تفسير النسائي - ج ٢

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي

تفسير النسائي - ج ٢

المؤلف:

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي


المحقق: صبري بن عبدالخالق الشافعي وسيّد بن عبّاس الجليمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٩٥
الجزء ١ الجزء ٢

[٤٦٠] ـ أخبرنا محمّد بن بشّار ، عن محمّد ، قال : أخبرنا (١) شعبة ، عن محمّد بن زياد ، عن أبي هريرة ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «إنّ عفريتا من الجنّ انفلت البارحة ؛ ليقطع علىّ صلاتي ، فأمكنني الله منه ، فأخذته فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتّى تنظرون (٢) إليه ، فذكرت دعوة أخي سليمان بن داود ، وقوله (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ (٣) هَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي) فرددته خاسئا».

__________________

(١) في الأصل : «نا».

(٢) هكذا في الأصل و (ح) وصوابها لغويا : تنظروا.

(٣) سقطت من الأصل.

__________________

ـ البيهقي (٢ / ٢١٩) ، وأخرجه عبد بن حميد وابن مردويه كما في الدر المنثور (٥ / ٣١٣) من حديث أبي عبيدة عن ابن مسعود وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه. وللحديث شواهد أخرى من حديث أبي سعيد الخدري وجابر بن سمرة وغيرهما.

قوله لأصبح أي الشيطان.

(٤٦٠) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب الصلاة ، باب الأسير أو الغريم يربط في المسجد (رقم ٤٦١) وكتاب العمل في الصلاة ، باب ما يجوز من العمل في الصلاة (رقم ١٢٠٩) وذكره في (١٢١٠) تعليقا. وكتاب بدء الخلق ، باب صفة إبليس وجنوده (رقم ٣٢٨٤) وكتاب أحاديث الأنبياء ، باب قول اللّه تعالى : ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب (رقم ٣٤٢٣) وكتاب التفسير ، باب : هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب (رقم ٤٨٠٨) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب المساجد

٢٢١

[٣٠١] قوله تعالى :

(جَنَّاتِ عَدْنٍ) [٥٠]

[٤٦١] ـ أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا عبد العزيز بن عبد الصّمد ، قال : حدّثنا أبو عمران الجونيّ ، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس ، عن أبيه ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «ما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربّهم ، إلّا رداء الكبر على وجهه في جنّات عدن».

__________________

ـ ومواضع الصلاة ، باب جواز لعن الشيطان في أثناء الصلاة ، والتعوذ منه وجواز العمل القليل في الصلاة (رقم ٥٤١ / ٣٩) كلاهما من طريق شعبة بن الحجاج ، عن محمد بن زياد ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٤٣٨٤).

(٤٦١) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب التفسير ، باب «ومن دونهما جنتان» (رقم ٤٨٧٨) وباب «حور مقصورات في الخيام» (رقم ٤٨٧٩) وكتاب التوحيد ، باب قول الله تعالى : «وجوه يومئذ ناضرة. إلى ربها ناظرة» (رقم ٧٤٤٤) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الإيمان ، باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه وتعالى (رقم ١٨٠ / ٢٩٦) ، وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب صفة الجنة ، باب ما جاء في صفة غرف الجنة (رقم ٢٥٢٨) وأخرجه ابن ماجه في سننه : المقدمة ، باب فيما أنكرت الجهمية (رقم ١٨٦) وعزاه المزي في تحفة الأشراف للمصنف في سننه الكبرى : كتاب النعوت كلهم من طريق أبي بكر بن أبي موسى ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٩١٣٥). ـ

٢٢٢

[٣٠٢] قوله تعالى :

(وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ) [٥٨]

[٤٦٢] ـ أخبرنا عمرو بن سوّاد بن الأسود [بن عمرو](١) ، عن (٢) ابن وهب ، قال : حدثنا (٣) ابن أبي ذئب ، عن محمّد بن عمرو بن عطاء ، عن سعيد بن يسار ،

__________________

(١) زيادة من (ح).

(٢) في الأصل : «أنا ابن وهب».

(٣) في الأصل : «أنا ابن أبي ذئب».

