تفسير النسائي - ج ٢

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي

تفسير النسائي - ج ٢

المؤلف:

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي


المحقق: صبري بن عبدالخالق الشافعي وسيّد بن عبّاس الجليمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٩٥
الجزء ١ الجزء ٢

قوله تعالى :

[(فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما) [٧٧]]

[١٦ / ٧٥١] ـ أنا محمّد بن عليّ بن ميمون ، نا الفريابيّ ، نا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، عن أبيّ بن كعب ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في قوله : (فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما) قال : «كانوا أهل قرية لئاما» (*).

__________________

(*) الإسناد [صيغ الأداء] من أصل التفسير (رقم ٣٣٠) ، وهكذا أورده الزيلعي في تخريج الكشاف (ص ٣٧٦ ـ مخطوط ، المجلد الثاني) ، والمتن من تحفة الأشراف.

__________________

ـ وقال : وإسناده حسن. قلت : في سنده ابن لهيعة. وانظر أول التقييد والإيضاح للحافظ العراقي ، فقد أشار إلى بعض الأحاديث في هذا الباب وانظر ما سيأتي هنا في الذيل (رقم ١٦) ففي آخره تنبيه هام.

(١٦) ـ رجاله ثقات تفرد به المصنف من هذا الوجه ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٤٩). ورجال إسناده ثقات ، لكن أبا إسحاق عمرو بن عبد اللّه السبيعي مدلس وقد عنعن ثم هو مختلط ، الفريابي هو محمد بن يوسف ، وإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق.

وقد أخرجه مسلم في صحيحه (٢٣٨٠ / ١٧٢) مطولا من طريق رقبة عن أبي إسحاق ـ به ، وفيه : ... فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية لئاما فطافا في المجالس ، فاستطعما أهلها ، فأبوا أن يضيفوهما .... وأخرجه أيضا المصنف في أصل التفسير (رقم ٣٢٧) ، وأحمد في مسنده (٥ / ١١٩ ، ١٢١) ، وعبد

٦٠١

__________________

بن حميد (رقم ١٦٩ ـ منتخب) ، من طريق أبي إسحاق عن سعيد ـ به. وزاد نسبته في الدرّ (٤ / ٢٣٧) للديلمي عن أبي بن كعب ، وزاد في الكنز (رقم ٤٥٠٠) نسبته لابن مردويه أيضا.

وقال الحافظ في الفتح (٨ / ٤٢٥) : «وقد سئل أبو حاتم الرازي عن زيادة وقعت في قصة موسى والخضر من رواية أبي إسحاق هذه عن سعيد بن جبير وهي قوله في صفة أهل القرية : (أتيا أهل قرية لئاما فطافا في المجالس) فأنكرها ، وقال : هي مدرجة في الخبر».

قلت : الذي في علل ابن أبي حاتم (٢ / ٩٣ رقم ١٧٧٣) قال أبي : «ليس فيه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم».

(تنبيه هام :)

سبق في أصل التفسير (رقم ٣٣٠) أن وجدنا في الأصل المخطوط أن الناسخ ساقه هكذا : أنا محمد بن علي بن ميمون نا الفريابي ... ثم أورد المتن الآتي : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا ذكر أحدا فدعا له بدأ بنفسه ... وقلنا تحتها : هكذا ترجم المصنف بهذه الآية ، وأورد تحتها حديثا يتعلق بآية أخرى.

وعند إعدادنا لهذا الذيل تبيّن لنا أنه خطأ وانتقال نظر من الناسخ ، حيث أنه ساق إسناد الحديث الأول وهو (رقم ١٦) هنا في الذيل ، وأسقط متنه وهو : «كانوا أهل قرية لئاما» ، وانتقل نظره إلى متن الحديث الآخر وهو (رقم ١٥) هنا بالذيل ، خاصّة وأن كلا من الإسنادين من طريق أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبيّ. والدليل على أن الصواب هو ما أثبتناه هنا بالذيل أمور :

ـ أن المزي ذكرهما على الصواب في التحفة ، وانظر التحفة (رقم ٤١ ، ٤٩).

