تفسير النسائي - ج ٢

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي

تفسير النسائي - ج ٢

المؤلف:

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي


المحقق: صبري بن عبدالخالق الشافعي وسيّد بن عبّاس الجليمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٩٥
الجزء ١ الجزء ٢

[٣١٧] قوله تعالى :

(إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا) [٣٠]

[٤٩٠] ـ أخبرنا عمرو بن عليّ ، قال : حدّثنا أبو قتيبة ، قال : حدّثنا سهيل بن أبي حزم ، عن ثابت ، عن أنس ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قرأ (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا) قال : «قد قالها النّاس ، ثمّ كفروا ، فمن مات عليها فهو من أهل الاستقامة».

__________________

(٤٩٠) ـ ضعيف أخرجه الترمذي في جامعه (رقم ٣٢٥٠) كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة حم السجدة ، وانظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٤٣٣). وقال الترمذي : «حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه».

ورجاله ثقات غير سهيل بن أبي حزم فهو ضعيف ، وأبو قتيبة هو سلم بن قتيبة الشّعيري وهو صدوق ، وسهيل هذا قال عنه الإمام أحمد : «روى أحاديث منكرة» ، وقال البخاري لا يتابع في حديثه يتكلمون فيه ، وقال مرة ليس بالقوي عندهم ، وقال أبو حاتم ليس بالقوي يكتب حديثه ولا يحتج به ، وقال النسائي في الضعفاء (رقم ٢٩٩) : «ليس بالقوي» ، وقال ابن حبان في المجروحين (١ / ٣٤٩) : «ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات» ، ونقل عن ابن معين أنه قال فيه : ضعيف ، وقال إسحاق بن منصور عن ابن معين : صالح ، وقال ابن عدي في الكامل : «ومقدار ما يروي من الحديث إفرادات ينفرد بها عن من يرويه عنه» ، ووثقه العجلي.

والحديث أخرجه الطبري في تفسيره (٢٤ / ١١٤) ، وأبو يعلى في مسنده ـ

٢٦١

[٣١٨] قوله تعالى :

(وَمِنْ آياتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) [٣٧]

[٤٩١] ـ أخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدّثنا حمّاد ، عن يونس ، عن الحسن ، عن أبي بكرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ الشّمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ، ولكنّ الله يخوّف بهما عباده».

ـ (قال أبو عبد الرّحمن) (١) : خالفه قتادة.

__________________

(١) سقطت من (ح).

__________________

ـ (ج ٦ / ص ٢١٣ / رقم ٣٤٩٥) ، ومن طريقه ابن عدي في الكامل (ج ٣ / ص ١٢٨٨) ، كلهم من حديث سهيل بن أبي حزم عن ثابت ـ به. وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٥ / ٣٦٣) لابن أبي حاتم وابن مردويه.

(٤٩١) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب الكسوف ، باب الصلاة في كسوف الشمس (رقم ١٠٤٠) ، وباب قول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم : يخوف اللّه عباده بالكسوف (رقم ١٠٤٨) ، وباب الصلاة في كسوف القمر (رقم ١٠٦٢ ، ١٠٦٣) ، وكتاب اللباس ، باب من جر إزاره من غير خيلاء (رقم ٥٧٨٥) ، وأخرجه المصنف في سننه : كتاب الكسوف ، كسوف الشمس والقمر (رقم ١٤٥٩) ، والأمر بالصلاة عند الكسوف حتى تنجلي (رقم ١٤٦٣ ، ١٤٦٤) ، ونوع آخر (رقم ١٤٩١ ، ١٤٩٢) ، والأمر بالدعاء في الكسوف (رقم ١٥٠٢). ـ

٢٦٢

[٤٩٢] ـ أخبرنا محمّد بن بشّار ، قال : حدّثنا معاذ بن هشام ، قال : حدّثني أبي ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن النعمان بن بشير ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «إنّ الشّمس والقمر لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته ، ولكنّهما خليقتان من خلقه ، يحدث الله في خلقه ما يشاء (١)».

