تفسير النسائي - ج ٢

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي

تفسير النسائي - ج ٢

المؤلف:

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي


المحقق: صبري بن عبدالخالق الشافعي وسيّد بن عبّاس الجليمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٩٥
الجزء ١ الجزء ٢

فقال : «إن تعودوا نعد». فذلك قوله : (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ (١٠) يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ) (١١).

(قال عبد الله : فهل يكشف عذاب الآخرة؟) (١) ثمّ قال عبد الله : إنّ الدّخان قد مضى.

[٥٠٤] ـ أخبرنا أبو داود ، قال : حدّثنا أبو النّعمان ، قال : حدّثنا ثابت ، قال : حدّثنا هلال ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ـ وقال أبو جهل : أيخوّفنا (٢) محمّد بشجرة الزّقّوم؟! هاتوا تمرا وزبدا ، فتزقّموا (٣).

__________________

(١) هذه الجملة مكررة فى (ح).

(٢) في (ح): «يخوفنا» بدون همزة الاستفهام.

(٣) في (ح): «تزقموه».

__________________

(٥٠٤) ـ حسن تفرد به المصنف ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٦٢٣٦).

ورجاله ثقات غير هلال بن خباب فهو صدوق تغير بآخرة ، وأبو داود هو الحراني سليمان بن سيف ، وقد سبق تخريجه هنا (رقم ٣٠٣). وظاهر صنيع المزي أنه جعلهما حديثين ، وإنما هما حديث واحد ، كما ساقه أحمد بتمامه وكذا أبو يعلى ، ولعل المصنف قطّعهما.

ولهذا المتن شاهد أخرجه البيهقي في البعث (رقم ٥٩٨) ، وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٤ / ١٩١) لابن إسحاق وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن جرير.

قوله فتزقموا : هي من الزّقم وهو اللّقم الشديد والشرب المفرط.

٢٨١

سورة الجاثية

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٥٠٥] ـ أخبرنا إسماعيل بن يعقوب ، قال : حدّثنا ابن موسى ، قال : حدّثني (١) أبي ، عن مطرّف ، عن جعفر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ـ في هذه الآية (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ) (٢٣) قال : كان أحدهم يعبد الحجر ، فإذا رأى ما هو أحسن منه ، رمى به ، وعبد الآخر.

__________________

(١) في (ح): «حدثنا».

__________________

(٥٠٥) ـ إسناد حسن تفرد به المصنف ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٥٤٧١). إسماعيل بن يعقوب هو ابن إسماعيل ، وشيخه هو محمد بن موسى بن أعين ، وهو صدوق ، مطرف هو ابن طريف ، وجعفر هو ابن أبي المغيرة ، وهو صدوق يهم ، وباقي رجاله ثقات ، ووقع في رواية الحاكم : جعفر بن إياس وهو وهم ، فإن مطرف بن طريف لا يروى عنه كما في التهذيب وغيره ، وإنما يروى عن ابن أبي المغيرة الخزاعي القمي.

وقد أخرجه الحاكم في مستدركه (٢ / ٤٥٢ ـ ٤٥٣) وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي ، وليس كما قالا وإنما هو حسن فقط.

وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٦ / ٣٥) لابن جرير الطبري وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس ـ به ، ولم أجده في الطبري إلا من قول سعيد بن

٢٨٢

[٣٢٧] قوله تعالى :

(وَقالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ) [٢٤]

[٥٠٦] ـ أخبرنا وهب بن بيان ، قال : حدثنا (١) ابن وهب ، قال : حدثنا يونس ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني أبو سلمة ، قال : قال أبو هريرة : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «قال الله (تبارك وتعالى) (٢) : يسبّ ابن آدم الدّهر ، وأنا الدّهر ، بيدي الليل والنّهار».

[٥٠٧] ـ أخبرنا محمّد بن عبد الله بن يزيد ، قال : حدّثنا سفيان ، عن الزّهريّ ، عن سعيد ،

__________________

(١) في الأصل : «أنا».

(٢) سقطت من (ح).

__________________

ـ جبير (٢٥ / ٩١) ، وإسناده ضعيف لحال ابن حميد شيخ الطبري وهو محمد ابن حميد الرازي.

