المدخل لعلم تفسير كتاب الله تعالى

أبي النصر أحمد بن محمّد بن أحمد السمرقندي [ الحدّادي ]

المدخل لعلم تفسير كتاب الله تعالى

المؤلف:

أبي النصر أحمد بن محمّد بن أحمد السمرقندي [ الحدّادي ]


المحقق: صفوان عدنان داوودي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار القلم ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٧٦

وقوله تعالى : (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآياتِ اللهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنا غُلْفٌ) (١) إلى قوله : (وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً.)

فهذه جنايات ذكرها الله من اليهود في هذه الآية ، ولم يذكر ما فعل لهم ، ولكن جوابها متفرّق في القرآن. من ذلك قوله تعالى : (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ) (٢).

وقوله : (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ) (٣) ، وقوله تعالى : (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ) (٤) وأشباهها متفرقة في القرآن من أوله إلى آخره.

وقوله تعالى : (إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسادٌ كَبِيرٌ) (٥) ، إنها راجعة إلى قوله : (فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) (٦).

معناه : إلا تنصروهم تكن فتنة في الأرض ، أي : الكفار تقتلونهم وربّما يرتدون عن الإسلام مخافة القتل.

وقيل : إنّه على التقديم ، متصل بقوله : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ) (٧) بفرض الميراث ، ثم قال : (إِلَّا تَفْعَلُوهُ) (٥). أي : إن لا تعطوهم حقوقهم من الميراث تكن فتنة تهج بينكم العداوة.

__________________

(١) تتمتها : (وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً ، وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلى مَرْيَمَ بُهْتاناً عَظِيماً ، وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ ، وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ، وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ، ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً) [سورة النساء : آية ١٥٥ ـ ١٥٧].

(٢) سورة النساء : آية ١٦٠.

(٣) سورة البقرة : آية ٦١.

(٤) سورة المائدة : آية ١٢٥.

(٥) سورة الأنفال : آية ٧٣.

(٦) سورة الأنفال : آية ٧٢.

(٧) سورة الأنفال : آية ٧٥.

٤٢١

ـ وقيل : إنها راجعة إلى منع الميراث ، وحيث ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا. معناه : إن لم تمنعوا الميراث منهم وتبعثون به إليهم ، فإنهم يقيمون بمكة ولا يهاجرون ، فيكون ذلك فتنة ، فربّما يجبرهم المشركون على الارتداد.

ـ وقوله تعالى : (بَراءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ) (١). البراءة لا تعدّى ب «إلى» ، لا يقال : براءة من فلان إلى فلان ، وإنما يقال : برئت من فلان ، وبرئت منه.

الجواب :

قيل : هذا متصل وراجع إلى قوله تعالى في سورة الأنفال : (فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ) (٢) كأنّه قال : براءة منبوذة من الله ورسوله إلى المشركين.

وقيل : إنه لما ابتدأ الكلام ب «من» ، حيث قال : (مِنَ اللهِ ،) ومن لابتداء الغاية ، ولا بدّ للابتداء من الغاية ، و «إلى» تكون للغاية ، فقال : (إِلَى الَّذِينَ.)

ـ وقوله تعالى : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى) (٣) ، قيل : إنّ هذا معطوف على كلام محذوف ، كأنّه قال : وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا ثوبوا إليه ، واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ، وقيل : إنّ هذا معطوف على قوله : (اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ) (٤) واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى.

ـ وقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً) (٥) ، فإن سئل عن سبب نزولها قلنا : قد اختلفوا فيه.

__________________

(١) سورة براءة : آية ١.

(٢) سورة الأنفال : آية ٥٨.

(٣) سورة البقرة : آية ١٢٥.

(٤) سورة البقرة : آية ١٢٢.

(٥) سورة البقرة : آية ٢٦.

٤٢٢

قال ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهما : إنّ الله تعالى لما ضرب المثلين في أول السورة : أحدهما قوله تعالى : (كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً) (١) ، والثاني : (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ) (٢) ، قالت اليهود وبعض الكفرة : إنّ هذا لا يشبه كلام الوحي ، فأنزل الله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً.)