ـ مختصر.

__________________

(١) فى (ح): «ما شاء».

__________________

ـ وعزاه المزي للنسائي في سننه الكبرى : كتاب التفسير ، ولم نجده في النسخة التي بين أيدينا عن عمرو بن علي ، عن يزيد بن زريع عن يونس نحوه مقطعا كلاهما من طريق الحسن بن أبي الحسن البصري ـ به ، وهو بالذيل (رقم ٢٢).

تحفة الأشراف (١١٦٦١).

(٤٩٢) ـ ضعيف * أخرجه المصنف في سننه : (رقم ١٤٩٠) كتاب الكسوف ، نوع آخر وانظر : تحفة الأشراف (رقم ١١٦١٥). وفي إسناده عنعنة الحسن وقتادة فإنهما مدلسان ، ومعاذ بن هشام بن أبي عبد اللّه الدستوائي : صدوق ربما وهم وقد أضطرب في إسناده كما سيأتي وفي بعض طرقه نكارة وشذوذ في المتن ، واللّه أعلم.

فقد أخرجه المصنف (رقم ١٤٨٨) في سننه من حديث معاذ بن هشام ، عن أبيه ، عن قتادة ، عن أبي قلابة ، عن النعمان بن بشير ، و (رقم ١٤٨٧) عن أبي قلابة ، عن قبيصة الهلالي ، وأبو قلابة مدلس وقد عنعنه ، وأشار الحافظ المزي إلى هذا الاختلاف في رواية أبي قلابة عن النعمان بن بشير ، فقد أخرجه أبو داود (رقم ١١٩٣) ، والنسائي في سننه (رقم ١٤٨٩) ، وابن ماجة (رقم ـ

٢٦٣

سورة الشّورى

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٣١٩] قوله تعالى :

(فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) [٧]

[٤٩٣] ـ أخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدّثنا بكر ، واللّيث ، عن أبي قبيل ، عن شفيّ ، (١) زيادة من (ح).

__________________

ـ ١٢٦٢) ، وتارة يروى عن أبي قلابة عن رجل عن النعمان ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ١١٦٣١).

والنكارة والشذوذ أشار إليهما ابن القيم والغزالي كما في شرح السيوطي وحاشية السندي ، وأشار إلى ذلك العلامة الألباني كما في إرواء الغليل (ج ٣ / رقم ٦٦٢) في كلامه على حديث النعمان بن بشير ومخالفته لباقى الروايات الأخرى في عدد الركوعات ، وقد أخرجه أيضا ابن خزيمة في صحيحه (رقم ١٤٠٢ ، ١٤٠٣ ، ١٤٠٤) من حديث أبي قلابة عن النعمان ـ به.

(٤٩٣) ـ حسن أخرجه الترمذي في جامعه : (رقم ٢١٤١) : كتاب القدر ، باب ما جاء أن الله كتب كتابا لأهل الجنة وأهل النار ، تحفة الأشراف (رقم ٨٨٢٥). وقال الترمذي : «حسن غريب صحيح». قلت : وإسناده حسن ، رجاله ثقات غير أبي قبيل وهو حييّ بن هانئ بن ناضر ، وهو صدوق يهم كما في التقريب ، وبكر هو ابن مضر بن محمد المصري ، والليث هو ابن سعد ، شفي هو ابن ماتع وهو ثقة أيضا. ـ

٢٦٤

عن عبد الله بن عمرو ، قال : خرج علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : «هذا كتاب ، كتبه ربّ العالمين. فيه تسمية أهل الجنّة ، وتسمية آبائهم [ثمّ](١) أجمل على آخرهم ، فلا يزاد فيهم ولا ينقص. وهذا كتاب كتبه ربّ العالمين ، فيه تسمية أهل النّار وتسمية آبائهم ، ثمّ أجمل على آخرهم ، فلا يزاد فيهم ولا ينقص». قالوا (*) : ففيم (*) العمل يا رسول الله؟. قال : «إنّ عامل (أهل) (٢) الجنّة يختم له بعمل الجنّة ، وإن عمل أيّ عمل. وإنّ عامل النّار يختم بعمل النّار ، وإن عمل أيّ عمل. فرغ الله من خلقه ، قال (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ).