__________________

ـ قال الحافظ في الفتح (١٣ / ٤٣٢) بعد أن ذكر أقوالا للعلماء في شرح هذا الحديث : وحاصله : أن رداء الكبرياء مانع عن الرؤية ، فكأن في الكلام حذفا ، تقديره بعد قوله إلا رداء الكبرياء : فإنه يمن عليهم برفعه ، فيحصل لهم الفوز بالنظر إليه ....

(٤٦٢) ـ صحيح أخرجه ابن ماجة في سننه : (رقم ٤٢٦٢) كتاب الزهد ، باب ذكر الموت والاستعداد له ، وعزاه المزي للمصنف في سننه الكبرى : كتاب الملائكة كلاهما من طريق سعيد بن يسار أبي الحباب ـ به. وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٣٣٨٧). وإسناده صحيح على شرط الشيخين سوى شيخ المصنف فقد أخرج له مسلم ، وابن وهب هو عبد اللّه ، وابن أبي ذئب هو محمد بن عبد الرحمن.

وأخرجه أحمد في مسنده (٢ / ٣٦٤ ـ ٣٦٥) ، (٦ / ١٤٠) عن حسن بن محمد ، وابن جرير الطبري في تفسيره (٨ / ١٢٩ ـ ١٣٠ ، ١٣٠) من حديث عثمان بن عبد الرحمن وابن أبي فديك ، والبيهقي في إثبات عذاب

٢٢٣

عن أبي هريرة ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّ الميّت تحضره الملائكة ، فإذا كان الرّجل الصّالح ، قال : اخرجي أيّتها النّفس الطّيّبة ، كانت في جسد طيّب ، اخرجي حميدة ، وأبشري بروح وريحان وربّ غير غضبان ، يقولون (١) ذلك حتّى تخرج ، ثمّ يعرج بها إلى السّماء ، فيستفتح لها ، فيقال : من هذا؟ فيقال : فلان ، فيقال مرحبا / بالنّفس الطّيّبة ، كانت في الجسد الطّيّب ، ادخلي (٢)

__________________

(١) في (ح): «فيقولون».

(٢) في : (ح): «أخرجي» وهي خطأ.

__________________

ـ القبر (رقم ٣٩) من حديث يحيى بن أبي بكير ، كلهم عن ابن أبي ذئب ـ به وأشار إليه البيهقي في البعث (رقم ٥٠) ، وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٣ / ٨٣) لابن حبان والحاكم وصححه عن أبي هريرة.

وللحديث شاهد عن البراء بن عازب بنحوه مطولا ، أخرجه أحمد (٤ / ٢٨٨ ، ٢٩٥ ، ٢٩٦ ، ٢٩٧) ، وابن جرير الطبري (٨ / ١٢٩) ، والطيالسي (رقم ٧٥٣) ، وأبو داود في سننه (رقم ٣٢١٢ ، ٤٧٥٣ ، ٤٧٥٤) مختصرا ومطولا ، والنسائي (رقم ٢٠٠١) ولم يسقه ، وابن ماجة في سننه (رقم ١٥٤٨) ولم يسقه بتمامه ، والحاكم (١ / ٣٧ ـ ٤٠) وصححه على شرط الشيخين ، ووافقه الذهبي ، والبيهقي في إثبات عذاب القبر (رقم ٢٧ ـ رقم ٣٥) ، وأبو نعيم في الحلية (٩ / ٥٦) ، وكذا أخرجه عبد اللّه بن أحمد في السنة (رقم ١٣٦٥ ، ١٣٦٦) ، وابن المبارك في الزهد (رقم ١٢١٩) ، وهو حديث صحيح ، وأخرجه أيضا ابن أبي شيبة في مصنفه (٣ / ٣٧٤) ، وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٣ / ٨٣) لهناد بن السري وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن البراء بن عازب ـ به. ـ

٢٢٤

حميدة ، وأبشري بروح وريحان وربّ غير غضبان ، فيقال لها ذلك حتّى تنتهي إلى السّماء السّابعة. وإذا كان الرّجل السّوء ، قيل : اخرجي أيّتها النّفس الخبيثة ، كانت في الجسد الخبيث. اخرجي ذميمة ، وأبشري بحميم وغسّاق وآخر من شكله أزواج ، فيقال ذلك حتّى تخرج ، ثمّ يعرج بها إلى السّماء ، فيستفتح لها ، فيقال : من هذا؟ فيقال : فلان ، فيقال : لا مرحبا بالنّفس الخبيثة ، كانت في الجسد الخبيث. اخرجي ذميمة ، فلن تفتح لك أبواب السّماء».

