تفسير النسائي - ج ٢

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي

تفسير النسائي - ج ٢

المؤلف:

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي


المحقق: صبري بن عبدالخالق الشافعي وسيّد بن عبّاس الجليمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٩٥
الجزء ١ الجزء ٢

١
٢

سورة الكهف

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٢١٧] قوله تعالى :

(وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً [٢٣] إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) [٢٤]

[٣٢٢] ـ أنا إبراهيم بن محمد ، نا ابن داود ، عن هشام بن عروة ، عن أبي الزّناد ، عن الأعرج ،

عن أبي هريرة ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «قال سليمان بن داود عليهما‌السلام : لأطوفنّ الليلة على مائة امرأة فتأتي كلّ امرأة برجل يضرب بالسّيف ، ولم يقل : إن شاء الله ، فطاف عليهنّ فجاءت واحدة بنصف ولد ، ولو قال سليمان : إن شاء الله ، لكان ما قال».

__________________

(٣٢٢) ـ صحيح. أخرجه المصنف في سننه الكبرى (رقم ١٤٦) : كتاب عشرة النساء ، باب طواف الرجل على نسائه في الليلة الواحدة بهذا الإسناد ، وعزاه في تحفة الأشراف للمصنف في الكبرى : كتاب الأيمان والنذور ، انظر تحفة الأشراف (رقم ١٣٩٢٠).

وإسناده صحيح ، رجاله ثقات ، وابن داود هو عبد الله الخريبي ثقة أخرج له البخاري.

وإبراهيم شيخ المصنف ثقة ، وهو التيمي قاضي البصرة.

وقد ذكره البخاري في صحيحه (رقم ٢٨١٩) معلقا من حديث الأعرج عن أبي هريرة نحوه وفيه «مائة امرأة أو تسع وتسعين» على الشك ، وأخرجه ـ

٣

__________________

ـ موصولا (رقم ٦٦٣٩) من حديث شعيب عن أبي الزناد عن الأعرج به نحوه وفيه «على تسعين امرأة» ، ورواه أيضا (رقم ٣٤٢٤) من حديث مغيرة ، عن أبي الزناد عن الأعرج به نحوه وفيه «سبعين امرأة» وقال البخاري عقبه : «قال شعيب وابن أبي الزناد «تسعين» وهو أصح».

وأخرجه مسلم (١٦٥٤ / ٢٥) من حديث أبي الزناد عن الأعرج به نحوه وفيه «تسعين امرأة» وفي مسلم روايات أخرى من طريق ابن سيرين (١٦٥٤ / ٢٢) وفيها : «ستون امرأة» ، ومن حديث طاوس عن أبي هريرة (١٦٥٤ / ٢٣) وفيها : «سبعين امرأة».

وهي عند البخاري أيضا (رقم ٥٢٤٢) من طريق ابن طاوس عن أبيه به نحوه وفيه : «مائة امرأة».

وقد أخرجه أحمد في مسنده (٢ / ٢٢٩) من طريق محمد بن سيرين عن أبي هريرة وفيه «مائة امرأة» ، ومن طريق ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة (٢ / ٢٧٥) وفيها «مائة».

وقد عزاه السيوطي وزاد نسبته في الدر المنثور (٤ / ٢١٨) للبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة نحوه وفيه : «تسعين امرأة».

* * *

٤

[٢١٨] قوله جل وعزّ :

(لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ) [٣٩]

[٣٢٣] ـ أنا أبو صالح المكّيّ ، نا فضيل ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن أبي ليلى ، عن أبي ذرّ ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال له : «يا أبا ذرّ ، ألا أدلّك على كنز من كنوز الجنّة؟» قال : نعم قال : «تقول : لا حول ولا قوّة إلّا بالله».

__________________

(٣٢٣) ـ صحيح أخرجه المصنف ، في سننه الكبرى : كتاب عمل اليوم والليلة ، الترغيب في قول : لا حول ولا قوّة إلّا بالله (رقم ٤٣) ، وأخرجه ابن ماجة في سننه كتاب الأدب ، باب ما جاء في «لا حول ولا قوّة إلّا بالله» (رقم ٣٨٢٥) كلاهما من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١١٩٦٥).