ـ أن الحافظ الزيلعي ذكر الحديث الأول (رقم ١٥) بإسناد المصنف من طريق حمزة الزيات ، وكذا أخرجه أبو داود والترمذي وابن أبي شيبة والطبري والحاكم

٦٠٢

[سورة طه]

قوله تعالى :

[(وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي) [٢٩]]

[١٧ / ٧٥٢] ـ أخبرنا عمرو بن عثمان ، قال : حدّثنا بقيّة ، قال : حدّثنا ابن المبارك ، عن ابن أبي حسين ، عن القاسم بن محمّد ، قال : سمعت عمّتي تقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من ولي منكم عملا فأراد الله به خيرا ، جعل له وزيرا صالحا ، إن نسي ذكّره ، وإن ذكر أعانه» (*).

__________________

(*) الإسناد والمتن من المجتبى للمصنف ، [وانظر التفسير رقم ٢٤٥].

__________________

ـ وابن حبان وغيرهم من طريق حمزة الزيات عن أبي إسحاق ـ به ، وانظر أصل التفسير (رقم ٣٣٠).

ـ أن الحافظ الزيلعي ذكر الحديث الثاني (رقم ١٦) بهذا الإسناد والمتن وعزاه للنسائي في تفسيره ، وكذا صنع المزي في تحفة الأشراف ، وتابعهما الحافظ ابن حجر.

وعليه فالصواب ما ذكرناه هنا بالذيل في الحديثين (رقم ١٥ ، ١٦) ، وأن الناسخ أسقط متن حديث وإسناد ، فنشأ عن ذلك ، وضع إسناد لمتن ، ومتن لإسناد ، مع اسقاط الحديث والحمد للّه على توفيقه.

(١٧) ـ صحيح أخرجه المصنف في المجتبي (رقم ٤٢٠٤) : كتاب البيعة ، باب وزير الإمام ، عن عمرو بن عثمان بهذا الإسناد ، وانظر تحفة الأشراف ـ

٦٠٣

__________________

(رقم ١٧٥٤٤). وسنده حسن ، رجاله ثقات غير بقية بن الوليد بن صائد الكلاعي فهو صدوق كثير التدليس عن الضعفاء (تدليس التسوية) ، وهو قد صرّح هنا بالتحديث من شيخه ، وقد توبع وجاء الحديث من غير طريقه ، وشيخ المصنف هو ابن سعيد بن كثير القرشي الحمصي ، وهو صدوق وقد توبع ، وابن المبارك هو عبد الله الإمام المعروف ، وشيخه هو عمر بن سعيد بن أبي الحسين (وقع في التحفة «عمرو» بفتح العين ، وهو خطأ) ، والقاسم بن محمد هو ابن أبي بكر الصديق ، وعمته هي أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما وعن الصحابة أجمعين ، وللحديث طرق عنها يأتي ذكرها إن شاء الله تعالى.

وقد أخرجه البيهقي في سننه (١٠ / ١١١) من طريق بقية عن ابن المبارك ـ به ، ولم ينفرد به بقية : فقد أخرجه أبو داود في سننه (رقم ٢٩٣٢) ، وابن حبان في صحيحه [(رقم ١٥٥١ ـ موارد) ، (٧ / ١٢ رقم ٤٤٧٧ ـ الإحسان)] ، وابن عدي في «الكامل» (٣ / ١٠٧٦) ، والبيهقي في سننه (١٠ / ١١١ ـ ١١٢) ، كلهم من طريق الوليد بن مسلم ثنا زهير بن محمد عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا أراد الله بالأمير خيرا جعل له وزير صدق : إن نسي ذكّره وإن ذكر أعانه ، وإذا أراد الله به غير ذلك جعل له وزير سوء : إن نسي لم يذكره ، وإن ذكر لم يعنه». ورجال إسناده ثقات غير زهير بن محمد التميمي فيه ضعف من قبل حفظه ، وقد وثقه بعض الأئمة وضعفه آخرون ، وقال عنه الحافظ : «رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعف بسببها» ، والوليد بن مسلم ثقة ولكنه كثير التدليس والتسوية ، وهنا قد صرّح بالتحديث ، وقد توبع أيضا.

