تفسير النسائي - ج ٢

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي

تفسير النسائي - ج ٢

المؤلف:

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي


المحقق: صبري بن عبدالخالق الشافعي وسيّد بن عبّاس الجليمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٩٥
الجزء ١ الجزء ٢

من كتاب الله ، فقد أعظم على الله الفرية (١) ، والله يقول : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ)(٢)(إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) [المائدة (٦٧)] ، ومن زعم أنّه يعلم ما يكون في غد ، فقد أعظم على الله / الفرية ، والله يقول (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ، الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ) [النّمل (٦٥)]

* * *

__________________

(١) في الأصل : «أعظم الفرية على الله».

(٢) في الأصل : «ما أنزلت» وهو خطأ.

٣٤١

[٣٥٣]

ذكر السدرة (١) المنتهى

[٥٥٣] ـ أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا عبد الرّزّاق ، عن معمر ، عن قتادة ، عن أنس ، في قوله (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) [الكوثر (١)] أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «هو نهر في الجنّة حافتاه قباب من لؤلؤ ، فقلت : يا جبريل ، ما هذا؟ قال : هو الكوثر الّذي أعطاكه الله (تبارك وتعالى) (*) ، «ورفعت لي سدرة (المنتهى) (*) ، منتهاها في السّماء السّابعة».

__________________

(١) هكذا بزيادة ألف ولام.

(*) سقطت من (ح).

__________________

(٥٥٣) ـ صحيح أخرجه الترمذي في جامعه (رقم ٣٣٥٩) : كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة الكوثر عن عبد بن حميد ، عن عبد الرزاق ـ به. وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٣٣٨) ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.

وإسناده على شرط الشيخين ، وقتادة صرح بالسماع في رواية البخاري ، فقد أخرجه البخاري (رقم ٦٥٨١) من حديث قتادة عن أنس ـ به دون قوله ورفعت لي سدرة المنتهى ... وهي في صحيح مسلم (١٧٣ / ٢٧٩) من حديث ابن مسعود.

وانظر تحفة الأشراف (رقم ٩٥٤٨).

٣٤٢

[٣٥٤] قوله تعالى :

(فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى [٩] فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى) [١٠]

[٥٥٤] ـ أخبرنا أحمد / بن منيع ، قال حدّثنا (١) عبّاد بن منيع ، قال : حدّثنا الشّيبانيّ ، قال : سألت زرّ بن حبيش عن قوله (فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) فقال :

أخبرني ابن مسعود أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم رأى جبريل (عليه‌السلام) (٢) له ستّمائة جناح (٣).

__________________

(١) في الأصل : «أنا».

(٢) سقطت من (ح).

(٣) هكذا ترتيب هذا الحديث في الأصل ، وفي (ح) ذكر قبل هذا الحديث الأحاديث (رقم ٥٥٨ ، ٥٥٧) هكذا في (ح) ، وآثرنا اتباع الأصل.

__________________

ـ قوله قباب : جمع قبة وهي بيت صغير مستدير من الخيام ، وهي من بيوت العرب.

(٥٥٤) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب التفسير ، باب فكان قاب قوسين أو أدنى (رقم ٤٨٥٦) وباب فأوحى إلى عبده ما أوحى (رقم ٤٨٥٧) وكتاب بدء الخلق ، باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه (رقم ٣٢٣٢) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الإيمان ، باب في ذكر سدرة المنتهى (رقم ١٧٤ / ٢٨٠ ، ٢٨١ ، ٢٨٢) ، وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب تفسير القرآن ، ـ

٣٤٣

[٣٥٥] قوله تعالى :

(ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى) [١١]

[٥٥٥] ـ أخبرنا الحسين بن منصور ، قال : حدّثنا عبد الله بن نمير [ح](١) وأخبرنا محمد بن العلاء ، قال : حدّثنا (*) أبو معاوية ، قال : حدّثنا (*) الأعمش ، عن زياد [بن](٢) حصين ، عن أبي العالية ، عن ابن عبّاس ، في قوله : (ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى) قال : رآه بقلبه ـ وقال محمّد بن العلاء : (ما كَذَبَ الْفُؤادُ)(٣)(ما رَأى) قال : رأى محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ربّه بقلبه مرّتين.