(٥٠٦) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٦١٨١) كتاب الأدب ، باب لا تسبوا الدهر ، وأخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ٢٢٤٦ / ١) كتاب الألفاظ من الأدب وغيرها ، باب النهي عن سب الدهر كلاهما من طريق يونس بن يزيد ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ـ به.

وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٥٣١٢).

(٥٠٧) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب التفسير ، سورة الجاثية (رقم ـ

٢٨٣

عن أبي هريرة ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «لا تسبّوا الدّهر ؛ فإنّ الله هو الدّهر. قال الله (تعالى) (١) : يؤذيني ابن آدم ؛ يسبّ الدهر ، وأنا / الدّهر (٢) ، بيدي الخير ؛ أقلّب اللّيل والنّهار».

__________________

(١) سقطت من (ح).

(٢) في هامش الأصل : «وأنا الله».

__________________

ـ ٤٨٢٦) وكتاب التوحيد ، باب قول اللّه تعالى يريدون أن يبدلوا كلام اللّه (رقم ٧٤٩١) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الألفاظ من الأدب وغيرها ، باب النهى عن سب الدهر (رقم ٢٢٤٦ / ٢) وأخرجه أبو داود في سننه : كتاب الأدب ، باب في الرجل يسب الدهر (رقم ٥٢٧٤) كلهم من طريق سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٣١٣١).

٢٨٤

[٣٢٨] قوله تعالى :

(كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا) [٢٨]

[٥٠٨] ـ أخبرنا عيسى بن حمّاد ، قال : أخبرنا اللّيث بن سعد ، [عن إبراهيم بن سعد](١) ، عن ابن شهاب ، عن عطاء بن يزيد ، عن أبي هريرة قال : قال النّاس : يا رسول الله [هل](*) نرى ربّنا يوم القيامة؟ قال / رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هل تضارّون في [رؤية](*) الشّمس ليس دونها سحاب؟ وهل تضارّون في [رؤية]» (*) القمر ليلة البدر؟ قالوا : لا ، قال : «فكذلك ترونه (عزوجل» ، قال : (**)) «يجمع الله النّاس يوم القيامة ، فيقول : من كان يعبد شيئا فليتبعه ، فيتبع من يعبد الشّمس الشّمس ، ويتبع من يعبد القمر القمر ، ويتبع من يعبد الطّواغيت الطّواغيت ، وتبقى هذه الأمّة بمنافقيها ، فيأتيهم الله (تبارك وتعالى) (**) في الصّورة الّتي

__________________

(١) سقط من الأصل ، وأثبت في (ح) وفي تحفة الأشراف.

(*) سقط من الأصل.

(**) سقط من (ح).

__________________

(٥٠٨) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب التوحيد ، باب قول اللّه تعالى : وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة (رقم ٧٤٣٧) وكتاب الرقاق ، باب الصراط جسر جهنم (رقم ٦٥٧٣). ـ

٢٨٥

يعرفون ، فيقول : أنا ربّكم ، فيقولون : أنت (١) ربّنا فيتبعونه فيضرب الصّراط بين ظهراني جهنّم فأكون أنا وأمّتي أوّل من يجيز ، ولا يتكلّم إلّا الرّسل ، ودعوة الرّسل يومئذ : اللهمّ سلّم سلّم ، وفي جهنّم كلاليب كشوك السّعدان ، هل رأيتم السّعدان؟ فإنّه مثل شوك السّعدان غير أنّه لا يدري (٢) ما قدر عظمها إلّا الله (عزوجل) (*) فتخطف النّاس بأعمالهم فإذا أراد الله عزوجل أن يخرج [برحمته](٣) من النّار من شاء ، أمر الملائكة أن يخرجوا من كان لا يشرك بالله شيئا ممّن يقول : لا إله إلّا الله ممّن أراد (الله) (*) أن

__________________

(١) في (ح): «إنه».

(٢) في الأصل : «لا يدري ما يعلم قدر ......» اه. وفوق «يعلم» «كذا» وفي الهامش على الصواب كما في الأصل.

(*) سقط من (ح).

