تفسير النسائي - ج ٢

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي

تفسير النسائي - ج ٢

المؤلف:

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي


المحقق: صبري بن عبدالخالق الشافعي وسيّد بن عبّاس الجليمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٩٥
الجزء ١ الجزء ٢

من أهلّ لها يتحرّج أن / يطّوّف بالصّفا والمروة ، فلمّا سألوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن ذلك ، أنزل الله عزوجل (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) ثمّ قد سنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الطّواف بهما ، فليس لأحد أن يترك الطّواف بهما.

* * *

__________________

قوله «أهلّ» من الإهلال وهو رفع الصوت بالتلبية.

٣٦١

[٣٦١] قوله تعالى :

(فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا) [٦٢]

[٥٦٩] ـ أخبرنا إسماعيل بن مسعود ، قال : حدّثنا خالد ـ يعني ابن الحارث ـ قال : حدّثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن الأسود ، عن عبد الله ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قرأ النّجم فسجد (بهم) (١).

* * *

__________________

(١) في (ح): «فيها».

__________________

(٥٦٩) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب سجود القرآن ، باب سجدة النجم (رقم ١٠٧٠) ، باب ما جاء في سجود القرآن وسنتها (رقم ١٠٦٧) وكتاب مناقب الأنصار ، باب مبعث النبي صلّى اللّه عليه وسلّم (رقم ٣٨٥٣) وكتاب المغازي ، باب دعاء النبي صلّى اللّه عليه وسلّم على كفار قريش (رقم ٣٩٧٢) وكتاب التفسير ، باب فاسجدوا للّه واعبدوا (رقم ٤٨٦٣) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب سجود التلاوة (رقم ٥٧٦ / ١٠٥) ، وأخرجه أبو داود في سننه : كتاب الصلاة ، باب من رأى فيها السجود (رقم ١٤٠٦) ، وأخرجه المصنف في سننه : كتاب الافتتاح ، السجود في النجم (رقم ٩٥٩) ، كلهم من طريق أبي إسحاق السبيعي ، عن الأسود ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٩١٨٠).

٣٦٢

سورة القمر

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٥٧٠] ـ أخبرنا قتيبة بن سعيد ، عن مالك ، عن ضمرة بن سعيد (١) ، عن عبيد الله بن عبد الله أنّ عمر سأل أبا واقد اللّيثيّ : ما كان يقرأ به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الأضحى والفطر؟ قال : كان يقرأ ب (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) ، و (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ).

__________________

(١) في (ح): «عن ضمرة بن سعيد ، (عن عبيد الله بن سعيد) ، عن عبيد الله بن عبد الله».

وهذه زيادة في الإسناد ، وهي إقحام من الناسخ ، لأن جميع طرق هذا الحديث ليست فيه هذه الزيادة ، وهو على الصواب في تحفة الأشراف وباقي مصادر التخريج.

__________________

(٥٧٠) ـ أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب صلاة العيدين ، باب ما يقرأ به في صلاة العيدين (رقم ٨٩١ / ١٤ ، ١٥) ، وأخرجه أبو داود في سننه : كتاب الصلاة ، باب ما يقرأ في الأضحى والفطر (رقم ١١٥٤) ، وأخرجه الترمذي في جامعه : أبواب الصلاة ، باب ما جاء في القراءة في العيدين (رقم ٥٣٤ ، ٥٣٥) ، وأخرجه المصنف في سننه : كتاب صلاة العيدين باب القراءة في العيدين بقاف واقتربت (رقم ١٥٦٧) ، وأخرجه ابن ماجة في سننه : كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ، باب ما جاء في القراءة في صلاة العيدين (رقم ـ

٣٦٣

[٥٧١] ـ أخبرنا أحمد بن سعيد ، قال : حدّثنا يونس ، قال : حدّثنا فليح ، عن ضمرة بن سعيد ، عن عبيد الله (بن عبد الله) (١) ، عن أبي واقد اللّيثيّ ، قال : سألني عمر عمّا (٢) قرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في صلاة العيدين فقلت : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) و (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ).

* * *

__________________

(١) سقطت من الأصل وألحقت بالهامش.

