أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي
المحقق: صبري بن عبدالخالق الشافعي وسيّد بن عبّاس الجليمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٩٥
[٤٠٢] قوله :
(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ) [١٩]
[٦٣٨] ـ أنا سويد بن نصر ، أنا عبد الله ، عن (١) عثمان بن الأسود ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة قالت : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول :
وأنا يوسف بن عيسى ، أنا الفضل بن موسى ، أنا عثمان بن الأسود ، عن ابن أبي مليكة قال :
قالت عائشة : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من نوقش الحساب هلك» قلت يا رسول الله : فإنّ الله يقول : (من) ـ وقال يوسف : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ [٧] فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً) [الانشقاق : ٨] قال : «ذلك العرض».
__________________
(١) في الأصل : فوق هذه الكلمة «صح».
__________________
(٦٣٨) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب التفسير ، باب : فسوف يحاسب حسابا يسيرا (رقم ٤٩٣٩) وكتاب الرقاق ، باب من نوقش الحساب عذب (رقم ٦٥٣٦) ومعلقا ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، باب إثبات الحساب (رقم ٢٨٧٦ / ٨٠ مكرر) ، وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب صفة القيامة ، باب (رقم ٢٤٢٦) وكتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة إذا السماء انشقت (رقم ٣٣٣٧) ، كلهم من طريق
[٦٣٩] ـ أنا العبّاس بن محمّد ، نا يونس ، نا نافع بن عمر ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : من حوسب يومئذ عذّب ، قالت : يا رسول الله (حِساباً يَسِيراً) [الانشقاق (٨)].
قال : «ذلك العرض ، ومن نوقش الحساب (يهلك) (١)».
* * *
__________________
(١) غير واضحة بالأصل وما أثبتناه هو لفظ البخاري.
__________________
ـ عثمان بن الأسود ، عن ابن أبي مليكة ـ به. انظر : تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٦٢٥٤).
(٦٣٩) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب العلم ، باب من سمع شيئا فراجع حتى يعرفه (رقم ١٠٣) ، من طريق نافع بن عمر ، عن ابن أبي ملكية ـ به.
انظر : تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٦٢٦١).
سورة المعارج
بسم الله الرّحمن الرّحيم
[٦٤٠] ـ أنا بشر بن خالد ، نا أبو أسامة ، حدّثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس في قوله : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) قال : النّضر بن الحارث بن كلدة.
* * *
__________________
(٦٤٠) ـ إسناد حسن موقوف. تفرد به المصنف ، وانظر : تحفة الأشراف (رقم ٥٦٣٤). وإسناده على شرط البخاري ، شيخ المصنف ثقة يغرب ، أبو أسامة هو حماد بن أسامة ، سفيان هو ابن سعيد الثوري ، المنهال صدوق ربما وهم وقد أخرج له البخاري.
وقد أخرجه الحاكم في مستدركه (٢ / ٥٠٢) من حديث الأعمش عن سعيد بن جبير قوله ، وقال : «صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ورمز له الذهبي في التلخيص أنه على شرط البخاري.
وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٦ / ٢٦٣ ـ ٢٦٤) للفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس ، وزاد قال : «اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء» ، وفي قوله «بعذاب واقع» قال : كائن للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج قال : ذي الدرجات.
[٤٠٣] قوله تعالى :
(يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) [٤]
[٦٤١] ـ أنا محمّد بن عبد الأعلى ، نا محمّد بن ثور ، عن معمر ، قال : حدّثني سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما من رجل لا يؤدّي زكاة ماله إلّا جعل يوم القيامة شجاعا من نار ، فيكوى بها جبهته وجبينه وظهره (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ / سَنَةٍ) حتّى يقضى بين النّاس».
__________________
(٦٤١) ـ إسناد صحيح* تفرد به المصنف من هذا الوجه ، وانظر : تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٢٧٥١). ورجال إسناده ثقات ، معمر هو ابن راشد الصنعاني ، سهيل ابن أبي صالح ذكوان السمان.
وقد أخرجه مسلم في صحيحه (٩٨٧ / ٢٦) من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : «ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أحمى عليه في نار جهنم فيجعل صفائح فيكوى بها جنباه وجبينه حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ...».
