تفسير النسائي - ج ٢

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي

تفسير النسائي - ج ٢

المؤلف:

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي


المحقق: صبري بن عبدالخالق الشافعي وسيّد بن عبّاس الجليمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٩٥
الجزء ١ الجزء ٢

عليه‌السلام : (ذلِكَ ما كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً [٦٤] فَوَجَدا) [٦٥] خضرا فكان من شأنهما ما قصّ الله في كتابه».

٢١

[٢٢٥] قوله تعالى :

(فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما)(١) [٧٧]

[٣٣٠] ـ أنا محمد بن علىّ / بن ميمون ، نا الفريابيّ ، نا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، عن أبيّ بن كعب قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا ذكر أحدا فدعا له بدأ بنفسه ، فقال ذات يوم : «رحمة الله علينا وعلى موسى ، لو لبث مع صاحبه لأبصر العجب العاجب ، ولكنّه قال : (إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً) [٧٦]».

__________________

(١) هكذا ترجم المصنف بهذه الآية ، وأورد تحتها حديثا يتعلق بآية أخرى ووقع مثله كما سيأتي (رقم ٦٤٢).

__________________

(٣٣٠) ـ صحيح. أخرجه أبو داود في سننه (٣٩٨٤) : كتاب الحروف والقراءات ، وأخرجه الترمذي في جامعه : (رقم ٣٣٨٥) كتاب الدعاء ، باب ما جاء أن الداعي يبدأ بنفسه كلاهما من طريق عبد اللّه بن عباس ـ به ، وانظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٤١). وقال الترمذي : حديث حسن غريب صحيح وإسناده صحيح ، رجاله رجال الشيخين سوى شيخ المصنف وهو ثقة ، الفريابي هو محمد بن يوسف ، وأبو إسحاق السبيعي تابعه عمرو بن دينار عند مسلم.

وقد أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (ج ١٠ / ص ٢١٩ ـ ٢٢٠ رقم ٩٢٧٥) ، وابن جرير الطبري في تفسيره (١٥ / ١٨٦) ، والحاكم في مستدركه (٢ / ٥٧٤) ، كلهم من حديث حمزة الزيات عن أبي إسحاق ـ

٢٢

[٢٢٦] قوله تعالى :

(فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً) [٩٥]

[٣٣١] ـ أنا عبيد الله بن سعيد ، نا سفيان ، عن الزّهريّ ـ سمعته يقول ـ عن عروة ، عن زينب ، عن حبيبة ، عن أمّها : أمّ حبيبة ، عن زينب بنت جحش ، قالت : انتبه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من نوم

__________________

ـ به ، وقال الحاكم : «صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٤ / ٢٣٧) لابن مردويه.

وقد أخرجه مسلم في صحيحه (٢٣٨٠ / ١٧٢) من طريق عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير ـ به مطولا وفيه ما ذكره المصنف.

وقد أخرجه البخاري مطولا ولم يذكر الجملة الأولى : «كان إذا ذكر أحدا ...».

(٣٣١) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب الأنبياء ، باب قصة يأجوج ومأجوج (رقم ٣٣٤٦) ، وفي كتاب المناقب ، باب علامات النبوة في الإسلام (رقم ٣٥٩٨) ، وفي كتاب الفتن ، باب قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ويل للعرب من شر قد اقترب» (رقم ٧٠٥٩) ، وباب يأجوج ومأجوج ، (رقم ٧١٣٥) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الفتن وأشراط الساعة ، باب اقتراب الفتن ، وفتح ردم يأجوج ومأجوج (رقم ٢٨٨٠ / ١ ، ١ م ، ٢ ، ٢ م). وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب الفتن ، باب ما جاء في خروج يأجوج ومأجوج (رقم ٢١٨٧) ، وأخرجه ابن ماجه في سننه : كتاب الفتن ، باب ما يكون من الفتن (رقم ٣٩٥٣) كلهم من طريق زينب بنت جحش أم المؤمنين ـ به .. وسيأتي (رقم ٣٥٣).

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٥٨٨٠).

٢٣

محمرّا وجهه وهو يقول : «لا إله إلّا الله ـ ثلاث مرّات ـ ويل للعرب ، من شرّ قد اقترب ، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا» وعقد سبعين وعشرة سواء. قلت : يا رسول الله ، أنهلك وفينا الصّالحون؟ قال : «نعم ، إذا كثر الخبث».