(٢) في الأصل : «عن ما».

__________________

ـ ١٢٨٢) ، كلهم من طريق ضمرة بن سعيد ، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة ، عن عمر ـ به.

وسيأتي في الذي بعده (رقم ٥٧١).

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٥٥١٣).

(٥٧١) ـ سبق تخريجه (٥٧٠).

٣٦٤

[٣٦٢] قوله تعالى :

(انْشَقَّ الْقَمَرُ) (١)

[٥٧٢] ـ أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ، عن خالد ـ وهو ابن الحارث ـ قال : حدّثنا شعبة ، عن سليمان ، عن إبراهيم ، عن أبى معمر ، عن عبد الله ، قال : انشقّ القمر على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم شقّتين (شقّة) (١) فوق الجبل وشقّة سترها الجبل ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اللهمّ / اشهد».

__________________

(١) زيادة من (ح).

__________________

(٥٧٢) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب المناقب ، باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلّى اللّه عليه وسلّم آية ، فأراهم انشقاق القمر (رقم ٣٦٣٦) وكتاب مناقب الأنصار ، باب انشقاق القمر (رقم ٣٨٦٩ ، ٣٨٧١) وكتاب التفسير ، باب وانشق القمر * وإن يروا آية يعرضوا (رقم ٤٨٦٤ ، ٤٨٦٥) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب صفات المنافقين وأحكامهم ، باب انشقاق القمر (رقم ٢٨٠٠ / ٤٣ ، ٤٤ ، ٤٥) و (رقم ٢٨٠١ / ٤٥ مكرر) ، وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة القمر (رقم ٣٢٨٥ ، ٣٢٨٧) ، كلهم من طريق عبد اللّه بن سخبرة أبي معمر ـ به.

وسيأتي (رقم ٥٧٣).

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٩٣٣٦).

٣٦٥

[٥٧٣] ـ أخبرنا عبيد الله بن سعيد ، قال حدثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن أبى معمر ، عن عبد الله ، قال : انشقّ القمر على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [شقّتين](١) فقال (٢) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اشهدوا».

[٥٧٤] ـ أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ، عن محمد ـ وهو ابن ثور (٣) ـ / عن معمر [ح](٤) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا (٥) عبد الرّزّاق ، قال : حدّثنا معمر ، عن قتادة ، عن أنس قال : سأل أهل مكّة النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم آية ، فانشقّ القمر بمكّة مرّتين (٦) ... (وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ)(٧) يقول : ذاهب.

__________________

(١) زيادة من (ح).

(٢) في (ح): «قال».

(٣) زيادة من (ح) ، وفي الأصل : «ابن ثور» فقط.

(٤) زيادة من (ح).

(٥) في الأصل : «نا».

(٦) في (ح) بعد هذه الكلمة ، كلمة غير واضحة.

__________________

(٥٧٣) ـ سبق تخريجه (رقم ٥٧٢).

(٥٧٤) ـ أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب صفات المنافقين وأحكامهم ، ـ

٣٦٦

[٣٦٣] قوله تعالى :

(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) [١٧]

[٥٧٥] ـ أخبرنا عمرو بن عليّ ، عن يحيى بن سعيد ، قال : حدّثنا شعبة ، قال : حدّثني أبو إسحاق ، عن الأسود ، عن عبد الله ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قرأ (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ).

__________________

ـ باب انشقاق القمر (رقم ٢٨٠٢ / ٤٦) ، وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة القمر (رقم ٣٢٨٦) ، كلاهما من طريق معمر بن راشد أبي عروة البصري ، عن قتادة ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٣٣٤).

قوله «يقول ذاهب» أي أن هذا السحر لن يبقى ، بل يذهب أثره ويضمحل.