ثم ذكر سائر الأموال ، الإبل والغنم .. ، وقد تابعه زيد بن أسلم عن أبي صالح ـ به مطولا نحوه ، كذا أخرجه مسلم (٩٨٧ / ٢٤) ، وأخرجه البخاري مطولا (٢٣٧١ ، ٢٨٦٠ ، ...) بدونها ، وانظر : تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٢٣١٦) ، فهذا اللفظ أصح ـ والله أعلم ـ من لفظ المصنف. أما لفظ الشجاع الأقرع فقد ورد في الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه (رقم ١٤٠٣) والمصنف فى سننه (رقم ٢٤٨٢) ، كلاهما من حديث أبي صالح عن ـ
[٤٠٤] قوله :
(إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً)(١) [١٩]
[٦٤٢] ـ أنا هنّاد بن السّريّ ، عن وكيع ، عن الأعمش ، وأنا عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن يونس ، نا عبثر ، نا الأعمش ، عن المسيّب ، عن تميم بن طرفة ، عن جابر بن سمرة قال : دخل علينا النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ونحن حلق متفرّقون فقال : «ما لي أراكم عزين» (٢).
ـ اللّفظ لهنّاد.
__________________
(١) هكذا ترجم الإمام النسائي بهذه الآية ، وأورد تحتها حديثا يصلح لترجمة الآية رقم ٣٧ وهي قوله تعالى : «عن اليمين وعن الشمال عزين» فلعل في الأصل سقطا. والله أعلم.
__________________
ـ أبي هريرة مرفوعا بلفظ : من آتاه اللّه مالا فلم يؤدّ زكاته مثّل له يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه ـ يعني شدقيه ـ ثم يقول : أنا مالك ، أنا كنزك ثم تلا ولا يحسبن الذين يبخلون الآية [آل عمران : ١٨٠].
قال الحافظ في الفتح (٣ / ٢٧٠) : ولا تنافي بين الروايتين لاحتمال اجتماع الأمرين معا.
وسمي أقرع : لأن شعر رأسه يتمعط لجمعه السم فيه.
قوله شجاعا الشجاع : الحية الذكر ، وقيل الحية مطلقا.
(٦٤٢) ـ أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الصلاة ، باب الأمر بالسكون ـ
سورة الجنّ
بسم الله الرّحمن الرّحيم
[٦٤٣] ـ أخبرني أحمد بن منيع ، عن يحيى بن زكريّا ، ثمّ ذكر كلمة معناها ، أنا داود ، عن عامر ، عن علقمة ، قال : قلنا لعبد الله هل صحب النّبيّ صلىاللهعليهوسلم منكم أحد ليلة الجنّ؟ قال : لم يصحبه منّا أحد ، إلّا أنّا بتنا بشرّ ليلة بات بها قوم ، إنّا افتقدناه فقلنا : استطير أو اغتيل ، فتفرّقنا في الشّعاب والأودية نطلبه ، فلقيته مقبلا من نحو حراء ، فقلت : بأبي وأمّي بتنا بشرّ ليلة بات بها قوم ، فقال : «إنّه أتاني داعي الجنّ فأجبتهم أقرئهم القرآن ، وأراني آثارهم وآثار نيرانهم».
__________________
ـ في الصلاة والنهي عن الإشارة باليد ورفعها عند السّلام (رقم ٤٣٠ / ١١٩) وأخرجه أبو داود في سننه : كتاب الأدب ، باب في التحليق (رقم ٤٨٢٣ ، ٤٨٢٤) كلاهما من طريق الأعمش ، عن المسيب بن رافع ، عن تميم بن طرفة الكوفي ـ به.
انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٢١٢٩).
قوله «هلوعا» هو أشدّ الجزع والضّجر.
قوله «عزين» جمع عزة ، وهي الحلقة المجتمعة من الناس ، وأصلها عزوة.
(٦٤٣) ـ أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الصلاة ، باب الجهر بالقراءة ـ
[٦٤٤] ـ أنا أبو داود : سليمان بن سيف ، نا أبو الوليد ، نا أبو عوانة ، وأنا عمرو بن منصور ، نا محمّد بن محبوب ، نا أبو عوانة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : انطلق رسول الله صلىاللهعليهوسلم في طائفة من أصحابه ، عامدين إلى سوق عكاظ ، وقد حيل بين الشّياطين وبين خبر السّماء ، وأرسلت عليهم الشّهب فرجعت الشّياطين إلى قومهم ، فقالوا : حيل بيننا وبين السّماء.
