أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي
المحقق: صبري بن عبدالخالق الشافعي وسيّد بن عبّاس الجليمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٩٥
[٦٠٩] ـ [قال](١) الحارث بن مسكين قراءة عليه ، [وأنا أسمع](٢) عن ابن القاسم ، قال : أخبرنا (٣) مالك ، عن محمد بن المنكدر ،
__________________
(١) في الأصل بدأ الإسناد مباشرة هكذا : «الحارث بن مسكين ...» وهذه الزيادة استدركناها من نسخة (ح) وهى تدل على أن ليس في الإسناد سقطا. وراجع ما كتبناه عن الحارث بن مسكين شيخ المصنف في المقدمة.
(٢) زيادة من كتاب عشرة النساء للمصنف.
(٣) فى الأصل : «نا».
__________________
(٦٠٩) ـ صحيح أخرجه الترمذي في جامعه (رقم ١٥٩٧) : كتاب السير ، باب ما جاء في بيعة النساء ، والمصنف في سننه (رقم ٤١٨١) : كتاب البيعة ، بيعة النساء ، (رقم ٤١٩٠) والبيعة فيما يستطيع الإنسان ، وأخرجه في الكبرى : كتاب عشرة النساء ، مصافحة النساء (رقم ٣٥٨) ، وأخرجه ابن ماجة (رقم ٢٨٧٤) : كتاب الجهاد ، باب بيعة النساء ، وعزاه المزي للمصنف في الكبرى : كتاب السير في موضعين ، كلهم من طريق محمد بن المنكدر ـ به. وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٥٧٨١) ، وقال الترمذي : حديث حسن صحيح. وإسناده صحيح ، رجاله ثقات ، ابن القاسم هو ابن عبد الرحمن صاحب مالك.
والحديث أخرجه مالك في الموطأ (٢ / ص ٩٨٢) ، والحميدي في مسنده (رقم ٣٤١) ، وأحمد في مسنده (٦ / ٣٥٧) ، والطبري في تفسيره (٢٨ / ٥٢ ، ٥٣) من طرق ، والطبراني في الكبير (ج ٢٤ / ص ١٨٦ ـ ١٨٩) (رقم ٤٧٠ ـ رقم ٤٧٦) من طرق ، وابن حبان في صحيحه (رقم ١٤ ـ موارد) ، والحاكم في مستدركه (٤ / ٧١) ، كلهم من حديث محمد بن المنكدر عن أميمة بنت رقيقة ـ به. ـ
عن أميمة بنت رقيقة ، قالت : أتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى نسوة ، نبايعه على الإسلام ، فقلت : يا رسول الله ، هلمّ نبايعك على أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ، ولا نزني ، ولا نأتي ببهتان ، نفتريه (١) بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيك في معروف فقال (٢) : «فيما استطعتن وأطقتنّ» فقلنا : الله ورسوله أرحم بنا منّا بأنفسنا. هلمّ نبايعك يا رسول الله. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّى لا أصافح النّساء ، إنّما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة. [أو : مثل قولى لامرأة واحدة](٣).
__________________
(١) فى الأصل «نفترينه» وهو خطأ.
(٢) فى الأصل : قال بدون فاء.
(٣) زيادة من (ح).
__________________
ـ وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٦ / ٢٠٩) لعبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن سعد وابن المنذر وابن مردويه عن أميمة ـ به.
ولبعضه شواهد من حديث أم عطية وعائشة وسلمى بنت قيس وأسماء بنت يزيد مختصرا ومطولا.