(٥٧٥) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب التفسير ، «باب وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا» (رقم ٤٨٦٩ ، ٤٨٧٠ ، ٤٨٧١ ، ٤٨٧٢ ، ٤٨٧٣ ، ٤٨٧٤) وكتاب أحاديث الأنبياء ، باب قول الله عزوجل «ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه» (رقم ٣٣٤١) وباب قول الله تعالى : «وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله» (رقم ٣٣٤٥) ، وباب «فلما جاء آل لوط المرسلون قال إنكم قوم منكرون» (رقم ٣٣٧٦) [عن طبعة الشعب الجزء ٤ صفحة ١٨٠] ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، باب ما يتعلق بالقراءات (رقم ٨٢٣ / ٢٨٠ ، ٢٨١) ، وأخرجه أبو داود في سننه : كتاب الحروف والقراءات ، باب (رقم ٣٩٩٤) ، وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب القراءات ، باب ومن سورة القمر (رقم ٢٩٣٧) ، كلهم من طريق أبي إسحاق السبيعي ، عن الأسود ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٩١٧٩).

٣٦٧

[٣٦٤] قوله تعالى :

(إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً) [١٩]

[٥٧٦] ـ أخبرنا أبو صالح ، قال : حدّثنا فضيل ، عن الأعمش ، عن مسعود بن مالك ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نصرت بالصّبا وأهلكت عاد بالدّبور».

__________________

(٥٧٦) ـ سبق تخريجه (رقم ٤٨٧ ، ٥٤٦).

٣٦٨

[٣٦٥] قوله تعالى :

(سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) [٤٥]

[٥٧٧] ـ أخبرنا محمّد بن بشّار ، قال : حدّثنا عبد الوهّاب ، قال : حدّثنا خالد ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال وهو في قبّة يوم بدر : «اللهمّ إنّى أنشدك عهدك ، ووعدك ، اللهمّ إن شئت لم تعبد (بعد) (١) هذا اليوم ، فأخذ أبو بكر بيده ، فقال : حسبك يا رسول الله فقد الححت على ربّك ـ وهو في الدّرع ـ فخرج وهو يقول (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (٤٥) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ) (٤٦).

__________________

(١) سقطت من (ح).

__________________

(٥٧٧) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب الجهاد ، باب ما قيل في درع النبي صلّى اللّه عليه وسلّم والقميص في الحرب (رقم ٢٩١٥) وكتاب المغازي ، باب قول اللّه تعالى إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملائكة .. (رقم ٣٩٥٣) وكتاب التفسير ، باب قوله : سيهزم الجمع ويولون الدبر (رقم ٤٨٧٥) وباب قوله : بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر (رقم ٤٨٧٧).

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٦٠٥٤).

قوله قبة هو بيت صغير مستدير من خيام وهو من بيوت العرب. ـ

٣٦٩

[٣٦٦] قوله تعالى :

(وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ) [٤٦]

[٥٧٨] ـ أخبرنا يوسف بن سعيد ، قال : حدّثنا حجّاج ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني يوسف بن ماهك ، قال : إنّى لعند عائشة أمّ المؤمنين إذ (١) جاءها عراقيّ ، فقال : أى أمّ المؤمنين ، أريني (٢) مصحفك ، قالت : لم؟ قال : أريد أن أؤلّف عليه القرآن ، فإنّا نقرأه

__________________

(١) في الأصل : «إذا».

(٢) في (ح): «أرني».

__________________

ـ قوله الدرع وهو قميص من حلقات من الحديد متشابكة يلبس في الحروب.

(٥٧٨) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب التفسير ، باب قوله : بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر (رقم ٤٨٧٦) وكتاب فضائل القرآن ، باب تأليف القرآن (رقم ٤٩٩٣) ، وأخرجه المصنف في الكبرى : كتاب فضائل القرآن ، باب كيف نزل القرآن (رقم ١٢) ، كلاهما من طريق ابن جريج ، عن يوسف بن ماهك المكي ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٧٦٩١).

قوله : يوسف بن ماهك قال ابن حجر في الفتح : ماهك بفتح الهاء وكسرها ، ويصرف ولا يصرف.

قوله : أؤلف عليه القرآن تأليف القرآن : جمع آيات السورة الواحدة ، أو جمع السور مرتبة في المصحف.