وأرسلت علينا الشّهب فقال : ما حال بينكم وبين خبر السّماء إلّا شيء حدث ، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها ، فانظروا ما هذا الّذي حال بينكم وبين خبر السّماء ، فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها يبتغون ما هذا الّذي حال بينهم وبين خبر السّماء ، فانصرف
__________________
ـ في الصبح والقراءة على الجن (رقم ٤٥٠ / ١٥٠ ، ١٥٠ مكرر ، ١٥١) وأخرجه أبو داود في سننه : كتاب الطهارة ، باب الوضوء بالنبيذ (رقم ٨٥) وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة الأحقاف (رقم ٣٢٥٨) كلهم من طريق داود بن أبي هند ، عن عامر بن شراحيل ، عن علقمة ـ به.
انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٩٤٦٣).
قوله «استطير» أي طار في السماء.
قوله «اغتيل» أي قتل.
(٦٤٤) ـ أخرجه البخاري في صحيحه (رقم ٧٧٣) : كتاب الأذان ، باب ـ
أولئك النّفر الّذين توجّهوا نحو تهامة / إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو بنخلة عامدا إلى سوق عكاظ ، وهو يصلّي بأصحابه صلاة الفجر ، فلمّا سمعوا القرآن ، استمعوا له وقالوا : هذا والله الّذي حال بينكم وبين خبر السّماء ، فهناك حين رجعوا إلى قومهم فقالوا : يا قومنا (إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً [١] يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ، وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً) [٢].
فأنزل الله (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ) [١] وإنّما أوحي إليه قول الجنّ.
ـ اللّفظ لعمرو ـ
[٦٤٥] ـ أنا أبو داود : سليمان بن سيف ، نا أبو الوليد ، نا أبو عوانة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، قال : ما قرأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم على الجنّ ولا رآهم.
__________________
ـ الجهر بقراءة صلاة الفجر ، وفي التفسير (رقم ٤٩٢١) ، ومسلم في صحيحه (٤٤٩ / ١٤٩) : كتاب الصلاة ، باب الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة على الجن ، والترمذي في جامعه (رقم ٣٣٢٣) : كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة الجن ، كلهم من طريق أبي عوانة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ـ به وانظر تحفة الأشراف (رقم ٥٤٥٢).
وسيأتي هنا (رقم ٦٤٥).
(٦٤٥) ـ سبق تخريجه (رقم ٦٤٤).
[٦٤٦] ـ أنا أبو داود ، نا عبيد الله ، أنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، قال : كانت الجنّ تصعد إلى السّماء يستمعون الوحي ، فإذا سمعوا الكلمة زادوا فيها تسعا ، فأمّا الكلمة فتكون حقّا ، وأما ما زادوا فيكون باطلا ، فلمّا بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم منعوا مقاعدهم ، فذكروا ذلك لإبليس ، ولم تكن النّجوم يرمى بها قبل ذلك. فقال لهم إبليس : ما هذا إلّا لأمر حدث في الأرض ، فبعث جنوده فوجدوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم قائما يصلّي فأتوه ، فأخبروه فقال : هذا الحدث الّذي حدث في الأرض.
__________________
(٦٤٦) ـ صحيح أخرجه الترمذي في جامعه (رقم ٣٣٢٤) : كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة الجن ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٥٥٨٨) ، وقال الترمذي : «هذا حديث حسن صحيح». ورجال إسناده ثقات إلا أن أبا إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي اختلط وهو مدلس وقد عنعن ، وشيخ المصنف هو سليمان بن سيف الحراني ، عبيد الله هو ابن موسى بن باذام ، وقد احتج البخاري ومسلم برواية إسرائيل عن أبي إسحاق ، وقد تابعه سماك عند أحمد (١ / ٣٢٣) ، وجاء من طريق آخر ، وانظر ما سبق هنا (رقم ٦٤٤).