* * *

__________________

ـ قوله «بروح» : هو الراحة أو الفرح والسرور والرزق الحسن ، وأصل الروح : برد نسيم الريح.

قوله «حميم» : هو الماء الحار الذي بلغ النهاية في حره.

قوله «غسّاق» : الغسّاق بالتخفيف والتشديد : ما يسيل من صديد أهل النار وغسالتهم ، وقيل ما يسيل من دموعهم ، وقيل هو الزمهرير ، وهو شديد البرودة.

٢٢٥

[٣٠٣] قوله تعالى :

(إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ [٧١] فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) [٧٢]

[٤٦٣] ـ أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربيّ (١) ، قال حدّثنا معتمر ـ يعني ابن سليمان ، قال : حدّثنا أبي ، عن سليمان ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «احتجّ آدم وموسى ، فقال : يا آدم ، أنت الّذي خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، أغويت النّاس وأخرجتهم من الجنّة. فقال آدم : وأنت موسى الّذي اصطفاك الله بكلامه ، تلومني على عمل عملته ، كتبه الله علىّ قبل أن يخلق السّماوات والأرض. قال : فحجّ آدم موسى».

__________________

(١) هكذا هو على الصواب في (ح): «عربى». وفي الأصل : «عدى» وهو خطأ.

__________________

(٤٦٣) ـ صحيح أخرجه الترمذي في جامعه : كتاب القدر ، باب ما جاء في حجاج آدم وموسى عليهما السّلام (رقم ٢١٣٤) وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٢٣٨٩). وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب ، وسليمان هو الأعمش.

وإسناده صحيح على شرط مسلم ، فإن شيخ المصنف أخرج له مسلم وأهل السنن. والحديث أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم ١٤٠) بإسناد المصنف هذا. وأخرجه أيضا (١٤١) من حديث أبي عوانة عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة.

٢٢٦

سورة الزّمر

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٤٦٤] ـ أخبرنا محمّد بن النّضر بن مساور ، قال : حدّثنا حمّاد ، عن مروان أبي لبابة ،

__________________

ـ وأخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من غير وجه عن أبي هريرة به وانظر ما سبق (رقم ٥ ، ٨٠) من هذا التفسير.

(٤٦٤) ـ صحيح أخرجه الترمذي في جامعه : (رقم ٢٩٢٠) كتاب فضائل القرآن ، وكتاب الدعوات (رقم ٣٤٠٥) ، والمصنف في سننه : (رقم ٢٣٤٧) كتاب الصيام ، باب صوم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بأبي هو وأمى ـ وذكر اختلاف الناقلين للخبر في ذلك ، وأخرجه المصنف في سننه الكبرى : (رقم ٧١٢) كتاب عمل اليوم والليلة ، الفضل في قراءة «تبارك الذي بيده الملك» كلاهما من طريق مروان أبي لبابة البصري الوراق ـ به. وانظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٧٦٠١ ، ١٧٦٠٢).

وقال الترمذي : «حديث حسن غريب» ، وشيخ المصنف : «صدوق» وقد توبع ، حماد هو ابن زيد ، ومروان أبو لبابة وثقه ابن معين ، وذكره ابن حبان في الثقات ، ونقل الترمذي عن البخاري أنه سمع عائشة.

والحديث قد أخرجه أحمد في مسنده (٦ / ٦٨ ، ١٢٢) عن حسن وعفان ، والحاكم في مستدركه (٢ / ٤٣٤) من حديث سليمان بن حرب ، كلهم عن حماد بن زيد ـ به ، وسكت عليه الحاكم والذهبي في التلخيص.

وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٤ / ١٣٦) لابن مردويه عن عائشة

٢٢٧

عن عائشة [رضي الله عنها](١) قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصوم ، حتّى نقول ما يريد أن يفطر ، ويفطر حتّى نقول ما يريد أن يصوم ، وكان يقرأ في كلّ ليلة بني (٢) إسرائيل والزّمر.

__________________

(١) زياده من (ح).

(٢) في (ح): «ببنى إسرائيل».

٢٢٨

[٣٠٤] قوله تعالى :

(وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً) [٨]

[٤٦٥] ـ [أخبرنا محمّد بن عبد الله بن عبد الرّحيم ، قال : حدّثنا عبد الله بن الزّبير بن عيسى الحميديّ](١) ، قال : حدّثنا سفيان ، قال : حدّثنا عمر بن سعيد الثّوريّ ، عن الأعمش ، قال : سمعت سعيد بن جبير ، يقول : ليس أحد أصبر على أذى يسمعه من الله ؛ يدعون له ندّا ، ثمّ هو يرزقهم ويعافيهم. / قال الأعمش : فقلت له : ممّن سمعته يا أبا (٢) عبد الله؟ / قال : حدّثناه (٣) أبو (٤) عبد الرّحمن السّلميّ (٥) ، عن أبي موسى الأشعريّ ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

* * *

__________________

(١) هكذا هو على الصواب في (ح) ، وفي الأصل : «أنا محمد بن عبد الله ابن الزبير الحميدي ، نا سفيان ...» وهو خطأ ظاهر انتقل فيه نظر الناسخ.

(٢) في الأصل و (ح) «با».

(٣) في الأصل : «أنا».

(٤) في (ح): «ابن عبد الرحمن» وهو خطأ.

(٥) في (ح): «السهمى» وهو خطأ.

__________________

(٤٦٥) ـ سبق تخريجه (رقم ٣٤٣).

٢٢٩

[٣٠٥] قوله تعالى :

(إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ) [١٠]

[٤٦٦] ـ أخبرنا هنّاد بن السّريّ ، عن أبي الأحوص ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يقول الله تبارك وتعالى (١) : من أذهبت كريمتيه ، فاحتسب ، وصبر ، لم أرض (٢) له ثوابا دون الجنّة» (٣).

__________________

(١) فى (ح): «عزوجل».

(٢) فى (ح): «أجعل».

(٣) وقع هذا الحديث فى (ح) قبل الحديث السابق ، وأثبتنا ترتيب أحاديث الأصل.

__________________

(٤٦٦) ـ صحيح تفرد به المصنف ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٢٤٨٤).

وإسناده صحيح ، أبو الأحوص هو : سلّام بن سليم ثقة متقن ، وللحديث طرق وشواهد.

وأخرجه الترمذي (رقم ٢٤٠١) من حديث الثوري عن الأعمش عن أبي صالح ـ به ، وقال : حديث حسن صحيح.

وله شاهد من حديث أنس : أخرجه البخاري (رقم ٥٦٥٣) في صحيحه ، وفي الأدب المفرد (رقم ٥٣٤) ، والترمذي (رقم ٢٤٠٠). ـ

٢٣٠

[٣٠٦] قوله تعالى :

(ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) [٣١]

[٤٦٧] ـ أخبرنا محمد بن عامر ، قال : حدثنا منصور بن سلمة ، قال : حدّثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد [بن جبير](١) ، عن ابن عمر ، قال : نزلت هذه الآية ، وما نعلم في أيّ شيء نزلت (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) قلنا : من نخاصم؟! ليس بيننا وبين أهل الكتاب خصومة ، حتّى وقعت الفتنة.

قال ابن عمر : هذا الّذي وعدنا ربّنا أن نختصم فيه.

__________________

(١) زيادة من (ح).

__________________

ـ وأخرجه أحمد (٥ / ٢٥٨) ، والبخاري في الأدب المفرد (رقم ٥٣٥) ، وابن ماجة في سننه (رقم ١٥٩٧) ، كلهم من حديث أبي أمامة.

قوله كريمتيه : عينيه.