__________________

(١) زيادة من (ح).

(*) هكذا في (ح). وفي الأصل : «قال ففيما».

(٢) سقطت من (ح).

__________________

ـ والحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده (٢ / ١٦٧) ، والطبري في تفسيره (٢٥ / ٧) ، وابن أبي عاصم في السنة (رقم ٣٤٨) ، وأبو نعيم في الحلية (٥ / ١٦٨ ـ ١٦٩) ، والبغوي في تفسيره (٤ / ١٢٠) ، كلهم من حديث أبي قبيل عن شفي عن عبد اللّه بن عمرو ـ به.

وعند الطبري قال عن رجل من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه وسلّم. ورواه ابن أبي حاتم ـ كما في تفسير ابن كثير (٤ / ١٠٨) ـ عن أبيه عن عبد اللّه بن صالح (كاتب الليث) عن الليث ـ به.

وله طريق آخر عند البغوي في تفسيره (٤ / ١٢٠) من حديث سعيد بن عثمان عن أبي الزاهرية عن جرير بن كريب ، عن عبد اللّه بن عمرو ـ به ، وفيه ـ

٢٦٥

[٣٢٠] قوله تعالى :

(قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ / فِي الْقُرْبى) [٢٣]

[٤٩٤] ـ أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا (١) محمّد بن جعفر ، قال : حدّثنا شعبة ، عن عبد الملك بن ميسرة ، قال : سمعت طاووسا ، يقول : سئل ابن عباس عن هذه الآية : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) ، قال (٢) سعيد بن جبير : قربى آل

__________________

(١) في الأصل : «نا».

(٢) في (ح): «فقال».

__________________

ـ زيادات منها : فريق في الجنة فضل من اللّه ، وفريق في السعير عدل من اللّه عزّ وجل.

وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٦ / ٣) لابن المنذر وابن مردويه عن ابن عمرو ـ به. ولبعض فقرات الحديث شواهد بمعناه ، وانظر الدر المنثور والطبري.

قوله أجمل على آخرهم : أحصوا وجمعوا بعضهم إلى بعض وطوي عليهم الكتاب فلا يزاد فيهم ولا ينقص ، من قولهم أجملت الحساب إذا جمعت آحاده وكملت أفراده.

(٤٩٤) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب المناقب ، باب قول اللّه تعالى : يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى (رقم ٣٤٩٧) وكتاب التفسير ، باب إلا المودة في القربى (رقم ٤٨١٨).

وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة حم عسق

٢٦٦

محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (١). قال ابن عبّاس : عجلت ، إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يكن بطن من بطون قريش ، إلّا وله فيهم قرابة. قال (٢) : إلّا / أن تصلوا ما بيني وبينهم من القرابة.

__________________

(١) سقطت من (ح).

(٢) في (ح) «فقال».

__________________

ـ (رقم ٣٢٥١) كلاهما من طريق شعبة ، عن عبد الملك بن ميسرة أبي زيد الزرّاد ، عن طاوس ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٥٧٣١).

قوله عجلت أي أسرعت.

قوله بطن من بطون قريش البطن ما دون القبيلة.

٢٦٧

[٣٢١] قوله تعالى :

(وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ) [٢٥]

[٤٩٥] ـ أخبرنا إسحاق بن منصور ، قال : أخبرنا أبو داود ، قال : حدّثنا إبراهيم بن سعد (١) ، عن الزّهريّ ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لله (٢) أفرح بتوبة عبده من أحدكم قد أضلّ راحلته في أرض مهلكة ، يخاف أن يقتله الجوع».

