المدخل لعلم تفسير كتاب الله تعالى

أبي النصر أحمد بن محمّد بن أحمد السمرقندي [ الحدّادي ]

المدخل لعلم تفسير كتاب الله تعالى

المؤلف:

أبي النصر أحمد بن محمّد بن أحمد السمرقندي [ الحدّادي ]


المحقق: صفوان عدنان داوودي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار القلم ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٧٦

١
٢

٣

٤

٥

٦

(رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)

مقدمة المحقق

ـ إنّ أولى ما فغر به الناطق فمه ، وافتتح به كلمه ، حمد الله ، فالحمد لله الذي لم يستفتح بأفضل من اسمه كلام ، ولم يستنجح بأحسن من صنعه مرام ، حمدا لا انقطاع لراتبه ، ولا إقلاع لسحائبه ، حمدا يستنزل الرحمة ، ويستكشف الغمّة ، ويبلغ الحقّ ويقتصيه ، ويمتري المزيد ويقتضيه.

ثمّ الصلاة على سيدنا محمّد ، خير من افتتحت بذكره الدعوات ، واستنجحت بالصلاة عليه الطلبات ، أفضل نبيّ مبعوث ، وأفضل وارث موروث ، وعلى آله الذين عظّمهم توقيرا ، وطهّرهم تطهيرا.

وبعد :

فإنّ القرآن حبل الله الممدود ، وعهده المعهود ، وظلّه العميم ، وصراطه المستقيم ، وحجته الكبرى ، ومحجته الوضحى.

هو الواضح سبيله ، الراشد دليله ، الذي من استضاء بمصابيحه أبصر ونجا ، ومن أعرض عنها زلّ وهوى.

هو حجة الله وعهده ، ووعيده ووعده ، به يعلّم الله الجاهل ، ويعمل العاقل ، وينتبه الساهي ، ويتذكّر اللاهي.

بشير الثواب ، ونذير العقاب ، وشفاء الصدور ، وجلاء الأمور.

٧

فطوبى لمن جعل القرآن مصباح قلبه ، ومفتاح لبّه.

وإنّما يفهم بعض معانيه ، ويطّلع على أسراره ومبانيه ، من قوي نظره ، واتّسع مجاله في الفكر وتدبّره ، وامتدّ باعه ، ورقّت طباعه ، وامتدّ في فنون الأدب ، وأحاط بلغة العرب.

قال الله تعالى : (قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) (١).

وقال أيضا : (حم* تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (٢).

وقال عزّ من قائل : (وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) (٣).

وقال جلّ وعزّ : (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (٤).

ـ قال أبو حيّان : فالكتاب (٥) هو المرقاة إلى فهم الكتاب (٦) ، إذ هو المطلع على علم الإعراب ، والمبدي من معالمه ما درس ، والمنطق من لسانه ما خرس ، والمحيي من رفاته ما رمس ، والرادّ من نظائره ما طمس.

فجدير لمن تاقت نفسه إلى علم التفسير ، وترقّت إلى التحقيق فيه والتحرير ، أن يعتكف على كتاب سيبويه ، فهو في هذا الفنّ المعوّل عليه ، والمستند في حلّ المشكلات إليه.

ـ وقال أبو الحسن الحرالي : لله تعالى مواهب ، جعلها أصولا للمكاسب.

__________________

(١) سورة الزمر : آية ٢٨.

(٢) سورة فصلت : آيتان ١ ـ ٢.

(٣) سورة طه : آية ١١٣.

(٤) سورة الشعراء : آية ١٩٥.

(٥) المراد به كتاب سيبويه في علم العربية.

(٦) أي : القرآن.

٨

فمن وهبه الله عقلا يسّر عليه السبيل ، ومن ركّب فيه خرقا نقص ضبطه من التحصيل ،

ومن أيّده بتقوى الاستناد إليه في جميع أموره علّمه وفهّمه ،

وأكمل العلماء من وهبه الله تعالى فهما في كلامه ، ووعيا عن كتابه ، وتبصرة في الفرقان ، وإحاطة بما شاء من علوم القرآن ، ففيه شهود ما كتب الله لمخلوقاته من ذكره الحكيم ، بما يزيل بكريم عنايته من خطأ اللاعبين ، إذ كلّ العلوم فيه. ا. ه.

