تفسير النسائي - ج ٢

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي

تفسير النسائي - ج ٢

المؤلف:

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي


المحقق: صبري بن عبدالخالق الشافعي وسيّد بن عبّاس الجليمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٩٥
الجزء ١ الجزء ٢

__________________

٦٠٨٧). ورجاله ثقات ، ابن أبي عدي هو محمد بن إبراهيم ، داود هو ابن أبي هند.

وقد أخرجه الطبري في تفسيره (٣٠ / ٢١٣) ، والبزار في مسنده (رقم ٢٢٩٣ ـ كشف الأستار) ، وابن حبان في صحيحه (رقم ١٧٣١ ـ موارد) ، ثلاثتهم من حديث داود عن عكرمة ـ به وقال ابن كثير في تفسيره (٤ / ٥٦٠) على طريق البزار : «وهو إسناد صحيح» ، وليس عند البزار ذكر آية النساء. وأخرجه الطبراني في الكبير (ج ١١ / ص ٢٥١ / رقم ١١٦٤٥) من حديث عمرو بن دينار عن عكرمة ـ به ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٥ / ٦) : «رواه الطبراني وفيه يونس بن سليمان الجمال ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح». وقال ابن كثير في تفسيره (١ / ٥١٤) بعد أن ساق رواية ابن أبي حاتم بإسناده ـ : «وقد روي هذا من غير وجه عن ابن عباس وجماعة من السلف».

وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٦ / ٤٠٣) لابن مردويه عن ابن عباس.

قولهم : «هذا الصنبور» : أصل الصنبور سعفة تنبت فى جذع النخلة لا في الأرض ، وقيل هي النخلة المنفردة التي يدقّ أسفلها أرادوا أنه إذا قلع انقطع ذكره ، كما يذهب أثر الصنبور لأنه لا عقب له. النهاية.

وقال ابن كثير (٤ / ٥٦٠) : الأبتر الذي إذا مات انقطع ذكره ، فتوهموا لجهلهم أنه إذا مات بنوه انقطع ذكره ، وحاشا وكلا ، بل قد أبقى الله ذكره على رءوس الأشهاد ، وأوجب شرعه على رقاب العباد ، مستمرا على دوام الآباد ، إلى يوم المحشر والمعاد ، صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم التناد.

٥٦١

سورة الكافرون

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٧٢٨] ـ أنا عبد الرّحمن بن إبراهيم ، نا مروان ، نا يزيد بن كيسان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قرأ في ركعتي الفجر (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) و (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ).

[٧٢٩] ـ أنا محمّد بن عبد الله بن المبارك ، حدّثنا يحيى ـ يعني ابن آدم ـ ، نا زهير ، عن أبي إسحاق ،

__________________

(٧٢٨) ـ أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، باب استحباب ركعتى سنة الفجر ، والحث عليهما وتخفيفهما والمحافظة عليهما وبيان ما يستحب أن يقرأ فيهما (رقم ٧٢٦ / ٩٨) ، وأخرجه أبو داود في سننه : كتاب الصلاة ، باب في تخفيفهما (رقم ١٢٥٦) ، وأخرجه المصنف في سننه : كتاب الافتتاح ، باب القراءة في ركعتي الفجر بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد (رقم ٩٤٥) ، وأخرجه ابن ماجه في سننه كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ، باب ما جاء فيما يقرأ في الركعتين قبل الفجر (رقم ١١٤٨) ، كلهم من طريق مروان بن معاوية الفزاري ، عن يزيد بن كيسان ، عن أبي حازم ـ به.

انظر : تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٣٤٣٨).

