تفسير النسائي - ج ٢

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي

تفسير النسائي - ج ٢

المؤلف:

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي


المحقق: صبري بن عبدالخالق الشافعي وسيّد بن عبّاس الجليمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٩٥
الجزء ١ الجزء ٢

ـ ورفع عاصم صوته ـ فقال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا أيّها النّاس ، اربعوا على أنفسكم ، إنّ الّذي تدعون ليس بأصمّ ، إنّه سميع قريب ، إنّه معكم ـ أعادها ثلاث مرّات ، قال [أبو موسى](١) ، فسمعني أقول ـ وأنا خلفه ـ لا حول ولا قوّة إلّا بالله ، فقال : «يا عبد الله بن قيس ، ألا أدلّك علي كلمة من كنوز / الجنّة» قلت : بلى ـ فداك أبي وأمّي ـ قال : «لا حول ولا قوّة إلّا بالله».

__________________

(١) سقطت من (ح) وألحقت بالهامش.

__________________

ـ وأخرجه المصنف في سننه الكبرى : كتاب عمل اليوم والليلة ، باب ما يقول إذا انتهى إلى قوم فجلس إليهم (رقم ٣٥٦) ، ما يقول إذا صعد ثنية (رقم ٥٣٧) ، ما يقول إذا أشرف على وادي (رقم ٥٣٨) ، ما يقول إذا أشرف على مدينة (رقم ٥٥٢).

وأخرجه ابن ماجة في سننه : كتاب الأدب ، باب ما جاء في لا حول ولا قوة إلا باللّه (رقم ٣٨٢٤).

وعزاه المزي في تحفة الأشراف للمصنف في سننه الكبرى : كتاب النعوت ، في ثلاثة مواضع ، وكتاب السير في موضعين كلهم من طريق عبد الرحمن بن ملّ أبي عثمان ـ به. وقد عزاه أيضا للمصنف في التفسير عن عمرو بن علي وبشر بن هلال كلاهما عن يحيى بن سعيد عن سليمان ـ به ، ولم نقف عليه في النسخة التي بين أيدينا واللّه أعلم. وانظر تحفة الأشراف (رقم ٩٠١٧). انظر ذيل التفسير (رقم ٢٠).

قوله اربعوا على أنفسكم أي نفّسوا على أنفسكم ولا تشقوا عليها بتكلّف رفع الصوت.

٢٠١

[٢٩٤] قوله تعالى :

(جاءَ الْحَقُّ وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ) [٤٩]

[٤٤٨] ـ أخبرنا محمّد بن المثنّى ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن أبي معمر ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : دخل النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم المسجد وحول الكعبة ستّون وثلاثمائة نصب ، فجعل يطعنها بعود في يده ، و [جعل](١) يقول : (جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ ، إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) [الإسراء : (٨١)] و (جاءَ الْحَقُّ وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ).

__________________

(١) زيادة من (ح).

__________________

(٤٤٨) ـ سبق تخريجه (رقم ٣١٧).

قوله نصب الصنم أو الحجر الذي كان العرب يتعبدون له ويتبركون به في الجاهلية ، وجمعه أنصاب وهي الأوثان.

٢٠٢

سورة فاطر

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٢٩٥] قوله تعالى :

(وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ) [١١]

[٤٤٩] ـ أخبرنا أحمد بن يحيى بن الوزير بن سليمان ، قال : سمعت بن وهب يقول : حدّثني يونس ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من (١) سرّه أن يبسط عليه رزقه أو ينسأ في أثره (٢) فليصل رحمه».

__________________

(١) زيادة من (ح).

(٢) في (ح): «أجله».

__________________

(٤٤٩) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٢٠٦٧) كتاب البيوع ، باب من أحب البسط في الرزق ، ومسلم في صحيحه : (رقم ٢٥٥٧ / ٢٠) كتاب البر والصلة والآداب ، باب صلة الرحم ، وتحريم قطيعتها ، وأبو داود في سننه : (رقم ١٦٩٣) كتاب الزكاة ، باب في صلة الرحم كلهم من طريق يونس بن يزيد الأيلي ، عن الزهري ـ به. وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٥٥٥).