__________________

(١) هكذا هو على الصواب «سعد» بدون الياء كما في (ح). وفي الأصل : «سعيد» بإثباتها وهو خطأ. والتصحيح من تحفة الأشراف وتهذيب الكمال.

(٢) في (ح): «لا الله» وهو خطأ لأن اللام هنا للتأكيد ، لا للنفي.

__________________

(٤٩٥) ـ صحيح تفرد به المصنف من هذا الوجه ، وانظر تحفة الأشراف (١٥١٣٤). وإسناده على شرط الشيخين ، وقد أخرجاه من غير هذا الوجه ، أبو داود هو الطيالسي ، وإبراهيم بن سعد هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

وقد أخرجه أحمد في مسنده (٢ / ٣١٦ ، ٥٠٠) ، ومسلم في صحيحه (٢٦٧٥ / ١ ، ٢ / ص ٢١٠٢) من حديث أبي هريرة ، وأخرجه البخاري في صحيحه (رقم ٦٣٠٨) ، ومسلم (٢٧٤٤ / ٣) ، وأحمد في مسنده (١ / ٣٨٣) وغيرهم من حديث عبد اللّه بن مسعود ـ نحوه ، وانظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٩١٩٠).

وأخرجه البخاري في صحيحه (رقم ٦٣٠٩) ، ومسلم (٢٧٤٧ / ٧ ، ـ

٢٦٨

[٣٢٢] قوله تعالى :

(وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ) [٤١]

[٤٩٦] ـ أخبرنا عبدة بن عبد الله ، قال : أخبرنا (١) محمّد بن بشر ، قال : حدّثنا زكريّا ، عن خالد بن سلمة ، عن البهيّ ، عن عروة بن الزّبير ، قال : قالت عائشة : ما علمت حتّى دخلت عليّ

__________________

(١) في الأصل : «نا».

__________________

ـ ٨) ، من حديث أنس بن مالك نحوه ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٤٠٣).

وله روايات أخرى من حديث البراء ، وأبي سعيد ، والنعمان بن بشير.

(٤٩٦) ـ حسن. أخرجه المصنف في الكبرى : كتاب عشرة النساء ، الانتصار (رقم ٢٨ ، ٢٩ ، ٣٠) ، وابن ماجة في سننه : (رقم ١٩٨١) كتاب النكاح ، باب حسن المعاشرة كلاهما من طريق زكريا بن أبي زائدة عن خالد بن سلمة ، عن عبد اللّه البهي ، عن عروة ـ به.

وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٦٣٦٢). وإسناده حسن ، زكريا هو ابن أبي زائدة وقد توبع ، خالد بن سلمة هو المعروف بالفأفاء وهو صدوق ، البهي هو عبد اللّه بن يسار ، وهو صدوق يخطئ أخرج له مسلم وغيره ، وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (رقم ٧٠٤) على إسناد ابن ماجة : هذا إسناد صحيح على شرط مسلم.

والحديث أخرجه أحمد في مسنده وابنه (٦ / ٩٣) ، والبخاري في الأدب المفرد (رقم ٥٥٨) كلاهما من حديث خالد بن سلمة عن البهي ، عن عروة ـ

٢٦٩

زينب بغير إذن ـ وهي غضبى ـ ثمّ قالت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : حسبك إذا قلبت لك ابنة أبي بكر ذريّعتيها (١) ، ثمّ أقبلت عليّ ، فأعرضت عنها ، حتّى قال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «دونك فانتصري». فأقبلت عليها حتّى رأيتها قد يبس ريقها في فيها ، ما (٢) تردّ عليّ شيئا. فرأيت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يتهلّل وجهه.

__________________

(١) هكذا في (ح): «ذريّعتيها» بالراء والعين المهملة. وهو كذلك في (عشرة النساء) للمصنف. وفي الأصل : «ذؤيبتيها» بالواو المهموزة. وفي تفسير ابن كثير نقل لفظ النسائي وفيه : «درعها» بالدال المهملة ، بعدها راء ، ثم عين مهملة. والكل محتمل ، والله أعلم بالصواب.