__________________

ـ قوله : «سبعين وعشرة» كذا في الأصل ، والراجح أنها سبعين أو عشرة «على الشك بزيادة ألف قبل الواو ، ويؤيده رواية البخاري في الموضع الثالث حيث قال : وعقد سفيان تسعين أو مائة» وقد اختلفت الروايات في تحديد العدد ، فذكر البخاري تسعين أو مائة ـ كما سبقت الإشارة إليه ـ وذكر تسعين في رواية أخرى ، وهي في رواية لمسلم ، وذكر الترمذي وابن ماجه : «عشرة» قال الحافظ : وكذا الشك في المائة لأن صفاتها عند أهل المعرفة بعقد الحساب مختلفة وإن اتفقت في أنها تشبه الحلقة ... وفي الحديث إشارة إلى أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يعلم عقد الحساب حتى أشار بذلك لمن يعرفه ، وليس في ذلك ما يعارض قوله في الحديث الآخر : «إنا أمة لا نحسب ولا نكتب لأن المراد بنفي الحساب ما يتعاناه أهل صناعته من الجمع والفذلكة والضرب ونحو ذلك ، فشبه صلى‌الله‌عليه‌وسلم قدر ما فتح من السد بصفة معروفة عندهم».

قوله «الخبث» أي الأفعال المذمومة والخصال الرديئة والفساد والفسق والفجور.

٢٤

[٢٢٧] قوله تعالى :

(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ) [٩٩]

[٣٣٢] ـ أنا عمرو بن زرارة ، قال : نا إسماعيل ، عن سليمان التّيميّ (١) عن أسلم العجليّ ، عن بشر بن شغاف ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال أعرابيّ : يا رسول الله ، ما الصّور؟ قال : «قرن ينفخ فيه».

__________________

(١) في الأصل «التميمي» وهو تحريف والصواب من تحفة الأشراف وباقي الروايات.

__________________

(٣٣٢) ـ صحيح. أخرجه أبو داود في سننه : (رقم ٤٧٤٢) كتاب السنة ، باب في ذكر البعث والصور ، وأخرجه الترمذي في جامعه : (رقم ٢٤٣٠) كتاب صفة القيامة ، باب ما جاء في شأن الصور ، وكتاب التفسير ، باب ومن سورة الزمر (رقم ٣٢٤٤) كلاهما من طريق بشر بن شغاف البصري ـ به. وانظر تحفة الأشراف (رقم ٨٦٠٨). وسيأتي (رقم ٤٠١ ، ٤٧٦) ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن. وإسناده صحيح ، رجاله ثقات ، وقول الترمذي لا نعرفه إلا من حديث سليمان التيمي لا يضر لأن سليمان ثقة من رجال الشيخين. ولا يضر تفرده ، وإسماعيل هو ابن إبراهيم المعروف بابن علية.

والحديث أخرجه ابن المبارك في الزهد (رقم ١٥٩٩) ، والدارمي (٢ / ٣٢٥) ، وأحمد في مسنده (٢ / ١٦٢ ، ١٩٢) ، وابن جرير في تفسيره (١٦ / ٢٤) ، وابن حبان في صحيحه (رقم ٢٥٧٠ ـ موارد) ، والحاكم في مستدركه (٢ / ٤٣٦ ، ٥٠٦) ، (٤ / ٥٦٠) وصححه ووافقه الذهبي ، ـ

٢٥

[٢٢٨] قوله تعالى :

(هَلْ نُنَبِّئُكُمْ)(١)(بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً) [١٠٣]

[٣٣٣] ـ أنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ، نا يزيد ، نا شعبة ، عن عمرو بن مرّة ، عن مصعب بن سعد ، قال : سأل رجل أبي عن هذه الآية (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ)(٢)(بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً) أهم الحروريّة؟ قال : لا ، هم أهل الكتاب ، أمّا اليهود فكفروا بمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأمّا النّصاري فكفروا بالجنّة ، قالوا : ليس فيها طعام ولا شراب ، ولكنّ الحرورية الّذين قال

__________________

(١) في الأصل «أنبئكم» بزيادة ألف.

