تفسير النسائي - ج ٢

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي

تفسير النسائي - ج ٢

المؤلف:

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي


المحقق: صبري بن عبدالخالق الشافعي وسيّد بن عبّاس الجليمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٩٥
الجزء ١ الجزء ٢

سورة الفجر

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٦٩١] ـ أنا محمد بن رافع ، نا زيد بن حباب ، أخبرني عيّاش ابن عقبة ، قال : أناني (١) خير بن نعيم ، عن أبي الزّبير ، عن جابر : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : («وَالْفَجْرِ (١) وَلَيالٍ عَشْرٍ) (٢) ، قال : «عشر» النّحر ، (وَالْوَتْرِ) يوم عرفة ، (وَالشَّفْعِ) يوم النّحر».

__________________

(١) راجع التعليق على حديث رقم (٦٢٧).

__________________

(٦٩١) ـ إسناد ضعيف أخرجه المصنف بهذا الإسناد في الكبرى : كتاب الحج (ص ٥٣ أ ـ مخطوط) ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٢٧٠٤). وإسناده حسن لولا تدليس أبي الزبير المكي وهو محمد بن مسلم بن تدرس وهو صدوق إلا أنه يدلس وقد عنعن ولم أره صرح بالسماع ـ فيما أعلم ـ ، وشيخ المصنف ثقة ، وزيد بن الحباب صدوق وكذا شيخه ومن فوقه. وسيأتي (رقم ٦٩٢ عن عبدة بن عبد اللّه الصفار شيخ المصنف وهو ثقة.

وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (٣ / ٣٢٧) ، والطبري في تفسيره (٣٠ / ١٠٨) ، والبزار (رقم ٢٢٨٦ ـ كشف الأستار) ، والحاكم في مستدركه (٤ / ٢٢٠) وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي ، كلهم من حديث خير بن نعيم عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١٣٧) : رواه البزار وأحمد ورجالهما رجال الصحيح غير عياش بن عقبة وهو ثقة. وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٦ / ٣٤٥) لابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن جابر بن عبد اللّه ـ به. ـ

٥٢١

[٤١٠] قوله :

(وَالشَّفْعِ) [٣]

[٦٩٢] ـ أنا عبدة بن عبد الله ، أنا زيد ـ وهو : ابن حباب ، ن عيّاش ، حدّثني خير بن / نعيم عن أبي الزّبير ، عن جابر : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (وَالْفَجْرِ. وَلَيالٍ عَشْرٍ) قال عشر الأضحى ، والوتر : يوم عرفة ، والشّفع : يوم النّحر».

[٦٩٣] ـ أنا عبد الوهّاب بن الحكم ، أخبرني يحيى بن سعيد عن سليمان ، عن محارب بن دثار و (١) أبي صالح قالا :

عن جابر قال : صلّى معاذ صلاة فجاء رجل فصلّى معه فطوّل فصلّى (٢) في ناحية المسجد ثمّ انصرف ، فبلغ ذلك معاذا فقال

__________________

(١) فى الأصل : «محارب بن دثار عن جابر وأبي صالح» وهو خطأ والصواب ما ذكرناه من تحفة الأشراف للعلامة المزي.

(٢) في الأصل وصلى وهو خطأ والصواب ما أثبتناه.

__________________

ـ وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره (٤ / ٥٠٦) بعد أن عزاه لابن جرير وابن أبي حاتم : وهذا إسناد رجاله لا بأس بهم ، وعندي أن المتن في رفعه نكارة واللّه أعلم.

(٦٩٢) ـ سبق تخريجه (رقم ٦٩١).

(٦٩٣) ـ سبق تخريجه (٦٧٢ ، ٦٨٤). ـ

٥٢٢

منافق. فذكر ذلك لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فسأل الفتى فقال : يا رسول الله جئت أصلّي معه فطوّل علىّ ، فانصرفت وصلّيت في ناحية المسجد فعلفت ناضحي.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لمعاذ : «أفتّانا يا معاذ؟ فأين أنت من : سبّح اسم ربّك الأعلى ، والشّمس وضحاها ، والفجر ، واللّيل إذا يغشى؟».