(٢) في (ح): «فلم».

__________________

قوله حسبك إذا ... أي يكفيك فعل عائشة حين تقلب لك الذراعين ، أي كأنك لشدة حبك لها لا تنظر إلى أمر آخر.

قوله ذريعتيها : الذريعة تصغير الذراع ، ولحوق الهاء فيها لكونها مؤنثة ، ثم ثنتها مصغرة ، وأرادت ساعديها.

قوله يتهلل وجهه : استنار وظهرت عليه أمارات السرور.

٢٧٠

سورة الزّخرف

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٤٩٧] ـ أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم ، قال : حدثنا خالد بن مخلد ، قال : حدّثنا سعيد بن السّائب ، عن عبيد الله بن يزيد الطّائفيّ ، قال : سألنا ابن عبّاس ، قلنا : (ما هذان الرّجلان اللّذان) (١) قال

__________________

(١) زيادة من (ح).

(٢) في (ح): «من هذين الرجلين اللذين» ، وفي رواية المزي : «عن هذين الرجلين».

__________________

(٤٩٧) ـ ضعيف تفرد به المصنف ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٥٨٦٣).

ورجاله ثقات سوى عبيد اللّه بن يزيد الطائفي فقال عنه الحافظ في التقريب : مقبول يعني لين الحديث ، وقد روى عنه محمد بن عبد اللّه بن أفلح وسعيد بن السائب ، فهو مجهول الحال وذكره ابن حبان في الثقات (٨ / ٤٠٥) وقال : يروي المقاطيع.

ورواه المزي في تهذيب الكمال في ترجمة عبيد اللّه الطائفي ، وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٦ / ١٦) لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس نحوه ، ولم أره لابن جرير في تفسيره من هذا الوجه الذي ذكره المصنف ، وإنما أخرجه مختصرا من وجه آخر ضعيف جدا (٢٥ / ٤٠) عن ابن عباس ـ به نحوه.

وفي تفسير قوله تعالى : وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم : ـ

٢٧١

المشركون فيهما ما قالوا حين نفسا (١) على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما آتاه (٢) الله [على النّاس. قال :](*) أمّا عن أهل (٣) هذه القرية ـ للطّائف ـ فجدّ المختار : مسعود / بن عمرو ، وأما [عن](*) أهل مكّة ، فجبّار من جبابرة قريش ـ ولم يسمّه لنا.

__________________

(١) غير واضحة في الأصل وفي (ح) ، وما أثبتناه من رواية المزي في تهذيبه.

(٢) في (ح): «أفاء».

(*) زيادة من (ح).

(٣) في (ح): «إنما هذه القرية» ، وفي رواية المزي : «أما من أهل الطائف ...».

__________________

ـ قال ابن جرير الطبري في تفسيره (٢٥ / ٣٩ ـ ٤٠) : يقول تعالى ذكره : وقال هؤلاء المشركون باللّه من قريش لما جاءهم القرآن من عند اللّه هذا : سحر ، فإن كان حقّا فهلا نزل على رجل عظيم من إحدى هاتين القريتين ؛ مكة أو الطائف؟ واختلف في الرجل الذي وصفوه بأنه عظيم ... الوليد بن المغيرة المخزومي من أهل مكة أو حبيب بن عمرو بن عمير الثقفي من أهل الطائف ... وقال آخرون بل عنى به من أهل مكة الوليد بن المغيرة ومن أهل الطائف ابن مسعود ... وقال آخرون بل عني به عتبة بن ربيعة من أهل مكة وابن عبد ياليل من أهل الطائف .. وقال آخرون .. ومن أهل الطائف كنانة بن عبد بن عمرو ... وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال كما قال جل ثناؤه مخبرا عن هؤلاء المشركين : إذ كان جائزا أن يكون بعض هؤلاء ، ولم يضع اللّه تبارك وتعالى لنا الدلالة على الذين عنوا منهم في كتابه ولا على لسان رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم ، والاختلاف فيه موجود على ما بينت وكذا قال نحوه ابن كثير في تفسيره (٤ / ١٢٨) ثم قال : والظاهر أن مرادهم رجل كبير من أي البلدتين كان.