(٧٢٩) ـ صحيح أخرجه أبو داود في سننه (رقم ٥٠٥٥) : كتاب الأدب ، باب ما يقول عند النوم ، والترمذي في جامعه (رقم ٣٤٠٣) : كتاب الدعوات ، وأخرجه المصنف في الكبرى : كتاب عمل اليوم والليلة (رقم ٨٠١ ، ـ

٥٦٢

عن فروة بن نوفل ، عن أبيه ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [قال :](١) «فمجيء ما جاء بك» ، قلت : جئت يا رسول الله لتعلّمني شيئا أقوله عند منامي. قال : «إذا أخذت مضجعك فاقرأ قل يا أيّها الكافرون ، ثمّ نم على خاتمتها ، فإنّها براءة من الشّرك».

__________________

(١) سقطت من الأصل ، وهى فى رواية المصنف بعمل اليوم والليلة.

__________________

ـ ٨٠٢ ، ٨٠٣ ، ٨٠٤) ، كلهم من طريق أبي إسحاق ، عن فروة بن نوفل ـ به. تحفة الأشراف (رقم ١١٧١٨). وعند الترمذي من طريق شعبة عن أبي إسحاق عن رجل عن فروة أنه أتى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ... فذكره.

ورواه أحمد في مسنده (٥ / ٤٥٦) ، وابن أبي شيبة (١٠ / ٢٤٩) ، والدارمي (٢ / ٤٥٩) ، وابن حبان في صحيحه (رقم ٢٣٦٣ ، ٢٣٦٤ ـ موارد) وفي الإحسان (رقم ٧٨٩ ، ٨٩٠) ، والحاكم في مستدركه (١ / ٥٦٥ ، ٢ / ٥٣٨) وصححه ووافقه الذهبي ، كلهم من طريق أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه ـ به.

وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٦ / ٤٠٥) لابن الأنباري في المصاحف ، وابن مردويه ، والبيهقي في شعب الإيمان ، عن فروة بن نوفل بن معاوية الأشجعي عن أبيه ـ به. ورواه أبو يعلى (رقم ١٥٩٦) من طريق أبي إسحاق عن فروة بن نوفل قال : أتيت المدينة ... فذكره وهو مرسل فإن فروة ليست له صحبة على الصواب ، وهو في أسد الغابة (٤ / ٣٥٩) من هذا الوجه ، وقال الترمذي : وقد اضطرب أصحاب أبي إسحاق في هذا الحديث ، وقد حسنه الحافظ كما في تخريج الأذكار.

وأخرجه أحمد ـ كما في تفسير ابن كثير (٤ / ٥٦١) ـ ، والطبراني في الكبير (رقم ٢١٩٥) وفي الأوسط (رقم ١٩٨٩) ، كلاهما من طريق شريك عن أبي إسحاق عن جبلة بن الحارث نحوه ، وفي رواية أحمد .. أبي إسحاق عن فروة عن الحارث بن جبلة .. ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ـ

٥٦٣

سورة النّصر

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٧٣٠] ـ أنا محمود بن غيلان ، نا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن أبي الضّحى ، عن مسروق ، عن عائشة ، قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يكثر أن يقول في ركوعه

__________________

ـ (١٠ / ١٢١) : «ورجاله وثقوا» قلت : شريك يخطئ كثيرا اختلط ثم هو مدلس وقد عنعن ، لكن للحديث شواهد : منها ما أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن أنس ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لمعاذ : «اقرأ قل يا أيها الكافرون عند منامك ، فإنها براءة من الشرك» ، وشاهد من حديث ابن عباس مرفوعا : «ألا أدلكم على كلمة تنجيكم من الإشراك بالله؟ تقرءون : قل يا أيها الكافرون عند منامكم» ، وقد أخرجه الطبراني في الكبير (رقم ١٢٩٩٤) ، وعزاه في الدر المنثور لأبي يعلى ، وفي سنده جبارة بن المغلّس وهو ضعيف ، وشاهد من حديث البراء بن عازب أخرجه ابن مردويه كما في الدرّ (٦ / ٤٠٥).

قوله : «فمجيء ما جاء بك» : استفهام عن سبب مجيئه ، وجاء في رواية : «ما جاء بك؟».