__________________

(١) زيادة من (ح).

(*) في الأصل : «أنا».

(٢) في الأصل : «عن» وهو خطأ ، والصواب من (ح) وتحفة الأشراف.

(٣) هكذا في الأصل : كما هو مثبت إلى آخر الحديث وفي (ح): «وقال محمد بن العلاء : (ما كذب الفؤاد) ، وقال : رآه بقلبه مرتين».

__________________

ـ باب ومن سورة والنجم (رقم ٣٢٧٧) ، كلهم من طريق أبي إسحاق الشيباني ، عن زر بن حبيش ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٩٢٠٥).

(٥٥٥) ـ أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الإيمان ، باب معنى قول اللّه ـ

٣٤٤

[٥٥٦] ـ أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ، قال حدّثنا هشيم ، عن منصور ، عن الحكم ، عن يزيد بن شريك ، عن أبي [ذرّ](١) ، قال : رأى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ربّه (تبارك وتعالى) (٢) بقلبه ولم يره ببصره.

__________________

(١) في الأصل : «الذر» وهو خطأ محض وما أثبتناه من (ح) وتحفة الأشراف.

(٢) في (ح): «عزوجل».

__________________

ـ عزّ وجل : ولقد رآه نزلة أخرى ، وهل رأى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ربه ليلة الإسراء (رقم ١٧٦ / ٢٨٥ ، ٢٨٦).

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٥٤٢٣).

(٥٥٦) ـ صحيح تفرد به المصنف ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ١١٩٩٦). ورجاله رجال الشيخين إلا أن في السند علّة وهي عنعنة هشيم بن بشير ؛ فإنه موصوف بكثرة التدليس والإرسال ، ولكنه صرح بالسماع في رواية ابن خزيمة في التوحيد فزالت شبهة تدليسه ، منصور هو ابن زاذان ، والحكم هو ابن عتيبة ، ووقع عند ابن خزيمة أن يزيد هو الرشك وهو خطأ ؛ فإن يزيد الرّشك هو ابن أبي يزيد ، وليست له رواية عن أبي ذر ، وإنما الذي في السند : يزيد بن شريك بن طارق التيمي الكوفي.

وقد أخرجه ابن خزيمة في التوحيد (رقم ٣١٠) عن أحمد بن منيع وزياد بن أيوب ، عن هشيم به ، وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٦ / ١٢٥) لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي ذر ـ به.

وقد أخرج مسلم (١٧٨ / ٢٩١ ، ٢٩٢) في صحيحه وأحمد وغيرهما من حديث أبي ذر قال : سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم هل رأيت ربك؟ قال : نور أنّى أراه. ـ

٣٤٥

[٥٥٧] ـ أخبرني يزيد بن سنان ، قال حدثنا يزيد بن أبي حكيم ، قال حدّثني الحكم بن أبان ، قال : سمعت عكرمة يقول :

سمعت ابن عباس يقول : إنّ محمّدا (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (١) رأى ربّه تبارك. (٢)

__________________

(١) في (ح): «عليه‌السلام».

(٢) في الأصل : «عزوجل».

ـ وراجع التعليق على الحديث رقم : «٥٥٤».

__________________

ـ وفي رواية : رأيت نورا.

قال في الفتح (٨ / ص ٦٠٨) يحمل نفيها على رؤية البصر ، وإثباته على رؤية القلب يعني نفي عائشة وإثبات ابن عباس للرؤية ، ثم قال ابن حجر : وبهذا يتبيّن مراد أبي ذر بذكره النور أي النور حال بين رؤيته له ببصره.