ـ وقال الحسن وقتادة : إنّ الله تعالى لما ضرب المثلين : أحدهما بالذباب ، والثاني بالعنكبوت ، قالت اليهود والكفرة : ماذا أراد الله بضرب هذا؟ فأنزل الله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها) (٣) مثل الذباب والعنكبوت.

ـ فلو جمعت بين قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْداداً) (٤) ، وقوله تعالى : (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً) (٥) ، وقوله : (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ) (٦) ، وقوله : (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ،) لكان كأنّه جلّ جلاله أخبر أنّ من الناس من يتخذ من دون الله أندادا ، ثم زجرهم ونهاهم بقوله : (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (٥) أنّ الله خلق الأشياء ، ثم أخبرهم عن عجز آلهتهم ، ودلّهم على أنّ الآلهة ضعيفة أضعف من الذّباب. ومن عبدها طالبا منها النصرة والقوة ، كان مثله كعنكبوت اتخذت بيتا ليمنعها عن قرّ (٧) وحرّ ، فكما أنّ بيت العنكبوت لا يغني عن حرّ وقرّ ، فكذلك الأصنام والأنداد التي اتخذوها آلهة لا تنفعهم ، ولا تغني عنهم من عذاب الله من شيء.

__________________

(١) سورة البقرة : آية ١٧.

(٢) سورة البقرة : آية ١٩.

(٣) سورة البقرة : آية ٢٦.

(٤) سورة البقرة : آية ١٦٥.

(٥) سورة البقرة : آية ٢٢.

(٦) سورة العنكبوت : آية ٤١.

(٧) القرّ : البرد.

٤٢٣

فلما ضرب هذين المثلين قالت الكفرة ما قالوا ، فأنزل الله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً) (١).

وكأنّ هذه الآيات من هذه السور متصلة بعضها ببعض ؛ لأنّ القرآن كلّه بمنزلة كلمة واحدة. والله أعلم بالصواب.

* * *

__________________

(١) سورة العنكبوت : آية ٤١.

٤٢٤

باب

وضع الحروف مكان بعض

ـ إن سئل عن قوله جلّ جلاله : (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قالَ : مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ) (١).

ما الوجه في ذلك؟

قلنا ـ وبالله التوفيق ـ :

إنّ أهل التفسير والمعاني قد اختلفوا في تفسير هذه الآية ومعناها ؛ فقائل يقول : إنّ عيسى عليه‌السلام لمّا رأى من بعض قومه الثبات على الكفر قال : (مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ ،) المعنى : مع الله.

المعنى : من أعواني على أعداء الله مع نصرة الله إياي؟

وقيل : المعنى : من أنصاري في دعاء الناس إلى الله.

وقيل : إنّ معناه من أنصاري لله. أي : لأجل الله.

قال الشيخ الإمام الزاهد ، رضي الله عنه : جميع هذه الوجوه محتملة ؛ لأنّ حروف الصفات يبدل بعضها من بعض ، ويوضع بعضها مكان بعض.

وأنا ذاكر لك طرفا منها إن شاء الله تعالى.

أمّا اللام فيوضع موضع «إلى» و «إلى» موضع اللام.

__________________

(١) سورة آل عمران : آية ٥٢.

٤٢٥

منها قوله تعالى : (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها) (١) ، قيل : معنى الآية : وإن مالوا إلى الصلح فمل لها.

وقوله تعالى : (يَعِظُكُمُ اللهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً) (٢). أي : إلى مثله.

وقوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا) (٣).

وقوله تعالى : (قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِ) (٤) ، ثم قال : (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ.)

وقوله تعالى : (فَلِذلِكَ فَادْعُ) (٥). يعني : إلى دين الله ، وإلى القرآن فادع الناس.

وقوله تعالى : (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ) (٦). أي : انسبوهم إلى آبائهم.

وقوله تعالى : (وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ) (٧) ، وقوله تعالى : (بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها) (٨) ، وقوله تعالى : (يُنادِي لِلْإِيمانِ) (٩) ، ولها نظائر في القرآن.

قال الشاعر ـ وهو ذو الرّمة ـ :

٤٢٦ ـ يصرّف للأصوات جيدا كأنّه

إذا برقت فيه الضحى صفح منصل

وقال آخر :

٤٢٧ ـ وما هداني لتسليم على دمن

بالغمر غيّرهنّ الأعصر الأول

__________________

(١) سورة الأنفال : آية ٦١.