ـ فحتى يتأتى فهم القرآن لا بدّ من فهم العربية ، إذ العلم بلغة العرب واجب على كلّ متعلق من العلم بالقرآن والسنة والفتيا بسبب ، حتى لا غناء لأحد منهم عنه.

وذلك لأنّ القرآن نازل بلغة العرب ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عربيّ ، فمن أراد معرفة ما في كتاب الله جلّ وعزّ ، وما في سنّة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من كلّ كلمة غريبة ، ونظم عجيب لم يجد من العلم باللغة بدّا.

ولا يلزمه من ذلك الإحاطة بكلّ ما قالته العرب ؛ لأنّ ذلك غير مقدور عليه ، ولا يكون إلا لنبيّ ، بل الواجب علم أصول اللغة والسنن التي بأكثرها نزل القرآن وجاءت السنّة.

ـ ولقد غلّط أبو بكر ابن داود الظاهري أبا عبد الله محمد بن إدريس الشافعي في كلمات ، ذكر أنّه أخطأ فيها طريق اللغة ، وليس يبعد أن يغلط في مثلها مثله في فصاحته ، لكنّ الصواب على ما قاله أصوب.

فأمّا الكلمات فمنها : إيجابه ترتيب أعضاء الوضوء مع إجماع أهل العربية أنّ الواو تقضي الجمع المطلق لا التوالي.

٩

ومنها : قوله في التزويج ـ إذا قال الوليّ : زوّجتك فلانة ، فقال المزوّج : قد قبلتها ـ : إنّ ذلك ليس بنكاح حتى يقول : قد تزوجتها ، أو قبلت تزويجها.

قال : ومعلوم أنّ الكلام إذا خرج جوابا فقد فهم أنّه جواب عن سؤال. قال الله جلّ وعزّ : (فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ قالُوا نَعَمْ) (١).

وقال : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ قالُوا : بَلى) (٢) ، فاكتفى من المجيبين بهذا ، وما كلّفوا أن يقولوا : بلى أنت ربنا.

ومنها : قوله ـ في قول الله جلّ وعزّ : (ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا) ـ (٣) : أي : لا يكثر من تعولون ، والعرب تقول في كثرة العيال : أعال الرجل ، فهو معيل.

ـ ونحن نذكر بعون الله تعالى بعض الأمثلة التي تبيّن لنا مدى توقّف فهم القرآن على العربية ، ولو جاء حرف مكان حرف لا ختلّ المعنى ، وفسد التركيب.

فمن ذلك : قوله تعالى في سورة البقرة : (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ.) [آية ١٢٠].

قال الشيخ زكريا الأنصاري رحمه‌الله تعالى :

إن قلت : ما الحكمة في ذكر «الذي» هنا ، وذكر «ما» في قوله بعد : (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ) (٤).

وفي الرعد : (وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْماً عَرَبِيًّا ، وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا واقٍ.) [آية ٣٧].

__________________

(١) سورة الأعراف : آية ٤٤.

(٢) سورة الأعراف : آية ١٧٢.

(٣) سورة النساء : آية ٣.

(٤) سورة البقرة : آية ١٤٥.

١٠

قلت : المراد بالعلم في الآية الأولى العلم الكامل ، وهو العلم بالله وصفاته ، وبأنّ الهدى هدى الله ، فكان الأنسب ذكر «الذي» لكونه في التعريف أبلغ من «ما».

والمراد بالعلم في الثانية والثالثة العلم بنوع ، وهو في الثانية العلم بأنّ قبلة الله هي الكعبة ، وفي الثالثة الحكم العربي ، فكان الأنسب ذكر «ما».

ولقلّة النوع في الثانية بالنسبة إليه في الثالثة زيد قبل «ما» في الثانية «من» الدالّة على التبعيض. ا. ه (١).