(٥٥٧) ـ صحيح موقوف. أخرجه الترمذي في جامعه (رقم ٣٢٧٩) : كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة والنجم ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٦٠٤٠) ، وقال الترمذي : حسن غريب وتمامه : قلت : أليس اللّه يقول (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) قال : ويحك ذاك إذا تجلى بنوره الذي هو وقال : أريه ، مرتين.

والإسناد فيه ضعف ؛ الحكم بن أبان فيه ضعف من قبل حفظه وقال في التقريب : صدوق له أوهام ، ويزيد بن أبي حكيم : صدوق ، والباقي ثقات ، وشيخ المصنف هو ابن يزيد القزّاز. وقد جاء من طريق آخر عن ابن عباس بما ذكره المصنف فهذا القول ثابت عن ابن عباس ، وقد ورد عنه تقييد الرؤية بالقلب وهي أصح. ـ

٣٤٦

[٥٥٨] ـ أخبرني يزيد بن سنان ، قال حدّثني معاذ بن هشام ، قال : حدّثني أبي ، عن قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس (فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى) [١٠] قال : عبده محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم. (١)

__________________

(١) راجع التعليق على الحديث رقم : «٥٥٤».

__________________

ـ والحديث أخرجه ابن خزيمة في التوحيد (رقم ٢٧٣ ، ٢٧٤) ، وابن أبي عاصم في السنة (رقم ٤٣٧) ، والطبراني في الكبير (ج ١١ / ص ٢٤٢ ـ ٢٤٣ / رقم ١١٦١٩) ، وغيرهم ، كلهم من حديث الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس ـ به ، وقد أخرجه ابن خزيمة في التوحيد (رقم ٢٨٤) ، وابن أبي عاصم في السنة (رقم ٤٣٩) ، وابن حبان في صحيحه (رقم ٣٨ ـ موارد) ، كلهم من حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن ابن عباس ـ به ، وأخرجه ابن خزيمة (رقم ٢٧٨ ، ٢٧٩) وابن أبي عاصم في السنة (رقم ٤٣٥) ، من حديث الشعبي عن عكرمة عن ابن عباس قال : رأى محمد صلّى اللّه عليه وسلّم ربه ، وجملة القول أن الحديث ثابت عن ابن عباس ، ولكنه يحمل على الروايات الأخرى أنه رآه بفؤاده أو كما في حديث المنام ـ واللّه أعلم.

(٥٥٨) ـ رجاله ثقات تفرد به المصنف ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٦٢٠٣). ورجاله ثقات ، شيخ المصنف هو القزاز ، معاذ بن هشام هو ابن أبي عبد اللّه الدستوائي ، وهو صدوق ربما وهم ، وفي الإسناد علة وهي عنعنة قتادة فإنه مدلس.

وقد أخرجه ابن خزيمة في التوحيد (رقم ٢٨٥) ، والطبري في تفسيره (٢٧ / ٢٨) ، كلاهما من حديث قتادة عن عكرمة ، عن ابن عباس ـ به.

وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٦ / ١٢٣) لابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه. ـ

٣٤٧

[٥٥٩] ـ أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال أخبرنا معاذ بن هشام ، قال : حدّثني أبي ، عن قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، قال : أتعجبون أن تكون الخلّة / لإبراهيم ، والكلام لموسى ، والرّؤية لمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

ـ قال ابن كثير في تفسيره (٤ / ٢٥٠) : «معناه فأوحى جبريل إلى عبد الله محمد ما أوحى ، أو فأوحى الله إلى عبده محمد ما أوحى بواسطة جبريل ؛ وكلا المعنيين صحيح».

وأخرج البخاري في صحيحه (رقم ٤٨٥٧) عن عبد الله بن مسعود : «أنه محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم رأى جبريل ..»

