تفسير النسائي - ج ٢

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي

تفسير النسائي - ج ٢

المؤلف:

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي


المحقق: صبري بن عبدالخالق الشافعي وسيّد بن عبّاس الجليمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٩٥
الجزء ١ الجزء ٢

عن زرّ بن حبيش ، قال : لو لا سفهاؤكم ، لوضعت يدي في أذني فناديت : إنّ ليلة القدر ليلة سبع وعشرين ، نبأ من لم يكذبني ، عن نبإ من لم يكذبني (١)

يعني : عن أبيّ بن كعب ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قال أبو عبد الرّحمن : سفهاؤكم سقطت «الهاء» من كتابي.

* * *

__________________

(١) هكذا في الأصل وعليها كلمة «صح».

__________________

ـ الصيام ، باب فضل ليلة القدر والحث علي طلبها (رقم ٧٦٢ / ٢٢١ ، ٢١٠) وأخرجه أبو داود في سننه : كتاب الصلاة ، باب في ليلة القدر (رقم ١٣٧٨) وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب الصوم ، باب ما جاء في ليلة القدر (رقم ٧٩٣) وكتاب التفسير ، باب ومن سورة القدر (رقم ٣٣٥١).

وعزاه المزي في تحفة الأشراف للمصنف في الكبرى : كتاب الاعتكاف ، كلهم من طريق زر بن حبيش ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٨).

٥٤١

سورة البيّنة

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٧١١] ـ أنا إبراهيم بن الحسن ، نا حجّاج ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأبيّ بن كعب حين نزلت (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا) «إنّ الله أمرني أن أقرأ عليك (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا) قال : وسمّاني لك؟ قال : نعم ، فبكى.

[٧١٢] ـ أنا عليّ بن حجر ، أنا عليّ بن مسهر ، عن المختار بن فلفل ،

__________________

(٧١١) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب مناقب الأنصار ، باب مناقب أبي بن كعب (رقم ٣٨٠٨) وكتاب التفسير ، باب (رقم ٤٩٥٩) وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، باب استحباب قراءة القرآن على أهل الفضل والحذاق فيه (رقم ٧٩٩ / ٢٤٦ ، ٢٤٦ مكرر) وكتاب الفضائل ، باب من فضائل أبيّ بن كعب وجماعة من الأنصار (رقم ٧٩٩ / ١٢٢ ، ١٢٢ مكرر) وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب المناقب ، باب مناقب معاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبيّ وأبي عبيدة بن الجراح (رقم ٣٨٩٢).

وعزاه المزي في تحفة الأشراف للمصنف في الكبرى : كتاب المناقب ، كلهم من طريق شعبة بن الحجاج ، عن قتادة ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٢٤٧).

(٧١٢) ـ أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الفضائل ، باب من فضائل إبراهيم ـ

٥٤٢

عن أنس قال : جاء رجل إلى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال :

وأنا زياد بن أيّوب ومحمّد بن العلاء والحسن بن إسماعيل قالوا : حدّثنا ابن إدريس قال : سمعت المختار بن فلفل يذكر قال : سمعت أنسا قال : قال رجل للنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يا خير البريّة ، قال : «ذاك إبراهيم»

وقال أبو كريب (١) والحسن : «لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم»

وقال زياد : «يذكر عن أنس».

* * *

__________________

(١) وهو محمد بن العلاء.

__________________

ـ الخليل (رقم ٢٣٦٩ / ١٥٠ ، ١٥٠ مكرر) وأخرجه أبو داود في سننه : كتاب السنة ، باب في التخيير بين الأنبياء (رقم ٤٦٧٢) ، وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة لم يكن (رقم ٣٣٥٢) ، كلهم من طريق المختار بن فلفل الكوفي ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٥٧٤).

٥٤٣

سورة الزّلزلة

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٧١٣] ـ أنا سويد بن نصر ، أنا عبد الله ، عن سعيد بن أبي أيّوب ، عن يحيى بن أبي سليمان ، / عن سعيد المقبريّ ، عن أبي هريرة قال : قرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم هذه الآية (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها) (٤) قال : «أتدرون ما أخبارها؟» قال : قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : «فإنّ أخبارها أن تشهد علي كلّ عبد وأمة بما عمل علي ظهرها ، أن تقول عمل كذا وكذا في يوم كذا وكذا ، قال :

فهذه أخبارها».

