تفسير النسائي - ج ٢

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي

تفسير النسائي - ج ٢

المؤلف:

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي


المحقق: صبري بن عبدالخالق الشافعي وسيّد بن عبّاس الجليمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٩٥
الجزء ١ الجزء ٢

[٢٥٨] قوله تعالى :

(وَلْيَضْرِبْنَ / بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَ) [٣١]

[٣٨٣] ـ أنا محمّد بن حاتم ، أنا حبّان ، أنا عبد (١) الله ، عن إبراهيم بن نافع قال : سمعت الحسن بن مسلم يحدّث ، عن صفيّة بنت شيبة ، عن عائشة قالت : لمّا نزلت هذه الآية (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَ) قالت : أخذن النّساء أزرهنّ فشققنها من نحو الحواشي فاختمرن بها (٢).

* * *

__________________

(١) في الأصل فوق هذه الكلمة : «صح».

(٢) في الأصل : «فشققنه من نحو الحواشي فاختمرن به» بالإفراد ، وما نثبته من رواية البخاري.

__________________

(٣٨٣) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب التفسير ، باب : وليضربن بخمرهن على جيوبهن (رقم ٤٧٥٩).

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٧٨٥١).

قوله أزرهنّ الأزر جمع إزار ، وهو الملحفة وما يستر به البدن عموما ، وربما اختص بما يستر نصفه الأسفل.

قوله الحواش جمع حاشية وهي جانب وطرف الثوب.

١٢١

[٢٥٩] قوله تعالى :

(اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) [٣٥]

[٣٨٤] ـ أنا محمد بن معمر ، نا حمّاد بن مسعدة ، عن عمران بن مسلم ، عن قيس (*) ، عن طاوس (*) ، عن ابن عبّاس ، أنّ النّبيّ (*) صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا قام من اللّيل يصلّى [قال](١) : «اللهمّ أنت قيّام السّماوات والأرض ، و (*) لك الحمد أنت نور السّماوات والأرض ، ولك (*) الحمد أنت ربّ السّماوات والأرض ومن فيهنّ ، و (*) لك الحمد أنت الحقّ ، وقولك الحقّ ، ووعدك الحقّ ، ولقاؤك حقّ ، والسّاعة حقّ ، والنّار حقّ ، اللهمّ لك أسلمت ، وبك آمنت ، وإليك حاكمت ، وبك (*) خاصمت ، وإليك أنبت (*) فاغفر لي ما قدّمت وأخّرت ، وما أسررت وما (*) أعلنت ، أنت إلهي لا إله إلّا أنت».

__________________

(*) في الأصل فوق هذه الكلمة : «صح».

(١) سقطت من الأصل : ووضع علامة لحق ، ولم يلحق بالهامش شيء. واستدركناها من باقي الروايات.

__________________

(٣٨٤) ـ أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه (رقم ٧٦٩ / ١٩٩ مكرر ٢) ، وأخرجه أبو داود في سننه : كتاب الصلاة ، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء (رقم ٧٧٢) كلاهما من طريق قيس بن سعد ، طاوس ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٥٧٤٤).

١٢٢

[٢٦٠] قوله تعالى :

(وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ) [٣٣]

[٣٨٥] ـ أنا الحسن بن محمّد ، نا حجّاج ، عن ابن جريج ، قال أخبرني أبو الزّبير أنّه

__________________

(٣٨٥) ـ صحيح أخرجه أبو داود في سننه : كتاب الطلاق ، باب في تعظيم الزنا (رقم ٢٣١١).

وانظر تحفة الأشراف للمزي (٢٨٣٣).

والحديث صحيح ، وإسناده صحيح على شرط مسلم ، والحسن بن محمد هو الزعفراني ، وحجاج هو ابن محمد المصيصي الأعور ، وقد صرح عبد الملك بن جريج بالسماع ، وكذا أبو الزبير فزالت شبهة تدليسهما.

وقد أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (١٨ / ١٠٣) عن الحسن بن الصباح به ، وأخرجه الحاكم في مستدركه (٢ / ٣٩٧) من حديث محمد بن إسحاق عن حجاج به ، وقال : «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي كما في التلخيص.

وعزاه السيوطي وزاد نسبته في الدر المنثور (٥ / ٤٦) لابن مردويه من طريق أبي الزبير عن جابر ـ به.