(٢) سورة النور : آية ١٧.

(٣) سورة الأعراف : آية ٤٣.

(٤) سورة يونس : آية ٣٥.

(٥) سورة الشورى : آية ١٥.

(٦) سورة الأحزاب : آية ٥.

(٧) سورة الأنعام : آية ٢٨.

(٨) سورة الزلزلة : آية ٥.

(٩) سورة آل عمران : آية ١٩٣.

٤٢٦ ـ البيت في ديوانه ص ٥٩٠ من قصيدة له يصف فيها ثورا ، والمنصل : السيف.

٤٢٧ ـ البيت في الخصائص ١ / ٧٠ ، ونكت الانتصار للقرآن ٢١٨ ، واللسان ـ مادة (ها) ١٥ / ٤٧٧ ، وهو للقطامي.

٤٢٦

وقال الآخر :

٤٢٨ ـ ومكاشح لولاك أصبح جانحا

للسلم يرقي حيّتي وضبابي

 ـ وأمّا «في» موضع «إلى» ففي قوله تعالى : (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ) (١) ، قال بعضهم : إلى النجوم.

وقوله تعالى : (فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ) (٢). معناه عند بعضهم : إلى أفواههم.

ـ وأمّا «إلى» مكان «اللام» ففي هذه الآية : (مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ) (٣).

قيل : إن «إلى» مكان «اللام» هنا ، كأنه قال : من أنصاري لله تعالى ، ولأجل الله. ومثل هذا يجوز في العربية.

وفي القرآن نظيره قوله تعالى : (ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللهِ) (٤) ، قيل : لذكر الله ، ولأجل ذكر الله.

وقوله تعالى : (اللهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ) (٥). قال بعضهم : الله يختار لدينه من يشاء ، ولأجل دينه.

وقيل : معناه : يختار لدعاء الناس إلى دينه من يشاء من عباده ، وهم الرسل عليهم‌السلام. فاللام بمعنى لأجل ، كما قال تعالى : (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) (٦) يقول : لأجل حبّ المال لبخيل.

__________________

٤٢٨ ـ البيت لابن هرمة ، وهو في ديوانه ٦٧ ، وشرح القصائد السبع الطوال ٣٧٩ ، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري ٣٦٢.

والمكاشح : العدو ، والضباب : جمع ضبّ.

(١) سورة الصافات : آية ٨٨.

(٢) سورة إبراهيم : آية ٩.

(٣) سورة آل عمران : آية ٥٢.

(٤) سورة الزمر : آية ٢٣.

(٥) سورة الشورى : آية ١٣.

(٦) سورة العاديات : آية ٧.

٤٢٧

وقوله تعالى : (أَإِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ) (١). يقول : لأجل شاعر مجنون.

وقوله تعالى : (أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ) (٢). قيل : أنتم لأجلها واردون النار.

وقوله تعالى : (وَهُمْ لَها سابِقُونَ) (٣). أي : لأجل الجنّة سابقون إلى الخيرات.

ـ واللام مكان «على» :

كقوله تعالى : (ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) (٤).

قيل : إنّ المعنى : ذلك ـ يعني دم المتعة ـ على من لم يكن من أهل الحرم ، فوضع اللام مكان «على».

وقوله تعالى : (وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها) (٥) ، أي : فعليها.

وقوله تعالى : (يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ) (٦) يعني : على الأذقان.

وقوله تعالى : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ) (٧). يقول : على الكافرين.

ـ قال الشيخ الإمام الزاهد رضي الله عنه : قرأت في مصحف كان منسوبا إلى ابن عباس رضي الله عنه : واذكروا الله قياما وقعودا ولجنوبكم (٨) وضع اللام مكان على.

__________________

(١) سورة الصافات : آية ٣٦.

(٢) سورة الأنبياء : آية ٩٨.

(٣) سورة المؤمنون : آية ٦١.

(٤) سورة البقرة : آية ١٩٦.

(٥) سورة الإسراء : آية ٧.

(٦) سورة الإسراء : آية ١٠٩.

(٧) سورة المعارج : آية ١.