(٥٥٩) ـ صحيح تفرد به المصنف ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٦٢٠٤). وإسناده حسن ، وقتادة مدلس وقد عنعن ، لكنه قد توبع ، ومعاذ هو ابن أبي عبد الله الدستوائي ، وصحح الحافظ إسناده في الفتح (٨ / ٦٠٨).

وقد أخرجه ابن خزيمة في التوحيد (رقم ٢٧٢) ، وابن أبي عاصم في السنة (رقم ٤٤٢) ، والحاكم في مستدركه (١ / ٦٥) ، (٢ / ٤٦٩) وصححه على شرط البخاري ووافقه الذهبي ، وابن مندة في الإيمان (٢ / رقم ٧٦٢) ، كلهم من حديث قتادة عن عكرمة ـ به.

وأخرجه ابن خزيمة في التوحيد (رقم ٢٧٦ ، ٢٧٧) ، وابن أبي عاصم في السنة (رقم ٤٣٦) ، كلاهما من حديث عاصم عن عكرمة عن ابن عباس ـ به ، فهي متابعة جيدة لقتادة. وعاصم هو الأحول ، وكذا أخرجه ابن جرير في تفسيره (٢٧ / ٢٩) من حديث عاصم الأحول عن عكرمة ـ به وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٦ / ١٢٤) لابن مردويه عن ابن عباس.

٣٤٨

[٣٥٦] قوله تعالى :

(وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى) [١٣]

[٥٦٠] ـ أخبرنا محمّد بن منصور ، قال : حدّثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن زرّ بن حبيش ، عن عبد الله ، في قوله : (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى) إلى قوله : (لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى) [١٨] قال : رأى جبريل عليه‌السلام قد سدّ الأفق ، لم يره إلّا في هذين المكانين.

[٥٦١] ـ أخبرنا محمّد بن حاتم قال : حدّثنا (١) حبّان ، قال :

__________________

(١) في (ح): «أخبرنا».

__________________

(٥٦٠) ـ صحيح تفرد به المصنف ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٩٢١٧). وإسناده صحيح ؛ رجاله ثقات ، أبو إسحاق هو سليمان بن أبي سليمان الشيباني وهو ثقة.

وقد أخرجه ابن خزيمة في التوحيد (رقم ٢٨٨ ، ٢٨٩ ، ٢٩٠ ، ٢٩٣ ، ٢٩٤ ، ٢٩٥ ، ٣٠١) من طرق عن الشيباني عن زرّ عن عبد اللّه ـ به ، وقد أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما من طرق بألفاظ مختلفة ، وانظر ما سبق هنا (رقم ٥٥٤).

(٥٦١) ـ سبق تخريجه (رقم ٥٥١).

قوله رفرف : بساط.

٣٤٩

أخبرنا (١) عبد الله ، عن (٢) شريك عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن ابن يزيد ،

عن ابن مسعود ، في قوله (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى) [١٣] قال :

أبصر نبيّ الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (*) جبريل (٣) على رفرف قد ملأ ما بين السّماء والأرض ، ولم يبصر ربّه (تبارك وتعالى) (*).

[٥٦٢] ـ أخبرنا يحيى بن حكيم ، حدّثنا يحيى بن سعيد ، عن حمّاد بن سلمة ، عن عاصم ، عن زرّ [بن حبيش](٤) ،

عن عبد الله ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم (وَ)(٥)(لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى) [١٣] قال : «رأيت جبريل (عليه‌السلام) (*) عند السّدرة له ستّمائة جناح يتناثر منها تهاويل الدّرّ».

__________________

(١) في الأصل : «نا».

(٢) في الأصل : «ابن» وهو خطأ. وما أثبتناه من (ح) ، وتحفة الأشراف.

(*) سقطت من (ح).

(٣) في (ح): «عليهما‌السلام».

(٤) سقطت من الأصل ، والزيادة من (ح) وتحفة الأشراف.

(٥) سقطت الواو من الأصل.