وهو حديث صحيح.

وقد أخرجه الامام أحمد في مسنده (٥ / ١٥٦) يحيى بن سعيد عن الإمام من حديث يحيى بن سعيد عن الأعمش ـ به وإسناده صحيح.

وقد أخرجه المصنف من حديث عمرو بن ميمون عن أبي ذر ـ به (رقم ١٤) في عمل اليوم والليلة ، وكذلك أخرجه ابن حبان من هذا الوجه به (رقم ٢٣٣٩ ـ موارد الظمآن).

والحديث قد أخرجه البخاري (رقم ٤٢٠٥ ، ٦٤٠٩ ، ٦٦١٠ ، ٧٣٨٦) ، ومسلم في صحيحه (٢٧٠٤ / ٤٤) ، (٢٧٠٤ / ٤٥) من حديث أبي موسى الأشعري.

٥

[٢١٩] قوله تعالى :

(وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً) [٤٧]

[٣٢٤] ـ أنا محمد بن عبد الأعلى ، نا خالد ، نا حاتم ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، قال : حدّثني القاسم بن محمد ، أنّ عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : / «تحشرون يوم القيامة حفاة عراة غرلا» قالت عائشة : قلت : يا رسول الله ، الرّجال والنّساء ينظر بعضهم إلى بعض؟! قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الأمر أشدّ من أن يهمّهم».

__________________

(٣٢٤) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب الرقاق ، باب الحشر (رقم ٦٥٢٧) وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، باب فناء الدنيا ، وبيان الحشر يوم القيامة (٢٨٥٩ / ٥٦ ، ٥٦ م) ، وأخرجه المصنف في سننه : كتاب الجنائز ، البعث (رقم ٢٠٨٤) ، وأخرجه ابن ماجه في سننه : كتاب الزهد ، باب ذكر البعث (رقم ٤٢٧٦) كلهم من طريق عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ، عن القاسم ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي : (رقم ١٧٤٦١).

قوله : «غرلا» الغرل جمع الأغرل : وهو الأقلف ، الذي لم يختتن.

٦

[٢٢٠] قوله تعالى :

(وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) [٥٤]

[٣٢٥] ـ أنا قتيبة بن سعيد ، نا الليث ، عن عقيل ، عن الزّهريّ ، عن علىّ بن حسين ، أنّ حسين بن علي ، حدّثه. عن عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) (١) أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم طرقه وفاطمة (رضي الله عنهما) (٢) فقال : «ألا تصلّون؟» قلت : يا رسول الله ، إنّما أنفسنا بيد الله ، فإذا شاء أن يبعثها بعثها ، فانصرف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو مدبر ، يضرب فخذه ويقول : (وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً).

__________________

(١) في الأصل : «عليه‌السلام» راجع التعليق على حديث (رقم ٦٥ ، ٢٤١).

(٢) في الأصل : «عليهما‌السلام» راجع التعليق السابق.

__________________

(٣٢٥) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب التهجد ، باب تحريض النبي صلّى اللّه عليه وسلّم على صلاة الليل والنوافل من غير إيجاب (رقم ١١٢٧) ، وكتاب التفسير ، باب وكان الإنسان أكثر شيء جدلا (رقم ٤٧٢٤) ، وكتاب الاعتصام بالكتاب والسنة ، باب وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (٧٣٤٧) ، وكتاب التوحيد ، باب في المشيئة والإرادة (رقم ٧٤٦٥) وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، باب ما روي فيمن نام الليل أجمع حتى أصبح (رقم ٧٧٥ / ٢٠٦).