(٨) سورة آل عمران : آية ١٩١ ، وهي قراءة شاذة.

والقراءة المتواترة هي : (يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ.)

٤٢٨

وكذلك قوله تعالى : (دَعانا لِجَنْبِهِ) (١) ، وقوله تعالى : (وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ) (٢).

قال ابن عباس : على الاختلاف خلقهم.

قال الشاعر :

٤٢٩ ـ...

فخرّ صريعا لليدين وللفم

أي : على اليدين وعلى الفم.

وقال الطّرمّاح :

٤٣٠ ـ كأنّ مخوّاها على تفثاتها

معرّس خمس وقعت للجناجن

اللام مكان النون ، والنون مكان اللام.

قوله تعالى : (وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ) (٣).

وقال بعضهم : هي من السجّين ، ولكن أبدل اللام من النون.

وقال أبو عبيدة : السجيل باللام والنون : الشديد (٤) ، وأنشدوا لبعضهم :

__________________

(١) سورة يونس : آية ١٢.

(٢) سورة هود : آية ١١٩.

٤٢٩ ـ الشطر للأشعث بن قيس الكندي ، وصدره : [تناولت بالرمح الطويل ثيابه].

وهو في الاقتضاب ٤٣٩ ، وتأويل مشكل القرآن ٥٦٩ ، ومغني اللبيب ٢٨١ ، والجنى الداني ١٤٦.

٤٣٠ ـ البيت للطرماح بن حكيم ، وهو في ديوانه ١٦٧ ، وتأويل مشكل القرآن ٥٧٠ ، والاقتضاب ٤٣٩ ، والمعاني الكبير ٣ / ١١٨.

والمخوى : مصدر خوي البعير إذا برك ، والجناجن : جمع جنجن : وهي عظام الصدر. وصف ناقة بركت ، فشبّه آثار تفثاتها في الأرض ـ وهي قوائمها الأربع ـ وصدرها بآثار خمس من القطا وقعت على جناحها فأثّرت في الأرض.

(٣) سورة هود : آية ٨٢.

(٤) انظر مجاز القرآن ١ / ٢٩٦.

٤٢٩

٤٣١ ـ يقول أهل السوق لمّا جينا :

هذا وربّ البيت إسرائينا

ويريد : إسرائيل.

وقال آخر :

٤٣٢ ـ ورجلة يضربون البيض عن عرض

ضربا تواصي به الأقدام سجينا

ويروى : سجيلا.

وقال الآخر :

٤٣٣ ـ لكلّ مدجّج كالليث يسمو

إلى أوصال ذيّال رفنّ

أراد : رفلّ.

ـ وأمّا اللام مكان «إلا» :

فقوله تعالى : (إِنْ كُنَّا عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِينَ) (١) ، يريد : ما كنّا عن عبادتكم إلا غافلين.

وكذلك قوله : (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) (٢) وأشباهها.

__________________

٤٣١ ـ البيت لأعرابي صاد ضبا فأتى به أهله ، فقالت له امرأته : هذا لعمر الله إسرائيل ، أي : ما مسخ في بني إسرائيل.

وهو في ابن عقيل ١ / ٤٢٠ ، والمساعد ٣ / ٤٨٨ ، والمعاني الكبير ٢ / ٦٤٦ ، وشفاء العليل ١ / ٤٠٤ ، واللسان ـ مادة (يمن).

ويروى شطره : [قالت وكنت رجلا فطينا].

٤٣٢ ـ البيت لابن مقبل ، وهو في تفسير القرطبي ١٩ / ٢٥٨ ، وأمالي القالي ، والمعاني الكبير ٢ / ٩٩١ ، وديوانه ص ٣٣٣.

٤٣٣ ـ البيت للنابغة الجعدي ، وهو في اللسان ـ مادة (رفن) ، وديوانه ٢٩ ، والمعاني الكبير ١ / ١٥٠ ، ومجاز القرآن ١ / ٢٩٧.

(١) سورة يونس : آية ٢٩.

(٢) سورة الطارق : آية ٤.

٤٣٠

قال الشاعر :

٤٣٤ ـ شلّت يمينك إن قتلت لمسلما

حلّت عليك عقوبة المتعمّد

معناه : ما قتلت إلا مسلما.