__________________

ـ كلهم من حديث سليمان التيمي عن أسلم العجلي عن بشر ـ به وقد سقط ـ في أحد المواضع الثلاث (٢ / ٤٣٦) ـ عند الحاكم أسلم العجلي ، وهو خطأ ، والصواب إثباته كما في باقي الروايات ، ولا يعرف لسليمان أي سماع من بشر. واللّه أعلم.

(٣٣٣) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب التفسير ، باب قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا (رقم ٤٧٢٨).

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٣٩٣٦).

قوله : الحرورية نسبة إلى حروراء وهي القرية التي كان ابتداء خروج الخوارج على عليّ ـ رضي اللّه عنه ـ منها.

٢٦

الله عزوجل : (وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ) [البقرة : ٢٧] إلى الفاسقين.

ـ قال يزيد : هكذا حفظت (١). [و](٢) ، كان سعد يسمّيهم الفاسقين.

__________________

(١) أى حفظ أن آخر قراءة سعد «الفاسقين» ، ونبه يزيد على ذلك لأن آخر الآية أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ* وليس الفاسقين.

وقال الحافظ في الفتح (٨ / ٤٢٦): وهو غلط منه أم ممن حفظه عنه ، وكذا وقع عند ابن مردويه أولئك هم الفاسقون والصواب الخاسرون ، ووقع على الصواب كذلك في رواية الحاكم [٢ / ٣٧٠] ، وانظر تتمة كلام الحافظ ففيه فوائد.

وقوله في أول الحديث (سأل رجل أبي) غلط أيضا ، فقد اتفقت الروايات على أن السائل هو مصعب نفسه ، فكأن الراوي نسي اسم السائل فأبهمه ، والله أعلم.

(٢) زيادة من البخاري ، وليست في الأصل.

٢٧

[٢٢٩] قوله تعالى :

(لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ / تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي) [١٠٩]

[٣٣٤] ـ أنا قتيبة بن سعيد ، نا يحيى بن زكريّا بن أبي زائدة ، عن داود ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، قال : قالت قريش لليهود : أعطونا شيئا نسأل به هذا الرّجل ، فقال : سلوه عن الرّوح. فسألوه ، فنزلت : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) [الإسراء : ٨٥]. قالوا : أوتينا علما كثيرا ، أوتينا التّوراة ، ومن أوتي التّوراة فقد أوتي خيرا كثيرا ، فأنزل الله : (قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ).

__________________

(٣٣٤) ـ صحيح* أخرجه الترمذي في جامعه : (رقم ٣١٤٠) كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة بني إسرائيل ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٦٠٨٣). وقال الترمذي : «حديث حسن صحيح غريب» ، وإسناده صحيح ، داود هو ابن أبي هند.

وقد أخرجه الإمام أحمد في مسنده (١ / ٢٥٥) عن قتيبة بإسناد المصنف.

وقد أخرجه أبو الشيخ في «العظمة» (ج ٣ / ص ٨٦٣) ، والحاكم في مستدركه (٢ / ٥٣١) وصححه ووافقه الذهبي ، والبيهقي في «الدلائل» (٢ / ٤٦) ، كلهم من حديث ابن زائدة عن داود ـ به. ـ

٢٨

سورة مريم

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٢٣٠] قوله تعالى :

(يا أُخْتَ هارُونَ) [٢٨]

[٣٣٥] ـ أنا محمد بن يحيى بن أيّوب ، نا ابن إدريس ، قال : حدثني أبي ، عن سماك ، عن علقمة بن وائل ، عن المغيرة بن شعبة ، قال : كنت بأرض نجران ، فسألوني فقالوا : أرأيتم شيئا تقرءونه : (يا أُخْتَ هارُونَ) وبين موسى وعيسى ما قد علمتم من السّنين؟ قال : فلم أدر ما أجيبهم به ، فلمّا قدمت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذكرت ذلك له ، فقال : «ألا أخبرتهم أنّهم كانوا يسمّون بأنبيائهم والصّالحين؟».

__________________

ـ وقد زاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٤ / ١٩٩ ـ ٢٠٠) لابن المنذر وابن حبان وابن مردويه وأبي نعيم في «الدلائل» عن ابن عباس ـ به.