(٤٦٧) ـ إسناد حسن تفرد به المصنف ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٧٠٦٩). ورجاله ثقات ، يعقوب هو ابن عبد اللّه القمي ، وجعفر هو ابن أبي المغيرة وكلاهما : صدوق يهم.

وقد أخرجه من هذا الوجه ابن جرير الطبري في تفسيره (٢٤ / ٢ ـ ٣) ، وابن أبي حاتم في تفسيره ـ كما في تفسير ابن كثير (٤ / ٥٤) ـ ، وأخرجه الطبراني كما في المجمع. ـ

٢٣١

__________________

ـ وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١٠٠) : «رواه الطبراني ورجاله ثقات».

وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٥ / ٣٢٧) لعبد بن حميد ونعيم بن حماد وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن عمر ـ به.

والمقصود بالفتنة في هذا الأثر ما وقع بين أهل الإسلام من الخصومة والبلاء ، بعد مقتل عثمان. وقال ابن كثير في تفسيره (٤ / ٥٣) : «ومعنى هذه الآية أنكم ستنتقلون من هذه الدار لا محالة وستجتمعون عند الله تعالى في الدار الآخرة وتختصمون فيما أنتم فيه من الدنيا من التوحيد والشرك بين يدي الله عزوجل فيفصل بينكم ويفتح بالحق وهو الفتاح العليم ، فينجي المؤمنين المخلصين الموحدين ، ويعذب الكافرين الجاحدين المشركين المكذبين. ثم إن هذه الآية وإن كان سياقها في المؤمنين والكافرين وذكر الخصومة بينهم في الدار الآخرة ؛ فإنها شاملة لكل متنازعين في الدنيا فإنه تعاد عليهم الخصومة في الدار الآخرة».

ويؤيد ما قاله ابن كثير ؛ ما أخرجه أحمد في مسنده (١ / ١٦٧) ، والترمذي (رقم ٣٢٣٦) ، والحاكم في مستدركه (٢ / ٤٣٥) ، وابن أبي حاتم ـ كما في تفسير ابن كثير (٤ / ٥٣) ـ ، وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ٣٢٧) لعبد الرزاق وابن منيع وعبد بن حميد وأبي نعيم في الحلية والبيهقي في البعث عن الزبير بن العوام : [لما نزلت : «إنك ميت وإنهم ميتون ، ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون» قلت : يا رسول الله ، أتكرر علينا الخصومة بعد الذي كان بيننا في الدنيا؟ قال : «نعم» فقال : إن الأمر إذن لشديد] ، وإسناده حسن فهو من رواية محمد بن عمرو بن علقمة : «صدوق له أوهام».

٢٣٢

[٣٠٧] قوله عزوجل :

(اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها) [٤٢]

[٤٦٨] ـ أخبرنا محمد بن كامل ، قال : أخبرنا (١) هشيم ، عن حصين بن عبد الرّحمن ، عن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أبيه ، قال : خرجنا (٢) مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونحن في سفر ذات ليلة ، قلنا : يا رسول الله لو عرّست بنا. قال : «إنّي أخاف أن تناموا ، فمن يوقظنا للصّلاة؟». فقال بلال : أنا يا رسول الله. فعرّس القوم ، فاضطجعوا ، وأسند (٣) بلال إلى

__________________

(١) فى الأصل : «نا».

(٢) فى (ح): «سرنا».

(٣) فى (ح): «واستند».

__________________

(٤٦٨) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب مواقيت الصلاة ، باب الأذان بعد ذهاب الوقت (رقم ٥٩٥) وكتاب التوحيد ، باب في المشيئة والإرادة (رقم ٧٤٧١) ، وأخرجه أبو داود في سننه : كتاب الصلاة ، باب في من نام عن الصلاة أو نسيها (رقم ٤٣٩ ، ٤٤٠) ، وأخرجه المصنف في سننه : كتاب الإمامة ، باب الجماعة للفائت من الصلاة (رقم ٨٤٦).

وعزاه المزي للمصنف في سننه الكبرى : كتاب الصلاة كلهم من طريق عبد اللّه بن أبي قتادة الأنصاري ـ به.

انظر : تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٢٠٩٦).