* * *

__________________

ـ قوله «فعلفت ناضحي» : أى بعيري ، ويطلق على غيره من الدواب التي يحمل على ظهرها ، ولكن إطلاق الناضح على البعير أكثر وأغلب.

٥٢٣

سورة الشمس

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٦٩٤] ـ أنا عمرو بن زرارة ، أنا إسماعيل ، عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال : كان معاذ بن جبل يؤمّ قومه ، فدخل حرام وهو يريد أن يسقى نخله فدخل المسجد ليصلّى مع القوم ، فلمّا رأى معاذا طوّل ، تجوّز في صلاته ولحق بنخله ليسقيه ، فقال : إنّه لمنافق ؛ يعجّل من الصّلاة من أجل نخيله. فجاء حرام إلى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومعاذ عنده ، فقال : يا نبيّ الله أردت أن أسقي نخلي ، فدخلت المسجد لأصلّى مع القوم فلمّا طوّل معاذ تجوّزت في صلاتي ولحقت بنخلي أسقيه فزعم أنّي منافق. فأقبل نبيّ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على معاذ فقال : «أفتّان أنت؟ لا تطوّل بهم اقرأ بسبّح اسم ربّك الأعلى ، والشّمس وضحاها ، ونحوها ...».

__________________

(٦٩٤) ـ صحيح تفرد به المصنف من هذا الوجه ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٠١٠). وإسناده صحيح ، رجاله ثقات رجال الشيخين ، إسماعيل هو ابن إبراهيم المعروف ب (ابن علية).

وقد أخرج الحديث من وجه آخر ، وانظر ما سبق هنا (رقم ٦٧٩) ، وقد أخرجه البخاري ومسلم من حديث جابر.

وقد أخرجه الإمام أحمد في مسنده (٣ / ١٢٤) عن إسماعيل بن إبراهيم. ـ

٥٢٤

[٦٩٥] ـ أنا محمّد بن رافع وهارون بن إسحاق ، عن عبدة ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عبد الله بن زمعة ، قال : سمعت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يذكر النّاقة الّتي عقرها (١) قال : (إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها) (١٢) فقال : «انبعث لها رجل عارم عزيز منيع في رهطه مثل أبي زمعة» /.

__________________

(١) هكذا فى الأصل ، فلعلها «التى عقروها» أو «والذى عقرها» كما فى بعض روايات هذا الحديث.

__________________

ـ عن عبد العزيز ـ به وإسناده على شرط الشيخين.

(٦٩٥) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب التفسير ، باب سورة والشمس وضحاها (رقم ٤٩٤٢) وكتاب الأنبياء ، باب قول اللّه تعالى : (وإلى ثمود أخاهم صالحا) (رقم ٣٣٧٧) وكتاب الأدب ، باب الحبّ في اللّه (رقم ٦٠٤٢) وكتاب النكاح ، باب ما يكره من ضرب النساء ، وقول اللّه تعالى (واضربوهنّ) أي ضربا غير مبرح (رقم ٥٢٠٤) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، باب النار يدخلها الجبارون ، والجنة يدخلها الضعفاء (رقم ٢٨٥٥ / ٤٩) ، وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة الشمس وضحاها (رقم ٣٣٤٣) ، وأخرجه المصنف في الكبرى : كتاب عشرة النساء (رقم ٢٨٤) ، وأخرجه ابن ماجة في سننه : كتاب النكاح ، باب ضرب النساء (رقم ١٩٨٣) ، كلهم من طريق هشام بن عروة ، عن أبيه ـ به.

انظر : تحفة الأشراف للمزي (رقم ٥٢٩٤).

قوله : رجل عارم بمهملتين أي صعب على من يرومه ، كثير الشهامة والشر.

وقوله : عزيز أي قليل المثل. ـ

٥٢٥

سورة الليل

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٦٩٦] ـ أنا أحمد بن سليمان ، نا مسكين بن بكير ، عن شعبة ، عن مغيرة ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، قال : قدمنا الشّام فدخلت مسجد دمشق على أبي الدّرداء ، فقال : كيف يقرأ عبد الله واللّيل إذا يغشى. والنّهار إذا تجلّى. والذّكر والأنثى؟ قال : هكذا كان يقرؤها عبد الله.