اللام مكان «في» :

قوله تعالى : (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ) (١). أي : في يوم القيامة.

ـ واللام مكان المفعول :

كقول الله تعالى : (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ) (٢).

قيل : معناه : يريدون إطفاء نور الله ، حتى قال بعضهم في قوله تعالى : (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ) (٣) ، إنّ هذا معطوف على قوله تعالى : (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ) (٤) وإكمال العدة.

ـ وأمّا «على» مكان «في» :

ففي قوله تعالى : (وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ) (٥). يريد : في سفر.

وقوله تعالى : (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ) (٦). أي : في النار.

ـ «على» مكان «من بعد» :

__________________

٤٣٤ ـ البيت لعاتكة بنت زيد زوج الزبير بن العوام ترثيه وتدعو على قاتله.

وهو في شرح ابن عقيل ١ / ٣٨٢ ، ومغني اللبيب ٣٧ ، وشرح الجمل لابن عصفور ١ / ٤٣٨ ، والخزانة ٤ / ٣٤٨.

(١) سورة الأنبياء : آية ٤٧.

(٢) سورة الصف : آية ٨.

(٣) سورة البقرة : آية ١٨٥.

(٤) سورة البقرة : آية ١٨٥.

(٥) سورة النساء : آية ٤٣.

(٦) سورة الذاريات : آية ١٣.

٤٣١

في قوله تعالى : (عَلى ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِ) (١). يقول : من بعد ما جاءنا من البينات.

ـ «على» مكان «مع» :

قوله تعالى : (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) (٢) ، يريد : مع المؤمنين.

ـ «على» مكان «من» :

في قوله تعالى : (إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ) (٣) ، يقول : من أزواجهم.

قال الشاعر :

٤٣٥ ـ فطرنا إلى الهامات بالبيض والقنا

ودارت على هام الرجال الصفائح

وقال صخر الغيّ يصف سيفا :

٤٣٦ ـ متى ما تنكروها تعرفوها

على أقطارها علق نفيث

يريد : عن أقطارها يسيل الدم.

«على» مكان «عند» :

قوله تعالى : (وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ) (٤) ، يريد : عندي ذنب.

«على» مكان «في» أيضا :

__________________

(١) سورة طه : آية ٧٢.

(٢) سورة المائدة : آية ٥٤.

(٣) سورة المؤمنون : آية ٦.

٤٣٥ ـ البيت لكعب الأشقر ، وهو في الحيوان ٦ / ٤٢٨ ، والحماسة البصرية ١ / ٣٧ ، واللسان : رحا.

٤٣٦ ـ البيت لأبي المثلّم الهذلي يردّ على صخر الغيّ لا لصخر ، وهو في ديوان الهذليين ٢ / ٢٢٤ ، والأزهية ٢٧٦ ، وتفسير الطبري ٧ / ٧٩ ، وأدب الكاتب ٢٢١ ، واللسان ـ مادة (نفث) ، والمعاني الكبير ٢ / ٩٧٠. والعلق : الدم الجامد ، نفيث : منفوخ.

(٤) سورة الشعراء : آية ١٤.

٤٣٢

قوله تعالى : (مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ) (١) ، يريد : استحقّ فيهم الخيانة.

قال بعضهم : «على» ههنا مكان «من» يقول : استحق منهم الأيمان بالخيانة.

وكذلك قوله تعالى : (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ) (٢).

قيل : معناه : إنما التوبة من الله.

وكذلك قوله : (إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ) (٣). يعني : من الناس.

ـ وأمّا ما وضع من الحروف مكان «على» :

فمنها «في» في نحو قوله تعالى : (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) (٤) ، قيل : على جذوع النخل.

وقوله تعالى : (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ) (٥). قيل معناه : على ربّ السماء رزقكم ، ويحتمل : من ربّ السماء رزقكم.

قال الشاعر :

٤٣٧ ـ فتى يملأ الشّيزى ويروي سنانه

ويضرب في رأس الكميّ المدجّج

__________________

(١) سورة المائدة : آية ١٠٧.

(٢) سورة النساء : آية ١٧.

(٣) سورة المطففين : آية ٢.

(٤) سورة طه : آية ٧١.