٣٧٠

عندنا غير مؤلّف ، قالت : ويحك ، وما يضرّك أيّه (١) قرأت قبل ، إنّما نزلت (٢) أوّل ما نزل سورة من المفصّل فيها ذكر الجنّة والنّار حتّى إذا ثاب النّاس للإسلام ، نزل الحلال والحرام ، ولو نزل أوّل شيء لا تشربوا الخمر ، قالوا : لا ندع شرب الخمر ، ولو نزل أوّل شيء لا تزنوا ، لقالوا : / لا ندع الزّنا ، وإنّه أنزلت (وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ) بمكّة ، وأنا (٣) جارية ألعب ، على محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وما نزلت سورة البقرة إلّا وأنا عنده ، قال : فأخرج إليه المصحف فأملت عليه السّور.

__________________

(١) في (ح): «أيته» ووضع عليها كلمة صح. وما أثبتناه من الأصل.

(٢) في (ح): «أنزل».

(٣) في (ح): «وإني».

٣٧١

[٣٦٧] قوله تعالى :

(يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ) [٤٨]

[٥٧٩] ـ أخبرنا محمّد بن عبد الأعلى ، قال : حدّثنا خالد ، قال حدثنا ابن جريج ، قال : حدّثني يونس بن يوسف ، عن سليمان بن يسار (قال) (١) تفرّق النّاس على أبى هريرة فقال له ناتل (٢) : أيّها الشّيخ ، حدّثني (٣) حديثا سمعته ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [يقول](*) : «أوّل النّاس يقضى يوم القيامة [عليه](*) ثلاثة ، رجل استشهد ، فأتي به ، فعرّفه نعمه ، فعرفها قال : فما عملت فيها؟

__________________

(١) سقطت من (ح).

(٢) في الأصل و (ح): «قائل» بالقاف والهمزة ، وما أثبتناه من رواية مسلم ومن تحفة الأشراف.

(٣) في (ح): «حدثنا».

(*) زيادة من (ح).

__________________

(٥٧٩) ـ أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الإمارة ، باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار (رقم ١٩٠٥ / ١٥٢ ، ١٥٢ مكرر) وأخرجه المصنف في سننه : كتاب الجهاد ، من قاتل ليقال فلان جريء (رقم ٣١٣٧) وأخرجه المصنف في الكبرى : كتاب فضائل القرآن ، من رأيا بقراءة القرآن (رقم ١٠٨) كلاهما عن ابن جريج ، عن يونس بن يوسف ، عن سليمان بن يسار ـ به. ـ

٣٧٢

قال : قاتلت فيك حتّى استشهدت ، قال : كذبت ولكن قاتلت لأن يقال فلان جرىء ، قد قيل ، ثمّ أمر به ، فسحب على وجهه ، حتّى ألقى في النّار ، ورجل تعلّم العلم وعلّمه وقرأ القرآن ، فأتي به ؛ فعرّفه نعمه ، فعرفها ، قال : فما عملت فيها؟ قال : تعلّمت العلم وعلّمته ، وقرأت (فيك) (١) القرآن ، قال : كذبت ، ولكن تعلّمت العلم ، ليقال عالم ، وقرأت القرآن ، ليقال قارئ ، فقد قيل ، ثمّ أمر به ، فسحب على وجهه ، حتّى ألقى في النّار ، ورجل وسّع الله عليه ، وأعطاه من أصناف المال كلّه ، فأتي به ، فعرّفه نعمه ، فعرفها ، قال : ما عملت / فيها؟ قال : ما تركت من سبيل تحبّ أن ينفق فيها ، إلّا أنفقت فيها لك ، قال : كذبت ، ولكن فعلت (كي يقال) (٢) جواد ، فقد قيل ، ثمّ أمر به ، فسحب على وجهه ، حتّى ألقى في النّار».

__________________

(١) سقطت من (ح).

(٢) في (ح): «ليقال هو».

__________________

ـ انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٣٤٨٢).

وفي الحديث ذم الرياء ، وذكر عاقبة أهله ؛ حيث تبتلى السرائر ، وتكشف البواطن.

٣٧٣

سورة الرّحمن

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[تبارك وتعالى](*)

[٥٨٠] ـ أخبرنا عليّ بن حجر ، حدّثنا إسماعيل ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي حرملة ، عن عطاء بن يسار ، عن أبى الدّرداء ، أنّه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو يقصّ على المنبر

__________________

(*) زيادة من (ح).