(٣) سقطت من الأصل ، وألحقت بالهامش ، وفي (ح): «من النار برحمته».

__________________

ـ وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الإيمان ، باب معرفة طريق الرؤية (رقم ١٨٢ / ٢٩٩) وأخرجه المصنف في سننه : باب التطبيق ، باب موضع السجود (رقم ١١٤٠) كلهم من طريق عطاء بن يزيد الليثي ثم الجمدعي ـ به.

وسيأتي (رقم ٦٥٧).

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٤٢١٣).

قوله كلاليب كشوك السعدان وهو نبت ذو شوك ، وهو من جيّد مراعي الإبل تسمن عليه. شبه الخطاطيف بشوك السعدان. ـ

٢٨٦

يرحمه ، فيعرفونهم في النّار بآثار السّجود [فيخرجونهم بآثار السّجود] ، (١) حرّم الله (تبارك وتعالى) (*) النّار على ابن آدم أن تأكل أثر السّجود ، (فيخرجونهم) (*) من النّار ، وقد امتحشوا فيصبّ عليهم ماء الحياة فينبتون كما تنبت الحبّة في حميل السّيل.

ـ مختصر ـ

__________________

(١) سقط من الأصل.

(*) سقط من (ح).

__________________

ـ قوله امتحشوا أي احترقوا ، وهو احتراق الجلد وظهور العظم.

٢٨٧

سورة الأحقاف

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٥٠٩] ـ أخبرنا إسماعيل بن مسعود ، قال حدّثنا بشر ـ يعني ابن المفضّل ـ قال حدّثنا شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، [عن سفيان بن عبد الله الثقفي](١) عن أبيه ، قال : قلت : يا رسول الله مرني بأمر في الإسلام لا أسأل عنه أحدا غيرك [بعدك](٢) قال : «قل آمنت بالله ثمّ استقم» قال : فما أتّقي؟ فأشار إلى لسانه.

__________________

(١) في الأصل : «عبد الله بن سفيان». ولكن أورد الحافظ المزي رحمه‌الله تعالى في تحفة الأشراف هذا الحديث كما أثبتناه في المتن. وقال بعده : «كذا قال». وكتب على هامش المخطوطة «عن سفيان بن عبد الله». بجانب هذا الحديث وكتب فوقها : «خ». وهو الصواب. والله أعلم وكذا أثبتت في (ح) «سفيان بن عبد الله الثقفي».

(٢) زيادة من (ح).

__________________

(٥٠٩) ـ أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الإيمان ، جامع أوصاف الإسلام (رقم ٣٨ / ٦٢) ، وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب الزهد باب ما جاء في حفظ اللسان (رقم ٢٤١٠) وأخرجه ابن ماجة في سننه : كتاب الفتن ، باب كف اللسان في الفتنة (رقم ٣٩٧٢).

وعزاه المزي في تحفة الأشراف إلى المصنف في الكبرى : كتاب الرقائق. ـ

٢٨٨

[٥١٠] ـ أخبرنا محمّد بن بشّار ، قال حدّثنا محمّد ، قال : حدّثنا شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، عن عبد الله بن سفيان الثقفيّ (١) ، عن أبيه ، مثله.

__________________

(١) هكذا في تحفة الأشراف.

__________________

ـ وسيأتي (رقم ٥١٠).

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٤٤٧٨).

وأخرجه البخاري في تاريخه (٣ / ١ / ١٠٠) ، وأحمد (٣ / ٤١٣) ، (٤ / ٣٨٥) عن عبد اللّه الثقفي.

(٥١٠) ـ سبق تخريجه (رقم ٥٠٩).

٢٨٩

[٣٢٩] قوله :

(وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ / لَكُما) [١٧]

[٥١١] ـ أخبرنا علي بن الحسين ، قال : حدّثنا أميّة بن خالد ، عن شعبة ، عن محمّد بن زياد ، قال : لمّا بايع معاوية لابنه ، قال مروان : سنّة أبي بكر وعمر فقال عبد الرّحمن بن أبي بكر : سنّة هرقل وقيصر ، [ف](١) قال مروان : هذا الّذي أنزل الله فيه (وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما) الآية ، فبلغ ذلك عائشة فقالت (٢) : كذب والله ، ما هو به ، ولو (٣) شئت أن أسمّي الّذي أنزلت فيه لسمّيته ، ولكنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعن أبا مروان ، ومروان في صلبه ، فمروان فضض من لعنة الله.