__________________

(٧١٣) ـ إسناد ضعيف أخرجه الترمذي في جامعه (رقم ٢٤٢٩) : كتاب صفة القيامة ، وكتاب التفسير (رقم ٣٣٥٣) باب ومن سورة إذا زلزلت الأرض ، بهذا الإسناد وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٣٠٧٦) ورجال إسناده ثقات سوى يحيى بن أبي سليمان فهو ضعيف ، قال عنه البخاري : منكر الحديث ، وقال أبو حاتم : مضطرب الحديث ليس بالقوي يكتب حديثه ، وذكره ابن حبان في الثقات ، عبد الله في الإسناد هو ابن المبارك.

والحديث أخرجه أحمد في مسنده (٢ / ٣٧٤) ، وابن حبان في صحيحه (رقم ٢٥٨٦ ـ موارد) ، والحاكم في مستدركه (٢ / ٢٥٦ ، ٥٣٢) وصححه وسكت عنه الذهبي في الموضع الأول وتعقبه في الثاني بقوله : «يحيى هذا منكر الحديث قاله البخاري» ـ ، والبغوي في تفسيره (٤ / ٥١٥) ، وفي شرح السنة (ج ١٥ / ص ١١٧ / رقم ٤٣٠٨) ، كلهم من حديث سعيد بن

٥٤٤

[٧١٤] ـ أنا إبراهيم بن يونس بن محمّد ، نا أبي ، نا جرير بن حازم ، قال : سمعت الحسن يقول :

__________________

ـ أبي أيوب عن يحيى بن أبي سليمان ـ به. وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٦ / ٣٨٠) لابن جرير الطبري وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في «شعب الإيمان» عن أبي هريرة. وقال الحافظ في تخريج الكشاف : «وسعيد بن أبي أيوب ثقة ، وخالفه رشدين بن سعد وهو ضعيف فقال عن يحيى بن أبي سليمان عن أبي حازم بالسندين المذكورين عن أنس بن مالك. وأخرجه ابن مردويه».

وله شاهد أخرجه الطبراني في الكبير (ج ٥ / ص ٦٥ / رقم ٤٥٩٦) من حديث ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد سمع ربيعة الجرشي يقول : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «استقيموا ونعمّا إن استقمتم وحافظوا على الوضوء ، فإن خير عملكم الصلاة ، وتحفّظوا من الأرض فإنها أمكم وإنه ليس من أحد عامل عليها خيرا أو شرا إلا وهي مخبرة» ، وربيعة الجرشي هذا مختلف في صحبته كما في التقريب ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (١ / ٢٤١) : «وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف».

وقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه (١٠١٣ / ٦٢) ، والترمذي في جامعه (رقم ٢٢٠٨) ، ومن حديث أبي هريرة مرفوعا : «تقيء الأرض أفلاذ كبدها ، أمثال الأسطوان من الذهب والفضة ، فيجيء القاتل فيقول : في هذا قتلت ، ويجيء القاطع فيقول : في هذا قطعت رحمي ، ويجيء السارق فيقول : في هذا قطعت يدي ، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا». وقال الترمذي : «حديث حسن صحيح غريب».

(٧١٤) ـ رجاله ثقات تفرد به المصنف ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٤٩٤٢). ورجاله ثقات ، وشيخ المصنف هو البغدادي الملقب بحرميّ وهو صدوق لا بأس به وقد تابعه غيره ، وصعصعة هو ابن معاوية عم الأحنف كما قال المزي وابن حجر في التهذيب وغيرهما. فالإسناد صحيح لو لا شبهة تدليس ـ

٥٤٥

نا صعصعة ـ عمّ الفرزدق ـ قال : قدمت علي النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسمعته يقول (فَمَنْ)(١)(يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) (٨)

قال : ما أبالي ألّا أسمع غيرها ، حسبي حسبي.

* * *

__________________

(١) في الأصل : «من يعمل» بدون الفاء قبل الميم ، والآية هكذا «فمن يعمل».

__________________

ـ الحسن بن أبي الحسن البصري فإنه وإن قال حدثنا (كما في رواية المصنف وأحمد) فقد قال البزار : كان يروي عن جماعة لم يسمع منهم فيتجوّز ويقول : حدثنا وخطبنا ، يعني قومه الذين حدّثوا وخطبوا. واللّه أعلم.

