله تعالى : (وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ) (٣) ، وقوله : (وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ) (٤).
ـ وقيل : إنّ مع الواو ضميرا وهو تكرار الفعل.
معناه : أمتناك ثم أحييناك لنجعلك آية للناس.
وقيل : إن الواو ههنا زائدة مقحمة ، كما زيدت في قوله : (حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها) (٥).
وقد تزاد واو النسق حتى يكون الكلام كأنه لا جواب له ، وأكثر ما تزاد عقيب «فلما» و «حتى» و «إذا» وفي جوابها.
منها قوله تعالى : (حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها ،) أي : فتحت أبوابها.
__________________
(١) سورة الصف : آية ٨.
٢٤٩ ـ البيت لكثير عزة.
وهو في ديوانه ٢ / ٢٤٨ ، ومغني اللبيب ٢٨٥.
(٢) سورة البقرة : آية ٢٥٩.
(٣) سورة الأنعام : آية ١١٣.
(٤) سورة الأنعام : آية ١٠٥.
(٥) سورة الزمر : آية ٧٣.
وقوله تعالى : (فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ) (١) ، أي : أوحينا إليه.
وقوله تعالى : (فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنادَيْناهُ) (٢).
وقوله تعالى : (حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ) (٣) ، إلى قوله : (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ.)
وأمّا قوله تعالى : (وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ) (٤).
فالتقدير : نفصّل الآيات ليظهر الحقّ ولتستبين سبيل المجرمين.
وقوله تعالى : (اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ) (٥).
ههنا يحتمل إقحام الواو ، ويحتمل عطفها على مضمر تقديره : اتبعوا سبيلنا لترشدوا ولنحمل خطاياكم. والله أعلم.
ـ وأمّا قوله : (فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ) (٦) إلى قوله : (وَأَوْحَيْنا.)
يحتمل أن يكون معناه : أمرنا جبريل بأخذه في الهواء ، وأوحينا إليه أن حفظناه من الأذى.
وقوله تعالى : (فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنادَيْناهُ) (٧) فتأويله : منعنا السكين عن حلقه وناديناه.
__________________
(١) سورة يوسف : آية ١٥.
(٢) سورة الصافات : آية ١٠٣.
(٣) (حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُ) [الأنبياء : آية ٩٦].
(٤) سورة الأنعام : آية ٥٥.
(٥) سورة العنكبوت : آية ١٢.
(٦) سورة يوسف : آية ١٥.
(٧) سورة الصافات : آية ١٠٣.
ـ قوله تعالى : (اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ) (١).
فقوله : (اهْبِطُوا) أمر ، (وَضُرِبَتْ) خبر فكيف يعطف الخبر على الأمر؟ أو لأنّ فيه معنى ، وذلك المعنى : فهبطوها وأفسدوا فيها وضربت عليهم الذلة.
ـ وإن جعلت الواو للاستئناف فهو محتمل أيضا.
وقوله تعالى : (فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ) (٢).
المعنى : فإن لم تقدروا على الصدقة فناجوه بغير الصدقة ، وقد تجاوز الله عنكم.
وقوله تعالى : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى) (٣).
قيل : إنّ هذا معطوف على قوله : (اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ) (٤) واتخذوا.
وقال بعضهم : معناه : إنّي جاعلك للناس إماما وقائل : اتخذوا.
وقوله تعالى : (وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ) (٥).
أي : هديتكم إلى قبلة إبراهيم لكيلا يكون لليهود عليكم حجة ولأتمّ نعمتي عليكم.
وقوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ) (٦).
__________________
(١) سورة البقرة : آية ٦١.
(٢) سورة المجادلة : آية ١٣.
(٣) سورة البقرة : آية ١٢٥.
(٤) سورة البقرة : آية ١٢٢.
(٥) سورة البقرة : آية ١٥٠.
(٦) سورة الروم : آية ٤٦.
معناه عند بعضهم : يرسل الرياح مبشرات ليبشركم بها وليذيقكم من رحمته.
وقال الفرّاء : المعنى : ليذيقكم من رحمته أرسل الرياح ، وكأنّه على التكرار.
وقوله تعالى : (ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ) (١) ، إلى قوله : (وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ.)
المعنى : كان ذلك بإذن الله لينصر المؤمنين ويشفي صدورهم وليخزي الفاسقين.
وقوله تعالى : (وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ) (٢).
أي : انظر إلى حمارك لتعتبر به وترى كيف نحيي الموتى ، ولنجعلك آية. أي : عبرة لغيرك.
وقوله تعالى : (وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ) (٣).
التقدير : واغلظ عليهم فإن ذلك جزاؤهم في الدنيا ، ومأواهم جهنم في الآخرة. ويحتمل أن تكون الواو للاستئناف والابتداء.
وكذلك قوله تعالى : (فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ) (٤).
وقوله تعالى : (وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي) (٥) ، معناه : فعلنا ذلك لتصنع على عيني.
__________________
(١) (ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ) [سورة الحشر : آية ٥].
(٢) سورة البقرة : آية ٢٥٩.
(٣) سورة التحريم : آية ٩.
(٤) سورة الشورى : آية ٢٤.