وقد أخرجه الإمام أحمد في مسنده (١ / ٢٧٤) ، والطبراني في الكبير (ج ١٢ / ص ٤٦ ـ ٤٧) (رقم ١٢٤٣١) ، كلاهما من حديث إسرائيل ، والبيهقي في الدلائل (ج ٢ / ٢٢ ـ ٢٣) من حديث يونس ، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي ـ به ، وأخرجه أحمد (١ / ٣٢٣) من حديث إسرائيل عن سماك عن سعيد بن جبير ـ به.
وقد زاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٦ / ٢٧٣) لابن أبي شيبة وعبد بن ـ
سورة المزّمّل
بسم الله الرّحمن الرّحيم
[٦٤٧] ـ أنا إسماعيل بن مسعود ، نا خالد ـ يعني : ابن الحارث ، نا سعيد ، نا قتادة ، عن زرارة بن أوفى ، عن سعد بن هشام ، قال : انطلقنا إلى عائشة ، فاستأذنّا عليها ، فدخلنا ، قلت : أنبئيني عن قيام رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قالت : ألست تقرأ هذه السّورة : (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) [١]؟ قلت : بلى ، قالت : فإنّ الله افترض القيام في أوّل هذه السّورة ، فقام النّبيّ صلىاللهعليهوسلم وأصحابه حولا حتّى انتفخت أقدامهم ، وأمسك / الله خاتمتها ، اثنى عشر شهرا ، ثمّ أنزل الله عزوجل التّخفيف في آخر هذه السّورة ، فصار قيام اللّيل تطوّعا بعد فريضة.
ـ مختصر.
__________________
ـ حميد وابن جرير وابن مردويه وأبي نعيم في الدلائل عن ابن عباس ـ به.
ولبعضه شاهد أخرجه مسلم في صحيحه (٢٢٢٩ / ١٢٤) من حديث ابن عباس عن رجل من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم.
(٦٤٧) ـ صحيح أخرجه المصنف في سننه «رقم ١٣١٥» : كتاب السهو ، باب أقل ما يجزئ من عمل الصلاة ، وكتاب قيام الليل وتطوع النهار ، كيف الوتر بتسع «رقم ١٧٢٠ ، ١٧٢١» ، وأخرجه ابن ماجه في سننه «رقم ١١٩١» : كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ، باب ما جاء في الوتر بثلاث وخمس وسبع وتسع ، وأخرجه النسائي أيضا في الكبري : كتاب الصلاة ، كلهم من ـ
[٦٤٨] ـ أنا قتيبة بن سعيد ، نا يزيد ـ يعني : ابن المقدام بن شريح ـ عن أبيه ـ وقال (١) على أثره ـ عن أبيه ، عن عائشة ، أخبرته أنّها كانت إذا عركت ، قال لها رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا بنت أبي بكر ـ ثمّ ذكر قتيبة كلمة معناها : اتّزري علي وسطك ـ وكان يباشرها من اللّيل ما شاء الله حتّى يقوم لصلاته ، وقلّ ما كان ينام من اللّيل لمّا قال الله عزوجل له : (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً) [٢]».
__________________
(١) القائل هنا هو المقدام ، يروى عن أبيه شريح. وصورة ذلك : يزيد عن أبيه عن جده.
__________________
ـ طريق قتادة ، عن زرارة بن أوفى ، عن سعيد بن هشام ـ به. وانظر تحفة الأشراف رقم ١٦١٠٧. سعيد هو ابن أبي عروبة ، قتادة هو ابن دعامة السدوسي.
وقد أخرجه مسلم في صحيحه (٧٤٦ / ١٣٩) مطولا بتمامه ، وأبو داود في سننه رقم ١٣٤٢ ، (رقم ١٣٤٣ ، ١٣٤٤ ، ١٣٤٥) ، والنسائي في سننه (رقم ١٦٠١) من حديث زرارة عن سعد بن هشام عن عائشة به ، وانظر تحفة الأشراف رقم ١٦١٠٤.
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (٦ / ٥٣ ـ ٥٤) مطولا بتمامه ، والبيهقي في سننه (٣ / ٢٩ ـ ٣٠) وأخرجه أيضا الحاكم في مستدركه (٢ / ٥٠٤) مختصرا وصححه ، ومحمد بن نصر في الصلاة.