__________________

(١) زيادة من (ح).

(٢) في الأصل : «فقال» ، والصواب ما أثبتناه من (ح) والله أعلم.

(٣) في (ح): «وإن».

__________________

(٥١١) ـ ضعيف تفرد به المصنف ، تحفة الأشراف (رقم ١٧٥٨٧) ، وإسناده منقطع كما قال الذهبي ، فإن محمد بن زياد ثقة ربّما أرسل ولم يسمع من عائشة ، شيخ المصنف هو الدرهمي ، وأمية بن خالد هو القيسي وهما صدوقان.

وقد أخرجه الخطابي في غريب الحديث ٢ / ٥١٧ ، والحاكم في مستدركه (٤ / ٤٨١) وصححه على شرط الشيخين وتعقبه الذهبي فقال : ـ

٢٩٠

__________________

محمد لم يسمع من عائشة» ، وعزاه ابن حجر في تخريج الكشاف لابن أبي خيثمة ، وزاد نسبته في الفتح (٨ / ٥٧٦) للإسماعيلي ، وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٦ / ٤١) لعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه ، كلهم من طريق محمد بن زياد عن عائشة ـ به.

وللقصة طريق أخرى أخرجها يعلى وابن أبي حاتم ـ كما في الفتح (٨ / ٥٧٧) ـ والبزار (رقم ١٦٢٤ ـ كشف) ، من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله البهي مولى الزبير ، قال ، كنت في المسجد ومروان يخطب ، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر : والله ما استخلف أحدا من أهله ، فقال مروان : أنت الذي نزلت فيك «والذي قال لوالديه أف لكما» فقال عبد الرحمن : كذبت ولكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعن أباك ، وهذا لفظ البزار ، ولفظ ابن أبي حاتم بأتم من هذا السياق ، وهو في تفسير ابن كثير (٤ / ١٦٠) ، ووقع فيه عبد الله بن المديني ، وفي الفتح ابن المدني ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٥ / ٢٤١) : «رواه البزار وإسناده حسن» قلت : عبد الله البهي ذكره ابن حبان في الثقات ووثقه ابن سعد وقال أبو حاتم ـ كما في التهذيب ـ : «لا يحتج بالبهي وهو مضطرب الحديث» ، وقال الحافظ في التقريب : «صدوق يخطئ».

وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠ / ٧٢) عن أبي يحيى قال : «كنت بين الحسن والحسين ومروان يتسابان فجعل الحسن يسكت الحسين ، فقال مروان : أهل بيت ملعونون ، فغضب الحسن وقال : قلت أهل بيت ملعونون ، فو الله لقد لعنك الله وأنت في صلب أبيك» وقال الهيثمي : «رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط».

وقال الحافظ ابن كثير في البداية (٨ / ٨٩) : ويروي أنها ـ أي عائشة ـ بعثت إلى مروان تعتبه وتؤنبه ، وتخبر بخبر فيه ذم له ولأبيه لا يصح عنها». وقال ابن كثير في تفسير هذه الآية (٤ / ١٥٩ ـ ١٦٠) : «وهذا عام في كل من قال هذا ، ومن زعم أنها نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله

٢٩١

[٣٣٠] قوله تعالى :

(فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا) [٢٤]

[٥١٢] ـ أخبرنا محمّد بن يحيى بن أيّوب بن إبراهيم ، قال : حدّثنا حفص بن غياث ، قال : حدثنا ابن جريج ، عن عطاء.

__________________

ـ عنهما فقوله ضعيف لأن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه ، وكان من خيار أهل زمانه».

وقد روى البخاري في صحيحه (رقم ٤٨٢٧) من طريق يوسف بن ماهك قال : «كان مروان علي الحجاز استعمله معاوية ، فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه ، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا ، فقال خذوه ، فدخل بيت عائشة فلم يقدروا عليه ، فقال مروان إن هذا الذي أنزل الله فيه «والذي قال لوالديه أفّ لكما أتعدانني» فقالت عائشة من وراء الحجاب : «ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن إلا أن الله أنزل عذري».