فانظر رحمك الله إلى هذا الإعجاز العظيم ، حيث وضع كل حرف بموضعه الذي يناسب المعنى المساق له ، ولو غيّر حرف مكان آخر لذهبت فصاحة الآيات وبلاغتها.

ومن ذلك ما استشكله العلّامة الأديب المؤرّخ صلاح الدين الصفدي من قوله تعالى : (إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ ، إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) (٢).

فكتب أبياتا إلى العلامة جمال الدين السبكي أخي تاج الدين السبكي يقول فيها :

فكّرت والقرآن فيه عجائب

بهرت لمن أمسى له متدبّرا

في هل أتى لم ذا أتى يا شاكرا

حتى إذا قال الكفور تغيّرا

فالشكر فاعله أتى في قلّة

والكفر فاعله أتى مستكثرا

فعلام ما جاءا بلفظ واحد

إنّ التوازن في البديع تقرّرا

لكنّها حكم يراها كلّ ذي

لبّ وما كانت حديثا يفترى

__________________

(١) انظر فتح الرحمن ، ص ٣٨.

(٢) سورة الإنسان : آية ٣.

١١

فأجابه من أبيات قائلا :

وجوابه إنّ الكفور ولو أتى

بقليل كفر كان ذاك مكثّرا

بخلاف من شكر الإله فإنّه

بكثير شكر لا يعدّ مكثّرا

فإذن مراعاة التوازن ههنا

محظورة لمن اهتدى وتفكّرا

 ـ ومن ذلك : قوله تعالى : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) (١).

كيف عبّر إلى نوح وإبراهيم بالوصية ، وإلى نبينا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالوحي؟

وكيف جاء لهما بالموصول «ما» ولنبيّنا ب «الذي»؟

قال العلامة البقاعي : ولما كان الإعجاز خاصا بنا أبرزه في مظهر العظمة معبّرا بالوحي ، وبالأصل في الموصولات ، ودالا على زيادة عظمته بتقديمه على من كانوا قبله ، مع ترتيبهم عند ذكرهم على ترتيبهم في الوجود فقال : (وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) وأفرد الضمير زيادة في عظمته ، ودلالة على أنّه لا يفهمه حقّ فهمه غير النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ودلّ على عظمة ما كان لإبراهيم وبنيه بما ظهر من آثاره بمظهر العظمة ، وعلى نقصه عمّا إلى نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالتعبير بالوصية فقال : (وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى.) ولمّا اشتدّ تشوف السامع إلى الموحى الموصى به ، وأبرزه في أسلوب الأمر فقال مبدلا من معمول «شرع» أو مستأنفا : (أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) (٢).

ـ ومن ذلك : ما حكي أنّ أبا يوسف القاضي دخل على الخليفة وعنده الكسائي فقال له : لو تفقّهت يا كسائي كان أنبل بك.

__________________

(١) سورة الشورى : آية ١٣.

(٢) انظر نظم الدرر ١٧ / ٢٦٤ ـ ٢٦٥.

١٢

قال : يا أبا يوسف ، إني سائلك عن مسألة. قال : وما مسألتك؟ قال : ما تقول في رجل أقرّ أنّ لفلان عليّ مائة درهم ، إلا عشرة دراهم إلا درهما ، كم ثبت عليه من الإقرار؟

قال : تسعة وثمانون درهما.

قال الكسائي : أخطأت يا أبا يوسف!

قال : لم؟

قال : لأنّ الله تعالى قال في كتابه : (إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ* إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ) (١).

أخبرني يا أبا يوسف : المرأة مستثناة من القوم أم من الآل؟

قال : من الآل.

قال : فكم ثبت عليه من الإقرار؟

قال أبو يوسف : صدقت ، ثبت عليه من الإقرار واحد وتسعون درهما.

وغير هذه من المسائل التي دلّت على أنّ فهم القرآن متوقف على معرفة العربية ، ومعاني حروفها وأدواتها. وكتابنا هذا سمّاه مؤلفه : المدخل لعلم تفسير كتاب الله تعالى.

والمدخل لذلك هو معرفة العربية والنحو.