قال أبو الدّرداء : سمعتها هكذا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

ـ وقوله : «منيع» أى قوى ، ذو منعة.

وقوله : «مثل أبى زمعة». قيل إن المراد بأبي زمعة هذا ، الصحابي الذي بايع تحت الشجرة ، ويكون وجه الشبه على هذا هو العزة والمنعة في قومه ، وقيل يحتمل أن يكون غيره ممن يكنّى أبا زمعة من الكفار ، ورجح الحافظ الاحتمال الثاني وجعله هو المعتمد كما فى الفتح (٨ / ٧٠٦).

(٦٩٦) ـ أخرجه البخاري فى صحيحه : كتاب بدء الخلق ، باب صفة إبليس وجنوده (رقم ٣٢٨٧) ، وكتاب فضائل الصحابة ، باب مناقب عمار وحذيفة رضي الله عنهما (رقم ٣٧٤٢ ، ٣٧٤٣) ، وباب مناقب عبد الله بن مسعود رضى الله عنه (رقم ٣٧٦١) ، وكتاب الاستئذان ، باب من ألقى له وسادة (رقم ٦٢٧٨) وعزاه المزي للمصنف في سننه الكبرى ، كتاب المناقب ، كلاهما من طريق مغيرة ، عن إبراهيم ، عن علقمة ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٠٩٥٦).

المقصود ب «عبد الله) هنا ، هو ابن مسعود ـ رضى الله عنه ـ. ـ

٥٢٦

[٦٩٧] ـ نا علىّ بن حجر ، أنا إسماعيل ، عن داود ، وأنا الحسن بن قزعة ، أنا [مسلمة](١) بن علقمة ، عن داود ، عن عامر ، أنّ علقمة بن قيس قال : قدمت الشّام فلقيت أبا الدّرداء فقال : من أين أنت؟ قال من أهل العراق ، قال من أيّهم؟ قلت من أهل الكوفة ، قال فتقرأ على قراءة ابن أمّ عبد؟ قلت نعم ، قال اقرأ علىّ (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى) فقرأت عليه :

(وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى. وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى). والذّكر والأنثى قال : سمعتها هكذا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ـ واللّفظ للحسن.

__________________

(١) فى الأصل : «سلمة» بدون ميم وهو خطأ ، والتصويب من تحفة الأشراف. وقد نبه الحافظ المزي على هذا الخطأ في تهذيب الكمال وقال صوابه (مسلمة) وقد تابعه الحافظ ابن حجر فى تهذيبه وتقريبه. والله أعلم.

__________________

ـ وقد مال الحافظ في الفتح (٨ / ٧٠٧) إلى نسخ هذه القراءة والذكر والأنثى قال : ولعل هذا مما نسخت تلاوته ، ولم يبلغ النسخ أبا الدرداء ومن ذكر معه. والعجب من نقل الحفاظ من الكوفيين هذه القراءة عن علقمة وعن ابن مسعود ـ وإليهما تنتهى القراءة بالكوفة ـ ثم لم يقرأ بها أحد منهم. وكذا أهل الشام حملوا القراءة عن أبي الدرداء ولم يقرأ أحد منهم بهذا ، فهذا مما يقوى أن التلاوة قد نسخت ا. ه.

(٦٩٧) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب التفسير ، باب وما خلق الذكر والأنثى (رقم ٤٩٤٣ ، ٤٩٤٤) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب ـ

٥٢٧

[٤١١] قوله تعالى :

(فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى [٥] وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى) [٦]

[٦٩٨] ـ أنا محمّد بن عبد الأعلى ، نا المعتمر ، قال سمعت منصورا ، يحدّث عن سعد بن عبيدة ، عن عبد الله بن حبيب ـ أبي عبد الرّحمن السّلميّ ـ عن عليّ بن أبي طالب قال : كنّا في جنازة فيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ببقيع الغرقد فجاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فجلس ومعه مخصرة فنكّس ونكت بها ثمّ رفع رأسه فقال : «ما منكم من أحد ، ما من نفس منفوسة إلّا قد كتب الله مكانها من الجنّة والنّار ، إلّا قد كتبت شقيّة أو سعيدة»

__________________

ـ صلاة المسافرين وقصرها ، باب ما يتعلق بالقراءات (رقم ٨٢٤ / ٢٨٢ ، ٢٨٣ ، ٢٨٤ ، ٢٨٤ مكرر) ، وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب القراءات ، باب «ومن سورة الليل» (رقم ٢٩٣٩) ، كلهم من طريق علقمة بن قيس النخعي أبي شبل الكوفي ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (١٠٩٥٥).