قوله إني لا أصافح النساء مع ما سبق في حديث عائشة (رقم ٦٠٦) حيث أنها نفت أن يكون رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قد مس امرأة قط ، ففي هذين الحديثين سنة فعلية في تحريم مس المرأة الأجنبية ـ وهي التي يحل للرجل زواجها آجلا أو عاجلا ـ اقتداء به صلّى اللّه عليه وسلّم ، رغم وجود المقتضي لذلك وهو البيعة ، ومع الاتفاق على عصمته صلّى اللّه عليه وسلّم من الزيغ والهوى ، فنحن أحق بالابتعاد عن هذا. أضف إلى ذلك ما ثبت من قوله صلّى اللّه عليه وسلّم فيما رواه الطبراني والبيهقي وغيرهما من حديث معقل ـ
سورة الصّفّ
بسم الله الرّحمن الرّحيم
[٣٨٩] قوله :
(وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) [٦]
[٦١٠] ـ أخبرنا عليّ بن شعيب قال : حدّثنا مالك ، عن الزّهريّ ، عن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لي خمسة أسماء ، أنا محمّد وأحمد وأنا الحاشر ؛ الّذي يحشر
__________________
ـ ابن يسار : «لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد ، خير من أن يمس امرأة لا تحل له» فهذه سنة قولية تدل على التحريم ، فتمسك بهذا ـ حفظك الله ـ وانظر السلسلة الصحيحة (رقم ٢٢٦) ففيها فوائد.
(٦١٠) ـ أخرجه البخاري في صحيحه (رقم ٣٥٣٢) : كتاب المناقب ، باب ما جاء فى أسماء رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكتاب التفسير (رقم ٤٨٩٦) ، باب : «يأتي من بعدي اسمه أحمد» ، وأخرجه مسلم في صحيحه (رقم ٢٣٥٤ / ١٢٤ ، ١٢٥) : كتاب الفضائل ، باب في أسمائه صلىاللهعليهوسلم ، وأخرجه الترمذي في جامعه (رقم ٢٨٤٠) : كتاب الأدب باب ما جاء في أسماء النبي صلىاللهعليهوسلم ، وأخرجه الترمذي في الشمائل (رقم ٣٦٧) ، باب ما جاء في أسماء رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، كلهم من طريق الزهري ، عن محمد بن جبير بن مطعم ـ به. وانظر تحفة الأشراف (رقم ٣١٩١). وقال الترمذي : «هذا حديث حسن صحيح».
وأخرجه الطيالسي وابن مردويه عن جبير بن مطعم بلفظ : «أنا محمد وأنا أحمد والحاشر ونبي التوبة ونبي الملحمة». ـ
النّاس على قدمي ، وأنا الماحي الّذى يمحو الله بي الكفر ، وأنا العاقب» [صلىاللهعليهوسلم](١).
* * *
__________________
(١) سقطت من (ح).
__________________
قوله العاقب عقب به الأنبياء ، أي خاتم الأنبياء والمرسلين. ومناسبة هذه الآية للحديث قوله ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ، وبهذا ترجم البخاري رحمه اللّه.
[٣٩٠] قوله تعالى :
(فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ) [١٤]
[٦١١] ـ أنا محمّد بن العلاء ، قال : حدّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : لمّا أراد الله (عزوجل) (١) أن يرفع عيسى ، عليهالسلام / إلى السّماء ، خرج على أصحابه وهم في بيت ، اثنا عشر رجلا ، ورأسه يقطر ماء ، فقال : أيّكم يلقى شبهي عليه (٢) ، فيقتل مكاني فيكون معي في درجتي؟ فقام شابّ من
__________________
(١) سقطت من (ح).
(٢) في (ح) : عليه شبهي.
__________________
(٦١١) ـ إسناده حسن. تفرد به المصنف ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٥٦٣٣). رجاله ثقات رجال الشيخين غير المنهال بن عمرو فهو صدوق ربما وهم ، وقد أخرج له البخاري وأهل السنن ، أبو معاوية هو محمد بن خازم الضرير. وهذا الخبر موقوف على ابن عباس رضي اللّه عنهما ولعله مما أخذه عن أهل الكتاب ، واللّه أعلم.
وقد أخرجه من هذا الوجه ابن جرير الطبري في تفسيره (رقم ٢٨ / ٦٠) عن أبي السائب عن أبي معاوية الضرير ـ به.
وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٢ / ٢٣٨) لعبد بن حميد وابن أبي ـ
أحدثهم سنّا ، فقال : أنا. فقال : اجلس. ثمّ أعاد (١) عليهم. فقام الشّابّ فقال (٢) : أنا. فقال : اجلس ، ثمّ أعاد عليهم الثّالثة. فقال الشابّ : أنا. فقال عيسى (عليهالسلام) (*) : نعم أنت ، فألقى عليه شبه عيسى (عليهالسلام) (*) ، ثمّ رفع عيسى من روزنة كانت (٣) فى البيت إلى / السّماء ، وجاء الطّلب من اليهود فأخذوا الشّابّ للشّبه (٤). فقتلوه ثمّ صلبوه. فتفرّقوا ثلاث فرق. فقالت فرقة : كان فينا الله (عزوجل) (*) ما شاء ثمّ صعد إلى السّماء ، وهؤلاء اليعقوبيّة. وقالت فرقة : كان فينا ابن الله ما شاء [الله](٥) ثمّ رفعه الله إليه وهؤلاء النّسطوريّة. وقالت طائفة (٦) : كان فينا عبد
__________________
(١) في (ح): «عاد».
(٢) فى الأصل : «فقال الشاب ...».
(*) سقطت من (ح).
(٣) فى (ح): «كان».
(٤) في (ح) المشبه.
(٥) زيادة من (ح).
(٦) فى (ح): «فرقة».
__________________
ـ حاتم وابن مردويه عن ابن عباس.
قال ابن كثير في تفسيره (٤ / ٣٦٣) في قوله تعالى : فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ : أي لما بلّغ عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسّلام رسالة ربه إلى قومه ووازره من وازره من الحواريين اهتدت طائفة من بني إسرائيل
الله ورسوله ما شاء [الله](١) ثمّ رفعه الله [ف](٢) هؤلاء المسلمون. فتظاهرت الكافرتان على المسلمة فقتلوها ، فلم يزل الإسلام طامسا حتّى بعث الله محمّدا صلىاللهعليهوسلم فأنزل الله عزوجل (فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ)(٣) يعني : الطّائفة الّتي كفرت في زمان عيسى ، عليهالسلام. والطّائفة الّتي آمنت في زمان عيسى (فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ) بإظهار محمّد صلىاللهعليهوسلم دينهم على دين الكفّار (فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ).
* * *
__________________
(١) سقطت من الأصل.
(٢) زيادة من (ح).
(٣) سقطت لفظة : «طائفة» من (ح).
__________________
ـ بما جاءهم به ، وضلت طائفة فخرجت عما جاءهم به وجحدوا نبوته ورموه وأمه بالعظائم وهم اليهود عليهم لعائن اللّه المتتابعة إلى يوم القيامة ، وغلت فيه طائفة أخرى ممن اتبعوه حتى رفعوه فوق ما أعطاه اللّه من النبوة وافترقوا فرقا وشيعا ، فمن قائل منهم إنه ابن اللّه ، وقائل إنه ثالث ثلاثة : الأب والابن وروح القدس ، ومن قائل إنه اللّه.
قوله روزنة هو الخرق في السقف.
سورة الجمعة
بسم الله الرّحمن الرّحيم
[٣٩١] قوله تعالى :
(وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ) [٣]
[٦١٢] ـ أخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا عبد العزيز ، عن ثور ، عن أبي الغيث ، عن أبي هريرة ، قال : كنّا جلوسا عند النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، إذ نزلت سورة الجمعة. فلمّا قرأ (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ) قال : من هؤلاء يا رسول الله؟ فلم يراجعه النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، حتّى سأله مرّة أو مرّتين أو ثلاثا. قال : وفينا سلمان الفارسيّ. قال : فوضع النّبيّ صلىاللهعليهوسلم يده على سلمان ، ثمّ قال : «لو كان الإيمان عند الثّريّا ، لناله رجال من هؤلاء».