(٦٤٨) ـ صحيح تفرد به المصنف ، تحفة الأشراف رقم ١٦١٥١. وسنده جيد قوي ، فرجاله ثقات سوى يزيد بن المقدام بن شريح بن هانئ بن يزيد الكوفي الحارثي فهو صدوق ، وقال عنه النسائي : لا بأس به ، ـ
__________________
ـ وللحديث شواهد تشهد لصحته يأتي بعضها.
وقد أخرجه أبو يعلى الموصلى (ج ٨ / ص ٣٥٥ / رقم ٤٩٣٩) وهو في المقصد العلي «رقم ٤٠٤» ، وابن نصر في «قيام الليل» كما في مختصره (ص ٦ / رقم ١) ، كلاهما من حديث يزيد بن المقدام بن شريح عن أبيه ـ به.
وأخرجه البيهقي في سننه (١ / ٣١٢) من طريق إسرائيل عن مقدام بن شريح عن أبيه سألت عائشة ... فذكره بأتم منه وليس فيه ذكر قيام الليل. وعند أبي يعلى : ... يا بنت أبي بكر اشددي على وسطك ...
وذكر السيوطي الجزء الأخير منه في الدر المنثور (٦ / ٢٧٦) وعزاه لعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ، ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة. وقد أخرجه مسلم (٣٠٠ / ١٤) ، وأبو داود «رقم ٢٥٩» ، والنسائي (١ / ١٩٠ ، ١٩١) ، وابن ماجه «رقم ٦٤٣» ، تحفة الأشراف «رقم ١٦١٤٥» ـ من طرق عن المقدام بن شريح عن أبيه عنها بأتم من هذا ، وليس فيه ذكر قيام الليل.
ويشهد للحديث ما أخرجه البخاري في صحيحه «رقم ٣٠٠» ، ومسلم (١٩٣ / ١ ، ٢) ، وأبو داود «رقم ٢٦٨» ، والترمذي «رقم ١٣٢» وصححه ، والنسائي «رقم ٢٨٦» في المجتبى ، وفي عشرة النساء «رقم ٢٣٣» من الكبرى ، وابن ماجه «رقم ٦٣٦» ، وعبد الرزاق في مصنفه «رقم ١٢٣٧» ، وابن أبي شيبة (٤ / ٥٤) ، والدارمي في سننه (١ / ٢٤٢) ، وغيرهم كلهم من حديث أم المؤمنين عائشة قالت : «كانت إحدانا إذا كانت حائضا أمرها رسول الله صلىاللهعليهوسلم فتأتزر بإزار ثم يباشرها». وكذا ما أخرجه البخاري «رقم ٣٠٣» ، ومسلم (٢٩٤ / ٣) ، وأبو داود «رقم ٢١٦٧» ، وغيرهم عن أم المؤمنين ميمونة قالت : «كان النبي صلىاللهعليهوسلم إذا أراد أن يباشر امرأة من نسائه ـ وهي حائض ـ أمرها أن تتزر». ـ
[٦٤٩] ـ أنا محمّد بن بشّار ، نا محمّد بن جعفر ، نا شعبة ، عن النّعمان بن سالم ، قال : سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود ، وقال عبد الله بن عمرو ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يخرج الدّجّال ، فيبعث الله عزوجل عيسى ابن مريم عليهالسلام كأنّه عروة بن مسعود الثقفيّ فيطلبه فيهلكه ، ثمّ يلبث النّاس [بعده](١) تسع سنين (٢) ليس بين اثنين عداوة ، ثمّ يرسل الله عزوجل ريحا باردة من قبل الشّام ، فلا تبقي أحدا في قلبه مثقال ذرّة من إيمان إلّا قبضته ، حتّى لو أنّ أحدكم كان في كبد جبل دخلت عليهم. قال : سمعتها من رسول الله صلىاللهعليهوسلم. ويبقى شرار النّاس في خفّة الطير وأحلام السّباع ، لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا. فيتمثّل لهم الشّيطان فيأمرهم بالأوثان فيعبدونها وهم في ذلك دارّة أرزاقهم ، حسنة عيشتهم ، ثمّ
__________________
(١) سقطت من الأصل وألحقت بالهامش.
(٢) فى رواية مسلم (سبع).
__________________
ـ وانظر ما سبق رقم ٦٤٧ في قيامه صلّى اللّه عليه وسلّم من الليل.