«وابن أم عبد» هو عبد الله بن مسعود ، أيضا.

(٦٩٨) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب التفسير ، باب «فأما من أعطى واتقى» (رقم ٤٩٤٥) وباب «فسنيسره لليسرى» (رقم ٤٩٤٦) وباب «وأما من بخل واستغنى» (رقم ٤٩٤٧) وباب «وكذب بالحسنى» (رقم ٤٩٤٨) وباب «فسنيسره للعسرى» (رقم ٤٩٤٩) وكتاب الجنائز ، باب موعظة المحدث عند القبر ، وقعود أصحابه حوله (رقم ١٣٦٢) وكتاب القدر ، باب ـ

٥٢٨

فقال رجل من القوم : يا رسول الله أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل ؛ فمن كان من أهل السّعادة ليكوننّ إلى السّعادة ، ومن كان من أهل الشّقاوة ليكوننّ إلى الشّقاوة. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «بل اعملوا فكلّ ميسّر ، فأمّا أهل السّعادة فييسّرون للسّعادة ، وأمّا أهل الشّقاوة فييسّرون للشّقاوة» / ثمّ قرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم هذه الآية : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى (٧) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى (١٠)).

* * *

__________________

ـ «وكان أمر الله قدرا مقدورا» (رقم ٦٦٠٥) وكتاب الأدب ، باب الرجل ينكت الشىء بيده فى الأرض (رقم ٦٢١٧) وكتاب التوحيد ، باب قول الله تعالى : «ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر» (رقم ٧٥٥٢) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب القدر ، باب كيفية الخلق الآدمى فى بطن أمه ، وكتابة رزقه وأجله وعمله ، وشقاوته وسعادته (رقم ٢٦٤٧ / ٦ ، ٦ مكرر ، ٧ ، ٧ مكرر) وأخرجه أبو داود في سننه : كتاب السنة باب في القدر (رقم ٤٦٩٤) ، وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب القدر ، باب ما جاء في الشقاء والسعادة (رقم ٢١٣٦) ، وكتاب تفسير القرآن ، باب «ومن سورة والليل إذا يغشى» (رقم ٣٣٤٤) ، وأخرجه ابن ماجه في سننه : المقدمة ، باب فى القدر (رقم ٧٨) ، كلهم من طريق سعيد بن عبيدة ، عن عبد الله بن حبيب أبي عبد الرحمن السلمي ـ به.

وسيأتي (رقم ٦٩٩).

انظر : تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٠١٦٧). ـ

٥٢٩

[٤١٢] قوله تعالى :

(وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى [٨] وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى) [٩]

[٦٩٩] ـ أنا إسماعيل بن مسعود ، عن المعتمر بن سليمان ، عن شعبة ، عن سليمان ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ ، عن عليّ ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال وهو مع جنازة : «ما منكم من أحد ألّا وقد كتب مقعده من النّار ومقعده من الجنّة» قالوا : يا رسول الله أفلا نتّكل؟ قال : «اعملوا فكلّ ميسّر ، (فَأَمَّا)(١)(مَنْ أَعْطى وَاتَّقى [٥] وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى [٦] فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى [٧] وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى [٨] وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى [٩] فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى) [١٠]».

__________________

(١) هكذا فى الأصل «أما» بدون الفاء ـ كما هو مثبت فى الآية ـ فلعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يقصد التلاوة ، وإنما قصد التذكير والإخبار ، أو يكون خطأ من الناسخ.

__________________

ـ قوله ومعه مخصرة بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الصاد المهملة :

هي عصا أو قضيب يمسكه الرئيس ؛ ليتوكأ عليه ، ويدفع به عنه ويشير به لما يريد ، وسميت بذلك ؛ لأنها تحمل تحت الخصر غالبا للاتكاء عليها ، وفي اللغة اختصر الرجل : إذا أمسك المخصرة ـ هكذا في الفتح (١١ / ٤٩٦).