قوله ينسأ في أثره ، قال الخطابي : معناه يؤخر في أجله ، يقال للرجل : نسأ اللّه في عمرك ، وأنسأ عمرك ، والأثر هاهنا آخر العمر. قال كعب بن زهير :

والمرء ما عاش ممدود له أمل * لا تنتهي العين حتى ينتهي الأثر وقال الحافظ في الفتح (٤ / ٣٠٢) : قال العلماء : معنى البسط في الرزق ـ

٢٠٣

سورة يس

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٢٩٦] قوله تعالى :

(وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها) [٣٨]

[٤٥٠] ـ أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : حدّثنا أبو نعيم ، قال : أخبرنا الأعمش ، عن إبراهيم التّيميّ ، عن أبيه ، عن أبي ذرّ ، قال : كنت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (في المسجد) (١) عند مغرب الشّمس ، فقال : «أتدرون أين تغرب الشّمس؟» قلت : الله ورسوله أعلم. قال : «تذهب حتّى تنتهي تحت العرش عند ربّها

__________________

(١) سقطت من (ح).

__________________

ـ البركة فيه ، وفي العمر حصول القوة في الجسد ، لأن صلة أقاربه صدقة والصدقة تربي المال وتزيد فيه فينمو بها ويزكو ؛ لأن رزق الإنسان يكتب وهو في بطن أمه فلذلك احتيج إلى هذا التأويل ، أو المعنى أنه يكتب مقيدا بشرط كأن يقال : إن وصل رحمه فله كذا وإلا فكذا ، أو المعنى بقاء ذكره الجميل بعد الموت ، وذكر نحوه وزاد عليه في الأدب (ج ١٠ / ص ٤١٦) في شرح حديث (رقم ٥٩٨٥ ، ٥٩٨٦) فليراجعه من شاء.

(٤٥٠) ـ سبق تخريجه (رقم ١٩٦).

٢٠٤

ثمّ تستأذن فيؤذن (١) لها ، ويوشك أن تستأذن فلا يؤذن لها ، وتستشفع (٢) وتطلب ، فإذا قال ذلك قيل (٣) : اطلعي من مكانك ، فذلك قول الله عزوجل (٤) : (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها).

__________________

(١) في الأصل «يؤذن» بدون فاء.

(٢) في (ح) «تتشفع».

(٣) كذا في الأصل ولعلها «فإذا كان ذلك قيل» وفي روايات للبخاري ومسلم والترمذي «كأنها قد قيل لها».

(٤) في (ح): «فذلك قوله» والشمس.

٢٠٥

[٢٩٧] قوله تعالى :

(الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ) [٦٥]

[٤٥١] ـ أخبرنا محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم ، قال : حدّثنا يحيى ، قال : حدّثنا شبل ، قال : سمعت أبا قزعة يحدّث عمرو بن دينار (١) ، عن حكيم بن معاوية ، عن أبيه ، أنّه جاء إلى / النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا محمّد : إنّي حلفت بعدد أصابعي ألّا أتّبعك ولا أتّبع دينك ، فأنشدك [الله](٢) ما الّذي بعثك الله به؟ قال : «الإسلام ؛ شهادة أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمدا رسول الله ، وتقيم الصّلاة ، وتؤتي الزّكاة ، أخوان نصيران ، لا يقبل الله من أحد توبة أشرك (٣) (بالله) (*) بعد

__________________

(١) هكذا في الأصل وفي (ح): «يحدث عمرو بن دينار عن حكيم» ولم أجد مثل هذا في مواضع الحديث الأخرى ، وليس (لعمرو بن دينار) ذكر في هذا الإسناد في تحفة الأشراف ، والسبب في ذلك أنه ليس من رواة هذا الحديث ، وإنما جاء ذكره فيه حكاية من (شبل) لحال روايته لهذا الحديث عن أبي قزعة ـ سويد بن حجير الباهلي ـ أنه سمعه منه أثناء تحديث أبي قزعة لعمرو.

(٢) زيادة من (ح).

(٣) كذا بالأصل وربما قد سقطت كلمة منه والتقدير : لا يقبل الله من أحد توبة إذا أشرك بالله بعد إسلامه.

__________________

(٤٥١) ـ سبق تخريجه (رقم ١٢٤).

٢٠٦

إسلامه» قال : فما حقّ زوجة أحدنا عليه؟ قال : «تطعمها إذا طعمت ، وتكسوها إذا اكتسيت ، ولا تضرب الوجه ، ولا تقبّحه ، ولا تهجر إلّا في البيت ـ وأشار بيده إلى الشّام ، فقال : هاهنا (١) إلى هاهنا تحشرون ركبانا ومشاة و (*) على وجوهكم يوم القيامة ، على (أفواهكم) (٢) الفدام ، توفون سبعين أمّة ، أنتم أخيرهم (٣) وأكرمهم على الله ، وإنّ أوّل ما يعرب علي (٤) أحدكم فخذه».