وقد أخرجه الإمام أحمد في مسنده (٥ / ٥٩) من طرق ، والطبراني في الكبير (ج ٨ / ص ٩٠ / رقم ٧٤١١) ، والحاكم في مستدركه (٣ / ٦١٣) في معرفة الصحابة ، والمزي في تهذيبه في ترجمة صعصعة بن معاوية ـ عم الأحنف ـ ، كلهم من حديث جرير بن حازم عن الحسن ـ به. وقال المزي في التهذيب : وليس للفرزدق عم اسمه صعصعة لكن جده اسمه صعصعة بن ناجية ، وكذا قال الحافظ ابن حجر ، وقد وقع في مسند أحمد أيضا عن صعصعة عم الفرزدق ، وقد وثقه النسائي وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر : توثيق النسائي له دليل على أنه تابعي عنده وكذا ابن حبان إنما ذكره في التابعين وكذا صنع خليفة بن خياط.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١٤١) : رواه أحمد والطبراني مرسلا ومتصلا ورجال الجميع رجال الصحيح.

٥٤٦

سورة التّكاثر

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٧١٥] ـ أنا أحمد بن مصرّف بن عمرو ، نا زيد بن حباب ، نا شدّاد بن سعيد ، نا غيلان بن جرير ، عن مطرّف بن عبد الله ، عن أبيه ، قال : جئت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يقول (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) حتّى ختمها.

[٧١٦] ـ أنا محمّد بن عمرو ، نا يحيى بن سعيد ، نا شعبة ، عن قتادة ، عن مطرّف ، عن أبيه ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (١). حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ) (٢) قال : «يقول ابن آدم مالي مالي ، وإنّ

__________________

(٧١٥) ـ أخرجه مسلم في صحيحه (رقم ٢٩٥٨ / ٣) : كتاب الزهد والرقائق ، والترمذي في جامعه (رقم ٢٣٤٢) : كتاب الزهد ، وكتاب التفسير (رقم ٣٣٥٤) باب ومن سورة التكاثر ، وأخرجه المصنف في سننه (رقم ٣٦١٣) : كتاب الوصايا ، والكراهية في تأخير الوصية ، كلهم من طريق مطرف بن عبد الله بن الشخير ـ به. وانظر تحفة الأشراف (رقم ٥٣٤٦).

وسيأتى (رقم ٧١٦) من طريق آخر عن مطرف عن أبيه ـ به.

(٧١٦) ـ سبق تخريجه (رقم ٧١٥). وهو صحيح. ـ

٥٤٧

ما (١) لك من مالك ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو أعطيت فأمضيت».

[٧١٧] ـ أنا محمّد بن يحيى : أبو عليّ ، نا عبد الله بن عثمان ، عن أبي حمزة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن ، عن أبي هريرة ، قال : قال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هذا والّذي نفسي بيده النّعيم الّذي تسألون عنه يوم القيامة : الظّلّ البارد ، والرّطب البارد ، عليه الماء البارد».

ـ مختصر.

__________________

(١) «ما» هنا نافية ، و «لك» ضمير مخاطب.

__________________

ـ قوله أو أعطيت فأمضيت : المقصود أن الذي ينفقه العبد في سبيل اللّه ـ كما جاء في رواية (أو تصدقت فأمضيت) ـ هو الذي يبقى ولا يفنى ، ويزيد ولا ينقص ، كما قال صلّى اللّه عليه وسلّم : ما نقص مال من صدقة وغير ذلك من الأحاديث.

(٧١٧) ـ صحيح أخرجه أبو داود في سننه (رقم ٥١٢٨) : كتاب الأدب ، باب في المشورة ، واقتصر على قوله : المستشار مؤتمن ، والترمذي في جامعه (رقم ٢٨٢٢) : كتاب الاستئذان والآداب ، وفي الزهد (رقم ٢٣٦٩) ، باب ما جاء في معيشة أصحاب النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ، وأخرجه ابن ماجة في سننه (رقم ٣٧٤٥) : كتاب الأدب ، باب المستشار مؤتمن كرواية أبي داود ، وأخرجه المصنف في الكبرى في كتاب الوليمة ، كلهم من طريق عبد الملك بن ـ