وقد أخرجه مسلم في صحيحه (٣٠٢٩ / ٢٦ ، ٢٧) في التفسير ، من حديث الأعمش عن أبي سفيان عن جابر ـ به نحوه ، وقد صرح الأعمش بالسماع من أبي معاوية عند البزار ، فقد ساق ابن كثير إسناده في التفسير (٣ / ٢٨٩) وفيه التصريح بالسماع.

١٢٣

سمع جابرا يقول : جاءت مسيكة (١) ـ أمة لبعض الأنصار ـ فقالت : إنّ سيّدي يكرهني على البغاء ، فأنزل الله عزوجل (وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ).

* * *

__________________

(١) في تحفة الأشراف : «مسكينة» وهو خطأ ، راجع الإصابة وغيرها من كتب الرجال.

__________________

قوله البغاء وهو الزنا ، وكان السادة قبل الإسلام يرغمون فتياتهم يعني جواريهم عليه ، ويقبضون ثمن ذلك.

١٢٤

سورة الفرقان

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٣٨٦] ـ أنا محمد بن سلمة ، أنا ابن القاسم ، عن مالك ، عن ابن شهاب عن عروة بن الزّبير ، عن عبد الرّحمن بن عبد القاريّ قال : سمعت عمر بن الخطّاب يقول : سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأها عليه ، وكان رسول الله

__________________

(٣٨٦) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب الخصومات ، باب كلام الخصوم بعضهم في بعض (رقم ٢٤١٩) بنحوه ، وكتاب فضائل القرآن ، باب أنزل القرآن على سبعة أحرف (رقم ٤٩٩٢) ، وباب من لم ير بأسا أن يقول سورة البقرة وسورة كذا وكذا (رقم ٥٠٤١) ، وكتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم ، باب ما جاء في المتأولين (رقم ٦٩٣٦) وكتاب التوحيد ، باب قول الله تعالى : «فاقرءوا ما تيسر منه» (رقم ٧٥٥٠) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ١١٨ / ٢٧٠ ، ٢٧١) كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف ، وبيان معناه (رقم ٨١٨ / ٢٧٠ ، ٢٧١) ، وأخرجه أبو داود في سننه : كتاب الصلاة ، باب أنزل القرآن على سبعة أحرف (رقم ١٤٧٥) ، وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب القراءات ، باب ما جاء : «أنزل القرآن على سبعة أحرف» (رقم ٢٩٤٣) ، وأخرجه المصنف في سننه : كتاب الافتتاح ، جامع ما جاء في القرآن (رقم ٩٣٧ ، ٩٣٨) وأخرجه أيضا في الكبرى : كتاب فضائل القرآن ، على كم نزل القرآن؟ (رقم ١٠) كلهم من طريق عبد الرحمن بن عبد القاريّ ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٠٥٩١)

١٢٥

صلى‌الله‌عليه‌وسلم أقرأنيها فكدت أعجل عليه ، ثمّ أمهلته / حتّى انصرف ، ثمّ لببته بردائه فجئت به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : يا رسول الله ، إنّي سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اقرأ» فقرأ القراءة الّتى سمعته يقرأ ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هكذا أنزلت» ثمّ قال لى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اقرأ» فقرأت ، فقال : «هكذا أنزلت ؛ إنّ هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف ، فاقرءوا ما تيسّر».

* * *

__________________

قوله «لببته بردائه» أي جعلت في عنقه الرداء وجررته به.

١٢٦

[٢٦١] قوله تعالى :

(الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ إِلى جَهَنَّمَ) [٣٤]

[٣٨٧] ـ أنا الحسين بن منصور ، نا حسين بن محمّد ، عن شيبان ، عن قتادة ، عن أنس : أنّ رجلا قال : يا رسول الله ، كيف يحشر النّاس على وجوههم؟ قال : «إنّ الّذي أمشاهم على أقدامهم قادر أن يمشيهم على وجوههم».

* * *

__________________

(٣٨٧) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب التفسير ، باب : «الّذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا» (رقم ٤٧٦٠) ، وكتاب الرقاق ، باب الحشر (رقم ٦٥٢٣) وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب صفات المنافقين وأحكامهم ، باب يحشر الكافر على وجهه (رقم ٢٨٠٦ / ٥٤) كلاهما من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحويّ أبي معاوية المؤدّب ، عن قتادة ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٢٩٦).