__________________

(٥٨٠) ـ صحيح تفرد به المصنف ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٠٩٥٤). وإسناده صحيح على شرط الشيخين ، إسماعيل هو ابن جعفر بن أبي كثير ، وهو ثقة وللحديث طرق عن أبي الدرداء.

وأخرجه أحمد في مسنده (٢ / ٣٥٧) ، والطبري في تفسيره (٢٧ / ٨٥) ، والبغوي في شرح السنة (ج ١٤ / ص ٣٨٦ / رقم ٤١٨٩) ، ثلاثتهم من حديث محمد بن أبي حرملة عن عطاء بن يسار عن أبي الدرداء ـ به.

وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٦ / ١٤٦) لابن أبي شيبة وابن منيع والحكيم في نوادر الأصول والبزار وأبي يعلى وابن أبي حاتم وابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن أبي الدرداء.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١١٨) : رواه أحمد والطبراني ... ورجال أحمد رجال الصحيح.

وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم ٩٧٥) من حديث بقية عن صفوان بن عمرو عن ابن جبير بن نفير وشريح بن عبيد عن عمرو .. عن أبي الدرداء ـ

٣٧٤

يقول : (وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ) [٤٦] فقلت : وإن زنا وإن سرق يا رسول الله ، فقال / رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الثّانية : (وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ) فقلت الثّانية : وإن زنا وإن سرق يا رسول [الله](*) ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الثّالثة : (وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ) فقلت الثّالثة : وإن زنا وإن سرق يا رسول الله ، قال : «وإن رغم أنف أبي الدّرداء».

[٥٨١] ـ أخبرنا مؤمّل بن هشام ، قال : حدّثنا إسماعيل ، عن الجريريّ ، قال : حدّثني موسى (١) ، عن محمّد بن سعد بن أبى وقّاص ،

__________________

(*) زيادة من (ح).

(١) في الأصل فوق هذه الكلمة : «كذا».

__________________

ـ به نحوه ، وبقية بن الوليد مدلس وقد عنعنه.

وله طريق ثالث من حديث أبي الدرداء وسيأتي (رقم ٥٨١).

قوله وإن رغم أنف أبي الدرداء : هو دعاء بالذل والخزي ، كأنه دعا عليه بأن يلصق بالرغام ، وهو التراب ، وقيل معناه الاضطراب.

(٥٨١) ـ صحيح. تفرد به المصنف ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٠٩٦١).

وفي إسناده موسى ـ غير منسوب ـ وهو مجهول ، ولكن الحديث صحيح ، وانظر تخريج الحديث السابق (رقم ٥٨٠) ، وإسماعيل هو ابن إبراهيم بن علية ، والجريري هو : سعيد بن إياس وقد اختلط ، وابن علية سمع منه قبل ـ

٣٧٥

أنّ أبا الدّرداء ، قال : عن (رسول الله) (١) صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه قرأها : (وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ) [٤٦]. فقلت (٢) : وإن زنا وإن سرق يا رسول الله ، قال : (وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ) قال : قلت : وإن زنا وإن سرق يا رسول الله ، قال : (وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ) وإن زنا وإن سرق ، ورغم أنف أبى الدّرداء» فلا أزال أقرؤها كذلك ، حتّى ألقاه (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (٣).

* * *

__________________

(١) في (ح): «النبي».

(٢) في (ح): «قلت».

(٣) سقطت من (ح).

__________________

ـ الاختلاط ، ورجاله ـ سوى موسى ـ ثقات.

وأخرجه ابن خزيمة في التوحيد (رقم ٥٣٣) عن مؤمل بإسناد المصنف ، وأخرجه الطبري في تفسيره (٢٧ / ٨٥) من حديث الجريري عن محمد بن سعد ، لم يذكر موسى.

وقال المزي في تحفة الأشراف عقب هذا الحديث : رواه سالم بن نوح عن الجريري عن أخيه ، عن محمد بن سعد. ورواه شعبة وحماد بن سلمة عن الجريري عن ، محمد بن سعد ـ ليس بينهما أحد.