وللحديث طريق آخر فقال البزار (رقم ١٥٩٢ ـ كشف) حدثنا الفضل بن سهل ثنا منصور بن أبي مزاحم ثنا أبو سعيد المؤدب عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من ولي من أمر المسلمين شيئا فأراد ـ

٦٠٤

__________________

الله به خيرا جعل له وزيرا صالحا ، إن نسي ذكره ، وإن ذكر أعانه». قلت : وسنده حسن فإن أبا سعيد المؤدب وهو محمد بن مسلم بن أبي الوضّاح القضاعي : صدوق يهم ، والفضل بن سهل : صدوق ، وباقي رجال الإسناد ثقات. وقد ذكره الهيثمي في المجمع (٥ / ٢١٠) وقال : «رواه أحمد والبزّار ، ورجال البزار رجال الصحيح».

قلت : وهو كما قال رحمه‌الله تعالى ، ورواية أحمد من غير هذا الوجه ، فقد أخرجه في مسنده (٦ / ٧٠) عن الحسين بن محمد عن مسلم بن خالد عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعا فذكره ، وفي سنده مسلم بن خالد المخزومي الزنجي وهو ضعيف ، وقال عنه الحافظ : «فقيه صدوق كثير الأوهام» ، وعبد الرحمن بن أبي بكر هو ابن عبيد الله بن أبي مليكة التيمي وهو ضعيف. وجملة القول أن الحديث صحيح بهذه الطرق ، ويكفي في صحته طريق المصنف ، وطريق البزار وباقي الطريق تزيده قوة على قوة. ويشهد لمعناه ؛ حديث : «ما استخلف خليفة إلّا له بطانتان : بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه ...» الحديث ، وهو في الصحيحين وغيرهما.

٦٠٥

[سورة الأنبياء]

قوله تعالى :

[(قالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ) [٦٨]]

[١٨ / ٧٥٣] ـ (عن) خشيش بن أصرم ، (عن) عبد الرزّاق ، (عن) الثّوريّ ، (عن) الشّيبانيّ ، (عن) الحسن بن سعد ، (عن) عبد الرّحمن بن عبد الله بن مسعود ، عن أبيه عبد الله بن مسعود قال : كنّا مع النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فمررنا بقرية نمل قد أحرقت [فقال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّه لا ينبغي لبشر أن يعذّب بعذاب الله»](*)

__________________

(*) الإسناد من تحفة الأشراف ، وكذا أول الحديث ، وما بين المعكفين من مصنف عبد الرزاق ، [وانظر التفسير (رقم ٣٥٢)].

__________________

(١٨) ـ صحيح تفرد به المصنف من هذا الوجه ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٩٣٦٧). ورجال إسناده ثقات ، شيخ المصنف هو ابن أصرم النسائي ، وعبد الرزاق هو ابن همام الصنعاني ، والشيباني هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان ، والحسن بن سعد هو ابن معبد الهاشمي الكوفي ، وعبد الرحمن بن عبد اللّه بن مسعود ؛ اختلف في سماعه من أبيه ؛ والراجح أنه كان صغيرا وقد سمع من أبيه ، ولذا قال الحافظ : وقد سمع من أبيه لكن شيئا يسيرا ، ومتن الحديث صحيح فله شواهد كثيرة تشهد لصحته. ـ

٦٠٦

__________________

والحديث أخرجه أيضا عبد الرزاق في مصنفه (رقم ٩٤١٤) ، وعنه أحمد (١ / ٤٢٣) ، ومن طريق عبد الرزاق ؛ أخرجه الطبراني في الكبير (رقم ١٠٣٧٣ ، ١٠٣٧٤) ، عن الثوري عن الشيباني ـ به.

وأخرجه أبو داود في سننه (رقم ٢٦٧٥ ، ٥٢٦٨) ، حدثنا أبو صالح : محبوب بن موسى أخبرنا أبو إسحاق الفزاري عن أبي إسحاق الشيباني عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه قال كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سفر ، فانطلق لحاجته فرأينا حمرّة معها فرخان ، فأخذنا فرخيها ، فجاءت الحمرة ، فجعلت تفرش (وفي رواية : تعرّش) فجاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «من فجع هذه بولدها؟ ردّوا ولدها إليها» ، ورأى قرية نمل قد حرقناها ، فقال : «من حرق هذه؟» قلنا : نحن ، قال : «إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلّا رب النار» ، وسنده جيد قوي.