(٦٩٩) ـ سبق تخريجه (رقم ٦٩٨).

٥٣٠

[٧٠٠] ـ نا محمّد بن النّضر بن مساور ، نا حمّاد بن زيد ، عن يزيد الرّشك ، عن مطرّف ، عن عمران بن حصين ، قال : قيل يا رسول الله أعلم أهل الجنّة من النّار؟ قال : «نعم» ، قال : ففيم يعمل العاملون؟ قال : «كلّ ميسّر لما خلق له».

* * *

__________________

(٧٠٠) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب القدر ، باب جف القلم على علم الله وقوله : «وأضله الله على علم» (رقم ٦٥٩٦) وكتاب التوحيد ، باب قول الله تعالى : «ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر» (رقم ٧٥٥١) وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب القدر ، باب كيفية الخلق الآدمى ، في بطن أمه ، وكتابة رزقه وأجله وعمله ، وشقاوته وسعادته (رقم ٢٦٤٩ / ٩ ، ٩ مكرر) وأخرجه أبو داود في سننه : كتاب السنة ، باب في القدر (رقم ٤٧٠٩) ، كلهم من طريق يزيد الرشك ، عن مطرّف ـ به.

انظر : تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٠٨٥٩).

٥٣١

سورة الضّحى

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٧٠١] ـ أنا إسماعيل بن مسعود ، نا بشر ـ يعني ابن المفضّل ـ نا شعبة ، عن الأسود بن قيس ، عن جندب ، قال : أبطأ جبريل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالت امرأة [من قريش](١) : لقد تركه صاحبه ، فأنزلت (وَالضُّحى (١) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى) (٢).

* * *

__________________

(١) زيادة من رواية البخاري.

__________________

(٧٠١) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب التهجد ، باب ترك القيام للمريض (رقم ١١٢٤ ، ١١٢٥) وكتاب فضائل القرآن ، باب كيف نزل الوحي وأول ما نزل (رقم ٤٩٨٣) وكتاب التفسير ، باب ما ودعك ربك وما قلى (رقم ٤٩٥٠ ، ٤٩٥١) وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الجهاد والسير ، باب ما لقي النبي صلّى اللّه عليه وسلّم من أذى المشركين والمنافقين (رقم ١٧٩٧ / ١١٤ ، ١١٥ ، ١١٥ مكرر) وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة الضحى (رقم ٣٣٤٥) ، كلهم من طريق الأسود بن قيس العبدي أبي قيس الكوفي ـ به.

انظر : تحفة الأشراف للمزي (رقم ٣٢٤٩).

٥٣٢

سورة التّين

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٧٠٢] ـ أنا قتيبة بن سعيد ، حدّثنا اللّيث هو ابن سعد ـ ، وأنا قتيبة بن سعيد ، عن مالك (١) ، عن يحيى بن سعيد ، عن عديّ بن ثابت ، عن البراء بن عازب ، قال : صلّيت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم العشاء ، فقرأ بالتّين والزّيتون ، وقال مالك : «العتمة».

__________________

(١) الأولي أن توضع هنا لفظة : «كلاهما عن يحيى بن سعيد» لأن الليث ومالكا كلاهما يرويان هذا الحديث عن يحيى بن سعيد ـ به.

__________________

(٧٠٢) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب الأذان ، باب الجهر في العشاء (رقم ٧٦٧ ، ٧٦٩) وكتاب التفسير ، باب سورة والتين (رقم ٤٩٥٢) وكتاب التوحيد ، باب قول النبي صلّى اللّه عليه وسلّم : الماهر بالقرآن مع سفرة الكرام البررة ، وزينوا القرآن بأصواتكم (رقم ٧٥٤٦) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الصلاة ، باب القراءة في العشاء (رقم ٤٦٤ / ١٧٥ ، ١٧٦ ، ١٧٧) ، وأخرجه أبو داود في سننه : كتاب الصلاة ، باب قصر قراءة الصلاة في السفر (رقم ١٢٢١) ، وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب أبواب الصلاة ، باب ما جاء في القراءة في صلاة العشاء (رقم ٣١٠) ، وأخرجه المصنف في سننه : كتاب الافتتاح ، باب القراءة فيها بالتين والزيتون وباب القراءة في الركعة الأولى من صلاة : ـ