__________________

(١) في (ح): «هنا».

(*) سقطت من (ح).

(٢) هكذا في (ح) على الصواب ، وفي الأصل : «أقدامكم».

(٣) في (ح) آخرها. وفي هامش الأصل «آخرهم».

(٤) في (ح) عن.

__________________

قوله ركبانا أي راكبين.

قوله الفدام ما يشد على فم الإبريق والكوز من خرقة ، والمراد يمنعون من الكلام بأفواههم حتى تتكلم جوارحهم ، فشبه ذلك بالفدام.

قوله يعرب أي يتكلم. وسمّى إعرابا لتبيينه وإيضاحه.

٢٠٧

سورة الصّافات

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٤٥٢] ـ أخبرنا إسماعيل بن مسعود ، قال : حدّثنا خالد ـ يعني : ابن الحارث ـ عن ابن أبى ذئب ، قال : أخبرني الحارث بن عبد الرّحمن ، عن سالم بن عبد الله ، عن عبد الله بن عمر ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يأمرنا بالتّخفيف ، ويؤمّنا بالصّافّات.

__________________

(١) زيادة من (ح).

__________________

(٤٥٢) ـ إسناده جيد أخرجه المصنف في سننه (رقم ٨٢٦) : كتاب الإمامة ، باب الرخصة للإمام في التطويل ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٦٧٤٩). وإسناده حسن لا بأس به ، رجاله ثقات سوى الحارث بن عبد الرحمن القرشي العامري ـ خال ابن أبي ذئب ـ وهو صدوق لا بأس به.

والحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده (٢ / ٢٦ ، ٤٠) ، وعنه ابنه عبد الله (٢ / ١٥٧) قراءة عليه ، وصححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند (رقم ٤٧٩٦ ، ٤٩٨٩) ، وأخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده (ج ٩ / ص ٣٣٤ / رقم ٥٤٤٥) ـ وزاد في صلاة الفجر ـ ، وعنه ابن حبان في صحيحه (رقم ٤٧٠ ـ موارد) ، وابن خزيمة في صحيحه (رقم ١٦٠٦) ، والطبراني في الكبير (ج ١٢ / ص ٣٠٦ / رقم ١٣١٩٤) ، والبيهقي في سننه الكبرى (٣ / ١١٨) ، كلهم من حديث ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن سالم ـ به.

٢٠٨

[٢٩٨] قوله تعالى :

(فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ) [٨٨ ، ٨٩]

[٤٥٣] ـ أخبرنا الرّبيع بن محمّد بن عيسى ، قال : حدّثنا آدم ، قال : حدّثنا شيبان أبو معاوية ، قال : حدّثنا قتادة ، قال :

سمعت أنس بن مالك (يقول) (*) : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يجمع الله المؤمنين يوم القيامة ، فيقولون : لو استشفعنا على ربّنا حتّى يريحنا من مكاننا هذا ، فينطلقون ، حتّى يأتوا (١) آدم [عليه‌السلام](٢) فيقولون : يا آدم أنت (أبو النّاس) (*) ، خلقك الله

__________________

(*) سقطت من (ح).

(١) في الأصل : «يأتون» ، وفي (ح) «يأتوا» ، وهو الصواب.

(٢) زيادة من (ح).

__________________

(٤٥٣) ـ صحيح. تفرد به المصنف ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٣٠٦).

وإسناده لا بأس به رجاله كلهم ثقات ، والربيع بن محمد : لا بأس به كذا قال النسائي والحافظ ابن حجر ، والحديث صحيح فله طرق عن أنس.

والحديث قد أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم ٨٠٤) من حديث قتادة عن أنس بتمامه نحوه وإسناده على شرط الشيخين ، وفيه ذكر الآيتين.