٥٤٨

__________________

عمير ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن به. تحفة الأشراف (رقم ١٤٩٧٧) ، وقال الترمذي : «حسن» ، «حسن صحيح غريب». وهذا الحديث مختصر من حديث قصة أبي الهيثم بن التيهان ، فساقه البعض بطوله وتمامه ، واقتصر البعض على فقرات منه دون القصة ، وقد أخرجه الترمذي في الشمائل المحمدية (رقم ٣٧٣) : باب ما جاء في عيش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عن محمد بن إسماعيل ـ هو البخاري صاحب الصحيح ـ عن آدم بن أبي إياس عن شيبان أبى معاوية عن عبد الملك بن عمير ـ به بطوله وفيه ما ساقه المصنف ، وإسناده ـ وكذا إسناد المصنف ـ صحيح لو لا عنعنة عبد الملك بن عمير فإنه مدلس ، ولكن قد جاء الحديث من غير طريقه ، وله شواهد ، فالحديث صحيح ، أبو علي شيخ المصنف هو اليشكري المروزي ، وعبد الله بن عثمان هو عبدان ، وأبو حمزة هو محمد بن ميمون السكري ، وشيبان في إسناد شمائل الترمذي ـ هو ابن عبد الرحمن النحوي.

والحديث أخرجه الطبري في تفسيره (٣٠ / ١٨٥) ، والحاكم في مستدركه (٤ / ١٣١) وصححه ووافقه الذهبي ، والبغوي في تفسيره (٤ / ٥٢١ ـ ٥٢٢) ، وفي شرح السنة (ج ١٣ / ص ١٨٨ ـ ١٩٠ / رقم ٣٦١٢) ، كلهم من طريق عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة ـ به.

وأخرجه مسلم في صحيحه (٢٠٣٨ / ١٤٠) من حديث أبي حازم عن أبي هريرة فساق القصة بطولها ، وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٦ / ٣٨٩) لابن مردويه عن أبي هريرة.

وله شاهد من حديث أبي عسيب رضي الله عنه نحوه ، أخرجه أحمد (٥ / ٨١) ، والطبري في تفسيره (٣٠ / ١٨٥ ـ ١٨٦ ، ١٨٦) ، وزاد نسبته في الدر المنثور (٦ / ٣٨٩) لابن عدي والبغوي في معجمه وابن مندة في المعرفة وابن عساكر وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي عسيب ـ به. ـ

٥٤٩

سورة الهمزة

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٧١٨] ـ أنا نوح بن حبيب ، نا عبد الملك بن هشام الذّماريّ ، نا سفيان ، عن محمّد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قرأ : (يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ) (٣)/.

__________________

ـ وشاهد آخر من حديث جابر أخرجه أحمد والطبري (٣٠ / ١٨٥) والنسائي وغيرهم.

وفي الباب عن ابن مسعود عند ابن ماجه (رقم ٢٧٤٦) ، ومن حديث ابن الزبير عند الطبراني ، وفي الباب عن ابن عمر وأبي سعيد وأم سلمة وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين.

(٧١٨) ـ ضعيف أخرجه أبو داود في سننه (رقم ٣٩٩٥) : كتاب الحروف والقراءات ، من طريق الذّماري ـ به. وانظر تحفة الأشراف (رقم ٣٠٢٦). ورجاله ثقات غير عبد الملك بن عبد الرحمن بن هشام الذماري ، قال أبو زرعة : منكر الحديث ، وقال أبو حاتم : شيخ ، وقال في موضع آخر : ليس بالقوي ، وقال عمرو بن علي : كان ثقة ، وقال البخاري : عبد الملك بن عبد الرحمن الشامي : ضعفه عمرو بن علي منكر الحديث قال الحافظ : وقد فرق أبو حاتم والبخاري بين الشامي والذماري ، قال ابن حجر وهو الصواب ، ولذا قال الحافظ في التقريب في الذماري : «صدوق كان يصحف» ، قلت : والقراءة في هذه الرواية بالكسر للسين ، وهي مخالفة للقراءة المثبتة في المصاحف. وقال الحافظ في الفتح عن رواية ابن حبان : «يعني بفتح السين» ، فتح (٨ / ٧٣٠). ـ

٥٥٠

سورة قريش

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٧١٩] ـ أنا عمرو بن عليّ ، نا عامر بن إبراهيم ـ وكان ثقة من خيار النّاس (١) ـ نا خطّاب بن جعفر بن أبي المغيرة ، قال : حدّثني أبي ، عن سعيد بن جبير ،

__________________

(١) قائل هذا الكلام ، هو عمرو بن على شيخ النسائي كما نقله الحافظ المزي في ترجمة عامر من تهذيب الكمال. والله أعلم.