وقد أخرج البخاري في صحيحه (رقم ١٢٥) ، ومسلم (٢٧٩٤ / ٣٢) ، وغيرهما نحوه من حديث ابن مسعود إلى نهاية الآية الأولى في الحديث ، وانظر ما سبق هنا (رقم ٣١٩).

(٣٣٥) ـ أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الآداب ، باب النهي عن التكني بأبي القاسم ، وبيان ما يستحب من الأسماء (رقم ٢١٣٥ / ٩) وأخرجه ـ

٢٩

[٢٣١] قوله تعالى :

(وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ) [٣٩]

[٣٣٦] ـ أنا هنّاد بن السّريّ ، عن محمد ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا دخل أهل النّار النّار ، وأدخل أهل الجنّة الجنّة ، يجاء بالموت ، كأنّه كبش أملح ، فينادي منادي : يا أهل الجنّة تعرفون هذا؟ [قال](١) فيشرئبّون

__________________

(١) سقط من الأصل ، وألحق بالهامش.

__________________

ـ الترمذي في جامعه : كتاب تفسير القرآن باب ومن سورة مريم (رقم ٣١٥٥) كلاهما من طريق علقمة بن وائل بن حجر ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١١٥١٩).

(٣٣٦) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب التفسير ، باب وأنذرهم يوم الحسرة (رقم ٤٧٣٠) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء (رقم ٢٨٤٩ / ٤٠ ، ٤١) وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة مريم (رقم ٣١٥٦) كلهم من طريق سليمان بن مهران الأعمش ، عن أبي صالح ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٤٠٠٢).

قوله : كبش أملح هو فحل الضأن في أي سن كان ، والأملح الذي فيه بياض وسواد ، ويكون البياض أكثر. ـ

٣٠

وينظرون (١) وكلّ قد رأوه ، فيقولون : نعم ، هذا الموت ، ثمّ ينادي : يا أهل النّار ، تعرفون هذا؟ فيشرئبّون وينظرون ، وكلّهم قد رأوه فيقولون : نعم هذا الموت. فيؤخذ فيذبح ، ثمّ ينادي : يا أهل الجنّة خلود ولا موت ، ويا أهل النّار ، خلود ولا موت ، فذلك قوله : (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ) قال : / أهل الدّنيا في غفلة».

[٣٣٧] ـ أنا محمد بن عبيد بن محمد ، نا أسباط ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في هذه الآية (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ) قال : «ينادي : يا أهل الجنّة فيشرئبّون فينظرون ، وينادي : يا أهل النّار ، فيشرئبّون فينظرون ، فيقال : هل تعرفون الموت؟ فيقولون : نعم ، فيجاء بالموت في صورة كبش أملح ، فيقال : هذا الموت فيقدّم فيذبح» قال : يا أهل الجنّة خلود لا موت ، ويقال : يا أهل النّار خلود لا موت» قال : ثمّ قرأ : (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ).

__________________

(١) في الأصل فوق هذه الكلمة : «صح».

__________________

ـ قوله : فيشرئبون أي يرفعون رؤوسهم لينظروا إليه. وكلّ رافع رأسه مشرئبّ.

(٣٣٧) ـ صحيح. تفرد به المصنف من هذا الوجه ، وانظر تحفة ـ

٣١

[٢٣٢] قوله تعالى :

(وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا) [٥٢]

[٣٣٨] ـ أنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم ، أنا موسى بن إسماعيل ، نا حمّاد بن سلمة عن حميد ، عن الحسن ،

__________________

ـ الأشراف (رقم ١٢٣٣٣) وإسناده حسن صحيح ، رجاله رجال الشيخين سوى شيخ المصنف وهو صدوق ، وقد تابعه الحسن بن عرفة كما ذكر ابن كثير في تفسيره (٣ / ١٢٣) ، ولم أجده في النسخة المطبوعة بين أيدينا من جزء الحسن بن عرفة ، والله أعلم.

وعزاه السيوطي وزاد نسبته في الدر المنثور (٤ / ٢٧٢) لابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة ـ به.

وقد أخرج أحمد في مسنده (٢ / ٢٦١) ، وابن ماجه (رقم ٤٣٢٧) ، وابن حبان في صحيحه (رقم ٢٦١٤ ـ موارد) ، ثلاثتهم من حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة ـ به نحوه وليس للآية فيه ذكر ، وصححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند (رقم ٧٥٣٧).