وكذا أخرجه من هذا الوجه أحمد في مسنده (٣ / ٢٤٤) ، وعلقه البخاري بصيغة الجزم (رقم ٧٤٤٠) من حديث همام عن قتادة به. ـ

٢٠٩

بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأسجد لك ملائكته ، وعلّمك أسماء كلّ شيء ، فاشفع لنا عند ربّك حتّى يريحنا من مكاننا هذا ، فيقول : إنّى لست هناكم ، ويذكر خطيئته الّتى أصاب من أكل الشّجرة ، ولكن ائتوا نوحا [عليه‌السلام](*) ؛ فإنّه أوّل رسول بعثه الله / فيأتون نوحا ، فيقول : إنّى لست هناكم ، ويذكر خطيئته الّتى أصاب من سؤاله ربّه ما ليس له به علم ، ولكن ائتوا إبراهيم [عليه‌السلام](*) خليل الرّحمن (١) ، فيأتون إبراهيم ، فيقول : إنّي لست هناكم ، ويذكر كذباته الثّلاث : قوله (إِنِّي سَقِيمٌ) ، وقوله ([بَلْ])(*)(فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا) [الأنبياء (٦٣)] وقوله (٢) لسارة حين أتي علي

__________________

(*) زيادة من (ح).

(١) في (ح): «خليل الله».

(٢) في (ح): «ولقوله».

__________________

ـ وقد أخرجه البخاري في صحيحه (رقم ٦٥٦٥) ، ومسلم (١٩٣ / ٣٢٢) من حديث أبي عوانة عن قتادة به وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٤٣٦) وليس فيه ذكر الآيتين اللتين ترجم بهما المصنف.

قوله : لست هناكم قال الحافظ في الفتح (١١ / ٤٣٣) : قال عياض : قوله لست هناكم ، كناية عن أن منزلته دون المنزلة المطلوبة ؛ قاله تواضعا وإكبارا لما يسألونه ، قال : وقد يكون فيه إشارة إلى أن هذا المقام ليس لي بل لغيري قلت أي الحافظ : وقد وقع في رواية معبد بن هلال فيقول لست لها وكذا في بقية المواضع ، وفي رواية حذيفة لست بصاحب ذاك وهو يؤيد الإشارة المذكورة. اه.

٢١٠

الجبّار : أخبرى أنّي أخوك ، فإنّي سأخبر أنا (*) أنّك أختي ؛ فإنّا أخوان في كتاب الله ، ليس في الأرض مؤمن ولا مؤمنة غيرنا ، ولكن ائتوا موسى [عليه‌السلام](**) ، الّذى كلّمه الله ، وأعطاه التّوراة ، فيأتون موسى عليه‌السلام (*) ، فيقول : إنّى لست هناكم ، ويذكر خطيئته الّتي أصاب من قبل (١) الرّجل ، ولكن ائتوا عيسى [عليه‌السلام](**) ، عبد الله ورسوله ، من كلمة الله وروحه ، فيأتون عيسى ، فيقول : إنّي لست هناكم ، ولكن ائتوا محمّدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عبدا غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فيأتوني ، فأستأذن على ربّي ، فيؤذن لي عليه ، فإذا رأيت ربّي ، وقعت / ساجدا ، فيدعني ما شاء (الله) (*) أن يدعني ، ثمّ يقول [لى](**) ارفع رأسك يا محمّد ، قل تسمع ، واشفع تشفّع ، وسل تعطه. فأرفع رأسي فأحمد ربّي بحمد يعلّمنيه ، ثمّ أشفع ، فيحدّ لى حدا (٢) فأخرجه من النّار وأدخله الجنّة ، ثمّ أعود إلى ربّي الثّانية ،

__________________

(١) في الأصل هكذا ويحتمل أن تكون «قتل» ويمكن توجيه المعنى بكل واحدة.

(*) سقطت من (ح).

(**) زيادة من (ح).

(٢) في الأصل : «فيحد لي حدّا فيقول لي مثل ذلك فأخرجه.» وهو خطأ فقد انتقل نظر الناسخ ولذلك فهي غير موجودة في (ح) والصواب حذفها.

__________________

قوله : ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن أي من أخبر القرآن بأنه يخلد في النار ، يعني من المشركين والكافرين والملحدين وأشباههم.

٢١١

فأخرّ ساجدا ، فيقول لي مثل ذلك ، فأرفع رأسى ، فيحدّ لي حدّا فأخرجه من النّار وأدخله الجنّة ، ثمّ أعود إلى ربّي الثّالثة ، فأخرّ له ساجدا ، فيقول لي مثل ذلك ، فأرفع رأسي ، فيجعل لى حدّا فأخرجه (١) من النّار ، ثمّ أعود الرّابعة فأقول (٢) : يا ربّ ، ما بقى في النّار إلّا من حبسه القرآن ، فيقول (٣) : أى وجب (٤) عليه الخلود.