(٥) سورة الذاريات : آية ٢٢.

٤٣٧ ـ البيت للشماخ في ديوانه ص ٨١.

وهو في أساس البلاغة ـ مادة (شيز) ، وأمالي القالي ٢٦٦ ، والتنبيه على أوهام القالي ٨٢. والشطر الأول في كتاب العين ٦ / ٧٤ ، وقال المحققان د. مهدي المخزومي ود. إبراهيم السامرائي : لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى تمام البيت.

والشيزى : خشبة سوداء يعمل منها جفان وغيرها.

٤٣٣

وقال عنترة :

٤٣٨ ـ بطل كأنّ ثيابه في سرحة

تحذى نعال السبت ليس بتوأم

 ـ وأمّا «من» مكان «على» :

ففي قوله تعالى : (وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا) (١). أي : على القوم.

ـ و «عن» مكان «على» في قول القائل :

٤٣٩ ـ لاه ابن عمّك لا أفضلت في حسب

عني ولا أنت ديّاني فتخزوني

الباء مكان «عن» :

قوله تعالى : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) (٢).

قال بعضهم : إنّ رجلا سأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعذاب الكفار (٣).

وقال بعضهم : الباء صلة. المعنى : سأل سائل عذابا واقعا ، وهو النّضر بن الحارث (٤) حين دعا على نفسه بالعذاب.

__________________

٤٣٨ ـ البيت من معلقته ، راجع شرح المعلقات ٢ / ٣٨ ، وديوانه ص ٢٧.

تحذى : تلبس ، ونعال السبت : هي المدبوغة ، وإنما قصدها لأن الملوك كانت تلبسها وليس بتوأم : أي لم يولد معه آخر فيكون ضعيفا.

(١) سورة الأنبياء : آية ٧٧.

٤٣٩ ـ البيت لذي الإصبع العدواني ، وهو في شرح ابن عقيل ٢ / ٢٣ ، وخزانة الأدب ٣ / ٢٢٢ ، ومغني اللبيب ١٩٦ ، وقوله (لاه) : أي لله.

(٢) سورة المعارج : آية ١.

(٣) قال قتادة : سأل سائل عن عذاب الله على من ينزل وبمن يقع ، فنزلت.

وسأل على هذا الوجه مضمّن معنى عني واهتم.

راجع الكشاف ٤ / ١٣٨.

(٤) أخرج الحاكم وصححه والنسائي عن ابن عباس في قوله : (سَأَلَ سائِلٌ) قال : هو النضر بن الحارث ، قال : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء. راجع الدر المنثور ٨ / ٢٧٧.

٤٣٤

وكذلك قوله : (فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً) (١).

قيل معناه : سل عنه عالما يخبرك عنه.

قال الشاعر :

٤٤٠ ـ فإن تسألوني بالنساء فإنني

خبير بأدواء النساء طبيب

وقال آخر :

٤٤١ ـ دع المغمّر لا تسأل بمصرعه

وسل بمصقلة الكبريّ ما فعلا

 ـ والباء تكون بمعنى «من أجل» :

كقوله عزوجل : (وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا) (٢).

قيل معناه : من أجل دعائك ربّ.

وقوله تعالى : (وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) (٣).

يعني : من أجل الشيطان أشركوا به. أي : بالله.

ـ والباء مكان «على» :

قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ) (٤). يقول : إن تأمنه على قنطار.

__________________

(١) سورة الفرقان : آية ٥٩. قال الزمخشري : والباء في (به) صلة «سل» كقوله تعالى : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) كما تكون «عن» صلته في نحو قوله : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) فسأل به كقوله : اهتم به ، وسأل عنه كقولك : بحث عنه.

٤٤٠ ـ البيت لعلقمة الفحل في ديوانه ص ٣٥ ، وأدب الكاتب ٥٢٨ ، والجنى الداني ١٠٥ ، وشرح الجمل لابن عصفور ١ / ٤٧٦.

٤٤١ ـ البيت للأخطل ، وهو في ديوانه ١٤٣ ، وكتاب سيبويه ٢ / ٢٩٩ ، وخزانة الأدب ٩ / ١٣٠ ، وأصول النحو ٢ / ٣٨٨.