٣٧٦

[٣٦٨] قوله تعالى :

(حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ) [٧٢]

[٥٨٢] ـ أخبرنا محمد بن بشّار ، قال : حدّثنا أبو عبد الصّمد ، قال : حدّثنا أبو عمران الجونيّ ، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ في الجنّة لخيمة من درّة مجوّفة.

* * *

__________________

(٥٨٢) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب بدء الخلق ، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة (رقم ٣٢٤٣) وكتاب التفسير ، باب «حور مقصورات في الخيام» (رقم ٤٨٧٩) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، باب في صفة خيام الجنة وما للمؤمنين فيها من الأهلين (رقم ٢٨٣٨ / ٢٣ ، ٢٤ ، ٢٥) ، وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب صفة الجنة ، باب ما جاء في صفة غرف الجنة (رقم ٢٥٢٨) ، كلهم من طريق أبي عمران الجوني ، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٩١٣٦).

٣٧٧

[٣٦٩] قوله تعالى :

(ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) [٧٨]

[٥٨٣] ـ أخبرنا أبو علىّ محمّد بن يحيى ، قال : حدّثنا عبد الله بن عثمان ، قال : حدّثنا (١) عبد الله ، قال : [أخبرنا](٢) يحيى بن حسّان ،

__________________

(١) في الأصل : «أنا».

(٢) زيادة من (ح).

__________________

(٥٨٣) ـ صحيح أخرجه المصنف في الكبرى : كتاب النعوت ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٣٦٠٢). وإسناده صحيح ، رجاله ثقات رجال الشيخين سوى يحيى بن حسان الفلسطيني ، وهو ثقة ، عبد اللّه بن عثمان هو الملقب بعبدان وشيخه هو ابن المبارك ، وشيخ المصنف هو المروزي ، والحديث له شواهد تزيده قوة.

وقد أخرجه من حديث ربيعة : أحمد في مسنده (٤ / ١٧٧) ، والحاكم في مستدركه : (١ / ٤٩٨ ـ ٤٩٩) وقال : حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٦ / ١٥٣) لابن مردويه عن ربيعة ـ به ، وعزاه الشيخ الألباني ـ حفظه اللّه ـ في السلسلة الصحيحة (رقم ١٥٣٦) للبخاري في التاريخ ، وابن مندة في المعرفة وفي التوحيد ، وابن عساكر في التاريخ.

وقد أخرجه الترمذي في سننه (رقم ٣٥٢٤ ، ٣٥٢٥) من طريقين عن أنس ، ـ

٣٧٨

عن ربيعة بن عامر ، قال : سمعت النّبيّ (١) صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ألظّوا (٢) بذى الجلال والإكرام» (٣).

* * *

__________________

(١) في (ح): «رسول الله».

(٢) في الأصل : «الصقا».

(٣) في الأصل : ألحق بالهامش الآتي : «الإسناد مستقيم ويحيى بن حسان هو البكراوي العسقلاني ـ

قال أبو حاتم لا بأس به ، وربيعة بن عامر له صحبة.

__________________

ـ وأخرجه الحاكم في مستدركه (١ / ٤٩٩) من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة. وعزاه السيوطي في الدر المنثور (٦ / ١٥٣) لابن مردويه عن أنس ، وعن ابن عمر.

قوله ألظّوا : الزموه واثبتوا عليه وأكثروا من قوله ، والتلفظ به في دعائكم.

٣٧٩

سورة الواقعة

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٣٧٠] قوله تعالى :

(وَظِلٍّ مَمْدُودٍ) [٣٠]

[٥٨٤] ـ أخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدّثنا اللّيث ، عن سعيد بن أبى سعيد ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [قال](١) : «(إنّ) (٢) في الجنّة شجرة يسير الرّاكب فى ظلّها مائة سنة».

__________________

(١) زيادة من (ح).

(٢) سقطت من (ح).

__________________

(٥٨٤) ـ أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، باب إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها (رقم ٢٨٢٦ / ٦) وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب صفة الجنة ، باب ما جاء في صفة شجر الجنة (رقم ٢٥٢٣) كلاهما عن قتيبة بهذا الإسناد.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٤٣١٤).

٣٨٠