قال قتادة : وهو المقام المحمود.

__________________

(١) في الأصل : «فأخرج» والذي أثبتناه من (ح).

(٢) في (ح): «وأقول».

(٣) في الأصل : «فقال» وفي بعض الروايات التصريح بأن قائل هذا هو قتادة أيضا.

(٤) في (ح): «أوجب» وكلاهما صحيح.

٢١٢

[٢٩٩] قوله تعالى :

(وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ) [١٦٥]

[٤٥٤] ـ أخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا الفضيل ، عن الأعمش ، عن المسيّب بن رافع ، عن تميم الطّائىّ ، عن جابر بن سمرة ، قال : خرج إلينا (١) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : «ألا تصفّون كما تصفّ الملائكة عند ربّهم» قالوا : يا رسول [الله](٢) وكيف / تصفّ الملائكة عند ربّهم؟ ، قال : «يتمّون الصّفّ المقدّم ، ويتراصّون في الصّفّ.

__________________

(١) في الأصل : إلى.

(٢) زيادة من (ح).

__________________

(٤٥٤) ـ أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الصلاة ، باب الأمر بالسكون في الصلاة والنهي عن الإشارة باليد ورفعها عند السّلام (رقم ٤٣٠ / ١١٩) ، وأخرجه أبو داود في سننه : كتاب الصلاة ، باب تسوية الصفوف (رقم ٦٦١) ، وأخرجه المصنف في سننه : كتاب الإمامة ، حث الإمام على رص الصفوف والمقاربة بينها (رقم ٨١٦) ، وأخرجه ابن ماجة في سننه : كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ، باب إقامة الصفوف (رقم ٩٩٢) كلهم من طريق تميم بن طرفة الطائي الكوفي ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٢١٢٧).

٢١٣

[٤٥٥] ـ أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا إسماعيل ، عن عبد العزيز ، عن أنس ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتى خيبر ، فصلّينا عندها الغداة ، فركب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وركب أبو طلحة ، وأنا رديف أبي طلحة ، فأجرى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في زقاق بخيبر (١) ، فانكشف فخذه ، حتّى إني لأنظر إلى بياض فخذه ، فأتي خيبر ، فقال : إنّا إذا نزلنا بساحة قوم ، فساء صباح المنذرين». قال : وخرجوا إلى أعمالهم ، فقالوا : محمّد!

__________________

(١) في (ح): «زقاق خيبر».

__________________

(٤٥٥) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب الصلاة ، باب ما يذكر في الفخذ (رقم ٣٧١) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب النكاح ، باب فضيلة إعتاقه أمته ثم يتزوجها (رقم ١٣٦٥ / ٨٤) وكتاب الجهاد والسير ، باب غزوة خيبر (رقم ١٣٦٥ / ١٢٠) ، وأخرجه أبو داود في سننه : كتاب الخراج والإمارة والفيء ، باب ما جاء في حكم أرض خيبر (رقم ٣٠٠٩) ، وأخرجه المصنف في سننه : كتاب النكاح ، البناء في السفر (رقم ٣٣٨٠).

وعزاه المزي في تحفة الأشراف للمصنف في سننه الكبري : كتاب الوليمة كلهم من طريق إسماعيل بن عليّة ، عن عبد العزيز ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٩٩٠).

قوله زقاق طريق ضيق دون السكة نافذا وغير نافذ.

٢١٤

قال عبد العزيز : قال بعض أصحابنا ـ والخميس قال : فأصبناها عنوة ، قال : فجمع السّبي ، فجاء دحية ، فقال : يا رسول الله أعطني جارية من السّبي ، فقال : «اذهب فخذ جارية» ، فأخذ صفيّة ، فقال رجل : يا رسول الله ، يأخذ صفيّة؟! ما تصلح إلّا لك ، فقال : «ادعه» فجاء ، فلمّا نظر إليها ، قال : «خذ غيرها» فأعتقها وتزوّجها ، قيل : يا أبا حمزة : ما أصدقها؟ قال : أصدقها نفسها.

__________________

قوله «السّبي» أخذ الناس عبيدا وإماء ، و «السّبيّة» : المرأة المنهوبة وجمعها : السبايا. وهن الجوارى اللاتي يؤسرن فى الحرب.