ففي هذا الكتاب يعرض الشيخ أصول المسائل التي لا بدّ لمن أراد التفسير من معرفتها والوقوف عليها ، فنبدأ أولا بالتعريف بالشيخ المؤلف رحمه‌الله وطيّب ثراه.

__________________

(١) سورة الحجر : آيات ٥٨ ـ ٦٠.

١٣

منهج التحقيق والدراسة

ـ لقد واجهتنا في التحقيق عدة مشاكل بسبب رداءة الخط المكتوب بالإضافة إلى التحريفات الكثيرة في الكلمات والشواهد. ولم نجد نسخة ثانية للكتاب من أجل المقابلة بينهما.

فبذلنا جهدنا وعلى الله التكلان وكما قال الشاعر : [من يعرف المطلوب يحقر ما بذل].

فقمت بما يلي في التحقيق :

١ ـ ضبط نص المؤلف قدر الإمكان ، والأخطاء في النص قليلة فأصلحناها.

٢ ـ ضبط الآيات القرآنية الموجودة في الكتاب ، إذ كان بعضها مصحّفا ، وذكرت كلّ آية رقمها وسورتها.

٣ ـ ضبط الأحاديث وتخريجها من كتب السنّة الموجودة ، وما لم أجده منها أشرت له.

٤ ـ تخريج القراءات القرآنية التي ذكرها المؤلف ، سواء كانت صحيحة أم شاذة ، ونسبة كلّ قراءة لقارئها.

٥ ـ ضبط الأمثال التي ذكرها المؤلف وبيّنت محلّها في كتب اللغة.

٦ ـ ضبط الشواهد الشعرية والأرجاز الموجودة في الكتاب وشكلها.

١٤

وهذه أصعب مهمة واجهتنا إذ الكتاب غزير الشواهد الشعرية ، ومعظمها من أشعار الجاهلية ، ومع ذلك لا يكاد يسلم بيت من الشعر من التصحيف والتحريف ، فضبطت الأبيات ونسبت كلّ بيت إلى قائله ، ثم بيّنت موضع كل بيت في كتب أئمة اللغة والأدب والتفاسير والنحو ، وما لم أعثر على قائله ـ وهو قليل ـ أشرت له.

٧ ـ تعريف الأعلام المذكورين في الكتاب من المفسرين والأدباء والنحويين وغيرهم.

٨ ـ نسبة بعض الأقوال التي ذكرها المؤلف عن المفسرين وغيرهم إلى محلها من الكتب الموجودة فيها.

٩ ـ عملت مقدمة للكتاب تشمل ما يلي :

١ ـ دراسة عن المؤلف ، وحياته وتلامذته وشيوخه ومؤلفاته.

٢ ـ دراسة عن الكتاب وموضوعه ومنهجه.

٣ ـ دراسة عن العلماء الذين ألّفوا في الردّ عن القرآن ، وكتبهم إلى زمن المؤلف ، وذكرت من قام بالطعن في القرآن من الملاحدة والزنادقة.

٤ ـ مقارنة بسيطة بين كتاب المؤلف وكتاب «تأويل مشكل القرآن» لابن قتيبة.

٥ ـ مقارنة بسيطة بين كتاب المؤلف وكتاب «الصاحبي» لابن فارس.

٦ ـ دراسة مختصرة تبيّن مدى ارتباط التفسير بعلم العربية والنحو خاصة ، وبعض الأمثلة الهامة على ذلك.

١٠ ـ وفي الختام سلسلة الفهارس العلمية وتشمل :

١٥

١ ـ فهارس للكتاب وأبوابه ، إذ هي غير موجودة فيه.

٢ ـ فهارس للآيات القرآنية ، ومواضعها في الكتاب.

٣ ـ فهارس للأحاديث الشريفة ، ومواضعها في الكتاب.

٤ ـ فهارس لأمثال العرب في الكتاب.

٥ ـ فهارس للأشعار والأرجاز ومواضعها في الكتاب.

٦ ـ فهارس للأعلام الواردة في الكتاب.

٧ ـ فهارس للمراجع والمصادر التي اعتمدت عليها في الدراسة.

فهذا جهدنا المتواضع الذي عملناه في إصدار هذا الكتاب من حيّز الخفاء إلى حيز الظهور.