__________________
(٦١٢) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب التفسير ، باب قوله : «وآخرين منهم لما يلحقوا بهم» (رقم ٤٨٩٧ ، ٤٨٩٨) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب فضائل الصحابة ، باب فضل فارس (رقم ٢٥٤٦ / ٢٣١) وأخرجه الترمذي فى جامعه : كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة الجمعة (رقم ٣٣١٠) وقال : «غريب» وكتاب المناقب ، باب في فضل العجم (رقم ٣٩٣٣). وقال : «حسن» وعزاه المزي في تحفة الأشراف للمصنف في الكبرى : كتاب المناقب ، كلهم من طريق ثور بن زيد ، عن سالم أبي الغيث ـ به. ـ
[٣٩٢] قوله : (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها) [١١]
[٦١٣] ـ أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن يونس ، قال :
حدّثنا عبثر ، قال : حدّثنا حصين ، عن سالم بن أبى الجعد ،
__________________
ـ انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٢٩١٧).
وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (٢٨ / ٦٢).
وعزاه في الدر المنثور (٦ / ٢١٥) لسعيد بن منصور وابن المنذر وابن مردويه وأبي نعيم والبيهقي معا في الدلائل.
قوله «الثّريّا» هو النجم المعروف.
(٦١٣) ـ أخرجه البخارى في صحيحه : كتاب الجمعة ، باب إذا نفر الناس عن الإمام في صلاة الجمعة فصلاة الإمام ومن بقي جائزة (رقم ٩٣٦) وكتاب البيوع ، باب قول الله عزوجل : «وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها» (رقم ٢٠٥٨) وباب : «وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها» (رقم ٢٠٦٤) وكتاب التفسير ، باب : «وإذا رأوا تجارة أو لهوا» (رقم ٤٨٩٩) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الجمعة : باب في قوله تعالى : «وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما» (٨٦٣ / ٣٦ ، ٣٧ ، ٣٨) ، وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة الجمعة (رقم ٣٣١١) : وقال : «هذا حديث حسن صحيح».
وعزاه المزي في تحفة الأشراف للمصنف في الكبرى : كتاب الصلاة. كلهم من طريق حصين ، عن سالم بن أبي الجعد الغطفاني ـ به. ـ
عن جابر بن عبد الله قال : كنّا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى الجمعة فمرّت عير تحمل الطّعام فخرج النّاس إلّا اثني عشر رجلا فنزلت / آية الجمعة.
* * *
__________________
ـ انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٢٢٣٩).
وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (٢٨ / ٦٧).
وعزاه في الدر المنثور لابن المنذر.
قوله : «فمرت عير» العير الإبل بأحمالها ، وهي من عار يعير ، بمعني سار يسير ، والعير أيضا بهذا المعني هى القافلة من الإبل أو الحمير أو البغال إذا حملت عليها الميرة والتجارات ، ولا تسمى عيرا إلا إذا كانت محملة.
سورة المنافقون (١)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
[٦١٤] ـ أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا يحيى بن آدم ، قال : حدّثنا ابن أبي زائدة ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرّة ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن زيد بن أرقم ، قال : لمّا قال عبد الله بن أبيّ ما قال ، جئت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأخبرته ، فحلف (٢) أنّه لم يقل ، فجعل النّاس يقولون تأتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالكذب حتّى جلست في البيت مخافة إذا رآني النّاس أن يقولوا كذبت حتّى أنزل الله عزوجل (هذه الآية) (٣)(إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ) [١] الآية.
__________________
(١) في (ح): «سورة المنافقين».
(٢) فى (ح): «وحلف».
(٣) سقطت من (ح).
__________________
(٦١٤) ـ صحيح. ذكره البخاري تعليقا في صحيحه بعد حديث (رقم ٤٩٠٢) : كتاب التفسير ، باب قوله : ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٣٦٧٢). وإسناده صحيح على شرط الشيخين ، وقد أخرجاه من وجه آخر عن زيد بن أرقم بأتم ـ
[٦١٥] ـ أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا (١) يحيى بن آدم ، قال : حدّثنا مالك بن مغول ، عن واصل الأحدب ، عن أبى وائل ، عن حذيفة قال : قيل له ، المنافقون اليوم أكثر أم على عهد (رسول الله) (٢) صلىاللهعليهوسلم؟ قال : بل هم اليوم أكثر ؛ لأنّه كان يومئذ يستسرّونه واليوم يستعلنونه.