__________________

ـ وقد أخرجه ابن حبان في صحيحه (رقم ١٧٧٣ ـ موارد) ، والحاكم في مستدركه (٢ / ٢٥٦) وصححه وتعقبه الذهبي بقوله : عبد الملك : ضعيف ، والخطيب في تاريخ بغداد (٣ / ٣١٥) ترجمة (رقم ١٤١٥) ، ثلاثتهم من حديث عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري عن سفيان الثوري ـ به. وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٦ / ٣٩٣) لابن مردويه.

وقال ابن أبي حاتم في العلل (ج ٢ / ص ٧٧ / رقم ١٧٢٣) : قال أبى : هذا وهم ، لم يروه أحد غير الذماري لا يحتمل أن يكون هذا من حديث الثوري ولا ابن عيينة ، وإنما روى الثوري عن إسماعيل بن كثير عن عاصم عن لقيط بن صبرة عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم.

(٧١٩) ـ إسناد حسن تفرد به المصنف ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٥٤٧٣). ورجال إسناده ثقات غير جعفر بن أبي المغيرة القمي فهو صدوق يهم ، والخطاب بن جعفر ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال أبو نعيم الأصبهاني : كان أبو حاتم الرازي يتتبع حديثه فكتب إلى بعض إخوانه بأصبهان مهما وقع عندكم من حديث الخطاب بن جعفر فاجمعوه لي وخذوا لي به إجازة. ـ

٥٥١

عن ابن عبّاس في قوله جلّ وعزّ (لِإِيلافِ) قال : نعمتي (١) علي قريش ، (إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ) (٢) قال : كانوا يشتّون بمكّة ويصيّفون بالطّائف (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ (٣) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) (٤).

* * *

__________________

(١) فى الأصل عليها كلمة «صح».

__________________

ـ وقال عنه الحافظ في التقريب : صدوق. فالإسناد حسن إن شاء اللّه تعالى.

وقد أخرجه الطبري في تفسيره (٣٠ / ١٩٨ ، ١٩٩) عن عمرو بن علي بهذا الإسناد ، وزاد : رب هذا البيت ، يعني بالبيت الكعبة.

٥٥٢

سورة الماعون

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٤١٣]

قوله : (الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ) [٦]

[٧٢٠] ـ أنا محمّد بن عليّ بن ميمون ، نا عمر بن حفص بن غياث ، نا أبي ، عن إسماعيل بن سميع ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من سمّع ، سمّع الله له (١) ، ومن راءى (*) ، راءى (*) الله به».

__________________

(١) هكذا في الأصل ، وفي التحفة ومسلم : «به».

(*) فى الأصل : «رائا».

__________________

(٧٢٠) ـ أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الزهد والرقائق ، باب من أشرك في عمله غير اللّه (رقم ٢٩٨٦ / ٤٧) ، عن عمر بن حفص بن غياث ، عن أبيه ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٥٦١٦).

قال النووي رحمه اللّه تعالى : قال العلماء معناه من راءى بعمله وسمعه الناس ليكرموه ، ويعظموه ويعتقدوا خيره ، سمع اللّه به يوم القيامة الناس وفضحه. وقيل معناه من سمع بعيوبه وأذاعها ، أظهر اللّه عيوبه وقيل أسمعه المكروه وقيل أراه اللّه ثواب ذلك من غير أن يعطيه إياه ليكون حسرة عليه ، وقيل معناه من أراد بعمله الناس أسمعه اللّه الناس وكان ذلك حظه منه اه.

٥٥٣

[٤١٤] قوله تعالى :

(وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ) [٧]

[٧٢١] ـ أنا قتيبة بن سعيد ، نا أبو عوانة ، عن عاصم ، عن شقيق ، عن عبد الله قال : كلّ معروف صدقة ، كنّا نعدّ الماعون على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عارية الدّلو والقدر.