٥٣٣

سورة العلق

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٧٠٣] ـ أنا محمّد بن عبد الأعلى ، نا المعتمر ، عن أبيه ، نا نعيم بن أبي هند ، عن أبي حازم ،

__________________

ـ العشاء الآخرة (رقم ١٠٠٠ ، ١٠٠١) ، وأخرجه ابن ماجه في سننه : كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ، باب القراءة في صلاة العشاء (رقم ٨٣٤ ، ٨٣٥) ، كلهم من طريق عدي بن ثابت الأنصاري الكوفي ـ به.

انظر : تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٧٩١).

قوله : «وقال مالك : العتمة» أى سمّى مالك في روايته صلاة العشاء الآخرة بالعتمة وقد ثبت النهي عن تسمية العشاء بالعتمة ، مع ثبوت هذا اللفظ عنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكذا استعمله الصحابة ، فاختلف في ذلك ، ورجح الحافظ في الفتح كون تسميتها بالعتمة خلاف الأولى وبوب لذلك البخارى فقال : «ذكر العشاء والعتمة ومن رآه واسعا» أى جائزا ذكر كل منهما. ثم قال : والاختيار أن يقول العشاء لقوله تعالى : «ومن بعد صلاة العشاء» انظر الفتح (٢ / ٤٤ ـ ٤٥).

(٧٠٣) ـ أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب صفات المنافقين وأحكامهم ، باب قوله : «إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى» (رقم ٢٧٩٧ / ٣٨).

وعزاه المزي في تحفة الأشراف للمصنف في الكبرى : كتاب الملائكة ، كلاهما بهذا الإسناد ، وعند مسلم عبيد الله بن معاذ ومحمد بن عبد الأعلى ـ به

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٣٤٣٦).

والمقصود بترجمة النسائى ـ رحمه‌الله تعالى ـ بهذه الآية : السورة كلها ، وما فيها من تهديد الكفار بالزبانية وهم الملائكة. ـ

٥٣٤

عن / أبي هريرة ، قال : قال أبو جهل : هل يعفّر محمّد وجهه بين المشركين ، فقيل : نعم ، فقال : واللّات والعزّى لئن رأيته كذلك لأطأنّ على رقبته ، أو لأعفّرنّ وجهه في التّراب ، فأتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يصلّي ـ زعم ليطأ على رقبته ـ قال : فما فجأهم إلّا وهو ينكص على عقبيه ويتّقي بيده فقيل : ما لك؟ قال : إنّ بيني وبينه لخندقا من نار وهولا وأجنحة فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لو دنا منّي لاختطفته الملائكة عضوا عضوا».

[٧٠٤] ـ أنا عبد الله بن سعيد ، عن أبي خالد ـ وهو : سليمان بن حيّان (١) عن داود ، عن عكرمة ،

__________________

(١) في الأصل : «ابن سليمان بن حيان» ، والصواب ما أثبتناه.

__________________

(٧٠٤) ـ إسناده حسن أخرجه الترمذي في جامعه (رقم ٣٣٤٩) : كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة اقرأ باسم ربك ، بهذا الإسناد. وانظر تحفة الأشراف (رقم ٦٠٨٢) ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب صحيح. ورجاله ثقات غير سليمان بن حيان الأحمر وهو أبو خالد فهو صدوق يخطئ ، شيخ المصنف هو ابن حصين الكندي ، داود هو ابن أبي هند ، وأصل الحديث أخرجه البخاري وغيره.

وقد أخرجه أحمد ـ قال عبد اللّه وسمعته أنا ـ في مسنده (١ / ٢٥٦) ، وأحمد (١ / ٣٢٩) ، وابن جرير الطبري ـ من طرق ـ في تفسيره (٣٠ / ١٦٤) ، كلهم من حديث داود عن عكرمة عن ابن عباس به ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١٣٩) : في الصحيح بعضه ، ورجال أحمد رجال الصحيح. ـ

٥٣٥

عن ابن عبّاس ، قال : صلّى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجاء أبو جهل فقال : ألم أنهك عن هذا؟ والله إنّك لتعلم ما بها ناد (١) أكثر منّي ، فأنزل الله عزوجل (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ) (١٨) قال ابن عبّاس : والله لو دعا ناديه لأخذته الزّبانية.