__________________
(١) فى الأصل : «نا».
(٢) في (ح): «النبي».
__________________
ـ منه ، وانظر ما يأتي (رقم ٦١٧ ، ورقم ٦١٨) ، ابن أبي زائدة في الإسناد هو يحيى بن زكريا ، عمرو بن مرة هو الجملي.
وقد أخرجه الطبراني في الكبير (ج ٥ / ص ٦١٩ / رقم ٤٩٧٩) من حديث ابن أبي زائدة عن الأعمش عن عمرو ـ به ، وفيه حتى أنزل اللّه عزّ وجل هم الذين يقولون. الآية.
وانظر باقي الروايات في الدر المنثور (٦ / ٢٢٢ ـ ٢٢٥) عن زيد بن أرقم وغيره.
(٦١٥) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب الفتن ، باب إذا قال عند قوم شيئا ثم خرج فقال بخلافه (رقم ٧١١٣).
وعزاه المزي في تحفة الأشراف للمصنف في الكبرى : كتاب السير ، كلاهما من طريق واصل الأحداب ، عن شقيق بن سلمة أبي وائل ـ به.
انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٣٣٤٢).
قوله : يستسرونه ، ويستعلنونه يعنى النفاق.
[٦١٦] ـ أخبرنا محمّد بن يحيى بن محمّد ، قال : حدّثنا عمر بن حفص بن غياث ، قال : حدّثنا أبي (١) ، قال : نا الأعمش ، حدّثني إبراهيم ، عن الأسود ، قال : كنّا جلوسا فى حلقة فيها عبد الله ، فجاء حذيفة حتّى قام علينا فسلّم ثمّ قال : لقد أنزل الله النّفاق على قوم (و) (٢) كانوا خيرا منكم ، قال الأسود : سبحان الله ، إنّ الله [عزوجل](٣) يقول (إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) [النّساء : ١٤٥] فتبسّم عبد الله ، وانطلق حذيفة حتّى جلس في ناحية المسجد ، وقام عبد الله وتفرّق أصحابه ، قال : فرمانى بالحصا فأتيته ، فقال حذيفة : عجبت من ضحكه وقد عرف ما قلت ، أجل : قد أنزل الله عزوجل / النّفاق على قوم خير (٤) منكم (ثمّ) (٥) تابوا فتاب الله عليهم.
__________________
(١) في (ح) بعد هذا : «قال حدثت به وأنا» وضرب عليها بالقلم. والله أعلم.
(٢) سقطت من (ح).
(٣) زيادة من (ح).
(٤) فى الأصل «خيرا».
(٥) فى (ح) ترك مكانها خاليا.
__________________
(٦١٦) ـ أخرجه البخاري في صحيحه (رقم ٤٦٠٢) : كتاب التفسير ، باب : إن المنافقين في الدرك الأسفل عن عمر بن حفص بن غياث ـ به. وانظر تحفة الأشراف (رقم ٣٣٠٢).
[٣٩٣]
قوله :
(الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا) [٧]
[٦١٧] ـ أخبرنا محمّد بن بشّار ، قال : حدّثنا محمّد بن جعفر [وابن أبى عدىّ](١) ، قالا (٢) : حدّثنا شعبة ، عن الحكم ، عن محمّد بن كعب القرظيّ ، عن زيد بن أرقم ، قال : كنت / عند (٣) رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى غزوة تبوك فقال : عبد الله بن أبيّ : (لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَ) (٨) فأتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأخبرته ، فحلف عبد الله أنّه لم يذكر شيئا ولامني قومي وقالوا : ما أردت إلى هذا؟ فأرسل إلىّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «إنّ الله [عزوجل](٤) قد أنزل
__________________
(١) سقطت من (ح) والصواب إثباتها كما في الأصل وتحفة الأشراف.