١٢٧

[٢٦٢] قوله تعالى :

(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً) [٦٢](١)

[٣٨٨] ـ أنا هنّاد بن السّريّ في حديثه ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن عبد الله قال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أيّ الذّنب أكبر؟ قال : «أن تجعل لله ندّا وهو خلقك» قلت : ثمّ أيّ؟ قال : «أن تقتل ولدك (٢) أن يطعم معك» قلت : ثمّ أيّ؟ قال : «أن تزاني حليلة

__________________

(١) هكذا بالأصل ، والترجمة فيما يبدو تختلف عن موضوع الحديث.

(٢) في الأصل : فوق هذه الكلمة «صح».

__________________

(٣٨٨) ـ صحيح تفرد به المصنف من هذا الوجه ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٩٢٧١) وهو صحيح. وقد رواه البخاري (رقم ٤٧٦١) ، ومسلم (٨٦ / ١٤١ ، ١٤٢) وغيرهما بزيادة رجل في الإسناد بين شقيق أبي وائل وبين ابن مسعود ، وهو عمرو بن شرحبيل أبو ميسرة الهمداني وانظر تحفة الأشراف (رقم ٩٤٨٠) وانظر تخريج الحديث رقم (٧) وفي بعض طرق الحديث ذكر الآية ، وسيأتي (رقم ٣٨٩).

قوله : حليلة أي الزوجة ، لأنها تحل لزوجها ، أو تحل معه في مكان واحد.

قال الحافظ في الفتح : والقتل والزنا في الآية مطلقان ، وفي الحديث مقيدان ؛ أما القتل فبالولد خشية الأكل معه ، وأما الزنا فبزوجة الجار ، والاستدلال لذلك بالآية سائغ ؛ لأنها وإن وردت في مطلق الزنا والقتل لكن قتل هذا ، والزنا بهذه ـ

١٢٨

جارك» قال عبد الله : فأنزل الله تصديق ذلك (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً) [٦٧].

[٣٨٩] ـ أنا عمرو بن عليّ ، نا يحيى (*) ، حدّثنا سفيان ، قال : حدّثني منصور وسليمان عن أبي وائل ، عن أبي (*) ميسرة ، عن عبد الله قال : قلت يا رسول الله : أيّ الذّنب أعظم؟ قال : «أن تجعل لله ندّا وهو خلقك» قال (*) : ثمّ أيّ؟ قال : «ثمّ أن تقتل ولدك من أجل أن يطعم معك» قلت (*) : ثمّ ما ذا؟ قال : «ثمّ أن تزاني حليلة جارك».

[٣٩٠] ـ أنا الحسن بن محمّد ، عن حجّاج ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني القاسم بن أبي بزّة ، أنّه سأل سعيد بن جبير : هل لمن

__________________

(*) في الأصل : فوق هذه الكلمة «صح».

__________________

ـ أكبر وأفحش. وقد روي أحمد من حديث المقداد بن الأسود قال : قال رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وسلّم ـ ما تقولون في الزنا؟ قالوا : حرام. قال : لأن يزني الرجل بعشرة نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره. ا. ه

(٣٨٩) ـ سبق تخريجه (رقم ٧).

(٣٩٠) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب التفسير ، باب : والذين لا يدعون مع اللّه إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم اللّه إلا بالحق ولا يزنون ومن ـ

١٢٩

قتل مؤمنا / متعمّدا من توبة؟ قال : لا ، فقرأ هذه الآية : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَ (١) لا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِ) قال سعيد : قرأتها على ابن عبّاس قال : هذه (٢) مكّيّة ، نسختها آية مدنيّة في سورة النّساء.

[٣٩١] ـ أنا محمّد بن المثنّى ، نا محمّد ، نا شعبة ، عن منصور ،

__________________

(١) في الأصل : «الذين لا يقتلون ...».

(٢) في الأصل : فوق هذه الكلمة «صح».

__________________

ـ يفعل ذلك يلق أثاما (رقم ٤٧٦٢) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب التفسير ، (رقم ٣٠٢٣ / ٢٠) ، وأخرجه المصنف في سننه : كتاب تحريم الدم ، تعظيم الدم (رقم ٤٠٠١) ، وكتاب القسامة ، تأويل قول اللّه عزّ وجل ، ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها (رقم ٤٨٦٥) كلهم من طريق القاسم بن أبي بزّة ، عن سعيد بن جبير ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٥٥٩٩).