[٧٠٥] ـ أنا محمّد بن رافع ، نا عبد الرّزّاق ، أنا معمر ، عن عبد الكريم الجزريّ ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، في قوله عزوجل (سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ) (١٨) قال : قال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لو فعل أبو جهل لأخذته الملائكة عيانا».

* * *

__________________

(١) فى الأصل : «نادى» والصواب ما أثبتناه من رواية الترمذي.

__________________

ـ وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٦ / ٣٦٩) لابن أبي شيبة وابن المنذر والطبراني وابن مردويه وأبي نعيم والبيهقي عن ابن عباس.

وعزاه الحافظ في تخريج الكشاف للحاكم والبزار.

(٧٠٥) ـ سبق تخريجه (رقم ٨١).

وقد أخرجه أحمد في مسنده (١ / ٣٦٨) من هذا الوجه من حديث معمر ـ به.

٥٣٦

سورة القدر

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٧٠٦] ـ أنا عليّ بن حجر ، عن إسماعيل ، عن (١) عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر قال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن ليلة القدر فقال «تحرّوها في السّبع الأواخر من شهر رمضان».

__________________

(١) في الأصل : «عن إسماعيل بن عبد الله بن دينار» وهو خطأ وصوابه ما أثبتناه كما في تحفة الأشراف وبمراجعة كتب الرجال.

__________________

(٧٠٦) ـ صحيح تفرد به المصنف ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٧١٤٧). وإسناده صحيح رجاله رجال الشيخين وهو على شرط مسلم ، وهو من الأسانيد العالية للمصنف ، إسماعيل هو ابن جعفر بن أبي كثير المدني.

وقد أخرجه أحمد في مسنده (٢ / ٦٢ ، ٧٤) من حديث ابن دينار عن ابن عمر ـ به.

وأخرجه مسلم (١١٦٥ / ٢٠٦) ، وأبو داود (رقم ١٣٨٥) ، والمصنف في الكبرى (الاعتكاف) ، كلهم من حديث مالك عن عبد اللّه بن دينار عن ابن عمر ـ به ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٧٢٣٠).

وقد أخرجه البخاري في صحيحه (رقم ٢٠١٥) ، ومسلم (١١٦٥ / ٢٠٥) ، والمصنف في الكبري (الرؤيا) كلهم من حديث مالك عن نافع عن ابن عمر ـ به. وانظر تحفة الأشراف (رقم ٨٤٦٣). ـ

٥٣٧

[٧٠٧] ـ أنا محمّد بن عبد الأعلى ، نا خالد ، نا شعبة قال : أنبأني قتادة ، عن مطرّف ، عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول في ركوعه : «سبّوح قدّوس ربّ الملائكة والرّوح».

[٧٠٨] ـ أنا إسماعيل بن مسعود ، نا خالد ـ يعني : ابن الحارث ـ عن كهمس ، عن ابن بريدة ،

__________________

ـ وانظر تفصيل القول في تعيين ليلة القدر ، في فتح الباري للحافظ (٤ / ٢٦٠ ـ ٢٦٧).

(٧٠٧) ـ أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الصلاة ، باب ما يقال في الركوع والسجود (رقم ٤٨٧ / ٢٢٣ ، ٢٢٤) وأخرجه أبو داود في سننه : كتاب الصلاة ، باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده (رقم ٨٧٢) ، وأخرجه المصنف في سننه : كتاب الافتتاح ، باب التطبيق ، نوع آخر منه (رقم ١٠٤٨) وعدد التسبيح في السجود (رقم ١١٣٤).

وعزاه المزي في تحفة الأشراف للمصنف في الكبرى : كتاب الصلاة ، وكتاب النعوت في موضعين منه ، كلهم من طريق قتادة ، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير ـ به. انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٧٦٦٤).