قوله «فضض» : قال الخطابي : «أي قطعة وطائفة منها ، مأخوذ من الفضّ وهو كسر الشيء وتفريق أجزائه ، يقال : فضضت الشيء فهو فضض ، كما يقال : قبضته فهو قبض ، وهدمته فهو هدم ، ولهذا سمّي فلّ الجيش إذا انهزموا أو انفضوا فضضا». ا. ه وقد جاء بغير هذا اللفظ.

(٥١٢) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب بدء الخلق ، باب ما جاء في قوله «وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته» (رقم ٣٢٠٦) ، وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة الأحقاف (رقم ٣٢٥٧).

وعزاه المزّي في تحفة الأشراف للمصنف في الكبرى : كتاب الصلاة. ـ

٢٩٢

عن عائشة ، قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا رأى ريحا قام وقعد وأقبل وأدبر ، قالت : فقلت له ، فقال : «يا عائشة ما يؤمنني أن يكون كما قال (قوم) (*)(فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ) قال : فيرى (١) قطرات فيسكن (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (*)

__________________

(٠) (*) سقطت من (ح).

(١) في (ح): «ويرى».

__________________

ـ كلهم من طريق ابن جريج ، عن عطاء ـ به ، انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٧٣٨٦).

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٦٤٣٧) ، والذيل (رقم ٢٤ ـ ٢٦). عن عطاء ـ به.

قوله : قام وقعد ، وأقبل وأدبر تصويرا لما كان عليه صلّى اللّه عليه وسلّم من الخوف والخشية من اللّه تعالى ، وعدم أمن مكره ، وهذا مع عظيم منزلته عند ربه ، فكان ذلك أسوة لأمته. وفي الحديث تذكر ما يذهل المرء عنه مما وقع للأمم الخالية ، والتحذير من السير في سبيلهم ؛ خشية من وقوع مثل ما أصابهم. وفيه شفقته صلّى اللّه عليه وسلّم على أمته ورأفته بهم كما وصفه اللّه تعالى.

وقوله : فيرى قطرات فيسكن أي إذا أمطرت السماء ذهب عنه الجزع كما في رواية البخاري بنحوه.

٢٩٣

سورة محمّد

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٣٣١] قوله تعالى :

(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) [١٩]

[٥١٣] ـ أخبرنا عمرو بن عليّ ، قال : حدّثنا عبد الرحمن ، قال : حدّثنا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس ، [قال :](١) حدّثني محمود بن الرّبيع ، عن عتبان ، فلقيت عتبان / (٢) فحدّثني به ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ليس أحد يشهد أن لا إله إلّا الله فتأكله النّار أو تطعمه النّار» ، قال أنس : فأعجبني هذا ، فقلت لابني : اكتبه.

__________________

(١) زيادة من (ح).

(٢) من أول هنا سقط من نسخه (ح) حتى آخر حديث (٥٣٩).

__________________

(٥١٣) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب الصلاة ، باب إذا دخل بيتا يصلّي حيث شاء أو حيث أمر ، ولا يتجسس (رقم ٤٢٤) ، وباب المساجد في البيوت (رقم ٤٢٥) ، وكتاب الأذان ، باب الرخصة في المطر والعلة أن يصلي في رحله (رقم ٦٦٧) ، وباب إذا زار الإمام قوما فأمّهم (رقم ٦٨٦) ، وباب يسلّم حين يسلّم الإمام (رقم ٨٣٨) ، وباب من لم يردد السّلام على الإمام ، واكتفى بتسليم الصلاة (رقم ٨٣٩ ، ٨٤٠) ، وكتاب التهجد ، باب صلاة النوافل جماعة (رقم ١١٨٥) ، وكتاب المغازي ، باب ١٢ ـ

٢٩٤

[٥١٤] ـ أنا سويد بن نصر ، أنا عبد الله ، عن معمر ، عن الزّهريّ ، أخبرني محمود بن الربيع ، قال :

سمعت عتبان بن مالك يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لن يوافي عبد يوم القيامة وهو يقول : لا إله إلّا الله ، / يبتغي بذلك وجه الله عزوجل ، إلّا حرّم الله عليه النّار».