والمقصود بآية سورة النساء قوله تعالى : ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب اللّه عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما (٩٣).

والحق الذي عليه أهل السنة والجماعة ـ خلافا للمعتزلة والخوارج وأشباههم ـ أن قاتل المؤمن لا يكفر ولا يخلد في النار إلا إذا استحل هذا القتل ورد حكم اللّه في تحريم ذلك. وهذا جمعا بين الأدلة. وتقرير مثل هذا يطول شرحه ، فليرجع ـ من شاء ـ إلى المطولات كشرح النووي لصحيح مسلم ، كتاب الإيمان ، وكذا فتح الباري للحافظ ابن حجر في غير موضع.

(٣٩١) ـ سبق تخريجه (رقم ١٣٤).

١٣٠

عن سعيد بن جبير ، قال : أمرني عبد الرّحمن (١) أن أسأل ابن عبّاس عن هاتين الآيتين (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ) [النساء : ٩٣] فقال : لم ينسخها شىء. وعن هذه الآية (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِ) قال : نزلت في أهل الشّرك.

[٣٩٢] ـ أنا أحمد بن سليمان ، نا يزيد بن هارون ، أنا داود (٢) ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : أنزل القرآن جملة إلى السّماء الدّنيا في ليلة القدر ، ثمّ أنزل بعد ذلك فى عشرين سنة ، قال : (وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً) (٣٣) وقرأ (وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً) [الإسراء : ١٠٦].

__________________

(١) في الأصل : فوق هذه الكلمة «صح».

__________________

(٣٩٢) ـ صحيح أخرجه المصنف في سننه الكبرى : كتاب فضائل القرآن ، باب كم بين نزول القرآن وبين آخره؟ (رقم ١٤ ، ١٥) ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٦٠٨٦) وإسناده صحيح ، وشيخ المصنف هو الرهاوي ، داود هو ابن أبي هند.

وقد أخرجه الطبري في تفسيره (٢ / ٨٥) ، والحاكم في مستدركه (٢ / ٢٢٢) وصححه ووافقه الذهبي ، كلاهما من حديث داود عن عكرمة ـ به.

وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٤ / ٢٠٥) لابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس ـ به ، وزاد الحافظ في الفتح (٩ / ٤) نسبته لأبي عبيد. ـ

١٣١

[٢٦٣] قوله تعالى :

(وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِ) [٦٨]

[٣٩٣] ـ أنا قتيبة بن سعيد ، نا جرير ، عن منصور ، عن هلال بن يساف ،

__________________

ـ وأخرج ابن الضريس في فضائل القرآن (رقم ١١٧ ، ١١٨) ، والحاكم (٢ / ٢٢٢) وصححه ووافقه الذهبي ، والبيهقي في سننه (٤ / ٣٠٦) ، كلهم من طريق داود عن عكرمة عن ابن عباس ـ به نحوه بدون ذكر الآية وبدون ذكر العشرين سنة ، وزاد الحافظ نسبته فى الفتح : (٩ / ٤) لابن أبي شيبة والبيهقي في الدلائل وقال : «إسناده صحيح». وسيأتي هنا (رقم ٥٨٥) نحوه من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس ـ به.

ويشهد للحديث ما رواه البخاري في صحيحه (رقم ٤٤٦٤ ، ٤٩٧٨) ، والمصنف في فضائل القرآن (رقم ١) ، وأحمد في مسنده (١ / ٢٩٦) ، من حديث عائشة وابن عباس رضي الله عنهم قالا : [لبث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن وبالمدينة عشر سنين].

(٣٩٣) ـ إسناده صحيح تفرد به المصنف وانظر تحفة الأشراف (رقم ٤٥٥٧).

جرير هو ابن عبد الحميد ، منصور هو ابن المعتمر ، وإسناده على شرط مسلم.