__________________

(٧٢١) ـ صحيح أخرجه أبو داود في سننه (رقم ١٦٥٧) : كتاب الزكاة ، باب في حقوق المال ، بهذا الإسناد وانظر تحفة الأشراف (٩٢٧٣). وإسناده حسن رجاله ثقات غير عاصم بن بهدلة بن أبي النجود فهو صدوق له أوهام ، أبو عوانة هو الوضاح بن عبد الله ، شقيق هو بن سلمة ، عبد الله هو ابن مسعود ، وللحديث طرق عنه وله شواهد يصح بها ، وليس عند أبي داود : «كل معروف صدقة».

وقد أخرجه الطبري في تفسيره (٣٠ / ٢٠٦) ، والطبراني في الكبير (ج ٩ / ص ٢٣٥ / رقم ٩٠١٣) ، والبزار في مسنده (رقم ٢٢٩٢ ـ كشف الأستار) ، والبيهقي في سننه (٤ / ١٨٣) ، كلهم من حديث أبى عوانة عن عاصم عن أبي وائل شقيق ـ به. وزاد البزار : «والفأس».

وأخرجه ابن أبي حاتم ـ كما في تفسير ابن كثير (٤ / ٥٥٦) ـ من طريق عاصم عن زر عن عبد الله نحوه.

وأخرجه الطبري (٣٠ / ٢٠٥) ، والطبراني في الكبير (ج ٩ / رقم ٩٠١٠ ، ٩٠١١ ، ٩٠١٢ ، ٩٠١٤) ، والبيهقي في سننه ، من طرق أخرى عن ابن مسعود ـ به ، وله شاهد من حديث ابن عباس نحوه كما في الطبري (٣٠ / ٢٠٦) ، وغيره. وقال الهيثمي ـ عن رواية ابن مسعود ـ في مجمع الزوائد (٧ / ١٤٣) : رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجال الطبراني رجال ـ

٥٥٤

سورة الكوثر

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٧٢٢] ـ أنا عليّ بن حجر ، أنا عليّ بن مسهر ، عن المختار بن فلفل ، عن أنس بن مالك ، قال : بينما [رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم](١) ذات يوم بين أظهرنا في المسجد ، إذ أغفي إغفاءة ، ثمّ رفع رأسه متبسّما ، فقلت له : ما أضحكك يا رسول الله؟ قال : «نزلت عليّ آنفا سورة ؛ بسم الله الرّحمن الرّحيم ، (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢) إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) (٣) ثمّ قال : هل تدرون

__________________

(١) سقط من الأصل واثبتناها لاستقامة المعنى والسياق.

__________________

ـ الصحيح. وقد زاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٦ / ٤٠٠) لسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن مردويه من طرق عن ابن مسعود.

وجملة : كل معروف صدقة صحيحة ثابتة عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وهي عند أحمد في مسنده (٣ / ٣٤٤ ، ٣٦٠) ، والبخاري في صحيحه (رقم ٦٠٢٠) من حديث جابر بن عبد اللّه. وعند أحمد (٥ / ٣٩٧ ، ٣٩٨) ، ومسلم في صحيحه (١٠٠٥ / ٥٢) ، وأبو داود (رقم ٤٩٤٧) من حديث حذيفة بن اليمان.

(٧٢٢) ـ أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الصلاة ، باب حجة من قال : البسملة آية من أول كل سورة سوى براءة (رقم ٤٠٠ / ٥٣ ، ٥٣ مكرر) ـ

٥٥٥

ما الكوثر؟» قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : «فإنّه نهر وعدنيه ربّي في الجنّة تبارك وتعالى ، آنيته أكثر من عدد الكواكب ، ترده عليّ أمّتي ، فيختلج العبد منهم ، فأقول : يا ربّ إنّه من أمّتي ، فيقول : إنّك لا تدري ما أحدث بعدك».

[٧٢٣] ـ / وأنا محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم ، عن شعيب ، حدّثنا اللّيث ، عن ابن الهاد ، عن عبد الوهّاب ، عن عبد الله بن مسلم ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك ، أنّ رجلا جاء إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال يا رسول الله : ما الكوثر؟ قال : «نهر أعطانيه ربّي في الجنّة ، هو أشدّ بياضا من اللّبن ، وأحلى من العسل ، فيه طيور أعناقها كأعناق الجزر» ، قال عمر رضى الله عنه : يا رسول الله إنّها لناعمة قال : «آكلها أنعم منها».