(٧٣٠) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب الأذان ، باب الدعاء في الركوع (رقم ٧٩٤) وباب التسبيح والدعاء في السجود (رقم ٨١٧) وكتاب المغازي ، باب (رقم ٤٢٩٣) وكتاب التفسير ، باب (رقم ٤٩٦٧) وباب (رقم ٤٩٦٨) وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الصلاة ، باب ما يقال في الركوع والسجود (رقم ٤٨٤ / ٢١٧ ، ٢١٨ ، ٢١٩) ، وأخرجه أبو داود في سننه : كتاب الصلاة ، باب في الدعاء في الركوع والسجود (رقم ٨٧٧) ، وأخرجه المصنف في سننه : كتاب الافتتاح ، باب نوع آخر من الذكر في الركوع ـ

٥٦٤

وسجوده. سبحانك اللهمّ ربّنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي ؛ يتأوّل القرآن.

[٧٣١] ـ أنا محمّد بن المثنّى ، عن يحيى بن سعيد ، نا عبد الملك بن أبي سليمان ، عن سعيد بن جبير ،

__________________

ـ (رقم ١٠٤٧) وباب نوع آخر (١١٢٢) وباب آخر (١١٢٣) واخرجه ابن ماجه في سننه : كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ، باب التسبيح فى الركوع والسجود (رقم ٨٨٩) ، كلهم من طريق مسلم بن صبيح أبي الضحى ، عن مسروق ـ به.

انظر : تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٧٦٣٥).

قولها : «يتأول القرآن» أى يفعل ما أمر به فيه ، وهو قوله تعالى : (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ).

(٧٣١) ـ صحيح تفرد به المصنف من هذا الوجه ، وقد أخرج المصنف في الكبرى كتاب الوفاة (رقم ١) عن محمد بن المثنى ، بهذا الإسناد. وانظر : تحفة الأشراف (رقم ٥٥٥٢). وإسناده حسن ، عبد الملك بن أبي سليمان صدوق له أوهام ، ولكنه قد توبع وجاء من غير طريقه ، وباقي رجاله ثقات.

وقد أخرجه الطبري (٣٠ / ٢١٥) ، وأخرجه البخاري في صحيحه (رقم ٤٩٧٠) : كتاب التفسير ، باب قوله : (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً) من حديث أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ـ به.

وقد عزاه في الدر المنثور (٦ / ٤٠٧) لسعيد بن منصور وابن سعد وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي وأبي نعيم معا في الدلائل عن ابن عباس ـ به. انظر طبقات ابن سعد (٢ / قسم ٢ / ص ١ ، ٢). ـ

٥٦٥

عن ابن عبّاس ، أنّ عمر كان يسأل المهاجرين عن هذه الآية : (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) فيم نزلت؟ قال بعضهم : أمر الله نبيّه إذا رأى النّاس [و](١) دخولهم في الإسلام وتسرّدهم في الدّين أن يحمدوا الله ويستغفروه ، قال عمر : ألا أعجبكم من ابن عبّاس؟! يا ابن عبّاس هلم ، ما لك لا تتكلّم؟ قال : سأله متى يموت ، قال : (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ (١) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً) (٢) فهي آيتك من الموت.

قال : صدقت ، والّذي نفسى بيده ما علمت منها إلّا الّذي علمت.

[٧٣٢] ـ أنا عمرو بن منصور ، نا محمّد بن محبوب ، نا أبو عوانة ، عن هلال بن خبّاب ، عن عكرمة ،

__________________

(١) سقطت من الأصل واستدركناها من السنن الكبرى للمصنف.

__________________

ـ قوله : تسردهم معنى السرد ، الوصل والتتابع والتوالي ، وهي هنا كناية عن الكثرة ، وقد وقع في الكبرى للمصنف : وتشدّدهم في الدين.