(٢) سورة مريم : آية ٤.

(٣) سورة النحل : آية ١٠٠.

(٤) سورة آل عمران : آية ٧٥.

٤٣٥

ـ والباء مكان بعد :

قوله تعالى : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ) (١). قيل : بعد الإيمان.

ـ والباء مكان اللام :

في قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ) (٢) ، قيل : للحقّ ولإظهار الحق.

ـ الباء مكان «إلى» :

في قوله تعالى : (وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ) (٣). قيل : أحسن إليّ.

وقوله تعالى : (ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ) (٤). أي : ما سبقكم إليها أحد من العالمين.

وقال كثّير :

٤٤٢ ـ أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة

لدينا ولا مقلية إن تقلّت

والباء مكان «عند» كقول القائل :

٤٤٣ ـ ما بكاء الكبير بالأطلال

وسؤالي فما يردّ سؤالي

يريد : عند الأطلال.

__________________

(١) سورة المائدة : آية ٥.

(٢) سورة الأنعام : آية ٧٣.

(٣) سورة يوسف : آية ١٠٠.

(٤) سورة الأعراف : آية ٨٠.

٤٤٢ ـ البيت تقدم برقم ٢١.

٤٤٣ ـ البيت للأعشى من قصيدة له يمدح فيها الأسود بن المنذر اللخمي.

وهو في ديوانه ١٦٣ ، وخزانة الأدب ٩ / ٥١١.

٤٣٦

والباء مكان «من».

كقول الله : (يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ) (١). أي : منها.

تقول العرب : شربت بماء كذا. أي : من ماء كذا.

قال الهذلي ـ وذكر السحاب ـ :

٤٤٤ ـ شربن بماء البحر ثمّ ترفّعت

...

وقال عنترة :

٤٤٥ ـ شربن بماء الدّحرضين فأصبحت

زوراء تنفر عن حياض الدّيلم

وما وضع من الحروف مكان الباء :

«من» : كقوله تعالى : (وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ) (٢).

وهذا كقوله تعالى : (فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) (٣).

وقوله تعالى : (مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) (٤). قيل معناه : بكلّ أمر أمر الله في تلك الليلة.

ـ قال مقاتل : تنزّلت الملائكة بكلّ أمر قدّره الله في تلك الليلة.

__________________

(١) سورة الإنسان : آية ٦.

٤٤٤ ـ الشطر لأبي ذؤيب الهذلي ، وعجزه : [متى لجج خضر لهنّ نئيج].

وهو في شرح ابن عقيل ٢ / ٦ ، والمساعد شرح تسهيل الفوائد ٢ / ١٦٤ ، والخصائص ٢ / ٨٥ ، وديوان الهذليين ١ / ٥٠.

٤٤٥ ـ البيت لعنترة من معلقته ، وهو في شرح المعلقات ٢ / ٢١ ، وديوانه ص ٢١.

والدحرضان : اسم مكان ، والزوراء : المائلة ، والديلم : الأعداء ، وقيل : الظلمة.

(٢) سورة عمّ : آية ١٤.

(٣) سورة فاطر : آية ٩.

(٤) سورة القدر : آية ٤.

٤٣٧

ـ وقال الزّجّاج : بما يقضي الله ، ثم ابتدأ فقال : (سَلامٌ هِيَ) (١) ، أي : سلامة هي حتى مطلع الفجر.

وقوله تعالى : (يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ) (٢). يعني : بأمر الله. هذا عند بعضهم.

وقوله تعالى : (يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ) (٣). أي : بأمره ، أيضا عند بعضهم.

ـ وأما «في» مكان الباء :

ففي قوله تعالى : (يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ) (٤). قيل : يكثّركم بالتزويج.

وقوله تعالى : (وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ) (٥). أي : اطلب بما أتاك الله من الملك الدار الآخرة. يعني : الجنة.

ـ وأمّا «في» مكان «مع» :

فكقول أبي النجم :

٤٤٦ ـ يدفع عنها الجوع كلّ مدفع

خمسون بسطا في خلايا أربع

أراد : مع خلايا.

والخلايا : جمع خلية ، وهي الناقة التي تعطف على واحد أو اثنين.