__________________

ـ وكتاب الفضائل ، باب إثبات حوض نبينا صلى‌الله‌عليه‌وسلم وصفاته (رقم ٢٣٠٤ / ٤٠ ، ٤٠ مكرر) ، وأخرجه أبو داود في سننه : كتاب الصلاة ، باب من لم ير الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم (رقم ٧٨٤) وكتاب السنة ، باب في الحوض (رقم ٤٧٤٧) وأخرجه المصنف في سننه : كتاب الافتتاح ، باب قراءة بسم الله الرحمن الرحيم (رقم ٩٠٤) ، كلهم من طريق المختار بن فلفل ـ به.

انظر : تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٥٧٥).

(٧٢٣) ـ صحيح تفرد به المصنف من هذا الوجه ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٥١١). وإسناده صحيح فرجاله كلهم ثقات ، وشيخ المصنف هو ابن ـ

٥٥٦

__________________

ـ أعين المصري ، شعيب هو ابن الليث ، ابن الهاد هو : يزيد بن عبد الله بن أسامة ، عبد الوهاب هو ابن أبي بكر المدني وكيل الزهري وقال أبو داود هو ابن بخت وقال الدار قطني : من زعم أنه عبد الوهاب بن بخت فقد أخطأ ، وابن بخت ثقة أيضا. ولكن المحفوظ فى هذا الحديث هو عبد الله بن مسلم الزهري عن أنس بن مالك ، وقد صرح بالسماع عند الإمام أحمد ، وأخرجه الإمام أبو جعفر بن جرير الطبري في تفسيره (٣٠ / ٢٠٩) عن شيخ المصنف ثنا أبي وشعيب بن الليث عن الليث عن يزيد بن الهاد عن عبد الله بن مسلم بن شهاب عن أنس ـ به ، وأخرجه الطبري أيضا عن يونس عن يحيى بن عبد الله ثني الليث ـ به ، وساقه الطبري من طرق عن عبد الله بن مسلم عن أنس به (٣٠ / ٢٠٩ ، ٢١٠). وجملة القول أن : (عن) التى بين عبد الله بن مسلم ، وابن شهاب إما أنها خطأ أو زائدة أو شاذة ، وإن كان يحتمل أن عبد الله بن مسلم رواه عن أخيه محمد بن مسلم بن شهاب ولكن هذا الاحتمال بعيد وترده الطرق الأخرى.

وقد أخرجه الحاكم في مستدركه (٢ / ٥٣٧) من حديث الزهري عن أخيه عبد الله بن مسلم بن شهاب ـ به. وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (٣ / ٢٣٦) ، والترمذي في جامعه وحسنه (رقم ٥٤٢) ، وابن جرير الطبري في تفسيره (٣٠ / ٢٠٩) ، ثلاثتهم من حديث محمد بن عبد الله بن مسلم عن أبيه عن أنس ـ به ، وإسناده حسن فإن محمد بن عبد الله بن مسلم : صدوق له أوهام ، ولكنه توبع كما سبق ، وأخرجه الطبري من طرق عن عبد الله بن مسلم عن أنس ـ به. وفي بعض الطرق أن القائل : «إنها لناعمة» هو أبو بكر ، وفي بعضها القائل عمر.

وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٦ / ٤٠٢) لابن المنذر وابن مردويه عن أنس. ـ

٥٥٧

[٧٢٤] ـ أنا محمّد بن كامل ، أنا هشيم ، عن أبي بشر وعطاء بن السّائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، أنّه قال في الكوثر ، قال : هو الخير الكثير الّذي أعطاه الله تبارك وتعالى إيّاه.

[٧٢٥] ـ أنا أحمد بن حرب ، نا أسباط ، عن مطرّف ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة قال :

__________________

ـ [تنبيه] : أخرج البخاري في صحيحه (رقم ٦٥٨٠) من طريق يونس : قال ابن شهاب : حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء من اليمن وإن فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء» ، فعلق عليه الحافظ في الفتح (١١ / ٤٧٣) على قوله (حدثني أنس) : «هذا يدفع تعليل من أعله بأن ابن شهاب لم يسمعه من أنس لأن أبا أويس رواه عن ابن شهاب عن أخيه عبد الله بن مسلم عن أنس أخرجه ابن أبي عاصم ، وأخرجه الترمذي من طريق محمد بن عبد الله بن مسلم بن أخي الزهري عن أبيه ـ به ، والذي يظهر أنه كان عند ابن شهاب عن أخيه عن أنس ثم سمعه عن أنس ، فإن بين السياقين اختلافا».