قوله نفسا : قال في النهاية : نفست به بالكسر : أي بخلت به ، ونفست عليه ، إذا لم تره له أهلا.

٢٧٢

[٣٢٣] قوله تعالى :

(وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ) [٧١]

[٤٩٨] ـ أخبرنا (١) عليّ بن حجر ، قال : أخبرنا عليّ بن مسهر ، عن الأعمش ، عن ثمامة بن عقبة ،

__________________

(١) في الأصل : «أرنا».

__________________

(٤٩٨) ـ صحيح تفرد به المصنف ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٣٦٥٨).

وإسناده صحيح ورجاله رجال الشيخين سوى ثمامة بن عقبة المحلّمي ، وهو ثقة ، وقد صرح بالسماع من زيد عند الدارمي وأحمد.

والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (ج ١٣ / ص ١٠٨ ـ ١٠٩ / رقم ١٥٨٤١) ، وعبد بن حميد في مسنده (رقم ٢٦٣ ـ منتخب) ، والدارمي في سننه (٢ / ٣٣٤) وهناد بن السري في الزهد (١ / ص ٧٣ / رقم ٦٣) ، والإمام أحمد في مسنده (٤ / ٣٦٧ ، ٣٧١) ، وابن المبارك في الزهد (رقم ١٤٥٩) ، والبزار في مسنده (رقم ٣٥٢٢ ، ٣٥٢٣ ـ كشف الأستار) ، والطبراني في الكبير (ج ٥ / ص ١٧٧ ، ١٧٨ / رقم ٥٠٠٤ ، ٥٠٠٥ ، ٥٠٠٦ ، ٥٠٠٧ ، ٥٠٠٨ ، ٥٠٠٩) ، وابن حبان في صحيحه (رقم ٢٦٣٧ ـ موارد الظمآن) ، والبيهقي في البعث (رقم ٣٥٢) ، وأبو نعيم في الحلية (٧ / ٣٦٦) ، كلهم من حديث الأعمش عن ثمامة بن عقبة عن زيد بن أرقم ـ به.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠ / ٤١٦) : رواه كله الطبراني في الأوسط وفي الكبير بنحوه وأحمد .. ورواه البزار ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح غير ثمامة بن عقبة وهو ثقة. ـ

٢٧٣

عن زيد بن أرقم ، قال : جاء رجل من اليهود إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال (١) : أتزعم أنّ أهل الجنّة يأكلون ويشربون؟. قال : «إى والّذي نفسي بيده ، إنّ الرّجل منهم ليعطى قوّة مائة رجل في الأكل والشّرب والجماع والشّهوة» فقال الرّجل : فإنّ الّذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة ، وليس في الجنّة أذى. فقال [له](٢) صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «حاجة أحدهم رشح يفيض من جلده ، فإذا بطنه قد ضمر (٣)»

__________________

(١) في (ح): (قال).

(٢) زيادة من (ح).

(٣) هكذا في (ح): «ضمير» بالراء ، وفي الأصل : «ضم» بالميم ، والذي أثبتناه موافق لباقي الروايات والله أعلم.

__________________

ـ والحديث رواه الحافظ المزي بسنده ـ في ترجمة ثمامة بن عقبة ـ في تهذيبه من حديث الأعمش ـ به ، وأورده ابن كثير في تاريخه (٢ / ٢٦٧ ، ٢٦٨) ، ونقل قول الضياء المقدسي : وهذا عندي على شرط مسلم ، لأن ثمامة ثقة وقد صرح بسماعه من زيد بن أرقم. وقد زاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (١ / ٤٠) لابن المنذر وابن أبي حاتم ، ولبعض فقرات الحديث شواهد بمعناه.