وقد ذكر رواية النسائي بإسناده هذا ابن كثير في تفسيره (٣ / ٣٢٧) بلفظ : «ألا إنما هي أربع ، فما أنا بأشح عليهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ «لا تشركوا بالله شيئا ، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ، ولا تزنوا ، ولا تسرقوا». ـ

١٣٢

عن سلمة بن قيس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حجّة الوداع : «ألا إنّما هي أربع ـ فما أنا بأشحّ عليهنّ منّي (١) منذ سمعتهنّ من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ألّا تشركوا بالله شيئا ، ولا تقتلوا النّفس الّتي حرّم الله إلّا بالحقّ».

قال حمزة (٢) : يعني : ولا تزنوا ولا تسرقوا.

__________________

(١) في الأصل : فوق هذه الكلمة «صح».

(٢) حمزة هذا هو راوي التفسير عن الإمام النسائي. وقد ذكر ما فسّر به حمزة ابن كثير في تفسيره من لفظ الحديث مكملا له كما سيأتي في تخريجه.

__________________

ـ وقد أخرجه أحمد في مسنده (٤ / ٣٣٩ ـ ٣٤٠) والحاكم في مستدركه (٤ / ٣٥١) وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي ، والطبراني في الكبير (ج ٧ / ص ٣٨ ـ ٣٩ / رقم ٦٣١٦) ، (رقم ٦٣١٧) ، كلهم من حديث منصور عن هلال بن يساف ـ به ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (١ / ١٠٤) : رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.

قوله : أشح من الشح ، على أفعل التفضيل ، أي أكثر وأشد شحّا والشح أشد البخل ، وهو أبلغ في المنع من البخل ، وقيل هو البخل مع الحرص ، وقيل البخل في أفراد الأمور وآحادها ، والشحّ عام ، وقيل البخل بالمال ، والشحّ بالمال والمعروف.

وفي حديث ابن عمر : أن رجلا قال له : إنّي شحيح ، فقال : إن كان شحّك لا يحملك على أن تأخذ ما ليس لك فليس بشحك بأس.

وربما كان هذا المعنى هو ما أراده سلمة بن قيس بقوله : فما أنا بأشحّ عليهن أي أبتعد عنها ولا أتناول منها شيئا ، ويقال : شح بالمال ، وعلى المال بمعنى واحد.

١٣٣

[٢٦٤] قوله تعالى :

(فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً) [٧٧]

[٣٩٤] ـ أنا قتيبة بن سعيد ، نا عمرو ـ يعني ابن محمّد ـ نا سفيان الثّوريّ ، عن منصور ، عن أبي الضّحى ، عن مسروق ، عن ابن مسعود قال : مضى اللّزام والبطش يوم بدر ، ومضى الدّخان والقمر والرّوم.

* * *

__________________

(٣٩٤) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب التفسير ، باب : «فسوف يكون لزاما» (رقم ٤٧٦٧) وباب : «فارتقب يوم تأتي السماء بدخان» (رقم ٤٨٢٠) ، وباب : «يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون» (رقم ٤٨٢٥) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب صفات المنافقين وأحكامهم ، باب الدخان (رقم ٢٧٩٨ / ٤١ ، ٤١ مكرر) كلاهما من طريق مسلم بن صبيح أبي الضحى ، عن مسروق ـ به.

وسيأتي (رقم ٤٠٨).

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٩٥٧٦).

قوله : «اللّزام» فسر بأنه يوم بدر ، وهو في اللغة الملازمة للشيء والدوام عليه ، وهو أيضا الفصل في القضية ، فكأنه من الأضداد. وقال أبو عبيدة في قوله تعالى : «فسوف يكون لزاما» أي جزاء يلزم كل عامل بما عمل ، وله معنى آخر أى يكون هلاكا. والمعنى الأول هو المراد في الحديث.

١٣٤

سورة الشّعراء (١)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٢٦٥] قوله تعالى :

(وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ) [٨٧]

[٣٩٥] ـ أنا أحمد بن حفص بن عبد الله / ، حدّثني أبي ، حدّثني إبراهيم بن طهمان ، عن محمّد بن (٢) عبد الرّحمن ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبريّ ، عن أبيه ،

__________________

(١) في الأصل بدون همز.

(٢) في الأصل : فوق هذه الكلمة «صح».

__________________

(٣٩٥) ـ ذكره البخاري في صحيحه تعليقا : كتاب التفسير ، باب لا تخزني يوم يبعثون (رقم ٤٧٦٨).

فقال : وقال : إبراهيم بن طهمان عن ابن أبي ذئب ، عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه ، عن أبي هريرة.

وانظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٤٣٢٤). وإسناده حسن ، والحديث صحيح ، حفص بن عبد اللّه بن راشد وابنه صدوقان ، والباقي ثقات ، وقد أخرجه البخاري في صحيحه مسندا موصولا (رقم ٣٣٥٠) من حديث ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة به نحوه مطولا ، ولم يذكر أبا سعيد المقبري ، كيسان في الإسناد ، وكذلك أخرجه مختصرا (رقم ٤٧٦٩).

وقال الحافظ في الفتح (٨ / ص ٤٩٩) : فلعل هذا مما سمع من أبيه ـ

١٣٥

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ إبراهيم رأى أباه يوم القيامة عليه الغبرة والقترة فقال له : قد نهيتك عن هذا فعصيتني ، قال : لكنّني اليوم لا أعصيك واحدة قال : ي ربّ وعدتني ألّا (تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ) فإن أخزيت أباه فقد أخزيت الأبعد. قال : ي إبراهيم إنّي حرّمتها على الكافرين. فأخذ (*) منه ، فقال : يا إبراهيم أين أبوك؟ قال : أنت أخذته منّي ، قال : انظر أسفل منه (*) فنظر فإذا ذيخ (*) يتمرّغ في نتنه (*) ، فأخذ بقوائمه فألقي في النّار».

* * *

__________________

ـ عن أبي هريرة ، ثم سمعه من أبي هريرة ، أو سمعه من أبي هريرة مختصرا ومن أبيه عنه تاما ، أو سمعه من أبي هريرة ثم ثبته فيه أبوه ، وكل ذلك لا يقدح في صحة الحديث.»

والاحتمال الثاني الذي ذكره الحافظ مرجوح وترد عليه رواية البخاري (رقم ٢٣٥٠).

قوله : «ذيخ» هو ذكر الضّباع ، والأنثى ذيخة.

قوله : «نتنه» أي الشيء النجس الكريه.

١٣٦

[٢٦٦] قوله تعالى :

(وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) [٢١٤]

[٣٩٦] ـ أنا إسحاق بن إبراهيم ، أنا أبو معاوية (١) ، نا هشام ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : لمّا نزلت هذه الآية (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا فاطمة بنت محمّد ، يا صفيّة بنت عبد المطّلب ، يا بني عبد المطّلب ، إنّي لا أغني عنكم من الله شيئا ، سلوني من مالي ما شئتم».

__________________

(١) في الأصل : فوق هذه الكلمة «صح».

__________________

(٣٩٦) ـ صحيح أخرجه المصنف في سننه (رقم ٣٦٤٨) : كتاب الوصايا ، باب إذا أوصى لعشيرته الأقربين ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٧٢٣٠).

وإسناده صحيح على شرط الشيخين ، وقد أخرجه مسلم في صحيحه : (٣٥٠ / ٢٠٥) ، والترمذي في جامعه (رقم ٣١٨٤) ، وأحمد في مسنده (٦ / ١٨٧) ، والطبري في تفسيره (١٩ / ٧٢) ، كلهم من حديث هشام بن عروة عن أبيه ـ به.

وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٥ / ٩٥) لابن مردويه عن عائشة ـ

١٣٧

[٣٩٧] ـ أنا إسحاق بن إبراهيم ، أنا جرير ، عن (*) عبد الملك بن عمير (*) ، عن موسى بن طلحة ، عن أبي هريرة قال : لمّا نزلت (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قريشا فاجتمعوا ؛ فعمّ وخصّ ، فقال : يا بني كعب بن لؤيّ ، يا بني مرّة بن كعب ، ويا بني عبد شمس ، ويا بني عبد مناف ، ويا بني هاشم ، أنقذوا أنفسكم من النّار ، ويا (*) فاطمة أنقذي نفسك

* * *

__________________

(*) في الأصل : فوق هذه الكلمة «صح».

__________________

(٣٩٧) ـ أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الإيمان ، باب في قوله تعالى : وأنذر عشيرتك الأقربين (رقم ٢٠٤ / ٣٤٨ ، ٣٤٩) ، وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة الشعراء (رقم ٣١٨٥) ، وأخرجه المصنف في سننه : كتاب الوصايا ، باب إذا أوصى لعشيرته الأقربين (رقم ٣٦٤٤ ، ٣٦٤٥) كلهم من طريق موسى بن طلحة بن عبيد اللّه التيمي ـ به ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٤٦٢٣).