وأخرجه المصنف في سننه : كتاب قيام الليل وتطوع النهار ، باب الترغيب ـ

٧

[٢٢١] قوله تعالى :

(قالَ مُوسى لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ) [٦٠]

[٣٢٦] ـ أنا إبراهيم بن المستمرّ ، نا الصّلت بن محمّد ، نا مسلمة (١) بن علقمة ، عن داود بن أبي هند ، عن عبد الله بن عبيد (٢) ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، قال : قام موسى خطيبا في بني إسرائيل فأبلغ في الخطبة ، فعرض في نفسه أنّ أحدا لم يؤت من العلم ما أوتي ، وعلم

__________________

(١) في الأصل : «سلمة بن علقمة» وهو خطأ ، والتصويب من تحفة الأشراف ، وقد نبه الحافظ المزي لهذا الخطأ في التهذيب ، وقال صوابه مسلمة ، وتابعه الحافظ في تهذيب التهذيب والتقريب. وسيأتي نفس الخطأ في حديث (رقم ٦٩٧).

(٢) في تحفة الأشراف «عبد الله بن عبيد الله» بالإضافة ، وهو خطأ ، وذلك بمراجعة كتب الرجال وغيرها من المصادر.

__________________

في قيام الليل (رقم ١٦١١ ، ١٦١٢) كلهم من طريق الحسين بن علي بن أبي طالب ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي : (رقم ١٠٠٧٠).

(٣٢٦) ـ صحيح * تفرد به المصنف من هذا الوجه ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٥٥٣٣). ورجاله ـ سوى شيخ المصنف ـ رجال مسلم ، وابن المستمر والصلت صدوقان. وسيأتي من طريق آخر (رقم ٣٢٧) وقد أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما وانظر (رقم ٣٢٧ ، ٣٢٨ ، ٣٢٩).

وقد زاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٤ / ٢٣٢) لابن عساكر.

٨

الله الّذي حدّث نفسه من ذلك ، قال له : يا موسى ، إنّ من عبادي من آتيته من العلم ما لم أوتك ، قال : أى ربّ ، من عبادك؟ قال : نعم. قال : فادللني على هذا الرّجل الّذي آتيته من العلم ما لم تؤتني حتّى أتعلّم منه ، قال : يدلّك عليه بعض زادك. قال لفتاه يوشع : (لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً) وكان ممّا تزوّد حوت مملّح في زنبيل ، وكانا يصيبان منه عند العشاء والغداة ، فلمّا انتهيا إلى الصّخرة عند ساحل البحر وضع فتاه المكتل على ساحل البحر فأصاب الحوت ثرى (١) البحر ، فتحرّك في المكتل ، فقلب المكتل ، وانسرب (٢) في البحر.

(فَلَمَّا جاوَزا) حضر الغداة ، قال : (آتِنا غَداءَنا ، لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا / هذا نَصَباً) (٦٢) ذكر الفتى قال : (أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ ، فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ ، وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ، وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً) (٦٣) فذكر موسى عليه‌السلام ما كان

__________________

(١) في الدر المنثور (٤ / ٢٣٢): «ندى» بالنون والدال المهملة.

(٢) في الدر المنثور (٤ / ٢٣٢): «واسرب» بدون نون.

__________________

قوله : حقبا جمع حقب بالضم ، وهي ثمانون سنة وقيل أكثر.

قوله : حوت مملح في زنبيل الحوت : السمكة.

قوله : المكتل هو زنبيل يصنع من الخوص أي القفة.

قوله : ثرى البحر الثرى : التراب النديّ المبتل.

٩

عهد إليه أنّه : يدلّك عليه بعض زادك ، فقال : (ذلِكَ ما كُنَّا نَبْغِ) لى (١) هذه حاجتنا (فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً) [٦٤] يقصّان آثارهما ، حتّى انتهيا إلى الصّخرة الّتي فعل فيها (٢) الحوت ما فعل ، وأبصر موسى عليه‌السلام أثر الحوت ، فأخذ إثر الحوت يمشيان على الماء حتّى انتهيا إلى جزيرة من جزائر البحر (فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً [٦٥] قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً [٦٦] قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً [٦٧] وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً) [٦٨] إلى قوله : (حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً) [٧٠] أي : حتّى أكون أنا أحدث لك ذلك ، (فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا رَكِبا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَها) [٧١] إلى قوله : (فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا لَقِيا غُلاماً) [٧٤] [على ساحل البحر غلمان يلعبون ، فعهد إلى أصبحهم (وأجودهم)](٣)(فَقَتَلَهُ قالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً)(٤)(بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً [٧٤] قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً) [٧٥] قال ابن عبّاس : فقال رسول

__________________

(١) هكذا في الأصل ، ولعل الصواب حذفها.