(٧٣٢) ـ صحيح تفرد به المصنف ، وانظر : تحفة الأشراف (رقم ٦٢٣٨). وإسناده حسن ، ورجاله ثقات غير هلال بن خباب وهو صدوق تغيّر بآخرة ، أبو عوانة هو الوضاح اليشكري ، وللحديث شواهد متفرقة يصح بها.

والحديث أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (٣٠ / ٢١٥) ، والطبراني (ج ١١ / ص ٣٢٨ / رقم ١١٩٠٣) ، (رقم ١١٩٠٤) ، كلاهما من حديث هلال عن عكرمة عن ابن عباس ـ به ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٩ / ٢٢ ـ

٥٦٦

عن ابن عبّاس ، قال : لمّا نزلت : (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) إلى أخر السّورة / قال : نعيت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نفسه حين أنزلت ، فأخذ في أشدّ ما كان اجتهادا في أمر الآخرة ، وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد ذلك : «جاء الفتح وجاء نصر الله ، وجاء أهل اليمن» فقال رجل : يا رسول الله ، وما أهل اليمن؟ قال : قوم رقيقة قلوبهم ، ليّنة قلوبهم ، الإيمان يمان ، والحكمة يمانيّة ، والفقه يمان».

__________________

٢٣) : «رواه الطبراني في الكبير والأوسط بأسانيد وأحد أسانيده رجاله رجال الصحيح». ورواه الطبراني في الكبير (رقم ١١٩٠٧) وليس فيه أهل اليمن ... ، وقال الهيثمي في المجمع (٩ / ٢٣) ، (٧ / ١٤٤) : «رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة وفيه ضعف». وللحديث طريق آخر ، أخرجه الطبري في تفسيره (٣٠ / ٢١٥) من حديث الزهري عن أبي حازم عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : «الله اكبر الله أكبر جاء نصر الله والفتح جاء أهل اليمن ....» وفي إسناده الحسين بن عيسى الحنفي وهو ضعيف ، وأخرجه ابن حبان في صحيحه من هذا الوجه (رقم ٢٢٩٩ ـ موارد) ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠ / ٥٥) : «رواه البزار وفيه الحسين بن عيسى بن مسلم الحنفي وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور وبقية رجاله رجال الصحيح».

والشطر الثاني من الحديث له شواهد منها : ما أخرجه البخاري في صحيحه (رقم ٤٣٨٨) ، (رقم ٤٣٩٠) ، ومسلم في صحيحه (٥٢ / ٨٢ ، ٨٤ ، ٨٧ ، ٨٨ ، ٨٩ ، ٩٠) ، كلاهما من طرق عن أبي هريرة ـ به.

قوله : «نعيت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم» : أي لما نزلت هذه السورة ، علم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن أجله قد اقترب ، ونعيت من النّعي وهو الإخبار بالوفاة.

٥٦٧

[٧٣٣] ـ أنا محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم ، نا جعفر ، عن أبي العميس وأنا أحمد بن سليمان ، نا جعفر بن عون ، نا أبو عميس ، عن عبد المجيد بن سهيل ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، قال : قال لي ابن عبّاس : يا ابن عتبة : أتعلم آخر سورة من القرآن نزلت؟ قلت : نعم (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) (١) قال : صدقت.

ـ اللّفظ لأحمد ـ

* * *

__________________

(٧٣٣) ـ أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب التفسير ، (٣٠٢٤ / ٢١ ، ٢١ مكرر).

انظر : تحفة الأشراف للمزي (رقم ٥٨٣٠).

٥٦٨

سورة المسد

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٧٣٤] ـ أنا هنّاد بن السّريّ ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش ـ وأنا محمّد بن العلاء ، نا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرّة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، قال : صعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات يوم على الصّفا فقال : «يا صباحاه» ، فاجتمعت إليه قريش فقالوا : ما لك ، قال : «أرأيتكم لو أخبرتكم أنّ العدوّ مصبّحكم أو ممسّيكم ، أ[ما](١) كنتم تصدّقوني؟» قالوا : بلى ، قال : «فإنّي نذير لكم بين يدي عذاب شديد» ، قال أبو لهب : لهذا (٢) دعوتنا جميعا؟ فأنزل الله تبارك وتعالى (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) إلى آخرها ـ

__________________

(١) في الأصل «أكنتم» وجوابها لغة «نعم» والصحيح ما نثبته من رواية البخاري رقم (٤٨٠١) ، وقد وقع نفس الخطأ في رواية المصنف في عمل اليوم والليلة.