(٥) سورة طه : آية ٣٩.
وقوله تعالى : (وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) (١) ، فتقدير الكلام : وجئتكم لأحلّ لكم ، على التكرار.
وقيل : إن الواو مقحمة.
وأمّا قوله : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ) (٢).
قالوا : الواو مقحمة عند بعضهم ، وكذلك جميع ما وجدت من الواوات.
وقال الله تعالى : (مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ) (٣).
ذكر الفريقين ثم عدّ أربعة أصناف ثم قال : (هَلْ يَسْتَوِيانِ.)
فالمعنى ـ والله أعلم ـ : مثل الفريقين كالأعمى الأصم والبصير السميع.
فالأعمى الأصم : الكافر ، والبصير السميع : المؤمن. قالوا : الواوان مقحمان ، والله أعلم بمراده.
وقال امرؤ القيس :
٢٥٠ ـ فلما أجزنا ساحة الحيّ وانتحى |
|
بنا بطن خبت ذي حقاف عقنقل |
__________________
(١) سورة آل عمران : آية ٥٠.
(٢) سورة البقرة : آية ١٥٥.
(٣) سورة هود : آية ٢٤.
٢٥٠ ـ البيت من معلقته ، راجع شرح المعلقات ١ / ١٩ ، والصاحبي ١٢٨ ، وديوانه ١١٥.
والحقاف : جمع حقف وهذا المنحني من الرمل المنثي.
والعقنقل : الداخل بعضه في بعض ، المتصل.
باب
وضع المصدر مقام المفعول
ـ فإن قيل : ما معنى قوله : (وَالسَّماءَ بِناءً) (١)؟
قلنا : مبنيّة ، وكقوله تعالى : (هذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ) (٢). يريدون : مذكورا مباركا.
وكقوله تعالى : (سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) (٣). أي : مقولا من ربّ رحيم.
وكقوله تعالى : (لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ) (٤). يعني : المصيد.
وكقوله تعالى : (أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً) (٥). يعني : مرتوقتين.
وكقوله تعالى : (هذا خَلْقُ اللهِ) (٦) ، أي : مخلوق الله.
وقوله تعالى : (وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ) (٧). أي : من معلومه.
وقوله تعالى : (إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ) (٨). أي : بالموحى إليّ.
__________________
(١) سورة غافر : آية ٦٤.
(٢) سورة الأنبياء : آية ٥٠.
(٣) سورة يس : آية ٥٨.
(٤) سورة المائدة : آية ٩٤.
(٥) سورة الأنبياء : آية ٣٠. أي : ملتزقتين.
(٦) سورة لقمان : آية ١١.
(٧) سورة البقرة : آية ٢٥٥.
(٨) سورة الأنبياء : آية ٤٥.
وقوله تعالى : (يُخْرِجُ الْخَبْءَ) (١). أي : المخبوء.
وقوله تعالى : (يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً) (٢). أي : مزروعا.
وقوله تعالى : (يَجْعَلُهُ حُطاماً) (٣). أي : محطوما.
وقوله تعالى : (أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً) (٤) ، وهو : ما يبس من النبات وتحاتّ.
وقوله تعالى : (إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ) (٥). أي : مفتونان.
والعرب تقول : شربك السويق أي : مشروبك للسويق ، ولبسك القميص أي : ملبوسك.
وقال الشاعر :
٢٥١ ـ فقام بيض بدن بواجل |
|
لا زكزكيات ولا عواطل |
لبسهنّ الحلل الفواضل |
أي : ملبوسهن ، والزكزكيات : القصار.
وقال آخر :
٢٥٢ ـ هذا جناي وخياره فيه |
|
إذ كلّ جان يده إلى فيه |
جناي : يريد مجنيّ.
__________________
(١) سورة النمل : آية ٣٥.
(٢) سورة الزمر : آية ٢١.
(٣) سورة الزمر : آية ٢١.
(٤) سورة الإسراء : آية ٤٩.
(٥) سورة البقرة : آية ١٠٢.
٢٥١ ـ لم أجده.
٢٥٢ ـ البيت لعمرو بن عدي ملك الحيرة صاحب جذيمة الأبرش ، وقد تمثل به سيدنا علي.
راجع خزانة الأدب ٨ / ٢٧١ ، والنهاية لابن الأثير ١ / ٣٠٩.
فصل
ـ وأمّا وضع المصدر مقام الفاعل فكقوله تعالى : (وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ) (١).
قال الفرّاء : العرب تخبر عن المصدر بالاسم ، وعن الاسم بالمصدر.
أمّا إخبارهم بالاسم عن المصدر فأحدها هذه الآية. معناه : ولكنّ البارّ من آمن بالله.
وقال الله تعالى : (اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ) (٢). أي : من ماء ضعيف.
وقوله تعالى : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ) (٣).
ههنا يحتمل الوجهين ، فإن جعلت المصدر بمعنى المفعول ، أي : محترث. وإن جعلته صفة ، أي : ذوات حرث لكم.
وقوله تعالى : (هُدىً لِلنَّاسِ) (٤) ، أي : هاديا للناس.
وقوله تعالى : (أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً) (٥). أي : هاديا.