(٧٠٨) ـ صحيح أخرجه الترمذي في جامعه (رقم ٣٥١٣) : كتاب الدعوات ، والمصنف في الكبرى : كتاب عمل اليوم والليلة (رقم ٨٧٢ ، ٨٧٣ ، ٨٧٤ ، ٨٧٥ ، ٨٧٦) ، باب ما يقول إذا وافق ليلة القدر ، وابن ماجه في سننه (رقم ٣٨٥٠) : كتاب الدعاء ، باب الدعاء بالعفو والعافية. وعزاه المزي للمصنف في الكبرى : كتاب النعوت في خمسة مواضع منه ، كلهم من ـ

٥٣٨

عن عائشة ، قالت : قلت للنّبيّ / صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن وافقت ليلة القدر ، ما ذا أقول؟ قال : «تقولين : اللهمّ إنّك عفوّ تحبّ العفو فاعف عنّي».

[٧٠٩] ـ أنا محمّد بن قدامة ، أنا جرير ، عن منصور ، عن سعيد بن جبير ،

__________________

ـ طريق كهمس ، عن عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي ـ به. وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٦١٨٥) ، وقال الترمذي : «هذا حديث حسن صحيح». وإسناده صحيح رجاله ثقات ، شيخ المصنف هو الجحدري ، كهمس هو ابن الحسن ، ابن بريدة ، جاء في بعض الروايات عبد الله وفي أخري سليمان بن بريدة وكلاهما ثقة ، وانظر عمل اليوم والليلة وتحفة الأشراف (رقم ١٦١٣٤) ، وقال الدارقطني في سننه (٣ / ٣٣) عن عبد الله : «لم يسمع من عائشة ، وكذا جزم البيهقي في كتاب الطلاق من سننه ، ويقوي الحديث ما أخرجه المصنف في اليوم والليلة (رقم ٨٧٨) من حديث مسروق عن عائشة موقوفا.

وقد أخرجه الإمام أحمد (٦ / ١٧١ ، ١٨٢ ، ١٨٣ ، ٢٥٨) ، والحاكم في مستدركه (١ / ٥٣٠) وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي ، كلاهما من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها مرفوعا ، وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٦ / ٣٧٧) لمحمد بن نصر والبيهقي عن عائشة ـ به.

(٧٠٩) ـ صحيح تفرد به المصنف ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٥٦٢٦). وإسناده صحيح ، رجاله ثقات شيخ المصنف هو ابن أعين المصيصي ، جرير هو ابن عبد الحميد بن قرط ، منصور هو ابن المعتمر السلمي.

وقد أخرجه الطبري في تفسيره (٣٠ / ١٦٦ ـ ١٦٧) ، وابن الضريس في فضائل القرآن (رقم ٧٠٩) ، والحاكم في مستدركه (٢ / ٢٢٢ ، ٥٣٠) ـ

٥٣٩

عن ابن عبّاس قوله : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (١) قال : نزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر ، وكان الله عزوجل ينزل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعضه في أثر بعض ، قالوا (لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً) [الفرقان (٣٢)].

[٧١٠] ـ أنا محمّد بن بشّار ، نا عبد الرّحمن ، نا جابر بن يزيد (١) بن رفاعة العجليّ ، عن يزيد بن أبي سليمان ،

__________________

(١) في الأصل : «زيد» وهو خطأ ، والتصويب من تحفة الأشراف ، وتقريب التهذيب للحافظ.

__________________

ـ وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي ، كلهم من حديث جرير عن منصور عن سعيد عن ابن عباس ـ به.

وأخرجه البزار في مسنده (رقم ٢٢٩٠ ـ كشف الأستار) ، والطبراني في الكبير (ج ١٢ / ص ٣٢) (رقم ١٢٣٨٢) مختصرا من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١٤٠) : رواه الطبراني والبزار باختصار ، ورجال البزار رجال الصحيح ، وفي إسناد الطبراني عمرو بن عبد الغفار وهو ضعيف.

وله طريق أخرى من حديث عكرمة عن ابن عباس بمعناه ، وقد سبق هنا (رقم ٣٩٢).

وقد زاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٦ / ٣٧٠) لابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس.

(٧١٠) ـ أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح (رقم ٧٦٢ / ١٧٩ ، ١٨٠) وكتاب ـ

٥٤٠