قوله ضمر : هزل وصغر ، ومعناه انكمش وانضم بعضه إلى بعض.

٢٧٤

[٣٢٤] قوله تعالى :

(وَنادَوْا يا مالِكُ) [٧٧]

[٤٩٩] ـ أخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدّثنا سفيان [ح](١) ـ وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا سفيان ، عن عمرو ، عن عطاء ، عن صفوان بن يعلى ، عن أبيه ، قال سمعت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقرأ على المنبر (وَنادَوْا يا مالِكُ).

(وقال إسحاق : «... إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ..».) (٢).

__________________

(١) زيادة من (ح).

(٢) سقطت من (ح).

__________________

(٤٩٩) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب بدء الخلق ، باب إذا قال أحدكم آمين (رقم ٣٢٣٠) وباب صفة النار وأنها مخلوقة (رقم ٣٢٦٦) وكتاب التفسير ، باب ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك الآية (رقم ٤٨١٩) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الجمعة ، باب تخفيف الصلاة والخطبة (رقم ٨٧١ / ٤٩) وأخرجه أبو داود في سننه : كتاب الحروف والقراءات ، باب (رقم ٣٩٩٢) ، وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب أبواب الصلاة ، باب ما جاء في القراءة على المنبر (رقم ٥٠٨).

وعزاه المزي في التحفة للمصنف في كتاب الجمعة من السنن الكبرى كلهم من طريق سفيان ، عن عمرو ، عن عطاء ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١١٨٣٨).

٢٧٥

[٥٠٠] ـ أخبرنا محمّد بن رافع ، قال : حدّثنا حجين بن المثنّى ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن أبي سلمة ، عن ابن الفضل ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لقد رأيتني في الحجر ، وقريش تسألني عن مسرائي (١) ، فسألوني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها ، فكربت كربا ، ما كربت مثله قطّ. فرفعه الله لي ، انظر إليه. فما (٢) سألوني عن شيء إلّا أتيتهم (٣) به ، وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء ، وإذا (٤) موسى [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](*) قائم يصلّي ، فإذا رجل ضرب ، [جعد](*) ، كأنّه من رجال شنوءة. وإذا عيسى قائم يصلّي ، أقرب النّاس به شبها : عروة بن مسعود

__________________

(١) في (ح): «مسراي» بدون همزة.

(٢) في الأصل : «وما».

(٣) في (ح): «إلا أنبأتهم».

(٤) في (ح): «فاذا موسى».

(*) زيادة من (ح).

__________________

(٥٠٠) ـ سبق تخريجه (رقم ٣٠٤) مختصرا.

قوله رجل ضرب : هو الخفيف اللحم الممشوق.

قوله جعد أي شديد الأسر والخلق غير مسترخ ولا مضطرب أو هو جعد الشعر غير مسترسلة.

قوله شنوءة قبيلة من اليمن.

٢٧٦

الثقفي. وإذا إبراهيم قائم يصلّي ، أشبه النّاس به : صاحبكم ـ يعني نفسه (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (١) ـ فحانت الصّلاة (٢) ، وأممتهم (٣) ، فلمّا فرغت من الصّلاة ، قال لي قائل : يا محمّد : هذا مالك ؛ صاحب النّار ، فسلّم عليه. فالتفت إليّ فبدأني بالسّلام (٤). / /

__________________

(١) سقطت في (ح).

(٢) في (ح): «وحانت الصلوات».

(٣) في (ح) تشبه : «فأتيتهم».

(٤) في الأصل : «فبدأني بالسّلم».