وقد أخرج البخاري ومسلم من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد ـ به نحوه ، وانظر الحديث السابق (رقم ٣٣٦). وأخرجاه من حديث ابن عمر.

(٣٣٨) ـ صحيح بشواهده. تفرد به المصنف ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٣٢٥٦). ورجاله رجال الصحيح ، والإسناد صحيح إذا كان الحسن سمعه من جندب وهو مدلس وقد عنعن ، وكذا حميد الطويل ، وللحديث شواهد يصح بها.

وقد أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم ١٤٣) ، والإمام أحمد في مسنده ـ

٣٢

عن جندب ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لقي آدم موسى ، فقال موسى : يا آدم أنت الّذي خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وأسكنك جنّته ونفخ فيك من روحه؟ قال آدم : يا موسى أنت الّذي اصطفاك الله برسالاته وآتاك التّوراة ، وكلّمك وقرّبك نجيّا؟ فأنا أقدم أم الذّكر. قال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فحجّ آدم موسى ، فحجّ آدم موسى».

__________________

ـ (٢ / ٤٦٤) ، وأبو يعلى في مسنده (ج ٣ / رقم ١٥٢١ ، ١٥٢٨) ، والطبراني ـ مقرونا بحديث أبي هريرة ـ في الكبير (ج ٢ / ص ١٦٠ / رقم ١٦٦٣) ، كلهم من حديث حميد ، عن الحسن ، عن جندب ـ به.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١٩١) : «رواه أبو يعلى وأحمد بنحوه والطبراني ورجالهم رجال الصحيح».

وقد زاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (١ / ٥٤) للآجري عن جندب البجلي.

وللحديث شاهد عن أبي هريرة من طرق ، وقد أخرجه البخاري (رقم ٣٤٠٩) ، ومسلم (٢٦٥٢ / ١٣ ، ١٤ ، ١٥) ، وأحمد في المسند (٢ / ٢٤٨ ، ٢٦٤ ، ٢٦٨ ، ٢٨٧ ، ٣١٤ ، ٣٩٢ ، ٤٤٨) وغيرهم.

وله شواهد من حديث عمر ، وأبي سعيد وأبي موسى وغيرهم وانظر السنة لابن أبي عاصم ، وانظر ما سبق هنا (رقم ٥ ، ٨٠ ، ١٥٠ ، ٢٠٦ ، ٢٠٧).

وانظر الدر المنثور (١ / ٥٤ ، ٥٥).

٣٣

[٢٣٣] قوله تعالى :

(وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ) [٦٤]

[٣٣٩] ـ أنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ، عن أبي عامر ، قال : حدّثنا عمر ، قال : نا أبي وأنا إبراهيم بن الحسن ، عن حجّاج بن محمّد ، عن عمر بن ذرّ ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ـ قال محمد : إن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وقال إبراهيم : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال لجبريل : «ما يمنعك أن تزورنا أكثر ممّا تزورنا ، فنزلت : (وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ)»

ـ قال محمّد : الآية.

__________________

(٣٣٩) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب بدء الخلق ، باب ذكر الملائكة (رقم ٣٢١٨) وكتاب التفسير ، باب «وما نتنزل إلا بأمر ربك» (رقم ٤٧٣١) وكتاب التوحيد ، باب قوله تعالى : «ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين» (رقم ٧٤٥٥) وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة مريم (رقم ٣١٥٨) كلاهما من طريق ذر بن الله المرهبيّ ، عن سعيد بن جبير ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٥٥٠٥).

٣٤

[٢٤٤] قوله تعالى :

(وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها) [٧١]

[٣٤٠] ـ أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد ، عن سفيان ، عن الزّهري ، عن سعيد ، عن أبي هريرة ، أن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم / قال : «ما أحد يموت له ثلاثة من الولد فيلج النّار إلّا تحلّة القسم».

__________________

(٣٤٠) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب الجنائز ، باب فضل من مات له ولد فاحتسب (رقم ١٢٥١) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب البر والصلة والآداب ، باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه (رقم ٢٦٣٢ / ١٥٠ مكرر) وأخرجه ابن ماجه في سننه : كتاب الجنائز ، باب ما جاء في ثواب من أصيب بولده (رقم ١٦٠٣) كلهم من طريق سفيان بن عيينة ، عن الزهري عن سعيد بن المسيب ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٣١٣٣).