قوله عركت : يعني حاضت.
(٦٤٩) ـ أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الفتن وأشراط الساعة ، باب في خروج الدجال ومكثه في الأرض ونزول عيسى وقتله إياه رقم ٢٩٤٠ / ١١٦ ، ١١٧ ، من طريق شعبة ، عن النعمان بن سالم ، عن يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود ـ به. ـ
ينفخ في الصّور فلا يبقى أحد إلّا صعق ، ثمّ يرسل الله ـ أو ينزل الله ـ مطرا ، فتنبت منه أجساد النّاس ، ثمّ ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون. ثمّ يقال : يا أيّها النّاس هلمّوا إلى ربّكم (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) [الصافات (٢٤)] ثمّ قال أخرجوا بعث أهل النّار ، فيقال : كم؟ فيقال : من كلّ ألف تسعمائة وتسعة وتسعين فيومئذ يبعث (الْوِلْدانَ شِيباً) (١٧) ويومئذ (يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ) [القلم (٤٢)].
قال محمّد بن / جعفر حدّثني شعبة بهذا الحديث عن النّعمان ابن سالم ، وعرضته عليه».
* * *
__________________
ـ انظر تحفة الأشراف للمزي «رقم ٨٩٥٢».
قوله «كبد جبل» أي وسطه. وكبد كل شيء وسطه.
قوله «في خفة الطير وأحلام السباع» معناه يكونون في سرعتهم إلى الشر وقضاء الشهوات والفساد كطيران الطير ، وفي العدوان وظلم بعضهم بعضا في أخلاق السباع العادية.
قوله «دارّة أرزاقهم» أي كثيرة زائدة.
[٤٠٥] قوله تعالى :
(هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) [٥٦]
[٦٥٠] ـ أنا محمّد بن عبد الله بن عمّار ، عن المعافى ـ وهو : ابن عمران ، عن سهل (١) بن أبي حزم ، نا ثابت البنانيّ ، عن أنس بن مالك ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : في قوله (هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) قال : «يقول ربّكم أنا أهل أن أتّقى أن يجعل معي إله غيري ، ومن اتّقى أن يجعل معي إلها غيري فأنا أهل أن أغفر له».
__________________
(١) هكذا فى الأصل : والصواب «سهيل بن أبى حزم».
__________________
(٦٥٠) ـ ضعيف أخرجه الترمذي في جامعه رقم ٣٣٢٨ : كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة المدثر ، وابن ماجة في سننه رقم ٤٢٩٩ : كتاب الزهد ، باب ما يرجى من رحمة اللّه يوم القيامة ، كلاهما من طريق سهيل بن أبي حزم ، عن ثابت البناني ـ به. وانظر تحفة الأشراف رقم ٤٣٤ ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب وسهيل ليس بالقوي ، ونقل المزي في تحفة الأشراف أن الترمذي حسنه!.
ورجال إسناده ثقات غير سهيل بن أبي حزم القطعي فهو ضعيف.
وقد أخرجه الإمام أحمد في مسنده (٣ / ٢٤٣) ، وأبو يعلى في مسنده (ج ٦ / ص ٦٦ / رقم ٣٣١٧) ، والدارمي في سننه (٢ / ٣٠٢ ـ ٣٠٣) ، وابن عدي في الكامل (٣ / ص ١٢٨٨) ، والحاكم في مستدركه (٢ / ٥٠٨) وصححه ووافقه الذهبي ـ وليس كما قالا ـ ، كلهم من حديث سهيل ـ
سورة المدّثر
بسم الله الرّحمن الرّحيم
[٦٥١] ـ أنا محمّد بن رافع ، نا حجين بن المثنّى ، نا اللّيث ، عن ابن شهاب ، قال : سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن يقول : أخبرني جابر بن عبد الله ، أنّه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «... ثمّ فتر الوحي عنّي فترة ، فبينما أنا أمشي سمعت صوتا بين السّماء والأرض فرفعت بصري قبل السّماء ، فإذا الملك الّذي جاءني بحراء قاعد على كرسيّ بين السّماء والأرض ، فجئثت فرقا حتّى هويت إلى الأرض. فجئت أهلي فقلت : زمّلوني زمّلوني ، فدثّروني فأنزل الله عزوجل (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ [١] قُمْ فَأَنْذِرْ [٢] وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ [٣] وَثِيابَكَ
__________________
ـ ابن أبي حزم القطعي عن ثابت بن أسلم البناني عن أنس ـ به.