(٢) في الأصل : «فيه» وهو خطأ ، والصواب ما أثبتناه من رواية الدر المنثور.

(٣) سقط من الأصل وألحق بالهامش ، وما بين القوسين زيادة من الدر المنثور (٤ / ٢٣٢).

(٤) في الأصل : «زاكية» بزيادة ألف بعد الزاي وهى قراءة عامة قرّاء الحجاز والبصرة.

١٠

الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فاستحيى عند ذلك نبيّ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم موسى ، فقال : (إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً [٧٦] فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ) [٧٧]» قرأ إلى : (سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً [٧٨] أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ [يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها)](١) [٧٩] قرأ إلى (وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً) [٧٩] وفي قراءة أبيّ [بن كعب](*) : يأخذ كلّ سفينة صالحة غصبا (فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها) حتّى لا يأخذها الملك ، فإذا جاوزوا الملك رقعوها / وانتفعوا بها وبقيت لهم (وَأَمَّا الْغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ) [٨٠] قرأ إلى (ذلِكَ تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً) [٨٢] فجاء طائر فجعل يغمس منقاره في البحر ، فقال [له : يا موسى](*) تدري ما يقول هذا الطّائر؟. قال لا [أدري](*) ، قال : فإنّ هذا يقول : ما علمكما الّذي تعلمان في علم الله إلّا مثل ما أنقص به (٣) بمنقاري من جميع هذا البحر.

__________________

(١) سقط من الأصل : وألحق بالهامش.

(*) زيادة من الدر المنثور (٤ / ٢٣٢ ـ ٢٣٣).

(٣) كذا بالأصل والأولى حذفها ، وليست في رواية الدر المنثور عن ابن عساكر.

١١

[٢٢٢] قوله تعالى :

(فَلَمَّا جاوَزا قالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً) [٦٢]

[٣٢٧] ـ أنا محمد بن عبد الأعلى ، نا المعتمر ، عن أبيه ، عن رقبة ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جبير ، قال :

قيل لابن عبّاس : إنّ نوفا يزعم أنّ موسى عليه‌السلام الّذي ذهب يلتمس العلم ليس بموسى بني إسرائيل ، قال : أسمعته يا سعيد؟. قال : نعم ، قال : كذب نوف ، (حدّثنا) (١) أبيّ بن كعب ، قال :

__________________

(١) في الأصل : «نا» وهو من الاختصار في غير موضعه. راجع التعليق على حديث (رقم ٢٣ ، ٢٦٦) ،

__________________

(٣٢٧) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب العلم ، باب ما ذكر في ذهاب موسى صلّى اللّه عليه وسلّم في البحر إلى الخضر (رقم ٧٤) ، وباب الخروج في طلب العلم (رقم ٧٨) ، وباب ما يستحب للعالم إذا سئل أي الناس أعلم فيكل العلم إلى اللّه (رقم ١٢٢) ، وفي كتاب الإجارة ، باب إذا استأجر أجيرا على أن يقيم حائطا يريد أن ينقض جاز (رقم ٢٢٦٧) ، وفي كتاب الشروط ، باب الشروط مع الناس بالقول (رقم ٢٧٢٨) ، وفي كتاب بدء الخلق ، باب صفة إبليس وجنوده (رقم ٣٢٧٨) ، وفي كتاب أحاديث الأنبياء ، باب حديث الخضر مع موسى عليهما السّلام (رقم ٣٤٠٠ ، ٣٤٠١) ، وفي كتاب التفسير ، باب وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا (رقم ٤٧٢٥) ، وباب فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما نَسِيا حُوتَهُما ، فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً (رقم ٤٧٢٦) ، وباب (قالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ) (رقم