(٧٢٤) ـ أخرجه البخاري في صحيحه (رقم ٤٩٦٦) : كتاب التفسير ، باب سورة «إنا أعطيناك الكوثر» ، وقال ابن عباس : شانئك عدوك ، وكتاب الرقاق (رقم ٦٥٧٨) باب في الحوض ، وقول الله تعالى : «إنا أعطيناك الكوثر».

وانظر تحفة الأشراف (رقم ٥٤٥٨).

(٧٢٥) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب التفسير ، باب سورة «إنا أعطيناك الكوثر» وقال ابن عباس : شانئك عدوك (رقم ٤٩٦٥) وتعليقا.

انظر : تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٧٧٩٥). ـ

٥٥٨

قلت لعائشة : ما الكوثر؟ قالت : نهر أعطيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بطنان الجنّة. قلت : وما بطنان الجنّة؟ قالت : وسطها ، حافتاه درّ مجوّف.

[٧٢٦] ـ أنا هنّاد بن السّريّ ، عن عبيدة ، عن حميد الطّويل ، عن أنس بن مالك ـ وأنا إسماعيل بن مسعود ، نا يزيد بن زريع ، عن حميد ، نا أنس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «دخلت الجنّة ، فإذا أنا بنهر حافتاه اللّؤلؤ ، فغرفت بيدي في مجرى ماءه ، وإذا مسك أذفر. قلت : يا جبريل ، ما هذا؟ قال : هذا الكوثر الّذي أعطاكه الله».

__________________

ـ قوله : «بطنان الجنّة» قال الحافظ فى الفتح (٨ / ٧٣٢) : «وبطنان بضم الموحدة وسكوت المهملة ، بعدها نون ، (ووسط) بفتح المهملة ، والمراد به أعلاها أي أرفعها قدرا ، أو المراد أعدلها» ا. ه.

(٧٢٦) ـ صحيح تفرد به المصنف من هذا الوجه ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٧٢٩ ، ٨٠٧). وإسناده الأول حسن ، والثاني صحيح ، وقد صرح فيه حميد بن أبي حميد الطويل بالسماع من أنس فزالت شبهة تدليسه ، عبيدة هو ابن حميد الكوفي : صدوق ربما أخطأ ، وباقي رجال الإسنادين ثقات.

وقد أخرجه الإمام أحمد (٣ / ١١٥ ، ٢٦٣) من حديث يحيى وعبد الله بن بكر ـ فرقهما ـ كلاهما عن حميد عن أنس ، والطبري في تفسيره (٣٠ / ٢٠٩) من حديث ابن أبي عدي عن حميد ـ به ، وأخرجه البغوي في تفسيره (٤ / ٥٣٣) من حديث إسماعيل بن جعفر عن حميد ـ به. ـ

٥٥٩

[٤١٥] قوله تعالى :

(إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) [٣]

[٧٢٧] ـ أنا عمرو بن عليّ ، نا ابن أبي عديّ ، عن داود ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، قال : لمّا قدم كعب بن الأشرف مكّة ، قالت له قريش : أنت خير أهل المدينة وسيّدهم؟ قال : نعم ، قالوا : ألا ترى إلى هذا [المنبتر](١) من قومه ، يزعم أنّه خير منّا؟ ونحن ـ يعني : أهل الحجيج (٢) وأهل السّدانة ـ قال : أنتم خير منه فنزلت : (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) ونزلت : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ) (٥١) إلى قوله : (فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً) [النّساء : ٥٢].

__________________

(١) العبارة غير واضحة بالأصل والذى أثبتناه موافق لرواية الطبري وغيره.

(٢) في الأصل فوق هذه الكلمة : «صح».

__________________

ـ وأخرجه البخاري في صحيحه (رقم ٦٥٨١) ، والترمذي في جامعه (٣٣٥٩ ، ٣٣٦٠) وصححه ، كلاهما من حديث قتادة عن أنس ـ به نحوه.

قوله : مسك أذفر هذا وصف لتربة النهر وفي رواية عند البيهقي ترابه مسك.

(٧٢٧) ـ إسناد صحيح تفرد به المصنف ، انظر تحفة الأشراف (رقم ـ

٥٦٠