وأخرجه الهيثم بن كليب في مسنده (رقم ٢٨٣) من طريق موسى بن محمد الأنصاري عن الشيباني ـ به. وللمرفوع شواهد منها : ما أخرجه البخاري في صحيحه (رقم ٣٠١٧) ، وأبو داود في سننه (رقم ٤٣٥١) ، والترمذي في جامعه (رقم ١٤٥٨) وصححه ، والنسائي في المجتبى (٧ / ١٠٤ رقم ٤٠٦٠) ، وأحمد (١ / ٢١٧ ، ٢١٩ ـ ٢٢٠ ، ٢٨٢) ، والشافعي في مسنده (٢ / ٨٦ ـ ٨٧) ، والحميدى (رقم ٥٣٣) ، وعبد الرزّاق في مصنفه (رقم ٩٤١٣) ، والطبراني في الكبير (رقم ١١٨٥٠) ، وابن عبد البرّ في التمهيد (٥ / ٣١٦) ، والبيهقي في سننه [(٨ / ١٩٥) ، (٩ / ٧١)] ، والبغوي في «شرح السنة» (رقم ٢٥٦١) ، وغيرهم من طريق عكرمة (أن عليا رضي الله عنه حرّق قوما فبلغ ابن عباس فقال : لو كنت أنا لم أحرّقهم ، لأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا تعذّبوا بعذاب الله» ، ولقتلتهم كما قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من بدّل دينه فاقتلوه»).

وفي الباب عن أبي هريرة ، وحمزة بن عمرو الأسلمي ، وغيرهما.

٦٠٧

[سورة الحج]

قوله تعالى :

[(فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها فَكُلُوا مِنْها)(١) [٣٦]]

[١٩ / ٧٥٤] ـ (عن) أحمد بن سليمان ، (عن) حسين بن عليّ الجعفيّ ، (عن) زائدة ، (عن) منصور ، (عن) خالد الحذّاء ، (عن) أبي قلابة (٢) ، (عن) أبي الأشعث ، عن شدّاد بن أوس ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّ الله عزوجل كتب الإحسان على كلّ شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذّبح ، وليحدّ أحدكم إذا ذبح شفرته وليرح ذبيحته» (*).

__________________

(١) ترجمنا للحديث تحت هذه الآية كما أورده ابن كثير في تفسيره ، [وانظر أصل التفسير (رقم ٣٦٤)].

(٢) رواه في المجتبى (رقم ٤٤١١) فزاد عن أبي أسماء الرحبي ، عن أبي الأشعث ، عن شداد ، ونبّه المزي على هذا.

(*) الإسناد من تحفة الأشراف ، واللفظ للمصنف في المجتبى (رقم ٤٤١١) من طريق إسرائيل عن منصور ـ به.

__________________

(١٩) ـ أخرجه مسلم في صحيحه (١٩٥٥ / ٥٧) : كتاب الصيد والذبائح ، باب الأمر بإحسان الذبح والقتل وتحديد الشفرة ، وأخرجه أبو داود في سننه (رقم ٢٨١٥) : كتاب الأضاحي ، باب في النهي أن تصبر البهائم ، والرفق بالذبيحة ، ـ

٦٠٨

__________________

والترمذي في جامعه (رقم ١٤٠٩) : كتاب الديان ، باب ما جاء في النهي عن المثلة ، وقال : «حسن صحيح» ، وأخرجه المصنف في المجتبي (رقم ٤٤٠٥) : كتاب الضحايا ، باب الأمر بإحداد الشفرة ، و (رقم ٤٤١١) باب ذكر المنفلتة التى لا يقدر على أخذها ، و (رقم ٤٤١٢ ، ٤٤١٣ ، ٤٤١٤) باب حسن الذبح ، وأخرجه ابن ماجه في سننه (رقم ٣١٧٠): : كتاب الذبائح ، باب إذا ذبحتم فأحسنوا الذبح ، وكلهم من طريق أبي قلابة ـ به ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٤٨١٧).

قوله «القتلة» : بكسر القاف ، الحالة من القتل ، وبفتح القاف المرّة منه.