ونسأل الله الكريم أن يثيبنا على عملنا خير الجزاء ، ويتقبل منا كما تقبّل من إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل بناء البيت ، وكما تقبّل من أمّ مريم ابنتها مريم التي نذرتها لله.

إنّه خير مسؤول لا يخيّب من رجاه ، ولا يردّ من دعاه...

«وآخر دعواهم أن الحمد لله ربّ العالمين».

* * *

١٦

التعريف بالمؤلف

اسم المؤلف ونسبته :

هو الإمام العالم العلامة الزاهد الورع أحمد بن محمد بن أحمد أبو نصر السمرقندي ، يعرف بالحدادي.

ـ والحدادي : نسبة إلى عمل الحديد.. أو إلى قرية اسمها حدادة (١).

وذكر ياقوت أن الحدّادة بالفتح والتشديد ، قرية كبيرة بين دامغان وبسطام من أرض قومس على جادة الرّي (٢).

والمشهور بالنسبة إليها : ـ محمد بن زياد القومسي الحدادي حدث عن أحمد بن منيع البغوي. وروى عنه أبو بكر بن أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي.

ـ ومحمد بن خلف الحدادي المقرىء ، يروي عن أبي أسامة وعبيد الله بن موسى وحسين الأشقر وغيرهم ، روى عنه الدار قطني.

ـ وهناك حدادي آخر وهو محمد بن الحسين بن محمد بن موسى بن مهران الحدادي المروزي الحاكم ، أبو الفضل ، كان قاضيا ببخارى وغيرها. وكان فقيها حنفيا ، توفي في المحرم سنة ٣٨٨ ه‍ (٣).

__________________

(١) راجع الأنساب للسمعاني ٤ / ٧٣ ـ ٧٤ ، والجواهر المضية في طبقات الحنفية ٤ / ١٧٨.

(٢) راجع معجم البلدان ٢ / ٢١٧.

(٣) راجع الجواهر المضية في طبقات الحنفية ٣ / ١٤٤ و ٤ / ١٧٨.

١٧

وهو معاصر لمؤلفنا وتوفي قبله فهذا كان ببخارى ، والمؤلف في سمرقند.

ولم تبين المصادر التي بأيدينا أنهما اجتمعا أو التقيا.

شيوخه :

تلقّى المؤلف العلم على عدد من الشيوخ ولم يقتصر على شيخ واحد ، وذلك جريا على عادة العلماء المبرزين الذين هم كالنحلة تطير من زهرة إلى زهرة ومن وردة إلى أخرى لتعطي بعد ذلك شرابا لذيذا وعسلا طيبا.

فمنهم :

١ ـ أبو سعيد السيرافي (١) :

الحسن بن عبد الله ، كان أعلم الناس بنحو البصريين ، قرأ القرآن على ابن مجاهد واللغة على ابن دريد والنحو على أبي بكر بن السراج وكان الناس يشتغلون عليه بعدة فنون : القرآن الكريم والقراءات وعلوم القرآن والنحو واللغة والفقه والفرائض والحساب والكلام والشعر ، وكان نزها عفيفا حسن الأخلاق ، على مذهب أبي حنيفة ، أخذ عنه ابنه والمؤلف ، وله شرح كتاب سيبويه لم يسبق إلى مثله ، توفي سنة ٣٦٨ ه‍.

٢ ـ أبو حفص الكتاني (٢) :

عمر بن إبراهيم الكتاني البغدادي مقرىء محدث ثقة ، عرض على ابن مجاهد ومحمد بن جعفر الحربي وسمع الحروف من إبراهيم بن عرفة نفطويه ، وقرأ على الأشناني ومحمد بن الحسن النقاش ، وقرأ عليه عيسى بن سعيد الأندلسي وأحمد بن محمد بن إسحق المقرىء ، وغيرهما.

__________________

(١) راجع ترجمته في بغية الوعاة ١ / ٥٠٧ ، والفهرست ص ٩٣ ، وفيات الأعيان ٢ / ٧٨ ، معجم الأدباء ٨ / ٢٥٩ ، غاية النهاية ١ / ٢١٨.