(٢) هكذا فى الأصل «لهذا» بدون همزة الاستفهام ، وهى لغة صحيحه.

__________________

(٧٣٤) ـ سبق تخريجه (رقم ٤٤٦).

٥٦٩

سورة الإخلاص

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٧٣٥] ـ أنا قتيبة بن سعيد ، عن مالك والحارث بن مسكين ، قراءة عليه عن ابن القاسم ، قال : حدّثني مالك ، عن عبيد الله بن عبد الرّحمن ، عن عبيد بن حنين ، قال : سمعت أبا هريرة يقول : أقبلت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسمع رجلا يقرأ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «وجبت» ، قلت : ما وجبت؟ قال : «الجنّة».

__________________

(٧٣٥) ـ صحيح أخرجه الترمذي في جامعه (رقم ٢٨٩٧) : كتاب فضائل القرآن ، باب ما جاء فى سورة الإخلاص ، وأخرجه المصنف في سننه (رقم ٩٩٤) : كتاب الافتتاح ، باب الفضل في قراءة قل هو الله أحد ، وأخرجه في الكبرى : كتاب عمل اليوم والليلة ، باب الفضل في قراءة قل هو الله أحد (رقم ٧٠٢) ، كلاهما من طريق مالك ، عن عبيد الله بن عبد الرحمن ، عن عبيد بن حنين ـ به. وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٤١٢٧) ، وقال الترمذي : «هذا حديث حسن غريب». وإسناده حسن ، رجاله ثقات (الطريقين) غير عبيد الله بن عبد الرحمن وقيل هو ابن السائب بن عمير وقيل ابن ابي ذباب ، قال عنه أبو حاتم في الجرح والتعديل (٥ / ٣٢٣) ولم يذكر اسم جده : «شيخ وحديثه مستقيم» وقد فرق أبو حاتم وابن حبان بين عبيد الله بن عبد الرحمن ـ غير منسوب ـ ، وبين ابن السائب بن عمير ، وقال الحافظ عنه في التقريب : «صدوق». وللحديث شواهد يصح بها الحديث ويتقوى بها ، والله أعلم. ـ

٥٧٠

__________________

ـ والحديث قد أخرجه مالك في الموطأ (١ / ٢٠٨) ، والحاكم في مستدركه (١ / ٥٦٦) وصححه ووافقه الذهبي كما في التلخيص ، والبغوي في تفسيره (٤ / ٥٤٥) ، كلهم من حديث عبيد الله بن عبد الرحمن عن عبيد بن حنين ـ به.

وللحديث شاهد : أخرجه أحمد في مسنده (٥ / ٢٦٦) ، والطبراني في الكبير (ج ٨ / ص ٢٥٦ / رقم ٧٨٦٦) ، كلاهما من حديث علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة الباهلي ـ به نحوه ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١٤٥) : «رواه أحمد والطبراني وفيه علي بن يزيد وهو ضعيف».