قوله عرست بنا التعريس : نزول المسافر آخر الليل نزلة للنوم والاستراحة.

٢٣٣

راحلته ، فغلبته عيناه. فاستيقظ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد طلع حاجب الشّمس ، فقال : «يا بلال : أين ما قلت؟». قال : يا رسول الله ، والّذي بعثك بالحقّ ما ألقيت [علىّ](١) نومة مثلها. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ الله قبض أرواحكم حين شاء ، وردّها عليكم حين شاء» ثمّ أمرهم ، فانتشروا لحاجتهم فتوضّئوا ، وقد ارتفعت الشّمس ، فصلّى بهم الفجر.

__________________

(١) زيادة فى (ح).

٢٣٤

[٣٠٨] قوله تعالى :

(يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ) [٥٣]

[٤٦٩] ـ أخبرنا الحسن بن محمّد ، قال : حدّثنا حجّاج ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني يعلى عن سعيد ، عن ابن عبّاس ، أنّ ناسا من أهل الشّرك قد / قتلوا (١) فأكثروا ، ثمّ أتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢) ، فقالوا : إنّ الّذي تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرنا أنّ لما عملنا كفّارة. فنزلت (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ) [الفرقان : ٦٨] ونزلت (يا عِبادِيَ)(٣)(الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ).

__________________

(١) في (ح): «فتكوا».

(٢) فى (ح): «أتوا محمدا ...».

(٣) في (ح): «يا عباد الذين ...» بدون الياء بعد الدال المهملة.

__________________

(٤٦٩) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب التفسير ، باب يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة اللّه إن اللّه يغفر الذنوب جميعا ، إنه هو الغفور الرحيم (رقم ٤٨١٠) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الإيمان ، باب كون الإسلام يهدم ما قبله وكذا الهجرة والحج (رقم ١٢٢ / ١٩٣) وأخرجه أبو داود في سننه : كتاب الفتن والملاحم ، باب في تعظيم قتل المؤمن (رقم ٤٢٧٤) ، وأخرجه المصنف في سننه : كتاب تحريم الدم ، تعظيم الدم (رقم ٤٠٠٤) كلهم من طريق يعلى بن مسلم ، عن سعيد بن جبير ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٥٦٥٢).

٢٣٥

[٣٠٩] قوله تعالى :

(وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) [٦٧]

[٤٧٠] ـ أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا جرير ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن (١) عبيدة ، عن عبد الله ، قال : جاء حبر من اليهود إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : «يا أبا القاسم ، إذا كان يوم القيامة ، جعل الله السّماوات على

__________________

(١) هكذا في (ح) على الصواب ، وفي الأصل : «إبراهيم بن عبيدة» وهو خطأ.

__________________

(٤٧٠) ـ أخرجه البخاري في صحيحه. كتاب التفسير ، باب وما قدروا اللّه حق قدره (رقم ٤٨١١) وكتاب التوحيد ، باب قول اللّه تعالى لما خلقت بيدي (رقم ٧٤١٤) وباب كلام الرب عزّ وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم (رقم ٧٥١٣) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب صفات المنافقين وأحكامهم ، وكتاب صفة القيامة والجنة والنار (رقم ٢٧٨٦ / ١٩ ، ٢٠) وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة الزمر (رقم ٣٢٣٨ ، ٣٢٣٩).

وعزاه المزي للمصنف في سننه الكبرى : كتاب النعوت كلهم من طريق عبيدة بن عمرو السلماني ـ به.

وسيأتي (رقم ٤٧١).

انظر : تحفة الأشراف للمزي (رقم ٩٤٠٤).

قوله حبر من اليهود أي عالم.

٢٣٦

إصبع ، والأرضين على إصبع ، والماء والثّرى على إصبع ، والشّجر على إصبع ، والخلائق كلّهم (١) على إصبع ، ثمّ يهزّهنّ ويقول : أنا الملك». فلقد رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ضحك حتّى بدت نواجذه تعجّبا لما قال : وتصديقا له ، ثمّ قرأ (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ).