١٢

سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّه بينا موسى عليه‌السلام في قومه يذكّرهم بأيّام الله ـ وأيّام الله : نعماؤه وبلاؤه ـ قال : ما أعلم في الأرض رجلا خيرا منّي وأعلم منّي ، قال : «فأوحى الله إليه : إنّى أعلم بالخير منه ـ أو : عند من هو ـ إنّ في الأرض رجلا هو أعلم منك ، قال : يا ربّ ، فدلّني عليه ، فقيل له : تزوّد حوتا مالحا فإنّه حيث تفقد الحوت ، قال : فانطلق هو وفتاه حتّى انتهيا إلى الصّخرة ، فعمّي (١) فانطلق وترك فتاه ، فاضطرب الحوت في الماء فجعل لا يلتمم (٢) عليه إلّا صار مثل الكوّة (*). قال : فقال فتاه : ألا ألحق بنبي

__________________

(١) في الأصل : «فعمى» وفي رواية لمسلم «فعمى عليه فانطلق» وعمّى من العماء وهو أن يضل الطريق أو يخفى أو يلتبس عليه.

(٢) في الأصل : كذلك وفي روايات للبخاري ومسلم «لم يلتئم» أي لم يعد إلى بعضه سائلا متصلا ـ من الالتئام ـ وهو قريب من معنى «يلتمم».

(*) قوله : «الكوة» هي الطاقة أو الفتحة أو الفجوة.

__________________

ـ ٤٧٢٧) وفي كتاب الأيمان والنذور ، باب إذا حنث ناسيا في الأيمان (رقم ٦٦٧٢) ، وفي كتاب التوحيد ، باب في المشيئة والإرادة (رقم ٧٤٧٨)

وأخرجه مسلم في كتاب الفضائل ، باب من فضل الخضر عليه السّلام (رقم ٢٣٨٠ / ١٧٠ ، ١٧١) ، (١٧٢ ، ١٧٤) ، وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب التفسير ، باب ومن سورة الكهف (رقم ٣١٤٩) وقال : هذا حديث حسن صحيح.

وسيأتي (رقم ٣٢٨ ، ٣٢٩) للمصنف.

١٣

الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبره؟ قال : فنسي ، فلمّا تجاوزا (قالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً) قال : ولم يصبهم نصب حتّى تجاوزا. قال : فتذكّر فقال (أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً [٦٣] قالَ : ذلِكَ ما كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً) [٦٤] / فأراه مكان الحوت. فقال : هاهنا وصف لى. قال : فذهب يلتمس ، فإذا هو بالخضر مسجّى ثوبا مستلقيا على القفا. فقال : السّلام عليكم. فكشف الثّوب عن وجهه. فقال : وعليكم السّلام ، من أنت؟ قال : أنا موسى. قال : ومن موسى؟ قال : موسى بني إسرائيل. قال : ما جاء بك؟ قال : جئت لتعلّمنى (مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً [٦٦] قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً [٦٧] وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً) [٦٨] شيء أمرت أن أفعله ، إذا رأيتني لم تصبر (قالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ صابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً [٦٩] قالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً [٧٠] فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا رَكِبا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَها) [٧١] قال : انتحى عليها. قال له موسى عليه‌السلام : (أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً [٧١] قالَ :

__________________

ـ وعزاه المزي في تحفة الأشراف للمصنف في سننه الكبرى : كتاب العلم كلهم من طريق عبد الله بن العباس بن عبد المطلب أبو العباس الصحابي ـ به.

وانظر تحفة الأشراف (رقم ٣٩).

وسبق (رقم ٢٨٠) أوله مختصرا من طريق زيد بن أبي أنيسة ـ به.