قوله «وليحدّ» : وحدّ السيف والسكين ، وكل كليل ؛ يحدّها حدّا وأحدّها إحدادا وحدّها : أي شحذها ومسحها بحجر أو مبرد.

قوله «شفرته» : الشّفرة هي السكين العريضة.

٦٠٩

[سورة العنكبوت]

قوله تعالى :

[(فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ)(*) [٢٤]]

__________________

(*) راجع الذيل هنا (رقم ١٨) ، [انظر أصل التفسير قبل حديث رقم ٤٠٧].

٦١٠

[سورة سبأ]

قوله تعالى :

[(إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ) [٥٠]]

[٢٠ / ٧٥٥] ـ أخبرنا عمرو بن عليّ ، وبشر بن هلا ـ واللّفظ له ـ قالا : ثنا يحيى ، عن سليمان ، عن أبي عثمان ، (عن) أبي موسى الأشعريّ (حدّثني) ... أخذ النّاس في عقبه وثنيّة فكلّما علا منهما رجل نادى بأعلا صوته : لا إله إلّا الله والله أكبر ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّكم لا تدعون (أصمّ) ولا غائبا» ثمّ قال : «يا أبا موسى ألا أدلّك على كنز من كنوز الجنّة؟» قلت : بلى ، قال : «تقول : لا حول ولا قوّة إلّا بالله» (*).

* * *

__________________

(*) الإسناد واللفظ من السنن الكبرى للمصنف : كتاب السير (ص ١١٨ أ ـ مخطوط) باب شدّة رفع الصوت بالتهليل والتكبير ، وما بين القوسين ، وكذا النقط ؛ غير واضح بالمخطوطة ، [وانظر التفسير (رقم ٤٤٧)].

__________________

(٢٠) ـ سبق تخريجه بأصل التفسير (رقم ٤٤٧).

٦١١

[سورة غافر]

قوله تعالى :

[(فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) [١٤]]

أو [(فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) [٦٥]]

[٢١ / ٧٥٦] ـ أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : حدّثنا عبدة ، قال : حدّثنا هشام بن عروة ، عن أبي الزّبير ، قال :

كان عبد الله بن الزّبير يهلّل في دبر الصّلاة يقول : «لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير ،

__________________

(٢١) ـ انظر تخريجه بأصل التفسير (رقم ٤٨١). وأخرجه أيضا البيهقي في سننه (٢ / ١٨٥) وفي الأسماء والصفات (ص ٤٩٦).

٦١٢

لا إله إلّا الله ولا نعبد إلّا إيّاه له النّعمة وله الفضل ، وله الثّناء الحسن ، لا إله إلّا الله مخلصين له الدّين ولو كره الكافرون».

ثمّ يقول ابن الزّبير : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يهلّل بهنّ في دبر الصّلاة» (*).

* * *

__________________

(*) لفظ المتن والإسناد من المجتبى (رقم ١٣٤٠) ، وكتاب عمل اليوم والليلة من السنن الكبرى (رقم ١٢٨) ، ولعل الضمير في تحفة الأشراف (رقم ٥٢٨٥) عائد على كتاب الصلاة ، وليس كتاب التفسير ، وهو الأقرب ، وإنما وضعناه في الذيل هنا احتمالا ، كما في التحفة ، والله أعلم.

ولعل ما ترجمنا به هو الأقرب ؛ وإلّا فإن الحديث يحتمل وضعه في السور الآتية : (الأعراف ـ ٢٩) ، (يونس ـ ٢٢) ، (العنكبوت ـ ٦٥) ، (لقمان ـ ٣٢) ، (البينة ـ ٥) ، [وانظر التفسير (رقم ٤٨١)].

٦١٣

[سورة فصلت]

قوله تعالى :

[(وَمِنْ آياتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) [٣٧]]

[٢٢ / ٧٥٧] ـ أخبرنا عمرو بن عليّ ، قال : حدّثنا يزيد ـ وهو ابن زريع ـ قال : حدّثنا يونس ، عن الحسن ، عن أبي بكرة ، قال : كنّا عند النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فانكسفت الشّمس فقام إلى المسجد يجرّ رداءه من العجلة ، فقام إليه النّاس فصلّى ركعتين كما يصلّون ، فلمّا انجلت خطبنا فقال : «إنّ الشّمس والقمر آيتان من آيات الله يخوّف الله بهما عباده ، وإنّهما لا ينكسفان لموت أحد ، فإذا رأيتم كسوف أحدهما فصلّوا وادعوا حتّى ينكشف ما بكم» (*).