__________________

(١) سورة القدر : آية ٥.

(٢) سورة الرعد : آية ١١.

(٣) سورة غافر : آية ١٥.

(٤) سورة الشورى : آية ١١.

(٥) سورة القصص : آية ٧٧.

٤٤٦ ـ البيت في المذكر والمؤنث ٦٩٥ ، والمخصص ١٦ / ١٦٢ ، ولسان العرب مادة : بسط ، وديوان أبي النجم ١٣٦.

٤٣٨

وقال ابن السكيّت (١) : الخلية : الناقة التي تعطف على ولد غيرها.

والبسط : الناقة التي معها ولد.

ـ وأمّا «إلى» مكان «عند» :

قال النابغة :

٤٤٧ ـ فلا تتركنّي بالوعيد كأنّني

إلى الناس مطليّ به القار أجرب

أراد : كأنني عند الناس.

وقال أبو كبير :

٤٤٨ ـ أم لا سبيل إلى الشباب ، وذكره

أشهى إليّ من الرحيق السّلسل

أي : عندي.

و «إلى» مكان «في» :

قال طرفة :

٤٤٩ ـ وإن يلتق الحيّ الجميع تلاقني

إلى ذروة البيت الرّفيع المصمد

أراد : في ذروة البيت.

«إلى» بمعنى «مع» :

كقوله تعالى : (مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ) (٢).

__________________

(١) اسمه يعقوب بن إسحق صاحب كتاب «إصلاح المنطق» كان يؤدب أولاد المتوكل ، أخذ عن أبي عمرو ، كان يتصرف في أنواع العلوم ، وقال ثعلب : لم يكن بعد ابن الأعرابي أعلم باللغة من ابن السكيت ، قتله المتوكل سنة ٢٤٤ ه‍.

٤٤٧ ـ البيت من اعتذاريات النابغة ، وهو في خزانة الأدب ٤ / ١٣٧ ، ومغني اللبيب ص ١٠٥ ، وديوانه ص ١٨.

٤٤٨ ـ البيت لأبي كبير الهذلي ، وهو في ديوان الهذليين ٢ / ٨٩ ، ومغني اللبيب ١٠٥ ، وخزانة الأدب ٩ / ٥٣٧ ، والجنى الداني ٣٧٦.

٤٤٩ ـ البيت من معلقته ، راجع شرح المعلقات ١ / ٧٧ ، وخزانة الأدب ٩ / ٤٦٩.

(٢) سورة الصف : آية ١٤.

٤٣٩

قال بعضهم : معناه : مع الله. أي : مع نصرة الله.

ونظيره قول الله تعالى : (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ) (١). يعني : مع أموالكم.

قال امرؤ القيس :

٤٥٠ ـ وعين لها حدرة بدرة

إلى حاجب علّ فيه الشّعر

يريد : مع حاجب.

وقال ذو الرّمة :

٤٥١ ـ إلى لوائح من أطلال أحوية

كأنّها خلل موشية قشب

أي : مع لوائح.

وقال ابن مفرّغ :

٤٥٢ ـ شدخت غرّة السّوابق فيهم

في وجوه إلى اللّمام الجعاد

يريد : مع اللّمام الجعاد.

وقال الآخر :

٤٥٣ ـ ملاعبة العنان بغصن بان.

إلى كتفين كالقتب الشميم

__________________

(١) سورة النساء : آية ٢.

٤٥٠ ـ البيت في ديوانه ص ٧٢ ، لكن عجزه : [شقّت مآقيهما من أخر] ، والأمالي الشجرية ١ / ١٢٢

حدرة : عظيمة ، وبدرة : تبدر بالنظر.

٤٥١ ـ البيت في ديوانه ص ٦.

اللوائح : ما لاح لك من الأطلال ، والأحوية : جماعة بيوت الحيّ ، والخلل : أعماد السيوف.

٤٥٢ ـ البيت في ديوانه ١٩٨ ، وتأويل مشكل القرآن ٤٢٩ ، وأدب الكاتب ٥١٨.

٤٥٣ ـ البيت لخالد بن الصقعب ، وهو في اللسان مادة شمم ، والمعاني الكبير ١ / ١٢٩.

والقتب الشميم : المرتفع.

٤٤٠