وشاهد آخر : أخرجه أحمد في مسنده (٤ / ٦٣ ـ ٦٤) ، (٥ / ٣٧٦) عن أبي النضر ثنا المسعودي عن مهاجر أبي الحسن عن شيخ أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : خرجت مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سفر فمر برجل يقرأ قل يا أيها الكافرون ، قال : «أما هذا فقد بريء من الشرك ، قال وإذا آخر يقرأ قل هو الله أحد ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «بها وجبت له الجنة». وفي إسناده عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي وهو صدوق ولكنه اختلط وسماع أبي النضر هاشم بن القاسم بعد الاختلاط ، ووقع في رواية أخري : «غفر له» بدلا من «وجبت ....» وهذه الرواية أخرجها أحمد في مسنده من طريق شريك وغيره (٤ / ٦٥) ، (٥ / ٣٧٨) ، والدارمي في سننه (٢ / ٤٥٨ ـ ٤٥٩) ، وابن الضريس في فضائل القرآن (رقم ٣٠٦) ، والنسائي في الكبرى في عمل اليوم والليلة (رقم ٧٠٤) وفي فضائل القرآن (رقم ٥٣) ، ثلاثتهم من طرق من حديث أبي الحسن مهاجر ـ ثقة ـ عن رجل من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فذكره برواية : «غفر له».

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١٤٥) : «رواه أحمد بإسنادين في أحدهما شريك وفيه خلاف وبقية رجاله رجال الصحيح». وقد أخرج الرواية الأخيرة النسائي في اليوم والليلة (رقم ٧٠٥) وفي إسناده أبو المصفى وهو مجهول. وقد زاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٦ / ٤٠٥) للبغوي وحميد ابن زنجويه في الترغيب.

٥٧١
٥٧٢

القسم الثالث

ذيل

تفسير النّسائيّ

جمع وترتيب وتخريج المحققان

صبري بن عبد الخالق الشّافعيّ

سيّد بن عبّاس الجليميّ

 «عفا الله عنهما»

٥٧٣
٥٧٤

بسم الله الرّحمن الرّحيم

إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلّ له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد : فإنه أثناء إعدادنا وتحقيقنا لكتاب التفسير ، كنا نعثر على مواضع لدينا بالتفسير ؛ لم يذكرها الحافظ المزيّ في كتابه الفذّ «تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف» ـ ولم يتعقّبه بإيرادها الحافظ ابن حجر فى النّكت الظّراف على الأطراف ـ فرأينا أنه من الأمانة العلميّة أن ننشر ما اطلعنا عليه ، ونتحف طلّاب العلم الكرام بما عثرنا عليه من فوائد ، فوضعنا هذا الذيل ، وقد قسّمناه إلى قسمين :

القسم الأول : تنبيهات على تحفة الأشراف ، وما فات الحافظ المزي (١) وهو عدّة أنواع :

(١) ما لم يعزه أصلا للتفسير ، ولا لغيره من كتب السنة.

وهما حديثان في أصل النصّ المحقّق :

أحدها : (رقم ١٠٨) ، وموضعه بتحفة الأشراف (رقم ٨١٨ ألف).

والثاني : (رقم ١٠٩) وموضعه في تحفة الأشراف (رقم ١٨٥١٥ ألف) أي مكرر.

(٢) ما عزاه الحافظ المزي للمصنّفات من الكتب الستة ، ولم يعزه للنسائيّ أصلا لا في التفسير ولا في غيره.

وهو حديث واحد في أصل التفسير (رقم ٧٤) ، وقد عزاه لمسلم ، وفاته أنه في تفسير النسائي ، وهو في التحفة (رقم ٩٤٤٨).

__________________

(١) ما فات الحافظ المزي ؛ فات كذلك محقّق التحفة ، إلّا فيما ندر ، والله أعلم.

٥٧٥

(٣) ما عزاه للنسائي ، ولم يعزه له في التفسير ، وهذا النوع له أمثلة عديدة ، نذكرها حسب ترتيبها بأصل التفسير ، مقرونا برقمه في تحفة الأشراف للحافظ المزي لمن أراد أن يلحقه بها :