(٢) في (ح) «قال».
(٣) في (ح): «مع».
(٤) سقطت من (ح).
__________________
(٦١٧) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب التفسير ، باب قوله : ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون (رقم ٤٩٠٢) وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة المنافقين (رقم ـ
عذرك ، فنزلت هذه الآية (الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا) ـ حتّى بلغ ـ (لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَ).
* * *
__________________
ـ ٣٣١٤) وقال : «هذا حديث حسن صحيح» كلاهما من طريق شعبة ، عن الحكم ، عن محمد بن كعب القرظي ـ به. انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٣٦٨٣).
[٣٩٤] قوله :
(لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَ) [٨]
[٦١٨] ـ أخبرنا أبو داود ، قال : حدّثنا الحسن ـ يعني ابن محمّد بن أعين ، قال : نا زهير ، قال : حدّثنا أبو إسحاق أنّه سمع زيد بن أرقم يقول : خرجنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى سفر أصاب النّاس فيه شدّة ، فقال عبد الله بن أبيّ :
ـ وأنا أسمعه ـ لأصحابه (١)(لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ)(٢)(حَتَّى يَنْفَضُّوا) [٧] من حوله وقال (لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَ) قال (٣) : فأتيت النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فأخبرته ذلك ، فأرسل إلى عبد الله بن أبيّ ، فسأله فاجتهد يمينه (٤) ، قالوا : كذب زيد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فوقع في نفسي ممّا
__________________
(١) في الأصل : «لأصحابي» والصواب من (ح) كما أثبتناه. والله أعلم.
(٢) زاد في (ح) صلىاللهعليهوسلم.
(٣) زيادة من (ح).
(٤) في (ح): «فاجتهد يمينه ما فعل».
__________________
(٦١٨) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب التفسير ، باب قوله : إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول اللّه (رقم ٤٩٠٠) وباب : اتخذوا ـ
قالوا شدة حتّى أنزل الله عزوجل تصديقى في (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ) [١] قال : ودعاهم النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ليستغفر لهم فلوّوا رءوسهم.
[٦١٩] ـ أخبرنا (١) محمّد بن منصور ، عن سفيان ، عن عمرو ، قال :
سمعت جابرا يقول : كنّا مع (رسول الله) (٢) صلىاللهعليهوسلم في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار ، فقال المهاجريّ :
__________________
(١) في الأصل «نا».
(٢) في (ح): «النبي».
__________________
ـ أيمانهم جنة (رقم ٤٩٠١) وباب : وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم (رقم ٤٩٠٣) وباب قوله : وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول اللّه لوّوا رؤوسهم (رقم ٤٩٠٤) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب صفات المنافقين وأحكامهم ، (رقم ٢٧٧٢ / ١) ، وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة المنافقين (رقم ٣٣١٢) ، كلهم من طريق عمرو بن عبد اللّه أبي إسحاق السبيعي ـ به. وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح انظر تحفة الأشراف للمزي (٣٦٧٨).
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (٤ / ٣٧٣).
وأخرجه ابن جرير الطبري (٢٨ / ٧٠) ، وأخرجه الطبراني (٥ / ١٨٩).
وعزاه في الدر المنثور لابن سعد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه.
(٦١٩) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب التفسير ، باب قوله : سواء ـ
يا للمهاجرين وقال الأنصاريّ : يا للأنصار ، فسمعها رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «ما بال دعوى الجاهليّة» فقالوا (١) : يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «دعوها / فإنّها منتنة» ، (فبلغ) (٢) ذلك عبد الله بن أبيّ بن سلول فقال : أفعلوها (٣)؟ (لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَ) (٨) فقال عمر : دعني أضرب عنق هذا (٤) قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا يتحدّثنّ النّاس أنّ محمّدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقتل أصحابه».