وعزاه الحافظ للطبراني في الأوسط والحكيم الترمذي.
وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٦ / ٢٨٧) للبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه ، ولم أجده في الطبري إلا عن قتادة نحوه.
وأورد له الحافظ الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف (ص ٦٨٧ ـ ٦٨٨ مخطوط) شاهدا أخرجه ابن مردويه من حديث عبد الله بن دينار قال سمعت ثلاثة نفر من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أبا هريرة وابن عمرو وابن العباس رضي الله عنهم يقولون (سئل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن قوله تعالى ..... فذكره).
(٦٥١) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب بدء الوحي ، باب «رقم ٤» وكتاب بدء الخلق ، باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء فوافقت ـ
فَطَهِّرْ [٤] وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ [٥]) ـ قال أبو سلمة : الرّجز : الأوثان ـ «ثمّ حمي الوحي وتتابع».
[٦٥٢] ـ أخبرني محمود بن خالد ، نا عمر ، عن الأوزاعيّ قال : حدّثني يحيى بن أبي كثير قال : سألت أبا سلمة : أيّ القرآن نزل قبل؟ قال : (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) [١] قلت : أو (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) [العلق : ١] قال : سألت جابر بن عبد الله : أىّ القرآن نزل قبل (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) قلت : أو (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ)؟
* * *
__________________
إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه «رقم ٣٢٣٨» وكتاب التفسير ، باب (رقم ١) «رقم ٤٩٢٢» وباب : «قم فأنذر» «رقم ٤٩٢٣» وباب : «وربك فكبر» «رقم ٤٩٢٤» وباب : «وثيابك فطهر» «رقم ٤٩٢٥» وباب : «والرجز فاهجر» «رقم ٤٩٢٦» وباب «رقم ٤٩٥٤» وكتاب الأدب ، باب رفع البصر إلى السماء «رقم ٦٢١٤» ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الإيمان ، باب بدء الوحي إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم «رقم ١٦١ / ٢٥٥ ، ٢٥٦ ، ٢٥٦ مكرر ، ٢٥٧ ، ٢٥٨» وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة المدثر «رقم ٣٣٢٥» ، كلهم من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن ـ به.
وسيأتي «رقم ٦٥٢».
انظر تحفة الأشراف للمزي «رقم ٣١٥٢».
قوله «فجئثت فرقا» بكسر المثلثة بعدها همزة ساكنة وقد تسهل ياء ثم تاء المخاطب ، وللأكثر بتقديم الهمزة. وهو الذي أثبتناه أي ذعرت وخفت.
(٦٥٢) ـ سبق تخريجه «رقم ٦٥١».
قوله «جاورت بحراء» : أي اعتكفت ، وهي مفاعلة من الجوار.
قال جابر : ألا أحدّثكم بما حدّثنا به رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «جاورت بحراء شهرا فلمّا قضيت جواري نزلت فاستبطنت بطن الوادي فنوديت ، فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وشمالي فلم أر شيئا ، / ثمّ نوديت فنظرت أمامي وخلفي فلم أر شيئا ، ثمّ نوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي فلم أر شيئا ثمّ نظرت إلى السّماء فإذا هو على العرش في الهواء فأخذتني رجفة فأتيت خديجة فأمرتهم فدثّروني فأنزل الله عزوجل (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ [١] قُمْ فَأَنْذِرْ [٢] وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ [٣] وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ) [٤]».
ـ قال أبو عبد الرّحمن : خالفه شيبان.