(رقم ٢ ـ تحفة رقم ١٤٩٣٥) ، (٣ ـ ١٢٥٦٨) ، (٨ ـ ٤٤٦٥) ، (٤٢ ـ ٤٧٥٠) ، (٥٨ ـ ٣٠٣٠) ، (١٢٠ ـ ٣٤٥١) ، (١٢٢ ـ ٩٠٤٦) ، (١٢٣ ـ ٥٥٢٣) ، (١٢٤ ـ ١١٣٩٦) ، (١٣٨ ـ ١٨٥٩) ، (١٥٧ ـ ١٠٤٦٨) ، (١٥٩ ـ ٦٢٦٩) ، (١٧٤ ـ ١٦٠٨) (١) ، (١٧٩ ـ ٣٠٢٠+ ٣٠٨٧) ، (١٨٣ ـ ٣٨٦٥) ، (١٩٧ ـ ١٤٨٩٧) ، (٢٠٨ ـ ٤٤٦٥) ، (٢٧١ ـ ١٦١٢٦) ، (٣٢٢ ـ ١٣٩٢٠) ، (٤١٣ ـ ١٣٦٤٧) ، (٤٣١ ـ ١١٢٤) ، (٤٤٣ ـ ١٠٠٠٧) ، (٤٥١ ـ ١١٣٩٧) ، (٥١٣ ـ ٩٧٥٠) ، (٥٦٦ ـ ١٢٢٧٦) ، (٥٧٩ ـ ١٣٤٨٢) ، (٦١٥ ـ ٣٣٤٢) ، (٦٤٧ ـ ١٦١٠٤+ ١٦١٠٧ أيضا).

(٤) ما عزاه المزيّ للنسائي ، ولم يعزه للتفسير ، وهو فيه بإسناد آخر ومثاله حديث (رقم ١٥٩ بأصل التفسير) ، وانظر التحفة (رقم ٦٢٦٩).

(٥) ما عزاه للنسائي في التفسير ، وفاته أن له إسنادا آخر : ومثاله حديث (رقم ٣٤٣ ـ تحفة رقم ٩٠١٥).

(٦) ما عزاه للنسائيّ في التفسير ، ولم ينبّه إلى أنه تكرر في موضعين فأكثر ، مع أنه ينبّه إلى هذا في مواضع كثيرة فمنها :

أرقام الأحاديث بأصل التفسير الآتية : ٥ ، ٣٢ ، ٨٠ ، ٨٢ ، ١٣٤ ، ١٥٣ ، ٢٣٢ ، ٢٥٠ ، ٣٩١ ، ٤٨٧.

(٧) ما عزاه الحافظ المزيّ للنسائيّ في التفسير ، ونفى محقّقه الفاضل الأستاذ : عبد الصمد شرف الدين وجوده ، وهو موجود لدينا بأصل التفسير مثاله (رقم ٣٩ ، ٦٦).

__________________

(١) ثم أفرده الحافظ المزي بعد ذلك في التحفة برقم (١٦١٧) ذهولا منه ، ومن هذا النمط (رقم ٣٠٣ ، ٥٠٤ بأصل التفسير) ، فقد جعله حديثين ، وهو حديث واحد.

٥٧٦

القسم الثاني : ما عزاه الحافظ المزيّ للنسائيّ في التفسير ، ولم نجده في الأصلين اللذين اعتمدنا عليهما.

وعند إعدادنا لهذا الذيل اتّبعنا ـ تيسيرا على القرّاء ـ الآتي :

* إذا كان لفظ الحديث كاملا في التحفة نقلناه كما هو ، إن لم نصل إلى لفظ النسائي في أي موضع آخر.

* الإسناد ؛ إن لم نجده إلّا بالتحفة ؛ نقلناه كما هو ، ووضعنا صيغة الأداء المحتملة (عن) بين قوسين لأنها ـ جزما ـ ليست صيغ المصنّف.

* إذا كان الحديث ـ للنسائيّ ـ في المجتبي أو في كتاب من سننه الكبري (مخطوط أو مطبوع) بنفس الإسناد ، أوردناه كما هو بصيغ أدائه.

* إذا تفرّد المصنف بالحديث ، وأورده الحافظ ابن كثير في تفسيره ؛ نقلناه بتمامه منه.