قوله : «إلا تحلّة القسم» أي ما ينحل به اليمين.

وهو مصدر حلل اليمين أي كفرها. والقسم هو قول الله عزوجل : «وإن منكم إلا واردها» ذكره الحافظ عن الجمهور في الفتح (٣ / ١٢٣).

قال الخطابي : معناه لا يدخل النار ليعاقب بها ولكنه يدخلها مجتازا ولا يكون ذلك الجواز إلا قدر ما يحلّل به الرجل يمينه ... نقله الحافظ في الفتح.

٣٥

[٢٣٥] قوله تعالى :

(وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا) [٧٢]

[٣٤١] ـ أنا الحسن بن محمّد ، عن حجّاج ، عن ابن جريج.

وأخبرني هارون بن عبد الله ، نا حجّاج قال : قال ابن جريج : أخبرني أبو الزّبير ، أنّه سمع جابرا يقول :

أخبرتني أمّ مبشّر أنّها سمعت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول عند حفصة رضي الله عنها : «لا يدخل النّار إن شاء الله من أصحاب الشّجرة أحد (١). الّذين بايعوا تحتها (٢)» قالت : بلى يا رسول الله. فانتهرها. قالت حفصة : وإنّ منكم إلّا واردها قال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فقد قال الله : (ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا)».

__________________

(١) في الأصل : «واحد» والتصويب من رواية مسلم والتحفة.

(٢) هكذا بالأصل.

__________________

(٣٤١) ـ أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل أصحاب الشجرة ، أهل بيعة الرضوان رضي اللّه عنهم (رقم ٢٤٩٦ / ١٦٣).

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٨٣٥٦).

قوله : جثيا جمع جاثي وهو الذي يجلس على ركبتيه.

٣٦

[٢٣٦] قوله تعالى :

(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا) [٧٧]

[٣٤٢] ـ أنا محمّد بن العلاء ، نا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق ، عن خبّاب قال : كنت رجلا قينا ، وكان لي على العاصى بن وائل دين ، فأتيته أتقاضاه ، فقال : والله لا أقضيك حتّى تكفر بمحمّد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقلت : لا والله لا أكفر بمحمّد حتّى تموت ، ثمّ تبعث ، قال : فإنّي إذا متّ ثمّ بعثت جئتني ولي ثمّ مال وولد ، فأعطيك فأنزل

__________________

(٣٤٢) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب البيوع ، باب ذكر القين والحداد (رقم ٢٠٩١) وكتاب الإجارة ، باب هل يؤاجر الرجل نفسه من مشرك في أرض الحرب (رقم ٢٢٧٥) وكتاب الخصومات ، باب التقاضي (رقم ٢٤٢٥) وكتاب التفسير ، باب «أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا» (رقم ٤٧٣٢) وباب «أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا» (رقم ٤٧٣٣) وباب «كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا» (رقم ٤٧٣٤) وباب قوله عزوجل : «ونرثه ما يقول ويأتينا فردا» (رقم ٤٧٣٥) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (رقم ٢٧٩٥ / ٣٥ ، ٣٦) ، وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة مريم (رقم ٣١٦٢) كلهم من طريق مسروق بن الأجدع أبي عائشة ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٣٥٢٠).

قوله «رجلا قينا» القين الحدّاد والصائغ.

٣٧

الله عزوجل : (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا) إلى قوله : (وَيَأْتِينا فَرْداً) [٨٠].

[٣٤٣] ـ أنا هنّاد بن السّريّ ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن أبي عبد الرحمن ، عن أبي موسى ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا أحد أصبر على أذى يسمعه من الله ، إنّه يشرك به ، ويجعل له ندّ ، وهو يعافيهم ويرزقهم ، ويدفع عنهم».

__________________

(٣٤٣) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب الأدب ، باب الصبر على الأذى (رقم ٦٠٩٩) وكتاب التوحيد ، باب قول الله تعالى «إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين» (رقم ٧٣٧٨) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب صفات المنافقين وأحكامهم ، باب لا أحد أصبر على أذى من الله عزوجل (رقم ٢٨٠٤ / ٤٩ ، ٤٩ مكرر ، ٥٠).