__________________
(١) في (ح) «قالوا».
(٢) سقطت من (ح).
(٣) في (ح): «فعلوها» بدون همزة.
(٤) في (ح): «فقال».
__________________
ـ عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم (رقم ٤٩٠٥) وباب : يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل (رقم ٤٩٠٧) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب البر والصلة والآداب ، باب نصر الأخ ظالما أو مظلوما (رقم ٢٥٨٤ / ٦٣) وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة المنافقين (رقم ٣٣١٥) وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح وأخرجه المصنف في الكبرى : كتاب عمل اليوم والليلة ، دعوى الجاهلية (رقم ٩٧٧).
وعزاه المزي في تحفة الأشراف للمصنف في الكبرى : كتاب السير ، كلهم من طريق سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ـ به. انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٢٥٢٥). ـ
سورة التغابن
بسم الله الرّحمن الرّحيم
[٦٢٠] ـ أخبرنا محمّد بن سلمة ، قال : أخبرنا ابن القاسم ، قال : أخبرنا (١) مالك ، عن الفضيل بن أبى عبد الله ، عن عبد الله بن نيار ، عن عروة.
عن عائشة ، قالت : خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم قبل بدر ، فلمّا كان بحرّة الوبرة أدركه رجل قد كان يذكر منه جرأة ونجدة ، ففرح أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين رأوه ، فلمّا أدركه قال : يا محمّد ألا أتبعك فأصيب معك (٢) ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أتؤمن بالله
__________________
(١) في الأصل : «نا».
(٢) في (ح): «يا محمد جئت لأتبعك وأصيب معك».
__________________
ـ وعزاه في الدر المنثور لسعيد بن منصور وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.
قوله كسع أي ضرب دبره بيده.
(٦٢٠) ـ أخرجه مسلم في صحيحه (١٨١٧ / ١٥٠) : كتاب الجهاد والسير ، باب كراهة الاستعانة في الغزو بكافر ، وأخرجه أبو داود في سننه (رقم ٢٧٣٢) : كتاب الجهاد ، باب في المشرك يسهم له ، وأخرجه الترمذي في جامعه (رقم ١٥٥٨) : كتاب السير ، باب ما جاء في أهل الذمة يغزون مع
ورسوله»؟ قال : لا ، قال : «فارجع فلن نستعين بمشرك» ثمّ مضى ، حتّى إذا كنّا بالشّجرة أدركه ، فقال له كما قال أوّل مرّة ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم كما قال أوّل مرّة ، قال : لا ، قال : «فارجع فلن أستعين (١) بمشرك» فرجع ثمّ أدركه بالبيداء ، فقال له كما قال أوّل مرّة ، فقال له النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : «تؤمن بالله ورسوله»؟ قال : نعم ، قال : «فانطلق».
[آخر الجزء الرابع من التفسير والحمد لله وصلواته على سيدنا (محمد) وآله وسلّم تسليما](٢).
__________________
(١) في (ح): «فلسنا نستعين».
(٢) زيادة من (ح) وهو آخر ما لدينا منها والحمد لله.
__________________
ـ المسلمين هل يسهم لهم ، وأخرجه ابن ماجة في سننه (رقم ٢٨٣٢) : كتاب الجهاد ، باب الاستعانة بالمشركين ، وأخرجه النسائي في الكبرى : (كتاب السير) في ثلاثة مواضع ، كلهم من طريق مالك ، عن الفضيل بن أبي عبد اللّه ، عن عبد اللّه بن نيار ، عن عروة ـ به. وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٦٣٥٨).
وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب.
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (٦ / ٦٧ ـ ٦٨ ، ١٤٨ ، ١٤٩) ، وابن حبان (١٦٢١ ـ موارد) ، كلاهما من طريق مالك ـ به.
قوله بحرّة الوبرة موضع على نحو أربعة أميال من المدينة.
قوله بالبيداء اسم موضع بين مكة والمدينة.