وقال ابن كثير في تفسيره (٣ / ٣٥١) : ورواه النسائي من حديث موسى بن طلحة مرسلا ولم يذكر فيه أبا هريرة ، والموصول هو الصحيح ا. ه

وقد رواه النسائي هنا كما ترى موصولا ولم يرسله ، وإنما رواه المصنف في سننه الصغرى (رقم ٣٦٤٥) وانظر المراسيل في تحفة الأشراف (رقم ١٩٤٩٧). ـ

١٣٨

من النّار ، إنّي لا أملك لك من الله شيئا ، غير أنّ لكم رحما سأبلّها ببلالها (١)».

[٣٩٨] ـ أنا أحمد بن سليمان ، نا معاوية بن هشام ، نا سفيان ، عن حبيب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : لمّا نزلت (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على الصّفا فقال : «وا صباحاه (٢)».

__________________

(١) في الأصل : بلالها بباء واحدة والتصحيح من صحيح مسلم.

(٢) في الأصل : «وا صبا جاره» وهو خطأ محض.

__________________

ـ قوله : سأبلها ببلالها من بلّه يبلّه ، والبلال هو الماء ، والمعنى سأصل الرحم ، ومنه بلوا أرحامكم أي صلوها ، كأنه شبه قطيعة الرحم بزيادة إحراقها ، ووصلها بإطفاء حرها بالماء.

(٣٩٨) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب المناقب ، باب من انتسب إلى آبائه في الإسلام والجاهلية (٣٥٢٦) ، وأخرجه المصنف في الكبرى : كتاب عمل اليوم والليلة ، الإنذار (رقم ٩٨٢) كلاهما من طريق حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٥٤٧٦).

قوله : وا صباحاه : كلمة يقولها المستغيث ، وأصلها إذا صاحوا للغارة ؛ لأنهم أكثر ما كانوا يغيرون عند الصباح فكأنه يريد قوله : يا صباحاه : قد جاء وقت الصباح فتأهبوا للقتال.

١٣٩

[٣٩٩] ـ أنا (١) عمرو بن عليّ ، نا يحيى ويزيد بن زريع ، قالا : حدّثنا التّيميّ / والمعتمر (٢) عن أبيه ، عن أبي عثمان ، عن قبيصة بن مخارق وزهير بن عمرو ، قالا : لمّا نزلت هذه الآية (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) انتهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى رضمة من جبل فعلا أعلاها حجرا ثمّ قال : يا بني عبد مناف ، إنّما أنا نذير ، إنّما مثلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدوّ فذهب يربأ أهله ، فخشى أن يسبقوه (٣) إلى أهله فجعل يهتف : «يا صباحاه».

__________________

(١) في الأصل : نا.

(٢) في الأصل : فوق هذا الاسم «صح» ومعناه أنه قد صحّ على هذا الوجه وفي الإسناد لفّ ونشر ، وصورته هكذا : عمرو بن علي ، عن يحيى ويزيد ـ كلاهما عن سليمان عن أبي عثمان ـ به. وعمرو بن علي ، عن المعتمر ، عن أبيه ، عن أبي عثمان ـ به. ويصح هذا كأنه هكذا : عمرو بن علي ، عن يحيى ويزيد والمعتمر ـ ثلاثتهم ـ عن سليمان التيمى ، عن أبي عثمان ـ به. وقد جاء الإسناد واضحا مفرقا في عمل اليوم والليلة.

(٣) في الأصل فوق هذه الكلمة «صح» ومعناها أنه قد صح على هذا الوجه.

__________________

(٣٩٩) ـ أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الإيمان ، باب قوله تعالى : وأنذر عشيرتك الأقربين (رقم ٢٠٧ / ٣٥٣ ، ٣٥٤) ، وأخرجه المصنف في سننه الكبرى : كتاب عمل اليوم والليلة ، الإنذار (رقم ٩٧٩ ، ٩٨٠ ، ٩٨١) كلاهما من طريق أبي عثمان ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٣٦٥٢ و ١١٠٦٦).

قوله : رضمة وهي دون الهضاب ، وقيل صخور بعضها على بعض.

١٤٠