[٦٥٣] ـ أنا الرّبيع بن محمّد بن عيسى ، نا آدم ، نا شيبان ، عن يحيى بن أبي كثير ، قال : حدّثني إبراهيم بن عبد الله بن قارظ الزّهريّ ، أنّ جابر بن عبد الله أخبره أنّ أوّل شيء نزل من القرآن : (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ)
__________________
(٦٥٣) ـ صحيح تفرد به المصنف ، وانظر تحفة الأشراف «رقم ٢٢١٢». وإسناده حسن ، شيخ المصنف هو اللاذقي ـ لا بأس به ـ ، آدم هو ابن أبي إياس ، شيبان هو ابن عبد الرحمن النحوي ، إبراهيم بن عبد الله ـ صدوق ، والباقي ثقات ، وهذا الحديث محفوظ من حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر ـ به وكذا قال المزي في التحفة وقال الحافظ في النكت الظراف : «وكذا أخرجه البخاري في التاريخ (ج ١ / ق ١ / ص ٣١٢) عن آدم وخالفه سعيد بن حفص فرواه عن شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن جابر ـ وهو المحفوظ». ـ
قال جابر : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : جاورت بحراء فلمّا قضيت جواري أقبلت في بطن الوادي ، فنادى منادي ، فنظرت عن يميني وشمالي وخلفي فلم أر شيئا ، فنظرت فوقي فإذا جبريل جالس على عرش بين السّماء والأرض فجئثت منه فأقبلت إلى خديجة فقلت : دثّروني دثّروني ، فدثّروني وصبّوا عليّ ماء باردا ، فأنزل : (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) [١]
* * *
__________________
ـ والحديث أخرجه الشيخان في صحيحيهما كما سبق ، وانظر «رقم ٦٥١ ، ٦٥٢» ، وأشار إليه الترمذي «رقم ٣٣٢٥» ، كلهم من حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر ـ به ، وكذا أخرجه الطبري (٢٩ / ٩٠) وغيره.
[فائدة] : قال الحافظ ابن حجر في الفتح (٨ / ٦٧٨) وغير ما موضع : «... رواية الزهري عن أبي سلمة عن جابر تدل على أن المراد بالأولية في قوله (أول ما نزل سورة المدثر) أولية مخصوصة بما بعد فترة الوحي أو مخصوصة بالإنذار ، لا أن المراد أنها أولية مطلقة ، فكأن من قال أول ما نزل (اقرأ ...) أراد أولية مطلقة ، ومن قال إنها المدثر أراد بقيد التصريح بالإرسال». وقوله بالإرسال : يعني إرسال النبي وتبليغه رسالة ربه.
وقال الحافظ ابن كثير فى تفسيره (٤ / ٤٤١) بعد أن ذكر رواية البخاري : «وهذا السياق هو المحفوظ وهو يقتضي أنه قد نزل الوحي قبل هذا لقوله : (فإذا الملك الذي كان بحراء) وهو جبريل حين أتاه بقوله (اقرأ باسم ربك الذي خلق ...) ثم إنه حصل بعد هذا فترة ثم نزل الملك بعد هذا ، ووجه الجمع أن أول شيء نزل بعد فترة الوحي هذه السورة». يعني المدثر.
سورة القيامة
بسم الله الرّحمن الرّحيم
[٦٥٤] ـ أنا قتيبة بن سعيد ، نا أبو عوانة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن (١) عبّاس في قوله (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) [١٦] قال : كان النّبيّ صلىاللهعليهوسلم يعالج من التّنزيل شدّة ؛ كان يحرّك شفتيه. قال لي ابن عبّاس : أنا أحرّكها لك كما كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يحرّكهما ، قال سعيد : وأنا أحرّكهما كما كان ابن عبّاس يحرّكهما ، فحرّك شفتيه ، فأنزل الله عزوجل (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ [١٦] إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) [١٧] قال : جمعه في صدرك ثمّ نقرأه (فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) [١٨] قال : فاستمع وأنصت فكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا أتاه جبريل استمع فإذا انطلق جبريل / قرأه كما أقرأه.
__________________
(١) فى الأصل (أبي عباس) والصواب ابن عباس.
__________________
(٦٥٤) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب بدء الوحي ، باب رقم ٥ وكتاب التفسير ، باب لا تحرك به لسانك لتعجل به رقم ٤٩٢٧ وباب إن علينا جمعه وقرآنه رقم ٤٩٢٨ وباب فإذا قرأناه فاتبع قرآنه رقم ٤٩٢٩ وكتاب فضائل القرآن ، باب الترتيل في القراءة رقم ٥٠٤٤ وكتاب التوحيد باب قول اللّه تعالى لا تحرك به لسانك رقم ٧٥٢٤ ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الصلاة ، باب الاستماع للقراءة رقم ٤٤٨ / ١٤٧ ، ـ