__________________

(٥٦٢) ـ إسناده حسن. تفرد به المصنف ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٩٢١٦). ـ

٣٥٠

__________________

ـ ورجاله ثقات غير عاصم وهو ابن بهدلة بن أبي النجود ، وهو صدوق له أوهام.

وقد أخرجه الإمام أحمد في مسنده (١ / ٤١٢ ، ٤٦٠) ، والطبري في تفسيره (٢٧ / ٢٩) وابن خزيمة في التوحيد (رقم ٢٩١ ، ٢٩٢ ، ٢٩٦ ، ٢٩٩) ، وأبو الشيخ في العظمة (رقم ٥٠١ ، ٥٠٢) ، أربعتهم من حديث عاصم ، عن زر ، عن عبد الله ـ به ، وأخرجه أحمد (١ / ٣٩٥) من حديث عاصم عن أبي وائل ، عن عبد الله ـ به نحوه وقال ابن كثير فى تفسيره (٤ / ٢٥٢) على. إسناد أحمد الأول : «وهذا إسناد جيد قوي».

وأخرجه أحمد في مسنده ـ كما في تفسير ابن كثير (٤ / ٢٥٢) ـ من حديث شريك عن جامع بن أبي راشد عن أبي وائل عن عبد الله قال : رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ... نحوه ، وقال ابن كثير : «إسناده حسن» وهو كما قال فرجاله ثقات سوى شريك بن عبد الله النخعي القاضي ، فهو صدوق يخطئ كثيرا ، ولكن لا بأس به في الشواهد ، فالحديث ثابت بطريقيه والحمد لله.

قوله «التهاويل» : هي الأشياء المختلفة الألوان ، ومنه يقال : لما يخرج من الرياض من ألوان الزهر التهاويل ، وكذلك ما يعلق على الهوادج من ألوان العهن والزينة ، وكأن أحدها : تهوال وأصلها مما يهول الإنسان ويحيره.

٣٥١

[٣٥٧] قوله تعالى :

(لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى) [١٨]

[٥٦٣] ـ أخبرنا عمرو بن عليّ ، قال : حدّثنا يحيى ، قال : حدّثنا سفيان [ح](١) وأخبرنا عمرو بن عليّ ، قال : حدّثنا (٢) عبد الرّحمن ، عن شعبة ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، في قوله (لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى) قال : رأى رفرفا.

في حديث عبد الرحمن ـ «أخضر ، قد سدّ الأفق.»

* * *

__________________

(١) زيادة من (ح).

(٢) في الأصل : «أنا».

__________________

(٥٦٣) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب بدء الخلق : باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه (رقم ٣٢٣٣).

وكتاب التفسير ، باب لقد رأى من آيات ربه الكبرى (رقم ٤٨٥٨).

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٩٤٢٩). وانظر (رقم ٥٥١) هنا.

٣٥٢

[٣٥٨] قوله تعالى :

(إِلَّا اللَّمَمَ) [٣٢]

[٥٦٤] ـ أخبرنا محمّد بن رافع ، قال : حدّثنا عبد الرّزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عبّاس ، قال : ما رأيت شيئا أشبه باللّمم ممّا قال أبو هريرة عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، «إنّ الله (تبارك وتعالى) (١) كتب على ابن آدم حظّه من الزّنا (٢) أدرك ذلك لا محالة فزنا اليدين

__________________

(١) سقطت من (ح).

(٢) بعد : «الزنا» ، كلمة غير واضحة في الأصل.

__________________

(٥٦٤) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب الاستئذان ، باب زنا الجوارح دون الفرج (رقم ٦٢٤٣) وكتاب القدر ، باب وحرم على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون (رقم ٦٦١٢) ومعلقا ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب القدر ، باب قدر على ابن آدم حظه من الزنى وغيره (رقم ٢٦٥٧ / ٢٠) ، وأخرجه أبو داود في سننه : كتاب النكاح ، باب ما يؤمر به من غض البصر (رقم ٢١٥٢) ، كلهم من طريق ابن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٣٥٧٣).