* * *

__________________

(*) الإسناد والمتن من المجتبى للمصنف (رقم ١٥٠٢) ، [وانظر أصل التفسير (رقم ٤٩١ ، ٤٩٢)].

__________________

(٢٢) ـ انظر تخريجه بأصل التفسير (رقم ٤٩١ ، ٤٩٢).

٦١٤

[سورة الذاريات]

قوله تعالى :

[(إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) [٥٨]]

حدّثنا نصر بن عليّ ... [إسناد ومتن أصل التفسير (رقم ٥٤٧)]. [٢٣ / ٧٥٨] ـ ... وأخبرنا أحمد بن سليمان ، عن (١) عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرّحمن بن يزيد ، عن ابن مسعود قال : قرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّي أنا الرّزّاق ذو القوّة» (*).

__________________

(١) غير واضحة بالأصل ، ولعلها «ثنا».

(*) المتن والإسناد من السنن الكبرى للمصنف : كتاب النعوت (ص ١٠١ أ ـ مخطوط) ، باب قول الله عزوجل «هو الرزّاق» ، [وانظر التفسير (رقم ٥٤٧)].

__________________

(٢٣) ـ انظر تخريجه بأصل التفسير (رقم ٥٤٧).

٦١٥

[سورة المجادلة]

قوله تعالى :

[(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى) [٨]]

[٢٤ / ٧٥٩] ـ أخبرني عمران بن بكّار ، قال : حدّثنا أبو اليمان ، قال : أخبرنا شعيب ، عن الزّهريّ ، أخبرني عروة ، أنّ عائشة قالت : دخل رجل من اليهود على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : السّام عليكم ، فقال : وعليكم ، ففهمتها فقلت : السّام عليكم واللّعنة. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا عائشة عليك بالرّفق ، فإنّ الله يحبّ الرّفق في الأمر كلّه». قلت : يا رسول الله! ألم تر إلى ما قال؟ السّام عليكم. قال : «قد قلت : وعليكم» (*).

__________________

(*) المتن والإسناد من السنن الكبري : كتاب عمل اليوم والليلة (رقم ٣٨٤) ، [وانظر أصل التفسير (رقم ٥٩١ ، ٥٩٢ وهو الأقرب لأنه من رواية سفيان عن الزهري)].

__________________

(٢٤) ـ أخرجه البخاري في صحيحه (رقم ٦٢٥٦) : كتاب الاستئذان ، باب كيف يرد على أهل الذمة ؛ عن أبي اليمان ـ به ، وأخرجه المصنف في الكبري : كتاب عمل اليوم والليلة (رقم ٣٨٣) باب ما يقول لأهل الكتاب إذا سلموا عليه ؛ عن عمران بن بكار عن أبي اليمان ـ به ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٦٤٦٨).

٦١٦

[٢٥ / ٧٦٠] ـ أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد ، حدّثنا عمّي ، قال : أخبرنا (١) عن صالح ، عن ابن شهاب ، أخبرني عروة ، أنّ عائشة قالت : دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : السّام عليكم ، ففهمتها فقلت : السّام عليكم واللّعنة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مهلا يا عائشة ، إنّ الله يحبّ الرّفق في الأمر كلّه» قلت : يا رسول الله ألم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قد قلت : عليكم» (*).

__________________

(١) هكذا في عمل اليوم والليلة المطبوع ، وفي المخطوطة (ص ١٢٥ أ) ... أخبرني عن صالح .. ، والصواب إثبات لفظ : «أبي» ، قبل : «عن صالح» ، ولعله سقط من الناسخ.

(*) المتن والإسناد من كتاب عمل اليوم والليلة (رقم ٣٨٢) من الكبري ، [وانظر أصل التفسير (رقم ٥٩١ ، ٥٩٢)].