[٤٧١] ـ أخبرنا محمد بن المثنّى ، قال : حدثنا يحيى ، قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثني منصور وسليمان ، عن إبراهيم ، عن عبيدة ، عن عبد الله ، أن يهوديّا جاء إلى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا محمّد ، إنّ الله يمسك السّماوات على إصبع ، والأرضين على إصبع ، والجبال والخلائق على إصبع ، (قال) (٢) : ثمّ يقول : أنا الملك. فضحك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتّى بدت نواجذه ، وقال : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ).

__________________

(١) فى الأصل : «كلها».

(٢) زيادة من (ح).

__________________

قوله الثرى أي التراب.

قوله بدت نواجذه أي ظهرت أواخر أسنانه مبالغة في الضحك.

(٤٧١) ـ سبق تخريجه (رقم ٤٧٠).

٢٣٧

قال يحيى : وزاد فيه فضيل بن عياض ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن عبيدة ، عن عبد الله : فضحك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تعجّبا وتصديقا.

(قال أبو عبد الرّحمن) (١) : خالفه عيسى بن يونس ؛ رواه عن الأعمش ، [عن إبراهيم](٢) ، عن علقمة ، عن عبد الله (٣).

[٤٧٢] ـ أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا عيسى بن يونس ، قال : حدّثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال : جاء رجل من أهل الكتاب إلى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم / ،

__________________

(١) سقطت من (ح) وهو المصنف.

(٢) زيادة من (ح).

(٣) هذه المخالفة تأتى فى الحديث التالي رقم (٤٧٢) حيث جعل عيسى الواسطة بين إبراهيم وعبد الله بن مسعود : هو علقمة. بينما جعل سفيان هذه الواسطة هو : عبيدة.

__________________

(٤٧٢) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب التوحيد ، باب قول اللّه تعالى لما خلقت بيدي (رقم ٧٤١٥) وباب قول اللّه تعالى : إن اللّه يمسك السماوات والأرض أن تزولا (رقم ٧٤٥١) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب صفات المنافقين وأحكامهم ، كتاب صفة القيامة والجنة والنار (رقم ٢٧٨٦ / ٢١ ، ٢٢) كلاهما من طريق سليمان الأعمش ، عن إبراهيم عن علقمة.

انظر : تحفة الأشراف للمزي (رقم ٩٤٢٢).

٢٣٨

فقال : إنّ الله (عزوجل) (١) يحمل (٢) السّماوات على إصبع ، ويحمل (٣) الأرضين على إصبع ، ويحمل الماء [والثّرى (٤)] على إصبع ، ويحمل الشّجر على إصبع / ، ويحمل الخلائق كلّها على إصبع ، ثمّ يقول : أنا الملك ، فضحك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتّى بدت نواجذه.

__________________

(١) سقطت من (ح).

(٢) فى (ح): «يجعل» بالجيم والعين المهملة.

(٣) زيادة من (ح).

٢٣٩

[٣١٠] قوله تعالى :

(وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ) [٦٧]

[٤٧٣] ـ أخبرنا سويد بن نصر ، قال : أخبرنا عبد الله ، عن عنبسة بن سعيد ، عن حبيب بن أبي عمرة ، عن مجاهد ، قال : قال ابن عبّاس :

حدّثتني عائشة أنّها سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن قوله [عزوجل](١)(وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) (قلت) (٢) : فأين النّاس يومئذ؟ قال : «على جسر جهنّم» (٣).

__________________

(١) زيادة من (ح).

(٢) سقطت من (ح).

(٣) هذا الحديث متأخر عن الحديث الآتي في نسخة (ح).

__________________

(٤٧٣) ـ إسناده صحيح أخرجه الترمذي في جامعه : كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة الزمر (رقم ٣٢٤١) وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٦٢٢٨) وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب. وإسناده صحيح رجاله ثقات ، عبد اللّه هو ابن المبارك.

وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (٦ / ١١٧) ، وابن جرير الطبري في تفسيره (٢٤ / ١٩) ، والحاكم في مستدركه (٢ / ٤٣٦) ، والبيهقي في البعث والنشور (رقم ٦٢٩) ، والبغوي في شرح السنة (رقم ٤٤١٥) ، وأبو

٢٤٠