وعزاه المزي في تحفة الأشراف للمصنف في سننه الكبرى : كتاب النعوت كلهم من طريق عبد الله بن حبيب أبي عبد الرحمن السلمي ـ به.

وسيأتي (برقم ٤٦٥).

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٩٠١٥).

٣٨

سورة طه

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٣٤٤] ـ أنا إسماعيل بن مسعود ، عن خالد ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق ،

__________________

(٣٤٤) ـ صحيح إلى ابن حزن. تفرد به المصنف ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ١١٥٩١). وسيأتي (رقم ٣٤٥). وإسناده صحيح ، خالد هو ابن الحارث ، وشعبة لم يسمع من أبي إسحاق إلا ما صرح فيه بالسماع فزالت شبهة تدليسه وقد سمع منه قبل اختلاطه.

والحديث أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (رقم ١٣١١) ، والبخاري في الأدب المفرد (رقم ٥٧٧) عن ابن حزن ـ به ، وإسنادهما على شرط الشيخين ، وعزاه السيوطي في جمع الجوامع لابن عساكر ، وعند الطيالسي بشر بن حزن ، وعند البخاري عبدة بن حزن ، وقد عزاه الحافظ في «الإصابة» لابن السكن وغيره. ونصر بن حزن : اختلف في صحبته واسمه على أقوال : ـ قال الحافظ في الإصابة (٢ / ٤٣٤) : «عبدة بن حزن .. نزل الكوفة ويقال اسمه نصر اختلف فيه وقال الأكثر عبدة أصح ، وقال أبو داود الطيالسي عن شعبة : بشير بن حزن ، وفي رواية الثوري اسمه عبيدة (بكسر الموحدة) .. قال البخاري ومسلم : قال شعبة : أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وذكره أبو نعيم فيمن نزل الكوفة من الصحابة وذكره البلاذري وابن زبر وغيرهما في الصحابة ، وقال ابن السكن : يقال له صحبة ، وكذا ذكره ابن حبان لكن زاد : ولم يصح ذلك عندي ، وقال أبو حاتم الرازي في المراسيل : ما أرى له صحبة وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل عن أبيه : روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو تابعي ، وتبعه العسكري ، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من التابعين ، وقال ابن البرقي : لا تصح له صحبة». ا. ه وكذا في التهذيب (٦ / ٤٥٨). ـ

٣٩

عن ابن حزن ، قال : افتخر أهل الإبل والشّاة فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «بعث / موسى عليه‌السلام وهو راعي غنم ، وبعث داود عليه‌السلام وهو راعى غنم ، وبعثت أنا أرعى غنما لأهلى بأجياد».

[٣٤٥] ـ أنا محمد بن بشّار قال : يعني ابن عديّ ، قال شعبة قال : قلت لأبي إسحاق : نصر بن حزن أدرك النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ ، قال : نعم.

__________________

ـ فإن صحّت صحبته فالحديث صحيح ، وإلا فهو مرسل ، ويشهد له ما أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٢٢٦٢) من حديث أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم». فقال أصحابه : وأنت؟ فقال : «نعم ، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة» ، وكذا أخرجه ابن ماجه في سننه (رقم ٢١٤٩).

وأخرج البخاري في صحيحه (رقم ٥٤٥٣) ، ومسلم (٢٠٥٠ / ١٦٣) وعزاه المزي في تحفة الأشراف (رقم ٣١٥٥) للنسائي في الوليمة (الكبرى) ، ثلاثتهم من حديث جابر بن عبد الله : «كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ...» وفيه «أكنت ترعى الغنم؟ قال : «نعم ، وهل من نبي إلا رعاها؟». وأخرج عبد بن حميد (رقم ٨٩٨ ـ منتخب) ، وأحمد (٣ / ٩٦) ، وغيرهما من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا .. وفيه : «بعث موسى وهو يرعى غنما لأهله وبعثت وأنا أرعى غنما لأهلي بأجياد» وفي سنده عطية العوفي ، والحجاج بن أرطاة وهما ضعيفان.

قوله «أجياد» موضع بأسفل مكة ـ معروف ـ من شعابها.

(٣٤٥) ـ سبق تخريجه (رقم ٣٤٤). وإسناده على شرط الشيخين.

٤٠