__________________

(رقم ٤٠٠٩ ، ٤٠١٠) ، وكتاب الأطعمة ، باب الخزيرة (رقم ٥٤٠١) ، وكتاب الرقاق ، باب العمل الذي يبتغى به وجه الله (رقم ٦٤٢٣) ، وكتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم ، باب ما جاء في المتأولين (رقم ٦٩٣٨) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الإيمان ، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا (٣٣ / ٥٤ ، ٥٥) ، وكتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب الرخصة في التخلف عن الجماعة بعذر (رقم ٣٣ / ٢٦٣ ، ٢٦٤ ، ٢٦٥) ، وأخرجه المصنف في سننه : كتاب الإمامة ، إمامة الأعمى (رقم ٧٨٨) ، الجماعة للنافلة (رقم ٨٤٤) ، وكتاب السهو ، تسليم المأموم حين يسلم الإمام (رقم ١٣٢٧) ، وأخرجه المصنف في سننه الكبرى : كتاب عمل اليوم والليلة ، باب ما يقول عند الموت (رقم ١١٠٤ ، ١١٠٥ ، ١١٠٦ ، ١١٠٧ ، ١١٠٨ ، ١١٠٩) وأخرجه ابن ماجه في سننه : كتاب المساجد والجماعات ، باب المساجد في الدور (رقم ٧٥٤) وسيأتي (رقم ٥١٤).

انظر تحفة الأشراف : (رقم ٩٧٥٠).

والمقصود بالحديث أنه لا يخلد في النار من مات على التوحيد ، ومن اقترف إثما قبل ذلك ، حوسب به ، وعذب عليه ـ إذا شاء الله تعالى ـ ثم يدخل الجنة.

(٥١٤) ـ سبق تخريجه (رقم ٥١٣).

٢٩٥

[٣٣٢] قوله تعالى :

(وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ) [١٩]

[٥١٥] ـ أنا محمّد بن سليمان ، عن ابن المبارك ، عن معمر ، عن الزّهريّ ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّي لأستغفر الله في اليوم مائة مرّة».

__________________

(٥١٥) ـ صحيح* أخرجه الترمذي في جامعه : (رقم ٣٢٥٩) كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأخرجه المصنف في الكبرى : كتاب عمل اليوم والليلة ، كم يستغفر في اليوم ويتوب (رقم ٤٣٨) ، كلاهما من طريق معمر ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ـ به. وانظر تحفة الأشراف : (رقم ١٥٢٧٨). وقال الترمذي «حسن صحيح» وهي بلفظ : «سبعين مرة» وفيها الآية التي صدر بها المصنف ، وأشار الترمذي إلى روايات : «مائة مرة» وقال روي من غير وجه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وإسناده صحيح ، ورجاله رجال الشيخين سوى شيخ المصنف وهو ابن حبيب الكوفي ثم المصيصى الملقب بلوين وهو ثقة ، ابن المبارك هو عبد الله ، معمر هو ابن راشد.

والحديث أخرجه البخاري في صحيحه (رقم ٦٣٠٧) من حديث الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة ـ به وفيه : «أكثر من سبعين مرة». وقد أخرجه المصنف في اليوم والليلة من الكبرى (رقم ٤٣٤) ، وابن المبارك في الزهد (رقم ١١٣٨) ، وأشار إليه الترمذي ، من حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة ـ به ، بلفظ : «مائة مرة» ، وعزاه السيوطي في الدر المنثور (٦ / ٦٣) لابن ـ

٢٩٦

[٣٣٣] قوله تعالى :

(وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) [١٩]

[٥١٦] ـ أنا يحيى بن حبيب بن عربيّ ، نا حمّاد ، نا عاصم ، عن عبد الله بن سرجس ، قال : أتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو جالس في ناس من أصحابه ، فدرت خلفه هكذا ، فعرف الّذي أريد ، فألقى الرّداء عن ظهره ، فرأيت موضع الخاتم على نغض (١) كتفه مثل

__________________

(١) فى الأصل : «نقض.» بالقاف والصواب ما أثبتناه من كتاب «النهاية» لابن الأثير ، يعنى بالغين المعجمة وعند مسلم «ناغض».