وقوله «أصدقها نفسها» أى جعل صداقها هو عتقها.

٢١٥

سورة ص

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٤٥٦] ـ أخبرنا إبراهيم بن محمّد ، قال : حدّثنا يحيى ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن يحيى بن عمارة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، قال : مرض أبو طالب ، فأتته قريش ، وأتاه (١) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعوده ، وعند رأسه مقعد رجل ، فجاء أبو جهل فقعد فيه ، ثمّ قال : ألا ترى إلى (٢) ابن أخيك يقع في آلهتنا ، فقال (٣) :

__________________

(١) سقطت من الأصل.

(٢) في (ح): «فأتاه».

(٣) في (ح): «أن».

(٤) في (ح): «قال».

__________________

(٤٥٦) ـ حسن أخرجه الترمذي في جامعه : (رقم ٣٢٣٢) كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة ص ، وأخرجه المصنف في الكبرى : كتاب السير ، كلاهما من طريق يحيى بن عمارة الكوفي ، عن سعيد بن جبير به.

وانظر تحفة الأشراف (رقم ٥٦٤٧). وقال الترمذي : هذا حديث حسن. ورجاله ـ سوى يحيى بن عمارة ـ ثقات ، شيخ المصنف هو التيمي ، يحيى هو ابن سعيد القطان ، ويحيى بن عمارة هذا لا يدرى ما حاله ، وقد ذكره ابن حبان في الثقات (٧ / ٦٠٥) ، وقد تفرد عنه الأعمش ، وسماه أبو أسامة : عباد ـ غير منسوب ووقع في رواية أحمد (٢ / ٣٦٢) : عباد بن جعفر ، وقال عنه الحافظ في التقريب : مقبول ، يعني عند المتابعة ، وإلا فلين الحديث ،

٢١٦

ابن أخي ، ما لقومك يشكونك؟ ، قال : «أريدهم على كلمة تدين لهم بها العرب ، وتؤدّي إليهم العجم الجزية». قال : وما هي؟. قال : «لا إله إلّا الله» فقالوا : «أجعل الآلهة إلها واحدا». فنزلت (ص) (١) ، [فقرأ](٢) حتّى بلغ (عُجابٌ).

__________________

(١) سقطت من (ح).

(٢) زيادة من (ح).

__________________

ـ وقيل في اسمه يحيى بن عباد ، كذا وقع في بعض الروايات.

وقد أخرجه أحمد في مسنده (١ / ٢٢٧) ، والطبري في تفسيره (٢٣ / ٧٩) وأبو يعلى (رقم ٢٥٨٣) ، وابن حبان في صحيحه (رقم ١٧٥٧ ـ موارد) ، والحاكم في مستدركه (٢ / ٤٣٢) ، والبيهقي في سننه (٩ / ١٨٨) ، والواحدي في الأسباب (ص ٢٧٦) ، كلهم من حديث الأعمش عن يحيى بن عمارة عن سعيد ـ به ، وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وفيه نظر ، وكذا قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند : إسناده صحيح ، وليس كما قال ـ رحمه اللّه تعالى ـ فإن في إسناده يحيى هذا.

وقد زاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٥ / ٢٩٥) لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس ـ به. ورواه أحمد في المسند (٢ / ٣٦٢) ، وابن جرير في التفسير (٢٣ / ٧٩) ، والمصنف هنا (رقم ٤٥٧) ، كلهم من حديث الأعمش عن عباد ، عن سعيد ـ به ، وسماه في رواية أحمد : عباد بن جعفر ، وفيها التصريح بسماع الأعمش ، وقد ذكر ابن حبان عباد بن جعفر في الثقات ، ولكنه غير هذا ، فالذي ذكره يروى عن أشعث بن عبد الملك وروى عنه عثمان بن أبي شيبة فهو متأخر عن هذا. ـ

٢١٧

[٤٥٧] ـ أخبرنا الحسن بن أحمد بن حبيب ، قال : حدّثنا محمّد ـ وهو (١) : ابن عبد الله بن نمير (٢) ، قال : حدّثنا أبو أسامة ، قال حدّثنا الأعمش ، قال : حدّثنا عبّاد (٣) ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ـ نحوه.

__________________

(١) سقطت من (ح).

(٢) في الأصل : «نميرة» وهو خطأ.

(٣) هكذا هو في (ح) «عباد» على الصواب ، وفي الأصل «عمارة» وهو خطأ.