١٤

أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً [٧٢] قالَ لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً [٧٣] فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا لَقِيا) [٧٤] غلمانا يلعبون ، قال : فانطلق إلى أحدهم بادي الرّأي فقتله ، قال : فذعر عندها موسى ذعرة منكرة (قالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً) [٧٤] فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عند هذا المكان : «رحمة الله علينا وعلى موسى ، لو لا عجل لرأى العجب ، ولكنّه أخذته من صاحبه ذمامة (١)» قال : (قالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً) [٧٥] ولو صبر لرأى العجب. قال : وكان إذا ذكر أحدا من الأنبياء بدأ بنفسه : رحمة الله علينا وعلى أخي ، هذا ، رحمة الله علينا ، قال : (فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ) [٧٧] لئاما فطافا في المجالس ف (اسْتَطْعَما [أَهْلَها])(٢)(فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ ؛ قالَ : لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً) [٧٧](قالَ هذا فِراقُ بَيْنِي / وَبَيْنِكَ ، سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً [٧٨] أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ) [٧٩] إلى آخر الآية. فإذا جاء الّذي يتخيّرها (٣) وجدها منخرقة ، فيجاوزها ، وأصلحوها بخشبة ، (وَأَمَّا الْغُلامُ) فطبع يوم

__________________

(١) في الأصل : «دمامة» بالمهملة في أوله والتصحيح من صحيح مسلم.

(٢) سقط من الأصل.

(٣) غير واضحه بالأصل ، ورسمها هكذا كما أثبتناها ، والراجح أنها يتخيرها ، وبها يستقيم المعنى. وهي في صحيح مسلم «يسخرها» وهي أبعد من المعنى.

١٥

طبع كافرا ، كان أبواه قد عطفا عليه ، فلو أنّه أدرك أرهقهما (طُغْياناً وَكُفْراً [٨٠] فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ زَكاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً [٨١] وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ) [٨٢] الآية.

__________________

ـ قوله : «مسجّى ثوبا» أي مغطي بثوب.

قوله : «انتحى عليها» : مال واتكأ عليها ، والمراد هنا أنه مال واتكأ على ألواح السفينة فخرقها.

قوله : «شيئا إمرا» أي شيئا عظيما منكرا ، أو شنيعا منكرا.

قوله : «بادي الرأي» أي من غير تفكر ولا تدبر. وإنما فعل ذلك مسرعا لأول وهلة.

قوله : «زكية» وفي بعض القراءات «زاكية» بالمدّ ـ وهي الطاهرة من الذنوب.

قوله : «نكرا» النكر هو المنكر.

قوله : «ذمامة» أي حياء وإشفاقا من اللوم والذم. والمراد أن موسى أشفق من لوم صاحبه له وذمه إياه.

١٦

[٢٢٣] قوله تعالى :

(أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً) [٦٣]

[٣٢٨] ـ أنا قتيبة بن سعيد ـ في حديثه ـ عن سفيان ، عن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، قال :

قلت لابن عبّاس إنّ نوفا البكاليّ يزعم أنّ موسى بني إسرائيل ليس بموسى الخضر ، قال : كذب عدوّ الله ، [حدّثنا](١) أبيّ بن كعب ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : قام موسى عليه‌السلام خطيبا في بني إسرائيل ، فقيل له : أىّ النّاس أعلم؟ قال : أنا. قال : فعتب الله عليه إذ لم يردّ العلم إليه ، فأوحى الله إليه ؛ بل عبد من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك. قال : أى ربّ ، فكيف السّبيل إليه؟. قال : تأخذ حوتا في مكتل فحيث ما فقدت الحوت فاتبعه ، فخرج موسى ومعه فتاه يوشع بن نون ، ومعهما الحوت ، حتّى انتهيا إلى صخرة فنزلا عندها. فوضع موسى عليه‌السلام رأسه فنام ، قال سفيان : في

__________________

(١) في الأصل : «نا» وهذا من الاختصار في غير موضعه. راجع التعليق على ذلك في حديث (٢٣).

__________________

(٣٢٨) ـ سبق تخريجه (رقم ٣٢٧) وسيأتي (رقم ٣٢٩).