قوله : اللمم : هي صغائر الذنوب ، وقيل هو أن يلم الإنسان بالذنب ثم لا يعود إليه ، وقيل : هو الميل إلى الذنب دون فعله. ـ

٣٥٣

البطش ، وزنا اللّسان النّطق ، والنّفس تمنّى وتشتهي ، والفرج يصدّق ذلك ويكذّبه».

* * *

__________________

ـ قوله : «والفرج يصدق ذلك ويكذبه» أي قد يحقق الزنا الحقيقي ويقع فيه وقد لا يفعل ذلك ويمتنع.

قال الحافظ في الفتح : قال ابن بطال : سمى النظر والنطق زنا لأنه يدعو إلى الزنا الحقيقي ، ولذلك قال : «والفرج يصدق ذلك ويكذبه». وقال ابن حجر أيضا في الموضع الثاني : وفي قوله : «والنفس تشتهي والفرج يصدق أو يكذب ما يستدل به على أن العبد لا يخلق فعل نفسه ، لأنه قد يريد الزنا مثلا ويشتهيه فلا يطاوعه العضو الذي يريد أن يزني به ، ويعجزه الحيلة فيه ولا يدري لذلك سببا ، ولو كان خالقا لفعله لما عجز عن فعل ما يريده مع وجود الطواعية واستحكام الشهوة فدل على أن ذلك فعل مقدر يقدرها إذا شاء ويعطلها إذا شاء».

٣٥٤

[٣٥٩] قوله تعالى :

(أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى) [١٩]

[٥٦٥] ـ أخبرنا أحمد بن بكّار ، وعبد الحميد بن محمّد ، قالا : حدّثنا مخلد ، قال : حدّثنا يونس ، عن أبيه ، قال :

__________________

(٥٦٥) ـ إسناد ضعيف أخرجه النسائي في سننه (رقم ٣٧٧٦ ، ٣٧٧٧) : كتاب الأيمان والنذور ، باب الحلف باللات والعزى ، وأخرجه في الكبرى : كتاب عمل اليوم والليلة ، ما يقول من حلف باللات والعزى (رقم ٩٨٩ ، ٩٩٠) ، وأخرجه ابن ماجه في سننه (رقم ٢٠٩٧) : كتاب الكفارات ، باب النهي أن يحلف بغير الله ، كلاهما من طريق أبي إسحاق ، عن مصعب بن سعد ـ به. وانظر تحفة الأشراف (رقم ٣٩٣٨). ورواته موثقون ، مخلد هو ابن يزيد الحراني ، صدوق له أوهام ، ويونس هو ابن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي : صدوق يهم ، وقد توبعا ، وباقي رجاله ثقات ، وعلة هذا الإسناد هو عمرو بن عبد الله السبيعي فهو وإن كان ثقة إلا أنه اختلط ، ولم أجد من تابعه عليه ، ولم أره إلا من رواية زهير وإسرائيل ويونس عنه ، وثلاثتهم حدث عنه بعد الاختلاط ، وانظر شرح علل الترمذي لابن رجب (٢ / ٥١٩) ، والميزان (٢ / ٨٦) وفي مواضع أخر ، وانظر الاغتباط ، وأعله الشيخ الألباني ـ حفظه الله ـ في إرواء الغليل (٨ / ١٩٢) بعلة أخرى وهي تدليس أبي إسحاق وقد عنعنه ، وهذه العلة منتفية ومندفعة ، فقد صرح أبو إسحاق بالتحديث عند المصنف هنا في التفسير وفي الصغرى وفي عمل اليوم والليلة.