(٢) راجع ترجمته في غاية النهاية ١ / ٥٨٧ ، وشذرات الذهب ٣ / ١٣٤.

١٨

كان يقرىء بمسجده ببغداد ، توفي سنة ٣٩٠ ه‍.

٣ ـ أبو بكر بن مهران (١) :

أحمد بن الحسين الأصبهاني النيسابوري مؤلف كتاب «الغاية في العشر» و «مذهب حمزة في الوقف» و «طبقات القراء».

كان ضابطا محققا ثقة صالحا مجاب الدعوة ، قرأ على أبي بكر النقاش ومحمد بن الحسن بن مقسم وجمع كثير.

وعنه مهدي بن طرارة شيخ الهذلي ، وعلي بن أحمد البستي شيخ الواحدي ، توفي سنة ٣٨١ ه‍.

٤ ـ أبو بكر الشذائي (٢) :

أحمد بن نصر بن منصور البصري ، إمام مشهور قرأ على عمر بن محمد الكاغدي وابن مجاهد وابن الأخرم ، وقرأ عليه أبو الفضل الخزاعي والحسن بن علي الشاموخي وعلي بن الحسين الكازروني ، توفي بالبصرة سنة ٣٧٣ ه‍.

٥ ـ أبو يحيى محمد بن سليمان الخياط (٣) :

كان شيخا مقرئا متصدرا بسمرقند ، قرأ على أبي الفضل بن أبي غسان ، وقرأ عليه المؤلف أحمد بن محمد الحدادي ختمات كثيرة ولازمه بسمرقند نحو عشرين سنة.

__________________

(١) راجع ترجمته في غاية النهاية ١ / ٤٩ ، وفيات الأعيان ١ / ٨٠ ، طبقات القرّاء الكبار للذهبي.

(٢) راجع ترجمته في غاية النهاية ١ / ١٤٤ ، وشذرات الذهب ٣ / ٨٠ ، والشذائي نسبة إلى شذا قرية بالبصرة.

(٣) راجع ترجمته في غاية النهاية ٢ / ١٤٩.

١٩

٦ ـ أبو القاسم الفسطاطي (١) :

محمد بن محمد كان شيخا مقرئا بسمرقند ، كان في حدود السبعين وثلثمائة.

قال ابن الجزري : لا أعرف على من قرأ ، وقرأ عليه أحمد بن محمد بن أحمد الحدادي بسمرقند.

٧ ـ أبو سعيد السختياني (٢) :

جعفر بن محمد ، شيخ مقرىء بسمرقند.

قال ابن الجزري : ذكر أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد الحدادي أنّه قرأ عليه بعد الستين وثلاثمائة.

٨ ـ أبو القاسم الضرير (٣) :

هبة الله بن سلامة المفسر صاحب «الناسخ والمنسوخ» : أخذ القراءة عرضا عن زيد بن أبي بلال وأخذ القراءة عنه عرضا الحسن بن علي العطار وشيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري. كان من أحفظ الناس لتفسير القرآن ، له حلقة بجامع المنصور ، يقال : إنّه روى خمسة وتسعين تفسيرا ، توفي ببغداد سنة ٤٠١ ه‍ ، ورسالته في الناسخ والمنسوخ مطبوعة.

٩ ـ الخزاز (٤) :

محمد بن العباس الخزاز البغدادي ، شيخ مقرىء.

__________________

(١) راجع ترجمته في غاية النهاية ٢ / ٢٥٨.

(٢) راجع ترجمته في غاية النهاية ١ / ١٩٨.

(٣) راجع ترجمته في غاية النهاية ٢ / ٣٥١ ، وطبقات المفسرين للسيوطي ص ١٠٧ ، وطبقات المفسرين للداوودي ٢ / ٣٤٨ ، وتذكرة الحفاظ للذهبي ٣ / ١٠٥١ ، ومعجم الأدباء لياقوت ٧ / ٢٤٣.

(٤) راجع ترجمته في غاية النهاية ٢ / ١٥٨.

٢٠