١٧

غير حديث عمرو : وفي أصل الصّخرة عين يقال لها الحياة ، لا يصيب شيء من مائها شيئا إلّا حيي ؛ فأصاب الحوت من ماء تلك العين فتحرّك وانسلّ من المكتل ، فدخل البحر ، فلمّا استيقظ موسى (قالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً) [٦٢] قال : فلم يجد النّصب حتّى جاوز ما أمر به. فقال له فتاه يوشع بن نون : (أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إِلَى / الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ ، وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ) [٦٣] قال له موسى : (ذلِكَ ما كُنَّا نَبْغِ)(١)(فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً) [٦٤] فرجعا يقصّان آثارهما وجدا سربا في البحر كالطّاق ممرّ الحوت ، فكان لهما عجبا وللحوت سربا ، فلمّا انتهيا إلى الصّخرة إذا هما برجل مسجّى بثوب ، فسلّم عليه موسى عليه‌السلام ، قال : وأنّى بأرضك السّلام؟ قال أنا موسى ، قال : موسى بني إسرائيل؟ قال : نعم قال : (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً) [٦٦] قال له الخضر : يا موسى إنك على علم من علم الله علّمكه الله ؛ وأنا على علم من علم الله علّمنيه الله لا تعلمه ، قال : بل أتّبعك (قالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً [٧٠] فَانْطَلَقا) [٧١] يمشيان

__________________

(١) في الأصل : «نبغي» بالياء ، وهو خطأ.

قوله : «مسجّى» أي مغطي.

قوله : «بغير نول» أي بغير أجر ولا جعل.

١٨

على السّاحل فمرّت بهم سفينة فعرف الخضر فحملوهم في السّفينة ، فركبا ، فوقع عصفور على حرف السّفينة ، فغمس منقاره في البحر ، فقال الخضر : يا موسى ما علمي وعلمك وعلم الخلائق في علم الله إلّا مقدار ما غمس هذا العصفور منقاره. قال : فلم يفجأ موسى إذ عمد الخضر إلى قدّام السّفينة فخرق السّفينة فقال موسى : قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها (لِتُغْرِقَ أَهْلَها لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً [٧١] قالَ : أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً [٧٢] قالَ : لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً [٧٣] فَانْطَلَقا) [٧٤] فإذا هما بغلام يلعب مع الغلمان فأخذ الخضر رأسه فقطعه ، قال له موسى : (أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً) [٧٤](قالَ : أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً [٧٥] قالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً [٧٦] فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما) [٧٧] فمرّ الخضر بجدار (يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ) [٧٧] قال له موسى : إنّا دخلنا / هذه القرية فلم يطعمونا ولم يضيّفونا (لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً [٧٧] قالَ هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً) [٧٨] قال : وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «وددنا أنّ موسى صبر حتّى يقصّ علينا من أمرهما» وكان ابن العبّاس يقرؤها : وكان أمامهم ملك يأخذ كلّ سفينة غصبا. وأمّا الغلام فكان كافرا

١٩

[٢٢٤] قوله تعالى :

(فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً) [٦٤]

[٣٢٩] ـ أخبرنى عمران بن يزيد ، نا إسماعيل بن عبد الله بن سماعة ، عن الأوزاعى ، قال أخبرنى ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عبّاس ، أنّه تمارى هو والحرّ بن قيس حصن الفزاريّ في صاحب موسى. قال ابن عبّاس : هو خضر ، فمرّ بهما أبيّ بن كعب الأنصاريّ ، فدعاه ابن عبّاس فقال : إنّي تماريت وصاحبي هذا في صاحب موسى الّذي سأل السّبيل إلى لقائه. هل سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يذكر شيئا؟ قال : أي نعم. سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «بينا موسى في ملإ من بني إسرائيل إذ جاءه رجل ، فقال : هل تعلم أحدا أعلم منك؟. فقال موسى عليه‌السلام : لا. فأوحى الله إلى موسى : بلى ، عبدنا خضر. فسأل موسى عليه‌السلام السّبيل إلى لقيّه ، فجعل الله له الحوت آية ، وقيل : إذا فقدت الحوت ، فارجع فإنّك ستلقاه. فكان موسى عليه‌السلام يتبع أثر الحوت فى البحر. قال فتى موسى لموسى : (أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ) [٦٣] قال موسى

__________________

(٣٢٩) ـ سبق تخريجه (رقم ٣٢٧ ، ٣٢٨).

٢٠