٢٧٧

سورة الدّخان

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٣٢٥] قوله تعالى :

(يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ) [١٠]

[٥٠١] ـ أخبرنا محمّد بن العلاء (١) ، قال : حدّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق ، قال عبد الله : إنّ قريشا لمّا استعصت (٢) ... على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، دعا عليهم بسنين كسنيّ (٣) يوسف ، فأصابهم قحط وجهد ، حتّى أكلوا العظام ، وجعل (ـ يعني) (*) الرجل ينظر إلى السماء ، فيرى بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد. فأنزل الله (ـ عزوجل ـ) (*) : (يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ [١٠] يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ) [١١]. فأتي رسول الله ، فقيل : يا رسول

__________________

(١) هكذا على الصواب في الأصل ، وفي (ح): «محمد بن المعلى». وهو خطأ.

(٢) في الأصل وفي (ح) كلمة غير واضحة بعد هذه الكلمة.

(٣) هكذا في (ح) ، وفي الأصل «كسنين» وكتب فوقها «كذا» وهو خطأ لغة.

(*) سقطت من (ح).

__________________

(٥٠١) ـ سبق تخريجه (رقم ٢٢٢) وسيأتي (رقم ٥٠٣).

٢٧٨

الله ، استسق الله لهم ؛ فإنّهم قد هلكوا ، فاستسقى الله ، فسقوا. فأنزل الله (تعالى) (*)(إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عائِدُونَ) [١٥] فعادوا إلى حالتهم الّتي كانوا عليها حين أصابتهم الرفاهية ، فأنزل الله (تعالى) (*) : (يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ) [١٦]. قال : يوم بدر.

[٥٠٢] ـ أخبرنا محمّد بن عبد الأعلى ، قال : حدّثنا خالد ـ يعني : ابن الحارث ، قال : حدّثنا عبد الرحمن ، قال : حدّثنا فرات القزّاز ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة بن أسيد ، قال : اطّلعنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ونحن نتذاكر الساعة ، فقال : «إنّ الساعة لا تقوم حتى تكون عشر : الدّخان ، والدّجّال ، وطلوع الشّمس من مغربها ، والدّابّة ، وثلاثة خسوف ـ خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف في جزيرة العرب ـ ، ونزول عيسى بن مريم ، وفتح (١) يأجوج ومأجوج ، ونار تخرج من قعرة (٢) عدن ـ تسوق النّاس إلى المحشر».

__________________

(*) في (ح): «جل وعزّ».

(١) في الأصل : «وفتوح» وفي الهامش «وفتح» وفوقها كلمة «صوابه».

(٢) في (ح): «قعر» بدون هاء.

__________________

(٥٠٢) ـ سبق تخريجه (رقم ٤٠٠).

٢٧٩

[٣٢٦] قوله تعالى :

(إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عائِدُونَ) [١٥]

[٥٠٣] ـ أخبرنا محمود (١) بن غيلان ، قال : حدّثنا (٢) النضر بن شميل ، قال : أخبرنا شعبة ، عن منصور ، وسليمان ، عن أبي الضّحي ، عن مسروق ، أنّ (٣) عبد الله ، قال : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لمّا استعصت عليه قريش ، قال : «اللهمّ أعنّي بسبع كسبع يوسف» ، فأخذتهم سنة ، فحصت (٤) كلّ شيء / فأكلوا الجلود والميتة ـ وقال الآخر : الجلود والعظم (٥) ـ فجعل يخرج من الأرض كهيئة الدخان.

فجاء أبو سفيان ، فقال : إنّ قومك قد هلكوا ، فادع الله لهم.

__________________

(١) في الأصل : «محمد محمود بن غيلان» وهو خطأ.

(٢) في الأصل : «أنا».

(٣) في (ح): «مسروق وعبد الله» وهو خطأ.

(٤) في الأصل و (ح) هكذا.

(٥) في (ح): «والعظام».

__________________

(٥٠٣) ـ سبق تخريجه (رقم ٢٢٢ ، ٥٠١).

قوله سنة : جدب وقحط.

قوله فحصت : الفحص هو البحث والكشف ، وهو هنا بمعنى محقت. ـ

٢٨٠