وقد أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (ص ٢٠ / رقم ١٥ ـ الجزء المفقود) ، وأحمد (١ / ١٨٣ ، ١٨٦ ـ ١٨٧) ، وابن حبان في صحيحه (١١٧٨ ـ موارد) ، ثلاثتهم من حديث أبي إسحاق السبيعي عن مصعب بن سعد عن أبيه ـ به. ـ

٣٥٥

حدّثني مصعب بن سعد بن / أبي وقّاص ، عن أبيه ، قال : حلفت باللّات والعزّى ، فقال لي أصحابي : بئس ما قلت ، قلت [هجرا](١) ، فأتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فذكرت / ذلك له ، فقال : «قل : لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كلّ شىء قدير ، وانفث على (٢) شمالك ثلاثا ، وتعوّذ بالله من الشّيطان (الرّجيم) (٣) ، ثمّ لا تعد».

[٥٦٦] ـ أخبرنا أحمد بن سليمان ، قال : حدّثنا مسكين بن بكير ، قال : حدّثنا الأوزاعيّ ، قال : حدّثني الزّهريّ ، عن حميد بن عبد الرحمن ،

__________________

(١) في الأصل «جهدا» وأثبتناه من (ح) ومن سنن النسائي.

(٢) في (ح): «عن».

(٣) سقطت من (ح).

__________________

ـ وقد صححه الشيخ أحمد شاكر رحمه اللّه في تعليقه على المسند ، وفيه نظر للعلة المذكورة.

وسيأتي (رقم ٥٦٦) باللفظ المعروف عن أبي هريرة.

قوله هجرا : فحشا وهو القبيح من الكلام.

قوله ثم انفث : النفث بالفم : شبيه بالنفخ ؛ وهو أقل من التفل ؛ لأن التفل لا يكون إلا ومعه شيء من الريق. وأمره بالنفث طردا للشيطان.

(٥٦٦) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب التفسير ، باب أفرأيتم اللات والعزى (رقم ٤٨٦٠) وكتاب الأدب ، باب من لم ير إكفار من قال ذلك متأولا أو جاهلا (رقم ٦١٠٧) وكتاب الاستئذان ، باب كل لهو باطل إذا شغله ـ

٣٥٦

عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من حلف منكم ، فقال في حلفه باللات والعزّى ، فليقل : لا إله إلّا الله».

[٥٦٧] ـ أخبرنا عليّ بن المنذر ، قال : حدّثنا (١) ابن فضيل ، قال : حدثنا الوليد بن جميع ،

__________________

(١) في الأصل : «أنا».

__________________

ـ عن طاعة اللّه (رقم ٦٣٠١) وكتاب الأيمان والنذور ، باب لا يحلف باللات والعزى ولا بالطواغيت (رقم ٦٦٥٠) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الأيمان ، باب من حلف باللات والعزى فليقل لا إله إلا اللّه (رقم ١٦٤٧ / ٥ ، ٥ مكرر) ، وأخرجه أبو داود في سننه : كتاب الأيمان والنذور ، باب الحلف بالأنداد (رقم ٣٢٤٧) ، وأخرجه الترمذي في سننه : كتاب النذور والأيمان ، باب (رقم ١٥٤٥) وأخرجه المصنف في سننه : كتاب الأيمان والنذور ، الحلف باللات (رقم ٣٧٧٥) وأخرجه المصنف في الكبرى : كتاب عمل اليوم والليلة ، ما يقول من حلف باللات والعزى (رقم ٩٩١ ، ٩٩٢) ، وأخرجه ابن ماجة في سننه : كتاب الكفارات ، باب النهي أن يحلف بغير اللّه (رقم ٢٠٩٦) ، كلهم من طريق الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٢٢٧٦).

(٥٦٧) ـ إسناده حسن تفرد به المصنف ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٥٠٥٤).