__________________

(٢٥) ـ أخرجه البخاري في صحيحه (رقم ٦٠٢٤) : كتاب الأدب ، باب الرفق في الأمر كلّه ، ومسلم في صحيحه (٢١٦٥ / ١٠) : كتاب السّلام ، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم ، وأخرجه المصنف في الكبرى : كتاب عمل اليوم والليلة (رقم ٣٨٢) باب ما يقول لأهل الكتاب إذا سلموا عليه ، كلهم من طريق إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان ـ به ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٦٤٩٢). وانظر ما سبق هنا في الذيل (رقم ٢٤) ، وما سيأتي (رقم ٢٦).

٦١٧

[٢٦ / ٧٦١] ـ أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا عبد الرّزّاق ، قال : حدّثنا معمر ، عن الزّهريّ ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : دخل رجل من اليهود على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : السّام عليكم ، فقال : «وعليكم» ففهمتها فقلت : السّام عليكم واللّعنة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا عائشة عليك بالرّفق ، فإنّ الله يحبّ الرّفق في الأمر كلّه» قلت : يا رسول الله ألم تر إلى ما قال؟ السّام عليكم؟ قال : «قد قلت : وعليكم» (*).

__________________

(*) الإسناد والمتن عن اليوم والليلة للمصنف (رقم ٣٨٣) ، [وانظر أصل التفسير (رقم ٥٩١ ، ٥٩٢)].

__________________

(٢٦) ـ أخرجه البخاري في صحيحه (رقم ٦٣٩٥) : كتاب الدعوات ، باب الدعاء على المشركين ، وأخرجه مسلم في صحيحه (٢١٦٥ / ١٠) : كتاب السّلام ، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم ، وأخرجه المصنف في سننه الكبرى : كتاب عمل اليوم والليلة (رقم ٢٨٣) ، ثلاثتهم من طريق معمر عن الزهري ـ به ، وانظر التحفة (رقم ١٦٦٣٠). وانظر ما سبق هنا في الذيل (رقم ٢٤ ، ٢٥). وأخرجه عبد الرزاق في جامع معمر (رقم ١٩٤٦٠).

٦١٨

[سورة البروج]

قوله تعالى :

[(قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) [٤] (*)]

__________________

(*) وقع في تحفة الأشراف (رقم ٤٩٦٩) بعد ذكره لحديث (الغلام والراهب وأصحاب الأخدود) ، قوله النسائي في «السّير» ، وفي بعض النسخ : «في التفسير» ، أي أن النسائي أخرجه في التفسير ، وهو تصحيف من الناسخ ـ والله أعلم ـ والدليل على ذلك :

أولا : أنه موجود بكتاب السّير من السنن الكبري (ص ١١٥ ـ مخطوط) مختصرا.

ثانيا : أنه على الصواب في نسخة الحافظ ابن حجر ، كما في «النكت الظراف» ، [وانظر أصل التفسير (رقم ٦٨١)].

٦١٩

[سورة الإخلاص]

قوله تعالى :

[(وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) [٤]]

[٢٧ / ٧٦٢] ـ حدّثنا عبد الرّحمن بن خالد ، حدّثنا زيد بن الحباب ، حدّثني مالك بن مغول ، حدّثنا عبد الله بن بريدة ، عن أبيه : أنّه دخل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المسجد ، فإذا رجل يصلّي يدعو ، يقول : اللهمّ إنّي أسألك بأنّي أشهد أن لا إله إلّا أنت الأحد الصّمد الّذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.

__________________

(٢٧) ـ صحيح أخرجه أبو داود في سننه (رقم ١٤٩٣ ، ١٤٩٤) : كتاب الصلاة ، باب الدعاء ، وأخرجه الترمذي في جامعه (رقم ٣٤٧٥) : كتاب الدعوات ، باب جامع الدعوات عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال : «حسن غريب» ، وأخرجه المصنف في سننه الكبري : كتاب النعوت ، وأخرجه ابن ماجه في سننه (رقم ٣٨٥٧) : كتاب الدعاء ، باب اسم الله الأعظم ، كلهم من طريق مالك بن مغول البجلي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه ـ به ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٩٩٨).

وشيخ المصنف في هذا الإسناد هو يزيد القطان وهو صدوق ، وزيد بن الحباب هو العكلي وهو صدوق يخطئ في حديث الثوري ، وقد توبعا ، وباقي رجال الإسناد ثقات. ـ

٦٢٠