__________________

ـ وأخرجه ابن إسحاق في السيرة ، قال حدثني العباس بن عبد اللّه بن معبد بن عباس عن بعض أهله عن ابن عباس ـ فذكره بنحوه ، وليس فيه ذكر الآيات ، ومن طريق ابن إسحاق أخرجه الحاكم في مستدركه (٢ / ٤٣٢) عن العباس بن عبد اللّه بن معبد عن أبيه عن ابن عباس قال : نزل ص والقرآن ذي الذكر فيهم وفي مجلسهم ذلك ـ يعني مجلس أبي طالب واجتماع قريش إليهم حين نازعوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. ، وقال الحاكم : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وقال : العباس ثقة ، قلت : وإسناده حسن وقد صرح ابن إسحاق بالسماع من العباس. والخبر بطريقيه حسن أو هو محتمل التحسين ، واللّه تعالى أعلم.

قوله العجم أي خلاف العرب ، وهي علم على الفرس خاصة.

(٤٥٧) ـ سبق تخريجه (رقم ٤٥٦).

٢١٨

[٤٥٨] ـ أخبرني (١) إبراهيم بن الحسن ، قال : حدّثنا حجّاج بن محمّد ، عن عمر بن ذرّ ، عن أبيه ، / عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم سجد في ص (٢) ، وقال : «سجدها داود عليه‌السلام توبة ، ونسجدها شكرا».

__________________

(١) في (ح): «أخبرنا».

(٢) هكذا في الأصل ، وفي (ح) مكتوبة بالحروف : «صاد».

__________________

(٤٥٨) ـ صحيح أخرجه المصنف في سننه : كتاب الافتتاح ، باب سجود القرآن ، السجود في ص (رقم ٩٥٧). وانظر تحفة الأشراف (رقم ٥٥٠٦). وإسناده صحيح ، رجاله كلهم ثقات ، عمر بن ذر هو بن عبد اللّه بن زرارة الهمداني المرهبي وهو ثقة.

وعزاه السيوطي في الدر المنثور (٥ / ٣٠٤) لابن مردويه عن ابن عباس به ، وقال : بسند جيد.

وقد رواه الشافعي في القديم ، ورواه الدارقطني في سننه (١ / ٤٠٧) من حديث عمر بن ذر عن أبيه به موصولا.

ورواه البيهقي في سننه (٢ / ٣١٩) وعزاه أيضا للشافعي في القديم مرسلا من حديث عمر بن ذر عن أبيه ، وقال البيهقي : هذا هو المحفوظ مرسلا وقد روي من أوجه عن عمر بن ذر عن أبيه موصولا عن سعيد ، وليس بقوي.

وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (٢ / ٨ ـ ٩) : ورواه الدارقطني من حديث عبد اللّه بن بزيع عن عمر بن ذر نحوه ، وأعله ابن الجوزي به ، وقد توبع وصححه ابن السكن.

٢١٩

[٣٠٠] قوله تعالى :

(هَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي) [٣٥]

[٤٥٩] ـ أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا (١) يحيى بن آدم ، قال : حدّثنا أبو بكر بن عيّاش ، عن حصين ، عن عبيد الله ، عن عائشة ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يصلّي ، فأتاه الشّيطان ، فأخذه ، فصرعه ، فخنقه. قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «حتّى وجدت / برد لسانه على يدي ، ولو لا دعوة أخي سليمان [عليه‌السلام](٢) لأصبح موثقا حتّى يراه النّاس».

__________________

(١) في الأصل : «نا».

(٢) زيادة من (ح).

__________________

(٤٥٩) ـ صحيح تفرد به المصنف من هذا الوجه ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٦٣٠٧).

وإسناده صحيح على شرط الشيخين ، وقد أخرجاه من حديث أبي هريرة نحوه ، وانظر (رقم ٤٦٠). وحصين هو ابن عبد الرحمن السلمي ، وعبيد اللّه هو ابن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود.

وقد أخرج مسلم في صحيحه (٥٤٢ / ٤٠) من حديث أبي الدرداء نحوه وفيه لعن إبليس ، وكذا أخرجه المصنف في سننه (رقم ١٢١٥) ، وأبو عوانة (٢ / ١٤٤) ، والبيهقي في سننه (٢ / ٢٦٤).

وأخرجه أحمد في مسنده (١ / ٤١٣) ـ وإسناده منقطع ـ ، وكذا أخرجه

٢٢٠