* رتّبنا أحاديث الذيل بحسب ترتيب السور والآيات.

* ترجمنا للأحاديث بآيات من سور من القرآن العظيم ، وهذه التراجم ، إنما هي محلّ اجتهاد منّا واحتمال ، ولذا وضعناها بين معقوفتين.

* سنضع في حاشية كلّ حديث ، ما يوضّح المصدر الذي أخذناه منه ، وكيفية تلفيقه سندا ومتنا.

* سوف نحيل على أرقام أصل أحاديث التفسير ، عقب كل حديث [انظر التفسير رقم] والغرض من ذلك :

ـ إمّا أن هذا المتن هو المروي في هذا الرقم ، لكن بإسناد آخر ، أو أن الإسناد متفرّع عنه.

ـ وإمّا أن هذا الحديث محتمل لوضعه مع هذا الحديث ، فيمكن ترقيمه بنفس الرقم مكررا.

* رقمنا أحاديث هذا الذيل (عددها ٣١ حديث) برقمين : أحدها خاصّ ، والآخر عام (تكملة لأحاديث الأصل وعددها ٧٣٥).

* * *

٥٧٧

[سورة الفاتحة](*)

__________________

(*) انظر الذيل (رقم ١٤) سورة الحجر : آية (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي) [٨٧].

٥٧٨

[سورة البقرة]

قوله تعالى :

[(سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ) [١٤٢]]

[١ / ٧٣٦] ـ أخبرنا محمّد بن بشّار ، قال : حدّثنا يحيى بن سعيد ، حدّثنا سفيان ، قال : حدّثنا أبو إسحاق ، عن البراء ، قال : صلّينا مع النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا ـ شكّ سفيان ـ وصرف إلى القبلة (*).

__________________

(*) الإسناد والمتن من المجتبى ، [انظر التفسير رقم ٢٠].

__________________

(١) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب التفسير ، باب لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها (رقم ٤٤٩٢) * وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة (رقم ٥٢٥ / ١٢) * وأخرجه المصنف في المجتبى : كتاب الصلاة ، باب فرض القبلة (رقم ٤٨٨) كلهم من طريق يحيى بن سعيد ـ به وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٨٤٩).

٥٧٩

قوله تعالى :

[(وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا) [١٧٧]]

[٢ / ٧٣٧] ـ أخبرنا بشر بن خالد ، قال : ثنا محمّد بن جعفر ، عن شعبة ، عن سليمان ، عن عبد الله بن مرّة ، عن مسروق ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أربعة من كنّ فيه كان منافقا أو كانت فيه خصلة من الأربع كانت فيه خصلة من النّفاق حتّى يدعها : إذا حدّث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر» (*).

__________________

(*) الإسناد واللفظ من المجتبي [انظر التفسير أرقام ٣٢ ، ٣٣ ، ١٤٧].

__________________

(٢) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب الإيمان ، باب علامة المنافق (رقم ٣٤) وكتاب المظالم ، باب إذا خاصم فجر (رقم ٢٤٥٩) وكتاب الجزية والموادعة ، باب إثم من عاهد ثم غدر وقول اللّه : الَّذِينَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ ... وَهُمْ لا يَتَّقُونَ (رقم ٣١٧٨) * وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الإيمان ، باب بيان خصال المنافق (رقم ٥٨ / ١٠٦) * وأخرجه أبو داود في سننه : كتاب السّنّة ، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه (رقم ٤٦٨٨) * وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب الإيمان ، باب ما جاء في علامة المنافق (رقم ٢٦٣٢) * وأخرجه المصنف في المجتبي : كتاب الإيمان وشرائعه ، علامة المنافق (رقم ٥٠٢٠) وفي الكبرى : كتاب السير (ص ١١٧ أ ـ مخطوط) (أبواب طاعة الإمام) باب الغدر ، كلهم من طريق الأعمش ـ به. وانظر تحفة الأشراف (رقم ٨٩٣١).

٥٨٠