وقوله تعالى : (إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً) (٦) ، أي : زاحفين.
وقوله تعالى : (فَتَكُونُونَ سَواءً) (٧). أي : مستوين.
وقوله تعالى : (وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً) (٨). أي : مفسدين.
__________________
(١) سورة البقرة : آية ١٧٧.
(٢) سورة الروم : آية ٥٤.
(٣) سورة البقرة : آية ٢٢٣.
(٤) سورة البقرة : آية ١٨٥.
(٥) سورة طه : آية ١٠.
(٦) سورة الأنفال : آية ١٥.
(٧) سورة النساء : آية ٨٩.
(٨) سورة المائدة : آية ٦٤.
وقوله تعالى : (فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ) (١) ، وقوله تعالى : (وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى) (٢) ، أي : للمتقين.
ـ فإذا كان المصدر قائما مقام الاسم الصفة يستوي فيه الوحدة والتثنية والجمع والمذكر والمؤنث.
يقال : رجل عدل وصوم ، وصف ، وكذلك : رجلان عدل ، ورجال عدل ، وكذلك ما أشبهه.
الأبيات في هذا المعنى : قال الشاعر :
٢٥٣ ـ ترتع ما رتعت حتى إذا ذكرت |
|
فإنّما هي إقبال وإدبار |
يريد : مقبلة ومدبرة.
وقال الآخر :
٢٥٤ ـ هريقي من دموعهما سجاما |
|
ضباع وجاوبي نوحا قياما |
أي : نائحة قائمة.
وقال الآخر :
٢٥٥ ـ ألا ليتني قد لامني في هجائكم |
|
بحدثان عهد لوم من كان لائما |
يريد : لائم من كان لائما.
__________________
(١) سورة الزمر : آية ٦٨.
(٢) سورة طه : آية ١٣٢.
٢٥٣ ـ البيت للخنساء في ديوانها ص ٤٨.
وهو من شواهد سيبويه ١ / ١٦٩ ، والمقتضب ٣ / ٢٣٠ ، والكامل ٣ / ١٥٣.
٢٥٤ ـ البيت لعبد الله بن ثور البكائي ، وقال أبو عبيدة : وقال باك يبكي هشام بن المغيرة ، وأنشد البيت. وهو في شرح نهج البلاغة ٤ / ٣٩٧.
راجع تفسير القرطبي ١٠ / ٤٠٩ ، ومجاز القرآن ١ / ٤٠٤ ولم ينسبه المحقق د. سزكين.
٢٥٥ ـ البيت لم أجده.
وقال الآخر :
٢٥٦ ـ قليل عيبه والعيب جمّ |
|
ولكنّ الغنى ربّ غفور |
أراد : ولكن الغنيّ.
وقال الآخر :
٢٥٧ ـ شتّان هذا والعناق والنّوم |
|
والمشرب البارد والظلّ الدّوم |
يريد : النائم والدائم.
وقال الآخر :
٢٥٨ ـ فباتوا يرفثون وبات منا |
|
رجال في سلاحهم ركوبا |
يريد : راكبين.
* * *
__________________
٢٥٦ ـ البيت لعروة بن الورد العبسي ، شاعر جاهلي من الصعاليك.
وهو في ديوانه ص ٩٢ ، والزاهر ١ / ١٥٩ ، ومجمع البلاغة للراغب ١ / ٣٢٢ ، ولم ينسبه المحقق د. الساريسي. ويصح أن يراد : ولكنّ الغنى غنى ربّ غفور.
٢٥٧ ـ البيت للقيط بن زرارة الدارمي ، شاعر جاهلي فارس من أشراف قومه.
وهو في شذور الذهب ٥١٧ ، وأصول النحو ٢ / ١٣٤ ، والمقتضب ٤ / ٣٥٠ ، وابن يعيش ٤ / ٣٧.
٢٥٨ ـ البيت تقدم برقم ٢٢٥.
باب
آخر من هذا النوع
قوله تعالى : (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً) (١).
فالمعنى : مضرّعين مخفين ، فالمصدر قام مقام الحال.
وقوله تعالى : (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً) (٢). أي : خائفين طامعين.
وقوله تعالى : (يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً) (٣). أي : مسرعين.
وقوله تعالى : (يَأْتِينَكَ سَعْياً) (٤). أي : ساعيات.
وقوله تعالى : (إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهاراً) (٥).
وقوله تعالى : (إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً) (٦). أي : غائرا.
وقوله تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي) (٧) ، أي : مجاهدين.
وقوله تعالى : (وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً) (٨) ، أي : مسرفين ومبادرين.
وقوله تعالى : (لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً) (٩) ، أي : فارا.
__________________
(١) سورة الأعراف : آية ٥٥.
(٢) سورة السجدة : آية ١٦.
(٣) سورة المعارج : آية ٤٣.
(٤) سورة البقرة : آية ٢٦٠.
(٥) سورة نوح : آية ٨.
(٦) سورة تبارك : آية ٣٠.
(٧) سورة الممتحنة : آية ١.
(٨) سورة النساء : آية ٦.
(٩) سورة الكهف : آية ١٨.