علي بن المنذر : صدوق ، محمد بن فضيل بن غزوان : صدوق ، الوليد بن عبد اللّه بن جميع الزهري : صدوق يهم ، أبو الطفيل هو عامر بن واثلة الصحابي وهو آخر من مات من الصحابة. ـ

٣٥٧

عن أبي الطّفيل ، قال : لمّا فتح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مكّة ، بعث خالد بن الوليد إلى نخلة ، وكانت بها العزّى ، فأتاها خالد وكانت على ثلاث سمرات ، فقطع السّمرات ، وهدم البيت الّذى كان عليها ثمّ أتى النّبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبره ، فقال : «ارجع فإنّك لم تصنع شيئا ، فرجع خالد ، فلمّا (أبصرت) (١) به السّدنة ، (وهم) (٢) حجبتها أمعنوا في الجبل وهم يقولون : يا عزّى ، فأتاها خالد ، فإذا

__________________

(١) في (ح): «بصرت».

(٢) غير واضحة بالأصل ، وما أثبتناه من تفسير ابن كثير ، ومن (ح).

__________________

ـ وقد أخرجه أبو يعلى في مسنده (ج ٢ / ص ١٩٦ / رقم ٩٠٢) ، وأبو نعيم في الدلائل (رقم ٤٦٣) كلاهما من حديث محمد بن فضيل عن الوليد بن جميع عن أبي الطفيل به ، وذكره ابن سعد في الطبقات (٢ / ٢ / ١٠٥) ، ورواه محمد بن إسحاق في السيرة مرسلا.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦ / ١٧٦) : رواه الطبراني وفيه يحيى بن المنذر وهو ضعيف. وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٦ / ١٢٦) لابن مردويه.

قوله سمرات : جمع سمرة وهي الشجرة.

قوله السّدنة : جمع سادن وهو الخادم للصنم وبيت الأصنام.

قوله حجبتها : حماتها والقائمون عليها ، مفردها حاجب ، مثل حاجب الملك والأمير.

قوله أمعنوا في الجبل : أسرعوا تجاه الجبل ، هربا من خالد لما رأوه. ـ

٣٥٨

(هي) (١) امرأة عريانة ناشرة شعرها تحتفن (٢) التّراب على رأسها فعمّمها (٣) بالسّيف حتّى قتلها ، ثمّ رجع إلى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبره (٤) ، فقال : «تلك العزّي».

* * *

__________________

(١) سقطت من (ح).

(٢) في (ح): «تحتفر».

(٣) هكذا في الأصل ، وفي (ح). وفي تفسير ابن كثير : «فغمسها».

(٤) في الأصل : «وأخبره».

٣٥٩

[٣٦٠] قوله تعالى :

(وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى) [٢٠]

[٥٦٨] ـ أخبرنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير ، قال : حدّثنا أبي ، عن شعيب ، عن الزّهريّ ، عن عروة ، قال :

سألت عائشة عن قول الله عزوجل (فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) [البقرة : ١٥٨] فو الله ما على أحد جناح (ألّا) (١) يطّوّف بالصّفا والمروة ، قالت عائشة : بئس ما قلت يا ابن أختى ، إنّ هذه الآية لو كانت (كما) (*) أوّلتها كانت ـ لا جناح عليه ألّا يطّوّف بهما ـ ولكنّها أنزلت (في) (*) أنّ الأنصار قبل أن يسلموا كانوا يهلّون لمناة الطّاغية الّتى (كانوا) (٢) يعبدون عند المشلّل ، وكان

__________________

(١) في (ح): «أن لا».

(١) (*) سقطت من (ح).

(٢) سقطت من الأصل. والزيادة من (ح) ، ومن سنن النسائي.

__________________

(٥٦٨) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب الحج ، باب وجوب الصفا والمروة وجعل من شعائر اللّه (رقم ١٦٤٣) ، وأخرجه المصنف في سننه : كتاب مناسك الحج ، ذكر الصفا والمروة (رقم ٢٩٦٨) ، كلاهما من طريق شعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري ، عن عروة ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٦٤٧١).

قوله المشلّل هو موضع بين مكة والمدينة.

٣٦٠