__________________

ـ أبي شيبة. والحديث صحيح بلفظيه ، فكلاهما له طرق وشواهد تؤيده. واللّه أعلم. وانظر فتح الباري (١١ / ص ١٠١) ، وعمل اليوم والليلة للمصنف.

(٥١٦) ـ أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الفضائل ، باب إثبات خاتم النبوة ، وصفته ومحله من جسده صلّى اللّه عليه وسلّم (رقم ٢٣٤٦ / ١١٢) ، وأخرجه الترمذي في كتاب الشمائل ، باب ما جاء في خاتم النبوة (رقم ٢٣) ، وأخرجه المصنف في الكبرى : كتاب عمل اليوم والليلة ، ما يقول إذا أكل عنده قوم (رقم ٢٩٥) وإذا قيل للرجل غفر اللّه لك ما يقول؟ (رقم ٤٢١ ، ٤٢٢) كلهم من طريق عاصم الأحول ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي : (رقم ٥٣٢١).

قوله نغض كتفه أي أعلى الكتف ، وقيل هو العظم الدقيق الذي على طرفه. ـ

٢٩٧

الجمع حوله خيلان ، كأنّها الثّآليل ، فجئت حتّى استقبلته ، فقلت له : غفر الله لك يا رسول الله ، قال : «ولك» قال بعض القوم : أستغفر لك رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وسلم(١) قال : نعم ، ولكم ، ثمّ تلا [وَ (٢)] (اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ).

__________________

(١) سقطت من الأصل وألحقت بالهامش.

(٢) سقطت من الأصل.

__________________

ـ قوله الجمع جمع الكف هو أن يجمع الأصابع ويضمها.

قوله خيلان هي جمع خال ، وهو الشامة في الجسد.

قوله الثآليل جمع ثؤلول ، وهي الحبة التي تظهر في الجلد كالحمصة فما دونها.

٢٩٨

[٣٣٤] قوله تعالى :

(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) [٢٢]

[٥١٧] ـ أنا محمّد بن حاتم بن نعيم ، أنا حبّان ، أنا عبد الله ، عن معاوية بن أبي المزرّد ، قال : سمعت عمّي أبا الحباب ـ سعيد بن يسار ـ يحدّث عن أبي هريرة ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّ الله عزوجل خلق الخلق ، حتّى إذا فرغ من خلقه ، قامت الرّحم فقالت : هذا مكان العائذ من القطيعة ، قال : أما ترضين أن أصل من وصلك ، وأقطع من قطعك قالت : بلى يا ربّ ، قال : فهو لك» ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : واقرءوا إن شئتم (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ (٢٢) أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ) (٢٣).

__________________

(٥١٧) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب التفسير ، باب : «وتقطعوا أرحامكم» (رقم ٤٨٣٠ ، ٤٨٣١ ، ٤٨٣٢) وكتاب الأدب ، باب من وصل وصله الله (رقم ٥٩٨٧) وكتاب التوحيد ، باب قول الله تعالى : «يريدون أن يبدلوا كلام الله» (رقم ٧٥٠٢) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب البر والصلة والآداب ، باب صلة الرحم ، وتحريم قطيعتها (رقم ٢٥٥٤ / ١٦) كلاهما من طريق أبي الحباب سعيد بن يسار ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي : (رقم ١٣٣٨٢).

قوله «العائذ» أي المستجير.

٢٩٩

سورة الفتح

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٥١٨] ـ أنا عمرو بن عليّ ، نا يحيى ، نا شعبة ، نا قتادة ، عن أنس ، (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) (١) قال : الحديبية.

__________________

(٥١٨) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب المغازي ، باب غزوة الحديبية (رقم ٤١٧٢) وكتاب التفسير ، باب «إنا فتحنا لك فتحا مبينا» (رقم ٤٨٣٤).

وسيأتي بلفظ أتم بمعناه (رقم ٥٢٢).

انظر تحفة الأشراف للمزي : (رقم ١٢٧٠).

٣٠٠